وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
سلوكه عليه السلام في عهد الخلفاء من خلال نهج البلاغة

أويس كريم محمد

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - اختيار المبايعة :

فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا... حتى مضى الأول لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده... فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة (خ ٣).

وأغضيت على القذى، وشربت على الشجا، وصبرت على أخذ الكظم، وعلى أمر من العلقم (خ ٢٦).

فنظرت في أمري، فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي، وإذا الميثاق في عنقي لغيري (خ ٣٧).

ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين (خ ٧٤).

أفلح من نهض بجناح، أو استسلم فأراح (خ ٥).

وقد كان الامام (ع) يستهدف باختياره المبايعة تحقيق هدفين :

الهدف الأول : الحفاظ على وحدة المسلمين :

(خاطبه العباس وأبو سفيان في أن يبايعا له بالخلافة، وذلك بعد أن تمت البيعة لأبي بكر في السقيفة) فخطب قائلا: أيها الناس، شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة، وعرجوا عن طريق المنافرة، وضعوا تيجان المفاخرة... هذا ماء آجن، ولقمة يغص بها آكلها (خ ٥).

ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة (خ ٧٤).

الهدف الثاني : الحفاظ على القيادة الاسلامية المتمثلة بشخصه الكريم وأبنائه البررة :

وقالوا: ألا إن في الحق أن تأخذه، وفي الحق أن تمنعه،... فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي، فضننت بهم عن المنية (ك ٢١٧).

فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي، فضننت بهم عن الموت (خ ٢٦).

٢ - الامام في هذه الفترة :

أ - تقديم المشورة للخلفاء :

(شاوره عمر بن الخطاب في الخروج إلى غزو الروم فقال عليه السلام): إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتلقهم فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلا محربا، واحفظ معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى، كنت ردءا للناس، ومثابة للمسلمين (ك ١٣٤).

(واستشاره أيضا في الشخوص لقتال الفرس فقال عليه السلام): فكن قطبا، واستدر الرحا بالحرب، وأصلهم دونك نار الحرب، فإنك إن شخصت من هذه الأرض، انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك.

إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا: هذا أصل العرب، فإذا اقتطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك وطمعهم فيك.

فأما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين، فإن الله سبحانه هو أكره لمسيرهم منك، وهو أقدر على تغيير ما يكره.

وأما ما ذكرت من عددهم، فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة، وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة (ك ١٤٦).

(وسأله عمر بن الخطاب بشأن أخذ حلي الكعبة المشرفة فقال عليه السلام): إن هذا القرآن أنزل على النبي (ص) والأموال أربعة: أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرائض، والفئ فقسمه بين مستحقيه، والخمس فوضعه الله حيث وضعه، والصدقات فجعلها الله حيث جعلها، وكان حلي الكعبة فيها يومئذ، فتركه الله على حاله، ولم يتركه نسيانا، ولم يخف عليه مكانا، فأقره حيث أقره الله ورسوله (فقال له عمر: لولاك لافتضحنا، وترك الحلي على حاله) (ح ٢٧٠).

ب - إسداء النصائح لهم :

(اجتمع الناس إليه وشكوا ما نقموه على عثمان، وسألوه مخاطبته لهم واستعتابه لهم، فدخل عليه عليه السلام وقال): إن الناس ورائي، وقد استسفروني بينك وبينهم، وو الله ما أدري ما أقول لك ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، وإن الطرق لواضحة، وإن أعلام الدين لقائمة، فاعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدي وهدى، فأقام سنة معلومة، وأمات بدعة مجهولة، وإن السنن لنيرة لها أعلام، وإن البدع لظاهرة لها أعلام، وإن شر الناس عند الله إمام جائر ضل وضل به، فأمات سنة مأخوذة، وأحيا بدعة متروكة، وإني سمعت رسول الله (ص) يقول:

«يؤتى يوم القيامة بالامام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر، فيلقى في نار جهنم، فيدور فيها كما تدور الرحى، ثم يرتبط في قعرها» وإني أنشدك الله ألا تكون إمام هذه الأمة المقتول، فإنه كان يقال: يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة، ويلبس أمورها عليها، ويبث الفتن فيها، فلا يبصرون الحق من الباطل، يموجون فيها موجا، ويمرجون فيها مرجا، فلا تكونن لمروان سيقة يسوقك حيث شاء بعد جلال السن وتقضي العمر (ك ١٦٤).

