علي حاجي خاني [١]
الملخص
لا شكّ أنّ كل مؤلف لخلق أثره يستفيد من آلات الدراسة والبحث، ومن جملتها الأسانيد والمصادر التي بحوزته إثباتاً لرأيه وتوثيقاً لما يدّعي.
طرح المشكّكون في نهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي (ره) بض الشبهات حول مدى صحة ما نسبه الشريف الرضي إلى الإمام علي (ع) ومن جملة هذه الشبهات أسباب إغفال الشريف لأسانيد الخطب والرسائل والحكم ما عدا سبعة عشر موضعاً قد ذكر فيها الشريف الرضي بعض الأسانيد بشكل عام دون الخوض في التفاصيل والجزئيات.
فلا شكّ فيه أنّ غالبيّة نهج البلاغة مُرسل من حيث رواياته ولم يكن مُسنداً إذ أنّ الشريف الرضي قد نقل كلام الإمام (ع) مباشرةً ودون واسطة وحذف سلسلة الرواة عن كلامه .
فإذن إنّ نهج البلاغة مُرسل عن متصل الأسناد.
تحاول هذه الدراسة أن تكشف عن بعض الأسباب التي أدت إلى هذا الأمر من خلال ذكر الأدلّة العلميّة ومناقشتها.
١- المقدّمة
لا شكّ أنّ كل مؤلف وكاتب لخلق أثره يستفيد من آلات الدراسة والبحث ، ومن جملتها الأسانيد والمصادر التي بحوزته إثباتاً لرأيه وتوثيقاً لما يدّعي.
فيثار هذا السؤال عن مؤلف نهج البلاغة بأنّه هل أتى بمصادر كلام الإمام (ع) وأسانيده في أثره؟ للإجابة الصريحة عن هذا السؤال يجب أن نعترف بأنّ الشريف الرضي لم يذكر في أثره الأسانيد والمصادر إلاّ في سبعة عشر موضعاً قد صرّح بها على شكل كلي منها:
١. الخطبة التي يصف الشريف فيها زمانه بالجور وجاء الجاحظ بها في كتابه البيان والتبيين (الجاحظ ، ١٤١٢: ٢/٣٩ – ٤٠)(الخطبة ٣٢)؛
٢. رواية «مسعدة بن صدقة» لخطبة الأشباح عن الصادق جعفر بن محمد (ع) (الخطبة٩١)؛
٣. رواية نَوف البكالي عن أمير المؤمنين (الخطبة ١٨٢)؛
٤. الخطبة التي ألقاها الإمام (ع) بذي قار، وهو متوجه إلى البصرة ذكرها الواقدي في كتابه «الجمل» (الخطبة ٢٣١) ؛
٥. كلام الإمام عن ذِعلب اليمامي عن أحمد بن قتيبة عن عبد الله بن يزيد عن مالك بن دِحيَة (الكلام ٢٣٤)؛
٦. كتاب الإمام (ع) إلى طلحة والزبير ذكره أبوجعفر إسكافي في كتابه المقامات في مناقب أمير المؤمنين (ع) (الكتاب ٥٤)؛
٧. الحلف الذي كتبه الإمام (ع) بين ربيعة واليمن ونُقِل من خط هشام بن كلبي (الكتاب ٧٤)؛
٨. كتاب الإمام (ع) إلى معاوية في أول ما بويع له ذكره الواقدي في كتاب الجمل (الكتاب ٧٥)؛
٩. كتاب الإمام (ع) إلى أبي موسى الأشعري جواباً في أمر الحكمين ذكره سعيد بن يحيى الأموي في كتاب المغازي (الكتاب ٧٨)؛
١٠. خبر ضِرار بن حَمزة الضَّبائيّ عند دخوله على معاوية ومسألتِه له عن أمير المؤمنين (ع)(الحكمة ٧٧)؛
١١. حكاية أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن الإمام عليهما السلام (الحكمة ٨٨)؛
١٢. رواية نوف البكالي عن أمير المؤمنين (ع) في وصف الزاهدين (الحكمة ١٠٤)؛
١٣. رواية كميل بن زياد النخعي (الحكمة ١٤٧)؛
١٤. ما ذكره أبوعبيد القاسم بن سلّام الهروي في كتابه (غريب الكلام٤)؛
١٥. رواية ابن جرير الطبري (الطبري، ١٩٧٩: ٦/٣٥٧) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه (الحكمة ٣٧٥)؛
١٦. رواية أبي جُحَيفَة عن الإمام (ع) حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الحكمة ٣٧٥)؛
١٧. حكاية ثعلب عن ابن الأعرابي (الحكمة ٤٣٤).
وما يستنتج من هذا هو أنّ غالبية نهج البلاغة مُرسل من حيث رواياته ولم يكن مُسنداً [٢] إذ أنّ الشريف الرضي قد نقل كلام الإمام (ع) مباشرةً ودون واسطة وحذف سلسلة الرواة عن كلامه.
