وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
بَابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين (عليه السلام) ١٥٠-١٢٦

 [١٢١] ١٢٦ - وَ قَالَ (ع): عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ[١] الَّذِي مِنْهُ هَرَبَ وَ يَفُوتُهُ الْغِنَى الَّذِي إِيَّاهُ طَلَبَ فَيَعِيشُ فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ وَ يُحَاسَبُ فِي الْآخِرَةِ حِسَابَ الْأَغْنِيَاءِ وَ عَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الَّذِي كَانَ بِالْأَمْسِ نُطْفَةً وَ يَكُونُ غَداً جِيفَةً وَ عَجِبْتُ لِمَنْ شَكَّ فِي اللَّهِ وَ هُوَ يَرَى خَلْقَ اللَّهِ وَ عَجِبْتُ لِمَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ وَ هُوَ يَرَى [مَنْ يَمُوتُ‏] الْمَوْتَى وَ عَجِبْتُ لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى وَ هُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الْأُولَى وَ عَجِبْتُ لِعَامِرٍ دَارَ الْفَنَاءِ وَ تَارِكٍ دَارَ الْبَقَاءِ.

[١٢٢] ١٢٧ - وَ قَالَ (ع): مَنْ قَصَّرَ فِي الْعَمَلِ ابْتُلِيَ بِالْهَمِّ وَ لَا حَاجَةَ لِلَّهِ فِيمَنْ لَيْسَ لِلَّهِ فِي مَالِهِ وَ نَفْسِهِ نَصِيبٌ‏.

[١٢٣-  لَا حَاجَةَ لِلَّهِ فِيمَنْ لَيْسَ لِلَّهِ فِي مَالِهِ وَ نَفْسِهِ نَصِيبٌ‏].

[١٢٤] ١٢٨ - وَ قَالَ (ع): تَوَقَّوُا الْبَرْدَ[٢] فِي أَوَّلِهِ وَ تَلَقَّوْهُ‏[٣] فِي آخِرِهِ فَإِنَّهُ يَفْعَلُ فِي الْأَبْدَانِ كَفِعْلِهِ فِي الْأَشْجَارِ أَوَّلُهُ يُحْرِقُ وَ آخِرُهُ يُورِقُ‏[٤].

 [١٢٥] ١٢٩ - وَ قَالَ (ع): عِظَمُ الْخَالِقِ عِنْدَكَ يُصَغِّرُ الْمَخْلُوقَ فِي عَيْنِكَ‏.

[١٢٦] ١٣٠ - وَ قَالَ (ع): : وَ قَدْ رَجَعَ مِنْ صِفِّينَ فَأَشْرَفَ عَلَى الْقُبُورِ بِظَاهِرِ الْكُوفَةِ يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ[٥] وَ الْمَحَالِّ الْمُقْفِرَةِ[٦] وَ الْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ[٧] سَابِقٌ وَ نَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ‏[٨] لَاحِقٌ أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ وَ أَمَّا الْأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ وَ أَمَّا الْأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ هَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَمَا [وَ اللَّهِ‏] لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلَامِ لَأَخْبَرُوكُمْ أَنَ‏ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى‏.

