




١ – قال امير المؤمنين (عليه السلام): كان كثيرا ما يقول إذا فرغ من صلاة الليل : أشهد أن السموات والارض وما بينهما آيات تدل عليك، وشواهد تشهد بما إليه دعوت. كل ما يؤدى عنك الحجة ويشهد لك بالربوبية، موسوم بآثار نعمتك ومعالم تدبيرك. علوت بها عن خلقك. فأوصلت إلى القلوب من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر، وكفاها رجم الاحتجاج، فهى مع معرفتها بك، وولهها إليك، شاهدة بإنك لا تأخذك الاوهام، ولا تدركك العقول ولا الابصار. أعوذ بك أن أشير بقلب أو لسان أو يد إلى غيرك، لا إله إلا أنت، واحدا احدا، فردا صمدا، ونحن لك مسلمون.
٢ - وقال (عليه السلام): إلهى، كفانى فخرا أن تكون لى ربا، وكفاني عزا أن اكون لك عبدا، أنت كما أريد، فاجعلني كما تريد.
٣ - وقال (عليه السلام): ما خاف امرؤ عدل في حكمه، وأطعم من قوته، وذخر من دنياه لاخرته.
٤ - وقال (عليه السلام): أفضل على من شئت تكن أميره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره.
٥ - وقال (عليه السلام): لو لا ضعف اليقين ما كان لنا أن نشكو محنة يسيرة نرجو في العاجل سرعة زوالها، وفي الاجل عظيم ثوابها، بين أضعاف نعم لو اجتمع أهل السموات والارض على إحصائها ما وفوا بها فضلا عن القيام بشكرها.
٦ - وقال (عليه السلام): من علامات المأمون على دين الله بعد الاقرار والعمل، الحزم في أمره، والصدق في قوله، والعدل في حكمه، والشفقة على رعيته، لا تخرجه القدرة إلى خرق، ولا اللين إلى ضعف، ولا تمنعه العزة من كرم عفو، ولا يدعوه العفو الى إضاعة حق، ولا يدخله الاعطاء في سرف، ولا يتخطى به القصد إلى بخل، ولا تأخذه نعم الله ببطر.
٧ - وقال (عليه السلام): الفسق نجاسة في الهمة، وكلب في الطبيعة.
٨ - وقال (عليه السلام): قلوب الجهال تستفزها الاطماع، وترتهن بالآماني، وتتعلق بالخدائع
٩ - وقال (عليه السلام): عداوة الضعفاء للاقوياء، والسفهاء للحلماء والاشرار للاخيار، طبع لا يستطاع تغييره.
١٠ - وقال (عليه السلام): العقل في القلب، والرحمة في الكبد، والتنفس في الرئة.
١١ - وقال (عليه السلام): إذا أراد الله بعبد خيرا حال بينه وبين شهوته، وحجز بينه وبين قلبه، وإذا أراد به شرا وكله إلى نفسه.
١٢ - وقال (عليه السلام): الصبر مطية لا تكبو، والقناعة سيف لا ينبو.
١٣ - وقال (عليه السلام): رحم الله عبدا اتقى ربه، وناصح نفسه وقدم توبته، وغلب شهوته، فإن أجله مستور عنه، وأمله خادع له، والشيطان موكل به.
١٤ - وقال (عليه السلام): مر بمقبرة فقال : السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة، والمحال المقفرة، من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، انتم لنا فرط، ونحن لكم تبع نزوركم عما قليل، ونلحق بكم بعد زمان قصير. اللهم اغفر لنا ولهم، وتجاوز عنا وعنهم. الحمد لله الذى جعل الارض كفاتا، أحياء وأمواتا. والحمد لله الذى منها خلقنا، وعليها ممشانا، وفيها معاشنا، وإليها يعيدنا. طوبى لمن ذكر المعاد، وقنع بالكفاف، وأعد للحساب !
١٥ - وقال (عليه السلام): إنكم مخلوقون اقتدارا، ومربوبون اقتسارا، ومضمنون أجداثا، وكائنون رفاتا، ومبعوثون أفرادا، ومدينون حسابا. فرحم الله امرأ اقترف فاعترف، ووجل فعقل، وحاذر فبادر، وعمر فاعتبر، وحذر فازدجر، وأجاب فأناب، وراجع فتاب، واقتدى فاحتذى، وتأهب للمعاد، واستظهر بالزاد، ليوم رحيله، ووجه سبيله ولحال حاجته، وموطن فاقته، فقدم أمامه لدار مقامه، فمهدوا لانفسكم على سلامه الابدان وفسحة الاعمار، فهل ينتظر أهل غضارة الشباب إلا حوانى الهرم، وأهل بضاضة الصحة إلا نوازل السقم، وأهل مدة البقاء إلا مفاجأة الفناء واقتراب الفوت، ومشارفة الانتقال، وأشفاء الزوال، وحفز الانين ورشح الجبين، وامتداد العرنين، وعلز القلق، وقيظ الرمق، وشدة المضض، وغصص الجرض.
١٦ - وقال (عليه السلام): ثلاث منجيات : خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الفقر والغنى، والعدل في الغضب والرضا.
١٧ - وقال (عليه السلام): إياكم والفحش، فان الله لا يحب الفحش، وأياكم والشح، فإنه أهلك من كان قبلكم، هو الذى سفك دماء الرجال، وهو الذى قطع أرحامها، فاجتنبوه
١٨ - وقال (عليه السلام): إذا مات الانسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، وعلم كان علمه الناس فانتفعوا به، وولد صالح يدعو له.
١٩ - وقال (عليه السلام): إذا فعلت كل شئ فكن كمن لم يفعل شيئا.
٢٠ - وقال (عليه السلام): سأله رجل، فقال : بماذا أسوء عدوى ؟ فقال : بأن تكون على غاية الفضائل، لانه إن كان يسوءه أن يكون لك فرس فارة، أو كلب صيود، فهو لان تذكر بالجميل وينسب إليك أشد مساءة.
٢١ - وقال (عليه السلام): إذا قذفت بشئ فلا تتهاون به وإن كان كذبا، بل تحرز من طرق القذف جهدك، فإن القول وإن لم يثبت يوجب ريبة وشكا
٢٢ - وقال (عليه السلام): عدم الادب سبب كل شر
٢٣ - وقال (عليه السلام): الجهل بالفضائل عدل الموت
٢٤ - وقال (عليه السلام): ما أصعب على من استعبدته الشهوات أن يكون فاضلا !
٢٥ - وقال (عليه السلام): من لم يقهر حسده كان جسده قبرا لنفسه
٢٦ - وقال (عليه السلام): إحمد من يغلظ عليك ويعظك، لا من يزكيك ويتملقك
٢٧ - وقال (عليه السلام): إختر أن تكون مغلوبا وأنت منصف، ولا تختر أن تكون غالبا وأنت ظالم
٢٨ - وقال (عليه السلام): لا تهضمن محاسنك بالفخر والتكبر
٢٩ - وقال (عليه السلام): لا تنفك المدنية من شر، حتى يجتمع مع قوة السلطان قوة دينه وقوة حكمته.
٣٠ - وقال (عليه السلام): إذا أردت أن تحمد فلا يظهر منك حرص على الحمد.
٣١ - وقال (عليه السلام): من كثر همه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذب نفسه، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته، وذهبت كرامته، وأفضل إيمان العبد أن يعلم إن الله معه حيث كان
٣٢ - وقال (عليه السلام): كن ورعا تكن من أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما، ولا تكثرن الضحك، فإن كثرته تميت القلب، وأخرس لسانك، واجلس في بيتك، وابك على خطيئتك
٣٣ - وقال (عليه السلام): إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، ولا يزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعما عمل فيما علم !
٣٤ - وقال (عليه السلام): في التجارب علم مستانف، والاعتبار يفيدك الرشاد
٣٥ - وقال (عليه السلام): الغضب يثير كامن الحقد، ومن عرف الايام لم يغفل الاستعداد، ومن أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول
٣٦ - وقال (عليه السلام): اسكت واستر تسلم. وما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرفق !
٣٧ - وقال (عليه السلام): اكبر الفخر ألا تفخر
٣٨ - وقال (عليه السلام): ما أصعب اكتساب الفضائل وأيسر إتلافها !
٣٩ - وقال (عليه السلام): لا تنازع جاهلا، ولا تشايع مائقا، ولا تعاد مسلطا.
٤٠ - وقال (عليه السلام): الموت راحة للشيخ الفاني من العمل، وللشاب السقيم من السقم، وللغلام الناشئ من استقبال الكد والجمع لغيره، ولمن ركبه الدين لغرمائه، وللمطلوب بالوتر، وهو في جملة الامر أمنية كل ملهوف مجهود.
٤١ - وقال (عليه السلام): ما كنت كاتمه عدوك من سر، فلا تطلعن عليه صديقك، واعرف قدرك يستعل أمرك، وكفى ما مضى مخبرا عما بقى !
٤٢ - وقال (عليه السلام): لا تعدن عده تحقرها قلة الثقة بنفسك، ولا يغرنك المرتقى السهل إذا كان المنحدر وعرا.
٤٣ - وقال (عليه السلام): اتق العواقب عالما بان للاعمال جزاء وأجرا، واحذر تبعات الامور بتقديم الحزم فيها.
٤٤ - وقال (عليه السلام): من استرشد غير العقل اخطأ منهاج الرأى، ومن اخطاته وجوه المطالب خذلته الحيل، ومن أخل بالصبر أخل به حسن العاقبة، فإن الصبر قوة من قوى العقل، وبقدر مواد العقل وقوتها يقوى الصبر.
٤٥ - وقال (عليه السلام): الخطأ في إعطاء من لا يبتغى ومنع من يبتغى واحد
٤٦ - وقال (عليه السلام): العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض
٤٧ - وقال (عليه السلام): أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب، وقائل كلمة الزور ومن يمد بحبلها في الاثم سواء
٤٨ - وقال (عليه السلام): الخصومة تمحق الدين
٤٩ - وقال (عليه السلام): الجهاد ثلاثة : جهاد باليد، وجهاد باللسان، وجهاد بالقلب، فأول ما يغلب عليه من الجهاد يدك ثم لسانك، ثم يصير إلى القلب، فإن كان لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا نكس فجعل أعلاه أسفله
٥٠ - وقال (عليه السلام): ما أنعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه إلا استوجب المزيد عليها قبل ظهورها على لسانه
٥١ - وقال (عليه السلام): الحاجة مسألة، والدعاء زيادة، والحمد شكر، والندم توبة
٥٢ - وقال (عليه السلام): لن وأحلم تنبل، ولا تكن معجبا فتمقت وتمتهن
٥٣ - وقال (عليه السلام): ما لى أرى الناس إذا قرب إليهم الطعام ليلا تكلفوا إنارة المصابيح ليبصروا ما يدخلون بطونهم، ولا يهتمون بغذاء النفس بأن ينيروا مصابيح البابهم بالعلم ليسلموا من لواحق الجهالة والذنوب في اعتقاداتهم واعمالهم
٥٤ - وقال (عليه السلام): الفقر هو أصل حسن سياسة الناس، وذلك إنه إذا كان من حسن السياسة أن يكون بعض الناس يسوس، وبعضهم يساس، وكان من يساس لا يستقيم أن يساس من غير أن يكون فقيرا محتاجا، فقد تبين أن الفقر هو السبب الذى به يقوم حسن السياسة.