فإذن إنّ نهج البلاغة مُرسل عن متصل الأسناد إلاّ أنّ جمعاً من العلماء من بعد الشريف الرضي بذلوا جهودهم لتعيين أسانيد نهج البلاغة ومصادره، وألّفوا كتباً قيّمة في هذا المجال منها (مدارك نهج البلاغة ودفع الشبهات عنه) لهادي كاشف الغطاء، (مصادر نهج البلاغة في مدارك نهج البلاغة) لسيد هبة الله الدين الشهرستاني، (استناد نهج البلاغة) لامتياز عليخان العرشي، (مصادر نهج البلاغة وأسانيده) لعبد الزهراء الحسيني الخطيب و(مدارك نهج البلاغة) لعبد الله نعمة.
ولكن يبقى هناك سؤال آخر ، وهو أنّه لماذا لم يذكر الشريف الرضي أسانيد نهج البلاغة ومصادره ولم يُسند كلام الإمام (ع)؟
إن دراسة بعض القضايا تقودنا إلى الحقيقة لإزالة هذه الشبهة .
٢- عادة القدماء من أهل التأليف والنقل
مما لا شكّ فيه، أنّ كثيراً من القدماء المؤلفين لم يأتوا في آثارهم بالأسانيد ، وأنّها كانت مرسلة عن متصل الإسناد، مثل «مائة كلمة لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب» للجاحظ ، و«مروج الذهب ومعادن الجواهر» للمسعودي، و«العقد الفريد» لابن عبد ربّه ، و«الأخبار الطوال» للدينوري ، و«تحف العقول» لابن شعبة الحرّاني .
ومن جانب آخر نجد بينهم في نفس الوقت من يأتي بالأسانيد والمصادر، ولم يكن موضوع توثيق النص وتأصيله قد شاع كما نعرفه اليوم بين علماء المسلمين ، بل كان ذلك راجعاً إلى أسلوب المؤلف نفسه في الأغلب، كما كان ذلك راجعاً إلى هدف المؤلف.
ففي الكتب المبنية على الرواية ذات الأهداف الأخلاقية لم يكن المؤلفون ليذكروا الأسانيد ، ولكنهم كانوا يذكرونها إذا كانت كتبهم مروية في الفقه.
كما أن هناك منهجاً آخر، وهو أن يذكر المؤلف الأسانيد عندما يشكّ في الرواية التي ينقلها، ولكنّه إذا كان واثقاً من الرواية غير شاك فيها كان يتولى بنفسه مسؤولية الرواية دون أن يشير إلى الأسانيد.
يتحدّث العلامة كاشف الغطاء عن بعض المصادر المذكورة في نهج البلاغة ذاكراً الدليل الأخير حيث يقول:
ذُكرت هذه المصادر في كتاب النهج متفرقة في أبوابه لخصوص بعض من الخطب والكتب والكلم القصار ، والظاهر أنّ الوجه في تخصيص ذلك البعض يذكر المصدر دون غيره من مندرجات الكتاب، هو أنّ ذلك البعض مما لم تتحقّق عند المؤلف نسبته إلى أمير المؤمنين عليه السلام بخلاف غيره، فإنّه على ثقة منه ويقين فلا يحتاج إلى ذكر مصدر له تكون العهدة عليه في النقل والنسبة.
وهذه عادة القدماء من أهل التأليف والنقل ، فإن ما يثقون بصدوره من شخص ينسبونه إليه ولا يذكرون الواسطة بخلاف ما لم يثقوا بصدوره.
وقد يكون الوجه في ذلك وقوع الخلاف في النسبة أو وجود النسبة إلى الغير فيذكر المصدر مؤيدا لما يراه المؤلف، كما يظهر ذلك من نقله عن الجاحظ في كتاب البيان والتبيين (كاشف الغطاء، بلاتا: ٢٣٥).
ويقول في موضع آخر:
... وما تعارف اليوم بين كتّاب العصر من ذكر المصدر وتعيين موضع النقل منه لم يكن متعارفاً في الأزمنة السابقة، وسيما أهل السير ورواة الخطب ومنثور الكلام ومنظومه، بل غاية ما يتفق لهم أنّهم ربّما أسندوا ما ينقلونه إلى راو خاص وناقل معين، وأغلب ما يسطره أهل التاريخ مُرسل لا يُعلم من أي مُخبر سُمع، ولا عن أي مصدر أُخذ، فراجعِ كتب التأريخ التي بين أيدينا (المصدر نفسه: ٢٠٧).
٣. نوعية الكتاب
كان الشريف الرضي قد أطلق اسم نهج البلاغة على ما جمعه من كلام الامام علي (ع)، وكان أحد بواعثه الرئيسية أن يبدأ بتأليف كتاب يحتوي على مختار كلام أمير المؤمنين (ع) الذي يتضمن من عجائب البلاغة وغرائب الفصاحة وجواهر العربية وثواقب الكلم الدينية والدنيوية، كما صرّح به في مقدمة كتابه ، ومما يُدرك من قوله كمؤلف أنّ نهج البلاغة ليس كتاباً تاريخياً ولا فقهياً ونحوهما لكي يحتاج إلى مصادر تاريخية ومدارك فقهية ، بل الغالب على الكتاب هو الجانب البلاغي، وانتقاء كلام الإمام (ع) من قبل الرضي يدور حول هذا المحور.
