وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٤١- و من كتاب له (عليه السلام) إلى بعض عماله‏

أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي كُنْتُ أَشْرَكْتُكَ فِي أَمَانَتِي‏[١] وَ جَعَلْتُكَ شِعَارِي وَ بِطَانَتِي وَ لَمْ يَكُنْ [فِي أَهْلِي رَجُلٌ‏] رَجُلٌ مِنْ أَهْلِي أَوْثَقَ مِنْكَ فِي نَفْسِي لِمُوَاسَاتِي‏[٢] وَ مُوَازَرَتِي‏[٣] وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَيَّ فَلَمَّا رَأَيْتَ الزَّمَانَ عَلَى ابْنِ عَمِّكَ‏ قَدْ كَلِبَ‏[٤] وَ الْعَدُوَّ قَدْ حَرِبَ‏[٥] وَ أَمَانَةَ النَّاسِ قَدْ خَزِيَتْ‏[٦] وَ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَدْ [فَتَكَتْ‏] فَنَكَتْ‏[٧] وَ شَغَرَتْ‏[٨] قَلَبْتَ لِابْنِ عَمِّكَ ظَهْرَ الْمِجَنِ‏[٩] فَفَارَقْتَهُ مَعَ الْمُفَارِقِينَ وَ خَذَلْتَهُ مَعَ الْخَاذِلِينَ وَ خُنْتَهُ مَعَ الْخَائِنِينَ فَلَا ابْنَ عَمِّكَ آسَيْتَ‏[١٠] وَ لَا الْأَمَانَةَ أَدَّيْتَ وَ كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنِ اللَّهَ تُرِيدُ بِجِهَادِكَ وَ كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَ كَأَنَّكَ إِنَّمَا كُنْتَ تَكِيدُ[١١] هَذِهِ الْأُمَّةَ عَنْ دُنْيَاهُمْ وَ تَنْوِي غِرَّتَهُمْ‏[١٢] عَنْ فَيْئِهِمْ‏[١٣] فَلَمَّا أَمْكَنَتْكَ الشِّدَّةُ فِي خِيَانَةِ الْأُمَّةِ أَسْرَعْتَ الْكَرَّةَ وَ عَاجَلْتَ الْوَثْبَةَ وَ اخْتَطَفْتَ مَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمُ الْمَصُونَةِ لِأَرَامِلِهِمْ وَ أَيْتَامِهِمُ اخْتِطَافَ الذِّئْبِ الْأَزَلِ‏[١٤] دَامِيَةَ[١٥] الْمِعْزَى‏[١٦] الْكَسِيرَةَ[١٧] فَحَمَلْتَهُ إِلَى الْحِجَازِ رَحِيبَ الصَّدْرِ بِحَمْلِهِ غَيْرَ مُتَأَثِّمٍ‏[١٨] مِنْ أَخْذِهِ كَأَنَّكَ لَا أَبَا لِغَيْرِكَ‏[١٩] حَدَرْتَ‏[٢٠] إِلَى أَهْلِكَ تُرَاثَكَ‏[٢١] مِنْ أَبِيكَ وَ أُمِّكَ فَسُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا تُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ أَ وَ مَا تَخَافُ نِقَاشَ‏[٢٢] الْحِسَابِ أَيُّهَا الْمَعْدُودُ كَانَ عِنْدَنَا مِنْ أُولِي الْأَلْبَابِ كَيْفَ تُسِيغُ‏[٢٣] شَرَاباً وَ طَعَاماً وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ تَأْكُلُ حَرَاماً وَ تَشْرَبُ حَرَاماً وَ تَبْتَاعُ الْإِمَاءَ وَ تَنْكِحُ النِّسَاءَ مِنْ أَمْوَالِ الْيَتَامَى وَ الْمَسَاكِينِ ١٦٨ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُجَاهِدِينَ الَّذِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْأَمْوَالَ وَ أَحْرَزَ بِهِمْ هَذِهِ الْبِلَادَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَ ارْدُدْ إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ أَمْوَالَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ثُمَّ أَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْكَ لَأُعْذِرَنَّ إِلَى اللَّهِ فِيكَ‏[٢٤] وَ لَأَضْرِبَنَّكَ بِسَيْفِي الَّذِي مَا ضَرَبْتُ بِهِ أَحَداً إِلَّا دَخَلَ‏ النَّارَ وَ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ فَعَلَا مِثْلَ الَّذِي فَعَلْتَ مَا كَانَتْ لَهُمَا عِنْدِي هَوَادَةٌ[٢٥] وَ لَا ظَفِرَا مِنِّي بِإِرَادَةٍ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُمَا وَ أُزِيحَ الْبَاطِلَ عَنْ مَظْلَمَتِهِمَا وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَا أَخَذْتَهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ حَلَالٌ لِي أَتْرُكُهُ مِيرَاثاً لِمَنْ بَعْدِي فَضَحِّ رُوَيْداً[٢٦] فَكَأَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ الْمَدَى‏[٢٧] وَ دُفِنْتَ تَحْتَ الثَّرَى‏[٢٨] وَ عُرِضَتْ عَلَيْكَ أَعْمَالُكَ بِالْمَحَلِّ الَّذِي يُنَادِي الظَّالِمُ فِيهِ بِالْحَسْرَةِ وَ يَتَمَنَّى الْمُضَيِّعُ فِيهِ الرَّجْعَةَ وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ[٢٩]‏.