٥٥ - وقال (عليه السلام): لا تتكلم بين يدى أحد من الناس دون ان تسمع كلامه، وتقيس ما في نفسك من العلم إلى ما في نفسه، فإن وجدت ما في نفسه أكثر، فحينئذ ينبغى لك أن تروم زيادة الشئ الذى به يفضل على ما عندك
٥٦ - وقال (عليه السلام): إذا كان اللسان آلة لترجمة ما يخطر في النفس، فليس ينبغى أن تستعمله فيما لم يخطر فيها
٥٧ - وقال (عليه السلام): إذا كان الاباء هم السبب في الحياة، فمعلمو الحكمة والدين هم السبب في جودتها
٥٨ - وقال (عليه السلام): وشكا إليه رجل تعذر الرزق، فقال : مه، لا تجاهد الرزق جهاد المغالب، ولا تتكل على القدر اتكال المستسلم، فإن ابتغاء الفضل من السنة، والاجمال في الطلب من العفة، وليست العفة دافعة رزقا، ولا الحرص جالبا فضلا، لان الرزق مقسوم، وفي شدة الحرص اكتساب المآثم
٥٩ - وقال (عليه السلام): إذا استغنيت عن شئ فدعه وخذ ما أنت محتاج إليه
٦٠ - وقال (عليه السلام): العمر أقصر من أن تعلم كل ما يحسن بك علمه، فتعلم الاهم فالاهم.
٦١ - وقال (عليه السلام): من رضى بما قسم له استراح قلبه وبدنه
٦٢ - وقال (عليه السلام): أبعد ما يكون العبد من الله إذا كان همه بطنه وفرجه
٦٣ - وقال (عليه السلام): ليس في الحواس الظاهرة شئ أشرف من العين فلا تعطوها سؤلها فيشغلكم عن ذكر الله
٦٤ - وقال (عليه السلام): ارحموا ضعفاءكم فالرحمة لهم سبب رحمة الله لكم
٦٥ - وقال (عليه السلام): إزالة الجبال أسهل من إزالة دولة قد أقبلت، فاستعينوا بالله واصبروا، فإن الارض لله يورثها من يشاء
٦٦ - وقال (عليه السلام): قال له عثمان في كلام تلاحيا فيه حتى جرى ذكر أبى بكر وعمر : أبو بكر وعمر خير منك، فقال : أنا خير منك ومنهما، عبدت الله قبلهما، وعبدته بعدهما
٦٧ - وقال (عليه السلام): أوثق سلم يتسلق عليه إلى الله تعالى أن يكون خيرا
٦٨ - وقال (عليه السلام): ليس الموسر من كان يساره باقيا عنده زمانا يسيرا، وكان يمكن أن يغتصبه غيره منه، ولا يبقى بعد موته له، لكن اليسار على الحقيقة هو الباقي دائما عند مالكه، ولا يمكن أن يؤخذ منه، ويبقى له بعد موته، وذلك هو الحكمة
٦٩ - وقال (عليه السلام): الشرف اعتقاد المنن في اعناق الرجال
٧٠ - وقال (عليه السلام): يضر الناس انفسهم في ثلاثة أشياء : الافراط في الاكل إتكالا على الصحة، وتكلف حمل ما لا يطاق إتكالا على القوة، والتفريط في العمل اتكالا على القدر
٧١ - وقال (عليه السلام): أحزم الناس من ملك جده هزله، وقهر رأيه هواه، وأعرب عن ضميره فعله، ولم يخدعه رضاه عن حظه، ولا غضبه عن كيده
٧٢ - وقال (عليه السلام): من لم يصلح خلائقه، لم ينفع الناس تأديبه
٧٣ - وقال (عليه السلام): من اتبع هواه ضل، ومن حاد ساد، وخمود الذكر أجمل من ذميم الذكر
٧٤ - وقال (عليه السلام): لهب الشوق أخف محملا من مقاساة الملالة
٧٥ - وقال (عليه السلام): بالرفق تنال الحاجة، وبحسن التأني تسهل المطالب
٧٦ - وقال (عليه السلام): عزيمة الصبر تطفئ نار الهوى، ونفى العجب يؤمن به كيد الحساد
٧٧ - وقال (عليه السلام): ما شئ أحق بطول سجن من لسان
٧٨ - وقال (عليه السلام): لا نذر في معصية، ولا يمين في قطيعة
٧٩ - وقال (عليه السلام): لكل شئ ثمرة، وثمرة المعروف تعجيل السراح
٨٠ - وقال (عليه السلام): إياكم والكسل، فإنه من كسل لم يؤد لله حقا
٨١ - وقال (عليه السلام): احسبوا كلامكم من أعمالكم، وأقلوه إلا في الخير
٨٢ - وقال (عليه السلام): أحسنوا صحبة النعم فإنها تزول، وتشهد على صاحبها بما عمل فيها
٨٣ - وقال (عليه السلام): أكثروا ذكر الموت، ويوم خروجكم من قبوركم، ويوم وقوفكم بين يدى الله عز وجل، يهن عليكم المصاب
٨٤ بحسب مجاهدة النفوس وردها عن شهواتها ومنعها عن مصافحة لذاتها ومنع ما أدت إليه العيون الطامحة من لحظاتها - وقال (عليه السلام): تكون المثوبات والعقوبات، والحازم من ملك هواه، فكان بملكه له قاهرا، ولما قدحت الافكار من سوء الظنون زاجرا، فمتى لم ترد النفس عن ذلك هجم عليها الفكر بمطالبة ما شغفت به، فعند ذلك تأنس بالاراء الفاسدة، والاطماع الكاذبة، والاماني المتلاشية، وكما إن البصر إذا اعتل رأى أشباحا وخيالات لا حقيقة لها، كذلك النفس إذا اعتلت بحب الشهوات وانطوت على قبيح الارادات، رأت الاراء الكاذبة، فإلى الله سبحانه نرغب في إصلاح ما فسد من قلوبنا، وبه نستعين على إرشاد نفوسنا، فان القلوب بيده يصرفها كيف شاء