وقد تحدّث الأستاذ مرتضى مطهري عن الأسباب الكامنة وراء عدم ذكر المصادر والأسانيد بالضرورة من قبل الشريف الرضي بالإشارة إلى غرضه في تسمية الكتاب قائلاً:
إنّ المجاميع التاريخية والحديثية يجب – في الدرجة الأولى – أن تكون الأسانيد والمصادر فيها معلومة واضحة، وإلاّ فلا اعتبار لها، ولكن اعتبار الآثار الأدبية إنّما هو في جمالها وحلاوتها ولطفها.
وفي الوقت نفسه لا نستطيع القول بأنّ السيد الرضي (ره) كان في غفلة عمّا لهذا الأثر الشريف من اعتبارات تاريخيّة وغيرها، وأنّه إنّما كان متوجها إلى اعتباره الأدبي فحسب (مطهري، ١٤٢١: ٥).
والأستاذ عبد الزهراء الحسيني يؤيّد هذا المعنى قائلاً:
إنّ الشريف لم يجمع (النهج) ليجعل منه مصدراً من مصادر الفقه، أو مدركاً من مدارك الأحكام ، بل كان جلّ قصده أن يخرج للناس جانباً من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام. ...لذا تراه لم يذكر الأسانيد، ولم يتعرض للمصادر إلّا فيما ندر، ولم يعتن بالتناسق والتتالي (الحسيني الخطيب، ١٤٠٥ : ٢٥).
٤. مكانة المؤلف وشهرته بالأمانة والصدق
ممّا لاشكّ فيه، أنّ من العوامل التي يلتفت كل باحث إليها ويعتمد عليها عند الرجوع إلى أثر تأليفي ليحكم دراسته ويُتقنها ، هي مؤهّلات صاحبه العلمية، ومكانته الرفيعة، ووثاقته عند الدارسين.
ولو نظرنا إلى نهج البلاغة باعتبار مؤلفه لاعترفنا بدرجات الشريف الرضي العلمية ووثاقته.
إنّ إقبال كثير من العلماء والأدباء والدارسين والطالبين إلى نهج البلاغة في عصر الشريف الرضي وطوال الأعصار المختلفة من بعده إلى الآن ، يشهد وحده بأنّهم اعترفوا بعظمة الشريف الرضي العلمية والأدبية ومستوى وثاقته وصدقه. وكثير منهم كانوا من الفقهاء والعلماء الكبار والمحدّثين من أهل السنّة والشيعة ، وحتى من أهل الكتاب من المسيحيين وغيرهم. وقد اهتمّوا بالدراسات المختلفة في نهج البلاغة وشرحه وفهم دقائقه وظرائفه الخارقة التي أَعجبت كل من عرفه.
أقدم من ذكر ترجمة الشريف الرضي أبوالعباس النجاشي (ت ٤٥٠هـ) والثعالبي (ت٤٢٩هـ)، وقدّمها كلّ منهما بايجاز.
قال النجاشي:
محمّد بن الحسين ... هوأبوالحسن الرضي نقيب العلويّين ببغداد، أخو المرتضى ، كان شاعراً مبرّزاً، له كتب منها: كتاب حقائق التتريل، كتاب مجاز القرآن ، كتاب خصائص الأئمة عليهم السّلام ، كتاب نهج البلاغة (النجاشي، ١٤٠٧: ٦١).
وقد قال فيه الثعالبي وهو معاصر للشريف الرضي:
وهو اليوم أبدع أبناء الزمان، وأنجب سادات العراق ، يتحلّى مع محتده الشريف ومفخره المنيف بأدب ظاهر وفضل باهر وحظ من جميع المحاسن وافر (الثعالبي ، ١٤٠٣: ٣/١٣٦).
وقد قيل في وصفه إنّه كان أبّي النفس ، عالي الهمة، سمت به عزيمته إلى معالي الأمور ، فلم يجد من الأيام معيناً، وكان عفيفاً لم يقبل من أحد صلة ولا جائزة حتى بلغ من تشدده في العفة أن ردّ ما كان جارياً على أبيه من صلات الملوك والأمراء وأجهد بنو بويه أن يحملوه على قبول صلاتهم فما استطاعوا (كاشف الغطاء، ١٣٧٨: ١٢).
منذ أن صدر هذا الكتاب عن جامعه، سار في الناس ذكره ، وتألّق نجمه، أشأم وأعرق، وأنجد وأتهم، وأعجب به حيث كان، وتدارسوه في كل مكان، لما اشتمل عليه من اللفظ المنتقى، والمعنى المشرق ، وما احتواه من جوامع الكلم، في أسلوب متساوق الأغراض محكم السبك، يُعدُّ في الذروة العليا من النثر العربي الرائع (ابن أبي الحديد، ١٩٦٧: المقدمة).
ويتحدّث الأستاذ محسن الأمين عن ذوق الشريف الرضي الرفيع في اختياره لكلام الإمام (ع)، إذ يقول:
وغير خفي أن من يريد اختيار أنفس الجواهر من الجواهر الكثيرة لابد أن يكون جوهرياً حاذقاً، فكان الرضي باختياره أبلغ منه في كتاباته، كما قيل عن أبي تمام لماّ جمع ديوان الحماسة من منتخبات شعر العرب إنّه في انتخاباته أشعر منه في شعره. ... وكذلك نهج البلاغة من الشهرة والقبول ماهو أهله وشُرح بشروح كثيرة تنبوعن الإحصاء وكان مفخرة من أعاظم مفاخر العرب والإسلام (الأمين العاملي، بلاتا: ٤/٢).
