وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٦٢ - و من كتاب له (عليه السلام) إلى أهل مصر مع مالك الأشتر [رحمه الله‏] لما ولاه إمارتها

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً (ص) نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ وَ مُهَيْمِناً[١] عَلَى الْمُرْسَلِينَ فَلَمَّا مَضَى [ص‏](ع) تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ فَوَاللَّهِ مَا كَانَ يُلْقَى فِي رُوعِي‏[٢] وَ لَا يَخْطُرُ بِبَالِي أَنَّ الْعَرَبَ تُزْعِجُ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ (ص) عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ لَا أَنَّهُمْ مُنَحُّوهُ عَنِّي مِنْ بَعْدِهِ فَمَا رَاعَنِي‏[٣] إِلَّا انْثِيَالُ‏[٤] النَّاسِ عَلَى فُلَانٍ يُبَايِعُونَهُ فَأَمْسَكْتُ [بِيَدِي‏] يَدِي‏[٥] حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ[٦] النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الْإِسْلَامِ يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ مُحَمَّدٍ (ص) فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الْإِسْلَامَ وَ أَهْلَهُ أَنْ أَرَى فِيهِ ثَلْماً[٧] أَوْ هَدْماً تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلَايَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلَائِلَ يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ- [وَ] أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الْأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ‏[٨] الْبَاطِلُ وَ زَهَقَ‏[٩] وَ اطْمَأَنَّ الدِّينُ وَ تَنَهْنَهَ‏[١٠]:

وَ [مِنْ هَذَا الْكِتَابِ‏] مِنْهُ‏.

إِنِّي وَ اللَّهِ لَوْ لَقِيتُهُمْ وَاحِداً وَ هُمْ طِلَاعُ‏[١١] الْأَرْضِ كُلِّهَا مَا بَالَيْتُ وَ لَا اسْتَوْحَشْتُ وَ إِنِّي مِنْ ضَلَالِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ وَ الْهُدَى الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ لَعَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ نَفْسِي وَ يَقِينٍ مِنْ رَبِّي وَ إِنِّي إِلَى لِقَاءِ اللَّهِ لَمُشْتَاقٌ وَ [لِحُسْنِ‏] حُسْنِ ثَوَابِهِ لَمُنْتَظِرٌ رَاجٍ وَ لَكِنَّنِي آسَى‏[١٢] أَنْ يَلِيَ [هَذِهِ الْأُمَّةَ[١٣]] أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ سُفَهَاؤُهَا وَ فُجَّارُهَا فَيَتَّخِذُوا مَالَ اللَّهِ دُوَلًا[١٤] وَ عِبَادَهُ خَوَلًا[١٥] وَ الصَّالِحِينَ حَرْباً[١٦] وَ الْفَاسِقِينَ حِزْباً فَإِنَّ مِنْهُمُ الَّذِي قَدْ شَرِبَ فِيكُمُ الْحَرَامَ‏[١٧] وَ جُلِدَ حَدّاً فِي الْإِسْلَامِ وَ إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ حَتَّى رُضِخَتْ لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ الرَّضَائِخُ‏[١٨] فَلَوْ لَا ذَلِكَ مَا أَكْثَرْتُ تَأْلِيبَكُمْ‏[١٩] وَ تَأْنِيبَكُمْ وَ جَمْعَكُمْ وَ تَحْرِيضَكُمْ وَ لَتَرَكْتُكُمْ إِذْ أَبَيْتُمْ وَ وَنَيْتُمْ‏[٢٠] أَ لَا تَرَوْنَ إِلَى أَطْرَافِكُمْ‏[٢١] قَدِ انْتَقَصَتْ‏[٢٢] وَ إِلَى أَمْصَارِكُمْ قَدِ افْتُتِحَتْ وَ إِلَى مَمَالِكِكُمْ تُزْوَى‏[٢٣] وَ إِلَى بِلَادِكُمْ تُغْزَى انْفِرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إِلَى قِتَالِ عَدُوِّكُمْ وَ لَا تَثَّاقَلُوا إِلَى الْأَرْضِ فَتُقِرُّوا[٢٤] بِالْخَسْفِ‏[٢٥] وَ تَبُوءُوا[٢٦] بِالذُّلِّ وَ يَكُونَ نَصِيبُكُمُ الْأَخَسَّ وَ إِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الْأَرِقُ‏[٢٧] وَ مَنْ نَامَ لَمْ يُنَمْ عَنْهُ وَ السَّلَامُ‏.

_______________________
[١] . المُهَيْمِن‏: الشاهد، و النبي شاهد برسالة المرسلين الأولين.
[٢] . الرُوع‏ - بضم الراء-: القلب، أو موضع الروع منه- بفتح الراء-: أي الفزع.
[٣] . راعَني‏: أفزعني.
[٤] . انثِيال الناس‏: انصبابهم.
[٥] . أمْسَكْت يدي‏: كففتها عن العمل و تركت الناس و شأنهم.
[٦] . رَاجِعَة الناس‏: الراجعون منهم.
[٧] . «ثَلْماً»: أي خرقا.
[٨] . زَاح‏: ذهب.
[٩] . «زَهَقَ»: خرجت روحه و مات، مجاز عن الزوال التام.
[١٠] . تَنَهْنَهَ‏: أي كفّ.
[١١] . الطِلاع‏ - ككتاب-: مل‏ء الشي‏ء.
[١٢] . آسى‏: مضارع «أسيت عليه»: كرضيت أي حزنت.
[١٣] . يلي أمْرَ الأمّة: يتولاها و يكون عنها مسؤولا.
[١٤] . دُوَلًا - بضم ففتح جمع دولة بالضم-: أي شيئا يتداولونه بينهم.
[١٥] . الخَوَل‏ - محركة-: العبيد.
[١٦] . «حَرْباً»: أي محاربين.
[١٧] . شرب الحرام‏: يريد الخمر.
[١٨] . الرَضَائخ‏: جمع رضيخة و هي شي‏ء قليل يعطاه الإنسان يصانع به عن شي‏ء يطلب منه كالأجر. و رضخت له: أعطيت له.
[١٩] . تَأليبكم‏: تحريضكم و تحويل قلوبكم عنهم.
[٢٠] . «وَنَيْتم»: أي ضعفتم و فترتم.
[٢١] . أطْرَاف البلاد: جوانبها.
[٢٢] . انتقصت‏: حصل فيها النقص باستيلاء العدو عليها.
[٢٣] . تُزْوَى‏ - مبني للمجهول-:تقبض، و هي من زواه: إذا قبضه عنه.
[٢٤] . تُقِرّوا: تعترفوا.
[٢٥] . الخِسْف‏: أي الضيم.
[٢٦] . تَبُوؤوا: أي تعودوا بالذل.
[٢٧] . الأرِق‏ - بفتح فكسر-: أي الساهر.
****************************