إمامة أمير المؤمنين عليه السلام
(احتجاجه عليه السلام بوصية رسول الله صلى الله عليه و آله)
١ـ إن محمدا صلى الله عليه وآله أوصى إلى آله.
٢ـ أوصى إلي رسول الله صلى الله عليه وآله.
٣ـ يا علي اقبل وصيتي.
٤ـ قلت:بأبي وأمي أرجو أن يعينني ربي ويثبتني.
٥ـ هل فيكم أحد وصى رسول الله صلى الله عليه وآله في أهله وماله غيري؟
٦ـ إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني في وصيته بقضاء ديونه وعداته.
٧ـ وصية رسول الله صلى الله عليه وآله قبل الوفاة.
١ـ إن محمدا صلى الله عليه وآله أوصى إلى آله[١].
من كتاب أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية:
«...ألم تعلم أن إبراهيم أوصى إبنه يعقوب،ويعقوب أوصى بنيه إذ حضره الموت،وأن محمدا صلى الله عليه و آله أوصى إلى آله،سنة إبراهيم والنبيين إقتداء بهم كما أمره الله. ..».
٢- أوصى إلي رسول الله صلى الله عليه وآله[٢].
قال سليم بن قيس:شهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى إبنه الحسن عليه السلام و أشهد على وصيته الحسين عليه السلام ومحمدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته،ثم دفع إليه الكتاب والسلاح وقال لابن الحسن عليه السلام:
«يا بني،أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن اوصي إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصى إلي رسول الله صلى الله عليه وآله ودفع إلي كتبه وسلاحه،وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين،...».
٣ـ يا علي اقبل وصيتي[٣].
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
«كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي قبض فيه،فكان رأسه في حجري والعباس يذب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله فاغمي عليه إغماءة ثم فتح عينيه،فقال:«يا عباس يا عم رسول الله،اقبل وصيتي واضمن ديني وعداتي».فقال:يا رسول الله،أنت أجود من الريح المرسلة،و ليس في مالي وفاء لدينك وعداتك،فقال النبي صلى الله عليه وآله ذلك ثلاثا يعيده والعباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول مرة.
فقال النبي صلى الله عليه وآله:«لأقولنها لمن يقبلها ولا يقول يا عباس مثل مقالتك» .
قال:فقال:«يا علي،اقبل وصيتي،واضمن ديني وعداتي».
قال:فخنقتني العبرة،وارتج جسدي،ونظرت إلى رأس رسول الله صلى الله عليه وآله يذهب ويجيء في حجري،فقطرت دموعي على وجهه،ولم أقدر أن اجيبه،ثم ثنى فقال:«يا علي،اقبل وصيتي واضمن ديني وعداتي».
قال:قلت:نعم بأبي وامي.قال:اجلسني،فأجلسته،فكان ظهره في صدري،فقال:«يا علي،أنت أخي في الدنيا و الآخرة،ووصيي وخليفتي في أهلي».
ثم قال:«يا بلال،هلم سيفي ودرعي وبلغتي وسرجها ولجامها ومنطقتي التي أشدها على درعي،فجاء بلال بهذه الأشياء،فوقف بالبغلة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال :قم يا علي فاقبض. قال: فقمت وقام العباس فجلس مكاني،فقمت فقبضت ذلك،فقال:انطلق به إلى منزلك،فانطلقت ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله،فنظر إلي ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي،فقال:هاك يا علي هذا في الدنيا والآخرة،والبيت غاص من بني هاشم والمسلمين فقال:«يا بني هاشم،يا معشر المسلمين،لا تخالفوا عليا فتضلوا،ولا تحسدوه فتكفروا،يا عباس قم من مكان علي».فقال:تقيم الشيخ و تجلس الغلام!فأعادها عليه ثلاث مرات،فقام العباس فنهض مغضبا وجلست مكاني،فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:«يا عباس،يا عم رسول الله،لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك،فيدخلك سخطي عليك النار».فرجع فجلس.
٤ـ قلت:بأبي وأمي أرجو أن يعينني ربي ويثبتني[٤].
