عبد الواحد خلف وساك
ـ و«لا تقل ما لا تعلم و إن قل ما تعلم»[١].
طابق بين (ما لا تعلم) و(ما تعلم) إذ استعمل أداة النفي (لا) فنفى الفعل (تعلم) وقابله بالفعل المثبت (تعلم).
ـ و«لا تضيعنّ حق أخيك، فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه»[٢].
طابق بين الاسماء (أخيك) و (ليس لك بأخ) وبين الفعل المنهى عنه (لا تضيعنّ) مع توكيده والفعل المثبت (أضعت).
ـ و«لم يزل أول قبل الأشياء بلا أولية وآخر بعد الأشياء بلا نهاية»[٣].
طابق بين الاسماء (أول) و(لا أولية) وبين (آخر) و(لانهاية)، وإن اختلفت اللفظة والمعنى لا آخرية.
وأحيانا يستعمل الأمر وضده النهي، وإن اختلف الفعلان في اللفظ إلّا أنّ معناهما واحد مثل قوله:
ـ«تفهّم وصيتي ولا تذهبنّ عنها صفحا»[٤].
فالأمر(تفهّم) بمعنى خُذ بها أو تمسك بمضمونها، ونفى ذلك بالنهي (لا تذهبنّ) أي لا تعرض عنها.
ومن هنا نستنتج أن للطباق تأثيرا خاصا وذلك بجمعه بين الأضداد يخلق صورا ذهنية ونفسية متعاكسة يوازن فيما بينها عقل ووجدان القارئ ليتبين ما هو حسن ويفضله على ضده، وهذا الفن يعرض للمعاني الذهنية والنفسية والعقلية المتنافرة ويترك في الشعور آثارا عميقة باسلوبه المقارن الموازن.
٢ ـ المقابلة:
وهي أن يؤتى بمعنيين أوأكثر، ثمّ يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب مثل قوله تعالى: (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا)[٥]، ففي هذه الآية طباق بين (فليضحكوا) و(ليبكوا) وبين (قليلا) و(كثيرا) ولكن هناك شيئا آخر فيها هو أنّ المعنيين (فليضحكوا قليلا) قد قابلها في نهاية العبارة معنيان آخران هما (وليبكوا كثيرا)[٦]، وقد ورد هذا اللون في الوصية منها:
مقابلة بين معنيين نحو:
ـ«نجدهم قد انتقلوا عن الأحبة وحلّوا ديار الغربة»[٧].
طابق بين (انتقلوا) و(حلّوا)، وبين (الأحبة و(الغربة) وقابل بين معنيين
(انتقلواعن الأحبة) و(حلّوا ديار الغربة).
ـ و((حفظ ما في يدك أحبّ إليّ من طلب ما في يد غيرك»[٨].
طابق بين (حفظ) و(طلب)، وبين (في يدك) و(يد غيرك) ثمّ قابل بين معنيين
(حفظ ما في يدك) و(طلب ما في يد غيرك).
ومقابلة بين ثلاثة معان نحو:
ـ«ربّ قريب أبعد من بعيد وربّ بعيد أقرب من قريب»[٩].
طابق بين (قريب) و(بعيد) في العبارتين، وبين (أبعد) و(أقرب) في العبارتين الأولى والثانية ثمّ قابل بين ثلاثة معان (قريب أبعد من بعيد) و(بعيد أقرب من قريب).
ومقابلة بين أربعة معان نحو:
ـ«المخفّ فيها أحسن حالا من المثقل، والمبطئ عليها أقبح حالا من المسرع»[١٠].
طابق بين (المخف) و(المبطئ) وبين (فيها) و(عليها) وبين (أحسن) و(أقبح) وبين (المثقل) و(المسرع)، وقابل بين أربعة معان (المخفّ فيها أحسن حالا من المثقل) و (المبطئ عليها أقبح حالا من المسرع).
ومنة هنا نستنتج أنّ المقابلة أعمّ من الطباق لأنها تضم في طياتها الطباق وتُعنى بمقابلة معنيين أو أكثر أي الجمل المتضادة وليست المفردات المتضادة وهي بهذا أعلى رتبة من الطباق بين لفظين متضادين.