ومن الذين اهتموا كثيراً بالدراسة حول شحصية الشريف الرضي وقدراته العلمية والأدبية، هوالأستاذ زكي مبارك الذي يصف إنصاف الشريف الرضي وتفوّقه الأدبي على سائر شعراء عصره حين يقول:
ويشهد الله – وهوخير الحاكمين – أنّي لم أفكّر في إنصاف الشريف الرضي يوم قدّم لي الدكتور شريف عسيران نسخة من كتاب الأستاذ أنيس المقدسي عن أمراء الشعر في العصر العباسي، فأزعجني أن يهتم بأبي العتاهية وينسى الرضيّ، مع أن ديوان أبي العتاهية لا يساوي قصيدة واحدة من قصائد الشريف ... والاهتمام بدراسة شعر الشريف الرضي كان أولى من الاهتمام بدراسة شعراء القرن الثالث، لأنّ له خصائص ذاتية لا نجدها عند أولئك الشعراء (مبارك ، ١٣٦٧: ١/٧).
كما أنّ الشريف الرضي كان مشهوراً بين الناس بالصدق والأمانة. فقد ذكر ابن عنبة (المتوفى ٨٢٨هـ) حادثتين تكشفان مدى أمانة الشريف الرضي فيما يلي:
نقل ابن عنبة عن أبي إسحاق الصابي عن الوزير أبي محمد المهدي في الشريف الرضي قال:
وأمّا أخوه الرضي ، فبلغني ذات يوم أنّه وُلد له غلام فأرسلت إليه بطبق فيه ألف دينار، فرده وقال: وقد علم الوزير أنّي لا أقبل من أحد شيئاً. فرددته إليه وقلت: إنّي إنما أرسلته للقوابل. فرده ثانية وقال: قد علم الوزير أنّه لا تقبل نساؤنا غريبة. فرددته إليه وقلت: يفرّقه الشريف على ملازميه من طلاب العلم. فلما جاءه الطبق وحوله طلاب العلم قال: هاهم حضور فليأخذ كل أحد ما يريد.
فقام رجل وأخذ ديناراً فقرض من جانبه قطعة وأمسكها وردّ الدينار إلى الطبق ، فسأله الشريف عن ذلك فقال: احتجت إلى دهن السراج ليلة ولم يكن الخازن حاضراً فاقترضت من فلان البقال دهنا فأخذت هذه القطعة لأدفعها إليه عوض دهنه، وكان طلبة العلم الملازمون للشريف الرضي في دار قد اتخذها لهم سمّاها (دارالعلم) وعيّن لهم جميع ما يحتاجون إليه ، فلمّا سمع الرضي ذلك أمر في الحال بأن يتخذ للخزانة مفاتيح بعدد الطلبة ويدفع إلى كلّ منهم مفتاح ليأخذ ما يحتاج إليه ولا ينتظر خازناً يعطيه، وردّ الطبق على هذه الصورة ، فكيف لا أعظّم من هذا حاله (ابن عنبه، بلاتا: ٢٠٩ – ٢١٠). وكان الرضي يُنسب إلى الإفراط في عقاب الجاني من أهله وله في ذلك حكايات، ومنها:
أنّ امرأة علوية شكت إليه زوجها وأنّه يقامر بما يتحصل له من حرفة يعانيها، وأنّ له أطفالاً وهو ذوعيلة وحاجة، وشهد لها من حضر بالصدق فيما ذكرت ، فاستحضره الشريف وأمر به فبطح وأمر بضربه فضرب والامراة تنتظر أن يكفّ، والآمر يزيد حتى جاوز ضربه مائة خشبة، فصاحت الإمرأة: وايتُم أولادي، كيف تكون صورتنا إذا مات هذا فكلّمها الشريف بكلام فظّ فقال: ظننت أنّك تشكينه إلى المعلّم (المصدر نفسه: ٢١٠).
٥. منزلة نهج البلاغة ومكانته
ما أقرّ به كثير من العلماء وأهل الأدب من القدماء والمحدثين الذين ارتووا من مناهل نهج البلاغة وأشرفوا على فهم دقائقه البلاغية ومضامينه السامية، هو أنّ هذا الكتاب له ميزاته الخاصة به ولا يمكن مقارنته بأي أثر آخر، ومن ثمّ يعترفون بعظمته وعظمة الرجل الذي قد جاش كلامه على هذا المستوى من قبله.
ولا شكّ أنّ الشريف الرضي نفسه قد أدرك هذه الحقيقة من بداية الأمر، كما أنّه ذكر في مقدمته لكتاب خصائص الأئمة عند نقل نماذج من كلام الإمام(ع)،أنّ جماعة من أصدقائه وإخوانه استحسنوا الكلام معجبين ببدائعه ومتعجبين من نواصعه(الشريف الرضي، ١٣٧٨: ٣٤).
