وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
بَابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين (عليه السلام) ٢٢٥-٢٠١

 [١٩٧] ٢٠١- وَ قَالَ (ع): إِنَّ مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ وَ إِنَّ الْأَجَلَ‏[١] جُنَّةٌ حَصِينَةٌ[٢].

[١٩٨] ٢٠٢- وَ قَالَ (ع): وَ قَدْ قَالَ لَهُ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ نُبَايِعُكَ عَلَى أَنَّا شُرَكَاؤُكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ- [فَقَالَ‏] لَا وَ لَكِنَّكُمَا شَرِيكَانِ فِي الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعَانَةِ وَ عَوْنَانِ عَلَى [الْعَجْرِ] الْعَجْزِ وَ الْأَوَدِ[٣].

[١٩٩] ٢٠٣- وَ قَالَ (ع): أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِنْ قُلْتُمْ سَمِعَ وَ إِنْ أَضْمَرْتُمْ عَلِمَ وَ بَادِرُوا الْمَوْتَ الَّذِي إِنْ هَرَبْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ وَ إِنْ أَقَمْتُمْ أَخَذَكُمْ وَ إِنْ نَسِيتُمُوهُ ذَكَرَكُمْ‏.

[٢٠٠] ٢٠٤- وَ قَالَ (ع): لَا يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لَا يَشْكُرُهُ لَكَ فَقَدْ يَشْكُرُكَ عَلَيْهِ مَنْ لَا يَسْتَمْتِعُ بِشَيْ‏ءٍ مِنْهُ وَ قَدْ تُدْرِكُ [يُدْرَكُ‏] مِنْ شُكْرِ الشَّاكِرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ- وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين‏.

[٢٠١] ٢٠٥- وَ قَالَ (ع): كُلُّ وِعَاءٍ يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ إِلَّا وِعَاءَ الْعِلْمِ فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ بِهِ‏.

[٢٠٢] ٢٠٦- وَ قَالَ (ع): أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَى الْجَاهِلِ‏.

 [٢٠٣] ٢٠٧- وَ قَالَ (ع): إِنْ لَمْ تَكُنْ حَلِيماً فَتَحَلَّمْ فَإِنَّهُ قَلَّ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ إِلَّا أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ‏.

[٢٠٤] ٢٠٨ - وَ قَالَ (ع): مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ وَ مَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ وَ مَنْ خَافَ أَمِنَ وَ مَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَرَ وَ مَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ وَ مَنْ فَهِمَ عَلِمَ‏.

[٢٠٥] ٢٠٩- وَ قَالَ (ع): : لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا[٤] عَطْفَ الضَّرُوسِ‏[٥] عَلَى وَلَدِهَا وَ تَلَا عَقِيبَ ذَلِكَ- وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ‏.

[٢٠٦] ٢١٠ - وَ قَالَ (ع): اتَّقُوا اللَّهَ تَقِيَّةَ [تُقَاةَ] مَنْ شَمَّرَ تَجْرِيداً وَ جَدَّ تَشْمِيراً وَ كَمَّشَ [أَكْمَشَ‏[٦]] فِي مَهَلٍ وَ بَادَرَ عَنْ وَجَلٍ‏[٧] وَ نَظَرَ فِي كَرَّةِ الْمَوْئِلِ‏[٨] وَ عَاقِبَةِ الْمَصْدَرِ وَ مَغَبَّةِ الْمَرْجِعِ‏[٩].

[٢٠٧] ٢١١ -  وَ قَالَ (ع): الْجُودُ حَارِسُ الْأَعْرَاضِ وَ الْحِلْمُ فِدَامُ‏[١٠] السَّفِيهِ وَ الْعَفْوُ زَكَاةُ الظَّفَرِ وَ السُّلُوُّ[١١] عِوَضُكَ مِمَّنْ غَدَرَ وَ الِاسْتِشَارَةُ عَيْنُ الْهِدَايَةِ وَ قَدْ خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَى بِرَأْيِهِ وَ الصَّبْرُ يُنَاضِلُ الْحِدْثَانَ‏[١٢] وَ الْجَزَعُ‏[١٣] مِنْ أَعْوَانِ الزَّمَانِ وَ أَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى‏[١٤] وَ كَمْ مِنْ عَقْلٍ أَسِيرٍ تَحْتَ [عِنْدَ] هَوَى أَمِيرٍ وَ مِنَ التَّوْفِيقِ حِفْظُ التَّجْرِبَةِ وَ الْمَوَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ وَ لَا تَأْمَنَنَّ مَلُولًا[١٥].

 [٢٠٨] ٢١٢- وَ قَالَ (ع): عُجْبُ‏[١٦] الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ أَحَدُ حُسَّادِ عَقْلِهِ‏.

[٢٠٩] ٢١٣- وَ قَالَ (ع): أَغْضِ‏[١٧] عَلَى الْقَذَى‏[١٨] وَ الْأَلَمِ تَرْضَ أَبَداً.

[٢١٠] ٢١٤- وَ قَالَ (ع): مَنْ لَانَ عُودُهُ كَثُفَتْ أَغْصَانُهُ‏[١٩].

[٢١١] ٢١٥- وَ قَالَ (ع): الْخِلَافُ يَهْدِمُ الرَّأْيَ‏.

[٢١٢] ٢١٦- وَ قَالَ (ع): مَنْ نَالَ‏[٢٠] اسْتَطَالَ‏[٢١].

[٢١٣] ٢١٧-  وَ قَالَ (ع): فِي تَقَلُّبِ الْأَحْوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ‏.

