يحل عقود المشكلات برأيه |
|
إذا أشكل المعنى الدقيق وعقدا |
وأحيا دورس العلم درسه |
|
بدت فيه آثار الفضائل مذ بدا |
لعمرك فليفخر على السؤدد امرؤٍ |
|
يرى السؤدد العلياء مجداً وسؤؤدا |
وأفصحَ من نهج البلاغة منطقاً |
|
تخرّ له الأقلام في الطرس سجّدا |
به استسهلوا حزن العلوم ووعرها |
|
وأيسرُ شيء عنده ما تشدّدا |
إذ أضرمتْ أعداؤاه نارَ باطلٍ |
|
أثار عليها الحقَّ يوماً فأخمدا |
فلو رام أسباب السماء لنالها |
|
وسار بمضمار المرام وما كدا |
وما مال إلاّ للعبادة والتقى |
|
كأنْ عنه شيطان الوساوس صُفِّدا |
وماهو إلاّ قطب دائرة العلى |
|
إمامٌ لأرباب الطريقة مقتدى |
تنيل نوال اليمن يمناه بسطها |
|
وما مدَّ إلا نحو خالقه يدا |
ولم تبلغ الآمال في غير ماله |
|
وفي غير ذاك العذب لا ينقع الصدى |
ألا يا سحاباً أغرق الوفدَ غيثه |
|
لظامي الندى كانت أياديه موردا |
فلو حاول المجد الأثيل مقامه |
|
لحاول ذاك المجد بالمجد أمجدا |
مكارم طبع في علاه ظهورها |
|
وكان لهاتيك المكارم موعدا |
وأنْبتَّ بالتقوى بأحسن منبتٍ |
|
وقد طاب أصلاً مثلما طاب محتدا |
يقضي لعمر الله صوماً نهاره |
|
ويحيي لياليه دعاً وتعبُّدا |