[١٢٧] ١٣١ - وَ قَالَ (ع): وَ قَدْ سَمِعَ رَجُلًا يَذُمُّ الدُّنْيَا أَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا الْمُغْتَرُّ بِغُرُورِهَا- [الْمُنْخَدِعُ‏] الْمَخْدُوعُ بِأَبَاطِيلِهَا أَ [تَفْتَتِنُ‏] تَغْتَرُّ [بِهَا] بِالدُّنْيَا ثُمَّ تَذُمُّهَا أَنْتَ الْمُتَجَرِّمُ‏[٩] عَلَيْهَا أَمْ هِيَ الْمُتَجَرِّمَةُ عَلَيْكَ مَتَى اسْتَهْوَتْكَ‏[١٠] أَمْ مَتَى غَرَّتْكَ أَ بِمَصَارِعِ‏[١١] آبَائِكَ مِنَ الْبِلَى‏[١٢] أَمْ بِمَضَاجِعِ أُمَّهَاتِكَ تَحْتَ الثَّرَى‏[١٣] كَمْ عَلَّلْتَ‏[١٤] بِكَفَّيْكَ وَ كَمْ مَرَّضْتَ بِيَدَيْكَ تَبْتَغِي لَهُمُ الشِّفَاءَ وَ تَسْتَوْصِفُ‏[١٥] لَهُمُ‏ الْأَطِبَّاءَ غَدَاةَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ دَوَاؤُكَ وَ لَا يُجْدِي عَلَيْهِمْ بُكَاؤُكَ لَمْ يَنْفَعْ أَحَدَهُمْ إِشْفَاقُكَ‏[١٦] وَ لَمْ تُسْعَفْ فِيهِ بِطَلِبَتِكَ‏[١٧] وَ لَمْ تَدْفَعْ عَنْهُ بِقُوَّتِكَ وَ قَدْ مَثَّلَتْ لَكَ بِهِ الدُّنْيَا نَفْسَكَ‏[١٨] وَ بِمَصْرَعِهِ مَصْرَعَكَ إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا وَ دَارُ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا وَ دَارُ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا[١٩] وَ دَارُ مَوْعِظَةٍ لِمَنِ اتَّعَظَ بِهَا مَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللَّهِ وَ مُصَلَّى مَلَائِكَةِ اللَّهِ وَ مَهْبِطُ وَحْيِ اللَّهِ وَ مَتْجَرُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ اكْتَسَبُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ وَ رَبِحُوا فِيهَا الْجَنَّةَ فَمَنْ ذَا يَذُمُّهَا وَ قَدْ آذَنَتْ‏[٢٠] بِبَيْنِهَا[٢١] وَ نَادَتْ بِفِرَاقِهَا وَ نَعَتْ نَفْسَهَا[٢٢] وَ أَهْلَهَا فَمَثَّلَتْ لَهُمْ بِبَلَائِهَا الْبَلَاءَ وَ شَوَّقَتْهُمْ بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ رَاحَتْ‏[٢٣] بِعَافِيَةٍ وَ ابْتَكَرَتْ‏[٢٤] بِفَجِيعَةٍ[٢٥] تَرْغِيباً وَ تَرْهِيباً وَ تَخْوِيفاً وَ تَحْذِيراً- ٣٢٦ فَذَمَّهَا رِجَالٌ غَدَاةَ النَّدَامَةِ وَ حَمِدَهَا آخَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَكَّرَتْهُمُ الدُّنْيَا [فَذَكَّرُوا] فَتَذَكَّرُوا وَ حَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا وَ وَعَظَتْهُمْ فَاتَّعَظُوا.

[١٢٨] ١٣٢- وَ قَالَ (ع): إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً يُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ لِدُوا[٢٦] لِلْمَوْتِ وَ اجْمَعُوا لِلْفَنَاءِ وَ ابْنُوا لِلْخَرَابِ‏.

[١٢٩] ١٣٣ - وَ قَالَ (ع): الدُّنْيَا دَارُ مَمَرٍّ لَا دَارُ مَقَرٍّ وَ النَّاسُ فِيهَا رَجُلَانِ رَجُلٌ بَاعَ فِيهَا نَفْسَهُ فَأَوْبَقَهَا[٢٧] وَ رَجُلٌ ابْتَاعَ‏[٢٨] نَفْسَهُ فَأَعْتَقَهَا.

 [١٣٠] ١٣٤- وَ قَالَ (ع): لَا يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلَاثٍ فِي نَكْبَتِهِ وَ غَيْبَتِهِ وَ وَفَاتِهِ‏.

[١٣١] ١٣٥ - وَ قَالَ (ع): مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ وَ مَنْ أُعْطِيَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ وَ مَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ.

[قال الرضي [رحمه الله تعالى‏] و تصديق ذلك كتاب الله [تعالى‏] قال الله في الدعاء ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏ و قال في الاستغفار وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً و قال في الشكر لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ و قال في التوبة- إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً].