خلاصة القول أنّ نهج البلاغة بنفسه يعتبر حجة وبرهاناً قاطعاً على صحة وثاقته لمحل صدوره ، وكما يقول المولوي جلال الدين محمد البلخي الشاعر الشهير ما معناه:
إنّ إشراق الشمس إثبات لوجودها، فلا تعرضنّ عن الحجة إذا أشرقت عليك [٣] (مولوي، ١٣٧٤: ٧).
إنّ ألفاظ نهج البلاغة ومعانيه ومضامينه السامية على مرتبة لم يكن يصدر مثيلها من الخطباء والكّتاب من بعد ظهوره إلى زماننا الحاضر.
يقول ابن أبي الحديد في مقارنة بين كلام الإمام (ع) في نهج البلاغة وكلام ابن نباته: [٤]
إنّ سطراً واحداً من نهج البلاغة يساوي ألف سطر من كلام ابن نباته وهو الخطيب الفاضل الذي اتّفق الناس على أنّه أوحد عصره في فنّه (ابن أبي الحديد، ١٩٦٧: ٢/٧٤ -٩١).
ويقول ابن نباته نفسه:
حفظت من الخطابة كنزاً لا يزيده الإنفاق إلا سعة وكثرة حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب (ع) (المصدر نفسه: ١/٨) .
وقالوا:
إنّ عبد الحميد الكاتب كان في حداثة سنه معلما بالكوفة، وهناك حَدَثَ له غرام بتمثل كلام علي بن أبي طالب(ع)، فقيل له ما الذي خرّجك ، في البلاغة، قال حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع ففاضت ثم فاضت (المصدر نفسه).
وتخرج ابن المقفع بخطبه، وما نال محمد بن عبد الملك المعروف بالزاهد الفارقي الحظوة من إقبال النّاس على مواعظه، وانثيالهم على مجلسه، وتدوينهم لكلامه إلاّ لأنّه كان يحفظ نهج البلاغة ويغيّر بعض عباراته، فيحسبون أنّها من إنشائه ومبتكراته (الصفدي، ١٤٠١: ٤/٤٤).
فيما يلي بعض آراء أهل العلم والأدب حول نهج البلاغة إثباتاً لمنزلته ومكانته الرفيعة عندهم.
يقول الأستاذ محمد حسن نائل المرصفي:
نهج البلاغة ، ذلك الكتاب الذي أقامه الله حجة واضحة على أنّ علياً (ع) كان أحسن مثال حيّ لنور القرآن وحكمته ، وعلمه وهدايته ، وإعجازه وفصاحته اجتمع لعلي (ع) في هذا الكتاب مال لم يجتمع لكبار الحكماء، وأفذاذ الفلاسفة، ونوابغ الربانيين، من آيات الحكمة السابغة، وقواعد السياسة المستقيمة، ومن كل موعظة باهرة، وحجة بالغة تشهد له بالفضل، وحسن الاثر (الحسيني الخطيب، ١٤٠٥: ٩٠).
ويقول الأستاذ أمين نخلة:
إذا شاء أحدٌ أن يشفي صُبابة نفسه من كلام الإمام فليُقبل عليه في «النهج» من الدفة وليتعلم المشي على ضوء نهج البلاغة (المصدر نفسه: ٩١).
ويتحدث الأستاذ عباس محمود العقاد عن فيوضات نهج البلاغة قائلاً:
في كتاب (نهج البلاغة) فيض من آيات التوحيد والحكمة الإلهيّة تتّسع به دراسة كل مشتغل بالعقائد، وأصول التألّية وحكم التوحيد (المصدر نفسه ٩٦).
إنّي لأعتقد أن النظر في كتاب نهج البلاغة يورث الرجولة والشهامة وعظمة النفس، لأنّه فيض من روح قهّار واجه المصاعب بعزائم الأًسُود (مبارك، ١٣٦٧: ٧).
أما الشيخ محمد عبده من شارحي نهج البلاغة فيشير إشارة مبسوطة إلى مدى تأثره بنهج البلاغة بشكل معجب يليق بالذكر قائلاً:
وبعد ، فقد أوفى لي حكم القدر بالاطلاع على كتاب نهج البلاغة مصادفة بلا تأمل: أصبته على تغير حال، وتبلبل بال ، وتزاحم أشغال، وعطلة من أعمال، فحسبته تسلية ، وحيلة للتخلية ، فتصفحت بعض صفحاته ، وتأمّلت جملاً من عباراته، من مواضع مختلفات، ومواضيع متفرقات، فكان يُخيَّل لي في كل مقام أنّ حروبا شبّت، وغارات شُنّت ، وأنّ للبلاغة دولة، وللفصاحة صولة ، وأنّ للأوهام عرامةُ [٥] وللريب دعارة ، وأنّ جحافل الخطابة ، وكتائب الذرابة ، في عقود النظام ، وصفوف الانتظام، تنافحْ [٦] بالصفيح الأبلج والقويم الأملج، وتمتلج المهج برواضع الحجج، فتفل [٧] من دعارة الوساوس وتصيب مقاتل الخوانس ... فما أنا إلّا والحق منتصر ، والباطل منكسر ، ومرج [٨] الشك في خمود وهرج الريب في ركود. وإنّ مدبر تلك الدولة ، وباسل تلك الصولة ، هو حامل لوائها الغالب، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)(عبده، ١٤٢٣: ١٠).