٨٥ - وقال (عليه السلام): لا تؤاخين الفاجر، فإنه يزين لك فعله، ويود لو إنك مثله، ويحسن لك
أقبح خصاله، ومدخله ومخرجه من عندك شين وعار ونقص، ولا الاحمق فإنه يجهد لك نفسه ولا ينفعك، وربما أراد أن ينفعك فضرك، سكوته خير لك من نطقه، وبعده خير لك من قربه، وموته خير لك من حياته، ولا الكذاب فإنه لا ينفعك معه شئ، ينقل حديثك، وينقل الحديث إليك، حتى إنه ليحدث بالصدق فلا يصدق
٨٦ - وقال (عليه السلام): ما استقصى كريم قط، قال تعالى في وصف نبيه : ( عرف بعضه واعرض عن بعض )
٨٧ - وقال (عليه السلام): رب كلمة يخترعها حليم مخافة ما هو شر منها، وكفى بالحلم ناصرا
٨٨ - وقال (عليه السلام): من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلبا، ولا عن النار مهربا، من عرف الله فأطاعه، وعرف الشيطان فعصاه، وعرف الحق فاتبعه، وعرف الباطل فاتقاه، و عرف الدنيا فرفضها، وعرف الاخرة فطلبها
٨٩ - وقال (عليه السلام): من استحيا من الناس ولم يستحى من نفسه فليس لنفسه عند نفسه قدر
٩٠ - وقال (عليه السلام): غايه الادب أن يستحى الانسان من نفسه
٩١ - وقال (عليه السلام): البلاغة النصر بالحجة، والمعرفة بمواضع الفرصة، ومن البصر بالحجة أن تدع الافصاح بها إلى الكناية عنها إذا كان الافصاح أوعر طريقة، وكانت الكناية أبلغ في الدرك وأحق بالظفر
٩٢ - وقال (عليه السلام): إياك والشهوات، وليكن مما تستعين به على كفها علمك بإنها ملهية لعقلك، مهجنة لرأيك، شائنة لغرضك، شاغلة لك عن معاظم أمورك، مشتدة بها التبعة عليك في آخرتك. إنما الشهوات لعب، فإذا حضر اللعب غاب الجد، ولن يقام الدين وتصلح الدنيا إلا بالجد، فإذا نازعتك نفسك إلى اللهو واللذات، فاعلم إنها قد نزعت بك إلى شر منزع، وأرادت بك افضح الفضوح، فغالبها مغالبة ذلك، وامتنع منها امتناع ذلك، وليكن مرجعك منها إلى الحق، فإنك مهما تترك من الحق لا تتركه إلا إلى الباطل، ومهما تدع من الصواب لا تدعه إلا إلى الخطأ، فلا تداهنن هواك في اليسير فيطمع منك في الكثير. وليس شئ مما أوتيت فاضلا عما يصلحك، وليس لعمرك وإن طال فضل عما ينو بك من الحق اللازم لك، ولا بما لك وإن كثر فضل عما يجب عليك فيه، ولا بقوتك وإن تمت فضل عن أداء حق الله عليك، ولا برأيك وإن حزم فضل عما لا تعذر بالخطأ فيه، فليمنعنك علمك بذلك من أن تطيل لك عمرا في غير نفع، أو تضيع لك مالا في غير حق، أو أن تصرف لك قوة في غير عبادة، أو تعدل لك رأيا في غير رشد. فالحفظ الحفظ لما أوتيت، فإن بك الى صغير ما أوتيت الكثير منه أشد الحاجة. وعليك بما أضعته منه أشد الرزية، ولا سيما العمر الذى كل منفذ سواه مستخلف. وكل ذاهب بعده مرتجع. فإن كنت شاغلا نفسك بلذه فلتكن لذتك في محادثة العلماء ودرس كتبهم، فإنه ليس سرورك بالشهوات بالغا منك مبلغا إلا وأكبابك على ذلك، ونظرك فيه بالغة منك، غير أن ذلك يجمع إلى عاجل السرور تمام السعادة، وخلاف ذلك يجمع إلى عاجل الغى وخامة العاقبة، وقديما قيل : أسعد الناس أدركهم لهواه إذا كان هواه في رشده، فإذا كان هواه في غير رشده. فقد شقى بما أدرك منه. وقديما قيل : عود نفسك الجميل، فباعتيادك إياه يعود لذيذا
٩٣ - وقال (عليه السلام): وكل ثلاث بثلاث : الرزق بالحمق، والحرمان بالعقل، والبلاء بالمنطق، ليعلم ابن آدم أن ليس له من الامر شئ
٩٤ - وقال (عليه السلام): ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك : عبدك، وزوجتك، وابنك. وقد روينا هذه الكلمة لعمر فيما تقدم
٩٥ - وقال (عليه السلام): للمنافقين علامات يعرفون بها : تحيتهم لعنة، وطعامهم تهمة، وغنيمتهم غلول، لا يعرفون المساجد إلا هجرا، ولا يأتون الصلاة الا دبرا، مستكبرون لا يألفون ولا يؤلفون، خشب بالليل صخب
٩٦ - وقال (عليه السلام): الحسد حزن لازم، وعقل هائم، ونفس دائم، والنعمة على المحسود نعمة، وهى على الحاسد نقمة
٩٧ - وقال (عليه السلام): يا حملة العلم، أتحملونه ! فإنما العلم لمن علم ثم عمل، ووافق عمله علمه، وسيكون أقوام يحملون العلم، لا يجاوز تراقيهم، تخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف عملهم علمهم، يقعدون حلقا، فيباهي بعضهم بعضا، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله سبحانه