جواب أمير المؤمنين عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله،حين دفع الوصية اليه .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله حين دفع الوصية إلى علي:«يا علي أعد لهذا جوابا غدا بين يدي ذي العرش،فإني محاجك يوم القيامة بكتاب الله،حلاله وحرامه ومحكمه ومتشابهه على ما أنزل الله،و على تبليغه من أمرتك بتبليغه،وعلى فرائض الله كما انزلت وعلى أحكامه كلها من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،والتحاض عليه وإحيائه مع إقامة حدود الله كلها،وطاعته في الامور بأسرها،وإقام الصلاة لأوقاتها،وإيتاء الزكاة أهلها،والحج إلى بيت الله،والجهاد في سبيل الله،فما أنت صانع يا علي؟
قال[أمير المؤمنين عليه السلام]:
«فقلت:بأبي وأمي إني أرجو بكرامة الله تعالى،ومنزلتك عنده ونعمتهعليك،أن يعينني ربي عز و جل،ويثبتني فلا ألقاك بين يدي الله مقصرا ولا متوانيا ولا مفرطا ولا أمعر،وجهك وقاؤه وجهي و وجوه آبائي وامهاتي.بل تجدني بأبي وامي مشمرا لوصيتك إن شاء الله،وعلى طريقك مادمت حيا حتى أقدم عليك،ثم الأول فالأول من ولدي غير مقصرين ولا مفرطين».
ثم أغمي عليه صلوات الله عليه وآله،قال:
«فانكببت على صدره ووجهه،و أنا أقول:واوحشتاه بعدك بأبي أنت وامي ووحشة ابنتك وابنيك،و اطول غما،بعدك يا حبيبي،إنقطعت عن منزلي أخبار السماء،وفقدت بعدك جبرئيل فلا أحس به،ثم أفاق صلى الله عليه وآله».
٥ـ هل فيكم أحد وصى رسول الله صلى الله عليه وآله في أهله وماله غيري؟ [٥]
من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الانشاد:
«فأنشدكم بالله،هل فيكم أحد وصي رسول الله صلى الله عليه وآله في أهله وماله،غيري؟» .
قالوا:اللهم لا.
٦ـ إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني في وصيته بقضاء ديونه وعداته.[٦]
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
«لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وآله،أنه ليس فيهم رجل له منقبة إلا و قد شركته فيها وفضلته،ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم،... الى أن قال عليه السلام:
وأما السابعة والأربعون:فإن رسول الله صلى الله عليه وآله،أمرني في وصيته بقضاء ديونه و عداته،فقلت:يا رسول الله،قد علمت أنه ليس عندي مال،فقال:سيعينك الله،فما اردت أمرا من قضاء ديونه وعداته إلا يسره الله لي حتى قضيت ديونه وعداته،وأحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفا وبقي بقية أوصيت إلى الحسن أن يقضيها».
٧ـ وصية رسول الله صلى الله عليه وآله قبل الوفاة[٧].
من كلام أمير المؤمنين عليه السلام لطلحة في حديث طويل عند ذكر تفاخر المهاجرين والانصار بمناقبهم وفضائلهم،وفيه بيان وصية رسول الله صلى الله عليه وآله قبل وفاته وذكره صلى الله عليه و آله خلفائه:
«يا طلحة،ألست قد شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الامة ولا تختلف،فقال صاحبك ما قال:إن نبي الله يهجر!فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله ثم تركها؟»
قال[طلحة]:بلى،قد شهدت ذاك.
قال عليه السلام:
«فإنكم لما خرجتم أخبرني بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله،و بالذي أراد أن يكتب فيها وأن يشهد عليها العامة،فأخبره جبرائيل:أن الله عز وجل قد علم من الامة الإختلاف والفرقة،ثم دعا بصحيفة فأملى علي ما أراد أن يكتب في الكتف،وأشهد على ذلك ثلاثة رهط :سلمان وأباذر والمقداد،وسمى من يكون من أئمة الهدى الذين أمرالله بطاعتهم إلى يوم القيامة،فسماني أولهم ثم إبني الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد إبني هذاـ يعني الحسين .كذلك كان يا أباذر وأنت يا مقداد؟».
فقاموا وقالوا:نشهد بذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال طلحة:والله لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لأبي ذر:«ما اظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ولا أبر عند الله».وأنا أشهد أنهما لم يشهدا إلا على حق،ولأنت أصدق وآثر عندي منهما.