وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٦٣ - و من كتاب له (عليه السلام) إلى أبي موسى الأشعري و هو عامله على الكوفة، و قد بلغه عنه تثبيطه‏ الناس عن الخروج إليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل

و من كتاب له (عليه السلام) إلى أبي موسى الأشعري و هو عامله على الكوفة، و قد بلغه عنه تثبيطه‏[١] الناس عن الخروج إليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل.

مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ قَوْلٌ هُوَ لَكَ وَ عَلَيْكَ فَإِذَا قَدِمَ [عَلَيْكَ رَسُولِي‏] رَسُولِي عَلَيْكَ فَارْفَعْ ذَيْلَكَ وَ اشْدُدْ مِئْزَرَكَ‏[٢] وَ اخْرُجْ مِنْ جُحْرِكَ‏[٣] وَ انْدُبْ‏[٤] مَنْ مَعَكَ فَإِنْ حَقَّقْتَ فَانْفُذْ[٥] وَ إِنْ تَفَشَّلْتَ‏[٦] فَابْعُدْ وَ ايْمُ اللَّهِ لَتُؤْتَيَنَّ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ وَ لَا تُتْرَكُ حَتَّى يُخْلَطَ زُبْدُكَ بِخَاثِرِكَ‏[٧] وَ ذَائِبُكَ بِجَامِدِكَ وَ حَتَّى تُعْجَلُ عَنْ قِعْدَتِكَ‏[٨] وَ تَحْذَرَ مِنْ أَمَامِكَ كَحَذَرِكَ مِنْ خَلْفِكَ وَ مَا هِيَ بِالْهُوَيْنَى‏[٩] الَّتِي تَرْجُو وَ لَكِنَّهَا الدَّاهِيَةُ الْكُبْرَى يُرْكَبُ جَمَلُهَا وَ [يُذَلُ‏] يُذَلَّلُّ صَعْبُهَا وَ يُسَهَّلُ جَبَلُهَا فَاعْقِلْ عَقْلَكَ‏[١٠] وَ امْلِكْ أَمْرَكَ وَ خُذْ نَصِيبَكَ وَ حَظَّكَ فَإِنْ كَرِهْتَ فَتَنَحَّ إِلَى غَيْرِ رَحْبٍ وَ لَا فِي نَجَاةٍ فَبِالْحَرِيِ‏[١١] لَتُكْفَيَنَ‏[١٢] وَ أَنْتَ نَائِمٌ حَتَّى لَا يُقَالَ أَيْنَ فُلَانٌ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مَعَ مُحِقٍّ وَ مَا [يُبَالِي‏] أُبَالِي مَا صَنَعَ الْمُلْحِدُونَ وَ السَّلَامُ‏.

_________________________
[١] . التثبيط: الترغيب في القعود و التخلف.
[٢] . رفْع الذيل و شدّ المِئْزر: كناية عن التشمير للجهاد.
[٣] . اخْرُج من جُحْرِك‏: كنى بجحره عن مقرّه.
[٤] . «انْدُب»: أي ادع من معك.
[٥] . إن حقّقْت‏ - أي أخذت بالحق و العزيمة- فانفذ، أي امض الينا.
[٦] . تفشّلت‏ - أي جبنت.
[٧] . الخاثِر: الغليظ، و الكلام تمثيل لاختلاط الأمر عليه من الحيرة، و أصل المثل «لا يدري أيخثر أم يذيب» قالوا: إن المرأة تملأ السمن فيختلط خاثره برقيقه فتقع في حيرة: إن أوقدت النار حتى يصفو احترق، و إن تركته بقي كدرا.
[٨] . تُعْجَل عن قِعْدَتِك‏: القعدة- بالكسر-: هيئة القعود، و أعجله عن الأمر: حال دون إدراكه، أي يحال بينك و بين جلستك في الولاية.
[٩] . الهُوَيْنى‏: تصغير الهونى- بالضم- مؤنث أهون.
[١٠] . اعْقِل عقلك‏: قيّده بالعزيمة، و لا تدعه يذهب مذاهب التردد. من الخوف.
[١١] . بالحَرِيّ‏: أي بالوجه الجدير بك.
[١٢] . «لَتُكْفَيَنّ»: بلام التأكيد و نونه، أي إنا لنكفيك القتال و نظفر فيه.
****************************