يشير الاستاذ زكي مبارك إلى مستوى انتشار نهج البلاغة ونفوذه في شرق العالم وغربه إذ يقول:
فإن ذكرتم أنّ نهج البلاغة شُرح نحو أربعين مرة، وإن ذكرتم أنّ فيه فصولا تُرجمت إلى بعض اللغات الشرقية والغربية، وإن ذكرتم أنّه فتح أمام النقد أبوابا ومذاهب، وإن ذكرتم أنّ له فضلاً على أكثر الفصحاء من الخطباء... (مبارك، ١٣٦٧: ٢٢٣).
وأخيراً يقول:
لا مفرّ من الاعتراف بأنّ نهج البلاغة له أصل، وإلّا فهو شاهد على أنّ الشيعة كانوا أقدر الناس على صياغة الكلام البليغ(المصدر نفسه).
والأقوال في ذلك كثيرة عند العلماء والأدباء القدامي والمعاصرين أحجمنا عن ذكر أقوالهم خشية التطويل.
٦. ازدياد حجم الكتاب مع إيراد الأسانيد
كان الشريف الرضي يدرك جيداً أنّ إيراد الأسانيد التي لم يكن يراها ضروريةً سيضيف حجم الكتاب إلى عدة أضعاف ممّا هوعليه الآن، ويجب أن لا ننسى صعوبات الكتابة والنشر والتأليف وما كان يواجهه النساخون فيما بعد من مشاكل في كتابته، وإذا قورن هذا الكتاب مع نظائره من الكتب الأدبيّة في ذلك العصر فإنّ الأمر فيتضح أكثر من ذي قبل.
٧. شهرة خطب الإمام (ع) ورسائله بين الناس
إنّ شهرة خطب الإمام (ع) رسائله وكلماته القصار وحكمه بين الناس كانت تغني أيّ شخص في ذلك العهد عن إيراد الأسانيد لتأكيد صحة نسبتها إلى الإمام (ع).
يليق بالذكر أنّ الناس قبل ظهور نهج البلاغة كانوا يحفظون كلام الإمام (ع) من خطب ورسائل ويكتبونها بسبب أهميّتها وجمالها وفصاحتها وبلاغتها وكان كلامه (ع) مشهور عند الناس كما يؤيّد الجاحظ هذا الموضوع بأنّ خطب علي (ع) كانت مدوّنة محفوظة مشهورة مجلدة (الجاحظ، ١٤١٢: ٨٣) .
والمسعودي يشير إلى خطب الإمام المحفوظة عند الناس قائلاً: «والذي حفظ الناس من خطبه في سائر مقاماته أربعمائة ونيف وثمانون خطبة» (المسعودي، بلاتا: ٤٣٣) .
ولعلّ هذا يدل على أنّ الشريف الرضي لم يكن يرى حاجةً إلى ذكر الأسانيد بسبب اشتهار كلام الإمام (ع) بين الناس وتعرّفهم عليه.
٨. غرض المؤلف من تدوين الكتاب
لا يخفى على أحد الشريف الرضي لم يضع الكتاب لأغراض مذهبية أو سياسية وإنّما كان هدفه ابراز جماليات النص الأدبي عند الإمام (ع) بجمعه وعرضه علي الناس.
ثمّ لا ننسي الصبغة الأدبية لشخصية الشريف الرضي وشهرته كأديب بين الناس فإذا كان يقصد بوضع الكتاب إلى أغراض أخرى كما أشرنا فكان من الضروري أن يذكر الأسانيد لدحض المخالفين والمنكرين.
فقد أكّد الشريف ذلك في مقدمته لنهج البلاغة حيث يقول:
... فاستحسن جماعة من الأصدقاء ... سألوني عند ذلك أن أبدأ بتأليف كتاب ... علماً أنّ ذلك يتضمن من عجائب البلاغة وغرائب الفصاحة وجواهر العربية وثواقب الكلم الدينية والدنيوية ما لا يوجد مجتمعاً في كلام ولا مجموع الأطراف في كتاب .... لأنّ كلامه (ع) الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي وفيه عبقة من الكلام النبوي (الشريف الرضي، ١٣٧٨: ٣٣).
٩. عدم تشكيك الناس في نسبة هذه النصوص إلى الإمام (ع) في عصر الشريف الرضي
كان الشريف الرضي نقيب العلويين في بغداد كما كان رجلاً ذا مكانة اجتماعية وسياسية وأدبية كبيرة فلا يعقل من رجل هذه صفته ألّا يدرك أهمية ذكر الأسانيد في هذا الكتاب إلّا أن تكون القرائن الموجودة في بيئته تؤكد له عدم الحاجة إلى ذلك.
فقد كان الناس لا يظهرون أي تشكيك في صحة نسبة هذا الكلام إلى الإمام ممّا جعل الشريف لا يفكر في ذلك بتاتاً. وإذا ما نظرنا إلى أوّل المشككين لا تضّح الأمر جلياً فلم يكن أحد في عصر الشريف يشكك ولو بشكل جزئي في صحة ما جمعه. لذا فإنّ الشريف لم يذكر أسانيد لما جمعه في الكتاب.