٩٨ - وقال (عليه السلام): تعلموا العلم صغارا تسودوا به كبارا، تعلموا العلم ولو لغير الله، فإنه سيصير لله. العلم ذكر لا يحبه إلا ذكر من الرجال
٩٩ - وقال (عليه السلام): ليس شئ أحسن من عقل زانه علم، ومن علم زانه حلم، ومن حلم زانه
صدق، ومن صدق زانه رفق، ومن رفق زانه تقوى. إن ملاك العقل ومكارم الاخلاق صون العرض، والجزاء بالفرض، والاخذ بالفضل، والوفاء بالعهد، والانجاز للوعد. ومن حاول أمرا بالمعصية كان أقرب إلى ما يخاف، وأبعد مما يرجو
١٠٠ - وقال (عليه السلام): أذا جرت المقادير بالمكاره سبقت الافة إلى العقل فحيرته، وأطلقت الالسن بما فيه تلف الانفس
١٠١ - وقال (عليه السلام): لا تصحبوا الاشرار فإنهم يمنون عليكم بالسلامة منهم
١٠٢ - وقال (عليه السلام): لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم
١٠٣ - وقال (عليه السلام): لا تطلب سرعة العمل واطلب تجويده، فإن الناس لا يسألون في كم فرغ من العمل، إنما يسألون عن جودة صنعته
١٠٤ - وقال (عليه السلام): ليس كل ذى عين يبصر، ولا كل ذى أذن يسمع، فتصدقوا على أولى العقول الزمنة والالباب الحائرة، بالعلوم التى هي أفضل صدقاتكم، ثم تلا : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم اللاعنون )
١٠٥ - وقال (عليه السلام): من أتت عليه الاربعون من السنين قيل له : خذ حذرك من حلول المقدور فإنك غير معذور، وليس ابناء الاربعين بأحق بالحذر من أبناء العشرين، فإن طالبهما واحد، وليس عن الطلب براقد، وهو الموت، فاعمل لما أمامك من الهول، ودع عنك زخرف القول
١٠٦ - وقال (عليه السلام): سئل عن القدر فقال : أقصر أم أطيل ؟ قيل : بل تقصر، فقال : جل الله أن يريد الفحشاء، وعز عن أن يكون له في الملك إلا ما يشاء
١٠٧ - وقال (عليه السلام): من علم أنه يفارق الاحباب، ويسكن التراب، ويواجه الحساب، ويستغنى عما ترك، ويفتقر إلى ما قدم، كان حريا بقصر الامل، وطول العمل
١٠٨ - وقال (عليه السلام): المؤمن لا تختله كثرة المصائب، وتواتر النوائب عن التسليم لربه والرضا بقضائه، كالحمامة التى تؤخذ فراخها من وكرها ثم تعود إليه
١٠٩ - وقال (عليه السلام): ما مات من أحيا علما، ولا افتقر من ملك فهما
١١٠ - وقال (عليه السلام): العلم صبغ النفس، وليس يفوق صبغ الشئ حتى ينظف من كل دنس
١١١ - وقال (عليه السلام): اعلم إن الذى مدحك بما ليس فيك، إنما هو مخاطب غيرك، وثوابه وجزاؤه قد سقطا عنك
١١٢ - وقال (عليه السلام): إحسانك إلى الحر يحركه على المكافأة، وإحسانك إلى النذل يبعثه على معاودة المسألة.
١١٣ - وقال (عليه السلام): الاشرار يتتبعون مساوئ الناس، ويتركون محاسنهم، كما يتتبع الذباب المواضع الفاسدة
١١٤ - وقال (عليه السلام): موت الرؤساء أسهل من رياسة السفله
١١٥ - وقال (عليه السلام): ينبغى لمن ولى أمر قوم أن يبدأ بتقويم نفسه قبل أن يشرع في تقويم رعيته، وإلا كان بمنزلة من رام استقامة ظل العود قبل أن يستقيم ذلك العود
١١٦ - وقال (عليه السلام): إذا قوى الوالى في عمله حركته ولايته على حسب ما هو مركوز في طبعه من الخير والشر
١١٧ - وقال (عليه السلام): ينبغى للوالى أن يعمل بخصال ثلاث : تأخير العقوبة منه في سلطان الغضب، والاناة فيما يرتئيه من رأى، وتعجيل مكافأة المحسن بالاحسان، فإن في تأخير العقوبة إمكان العفو، وفي تعجيل المكافأة بالاحسان طاعة الرعية، وفى الاناة انفساح الرأى وحمد العاقبة ووضوح الصواب
١١٨ - وقال (عليه السلام): من حق العالم على المتعلم ألا يكثر عليه السؤال، ولا يعنته في الجواب، ولا يلح عليه إذا كسل، ولا يفشى له سرا، ولا يغتاب عنده أحدا، ولا يطلب عثرته، فإذا زل تأنيت أوبته، وقبلت معذرته، وأن تعظمه وتوقره ما حفظ أمر الله وعظمه، وألا تجلس أمامه، وإن كانت له حاجة سبقت غيرك إلى خدمته فيها. ولا تضجرن من صحبته، فإنما هو بمنزلة النخلة ينتظر متى يسقط عليك منها منفعة. وخصه بالتحية، واحفظ شاهده وغائبه، وليكن ذلك كله لله عز وجل، فإن العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه. وطالب العلم تشيعه الملائكة حتى يرجع.
