وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٦٥ - و من كتاب له (عليه السلام) إليه أيضا

أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَنْتَفِعَ بِاللَّمْحِ الْبَاصِرِ[١] مِنْ عِيَانِ الْأُمُورِ- [فَلَقَدْ[٢]] فَقَدْ سَلَكْتَ مَدَارِجَ أَسْلَافِكَ بِادِّعَائِكَ الْأَبَاطِيلَ‏ وَ اقْتِحَامِكَ‏[٣] غُرُورَ الْمَيْنِ‏[٤] وَ الْأَكَاذِيبِ [مِنِ انْتِحَالِكَ‏] وَ بِانْتِحَالِكَ‏[٥] مَا قَدْ عَلَا عَنْكَ‏[٦] وَ ابْتِزَازِكَ‏[٧] لِمَا قَدِ اخْتُزِنَ‏[٨] دُونَكَ فِرَاراً مِنَ الْحَقِّ وَ جُحُوداً لِمَا هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ لَحْمِكَ وَ دَمِكَ‏[٩] مِمَّا قَدْ وَعَاهُ سَمْعُكَ وَ مُلِئَ بِهِ صَدْرُكَ فَمَا ذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ الْمُبِينُ وَ بَعْدَ الْبَيَانِ إِلَّا اللَّبْسُ‏[١٠] فَاحْذَرِ الشُّبْهَةَ وَ اشْتِمَالَهَا عَلَى لُبْسَتِهَا[١١] فَإِنَّ الْفِتْنَةَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ جَلَابِيبَهَا[١٢] وَ [أَعْشَتِ‏] أَغْشَتِ‏[١٣] الْأَبْصَارَ ظُلْمَتُهَا وَ قَدْ أَتَانِي كِتَابٌ مِنْكَ ذُو أَفَانِينَ‏[١٤] مِنَ الْقَوْلِ ضَعُفَتْ قُوَاهَا عَنِ السِّلْمِ‏[١٥] وَ أَسَاطِيرَ[١٦] لَمْ يَحُكْهَا [عَنْكَ‏[١٧]] مِنْكَ عِلْمٌ وَ لَا حِلْمٌ‏[١٨] أَصْبَحْتَ مِنْهَا كَالْخَائِضِ فِي الدَّهَاسِ‏[١٩]  وَ الْخَابِطِ[٢٠] فِي الدِّيمَاسِ‏[٢١] وَ تَرَقَّيْتَ إِلَى مَرْقَبَةٍ[٢٢] بَعِيدَةِ الْمَرَامِ نَازِحَةِ الْأَعْلَامِ‏[٢٣] تَقْصُرُ دُونَهَا الْأَنُوقُ‏[٢٤] وَ يُحَاذَى بِهَا الْعَيُّوقُ‏[٢٥] وَ حَاشَ لِلَّهِ أَنْ تَلِيَ لِلْمُسْلِمِينَ [مِنْ‏] بَعْدِي صَدْراً أَوْ وِرْداً[٢٦] أَوْ أُجْرِيَ لَكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ عَقْداً أَوْ عَهْداً فَمِنَ الْآنَ فَتَدَارَكْ نَفْسَكَ وَ انْظُرْ لَهَا فَإِنَّكَ إِنْ فَرَّطْتَ حَتَّى يَنْهَدَ[٢٧] إِلَيْكَ عِبَادُ اللَّهِ أُرْتِجَتْ‏[٢٨] عَلَيْكَ الْأُمُورُ وَ مُنِعْتَ أَمْراً هُوَ مِنْكَ الْيَوْمَ مَقْبُولٌ وَ السَّلَامُ‏.

__________________________
[١] . اللّمْح الباصر: الأمر الواضح.
[٢] . عِيان الأمُور: مشاهدتها و معاينتها.
[٣] . الاقْتِحام‏: إلقاء الناس في الأمر من غير رويّة.
[٤] . المَيْن‏: الكذب.
[٥] . انتحالك‏: ادعاؤك لنفسك.
[٦] . ما قَدْ عَلا عنك‏: ما هو أرفع من مقامك.
[٧] . «ابتزازك»: أي سلبك.
[٨] . اخْتُزِنَ‏ - أي منع- دون الوصول اليك.
[٩] . المراد بالذي هو ألزم له من لحمه و دمه البيعة بالخلافة لأمير المؤمنين.
[١٠] . اللَبْس‏ - بالفتح-: مصدر «لبس عليه الأمر يلبس» كضرب يضرب أي خلطه، و في التنزيل:  (و للبسنا عليهم ما يلبسون).
[١١] . اللُبْسَة - بالضم-: الإشكال.
[١٢] . أغْدَفَت المرأة قِنَاعَها: أرسلته على وجهها فسترته، و أغدف الليل: أرخى سدوله- أي أغطيته- من الظلام. و الجلابيب: جمع جلباب، و هو الثوب الأعلى يغطي ما تحته، أي طالما أسدلت الفتنة أغطيته الباطل فأخفت الحقيقة.
[١٣] . أغْشَتِ الأبصار: أضعفتها و منعتها النفوذ إلى المرئيات الحقيقية.
[١٤] . أفَانِينُ القَوْل‏: ضروبه و طرائقه.
[١٥] . السِّلْم‏: ضد الحرب.
[١٦] . الأساطير: جمع أسطورة، بمعنى الخرافة لا يعرف لها منشأ.
[١٧] . حاكَه يحوكه‏: نسجه، و نسج الكلام: تأليفه.
[١٨] . الحِلْم‏ - بالكسر-: العقل.
[١٩] . الدَهاس‏ - كسحاب-: أرض رخوة لا هي تراب و لا رمل، و لكن منهما، يعسر فيها السير.
[٢٠] . الخابط في السير: الذي لا يهتدي.
[٢١] . الدِيماس‏ - بالكسر-: المكان المظلم تحت الأرض.
[٢٢] . المَرْقبة - بفتح فسكون-: مكان الارتقاب، و هو العلو و الإشراف، أي رفعت نفسك إلى منزلة بعيد عنك مطلبها.
[٢٣] . «نازحة»: أي بعيدة، و الأعلام: جمع علم، و هو ما ينصب ليهتدي به، أي خفيّة المسالك.
[٢٤] . الأَنُوق‏ - كصبور-: طير أصلع الرأس، أصفر المِنْقار، يقال: أعزّ من بيض الأنوق، إذ تحرزه‏ فلا تكاد تظفر به، لأن أوكارها في القلل الصعبة. و لهذا الطائر خصال عدّها صاحب القاموس.
[٢٥] . العَيّوق‏ - بفتح فضم مشدّد- نجم أحمر مضي‏ء في طرف المجرّة الأيمن يتلو الثريا لا يتقدمها.
[٢٦] . الصّدَر - بالتحريك-: الرجوع بعد الشرب. و الورد- بالكسر-: الإشراف على الماء.
[٢٧] . ينهَد: ينهض لحربك.
[٢٨] . أُرْتِجَتْ‏: أغلقت، و تقول: أرتج الباب كرتجه، أي أغلقه.
****************************