[١٣٢] ١٣٦ - وَ قَالَ (ع): الصَّلَاةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيٍّ وَ الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ وَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ زَكَاةٌ وَ زَكَاةُ الْبَدَنِ [الصَّوْمُ‏] الصِّيَامُ وَ جِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ‏[٢٩].

[١٣٣] ١٣٧ -  وَ قَالَ (ع): اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ.

[١٣٤] ١٣٨ - وَ قَالَ (ع): مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ.

[١٣٥] ١٣٩ - وَ قَالَ (ع): تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ.

[١٣٦] ١٤٠- وَ قَالَ (ع): مَا عَالَ‏[٣٠] مَنِ اقْتَصَدَ.

 [١٣٧] ١٤١- وَ قَالَ (ع): قِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ‏.

[١٣٨] ١٤٢ - وَ قَالَ (ع): التَّوَدُّدُ نِصْفُ الْعَقْلِ‏.

[١٣٩] ١٤٣ - وَ قَالَ (ع): الْهَمُّ نِصْفُ الْهَرَمِ‏.

[١٤٠] ١٤٤ - وَ قَالَ (ع): يَنْزِلُ الصَّبْرُ عَلَى قَدْرِ الْمُصِيبَةِ وَ مَنْ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ حَبِطَ [أَجْرُهُ[٣١]‏] عَمَلُهُ‏.

[١٤١] ١٤٥ - وَ قَالَ (ع): كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَ الظَّمَأُ وَ كَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ وَ الْعَنَاءُ حَبَّذَا نَوْمُ الْأَكْيَاسِ‏[٣٢] وَ إِفْطَارُهُمْ‏.

[١٤٢] ١٤٦ - وَ قَالَ (ع): سُوسُوا[٣٣] إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَ حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ وَ ادْفَعُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ.

[١٤٣] ١٤٧ - : وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ(ع) لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ قَالَ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ أَخَذَ بِيَدِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ(ع) فَأَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ‏[٣٤] فَلَمَّا أَصْحَرَ[٣٥] تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ[٣٦] ثُمَّ قَالَ يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ[٣٧] فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا[٣٨] فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ‏ النَّاسُ ثَلَاثَةٌ فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌ‏[٣٩] وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ وَ هَمَجٌ‏[٤٠] رَعَاعٌ‏[٤١] أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ‏[٤٢] يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ يَا كُمَيْلُ الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَ أَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ وَ الْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ وَ الْعِلْمُ يَزْكُوا[٤٣] عَلَى الْإِنْفَاقِ وَ صَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِهِ يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ مَعْرِفَةُ الْعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ بِهِ يَكْسِبُ الْإِنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ وَ جَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَ الْعِلْمُ حَاكِمٌ وَ الْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ يَا كُمَيْلُ [كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ] هَلَكَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَ هُمْ أَحْيَاءٌ وَ الْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وَ أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ هَا إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْماً جَمّاً وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً[٤٤] بَلَى [أُصِيبُ‏] أَصَبْتُ لَقِناً[٤٥] غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ مُسْتَعْمِلًا آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا وَ مُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَ بِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ- ٣٤٧ أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِ‏[٤٦] لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ‏[٤٧] يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ أَلَا لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ أَوْ مَنْهُوماً[٤٨] بِاللَّذَّةِ سَلِسَ الْقِيَادِ[٤٩] لِلشَّهْوَةِ أَوْ مُغْرَماً[٥٠] بِالْجَمْعِ وَ الِادِّخَارِ[٥١] لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شَيْ‏ءٍ أَقْرَبُ شَيْ‏ءٍ شَبَهاً بِهِمَا الْأَنْعَامُ‏[٥٢] السَّائِمَةُ[٥٣] كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً وَ إِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً[٥٤] لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَ بَيِّنَاتُهُ وَ كَمْ ذَا وَ أَيْنَ أُولَئِكَ أُولَئِكَ وَ اللَّهِ الْأَقَلُّونَ عَدَداً وَ الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً يَحْفَظُ اللَّهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَ بَيِّنَاتِهِ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ وَ يَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ وَ بَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ وَ اسْتَلَانُوا[٥٥] مَا اسْتَوْعَرَهُ‏[٥٦] الْمُتْرَفُونَ‏[٥٧] وَ أَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ وَ صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَى أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ انْصَرِفْ يَا كُمَيْلُ إِذَا شِئْتَ‏.