١١٩ - وقال (عليه السلام): وصول معدم خير من جاف مكثر، ومن أراد أن ينظر ما له عند الله فلينظر ما لله عنده
١٢٠ - وقال (عليه السلام): لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا أكثر الناس صلاة ولا صياما ولا حجا ولا اعتمارا، ولكن عقلوا عن الله أمره فحسنت طاعتهم، وصح ورعهم وكمل يقينهم، ففاقوا غيرهم بالحظوة ورفيع المنزلة
١٢١ - وقال (عليه السلام): ما من عبد إلا ومعه ملك يقيه ما لم يقدر له، فإذا جاء القدر خلاه وإياه.
١٢٢ - وقال (عليه السلام): إن الله سبحانه أدب نبيه صلى الله عليه وآله بقوله : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )، فلما علم إنه قد تأدب، قال له : ( وإنك لعلى خلق عظيم )، فلما استحكم له من رسوله ما أحب قال : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )
١٢٣ - وقال (عليه السلام): كنت أنا والعباس وعمر نتذاكر المعروف، فقلت أنا : خير المعروف ستره، وقال العباس : خيره تصغيره، وقال عمر : خيره تعجيله، فخرج علينا رسول الله، فقال : فيم أنتم ؟ فذكرنا له، فقال : خيره أن يكون هذا كله فيه
١٢٤ - وقال (عليه السلام): العفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم
١٢٥ - وقال (عليه السلام): إذا خبث الزمان كسدت الفضائل وضرت، ونفقت الرذائل ونفعت، وكان خوف الموسر أشد من خوف المعسر
١٢٦ - وقال (عليه السلام): انظر إلى المتنصح إليك، فإن دخل من حيث يضار الناس فلا تقبل نصيحته وتحرز منه، وأن دخل من حيث العدل والصلاح فاقبلها منه
١٢٧ - وقال (عليه السلام): اعداء الرجل قد يكونوا أنفع من إخوانه لانهم يهدون إليه عيوبه فيتجنبها ويخاف شماتتهم به فيضبط نعمته ويتحرز من زوالها بغايه طوقه
١٢٨ - وقال (عليه السلام): المرآة التى ينظر الانسان فيها إلى أخلاقه هي الناس، لانه يرى محاسنه من أوليائه منهم، ومساويه من أعدائه فيهم
١٢٩ - وقال (عليه السلام): انظر وجهك كل وقت في المرآة، فإن كان حسنا فاستقبح أن تضيف إليه فعلا قبيحا وتشينه به، وإن كان قبيحا فاستقبح أن تجمع بين قبحين
١٣٠ - وقال (عليه السلام): موقع الصواب من الجهال مثل موقع الخطأ من العلماء
١٣١ - وقال (عليه السلام): ذك قلبك بالادب كما تذكى النار بالحطب
١٣٢ - وقال (عليه السلام): كفر النعمة لؤم وصحبة الجاهل شؤم
١٣٣ - وقال (عليه السلام): عاديت من ماريت
١٣٤ - وقال (عليه السلام): لا تصرم أخاك على ارتياب، ولا تقطعه دون استعتاب
١٣٥ - وقال (عليه السلام): خير المقال ما صدقه الفعال
١٣٦ - وقال (عليه السلام): إذا لم ترزق غنى فلا تحرمن تقوى
١٣٧ - وقال (عليه السلام): من عرف الدنيا لم يحزن للبلوى
١٣٨ - وقال (عليه السلام): دع الكذب تكرما إن لم تدعه تأثما
١٣٩ - وقال (عليه السلام): الدنيا طواحة طراحة فضاحة، آسية جراحة
١٤٠ - وقال (عليه السلام): الدنيا جمة المصائب، مرة المشارب، لا تمتع صاحبا بصاحب
١٤١ - وقال (عليه السلام): المعتذر من غير ذنب، يوجب على نفسه الذنب
١٤٢ - وقال (عليه السلام): من كسل لم يؤد حقا
١٤٣ - وقال (عليه السلام): كثرة الجدال تورث الشك
١٤٤ - وقال (عليه السلام): خير القلوب أوعاها
١٤٥ - وقال (عليه السلام): الحياء لباس سابغ، وحجاب مانع، وستر من المساوئ واق، وحليف للدين، وموجب للمحبة، وعين كالئة تذود عن الفساد، وتنهى عن الفحشاء، والعجلة في الامور مكسبة للمذلة، وزمام للندامة، وسلب للمروءة، وشين للحجى، ودليل على ضعف العقيدة
١٤٦ - وقال (عليه السلام): إذا بلغ المرء من الدنيا فوق قدره تنكرت للناس أخلاقه
١٤٧ - وقال (عليه السلام): لا تصحب الشرير فان طبعك يسرق من طبعه شرا وأنت لا تعلم
١٤٨ - وقال (عليه السلام): موت الصالح راحة لنفسه، وموت الطالح راحة للناس
١٤٩ - وقال (عليه السلام): ينبغى للعاقل أن يتذكر عند حلاوة الغذاء مرارة الدواء
١٥٠ - وقال (عليه السلام): إن حسدك أخ من إخوانك على فضيله ظهرت منك فسعى في مكروهك فلا تقابله بمثل ما كافحك به، فتعذر نفسه في الاساءة إليك، وتشرع له طريقا إلى ما يحبه فيك، لكن اجتهد في التزيد من تلك الفضيلة التى حسدك عليها، فإنك تسوءه من غير أن توجده حجة عليك ١٥١ - وقال (عليه السلام): إذا أردت أن تعرف طبع الرجل فاستشره، فإنك تقف من مشورته على عدله وجوره، وخيره وشره
١٥٢ - وقال (عليه السلام): يجب عليك أن تشفق على ولدك أكثر من إشفاقه عليك
١٥٣ - وقال (عليه السلام): زمان الجائر من السلاطين والولاة أقصر من زمان العادل، لان الجائر مفسد، والعادل مصلح، وإفساد الشئ أشرع من إصلاحه.
