وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٦٤ - و من كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية جوابا [عن كتابه‏]

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّا كُنَّا نَحْنُ وَ أَنْتُمْ عَلَى مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْأُلْفَةِ وَ الْجَمَاعَةِ فَفَرَّقَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ أَمْسِ أَنَّا آمَنَّا وَ كَفَرْتُمْ وَ الْيَوْمَ أَنَّا اسْتَقَمْنَا وَ فُتِنْتُمْ وَ مَا أَسْلَمَ مُسْلِمُكُمْ إِلَّا كَرْهاً[١] وَ بَعْدَ أَنْ كَانَ أَنْفُ الْإِسْلَامِ‏[٢] كُلُّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) [حَرْباً] حِزْباً وَ ذَكَرْتَ أَنِّي قَتَلْتُ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ وَ شَرَّدْتُ بِعَائِشَةَ[٣] وَ نَزَلْتُ بَيْنَ الْمِصْرَيْنِ‏[٤] وَ ذَلِكَ أَمْرٌ غِبْتَ عَنْهُ فَلَا عَلَيْكَ وَ لَا الْعُذْرُ فِيهِ إِلَيْكَ وَ ذَكَرْتَ أَنَّكَ زَائِرِي فِي [جَمْعِ‏] الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ قَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ يَوْمَ أُسِرَ أَخُوكَ فَإِنْ كَانَ [فِيكَ‏] فِيهِ عَجَلٌ فَاسْتَرْفِهْ‏[٥] فَإِنِّي إِنْ أَزُرْكَ فَذَلِكَ جَدِيرٌ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ إِنَّمَا بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِلنِّقْمَةِ مِنْكَ وَ إِنْ تَزُرْنِي فَكَمَا قَالَ أَخُو بَنِي أَسَدٍ:

مُسْتَقْبِلِينَ رِيَاحَ الصَّيْفِ تَضْرِبُهُمْ‏           بِحَاصِبٍ‏[٦] بَيْنَ أَغْوَارٍ[٧] وَ جُلْمُودِ[٨]

وَ عِنْدِي السَّيْفُ الَّذِي أَعْضَضْتُهُ‏[٩] بِجَدِّكَ وَ خَالِكَ وَ أَخِيكَ فِي‏ مَقَامٍ وَاحِدٍ- [فَإِنَّكَ‏] وَ إِنَّكَ وَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ الْأَغْلَفُ الْقَلْبِ‏[١٠] الْمُقَارِبُ الْعَقْلِ‏[١١] وَ الْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ لَكَ إِنَّكَ رَقِيتَ سُلَّماً أَطْلَعَكَ مَطْلَعَ سُوءٍ عَلَيْكَ لَا لَكَ لِأَنَّكَ نَشَدْتَ غَيْرَ ضَالَّتِكَ‏[١٢] وَ رَعَيْتَ غَيْرَ سَائِمَتِكَ‏[١٣] وَ طَلَبْتَ أَمْراً لَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ وَ لَا فِي مَعْدِنِهِ فَمَا أَبْعَدَ قَوْلَكَ مِنْ فِعْلِكَ-  وَ قَرِيبٌ مَا أَشْبَهْتَ مِنْ أَعْمَامٍ وَ أَخْوَالٍ حَمَلَتْهُمُ الشَّقَاوَةُ وَ تَمَنِّي الْبَاطِلِ عَلَى الْجُحُودِ بِمُحَمَّدٍ (ص) فَصُرِعُوا مَصَارِعَهُمْ‏[١٤] حَيْثُ عَلِمْتَ لَمْ يَدْفَعُوا عَظِيماً وَ لَمْ يَمْنَعُوا حَرِيماً بِوَقْعِ سُيُوفٍ مَا خَلَا مِنْهَا الْوَغَى‏[١٥] وَ لَمْ تُمَاشِهَا الْهُوَيْنَى‏[١٦] وَ قَدْ أَكْثَرْتَ فِي قَتَلَةِ عُثْمَانَ فَادْخُلْ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ ثُمَّ حَاكِمِ الْقَوْمَ إِلَيَّ أَحْمِلْكَ وَ إِيَّاهُمْ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَ أَمَّا تِلْكَ الَّتِي تُرِيدُ فَإِنَّهَا خُدْعَةُ[١٧] الصَّبِيِّ عَنِ اللَّبَنِ فِي أَوَّلِ الْفِصَالِ‏[١٨] وَ السَّلَامُ لِأَهْلِهِ‏.

__________________________
[١] . كَرْهاً: أي من غير رغبة. فإن أبا سفيان إنما أسلم قبل فتح مكة بليلة، خوف القتل، و خشية من جيش النبي (ص) البالغ عشرة آلاف و نيّف.
[٢] . أنْفُ الاسلام‏: كناية عن أشراف العرب الذين دخلوا فيه قبل الفتح.
[٣] . شَرّدِ به‏: طرده و فرق أمره.
[٤] . المِصْرَانِ‏: الكوفة و البصرة.
[٥] . فاسْتَرْفِهْ‏: فعل أمر، أي استح و لا تستعجل.
[٦] . الحاصب‏: ريح تحمل التراب و الحصى.
[٧] . الأغْوَار - جمع غور بالفتح-: و هو الغبار.
[٨] . الجُلْمُود - بالضم-: الصخر.
[٩] . «أعْضَضْتُه به»: جعلته يعضّه و الباء زائدة.
[١٠] . أغْلَف القلب‏: الذي لا يدرك، كأن قلبه في غلاف لا تنفذ اليه المعاني.
[١١] . مُقَارِب العقل‏: ناقصه ضعيفه، كأنه يكاد يكون عاقلا و ليس به عقل.
[١٢] . الضَالّة: ما فقدته من مال و نحوه، و نشد الضالة: طلبها ليردها، مثل يضرب لطالب غير حقه.
[١٣] . السَائِمَة: الماشية من الحيوان.
[١٤] . صُرِعُوا مَصَارِعَهُم‏: سقطوا قتلى في مطارحهم.
[١٥] . الوَغَى‏: الحرب.
[١٦] . «لم تُمَاشِها الهُوَيْنى»: أي لم ترافقها المساهلة.
[١٧] . الخُدْعَة: مثلّثة الخاء: ما تصرف به الصبي عن اللبن و طلبه أول فطامه، و ما تصرف به عدوّك عن قصدك به في الحروب و نحوها.
[١٨] . الفِصَال‏: الفطام.
****************************