_________________________
[١] . أشركتك في أمانتي‏: جعلتك شريكا فيما قمت فيه من الأمر.
[٢] . المُواساة: من «آساه» إذا أناله من ماله عن كفاف لا عن فضل، أو مطلقا. و قالوا: ليست مصدرا لواساه فانه غير فصيح، و تقدم للإمام استعماله، و هو حجة.
[٣] . الموازرة: المناصرة.
[٤] . كَلِب‏ - كفرح-: اشتد و خشن.
[٥] . حَرِبَ‏ - كفرح-: اشتد غضبه و استأسد في القتال.
[٦] . خزيت‏ - كرضيت-: ذلت و هانت.
[٧] . من «فَنَكَت الجارية»إذا صارت ما جنة، و مجون الأمة أخذها بغير الحزم في أمرها كأنها هازلة.
[٨] . شَغَرَت‏: لم يبق فيها من يحميها.
[٩] . المِجَنّ‏: الترس، و قلب ظهر المجن: مثل يضرب لمن يخالف ما عهد فيه.
[١٠] . آسَيْت‏: ساعدت و شاركت في الملمات.
[١١] . كادَه عن الأمر: خدعه حتى ناله منه.
[١٢] . الغرّة: الغفلة.
[١٣] . الفي‏ء: مال الغنيمة و الخراج. و أصله ما وقع للمؤمنين صلحا من غير قتال.
[١٤] . الأزَلّ‏ - بتشديد اللام-: السريع الجري.
[١٥] . الدامية: المجروحة.
[١٦] . المِعْزَى‏: أخت الضأن، اسم الجنس كالمعز و المعيز.
[١٧] . الكسيرة: المكسورة.
[١٨] . التأثّم‏: التحرّز من الإثم، بمعنى الذنب. و حدرت: أسرعت اليهم بتراث أو ميراث، أو هو من «حدره» بمعنى حطه من أعلى. لأسفل‏.
[١٩] . لا أبا لغيرك‏: عبارة تقال للتوبيخ مع التحامي من الدعاء على من يناله التقريع.
[٢٠] . حَدَرْتَ اليهم‏: أسرعت اليهم.
[٢١] . تراث‏: ميراث.
[٢٢] . النقاش‏ - بالكسر-: المناقشة، بمعنى الاستقصاء في الحساب.
[٢٣] . تُسيغ‏: تبلع بسهولة.
[٢٤] . لأعْذَرْنّ إلى اللَّه فيك‏: أي لأعاقبنك عقابا يكون لي عذرا عند اللَّه من فعلتك هذه.
[٢٥] . الهَوَادَة - بالفتح-: الصلح و اختصاص شخص ما بميل اليه و ملاطفة له.
[٢٦] . ضَحِ‏: من «ضحيت الغنم» إذا رعيتها في الضحى، أي فارع نفسك على مهل.
[٢٧] . المَدَى‏ - بالفتح-: الغاية.
[٢٨] . الثرى‏: التراب.
[٢٩] . «لاتَ حينَ مناص»: أي ليس الوقت وقت فرار.
****************************