[١٤٤] ١٤٨ - وَ قَالَ (ع): الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ‏.

[١٤٥] ١٤٩ - وَ قَالَ (ع): هَلَكَ امْرُؤٌ لَمْ يَعْرِفْ قَدْرَهُ‏.

[١٤٦] ١٥٠ - وَ قَالَ (ع): لِرَجُلٍ سَأَلَهُ أَنْ يَعِظَهُ لَا تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو الْآخِرَةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ وَ [يَرْجُو] يُرَجِّي التَّوْبَةَ[٥٨] بِطُولِ الْأَمَلِ يَقُولُ فِي الدُّنْيَا بِقَوْلِ الزَّاهِدِينَ وَ يَعْمَلُ فِيهَا بِعَمَلِ الرَّاغِبِينَ‏ إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ وَ إِنْ مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ وَ يَبْتَغِي الزِّيَادَةَ فِيمَا بَقِيَ يَنْهَى وَ لَا يَنْتَهِي وَ يَأْمُرُ [النَّاسَ بِمَا لَمْ يَأْتِ‏] بِمَا لَا يَأْتِي يُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَ لَا يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ وَ يُبْغِضُ الْمُذْنِبِينَ وَ هُوَ أَحَدُهُمْ يَكْرَهُ الْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ وَ يُقِيمُ‏[٥٩] عَلَى مَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ إِنْ سَقِمَ‏[٦٠] ظَلَّ نَادِماً وَ إِنْ صَحَّ أَمِنَ لَاهِياً يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ إِذَا عُوفِيَ وَ يَقْنَطُ إِذَا ابْتُلِيَ- [وَ] إِنْ أَصَابَهُ بَلَاءٌ دَعَا مُضْطَرّاً وَ إِنْ نَالَهُ رَخَاءٌ أَعْرَضَ مُغْتَرّاً تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ وَ لَا يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ‏[٦١] يَخَافُ عَلَى غَيْرِهِ بِأَدْنَى مِنْ ذَنْبِهِ وَ يَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِ إِنِ اسْتَغْنَى بَطِرَ[٦٢] وَ فُتِنَ وَ إِنِ افْتَقَرَ قَنِطَ[٦٣]  وَ وَهَنَ‏[٦٤] يُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ وَ يُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ إِنْ عَرَضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ أَسْلَفَ‏[٦٥] الْمَعْصِيَةَ وَ سَوَّفَ‏[٦٦] التَّوْبَةَ وَ إِنْ عَرَتْهُ مِحْنَةٌ[٦٧] انْفَرَجَ‏[٦٨] عَنْ شَرَائِطِ الْمِلَّةِ[٦٩] يَصِفُ الْعِبْرَةَ[٧٠] وَ لَا يَعْتَبِرُ وَ يُبَالِغُ فِي الْمَوْعِظَةِ وَ لَا يَتَّعِظُ فَهُوَ بِالْقَوْلِ مُدِلٌ‏[٧١] وَ مِنَ الْعَمَلِ مُقِلٌّ يُنَافِسُ فِيمَا يَفْنَى وَ يُسَامِحُ فِيمَا يَبْقَى يَرَى الْغُنْمَ‏[٧٢] مَغْرَماً[٧٣] وَ الْغُرْمَ مَغْنَماً يَخْشَى الْمَوْتَ وَ لَا يُبَادِرُ[٧٤] الْفَوْتَ‏[٧٥] يَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِيَةِ غَيْرِهِ مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْهُ ٣٥٧ مِنْ نَفْسِهِ وَ يَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِهِ مَا يَحْقِرُهُ مِنْ طَاعَةِ غَيْرِهِ فَهُوَ عَلَى النَّاسِ طَاعِنٌ وَ لِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ- [اللَّغْوُ] اللَّهْوُ مَعَ الْأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ يَحْكُمُ عَلَى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ‏ وَ لَا يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ- [يُرْشِدُ نَفْسَهُ وَ يُغْوِي غَيْرَهُ‏] يُرْشِدُ غَيْرَهُ وَ يُغْوِي نَفْسَهُ فَهُوَ يُطَاعُ وَ يَعْصِي وَ يَسْتَوْفِي وَ لَا يُوفِي وَ يَخْشَى الْخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّهِ وَ لَا يَخْشَى رَبَّهُ فِي خَلْقِهِ‏.