٣ ـ الالتفات:
هو الانتقال من إسلوب لآخر في كلام واحد كأن تستفهم ثمّ تطلب أو تتحدث عن غائب ثمّ توجه إلى المخاطب وذلك بغية التنوع وإدخال الحيوية[١١]. وقد عدّ ابن أبي الحديد هذا اللون البديعي من أبواب علم البيان بقوله:«اعلم أنّ باب الانتقال من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة باب كبير من أبواب علم البيان، وأكثر ما يقع ذلك إذا اشتدت عناية المتكلم بذلك المعنى المنتقل إليه كقوله تعالى: (الحمد لله ربّ العالمين * الرحمن الرحيم * ماك يوم الدين) فأخبر عن غائب ثمّ انتقل إلى خطاب الحاضر فقال: (إياك نعبد وإياك نستعين[١٢]).[١٣]
وهذا الإسلوب بيّن وواضح في الوصية إذا نظرنا إليها ككل متماسك متكامل وإذا اخترنا نصا منها نجد هذا اللون البديعي يفضح نفسه فضحا. ابتدأ هذا النص بخطابه إلى ابنه بفعل الأمر (اعلم) والنداء (يا بني) ثمّ انتقل إلى الحديث عن غائب وهو«أنّ أحدا لم ينبئ عن الله كما أنبأ عنه الرسول (صلّى الله عليه وآله») ثمّ رجع إلى المخاطب يقوله:«فأرض به رائدا وإلى النجاة قائدا» ثمّ تحدث عن نفسه:«فأني لم آلُك نصيحة»، ورجع مرة ثانية إلى المخاطب:«إنك لم تبلغ في النظر لنفسك ـ وإن اجنهدت ـ مبلغ نظري لك»[١٤].
المحسنات اللفظية ومنها:
١ـ الجناس:
هو تشابه لفظين في النطق واختلافهما في المعنى وهو ضربان:
أ ـ الجناس التام: وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أربعة أشياء: نوع الحروف، وعددها، و هيئاتها الحاصلة من الحركات والسكنات، وترتيبها مع اختلاف المعنى نحو قوله تعالى: (يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة)[١٥] فالمراد بالساعة الأولى يوم القيامة وبالساعة الثانية المدة من الزمان[١٦].
وهذا الضرب غير موجود في الوصية.
ب ـ الجناس غير التام: وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد أو أكثر من الأربعة السابقة ويجب ألّا يكون بأكثر من حرف[١٧].
وهذا الضرب استعمله الإمام عليّ(ع) في الوصية من ذلك:
ـ«ارض به رائدا وإلى النجاة قائدا»[١٨]
جانس بين (رائدا) و (قائدا) وفيهما اختلاف في الحرف الأول فالأولى الراء والثانية القاف.
ـ و«سل عن الجار قبل الدار»[١٩].
جانس بين (الجار) و(الدار) وفيهما اختلاف في الحرف الأول ففي الأولى الجيم وفي الثانية الدال عند تنكير الكلمتين.
ـ و((لا خير في معين مهين»[٢٠].
جانس بين (معين) و (مهين) وفيهما اختلاف في الحرف الثاني ففي الأولى العين وفي الثانية الهاء.
٢ ـ السجع:
هو توافق الفاصلتين في الحرف الأخير من النثر[٢١]، وهو ثلاثة أقسام:
أ ـ السجع المطرّف: وهو ما اختلفت في الوزن واتفقتا في التقفية ومنه في الوصية:
ـ«المرء أحفظ لسرّه وربّ ساع فيما يضرّه»[٢٢].
ـ و«من أمن الزمان خانه ومن أعظمه أهانه»[٢٣].
ب ـ السجع الرصّع: وهو ما اتفقت فيه ألفاظ إحدى الفقرتين أو أكثرها في الوزن والتقفية ومنه في الوصية:
ـ«ليس كل طالب يصيب ولا كل غائب يؤوب»[٢٤].
فـ(طالب) و(غائب) متفقتان في الوزن والقافية و(يصيب) و(يؤوب) كذلك.
ج ـ السجع المتوازي: وهو ما اتفقت فيه الفقرتان في الوزن والقافية ومنه في الوصية:
_«مرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس»[٢٥].
ـ و((ربّما أخطأ البصير قصده وأصاب الأعمى رشده»[٢٦].
ـ و((من أكثر أهجر، ومن تفكر أبصر»[٢٧].
وهناك سجع ليس بين فقرتين أو عبارتين بل في الفقرة أو العبارة الواحدة نفسها من ذلك:
ـ«التاجر مخاطر» و((ربّ يسير أنمى من كثير» و«من الفساد إضاعة الزاد ومفسدة المعاد»[٢٨] و«ربّ طلب قد جرّ إلى حرب»[٢٩] و«الصاحب مناسب»[٣٠].
