وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٥٣ - و من كتاب له (عليه السلام) كتبه للأشتر النخعي [رحمه الله‏] لما ولاه على مصر و أعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر، و هو أطول عهد كتبه و أجمعه للمحاسن.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ حِينَ وَلَّاهُ مِصْرَ جِبَايَةَ خَرَاجِهَا وَ جِهَادَ عَدُوِّهَا وَ اسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا وَ عِمَارَةَ بِلَادِهَا أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ إِيْثَارِ طَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ مِنْ فَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ الَّتِي لَا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا وَ لَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا وَ إِضَاعَتِهَا وَ أَنْ يَنْصُرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ [بِيَدِهِ وَ قَلْبِهِ‏] بِقَلْبِهِ وَ يَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَإِنَّهُ جَلَّ اسْمُهُ قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ وَ إِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّهُ وَ أَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَ [مِنْ نَفْسِهِ عِنْدَ] نَفْسَهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ [يَنْزَعَهَا] يَزَعَهَا[١] عِنْدَ الْجَمَحَاتِ‏[٢] فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ ثُمَّ اعْلَمْ يَا مَالِكُ أَنِّي قَدْ وَجَّهْتُكَ إِلَى بِلَادٍ قَدْ جَرَتْ عَلَيْهَا دُوَلٌ قَبْلَكَ مِنْ عَدْلٍ وَ جَوْرٍ وَ أَنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ مِنْ أُمُورِكَ فِي مِثْلِ مَا كُنْتَ تَنْظُرُ فِيهِ مِنْ أُمُورِ الْوُلَاةِ قَبْلَكَ وَ يَقُولُونَ فِيكَ مَا كُنْتَ [تَقُولُهُ‏] تَقُولُ فِيهِمْ وَ إِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِينَ بِمَا يُجْرِي اللَّهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِهِ فَلْيَكُنْ أَحَبَّ الذَّخَائِرِ إِلَيْكَ ذَخِيرَةُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فَامْلِكْ هَوَاكَ وَ شُحَ‏[٣] بِنَفْسِكَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفْسِ الْإِنْصَافُ مِنْهَا فِيمَا أَحَبَّتْ أَوْ كَرِهَتْ وَ أَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَ اللُّطْفَ بِهِمْ وَ لَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَ إِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ يَفْرُطُ[٤] مِنْهُمُ الزَّلَلُ‏[٥] وَ تَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ وَ يُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الْعَمْدِ وَ الْخَطَإِ فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَ صَفْحِكَ مِثْلِ الَّذِي تُحِبُّ وَ تَرْضَى أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَ صَفْحِهِ فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ وَ وَالِي الْأَمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ وَ اللَّهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ وَ قَدِ اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ‏[٦] وَ ابْتَلَاكَ بِهِمْ وَ لَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللَّهِ‏[٧] فَإِنَّهُ لَا [يَدَيْ‏] يَدَ لَكَ بِنِقْمَتِهِ‏[٨] وَ لَا غِنَى بِكَ عَنْ عَفْوِهِ وَ رَحْمَتِهِ وَ لَا تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْوٍ وَ لَا تَبْجَحَنَ‏[٩] بِعُقُوبَةٍ وَ لَا تُسْرِعَنَّ إِلَى بَادِرَةٍ[١٠] وَجَدْتَ [عَنْهَا] مِنْهَا مَنْدُوحَةً[١١] وَ لَا تَقُولَنَّ إِنِّي مُؤَمَّرٌ[١٢] آمُرُ فَأُطَاعُ فَإِنَّ ذَلِكَ إِدْغَالٌ‏[١٣] فِي الْقَلْبِ وَ مَنْهَكَةٌ[١٤] لِلدِّينِ وَ تَقَرُّبٌ مِنَ الْغِيَرِ- [١٥] وَ إِذَا أَحْدَثَ لَكَ مَا أَنْتَ فِيهِ مِنْ سُلْطَانِكَ أُبَّهَةً[١٦] أَوْ مَخِيلَةً[١٧] فَانْظُرْ إِلَى عِظَمِ مُلْكِ اللَّهِ فَوْقَكَ وَ قُدْرَتِهِ مِنْكَ عَلَى مَا لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ يُطَامِنُ‏[١٨] إِلَيْكَ مِنْ طِمَاحِكَ‏[١٩] وَ يَكُفُّ عَنْكَ مِنْ غَرْبِكَ‏[٢٠] وَ يَفِي‏ءُ[٢١] إِلَيْكَ بِمَا عَزَبَ‏[٢٢] عَنْكَ مِنْ عَقْلِكَ إِيَّاكَ وَ مُسَامَاةَ[٢٣] اللَّهِ فِي عَظَمَتِهِ وَ التَّشَبُّهَ بِهِ فِي جَبَرُوتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ يُذِلُّ كُلَّ جَبَّارٍ وَ يُهِينُ كُلَّ مُخْتَالٍ أَنْصِفِ اللَّهَ وَ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ وَ مَنْ لَكَ [هَوًى فِيهِ‏] فِيهِ هَوًى‏[٢٤] مِنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّكَ إِلَّا تَفْعَلْ تَظْلِمْ وَ مَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ وَ مَنْ خَاصَمَهُ اللَّهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ‏[٢٥] وَ كَانَ لِلَّهِ حَرْباً[٢٦] حَتَّى يَنْزِعَ‏[٢٧] أَوْ يَتُوبَ وَ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ تَعْجِيلِ نِقْمَتِهِ مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ [يَسْمَعُ‏] سَمِيعٌ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ وَ هُوَ لِلظَّالِمِينَ بِالْمِرْصَادِ وَ لْيَكُنْ أَحَبَّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ وَ أَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ وَ أَجْمَعُهَا [لِرِضَا] لِرِضَى الرَّعِيَّةِ فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ يُجْحِفُ [بِرِضَا[٢٨]] بِرِضَى الْخَاصَّةِ وَ إِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ [رِضَا] رِضَى الْعَامَّةِ- وَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَئُونَةً فِي الرَّخَاءِ وَ أَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِي الْبَلَاءِ وَ أَكْرَهَ لِلْإِنْصَافِ وَ أَسْأَلَ بِالْإِلْحَافِ‏[٢٩] وَ أَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الْإِعْطَاءِ وَ أَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ وَ أَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ وَ إِنَّمَا [عَمُودُ] عِمَادُ الدِّينِ وَ جِمَاعُ‏[٣٠] الْمُسْلِمِينَ وَ الْعُدَّةُ لِلْأَعْدَاءِ الْعَامَّةُ مِنَ الْأُمَّةِ فَلْيَكُنْ صِغْوُكَ‏[٣١] لَهُمْ وَ مَيْلُكَ مَعَهُمْ وَ لْيَكُنْ أَبْعَدَ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ وَ أَشْنَأَهُمْ‏[٣٢] عِنْدَكَ أَطْلَبُهُمْ‏[٣٣] لِمَعَايِبِ النَّاسِ فَإِنَّ فِي النَّاسِ عُيُوباً الْوَالِي أَحَقُّ مَنْ سَتَرَهَا فَلَا تَكْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ تَطْهِيرُ مَا ظَهَرَ لَكَ وَ اللَّهُ يَحْكُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ يَسْتُرِ اللَّهُ مِنْكَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ أَطْلِقْ‏[٣٤] عَنِ النَّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْدٍ وَ اقْطَعْ عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْرٍ[٣٥] وَ تَغَابَ‏[٣٦] عَنْ كُلِّ مَا لَا يَضِحُ‏[٣٧] لَكَ وَ لَا تَعْجَلَنَّ إِلَى تَصْدِيقِ سَاعٍ فَإِنَّ السَّاعِيَ‏[٣٨] غَاشٌّ وَ إِنْ تَشَبَّهَ بِالنَّاصِحِينَ وَ لَا تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ بَخِيلًا يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ‏[٣٩] وَ يَعِدُكَ الْفَقْرَ[٤٠] وَ لَا جَبَاناً يُضْعِفُكَ عَنِ الْأُمُورِ وَ لَا حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ الشَّرَهَ‏[٤١] بِالْجَوْرِ فَإِنَّ الْبُخْلَ وَ الْجُبْنَ وَ الْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى‏[٤٢] يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ [شَرُّ] إِنَّ شَرَّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ [قَبْلَكَ لِلْأَشْرَارِ] لِلْأَشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً وَ مَنْ شَرِكَهُمْ فِي الْآثَامِ فَلَا يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً[٤٣] فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الْأَثَمَةِ[٤٤] وَ إِخْوَانُ الظَّلَمَةِ[٤٥] وَ أَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَيْرَ الْخَلَفِ مِمَّنْ لَهُ مِثْلُ آرَائِهِمْ وَ نَفَاذِهِمْ وَ لَيْسَ عَلَيْهِ مِثْلُ آصَارِهِمْ‏[٤٦] وَ أَوْزَارِهِمْ‏[٤٧] وَ آثَامِهِمْ مِمَّنْ لَمْ يُعَاوِنْ ظَالِماً عَلَى ظُلْمِهِ وَ لَا آثِماً عَلَى إِثْمِهِ أُولَئِكَ أَخَفُّ عَلَيْكَ مَئُونَةً وَ أَحْسَنُ لَكَ مَعُونَةً وَ أَحْنَى عَلَيْكَ عَطْفاً وَ أَقَلُّ لِغَيْرِكَ إِلْفاً[٤٨] فَاتَّخِذْ أُولَئِكَ خَاصَّةً لِخَلَوَاتِكَ وَ حَفَلَاتِكَ ثُمَّ لْيَكُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ وَ أَقَلَّهُمْ مُسَاعَدَةً فِيمَا يَكُونُ مِنْكَ مِمَّا كَرِهَ اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ وَاقِعاً ذَلِكَ مِنْ هَوَاكَ حَيْثُ وَقَعَ وَ الْصَقْ بِأَهْلِ الْوَرَعِ وَ الصِّدْقِ ثُمَّ رُضْهُمْ‏[٤٩] عَلَى أَلَّا يُطْرُوكَ وَ لَا يَبْجَحُوكَ‏[٥٠] بِبَاطِلٍ لَمْ تَفْعَلْهُ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْإِطْرَاءِ تُحْدِثُ الزَّهْوَ[٥١] وَ تُدْنِي‏[٥٢] مِنَ الْعِزَّةِ وَ لَا يَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ وَ الْمُسِي‏ءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ‏ تَزْهِيداً لِأَهْلِ الْإِحْسَانِ فِي الْإِحْسَانِ وَ تَدْرِيباً لِأَهْلِ الْإِسَاءَةِ عَلَى الْإِسَاءَةِ وَ أَلْزِمْ كُلًّا مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ بِأَدْعَى إِلَى حُسْنِ ظَنِّ [وَالٍ‏] رَاعٍ بِرَعِيَّتِهِ مِنْ إِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ وَ تَخْفِيفِهِ الْمَئُونَاتِ عَلَيْهِمْ وَ تَرْكِ اسْتِكْرَاهِهِ إِيَّاهُمْ عَلَى مَا لَيْسَ لَهُ قِبَلَهُمْ‏[٥٣] فَلْيَكُنْ مِنْكَ فِي ذَلِكَ أَمْرٌ يَجْتَمِعُ لَكَ بِهِ حُسْنُ الظَّنِّ بِرَعِيَّتِكَ فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ يَقْطَعُ عَنْكَ نَصَباً[٥٤] طَوِيلًا وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ حَسُنَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ حَسُنَ بَلَاؤُكَ عِنْدَهُ وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ سَاءَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ سَاءَ بَلَاؤُكَ عِنْدَهُ- [٥٥] وَ لَا تَنْقُضْ سُنَّةً صَالِحَةً عَمِلَ بِهَا صُدُورُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ اجْتَمَعَتْ بِهَا الْأُلْفَةُ وَ صَلَحَتْ عَلَيْهَا الرَّعِيَّةُ وَ لَا تُحْدِثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بِشَيْ‏ءٍ مِنْ مَاضِي تِلْكَ السُّنَنِ فَيَكُونَ الْأَجْرُ لِمَنْ سَنَّهَا وَ الْوِزْرُ عَلَيْكَ بِمَا نَقَضْتَ مِنْهَا وَ أَكْثِرْ مُدَارَسَةَ الْعُلَمَاءِ وَ مُنَاقَشَةَ الْحُكَمَاءِ فِي تَثْبِيتِ مَا صَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ بِلَادِكَ وَ إِقَامَةِ مَا اسْتَقَامَ بِهِ النَّاسُ قَبْلَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقَاتٌ لَا يَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ وَ لَا غِنَى بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ فَمِنْهَا جُنُودُ اللَّهِ وَ مِنْهَا كُتَّابُ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ مِنْهَا قُضَاةُ الْعَدْلِ وَ مِنْهَا عُمَّالُ الْإِنْصَافِ وَ الرِّفْقِ وَ مِنْهَا أَهْلُ الْجِزْيَةِ وَ الْخَرَاجِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَ مُسْلِمَةِ النَّاسِ وَ مِنْهَا التُّجَّارُ وَ أَهْلُ الصِّنَاعَاتِ‏ وَ مِنْهَا الطَّبَقَةُ السُّفْلَى مِنْ ذَوِي [الْحَاجَاتِ‏] الْحَاجَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ كُلٌّ قَدْ سَمَّى اللَّهُ لَهُ سَهْمَهُ‏[٥٦] وَ وَضَعَ عَلَى حَدِّهِ [وَ فَرِيضَتِهِ‏] فَرِيضَةً فِي كِتَابِهِ أَوْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ (ص) عَهْداً مِنْهُ عِنْدَنَا مَحْفُوظاً فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللَّهِ حُصُونُ الرَّعِيَّةِ وَ زَيْنُ الْوُلَاةِ وَ عِزُّ الدِّينِ وَ سُبُلُ الْأَمْنِ وَ لَيْسَ تَقُومُ الرَّعِيَّةُ إِلَّا بِهِمْ ثُمَّ لَا قِوَامَ لِلْجُنُودِ إِلَّا بِمَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْخَرَاجِ الَّذِي يَقْوَوْنَ بِهِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِمْ وَ يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ فِيمَا يُصْلِحُهُمْ وَ يَكُونُ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِمْ‏[٥٧] ثُمَّ لَا قِوَامَ لِهَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ إِلَّا بِالصِّنْفِ الثَّالِثِ مِنَ الْقُضَاةِ وَ الْعُمَّالِ وَ الْكُتَّابِ لِمَا يُحْكِمُونَ مِنَ الْمَعَاقِدِ[٥٨] وَ يَجْمَعُونَ مِنَ الْمَنَافِعِ وَ يُؤْتَمَنُونَ عَلَيْهِ مِنْ خَوَاصِّ الْأُمُورِ وَ عَوَامِّهَا وَ لَا قِوَامَ لَهُمْ جَمِيعاً إِلَّا بِالتُّجَّارِ وَ ذَوِي الصِّنَاعَاتِ فِيمَا يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ مِنْ مَرَافِقِهِمْ‏[٥٩] وَ يُقِيمُونَهُ مِنْ أَسْوَاقِهِمْ وَ يَكْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ‏[٦٠] بِأَيْدِيهِمْ- [مِمَّا] مَا لَا يَبْلُغُهُ رِفْقُ غَيْرِهِمْ ثُمَّ الطَّبَقَةُ السُّفْلَى مِنْ أَهْلِ الْحَاجَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ الَّذِينَ يَحِقُّ رِفْدُهُمْ‏[٦١] وَ مَعُونَتُهُمْ وَ فِي اللَّهِ لِكُلٍّ سَعَةٌ وَ لِكُلٍّ عَلَى الْوَالِي حَقٌّ بِقَدْرِ مَا يُصْلِحُهُ وَ لَيْسَ يَخْرُجُ الْوَالِي مِنْ حَقِيقَةِ مَا أَلْزَمَهُ اللَّهُ [تَعَالَى‏] مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِالاهْتِمَامِ وَ الِاسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ وَ تَوْطِينِ نَفْسِهِ عَلَى لُزُومِ الْحَقِّ وَ الصَّبْرِ عَلَيْهِ فِيمَا خَفَّ عَلَيْهِ أَوْ ثَقُلَ: فَوَلِّ مِنْ جُنُودِكَ أَنْصَحَهُمْ فِي نَفْسِكَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِإِمَامِكَ وَ [أَطْهَرَهُمْ‏] أَنْقَاهُمْ جَيْباً[٦٢] وَ أَفْضَلَهُمْ حِلْماً[٦٣] مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ وَ يَسْتَرِيحُ إِلَى الْعُذْرِ وَ يَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ وَ يَنْبُو عَلَى الْأَقْوِيَاءِ[٦٤] وَ مِمَّنْ لَا يُثِيرُهُ الْعُنْفُ وَ لَا يَقْعُدُ بِهِ الضَّعْفُ ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِي الْمُرُوءَاتِ وَ الْأَحْسَابِ وَ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ لصَّالِحَةِ وَ السَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَةِ وَ الشَّجَاعَةِ وَ السَّخَاءِ وَ السَّمَاحَةِ فَإِنَّهُمْ جِمَاعٌ‏[٦٥] مِنَ الْكَرَمِ وَ شُعَبٌ‏[٦٦] مِنَ الْعُرْفِ‏[٦٧] ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ مَا يَتَفَقَّدُ الْوَالِدَانِ مِنْ وَلَدِهِمَا وَ لَا يَتَفَاقَمَنَ‏[٦٨] فِي نَفْسِكَ شَيْ‏ءٌ قَوَّيْتَهُمْ بِهِ وَ لَا تَحْقِرَنَّ لُطْفاً[٦٩] تَعَاهَدْتَهُمْ بِهِ وَ إِنْ قَلَّ فَإِنَّهُ دَاعِيَةٌ لَهُمْ إِلَى بَذْلِ النَّصِيحَةِ لَكَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ بِكَ وَ لَا تَدَعْ تَفَقُّدَ لَطِيفِ أُمُورِهِمُ اتِّكَالًا عَلَى جَسِيمِهَا فَإِنَّ لِلْيَسِيرِ مِنْ لُطْفِكَ مَوْضِعاً يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَ لِلْجَسِيمِ مَوْقِعاً لَا يَسْتَغْنُونَ عَنْهُ وَ لْيَكُنْ آثَرُ[٧٠] رُءُوسِ جُنْدِكَ عِنْدَكَ مَنْ وَاسَاهُمْ‏[٧١] فِي مَعُونَتِهِ وَ أَفْضَلَ‏[٧٢] عَلَيْهِمْ مِنْ جِدَتِهِ‏[٧٣] بِمَا يَسَعُهُمْ وَ يَسَعُ مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ خُلُوفِ‏[٧٤] أَهْلِيهِمْ حَتَّى يَكُونَ هَمُّهُمْ هَمّاً وَاحِداً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ فَإِنَّ عَطْفَكَ عَلَيْهِمْ يَعْطِفُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْكَ وَ إِنَّ أَفْضَلَ قُرَّةِ عَيْنِ الْوُلَاةِ اسْتِقَامَةُ الْعَدْلِ فِي الْبِلَادِ وَ ظُهُورُ مَوَدَّةِ الرَّعِيَّةِ و إِنَّهُ لَا تَظْهَرُ مَوَدَّتُهُمْ إِلَّا بِسَلَامَةِ صُدُورِهِمْ وَ لَا تَصِحُّ نَصِيحَتُهُمْ إِلَّا بِحِيطَتِهِمْ‏[٧٥] عَلَى وُلَاةِ [أُمُورِهِمْ‏] الْأُمُورِ وَ قِلَّةِ اسْتِثْقَالِ دُوَلِهِمْ وَ تَرْكِ‏ اسْتِبْطَاءِ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِمْ فَافْسَحْ فِي آمَالِهِمْ وَ وَاصِلْ [مِنْ‏] فِي حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَ تَعْدِيدِ مَا أَبْلَى ذَوُو الْبَلَاءِ ٥٢[٧٦] مِنْهُمْ فَإِنَّ كَثْرَةَ الذِّكْرِ لِحُسْنِ [فِعَالِهِمْ‏] أَفْعَالِهِمْ تَهُزُّ الشُّجَاعَ وَ تُحَرِّضُ النَّاكِلَ‏[٧٧] إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اعْرِفْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا أَبْلَى وَ لَا تَضُمَّنَّ بَلَاءَ[٧٨] امْرِئٍ إِلَى غَيْرِهِ وَ لَا تُقَصِّرَنَّ بِهِ دُونَ غَايَةِ بَلَائِهِ وَ لَا يَدْعُوَنَّكَ شَرَفُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تُعْظِمَ مِنْ بَلَائِهِ مَا كَانَ صَغِيراً وَ لَا ضَعَةُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلَائِهِ مَا كَانَ عَظِيماً وَ ارْدُدْ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مَا يُضْلِعُكَ‏[٧٩] مِنَ الْخُطُوبِ وَ يَشْتَبِهُ عَلَيْكَ مِنَ الْأُمُورِ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ [سُبْحَانَهُ‏] تَعَالَى لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ‏ فَالرَّدُّ إِلَى اللَّهِ الْأَخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِهِ‏[٨٠] وَ الرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ الْأَخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَةِ غَيْرِ الْمُفَرِّقَةِ:

ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ مِمَّنْ لَا تَضِيقُ بِهِ الْأُمُورُ وَ لَا تُمَحِّكُهُ‏[٨١] الْخُصُومُ وَ لَا يَتَمَادَى‏[٨٢] فِي الزَّلَّةِ[٨٣] وَ لَا يَحْصَرُ[٨٤] مِنَ الْفَيْ‏ءِ[٨٥] إِلَى الْحَقِّ إِذَا عَرَفَهُ وَ لَا تُشْرِفُ‏[٨٦] نَفْسُهُ عَلَى طَمَعٍ وَ لَا يَكْتَفِي بِأَدْنَى فَهْمٍ دُونَ أَقْصَاهُ‏[٨٧] وَ أَوْقَفَهُمْ فِي الشُّبُهَاتِ‏[٨٨] وَ آخَذَهُمْ بِالْحُجَجِ وَ أَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً بِمُرَاجَعَةِ[٨٩] الْخَصْمِ وَ أَصْبَرَهُمْ عَلَى تَكَشُّفِ الْأُمُورِ وَ أَصْرَمَهُمْ‏[٩٠] عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُكْمِ مِمَّنْ لَا يَزْدَهِيهِ إِطْرَاءٌ[٩١]  وَ لَا يَسْتَمِيلُهُ إِغْرَاءٌ وَ أُولَئِكَ قَلِيلٌ ثُمَّ أَكْثِرْ تَعَاهُدَ[٩٢] قَضَائِهِ وَ [أَفْسِحْ‏] افْسَحْ لَهُ فِي الْبَذْلِ‏[٩٣] مَا [يُزِيحُ‏] يُزِيلُ عِلَّتَهُ وَ تَقِلُّ مَعَهُ حَاجَتُهُ إِلَى النَّاسِ وَ أَعْطِهِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ لَدَيْكَ مَا لَا يَطْمَعُ فِيهِ غَيْرُهُ مِنْ خَاصَّتِكَ لِيَأْمَنَ بِذَلِكَ اغْتِيَالَ الرِّجَالِ لَهُ عِنْدَكَ فَانْظُرْ فِي ذَلِكَ نَظَراً بَلِيغاً فَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ كَانَ أَسِيراً فِي أَيْدِي الْأَشْرَارِ يُعْمَلُ فِيهِ بِالْهَوَى وَ تُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَا:

ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ فَاسْتَعْمِلْهُمُ [اخْتِيَاراً] اخْتِبَاراً[٩٤] وَ لَا تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً[٩٥] وَ أَثَرَةً[٩٦] فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ‏[٩٧] الْجَوْرِ وَ الْخِيَانَةِ وَ تَوَخَ‏[٩٨] مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ وَ الْحَيَاءِ مِنْ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ وَ الْقَدَمِ‏[٩٩] فِي الْإِسْلَامِ الْمُتَقَدِّمَةِ فَإِنَّهُمْ أَكْرَمُ أَخْلَاقاً وَ أَصَحُّ أَعْرَاضاً وَ أَقَلُّ فِي الْمَطَامِعِ [إِشْرَافاً] إِشْرَاقاً وَ أَبْلَغُ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ نَظَراً- ثُمَّ أَسْبِغْ‏[١٠٠]  عَلَيْهِمُ الْأَرْزَاقَ فَإِنَّ ذَلِكَ قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِصْلَاحِ أَنْفُسِهِمْ وَ غِنًى لَهُمْ عَنْ تَنَاوُلِ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ وَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ إِنْ خَالَفُوا أَمْرَكَ أَوْ ثَلَمُوا أَمَانَتَكَ‏[١٠١] ثُمَّ تَفَقَّدْ أَعْمَالَهُمْ وَ ابْعَثِ الْعُيُونَ‏[١٠٢] مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَ الْوَفَاءِ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ تَعَاهُدَكَ فِي السِّرِّ لِأُمُورِهِمْ حَدْوَةٌ لَهُمْ‏[١٠٣] عَلَى اسْتِعْمَالِ الْأَمَانَةِ وَ الرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ وَ تَحَفَّظْ مِنَ الْأَعْوَانِ فَإِنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَسَطَ يَدَهُ إِلَى خِيَانَةٍ اجْتَمَعَتْ بِهَا عَلَيْهِ عِنْدَكَ أَخْبَارُ عُيُونِكَ اكْتَفَيْتَ بِذَلِكَ شَاهِداً فَبَسَطْتَ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ فِي بَدَنِهِ وَ أَخَذْتَهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ عَمَلِهِ ثُمَّ نَصَبْتَهُ بِمَقَامِ الْمَذَلَّةِ وَ وَسَمْتَهُ بِالْخِيَانَةِ وَ قَلَّدْتَهُ عَارَ التُّهَمَةِ:

وَ تَفَقَّدْ أَمْرَ الْخَرَاجِ بِمَا يُصْلِحُ أَهْلَهُ فَإِنَّ فِي صَلَاحِهِ وَ صَلَاحِهِمْ صَلَاحاً لِمَنْ سِوَاهُمْ وَ لَا صَلَاحَ لِمَنْ سِوَاهُمْ إِلَّا بِهِمْ لِأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ عِيَالٌ عَلَى الْخَرَاجِ وَ أَهْلِهِ وَ لْيَكُنْ نَظَرُكَ فِي عِمَارَةِ الْأَرْضِ أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلَابِ الْخَرَاجِ لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالْعِمَارَةِ وَ مَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ بِغَيْرِ عِمَارَةٍ أَخْرَبَ الْبِلَادَ وَ أَهْلَكَ  الْعِبَادَ وَ لَمْ يَسْتَقِمْ أَمْرُهُ إِلَّا قَلِيلًا فَإِنْ شَكَوْا ثِقَلًا أَوْ عِلَّةً[١٠٤] أَوِ انْقِطَاعَ شِرْبٍ‏[١٠٥] أَوْ بَالَّةٍ[١٠٦] أَوْ إِحَالَةَ أَرْضٍ‏[١٠٧] اغْتَمَرَهَا[١٠٨] غَرَقٌ أَوْ أَجْحَفَ‏[١٠٩] بِهَا عَطَشٌ خَفَّفْتَ عَنْهُمْ بِمَا تَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِهِ أَمْرُهُمْ وَ لَا يَثْقُلَنَّ عَلَيْكَ شَيْ‏ءٌ خَفَّفْتَ بِهِ الْمَئُونَةَ عَنْهُمْ فَإِنَّهُ ذُخْرٌ يَعُودُونَ بِهِ عَلَيْكَ فِي عِمَارَةِ بِلَادِكَ وَ تَزْيِينِ وِلَايَتِكَ مَعَ اسْتِجْلَابِكَ حُسْنَ ثَنَائِهِمْ وَ تَبَجُّحِكَ‏[١١٠] بِاسْتِفَاضَةِ[١١١] الْعَدْلِ فِيهِمْ مُعْتَمِداً فَضْلَ قُوَّتِهِمْ‏[١١٢] بِمَا ذَخَرْتَ‏[١١٣] عِنْدَهُمْ مِنْ إِجْمَامِكَ‏[١١٤] لَهُمْ وَ الثِّقَةَ مِنْهُمْ بِمَا عَوَّدْتَهُمْ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ وَ رِفْقِكَ بِهِمْ فَرُبَّمَا حَدَثَ مِنَ الْأُمُورِ مَا إِذَا عَوَّلْتَ فِيهِ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدُ احْتَمَلُوهُ طَيِّبَةً أَنْفُسُهُمْ بِهِ فَإِنَّ الْعُمْرَانَ مُحْتَمِلٌ مَا حَمَّلْتَهُ وَ إِنَّمَا يُؤْتَى خَرَابُ الْأَرْضِ مِنْ إِعْوَازِ[١١٥] أَهْلِهَا وَ إِنَّمَا يُعْوِزُ أَهْلُهَا لِإِشْرَافِ أَنْفُسِ الْوُلَاةِ عَلَى الْجَمْعِ‏[١١٦] وَ سُوءِ ظَنِّهِمْ بِالْبَقَاءِ وَ قِلَّةِ انْتِفَاعِهِمْ بِالْعِبَرِ:

ثُمَّ انْظُرْ فِي حَالِ كُتَّابِكَ فَوَلِّ عَلَى أُمُورِكَ خَيْرَهُمْ وَ اخْصُصْ رَسَائِلَكَ الَّتِي تُدْخِلُ فِيهَا مَكَايِدَكَ وَ أَسْرَارَكَ بِأَجْمَعِهِمْ [لِوُجُودِ] لِوُجُوهِ صَالِحِ الْأَخْلَاقِ مِمَّنْ لَا تُبْطِرُهُ‏[١١٧] الْكَرَامَةُ فَيَجْتَرِئَ بِهَا عَلَيْكَ فِي خِلَافٍ لَكَ بِحَضْرَةِ مَلَإٍ[١١٨] وَ لَا [تُقَصِّرُ] تَقْصُرُ بِهِ الْغَفْلَةُ[١١٩] عَنْ إِيرَادِ مُكَاتَبَاتِ عُمِّالِكَ عَلَيْكَ وَ إِصْدَارِ جَوَابَاتِهَا عَلَى الصَّوَابِ عَنْكَ- [وَ] فِيمَا يَأْخُذُ لَكَ وَ يُعْطِي مِنْكَ وَ لَا يُضْعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَهُ لَكَ‏[١٢٠] وَ لَا يَعْجِزُ عَنْ إِطْلَاقِ مَا عُقِدَ عَلَيْكَ‏[١٢١] وَ لَا يَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفْسِهِ فِي الْأُمُورِ فَإِنَّ الْجَاهِلَ بِقَدْرِ نَفْسِهِ يَكُونُ بِقَدْرِ غَيْرِهِ أَجْهَلَ ثُمَّ لَا يَكُنِ اخْتِيَارُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى فِرَاسَتِكَ‏[١٢٢] وَ اسْتِنَامَتِكَ‏[١٢٣] وَ حُسْنِ الظَّنِّ مِنْكَ- فَإِنَّ الرِّجَالَ يَتَعَرَّضُونَ [يَتَعَرَّفُونَ‏] لِفِرَاسَاتِ‏[١٢٤] الْوُلَاةِ بِتَصَنُّعِهِمْ‏[١٢٥] وَ حُسْنِ [حَدِيثِهِمْ‏] خِدْمَتِهِمْ وَ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ النَّصِيحَةِ وَ الْأَمَانَةِ شَيْ‏ءٌ وَ لَكِنِ اخْتَبِرْهُمْ بِمَا وُلُّوا لِلصَّالِحِينَ قَبْلَكَ فَاعْمِدْ لِأَحْسَنِهِمْ كَانَ فِي الْعَامَّةِ أَثَراً وَ أَعْرَفِهِمْ بِالْأَمَانَةِ وَجْهاً فَإِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى نَصِيحَتِكَ لِلَّهِ وَ لِمَنْ وُلِّيتَ أَمْرَهُ وَ اجْعَلْ لِرَأْسِ كُلِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِكَ رَأْساً مِنْهُمْ لَا يَقْهَرُهُ كَبِيرُهَا وَ لَا يَتَشَتَّتُ عَلَيْهِ كَثِيرُهَا وَ مَهْمَا كَانَ فِي كُتَّابِكَ مِنْ عَيْبٍ فَتَغَابَيْتَ‏[١٢٦] عَنْهُ أُلْزِمْتَهُ‏: ثُمَّ اسْتَوْصِ بِالتُّجَّارِ وَ ذَوِي الصِّنَاعَاتِ وَ أَوْصِ بِهِمْ خَيْراً الْمُقِيمِ مِنْهُمْ وَ الْمُضْطَرِبِ بِمَالِهِ‏[١٢٧] وَ الْمُتَرَفِّقِ‏[١٢٨] بِبَدَنِهِ فَإِنَّهُمْ مَوَادُّ الْمَنَافِعِ وَ أَسْبَابُ الْمَرَافِقِ‏[١٢٩] وَ جُلَّابُهَا مِنَ الْمَبَاعِدِ وَ الْمَطَارِحِ‏[١٣٠] فِي بَرِّكَ وَ بَحْرِكَ وَ سَهْلِكَ وَ جَبَلِكَ وَ حَيْثُ لَا يَلْتَئِمُ النَّاسُ لِمَوَاضِعِهَا[١٣١] وَ لَا يَجْتَرِءُونَ عَلَيْهَا فَإِنَّهُمْ سِلْمٌ‏[١٣٢] لَا تُخَافُ بَائِقَتُهُ‏[١٣٣] وَ صُلْحٌ لَا تُخْشَى غَائِلَتُهُ وَ تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ بِحَضْرَتِكَ وَ فِي حَوَاشِي بِلَادِكَ وَ اعْلَمْ مَعَ ذَلِكَ أَنَّ فِي كَثِيرٍ مِنْهُمْ ضِيقاً[١٣٤] فَاحِشاً وَ شُحّاً[١٣٥] قَبِيحاً وَ احْتِكَاراً[١٣٦] لِلْمَنَافِعِ وَ تَحَكُّماً فِي الْبِيَاعَاتِ وَ ذَلِكَ بَابُ مَضَرَّةٍ لِلْعَامَّةِ وَ عَيْبٌ عَلَى الْوُلَاةِ فَامْنَعْ مِنَ الِاحْتِكَارِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) مَنَعَ مِنْهُ وَ لْيَكُنِ الْبَيْعُ بَيْعاً سَمْحاً بِمَوَازِينِ عَدْلٍ وَ أَسْعَارٍ لَا تُجْحِفُ بِالْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْبَائِعِ وَ الْمُبْتَاعِ‏[١٣٧] فَمَنْ قَارَفَ‏[١٣٨] حُكْرَةً[١٣٩] بَعْدَ نَهْيِكَ إِيَّاهُ فَنَكِّلْ بِهِ‏[١٤٠] وَ عَاقِبْهُ [مِنْ‏] فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ[١٤١]:

ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ لَهُمْ مِنَ الْمَسَاكِينِ وَ الْمُحْتَاجِينَ وَ أَهْلِ الْبُؤْسَى‏[١٤٢] وَ الزَّمْنَى‏[١٤٣] فَإِنَّ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ قَانِعاً[١٤٤] وَ مُعْتَرّاً[١٤٥] وَ احْفَظِ [اللَّهَ‏] لِلَّهِ مَا اسْتَحْفَظَكَ‏[١٤٦] مِنْ حَقِّهِ فِيهِمْ وَ اجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ وَ قِسْماً مِنْ غَلَّاتِ‏[١٤٧] صَوَافِي‏[١٤٨] الْإِسْلَامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ فَإِنَّ لِلْأَقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي لِلْأَدْنَى وَ كُلٌ‏ قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّهُ وَ لَا يَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ[١٤٩] فَإِنَّكَ لَا تُعْذَرُ [بِتَضْيِيعِ التَّافِهِ‏] بِتَضْيِيعِكَ التَّافِهَ‏[١٥٠] لِإِحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ فَلَا تُشْخِصْ هَمَّكَ‏[١٥١] عَنْهُمْ وَ لَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ‏[١٥٢] وَ تَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ‏[١٥٣] وَ تَحْقِرُهُ الرِّجَالُ فَفَرِّغْ لِأُولَئِكَ ثِقَتَكَ‏[١٥٤] مِنْ أَهْلِ الْخَشْيَةِ وَ التَّوَاضُعِ فَلْيَرْفَعْ إِلَيْكَ أُمُورَهُمْ- ثُمَّ اعْمَلْ فِيهِمْ بِالْإِعْذَارِ إِلَى اللَّهِ [سُبْحَانَهُ‏[١٥٥]] يَوْمَ تَلْقَاهُ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ بَيْنِ الرَّعِيَّةِ أَحْوَجُ إِلَى الْإِنْصَافِ مِنْ غَيْرِهِمْ وَ كُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللَّهِ فِي تَأْدِيَةِ حَقِّهِ إِلَيْهِ- وَ تَعَهَّدْ أَهْلَ الْيُتْمِ وَ ذَوِي الرِّقَّةِ فِي السِّنِ‏[١٥٦] مِمَّنْ لَا حِيلَةَ لَهُ وَ لَا يَنْصِبُ لِلْمَسْأَلَةِ نَفْسَهُ وَ ذَلِكَ عَلَى الْوُلَاةِ ثَقِيلٌ وَ الْحَقُّ كُلُّهُ ثَقِيلٌ وَ قَدْ يُخَفِّفُهُ اللَّهُ عَلَى أَقْوَامٍ طَلَبُوا الْعَاقِبَةَ فَصَبَّرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ وَثِقُوا بِصِدْقِ مَوْعُودِ اللَّهِ لَهُمْ:

وَ اجْعَلْ لِذَوِي الْحَاجَاتِ‏[١٥٧] مِنْكَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِيهِ شَخْصَكَ وَ تَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عَامّاً فَتَتَوَاضَعُ فِيهِ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَكَ وَ تُقْعِدُ عَنْهُمْ جُنْدَكَ وَ أَعْوَانَكَ‏[١٥٨] مِنْ أَحْرَاسِكَ‏[١٥٩] وَ شُرَطِكَ‏[١٦٠] حَتَّى يُكَلِّمَكَ مُتَكَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ‏[١٦١] فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ‏[١٦٢] لَنْ تُقَدَّسَ‏[١٦٣] أُمَّةٌ لَا يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّهُ مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ-  ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ‏[١٦٤] مِنْهُمْ وَ الْعِيَ‏[١٦٥] وَ نَحِ‏[١٦٦] عَنْهُمُ الضِّيقَ‏[١٦٧] وَ الْأَنَفَ‏[١٦٨] يَبْسُطِ اللَّهُ عَلَيْكَ بِذَلِكَ أَكْنَافَ رَحْمَتِهِ‏[١٦٩] وَ يُوجِبْ لَكَ ثَوَابَ طَاعَتِهِ وَ أَعْطِ مَا أَعْطَيْتَ هَنِيئاً[١٧٠] وَ امْنَعْ فِي إِجْمَالٍ وَ إِعْذَارٍ[١٧١] ثُمَّ أُمُورٌ مِنْ أُمُورِكَ لَا بُدَّ لَكَ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا مِنْهَا إِجَابَةُ عُمَّالِكَ بِمَا يَعْيَا[١٧٢] عَنْهُ كُتَّابُكَ وَ مِنْهَا إِصْدَارُ حَاجَاتِ النَّاسِ [عِنْدَ] يَوْمَ وُرُودِهَا عَلَيْكَ بِمَا تَحْرَجُ‏[١٧٣] بِهِ صُدُورُ أَعْوَانِكَ وَ أَمْضِ لِكُلِّ يَوْمٍ عَمَلَهُ فَإِنَّ لِكُلِّ يَوْمٍ مَا فِيهِ: وَ اجْعَلْ لِنَفْسِكَ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ [تَعَالَى‏] أَفْضَلَ تِلْكَ الْمَوَاقِيتِ وَ أَجْزَلَ‏[١٧٤] تِلْكَ الْأَقْسَامِ وَ إِنْ كَانَتْ كُلُّهَا لِلَّهِ إِذَا صَلَحَتْ فِيهَا النِّيَّةُ وَ سَلِمَتْ مِنْهَا الرَّعِيَّةُ وَ لْيَكُنْ فِي خَاصَّةِ مَا تُخْلِصُ بِهِ لِلَّهِ دِينَكَ إِقَامَةُ فَرَائِضِهِ الَّتِي هِيَ لَهُ خَاصَّةً فَأَعْطِ اللَّهَ مِنْ بَدَنِكَ فِي لَيْلِكَ وَ نَهَارِكَ وَ وَفِّ مَا تَقَرَّبْتَ بِهِ إِلَى اللَّهِ [سُبْحَانَهُ‏] مِنْ ذَلِكَ كَامِلًا غَيْرَ مَثْلُومٍ‏[١٧٥] وَ لَا مَنْقُوصٍ بَالِغاً مِنْ بَدَنِكَ مَا بَلَغَ وَ إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ لِلنَّاسِ فَلَا تَكُونَنَّ مُنَفِّراً وَ لَا مُضَيِّعاً[١٧٦] فَإِنَّ فِي النَّاسِ مَنْ بِهِ الْعِلَّةُ وَ لَهُ الْحَاجَةُ وَ قَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) حِينَ وَجَّهَنِي إِلَى الْيَمَنِ كَيْفَ أُصَلِّي بِهِمْ فَقَالَ صَلِّ بِهِمْ كَصَلَاةِ أَضْعَفِهِمْ وَ كُنْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً : وَ أَمَّا [بَعْدَ هَذَا] بَعْدُ فَلَا تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ وَ قِلَّةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ وَ الِاحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُونَهُ فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْكَبِيرُ وَ يَعْظُمُ الصَّغِيرُ وَ يَقْبُحُ الْحَسَنُ وَ يَحْسُنُ الْقَبِيحُ وَ يُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَ إِنَّمَا الْوَالِي بَشَرٌ لَا يَعْرِفُ مَا تَوَارَى عَنْهُ النَّاسُ بِهِ مِنَ الْأُمُورِ وَ لَيْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِمَاتٌ‏[١٧٧] تُعْرَفُ بِهَا ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ وَ إِنَّمَا أَنْتَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ إِمَّا امْرُؤٌ سَخَتْ نَفْسُكَ بِالْبَذْلِ‏[١٧٨] فِي الْحَقِّ فَفِيمَ احْتِجَابُكَ مِنْ وَاجِبِ حَقٍّ تُعْطِيهِ أَوْ فِعْلٍ كَرِيمٍ تُسْدِيهِ أَوْ مُبْتَلًى بِالْمَنْعِ فَمَا أَسْرَعَ كَفَّ النَّاسِ عَنْ مَسْأَلَتِكَ إِذَا أَيِسُوا[١٧٩] مِنْ بَذْلِكَ مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ حَاجَاتِ النَّاسِ إِلَيْكَ- [مَا] مِمَّا لَا مَئُونَةَ فِيهِ عَلَيْكَ مِنْ شَكَاةِ[١٨٠] مَظْلِمَةٍ أَوْ طَلَبِ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ: ثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً وَ بِطَانَةً فِيهِمُ اسْتِئْثَارٌ وَ تَطَاوُلٌ وَ قِلَّةُ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ فَاحْسِمْ [مَئُونَةَ[١٨١]] مَادَّةَ أُولَئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ الْأَحْوَالِ وَ لَا تُقْطِعَنَ‏[١٨٢] لِأَحَدٍ مِنْ حَاشِيَتِكَ وَ حَامَّتِكَ‏[١٨٣] قَطِيعَةً وَ لَا يَطْمَعَنَّ مِنْكَ فِي اعْتِقَادِ[١٨٤] عُقْدَةٍ تَضُرُّ بِمَنْ يَلِيهَا مِنَ النَّاسِ فِي شِرْبٍ‏[١٨٥] أَوْ عَمَلٍ مُشْتَرَكٍ يَحْمِلُونَ مَئُونَتَهُ عَلَى غَيْرِهِمْ فَيَكُونَ مَهْنَأُ[١٨٦] ذَلِكَ لَهُمْ دُونَكَ وَ عَيْبُهُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَلْزِمِ الْحَقَّ مَنْ لَزِمَهُ مِنَ الْقَرِيبِ وَ الْبَعِيدِ وَ كُنْ فِي ذَلِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً وَاقِعاً ذَلِكَ مِنْ قَرَابَتِكَ وَ [خَوَاصِّكَ‏] خَاصَّتِكَ حَيْثُ وَقَعَ وَ ابْتَغِ عَاقِبَتَهُ بِمَا يَثْقُلُ عَلَيْكَ مِنْهُ فَإِنَّ مَغَبَّةَ[١٨٧] ذَلِكَ مَحْمُودَةٌ وَ إِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً[١٨٨] فَأَصْحِرْ[١٨٩] لَهُمْ بِعُذْرِكَ وَ اعْدِلْ‏[١٩٠] عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ رِيَاضَةً[١٩١] مِنْكَ لِنَفْسِكَ وَ رِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ وَ إِعْذَاراً[١٩٢] تَبْلُغُ بِهِ حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ:

وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ و لِلَّهِ فِيهِ رِضًا فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً[١٩٣] لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ وَ لَكِنِ الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكَ بَعْدَ صُلْحِهِ فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ‏[١٩٤] فَخُذْ بِالْحَزْمِ وَ اتَّهِمْ فِي ذَلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ وَ إِنْ عَقَدْتَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ [عَدُوٍّ لَكَ‏] عَدُوِّكَ عُقْدَةً أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةً[١٩٥] فَحُطْ[١٩٦] عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وَ ارْعَ ذِمَّتَكَ بِالْأَمَانَةِ وَ اجْعَلْ نَفْسَكَ جُنَّةً[١٩٧] دُونَ مَا أَعْطَيْتَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ شَيْ‏ءٌ النَّاسُ أَشَدُّ عَلَيْهِ اجْتِمَاعاً مَعَ تَفَرُّقِ أَهْوَائِهِمْ وَ تَشَتُّتِ آرَائِهِمْ مِنْ تَعْظِيمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ وَ قَدْ لَزِمَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلِمِينَ لِمَا اسْتَوْبَلُوا[١٩٨] مِنْ عَوَاقِبِ الْغَدْرِ فَلَا تَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ وَ لَا تَخِيسَنَّ بِعَهْدِكَ‏[١٩٩] وَ لَا تَخْتِلَنَ‏[٢٠٠] عَدُوَّكَ فَإِنَّهُ لَا يَجْتَرِئُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا جَاهِلٌ شَقِيٌّ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَهْدَهُ وَ ذِمَّتَهُ أَمْناً أَفْضَاهُ‏[٢٠١] بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ- وَ حَرِيماً[٢٠٢] يَسْكُنُونَ إِلَى‏ مَنَعَتِهِ‏[٢٠٣] وَ يَسْتَفِيضُونَ إِلَى جِوَارِهِ‏[٢٠٤] فَلَا إِدْغَالَ‏[٢٠٥] وَ لَا مُدَالَسَةَ[٢٠٦] وَ لَا خِدَاعَ فِيهِ وَ لَا [تَعْقِدْهُ‏] تَعْقِدْ عَقْداً تُجَوِّزُ فِيهِ الْعِلَلَ‏[٢٠٧] وَ لَا تُعَوِّلَنَّ عَلَى لَحْنِ [الْقَوْلِ‏] قَوْلٍ‏[٢٠٨] بَعْدَ التَّأْكِيدِ وَ التَّوْثِقَةِ وَ لَا يَدْعُوَنَّكَ ضِيقُ أَمْرٍ لَزِمَكَ فِيهِ عَهْدُ اللَّهِ إِلَى طَلَبِ انْفِسَاخِهِ بِغَيْرِ الْحَقِّ فَإِنَّ صَبْرَكَ عَلَى ضِيقِ أَمْرٍ تَرْجُو انْفِرَاجَهُ وَ فَضْلَ عَاقِبَتِهِ خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَتَهُ وَ أَنْ تُحِيطَ بِكَ مِنَ اللَّهِ فِيهِ طِلْبَةٌ[٢٠٩] لَا [تَسْتَقِيلُ‏] تَسْتَقْبِلُ فِيهَا دُنْيَاكَ وَ لَا آخِرَتَكَ:

إِيَّاكَ وَ الدِّمَاءَ وَ سَفْكَهَا بِغَيْرِ حِلِّهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ وَ لَا أَعْظَمَ لِتَبِعَةٍ وَ لَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ وَ انْقِطَاعِ مُدَّةٍ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِئٌ بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَا تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَ يُوهِنُهُ بَلْ يُزِيلُهُ وَ يَنْقُلُهُ وَ لَا عُذْرَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ لَا عِنْدِي فِي قَتْلِ الْعَمْدِ لِأَنَّ فِيهِ قَوَدَ[٢١٠] الْبَدَنِ وَ إِنِ ابْتُلِيتَ بِخَطَإٍ وَ أَفْرَطَ عَلَيْكَ‏[٢١١] سَوْطُكَ أَوْ سَيْفُكَ أَوْ يَدُكَ بِالْعُقُوبَةِ فَإِنَّ فِي الْوَكْزَةِ[٢١٢] فَمَا فَوْقَهَا مَقْتَلَةً فَلَا تَطْمَحَنَ‏[٢١٣] بِكَ نَخْوَةُ سُلْطَانِكَ عَنْ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ حَقَّهُمْ:

وَ إِيَّاكَ وَ الْإِعْجَابَ بِنَفْسِكَ وَ الثِّقَةَ بِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا وَ حُبَ‏ الْإِطْرَاءِ[٢١٤] فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِي نَفْسِهِ لِيَمْحَقَ مَا يَكُونُ مِنْ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِينَ وَ إِيَّاكَ وَ الْمَنَّ عَلَى رَعِيَّتِكَ بِإِحْسَانِكَ أَوِ التَّزَيُّدَ[٢١٥] فِيمَا كَانَ مِنْ فِعْلِكَ أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَكَ بِخُلْفِكَ فَإِنَّ الْمَنَّ يُبْطِلُ الْإِحْسَانَ وَ التَّزَيُّدَ يَذْهَبُ بِنُورِ الْحَقِّ وَ الْخُلْفَ يُوجِبُ الْمَقْتَ‏[٢١٦] عِنْدَ اللَّهِ وَ النَّاسِ قَالَ اللَّهُ [سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى‏] تَعَالَى‏ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ‏ وَ إِيَّاكَ وَ الْعَجَلَةَ بِالْأُمُورِ قَبْلَ أَوَانِهَا أَوِ [التَّسَاقُطَ] التَّسَقُّطَ[٢١٧] فِيهَا عِنْدَ إِمْكَانِهَا أَوِ اللَّجَاجَةَ فِيهَا إِذَا تَنَكَّرَتْ‏[٢١٨] أَوِ الْوَهْنَ‏[٢١٩] عَنْهَا إِذَا اسْتَوْضَحَتْ فَضَعْ كُلَّ أَمْرٍ مَوْضِعَهُ وَ أَوْقِعْ كُلَّ [عَمَلٍ‏] أَمْرٍ مَوْقِعَهُ وَ إِيَّاكَ وَ الِاسْتِئْثَارَ[٢٢٠] بِمَا النَّاسُ فِيهِ أُسْوَةٌ[٢٢١] وَ التَّغَابِيَ‏[٢٢٢] عَمَّا تُعْنَى بِهِ مِمَّا قَدْ وَضَحَ لِلْعُيُونِ فَإِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْكَ لِغَيْرِكَ وَ عَمَّا قَلِيلٍ تَنْكَشِفُ عَنْكَ أَغْطِيَةُ الْأُمُورِ وَ يُنْتَصَفُ مِنْكَ لِلْمَظْلُومِ امْلِكْ حَمِيَّةَ أَنْفِكَ‏[٢٢٣] وَ سَوْرَةَ[٢٢٤] حَدِّكَ‏[٢٢٥] وَ سَطْوَةَ يَدِكَ وَ غَرْبَ‏[٢٢٦] لِسَانِكَ وَ احْتَرِسْ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِكَفِّ الْبَادِرَةِ[٢٢٧] وَ تَأْخِيرِ السَّطْوَةِ حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ فَتَمْلِكَ الِاخْتِيَارَ وَ لَنْ تَحْكُمَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِكَ حَتَّى تُكْثِرَ هُمُومَكَ بِذِكْرِ الْمَعَادِ إِلَى رَبِّكَ - وَ الْوَاجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَذَكَّرَ مَا مَضَى لِمَنْ تَقَدَّمَكَ مِنْ حُكُومَةٍ عَادِلَةٍ أَوْ سُنَّةٍ فَاضِلَةٍ أَوْ أَثَرٍ عَنْ نَبِيِّنَا (ص) أَوْ فَرِيضَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَتَقْتَدِيَ بِمَا شَاهَدْتَ مِمَّا عَمِلْنَا بِهِ فِيهَا وَ تَجْتَهِدَ لِنَفْسِكَ فِي اتِّبَاعِ مَا عَهِدْتُ إِلَيْكَ فِي عَهْدِي هَذَا وَ اسْتَوْثَقْتُ بِهِ مِنَ الْحُجَّةِ لِنَفْسِي عَلَيْكَ لِكَيْلَا تَكُونَ لَكَ عِلَّةٌ عِنْدَ تَسَرُّعِ نَفْسِكَ إِلَى هَوَاهَا: [وَ مِنْ هَذَا الْعَهْدِ وَ هُوَ آخِرُهُ‏] وَ أَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ وَ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ عَلَى إِعْطَاءِ كُلِّ رَغْبَةٍ أَنْ يُوَفِّقَنِي وَ إِيَّاكَ لِمَا فِيهِ رِضَاهُ مِنَ الْإِقَامَةِ عَلَى الْعُذْرِ الْوَاضِحِ إِلَيْهِ وَ إِلَى خَلْقِهِ- [مِنْ‏] مَعَ حُسْنِ الثَّنَاءِ فِي الْعِبَادِ وَ جَمِيلِ الْأَثَرِ فِي الْبِلَادِ وَ تَمَامِ النِّعْمَةِ وَ تَضْعِيفِ الْكَرَامَةِ[٢٢٨] وَ أَنْ يَخْتِمَ لِي وَ لَكَ بِالسَّعَادَةِ وَ الشَّهَادَةِ- إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏ [إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ‏] وَ السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَ [عَلَى‏] آلِهِ وَ سَلَّمَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً وَ السَّلَامُ‏.

________________________________
[١] . «يزعها»: يكفها.
[٢] . الجَمَحات‏: منازعات النفس إلى شهواتها و مآربها.
[٣] . شُحّ بنَفْسِك‏: ابخل بنفسك عن الوقوع في غير الحل، فليس الحرص على النفس إيفاءها كل ما تحب، بل من الحرص أن تحمل على ما تكره.
[٤] . يَفْرُط: يسبق.
[٥] . الزلل‏: الخطأ.
[٦] . استكفاك‏: طلب منك كفاية أمرك و القيام بتدبير مصالحهم.
[٧] . أراد «بحرب اللَّه» مخالفة شريعته بالظلم و الجور.
[٨] . «لا يد لك بنقمته»: أي ليس لك يد أن تدفع نقمته، أي لا طاقة لك بها.
[٩] . بجح به‏: كفرح لفظا و معنى.
[١٠] . البادرة: ما يبدر من الحدة عند الغضب في قول أو فعل.
[١١] . المندوحة: المتسع، أي المخلص.
[١٢] . مؤمر - كمعظم-: أي مسلط.
[١٣] . الإدغال‏: إدخال الفساد.
[١٤] . منهكة: مضعفة، و تقول «نهكه» أي أضعفه. و تقول: نهكه السلطان- من باب فهم-: أي بالغ في عقوبته.
[١٥] . الغِيَر - بكسر ففتح-: حادثات الدهر بتبدل الدول.
[١٦] . الأبّهَة - بضم الهمزة و تشديد الباء مفتوحة-: العظمة و الكبرياء.
[١٧] . المَخِيلة - بفتح فكسر-: الخيلاء و العجب.
[١٨] . يُطامن الشي‏ء: يخفض منه.
[١٩] . الطِماح‏ - ككتاب-: النشوز و الجماح.
[٢٠] . الغرب‏ - بفتح فسكون-: الحدة.
[٢١] . يفي‏ء: يرجع.
[٢٢] . عَزَب‏: غاب.
[٢٣] . المساماة: المباراة في السمو، أي العلو.
[٢٤] . من لك فيه هوى‏: أي لك إليه ميل خاص.
[٢٥] . أدحض‏: أبطل.
[٢٦] . كان حزباً: أي محاربا.
[٢٧] . «ينزع» - كيضرب-: أي يقلع عن ظلمه.
[٢٨] . «يجحِف برض الخاصة»: يذهب برضاهم.
[٢٩] . الإلحاف‏: الالحاح و الشدة في السؤال.
[٣٠] . جِماع‏ الشي‏ء- بالكسر-: جمعه، أي جماعة الاسلام.
[٣١] . الصِغْو - بالكسر و الفتح-: الميل.
[٣٢] . أشنؤهم‏: أبغضهم.
[٣٣] . الأطلب للمعائب‏: الأشد طلبا لها.
[٣٤] . أطلق عقدة كل حقد: احلل عقد الأحقاد من قلوب الناس بحسن السيرة معهم.
[٣٥] . الوِتْر - بالكسر: العداوة.
[٣٦] . «تَغَابَ»: تغافل.
[٣٧] . يَضِح‏: يظهر و الماضي وضح.
[٣٨] . الساعي‏: هو النمام بمعائب الناس.
[٣٩] . الفضل‏هنا: الإحسان بالبذل.
[٤٠] . يَعِدُك الفقر: يخوفك منه لو بذلت.
[٤١] . الشّرَه‏ - بالتحريك-: أشد الحرص‏.