١٥٤ - وقال (عليه السلام): إذا خدمت رئيسا فلا تلبس مثل ثوبه، ولا تركب مثل مركوبه، ولا تستخدم كخدمه، فعساك تسلم منه
١٥٥ - وقال (عليه السلام): لا تحدث بالعلم السفهاء فيكذبوك، ولا الجهال فيستثقلوك، ولكن حدث به من يتلقاه من أهله بقبول وفهم يفهم عنك ما تقول، ويكتم عليك ما يسمع، فإن لعلمك عليك حقا، كما إن عليك في مالك حقا : بذله لمستحقه، ومنعه عن غير مستحقه
١٥٦ - وقال (عليه السلام): اليقين فوق الايمان، والصبر فوق اليقين، ومن أفرط رجاؤه غلبت الامانى على قلبه واستعبدته
١٥٧ - وقال (عليه السلام): إياك وصاحب السوء، فإنه كالسيف كالمسلول يروق منظره، ويقبح أثره
١٥٨ - وقال (عليه السلام): يا بن آدم احذر الموت في هذه الدار قبل أن تصير إلى دار تتمنى الموت فيها فلا تجده
١٥٩ - وقال (عليه السلام): من أخطأه سهم المنية قيده الهرم
١٦٠ - وقال (عليه السلام): من سمع بفاحشة فأبداها كان كمن أتاها
١٦١ - وقال (عليه السلام): العاقل من اتهم رأيه ولم يثق بما سولته له نفسه
١٦٢ - وقال (عليه السلام): من سامح نفسه فيما يحب اتعبها فيما لا يحب
١٦٣ - وقال (عليه السلام): كفى ما مضى مخبرا عما بقى، وكفى عبرا لذوى الالباب ما جربوا
١٦٤ - وقال (عليه السلام): أمر لا تدرى متى يغشاك، ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك !
١٦٥ - وقال (عليه السلام): ليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة
١٦٦ - وقال (عليه السلام): إذا أعجبك ما يتواصفه الناس من محاسنك، فانظر فيما بطن من مساوئك، ولتكن معرفتك بنفسك أوثق عندك من مدح المادحين لك
١٦٧ - وقال (عليه السلام): من مدحك بما ليس فيك من الجميل وهو راض عنك ذمك بما ليس فيك من القبيح وهو ساخط عليك.
١٦٨ - وقال (عليه السلام): إذا تشبه صاحب الرياء بالمخلصين في الهيئة كان مثل الوارم الذى يوهم الناس إنه سمين، فيظن الناس ذلك فيه وهو يستر ما يلقى من الالم التابع للورم
١٦٩ - وقال (عليه السلام): إذا قويت نفس الانسان انقطع إلى الرأى، وإذ ضعفت انقطع إلى البخت
١٧٠ - وقال (عليه السلام): الرغبة إلى الكريم تحركه على البذل، وإلى الخسيس تغريه بالمنع
١٧١ - وقال (عليه السلام): خيار الناس يترفعون عن ذكر معايب الناس، ويتهمون المخبر بها، ويأثرون الفضائل، ويتعصبون لاهلها، ويستعرضون مآثر الرؤساء، وأفضالهم عليهم، ويطالبون انفسهم بالمكافأة عليها وحسن الرعايه لها
١٧٢ - وقال (عليه السلام): لكل شئ قوت، وأنتم قوت الهوام، ومن مشى على ظهر الارض فإن مصيره إلى بطنها
١٧٣ - وقال (عليه السلام): من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه، وحنينه إلى أوطانه، وحفظه قديم إخوانه لا
١٧٤ ومن دعائه : اللهم إن كنا قد قصرنا عن بلوغ طاعتك فقد تمسكنا من طاعتك بأحبها إليك، لا إله إلا أنت جاءت بالحق من عندك
١٧٥ - وقال (عليه السلام): أصابت الدنيا من أمنها وأصاب الدنيا من حذرها
١٧٦ - وقال (عليه السلام): ووقف على قوم أصيبوا بمصيبة، فقال : إن تجزعوا فحق الرحم بلغتم، وإن تصبروا فحق الله أديتم
١٧٧ - وقال (عليه السلام): مكارم الاخلاق عشر خصال : السخاء، والحياء، والصدق، وأداء الامانة، والتواضع، والغيرة، والشجاعة، والحلم، والصبر، والشكر
١٧٨ - وقال (عليه السلام): من أداء الامانة المكافأة على الصنيعة لانها كالوديعة عندك
١٧٩ - وقال (عليه السلام): الخير النفس تكون الحركة في الخير عليه سهلة متيسرة، والحركة في الاضرار عسرة بطيئة، والشرير بالضد من ذلك
١٨٠ - وقال (عليه السلام): البخلاء من الناس يكون تغافلهم عن عظيم الجرم أسهل عليهم من المكافأة على يسير الاحسان
١٨١ - وقال (عليه السلام): مثل الانسان الحصيف مثل الجسم الصلب الكثيف، يسخن بطيئا، وتبرد تلك السخونة بأطول من ذلك الزمان