١٠. تدقيق الشريف الرضي في الفصل بين كلامه وكلام الإمام (ع) وحسن ظنه بالناس
إذا ما راجعنا نصوص نهج البلاغة لوجدنا الشريف الرضي يدقق في أن يفصل بين كلامه وكلامه الإمام (ع) بعبارات من مثل «قال السيد الرضي» ممّا يدل على دقته العلمية ومراعاته للأمانة فهل يعقل ألّا يفكر الشريف الرضي بهذه الدقة التي أشرنا إليها في أسانيد كلام الإمام (ع) إذا كان ذكرها ضرورياً ؟ وهذا يقودنا مرة أخرة إلى التأكيد بأنّ الشريف لم يكن يرى حاجة لذكر الأسانيد.
مضافاً على هذا كان منزلة الشريف الرضي العلميّة والدينيّة قد جعلته في مرتبة كان لا يفكّر معها أن يطعن أناس في صحة كلامه فقد كان رجلاً متصفاً بالتقوى والأخلاق الفاضلة وكان يتمتع بحب الناس مّما جعله يفكّر أنّ أحداً لن يتعرّض لما جمعه ولم يخطر بباله أنّ المغرضين في العصور اللاحقة سيشكّكون في ما نقله عن الإمام (ع).
١١. النتيجة
إذا أردنا أن نلخص ما بحثنا عنه فيما يرتبط بالأسباب التي تبرّرعدم إتيان الشريف الرضي بالمصادر والأسانيد لنهج البلاغة فعلينا أن نقول:
أولاً: عادة القدماء من أهل التأليف والنقل، هي أنّ ما كان المؤلف على ثقة منه ويقين فلا حاجة أن يذكر مصدراً له وتكون العهدة عليه في النقل والنسبة؛
ثانياً: نوعية تأليف الشريف الرضي وهو كتاب يغلب عليه الجانب البلاغي ممّا يجعل الأثر مختلفاً عن غيره مستغنياً عن الأسانيد التي هي من سمات الكتب الفقهية والعلمية عادةً؛
ثالثاً: مكانة المؤلف وشهرته عند أهل العلم والأدباء والدارسين بالصدق والأمانة حيث أقبلوا على أثره ، وشرحوه شروحاً شتى؛
رابعاً: منزلة نهج البلاغة باعتباره كتاباً يختلف اختلافاً كاملاً عن سائر المؤلفات وذلك لاتصاله بالإمام علي (ع) حيث يعتبر هذا الكتاب بنفسه حجة على صحة نسبته لمحل صدوره؛
خامساً: إزدياد حجم الكتاب مع إيراد الأسانيد هو سبب آخر لعدم إتيان المصادر من قبل الشريف الرضي؛
سادساً: إنّ شهرة خطب الإمام (ع) ورسائله وكلماته القصار وحكمه بين الناس كانت تغني أيّ شخص في ذلك العهد عن إيراد الأسانيد لتأكيد صحة نسبتها إلى الإمام (ع)؛
سابعاً: إنّ الشريف الرضي لم يضع الكتاب لأغراض مذهبية أو سياسية وإنّما كان هدفه إبراز جماليات النص الأدبي عند الإمام (ع) بجمعه وعرضه على الناس؛
ثامناً: لم يكن أحد من الناس في عصر الشريف يشكّك في نسبة هذه النصوص إلى الإمام (ع) ولذا فإنّ الشريف لم يذكر أسانيد لما جمعه في الكتاب؛
تاسعاً: دقّة الشريف الرضي في الفصل بين كلامه وكلام الإمام (ع) بالإضافة إلى حسن ظنّه بالناس.
وأخيراً يجب أن نقول أنّ كل هذه الأسباب تُثبت لنا بأنّ عدم ذكر المصادر والأسانيد من قبل الشريف الرضي لا يقلّل قيمة أثره ووجاهته ووثاقته أبداً وهذا ما حاول البحث إثباته في هذه الصفحات.
----------------------------------------------------------------------
[١] . أستاذ مساعد بقسم العلوم القرآنية والحديث ، بجامعة تربية المدرّس .
[٢] . الحديث المرسل إذا كان غير متصل الإسناد وجمعه المراسيل (لسان العرب، ٥/٢١٤، مادة رسل). والُمسند من الحديث ما اتصل إسناده حتى النبي (ص) والإسناد في حديث: رَفْعُه إلى قائله (م.ن ، ج٦، ص ٣٧٨، مادة سند).
[٣] . منظوم بالفارسية:
آفتاب آمد دليل آفتاب ***** گردلیلت باید از وي رومتاب (مولوي، ١٣٧٤: دفتر اول/٧)
[٤] . ابن نباته هو أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن اسماعيل بن نباته، كان يلقب بالخطيب المصري رزّق السعادة في خطبة، وأتّصل بسيف الدولة في حلب، وكان سيف الدولة كثير الغزوات ولذلك أكثر ابن نباتة من خطب الحضّ على الجهاد، قد قارن ابن أبي الحديد بين بعض خطبه في الجهاد وبين خطبة أمير المؤمنين عليه السلام «الجهاد باب من أبواب الجنة». توفى ابن نباتة سنة (٣٧٤ هـ) أي قبل صدور «نهج البلاغة» بست وعشرين سنة (الحسيني الخطيب، السيد عبد الزهراء، مصادر نهج البلاغة و أسانيده، ١/ هامش ٦٣).