[٤٢] . غرائز: طبائع متفرقة.
[٤٣] . بِطانة الرجل‏ - بالكسر-: خاصته، و هو من بطانة الثوب خلاف ظهارته.
[٤٤] . الأثمة - جمع آثم-: و هو فاعل الاثم، أي الذنب.
[٤٥] . الظَّلَمَة: جمع ظالم.
[٤٦] . الآصار - جمع إصر بالكسر-: و هو الذنب و الإثم.
[٤٧] . الأوزار: جمع وزر: و هو الذنب و الإثم أيضا.
[٤٨] . الإلف‏ - بالكسر-: الألفة و المحبة.
[٤٩] . «رُضْهُم»: أي عوّدهم على ألا يطروك: أي يزيدوا في مدحك.
[٥٠] . لا يَبْجَحُوك‏: أي يفرحوك بنسبة عمل عظيم اليك و لم تكن فعلته.
[٥١] . الزَهْو - بالفتح-: العجب.
[٥٢] . «تدني»: أي تقرّب. و العزة هنا:الكبر.
[٥٣] . قِبَلَهُم‏ - بالكسر ففتح-: أي عندهم.
[٥٤] . النَصَب‏ - بالتحريك-: التعب.
[٥٥] . «ساء بلاؤك عنده»: البلاء هنا: الصنع مطلقا حسنا أو سيئا.
[٥٦] . سهمه‏: نصيبه من الحق.
[٥٧] . «يكون من وراء حاجتهم»: أي يكون محيطا بجميع حاجاتهم دافعا لها.
[٥٨] . المعاقد: العقود في البيع و الشراء و ما شابههما مما هو شأن القضاة.
[٥٩] . المرافق‏: أي المنافع التي يجتمعون لأجلها.
[٦٠] . الترفق‏أي التكسب بأيديهم ما لا يبلغه كسب غيرهم من سائر الطبقات.
[٦١] . رِفْدهم‏: مساعدتهم وصلتهم.
[٦٢] . جيب القميص‏: طوقه، و يقال «نقي الجيب»: أي طاهر الصدر و القلب.
[٦٣] . الحِلم‏هنا: العقل.
[٦٤] . ينبو عليه‏: يتجافي عنهم و يبعد.
[٦٥] . جماع من الكرم‏: مجموع منه.
[٦٦] . شُعَب‏ - بضم ففتح-: جمع شعبة.
[٦٧] . العُرُف‏: المعروف.
[٦٨] . تعاظم الأمر: عظم، أي لا تعدّ شيئا قويتهم به غاية في العظم زائدا عما يستحقون، فكل شي‏ء قويتهم به واجب عليك اتيانه، و هم مستحقون لنيله.
[٦٩] . لا تحقرَنّ لطفاً: أي لا تعد شيئا من تلطفك معهم حقيرا فتتركه لحقارته، بل كل تلطف- و ان قل- فله موقع من قلوبهم.
[٧٠] . «آثر»: أي أفضل و أعلى منزلة.
[٧١] . وَاسَاهُمْ‏: ساعدهم بمعونته لهم.
[٧٢] . أفضل عليهم‏: أي أفاض.
[٧٣] . الجِدَة - بكسر ففتح- الغنى.
[٧٤] . خلوف أهليهم‏: جمع خلف- بفتح و سكون- و هو من يبقى في الحي من النساء و العجزة بعد سفر الرجال.
[٧٥] . حِيطة - بكسر الحاء-: من مصادر «حاطه» بمعنى حفظه و صانه.
[٧٦] . ذوو البلاء: أهل الأعمال العظيمة.
[٧٧] . يحرص الناكل‏: يحث المتأخر القاعد.
[٧٨] . بلاء امرى‏ء: صنيعه الذي أبلاه.
[٧٩] . ما يُضْلِعُك من الخطوب‏: ما يؤودك و يثقلك و يكاد يميلك من الأمور الجسام.
[٨٠] . مُحْكَم الكتاب‏: نصه الصريح.
[٨١] . تمحّكه الخصوم‏: تجعله ماحقا لجوجا. يقال: محك الرجل- كمنع- إذا لجّ في الخصومة، و أصرّ على رأيه.
[٨٢] . يتمادى‏: يستمر و يسترسل.
[٨٣] . الزَلّة - بالفتح-: السقطة في الخطأ.
[٨٤] . لا يَحْصر: لا يعيا في المنطق.
[٨٥] . الفي‏ء: الرجوع إلى الحق.
[٨٦] . لا تشرف نفسه‏: لا تطلع و الاشراف على الشي‏ء: الاطلاع عليه من فوق.
[٨٧] . أدنى فهم و أقصاه‏: أقربه و أبعده.
[٨٨] . الشبهات‏: ما لا يتضح الحكم فيه بالنص، و فيها ينبغي الوقوف على القضاء حتى يرد الحادثة إلى أصل صحيح.
[٨٩] . التبرم‏: الملل و الضجر.
[٩٠] . أصرمهم‏: أقطعهم للخصومة و أمضاهم.
[٩١] . لا يزدهيه إطراء: لا يستخفه زيادة الثناء عليه.
[٩٢] . تعاهده‏: تتبعه بالاستكشاف و التعرف.
[٩٣] . افسح له في البذل‏: أي أوسع له في العطاء بما يكفيه.
[٩٤] . اسْتَعْمِلْهُم اختباراً: ولّهم الأعمال بالامتحان.
[٩٥] . محاباة: أي اختصاصا و ميلا منك لمعاونتهم.
[٩٦] . أثَرَة - بالتحريك-: أي استبدادا بلا مشورة.
[٩٧] . فإنهما جماع من شُعَب الجور و الخيانة: أي يجمعان فروع الجور و الخيانة.
[٩٨] . «تَوَخّ»: أي اطلب و تحرّ أهل التجربة ...
[٩٩] . القَدَم‏ - بالتحريك-: واحدة الأقدام، أي: الخطوة السابقة. و أهلها هم الأولون.
[١٠٠] . أسبغ عليه الرزق‏: أكمله و أوسع له فيه.
[١٠١] . ثلموا أمانتك‏: نقصوا في أدائها أو خانوا.
[١٠٢] . العيون‏: الرقباء.
[١٠٣] . «حَدْوَة»: أي سوق لهم و حثّ.
[١٠٤] . إذا شكوا ثِقَلًاأو علّة: يريد المضروب من مال الخراج أو نزول علة سماوية بزرعهم أضرت بثمراته.
[١٠٥] . انقِطاع شِرْبٍ‏ - بالكسر-: أي ماء تسقى في بلاد تسقى بالأنهار.
[١٠٦] . انقِطاع بالّة: أي ما يبل الأرض من ندى و مطر فيما تسقى بالمطر.
[١٠٧] . إحالة أرض‏: بكسر همزة إحالة: أي تحويلها البذور إلى فساد بالتعفن.
[١٠٨] . اغتمرهاأي: عمها من الغرق فغلبت عليها و الرطوبة حتى صار البذر فيها غمقا- ككتف-: أي له رائحة خمة و فساد.
[١٠٩] . أجحف العطش‏: أي: أتلفها و ذهب بمادة الغذاء من الأرض فلم ينبت.
[١١٠] . التبجح‏: السرور بما يرى من حسن عمله في العدل.
[١١١] . استفاضة العدل‏: انتشاره.
[١١٢] . معتَمِداً فضل قوتهم‏: أي متحدا زيادة قوتهم عمادا لك تستند اليه عند الحاجة.
[١١٣] . ذَخَرَت‏: وفّرت.
[١١٤] . الإجْمَام‏: الترفيه و الاراحة.
[١١٥] . الإعْوَاز: الفقر و الحاجة.
[١١٦] . إشراف أنفسهم على الجمع‏: لتطلع أنفسهم إلى جمع المال، ادخارا لما بعد زمن الولاية إذا عزلوا.
[١١٧] . لا تُبْطِره‏: أي لا تطغيه.
[١١٨] . جماعة من الناس تملأ البصر.
[١١٩] . لا تُقصر به الغفلة: أي لا تكون غفلته موجبة لتقصيره في اطلاعك على ما يرد من أعمالك، و لا في إصدار الأجوبة عنه على وجه الصواب.
[١٢٠] . عَقْداً اعْتَقَدَه لك‏: أي معاملة عقدها لمصلحتك.
[١٢١] . لا يعجز عن إطلاق ما عُقِد عليك‏: إذا وقعت مع أحد في عقد كان ضرره عليك لا يعجز عن حل ذلك العقد.
[١٢٢] . الفِراسة - بالكسر- قوة الظن و حسن النظر في الأمور.
[١٢٣] . الاستنامة: السكون و الثقة.
[١٢٤] . «يتعرفون لفراسات الولاة»: أي يتوسلون اليها لتعرفهم.
[١٢٥] . بتصنعهم‏: بتكلفهم إجادة الصنعة.
[١٢٦] . تغابيت‏: أي تغافلت.
[١٢٧] . المضطرب بماله‏: المتردد به بين البلدان.
[١٢٨] . المترفّق‏: المكتسب.
[١٢٩] . المَرَافِق‏: ما ينتفع به من الأدوات و الآنية.
[١٣٠] . المطارح‏: الأماكن البعيدة.
[١٣١] . لا يلتئم الناس لمواضعها: أي لا يمكن التئام الناس و اجتماعهم في مواضع تلك المرافق من تلك الأمكنة.
[١٣٢] . أنهم سِلْم‏: أي أن التجار و الصناع مسالمون.
[١٣٣] . البائقة: الداهية.
[١٣٤] . الضيق‏: عسر المعاملة.
[١٣٥] . الشحّ‏: البخل.
[١٣٦] . الاحتكار: حبس المطعوم و نحوه عن الناس لا يسمحون به إلا بأثمان فاحشة.
[١٣٧] . المبتاع‏: هنا المشتري.