[قال الرضي (رحمه الله تعالى‏) و لو لم يكن في هذا الكتاب إلا هذا الكلام لكفى به موعظة ناجعة و حكمة بالغة و بصيرة لمبصر و عبرة لناظر مفكر].

___________________________
[١] . «البخيل يستعجل الفقر»: يريد أنه يهرب من الفقر بجمع المال، و تكون له الحاجة فلا يقضيها، و يكون عليه الحق فلا يؤديه.
[٢] . «تَوَقّوا البرد»: أي احفظوا أنفسكم من أذاه.
[٣] . تَلَقّوه‏: استقبلوه.
[٤] . آخِرُه يُورِق‏: لأن البرد في آخره يمس الأبدان بعد تعودها عليه، فيكون عليها أخف.
[٥] . المُوحِشة: الموجبة للوحشة ضد الأنس.
[٦] . المَحَالّ‏ - جمع محلّ-: أي الأركان المقفرة، من «أقفر المكان» إذا لم يكن به ساكن و لا نابت.
[٧] . الفَرَط - بالتحريك- المتقدّم إلى الماء، للواحد و للجمع، و الكلام هنا على الإطلاق، أي المتقدمون.
[٨] . التَبَع‏ - بالتحريك-: التابع.
[٩] .  تَجَرَّمَ عليه‏: ادّعى عليه الجرم- بالضم-: أي الذنب.
[١٠] . استهواه‏: ذهب بعقله و أذله فحيره.
[١١] . المَصارِع‏ - جمع المصرع- و هو مكان الانصراع، أي السقوط أي مكان السقوط آبائك من الفناء.
[١٢] . البِلى‏ - بكسر الباء-: الفناء بالتحلل.
[١٣] . الثَرَى‏: التراب.
[١٤] . عَلّل المريض‏: خدمه في علته كمرّضه: خدمه في مرضه.
[١٥] . اسْتَوْصَفَ الطبيبَ‏: طلب منه وصف الدواء بعد تشخيص الداء.
[١٦] . إشفاقك‏: خوفك.
[١٧] . الطِلْبَة - بالكسر، و بفتح فكسر المطلوب، و أسعفه بمطلوبه: أعطاه إياه على ضرورة إليه.
[١٨] . «مَثّلَتْ لك به الدنيا نَفْسَكَ»: أي أن الدنيا جعلت الهالك قبلك مثالا لنفسك تقيسها عليه.
[١٩] . تَزَوّدَ: أي أخذ منها زاده للآخرة.
[٢٠] . آذَنَتْ‏ - بمد الهمزة-: أي أعلمت أهلها.
[٢١] . بَيْنها: أي بعدها و زوالها عنهم.
[٢٢] . نَعَاه‏: إذا أخبر بفقده.
[٢٣] . راح اليه‏: وافاه وقت العشي. أي أنها تمشي بعافية.
[٢٤] . «تَبْتَكِر»: أي تصبح.
[٢٥] . فَجِيعة: أي مصيبة فاجعة.
[٢٦] . لِدُوا: فعل أمر من الولادة لجماعة المخاطبين.
[٢٧] . أوْبَقَها: أهلكها.
[٢٨] . ابْتَاع نفسه‏: اشتراها و خلصها من أسر الشهوات.
[٢٩] . حُسْنُ التَبَعّل‏: إطاعة الزوج.
[٣٠] . عَالَ‏: افتقر.
[٣١] . حَبِطَ عمله‏: بطل، لأنه يحرم ثوابه.
[٣٢] . الأكياس‏:- جمع كيّس بتشديد الياء-: أي العقلاء العارفون يكون نومهم و فطرهم أفضل من صوم الحمقى و قيامهم.