[٥] . العرامة: الشراسة.والدعارة: سوء الخلق. والجحافل: الجيوش، والكتائب: الفرق منها . وللذرابة: حدة اللسان في فصاحة. والكلام تخييل حرب بين البلاغة وهائجات الشكوك والأوهام (عبده، ٢٠٠٢).
[٦] . تنافح: تضارب أشد المضاربة، والصفيح: السيف، والأبلج: اللامع البياض ، والقويم: الرمح، والأملج: الأسمر. وهي مجازات عن الدلائل الواضحة والحجج القويمة المبددة للوهم وإن خفي مدركها. وتمتلج: أي تمتص، والمهج: دماء القلوب ، والمراد لا تبقى للأوهام شيئا من مادة البقاء (عبده، ٢٠٠٢).
[٧] . فلّ الشيء: ثلمه والقوم هزمهم. والخوانس: خواطر السوء تسلك من النفس مسالك الخفاء (عبده، ٢٠٠٢).
[٨] . المرج: الاضطراب، والهرج: هيجان الفتنة (عبده، ٢٠٠٢).
المصادر
- ابن أبي الحديد (١٣٨٩هـ/١٩٦٧م). شرح نهج البلاغة ، بتحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم ، بيروت: دار إحياء التراث العربي.
- ابن عِنَبَة، جمال الدين أحمد بن علي الحسيني (بلاتا). عمدة الطالب في أنساب آل ابي طالب ، أشرف على مراجعته ومقابلة الأصول لجنة إحياء التراث، بيروت: دار مكتبة الحياة.
- ابن منظور (١٤٠٨هـ/ ١٩٨٨م). لسان العرب ، بيروت : دار إحياء التراث العربي.
- الأمين العاملي ، محسن (بلاتا). أعيان الشيعة ، بيروت: دار التعارف.
- الثعالبي، أبومنصور عبد الملك بن إسماعيل (١٤٠٣ ق). يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، شرح وتحقيق: مفيد محمد قميحة ، بيروت: دار الكتب العلمية.
- الجاحظ، أبوعثمان عمرو بن بحر بن محبوب (١٤١٢هـ). البيان والتبيين ، قدّم لها وبوّبها وشرحها علي أبو ملحم، بيروت : دار ومكتبة الهلال.
- الحسيني الخطيب، السيد عبد الزهراء (١٤٠٥هـ) . مصادر نهج البلاغة وأسانيده، بيروت: دار الأضواء.
- الشريف الرضي، أبوالحسن محمد بن الحسين الموسوي (١٣٨٧ق). نهج البلاغة ، ضبط نصّه وابتكر فهارسه العلمية صبحي الصالح، بيروت: دار الكتاب اللبناني.
- الصفدي، صلاح الدين خليل بن ابيك (١٤٠١ق). الوافي بالوفيات، دار النشر فرانز شتاينر بقيسبادن، بيروت: دار صادر.
- الطبري، أبوجعفر بن جرير الطبري (١٩٧٩م). تاريخ الرسل والملوك (تاريخ الطبري)، تحقيق محمد أبوالفضل، القاهرة: دار المعارف.
- عبده، محمد(١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م). شرح نهج البلاغة، بيروت: دار البلاغة للطباعة والنشر والتوزيع.
- العرشي، امتياز عليخان (١٣٥١ش). استناد نهج البلاغة، قدم له وعني بنشره الشيخ عزيز الله العطاردي، طهران: منشورات امير كبير.
- كاشف الغطاء ، محمد رضا (١٣٧٨ق). الشريف الرضي، بيروت: دارالذخائر.
- كاشف الغطاء، هادي (بلاتا). مستدرك نهج البلاغة، بيروت: مكتبة الأندلس.
- مبارك ، زكي (١٣٦٧ق). عبقرية الشريف الرضي ، بيروت: دار الجيل.
- المسعودي، أبوالحسن علي بن الحسين (بلاتا). مروج الذهب ومعادن الجواهر ، بيروت: دار الأندلس.
- مطهري، مرتضى (١٣٧١ش). في رحاب نهج البلاغة ، بيروت: الدارالإسلامية.
- مطهري، مرتضى (١٣٧٩ش/١٤٢١ق). سيري در نهج البلاغة، طهران: صدرا.
- مولوي، جلال الدين محمد البلخي (١٣٧٤ش). المثنوي المعنوي، دفتر الاول، توفيق هـ. سبحاني، طهران: مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الارشاد الايرانية .
- النجاشي، أبوالعباس أحمد بن علي بن العباس (١٤٠٧ق). فهرست أسماء مصنفي الشيعة المعروف برجال النجاشي، قم: جامعة المدرسين.
منقول من مجلة آفاق الحضارة الإسلامية (بتصرف) العدد/٢ من سنة ١٤٣٥ هـ .