[١٣٨] . «قارف»: أي خالط.
[١٣٩] . الحُكْرَة - بالضم-: الاحتكار.
[١٤٠] . فَنَكَل به‏: أي أوقع به النكال و العذاب، عقوبة له.
[١٤١] . في غير إسراف‏: أي من غير أن تجاوز حد العدل.
[١٤٢] . البؤسى‏ - بضم أوله-: شدة الفقر.
[١٤٣] . الزَمْنَى‏ - بفتح أوله-: جمع زمين و هو المصاب بالزمانة- بفتح الزاي- أي العاهة، يريد أرباب العاهات المانعة لهم عن الاكتساب.
[١٤٤] . القانع‏: السائل.
[١٤٥] . المُعْترّ - بتشديد الراء-: المتعرض للعطاء بلا سؤال.
[١٤٦] . اسْتَحْفَظَك‏: طلب منك حفظه.
[١٤٧] . غَلّات‏: ثمرات.
[١٤٨] . صوافي الاسلام‏ - جمع صافية-: و هي أرض الغنيمة.
[١٤٩] . بَطَر: طغيان بالنعمة.
[١٥٠] . التافه‏: الحقير.
[١٥١] . لا «تُشْخص همك»: أي لا تصرف اهتمامك عن ملاحظة شؤونهم.
[١٥٢] . «صعّر خدّه»: أماله إعجابا و كبرا.
[١٥٣] . تقتحمه العين‏: تكره أن تنظر اليه احتقارا و ازدراء.
[١٥٤] . «فَرِّغ لأولئك ثقتك»: أي اجعل للبحث عنهم أشخاصا يتفرغون لمعرفة أحوالهم يكونون ممن تثق بهم.
[١٥٥] . «بالإعذار إلى اللَّه»: أي بما يقدم لك عذرا عنده.
[١٥٦] . ذوو الرقّة في السن‏: المتقدمون فيه.
[١٥٧] . «لذوي الحاجات»: أي المتظلمين تتفرغ لهم فيه بشخصك للنظر في مظالمهم.
[١٥٨] . تُقْعِد عنهم جندك‏: تأمر بأن يقعد عنهم و لا يتعرض لهم جندك.
[١٥٩] . الأحراس‏ - جمع حرس بالتحريك- و هو من يحرس الحاكم من وصول المكروه.
[١٦٠] . الشُرَط - بضم ففتح- طائفة: من أعوان الحاكم، و هم المعروفون بالضابطة، واحده شرطة- بضم فسكون-.
[١٦١] . التعتعة في الكلام‏: التردد فيه من عجز وعي، و المراد غير خائف تعبيرا باللازم.
[١٦٢] . في غير موطن‏: أي في مواطن كثيرة.
[١٦٣] . التقديس‏: التطهير، أي لا يطهر اللَّه أمة ... الخ.
[١٦٤] . الخرق‏ - بالضم-: العنف ضد الزفق.
[١٦٥] . العي‏ - بالكسر-: العجز عن النطق.
[١٦٦] . نَحِ‏: فعل أمر من نحّى ينحي، أي ابعد عنهم.
[١٦٧] . الضيق‏: ضيق الصدر بسوء الخلق.
[١٦٨] . الأنف‏ - محركة-: الاستنكاف و الاستكبار.
[١٦٩] . أكناف الرحمة: أطرافها.
[١٧٠] . هنيئاً: سهلا لا تخشنه باستكثاره و المن به.
[١٧١] . امنع في إجمال و إعذار: و إذا منعت فامنع بلطف و تقديم عذر.
[١٧٢] . يعيا: يعجز.
[١٧٣] . حَرِجَ يَحْرَج‏ - من باب تعب: ضاق، و الأعوان تضيق صدورهم بتعجيل الحاجات، و يحبون المماطلة في قضائها، استجلابا للمنفعة، أو إظهارا للجبروت.
[١٧٤] . أجزلها: أعظمها.
[١٧٥] . «غير مثلوم»: أي غير مخدوش بشي‏ء من التقصير و لا مخروق بالرياء.
[١٧٦] . لا تكوننّ منفرّاً و لا مضيعاً: أي لا تطل الصلاة فتكرّه بها الناس و لا تضيع منها شيئا بالنقص في الأركان بل التوسط خير.
[١٧٧] . سمات‏ - جمع سمة بكسر ففتح-: و هي العلامة.
[١٧٨] . البذل‏: العطاء.
[١٧٩] . أيِسُوا: قنطوا و يئسوا.
[١٨٠] . شكاة - بالفتح-: شكاية.
[١٨١] . «فاحسم»: أي اقطع مادة شرورهم عن الناس بقطع أسباب تعديهم، و إنما يكون بالأخذ على أيديهم و منعهم من التصرف في شؤون العامة.
[١٨٢] . الاقطاع‏: المنحة من الأرض. و القطيعة: الممنوح منها.
[١٨٣] . الحامّة - كالطّامة-: الخاصة و القرابة.
[١٨٤] . الاعتقاد: الامتلاك، و العقدة- بالضم-: الضيعة، و اعتقاد الضيعة: اقتناؤها، و إذا اقتنوا ضيعة فربما أضروا بمن يليها، أي يقرب منها، من الناس.
[١٨٥] . الشِّرْب‏ - بالكسر-: هو النصيب في الماء.
[١٨٦] . مهنأ ذلك‏: منفعته الهنيئة.
[١٨٧] . المَغَبَّة - كمحبَّة-: العاقبة.
[١٨٨] . حَيْفاً: أي ظلما.
[١٨٩] . أصْحِرْ لهم بعذرك‏: أي أبرز لهم، و بيّن عذرك فيه. و هو من الاصحار: الظهور، و أصله البروز في الصحراء.
[١٩٠] . عَدَلَ الشي‏ءُ عن نفسه‏: نحّاه عنه‏
[١٩١] . رياضةً: أي تعويدا لنفسك على العدل.
[١٩٢] . الإعذار: تقديم العذر أو إبداؤه.
[١٩٣] . الدَعَة - محرّكة-: الراحة.
[١٩٤] . «قارَبَ لتغفّل»: أي تقرّب منك بالصلح ليلقي عليك عنه غفلة فيغدرك فيها.
[١٩٥] . الذمّة أصل معنى الذمّة وجدان مودع في جبلة الانسان، ينبهه لرعاية حق ذوي الحقوق عليه، و يدفعه لأداء ما يجب عليه منها، ثم أطلقت على معنى العهد و جعل العهد لباسا لمشابهته له في الرقابة من الضرر.
[١٩٦] . حُطْ عهدك‏: امر من حاطه يحوطه بمعنى حفظه و صانه.
[١٩٧] . الجُنّة - بالضم-: الوقاية، أي حافظ على ما أعطيت من العهد بروحك.
[١٩٨] . لما استوبلوا من عواقب الغدر» أي وجدوها و بيلة، مهلكة.
[١٩٩] . خاس بعهده‏: خانه و نقضه.
[٢٠٠] . الخَتْل‏: الخداع.
[٢٠١] . «أفضاه»: هنا بمعنى أفشاه.
[٢٠٢] . الحريم‏: ما حرم عليك أن تمسه.
[٢٠٣] . المَنَعَة - بالتحريك-: ما تمتنع به من القوة.
[٢٠٤] . «يستفيضون»: أي يفزعون اليه بسرعة.
[٢٠٥] . الادغال‏: الافساد.
[٢٠٦] . المدالسة: الخيانة.
[٢٠٧] . العلل‏ - جمع علّة-: و هي في النقد و الكلام، بمعنى ما يصرفه عن وجهه و يحوله إلى غير المراد، و ذلك يطرأ على الكلام عند إبهامه و عدم صراحته.
[٢٠٨] . لحنِ القول‏: ما يقبل التوجيه كالتورية و التعريض.
[٢٠٩] . أن تحيط بك من اللَّه فيه طِلْبَة: أي تأخذك بجميع أطرافك مطالبة اللَّه إياك بحقه في الوفاء الذي غدرت به.
[٢١٠] . القود - بالتحريف-: القصاص، و إضافته للبدن لأنه يقع عليه.
[٢١١] . أفْرَطَ عليك شوْطك‏: عجّل بما لم تكن تريده: أردت تأديبا فأعقب قتلا.
[٢١٢] . الوكْزَة - بفتح فسكون-: الضربة يجمع الكف-: بضم الجيم-: أي قبضته، و هي المعروفة باللكمة.
[٢١٣] . تَطْمَحَنّ بك‏: ترتفعنّ بك.
[٢١٤] . الإطراء: المبالغة في الثناء.
[٢١٥] . التزيد - كالتقيّد-: إظهار الزيادة في الأعمال عن الواقع منها في معرض الافتخار.
[٢١٦] . المقت‏: البغض و السخط.
[٢١٧] . التسقط: من قولهم «تسقط في الخبر يتسقط» إذا أخذه قليلا، يريد به هنا: التهاون.
[٢١٨] . اللجاجة: الاصرار على النزاع. و تنكّرت: لم يعرف وجه الصواب فيه.
[٢١٩] . الوَهْن‏: الضعف.
[٢٢٠] . الاستئثار: تخصيص النفس بزيادة.
[٢٢١] . الناس فيه أسوة: أي متساوون.
[٢٢٢] . التغابي‏: التغافل.
[٢٢٣] . يقال «فلان حمّي الأنف»: إذا كان أبيا يأنف الضيم.
[٢٢٤] . السَوْرة - بفتح السين و سكون الواو-: الحدة.
[٢٢٥] . الحَدّة- بالفتح-: البأس.
[٢٢٦] . الغرب‏ - بفتح فسكون-: الحدّ تشبيها له بحد السيف و نحوه.
[٢٢٧] . البادرة: ما يبدو من اللسان عند الغضب من سباب و نحوه.
[٢٢٨] . تضعيف الكرامة: زيادة الكرامة إضعافا.
****************************