١٨٢ - وقال (عليه السلام): ثلاثه يرحمون : عاقل يجرى عليه حكم جاهل، وضعيف في يد ظالم قوى، وكريم قوم احتاج إلى لئيم
١٨٣ - وقال (عليه السلام): من صحب السلطان وجب أن يكون معه كراكب البحر، إن سلم بجسمه من الغرق لم، يسلم بقلبه من الفرق
١٨٤ - وقال (عليه السلام): لا تقبلن في استعمال عمالك وأمرائك شفاعة إلا شفاعة الكفاية والامانة
١٨٥ - وقال (عليه السلام): إذا استشارك عدوك فجرد له النصيحة، لانه باستشارتك قد خرج من عدواتك ودخل في مودتك
١٨٦ - وقال (عليه السلام): العدل صورة واحدة، والجور صور كثيرة، ولهذا سهل ارتكاب الجور وصعب تحرى العدل، وهما يشبهان الاصابة في الرماية والخطأ فيها، وإن الاصابة تحتاج إلى ارتياض وتعهد، والخطأ لا يحتاج إلى شئ من ذلك
١٨٧ - وقال (عليه السلام): لا يخطئ المخلص في الدعاء إحدى ثلاث : ذنب يغفر، أو خير يعجل، أو شر يؤجل
١٨٨ - وقال (عليه السلام): لا ينتصف ثلاثة : من ثلاثة بر من فاجر، وعاقل من جاهل، وكريم من لئيم.
١٨٩ - وقال (عليه السلام): اشرف الملوك من لم يخالطه البطر. ولم يحل عن الحق، وأغنى الاغنياء من لم يكن للحرص أسيرا، وخير الاصدقاء من لم يكن على إخوانه مستصعبا، وخير الاخلاق أعونها على التقى والورع
١٩٠ - وقال (عليه السلام): أربع القليل منهن كثير : النار، والعداوة، والمرض، والفقر
١٩١ - وقال (عليه السلام): أربعة من الشقاء : جار السوء، وولد السوء، وامرأة السوء، والمنزل الضيق.
١٩٢ - وقال (عليه السلام): أربعة تدعو إلى الجنة : كتمان المصيبة، وكتمان الصدقة، وبر الوالدين، والاكثار من قول لا إله إلا الله.
١٩٣ لا تصحب الجاهل، فإن فيه خصالا فاعرفوه بها : يغضب من غير غضب، ويتكلم في غير نفع، ويعطى في غير موضع الاعطاء، ولا يعرف صديقه من عدوه، ويفشى سره إلى كل احد
١٩٤ - وقال (عليه السلام): إياك ومواقف الاعتذار، فرب عذر أثبت الحجة على صاحبه وإن كان بريئا.
١٩٥ - وقال (عليه السلام): الصراط ميدان يكثر فيه العثار، فالسالم ناج، والعاثر
١٩٦ - وقال (عليه السلام): لا يعرف الفضل لاهل الفضل إلا أولو الفضل
١٩٧ - وقال (عليه السلام): إن لله عبادا في الارض كأنما رأوا أهل الجنة في جنتهم وأهل النار في نارهم : اليقين وأنواره لامعة على وجوههم. قلوبهم محزونة، وشرورهم مامونة، وأنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، صبروا أياما قليلة لراحة طويلة، أما الليل فصافون أقدامهم، تجرى دموعهم على خدودهم، يجارون إلى الله سبحانه بادعيتهم، قد حلا في أفواههم، وحلا في قلوبهم طعم مناجاته ولذيذ الخلوة به، قد أقسم الله على نفسه بجلال عزته ليورثنهم المقام الاعلى في مقعد صدق عنده، وأما نهارهم فحلماء علماء، بررة، أتقياء، كالقداح ينظر إليهم الناظر فيقول : مرضى، وما بالقوم من مرض، أو يقول : قد خولطوا، ولعمري لقد خالطهم أمر عظيم جليل
١٩٨ - وقال (عليه السلام): عاتبه عثمان فأكثر وهو ساكت، فقال : ما لك لا تقول ! قال : إن قلت لم أقل إلا ما تكره، وليس لك عندي إلا ما تحب
١٩٩ - وقال (عليه السلام): بليت في حرب الجمل بأشد الخلق شجاعة، وأكثر الخلق ثروة وبذلا، وأعظم الخلق في الخلق طاعة، وأوفى الخلق كيدا وتكثرا، بليت بالزبير، لم يرد وجهه قط، وبيعلى بن منية يحمل المال على الابل الكثيرة ويعطى كل رجل ثلاثين دينارا وفرسا على أن يقاتلني، وبعائشة ما قالت قط بيدها هكذا إلا واتبعها الناس، وبطلحة لا يدرك غوره، ولا يطال مكره
٢٠٠ - وقال (عليه السلام): بعث عثمان بن حنيف إلى طلحة والزبير، فعاد فقال : يا أمير المؤمنين، جئتك بالخيبة، فقال : كلا ! أصبت خيرا وأجرت، ثم قال : إن من العجب انقيادهما لابي بكر وعمر وخلافهما على، أما والله إنهما ليعلمان إنى لست بدون واحد منهما، اللهم عليك بهما