[٢١٤] ٢١٨- وَ قَالَ (ع): حَسَدُ الصَّدِيقِ مِنْ سُقْمِ الْمَوَدَّةِ[٢٢].

[٢١٥] ٢١٩-  وَ قَالَ (ع): أَكْثَرُ مَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ‏.

[٢١٦] ٢٢٠- وَ قَالَ (ع): لَيْسَ مِنَ الْعَدْلِ الْقَضَاءُ عَلَى الثِّقَةِ بِالظَّنِ‏.

[٢١٧] ٢٢١- وَ قَالَ (ع): بِئْسَ الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ.

[٢١٨] ٢٢٢- وَ قَالَ (ع): مِنْ أَشْرَفِ [أَفْعَالِ‏] أَعْمَالِ الْكَرِيمِ غَفْلَتُهُ عَمَّا يَعْلَمُ‏.

 [٢١٩] ٢٢٣- وَ قَالَ (ع): مَنْ كَسَاهُ الْحَيَاءُ ثَوْبَهُ لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَهُ‏.

[٢٢٠] ٢٢٤- وَ قَالَ (ع): بِكَثْرَةِ الصَّمْتِ تَكُونُ الْهَيْبَةُ[٢٣] وَ بِالنَّصَفَةِ يَكْثُرُ الْمُوَاصِلُونَ‏[٢٤] وَ بِالْإِفْضَالِ تَعْظُمُ الْأَقْدَارُ وَ بِالتَّوَاضُعِ تَتِمُّ النِّعْمَةُ وَ بِاحْتِمَالِ الْمُؤَنِ‏[٢٥] يَجِبُ السُّؤْدُدُ[٢٦] وَ بِالسِّيرَةِ الْعَادِلَةِ يُقْهَرُ الْمُنَاوِئُ‏[٢٧] وَ بِالْحِلْمِ عَنِ السَّفِيهِ تَكْثُرُ الْأَنْصَارُ عَلَيْهِ‏.

[٢٢١] ٢٢٥- وَ قَالَ (ع): الْعَجَبُ لِغَفْلَةِ الْحُسَّادِ عَنْ سَلَامَةِ الْأَجْسَادِ.

___________________________
[١] . الأجَل‏: ما قدره اللَّه للحي من مدّة العمر.
[٢] . جُنّة حصينة: وقاية منيعة.
[٣] . الأوَد: بلوغ الأمر من الإنسان مجهوده لشدّته و صعوبة احتماله.
[٤] . الشِماس‏ - بالكسر-: امتناع ظهر الفرس من الركوب.
[٥] . الضَرُوس‏ - بفتح فضم-: الناقة السيّئة الخلق تعض حالبها، أي إن الدنيا ستنقاد لنا بعد جموحها و تلين بعد خشونتها، كما تنعطف الناقة على ولدها، و إن أبت على الحالب.
[٦] . كَمّشَ‏ - بتشديد الميم-: جدّ في السوق، أي و بالغ في حثّ نفسه على المسير إلى اللَّه، و لكن مع تمهل البصير.
[٧] . الوَجَل‏: الخوف.
[٨] . المَوْئِل‏: مستقرّ المسير، يريد به هنا ما ينتهي اليه الانسان من سعادة و شقاء، و كرته: حملته و إقباله.
[٩] . المَغَبّة - بفتح الميم و الغين و تشديد الباء-: العاقبة، إلا أنه يلاحظ فيها مجرد كونها بعد الأمر. أما العاقبة ففيها أنها مسببة عنه، و المصدر: عملك الذي يكون عنه ثوابك و عقابك: و المرجع: ما ترجع اليه بعد الموت و يتبعه إما السعادة و إما الشقاوة.
[١٠] . الفِدَام‏ - ككتاب، و سحاب، و قد تشدّد الدال أيضا مع الفتح-: شي‏ء تشده العجم على أفواهها عند السقي، أي: و إذا حلمت فكأنك ربطت فم السفيه بالفدام فمنعته من الكلام.
[١١] . السُلُوّ: الهجر و النسيان.
[١٢] . الحِدْثان‏ - بكسر فسكون-: نوائب الدهر، و الصبر يناضلها: أي يدافعها.
[١٣] . الجَزَع‏: شدّة الفزع.
[١٤] . المُنى‏ - بضم ففتح-: جمع منية، و هي ما يتمناه الانسان.
[١٥] . المَلُول‏ - بفتح الميم-: السريع الملل و السآمة.
[١٦] . العُجْب‏ - بضم العين- إعجاب المرء بنفسه.
[١٧] . الإغْضاء على الشي‏ء: كناية عن تحمله.
[١٨] . القَذَى‏: الشي‏ء يسقط من العين.
[١٩] . يريد من «لين العُود»: طراوة الجثمان الإنساني و نضارته بحياة الفضل و ماء الهمّة. و كثافة الأغصان كثرة الآثار التي تصدر عنه كأنها فروعه، و يريد بها كثرة الأعوان.
[٢٠] . «نال»: أي أعطي، يقال: نلته- على وزن قلته-: أي أعطيته.
[٢١] . الاستطالة: الاستعلاء بالفضل.
[٢٢] . سُقْم المَوَدّة: ضعف الصداقة.
[٢٣] . النَصَفَة - بالتحريك-: الإنصاف.
[٢٤] . المُوَاصِلُون‏: أي المحبّون.
[٢٥] . المُؤن‏ - بضم ففتح جمع مؤونة-: و هي القوت.
[٢٦] . السُؤدَد: الشرف.
[٢٧] . المُناوِى‏ء: المخالف المعاند.
****************************