[٣٣] . سُوسُوا: أمر من السياسة: و هي حفظ الشي‏ء بما يحوطه من غيره و الصدقة تستحفظ الشفقة، و الشفقة تستزيد الايمان و تذكر اللَّه.
[٣٤] . الجَبّان‏: كالجبّانة: المقبرة.
[٣٥] . «أصْحَرَ»: أي صار في الصحراء.
[٣٦] . تنفّسَ الصُعَدَاء: أي تنفس تنفسا ممدودا طويلا.
[٣٧] . أوْعِيَة: جمع وعاء و هو الإناء و ما أشبهه.
[٣٨] . أوْعَاها: أشدّها حفظا.
[٣٩] . العالم الرَبّانيّ‏: العارف باللَّه، المنسوب إلى الرب.
[٤٠] . الهَمَج‏ - محركة-: الحمقى من الناس.
[٤١] . الرَعَاع‏ - كسحاب-: الأحداث الطغام الذين لا منزلة لهم في الناس.
[٤٢] . الناعِق‏: مجاز عن الداعي إلى الباطل أو حق.
[٤٣] . يَزْكُو: يزداد نماء.
[٤٤] . الحَمَلَة - بالتحريك-: جمع حامل، و «أصبت» بمعنى وجدت، أي لو وجدت له حاملين لأبرزته و بثثته.
[٤٥] . اللَقِنُ‏ - بفتح فكسر-: من يفهم بسرعة.
[٤٦] . المُنْقَادُ لحاملي الحقّ‏: هو المنساق المقلّد في القول و العمل، و لا بصيرة له في دقائق الحق و خفاياه، فذاك يسرع الشك إلى قلبه لأقل شبهة.
[٤٧] . في أحنائه‏: أي جوانبه، و مفردها حنو.
[٤٨] . المَنْهوم‏: المفرط في شهوة الطعام.
[٤٩] . سَلِس القِياد: سهله.
[٥٠] . المُغْرَم‏ بالجمع: المولع بجمع المال.
[٥١] . ادّخَار المال‏: اكتنازه.
[٥٢] . «الأنْعَام»: البهائم.
[٥٣] . السائمة: التي ترسل لترعى من غير أن تعلف.
[٥٤] . مغمورا: غمره الظلم حتى غطّاه فهو لا يظهر.
[٥٥] . اسْتَلانُوا: عدوّا الشي‏ء لينا.
[٥٦] . اسْتَعْوَرَه‏: عدّه وعرا خشنا.
[٥٧] . المُتْرَفُون‏: أهل الترف و النعيم.
[٥٨] . يُرَجِّي التوبة - بالتشديد-: أي يؤخر التوبة.
[٥٩] . يُقيم على الشي‏ء: يداوم على إتيانه.
[٦٠] . سَقِمَ‏: مرض.
[٦١] . يَسْتَيْقِن‏: يكون على ثقة و يقين.
[٦٢] . بَطِرَ - كفرح-: اغتر بالنعمة، و الغرور فتنة.
[٦٣] . القنوط: اليأس.
[٦٤] . الوَهْن‏: الضعف.
[٦٥] . أسْلَف‏: قدم.
[٦٦] . سَوّفَ‏: أخّر.
[٦٧] . عَرَتْه مِحْنَة: عرضت له مصيبة و نزلت به.
[٦٨] . انفَرَج عنها: انخلع و بعد.
[٦٩] . شرائط المِلّة: الثبات و الصبر، و استعانة باللَّه.
[٧٠] . العِبْرة - بالكسر-: تنبّه النفس لما يصيب غيرها فتحترس من إتيان أسبابه.
[٧١] . أدَلّ على أقرانه‏: استعلى عليهم.
[٧٢] . الغُنْم‏ - بالضم-: الغنيمة.
[٧٣] . المَغْرَم‏: الغرامة.
[٧٤] . بادره‏: عاجله قبل أن يذهب.
[٧٥] . الفَوْت‏: فوات الفرصة و انقضاؤها.
****************************