٣ ـ الموازنة:
هي تساوي الفاصلتان في الوزن دون القافية[٣١] نحو قوله (عليه السلام):
ـ«ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم»[٣٢].
فـ(مرزوق) و(محروم) متفقتان قي الوزن ومختلفتان في التقفية.
٤ ـ ردّ العجز على الصدر:
في النثر هو أن يجعل أحد اللفظين المكررين أو المتجانسين أو الملحقين بهما ـ بأن يجمعهما اشتقاق واحد أو شبهه ـ في أول الفقرة ثُمّ تعاد في آخرها[٣٣].
ومنه في الوصية: ـ«إذا كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا»
ـ و«ربما كان الدواء داء والداء دواء»[٣٤].
٥ ـ الاقتباس:
هو أن يضمن المتكلم منثوره أو منظومه شيئا من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف على وجه لا يشعر به أنه منهما[٣٥]. وهذا هو الغالب على ألفاظ الإمام علي (عليه السلام) في كتاب نهج البلاغة وكما يقول الشريف الرضي: أنّ كلامه«عليه مسحة من العلم الإلهي وفيه عبقة من الكلام النبوي»[٣٦].
ولأجل إعطاء الموضوع حقه وللأمانة العلمية فقد اعتمدت في معرفة الآية القرآنية التي لها علاقة بكلام الإمام في الوصية على شرح ابن أبي الحديد الذي أشار هو إلى ذلك، وكذلك أحاديث الرسول (صلّى الله عليه وآله).
الاقتباس القرآني:
ـ«من الوالد الفان.. الساكن مساكن الموتى».
قوله:«الساكن مساكن الموتى» إشعار بأنه سيموت وهذا من قوله تعالى: (وسكنتم مساكن الذين ظلموا أنفسهم[٣٧]).[٣٨]
ـ و«احسن كما تحبّ أن يحسن إليك».
من قوله تعالى: (واحسن كما أحسن الله إليك[٣٩]).[٤٠]
ـ و«قد أذن الله لك بالدعاء وتكفّل لك بالإجابة».
إشارة إلى قوله تعالى: (وادعوني استجب لكم)[٤١].
ـ و«أمر أن تسأله ليعطيك».
إشارة إلى قوله تعالى: (واسألوا الله من فضله)[٤٢].
ـ و«وتسترحمه ليرحمك».
إشارة إلى قوله تعالى: (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)[٤٣].
ـ و«لم يمنعك إن أسات من التوبة».
إشارة إلى قوله تعالى: (إلّا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما[٤٤]).[٤٥]
الاقتباس من الحديث النبوي الشريف:
ـ«دع القول فيما لاتعرف».
من قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعبد الله بن عمرو بن العاص:«خذ ما تعرف ودع ما لا تعرف».
ـ و«دع الخطاب فيما لم تكلف».
من قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله):«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
ـ و«امسك عن طريق إذا خفت ضلالته».
مأخوذ من قول النبي (صلّى الله عليه وآله):«دع ما يريبك إلى ما لا يربك» وفي خبر آخر:«إذا رابك أمر فدعه»[٤٦].
ـ و«احبب لغيرك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها».
جاء في الحديث المرفوع:«لا يكمل إيمان عبد حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه ويكره لأخيه ما يكره لنفسه»[٤٧].
ـ و((إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك».
هذا من كلام رسول الله (صلّى الله عليه وآله):«يا ابن آدم ليس لك من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت»[٤٨].
الخاتمـــة
من خلال البحث برزت النتائج الآتية:
في علم المعاني:
ـ قلّة الخبر الابتدائي من المؤكدات وكثرة الخبر الطلبي والإنكاري لوجود المؤكدات فيهما وهذا يعني أنّ الوصية تستدعي التوكيد، وكان أكثر المؤكدات ورودا هي (إنّ) و(أنّ) فقد وردت (إنّ) أكثر من (٤٠) مرة، ووردت (أنّ) أكثر من (٢٥) مرة فيكون المجموع (٦٥) مرة أكّد بهما الإمام وصيته، كما أكّد الفعل المضارع المسبوق بلا الناهية بنون التوكيد الثقيلة كثيرا، وأكّد الفعل الماضي بقد كثيرا أيضا، أمّا المؤكدات الأخرى مثل (كأنّ ولكنّ ولام الابتداء وغيرها فقد وردت قليلة.
