وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                

Search form

إرسال الی صدیق
التشكيك في سند نهج البلاغة وفي نسبته إلى علي عليه السَّلام

أما التشكيك في صحة انتساب ما في نهج البلاغة إلى الامام علي (عليه السَّلام)، فتلك شنشنة قد عرفت من أخزم .
والأفضل أن نترك التقييم لهذا التشكيك إلى كبار العلماء .
١. قال العلامة الشيخ محمد جواد مغنية (رحمه الله): " قال أعداء محمد (صلَّى الله عليه وآله) وجاحدوا رسالته ونبوته: إن القرآن من وضعه، لا من وحي الخالق جل وعلا، وقال أعداء علي (عليه السَّلام) وجاحدوا إمامته وولايته: إن نهج البلاغة ـ كله أوجله ـ من تأليف الشريف الرضي، لا من أقوال الإمام (عليه السَّلام) " [١].
وقال أيضا: " ولونُسب نهج البلاغة لمعاوية بن أبي سفيان لكانت النسبة حقاً وصدقا، ولكان أبا يزيد المصدر الأول للفلسفة والحضارة الإسلامية، ولكنه نسب إلى إمام المتقين وحبيب المؤمنين وعدوالمنافقين فأصبح موضع الريب والتشكيك ! "  [٢] .
٢. قال العلامة السيد محسن الأمين (رحمه الله): " ومن التحامل على أمير المؤمنين (عليه السَّلام) التماس الوجوه والطرق والوسائل لإنكار نسبة نهج البلاغة إليه، وأنه من تأليف السيد الرضي "  [٣].
٣. قال العلامة الشيخ محمد جواد مغنية (رحمه الله): " بعد البحث لم أجد أي سبب للشك في نسبة نهج البلاغة إلى الإمام (عليه السَّلام) إلا أن جامعه الشريف الرضي الشيعي . .! [٤].

ردود العلماء على المشككين
١. قال العلامة السيد محسن الأمين (رحمه الله): " ولا يكاد ينقضي عجبي من هؤلاء الذين قادهم الوهم إلى أن الشريف الرضي أنشأ نهج البلاغة أوبعضه لا كثيراً منه أوأكثره ونسبه إلى أمير المؤمنين (عليه السَّلام) مع اعترافهم بأن علياً هوالسابق في ميدان الفصاحة والبلاغة ... فعليٌ ليس بحاجة إلى أن ينسب إليه الشريف الرضي ما ليس من كلامه وله الحظ الوافر من أفصح الكلام " [٥].
٢. قال العلامة السيد محسن الأمين (رحمه الله): " إن نهج البلاغة قد شرح حتى اليوم بعشرات الشروح وطبع منها الألوف، وطبع منه الملايين، ليس في إمكان الشريف الرضي مع علوقدره ولا غيره أن يأتي بما يضارع نهج البلاغة، وكلام الرضي كثير معروف مشهور لا يشبه شيء منه نهج البلاغة ولا يدانيه " [٦].
٣. وقال السيد محسن الأمين (رحمه الله) أيضا: " ليس نهج البلاغة مرجعاً للأحكام الشرعية حتى نبحث عن أسانيده ونوصله إلى علي (عليه السَّلام)، إنما هومنتخب من كلامه في المواعظ والنصائح وأنواع ما يعتمده الخطباء من مقاصدهم، ولم يكن غرض جامعه إلا جمع قسم من الكلام السابق في ميدان الفصاحة والبلاغة على حدّ ما جمع غيره من كلام الفصحاء والبلغاء الجاهليين والإسلاميين الصحابة وغيرهم بسند أوبغير سند، ولم نَرَكُم تعترضون على أحد في نقله لخطبة أوكلام بدون سند وهوفي الكتب يفوق الحد، إلا على نهج البلاغة، ليس هذا إلا لشيء في النفس مع أن جل ما فيه مروي بالأسانيد في الكتب المشهورة المتداولة " [٧].
٤. وقال (رحمه الله) أيضا: " لوكان أكثر ما فيه منحول مدخول كما يقول الأديب الزيات في تاريخ الأدب العربي، لردّه علماء ذلك العصر وما قبلوه، وبينوا وجه الانتحال فيه وأظهروه فشاع وذاع، لكنا لم نجدهم نسبوا ببنت شفة، بل تلقّوه بالقبول والإعظام ... " [٨] .
ثم إن هناك كتباً ألفها علماء وادباء تؤكد وجود الخطب والكتب والحِكم الواردة في نهج البلاغة قبل ولادة السيد الرضي (رحمه الله) ونذكر منها:
١. تكملة منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة: لآية الله لشيخ حسن حسن زاده الآملي، في خمس مجلدات، استخرج فيها الكثير مما هوموجود في نهج البلاغة من المصادر والكتب التي الَّفها العلماء قبل ولادة السيد الرضي   [٩].
٢. مصادر نهج البلاغة: للعلامة الخطيب السيد عبدالزهراء الحسني .
٣. أسناد نهج البلاغة، للشيخ عبد الله نعمة .

-----------------------------------------------------
[١] . فضائل الإمام علي (عليه السلام): ٧١، الطبعة الأولى سنة: ١٣٩٧ هجرية / ١٩٧٧ ميلادية، دار التعارف بيروت / لبنان .
[٢] . فضائل الإمام علي (عليه السلام): ٧٤، الطبعة الأولى سنة: ١٣٩٧ هجرية / ١٩٧٧ ميلادية، دار التعارف بيروت / لبنان .
[٣] . أعيان الشيعة: ١ / ٧٧ .
[٤] . فضائل الإمام علي: ٧٣ .
[٥] . أعيان الشيعة: ١ / ٧٩ .
[٦] . أعيان الشيعة: ١ / ٧٨ .
[٧] . أعيان الشيعة: ١ / ٧٩ .
[٨] . أعيان الشيعة: ١ / ٧٨ .
[٩] . قال آية الله الشيخ حسن زاده الآملي في مقدمة كتابه المذكور: " وكان مما يهمنا في ذلك الشرح تحصيل اسناد ما في النهج وذكر مصادره وماخذه من الجوامع الروائية والمجاميع التي الفت ودونت قبل جامع النهج، الشريف الرضي ـ رضوان الله تعالى عليه ـ مثل:
الجامع الكافي، لثقة الاسلام الكليني، المتوفى سنة ٣٢٨ هجرية، على أحد قولي شيخ الطائفة الطوسي ـ قدس سره ـ أوسنة ٣٢٩ هجرية، على ما قاله النجاشي ـ رحمة الله عليه ـ .
والبيان والتبيين، لابي عثمان عمروبن بحر الجاحظ، المتوفى سنة ٢٥٥ هجرية .
والكامل، لابي العباس محمد بن يزيد، المعروف بالمبرد، المتوفى سنة ٢٨٥ هجرية .
والكتاب المعروف بتاريخ اليعقوبي، لاحمد بن أبي يعقوب الكاتب، المتوفى سنة٢٤٦ هجرية كما في الكنى والالقاب للمحدث القمي .
****************************