ـ طغيان الإنشاء الطلبي على غير الطلبي ولاسيما الأمر بصيغة (أفعل) فقد ورد أكثر من (٧٩) مرة، ويأتي النهي في المرتبة الثانية ـ وإن كان قليلا ـ إذ ورد أكثر من (٢٠) مرة.
في علم البيان:
ـ كثرة الاستعارات بلونيها التصريحية والمكنية، ويليها التشبيه ومنه ـ وهو الأكثر ـ التشبيه المرسل مع وجود ألوان كالتمثيل المؤثر في النفس ثمّ الكناية بنوعيها كناية عن صفة وكناية عن موصوف.
_ مزج بين الألوان البيانية تلك في المقولة الواحدة مثل:«المرأة ريحانة وليست قهرمانة) فيها تشبيه بليغ (المرأة ريحانة)، واستعار ريحانة للمرأة لأنّ من شِأن نساء العرب استعمال الطيب كثيرا، وكنّى بقهرمانة عن أنّها لم تُخلق لتكون حاكمة.
في علم البديع:
ـ فمن المحسنات المعنوية كثرة الطباق وغلبته على الأساليب الأخرى، وهذا يعني أنّ الحياة تقوم على التضاد الثنائي مما يجلو الصورة ويظهرها واضحة لأنّ الضد يظهر حسنه الضد علما أنّ الالتفات إذا قيس على الوصية كنص متكامل فقد ظهر واضحا جليا من خلال انتقاله من المخاطب إلى الغائب ثمّ إلى المتكلم وعدم ثباته على واحد منهم.
ـ وفي المحسنات اللفظية كثرة السجع علما أنّ سجع الإمام بعيد عن الصنعة والتكلف جار مع الطبع، ولم ير من الجناس إلّا الجناس الناقص، ووردت الموازنة مرة واحدة، ورد العجز على الصدر قليلا، ويلي السجع في المرتبة الثانية الاقتباس من القرآن الكريم والحديث النبوي، وهذا يعني مدى تأثير كلام الله تعالى ورسوله (ص) في ثقافة الإمام (ع).
ـ وأخير نرى التسلسل المنطقي والتماسك بين الفكرة والفكرة حتى تكون كل منها نتيجة طبيعية لما قبلها ولما بعدها، ولم يستخدم لفظة إلّا وفي هذا اللفظ ما يدعو إلى التأمل، وما شروط البلاغة التي هب موافقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته إلّا مجتمعة في كلام أمير المؤمنين (ع)، ولم تجتمع لأديب قبله قطّ.
مصادر ومراجع البحث
ـ الأسلوب الصحيح في البلاغة والعروض، تأليف جماعة من الأساتذة منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت ١٩٧٥.
ـ الإيضاح، الخطيب القزويني، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد القاهرة،١٣٨٤ هـ.
ـ البلاغة والتطبيق، أحمد مطلوب وحسن البصير دار الكتب للطباعة والنشر جامعة الموصل ١٩٦٩.
ـ البيان والتبيين، الجاحظ، تحقيق عبد السلام محمد هارون القاهرة ١٩٤٨.
ـ جواهر البلاغة، أحمد الهشمي، ط١٠، القاهرة، ١٩٦٠.
ـ دلائل الإعجاز، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق محمد رشيد رضا، القاهرة ١٣٧٢ هـ.
ـ شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد مصر، ط١٤، ١٩٦٤.
ـ شرح قطر الندى وبل الصدى، ابن هشام الأنصاري تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
ـ شرح المفصل، ابن يعيش النحوي، عالم الكتب بيروت، مكتبة المثنى القاهرة
ـ شرح نهج البلاغة عبد الحميد بن أبي الحديد، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم دار الجيل بيروت ١٩٨٧.
ـ شرح نهج البلاغة ميثم البحراني عنى بتصحيحه عدة من الأفاضل، منشورات مؤسسة النصر ١٣٨٤ هـ.
ـ الكتاب، سيبويه، تحقيق عبد السلام هارون، عالم الكتب بيروت ١٩٨٣.
ـ لسان العرب لابن منظور المصري الأنصاري تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة المدني القاهرة.
ـ مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد مطبعة المدني القاهرة.
ـ مفتاح العلوم للسكاكي، القاهرة، ١٩٣٧.
ـ نهج البلاغة الشيخ محمد عبده مكتب الإعلام الإسلامي، قم إيران، ط٢ ١٣٧٥هـ.
انتهى.