أما بعد فإني أخبركم عن أمر عثمان، حتى يكون سمعه كعيانه، إن الناس طعنوا عليه، فكنت رجلا من المهاجرين أكثر استعتابه وأقل عتابه (ر ١).

٣ - إبداء آرائه عليه السلام في قضايا الخلافة وأهم أحداثها :

أ - في تعيين الخليفة :

١ – السقيفة :

حتى إذا قبض الله رسوله (ص) رجع قوم على الأعقاب، وغالتهم السبل، واتكلوا على الولائج، ووصلوا غير الرحم، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته، ونقلوا البناء عن رص أساسه، فبنوه في غير موضعه (خ ١٥٠).

(قالوا: لما انتهت إلى أمير المؤمنين (ع) أنباء السقيفة بعد وفاة رسول الله (ص) قال عليه السلام): - ما قالت الأنصار قالوا: قالت: منا أمير ومنكم أمير.

قال: فهلا احتججتم عليهم بأن رسول الله (ص) وصى بأن يحسن إلى محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم قالوا: وما في هذا من الحجة عليهم فقال: لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصية بهم، ثم قال: - فما ذا قالت قريش قالوا: احتجت بأنها شجرة الرسول (ص).

فقال: احتجوا بالشجرة، وأضاعوا الثمرة (ك ٦٧).

لا يعاب المرء على تأخير حقه، إنما يعاب من أخذ ما ليس له (ح ١٦٦).

وا عجباه أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب (ح ١٩٠) إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم، أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطى الهدى، ويستجلى العمى (خ ١٤٤).

قد خاضوا بحار الفتن، وأخذوا بالبدع دون السنن، وأرز المؤمنون، ونطق الضالون المكذبون، نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا (خ ١٥٤).

أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا (خ ٣).

اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي (خ ١٧٢).

أما الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسبا، والأشدون برسول الله (ص) نوطا، فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين، والحكم الله، والمعود إليه القيامة (ك ١٦٢).

٢ - الأول يعين الثاني :

حتى إذا مضى الأول لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده،... فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته، لشد ما تشطرا ضرعيها (خ ٣).

٣ – الشورى :

حتى إذا مضى (الثاني) لسبيله، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم، فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم، حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسففت إذا أسفوا، وطرت إذ طاروا، فصغا رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره، مع هن وهن (خ ٣).

لله بلاء فلان... وخلف الفتنة... ذهب... قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها... رحل وتركهم في طرق متشعبة، لا يهتدي بها الضال، ولا يستيقن المهتدى (ك ٢٢٣).

(وعند ما عزم الناس على بيعة عثمان قال عليه السلام): لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري، وو الله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة التماسا لأجر ذلك وفضله، وزهدا فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه (خ ٧٤).

ب - بعض ما وصف به (ع) الخلفاء :

فصيرها في حوزة خشناء (أي: عمر بن الخطاب) يغلظ كلمها، ويخشن مسها، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة، إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم، فمني الناس - لعمر الله - بخبط وشماس، وتلون واعتراض (خ ٣).

إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع (خ ٣).

(مخاطبا عثمان): وإني أنشدك الله ألا تكون إمام هذه الأمة المقتول، فإنه كان يقال: يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة، ويلبس أمورها عليها، ويبث الفتن فيها، فلا يبصرون الحق من الباطل، يموجون فيها موجا، ويمرجون فيها مرجا (ك ١٦٤).

ج - في موقف الأمة من هذه القضايا :

وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر على طخية عمياء (خ ٣).

فإن أقل يقولوا: حرص على الملك، وإن أسكت يقولوا: جزع من الموت (خ ٥).

ومجتني الثمرة لغير وقت إيناعها، كالزارع بغير أرضه (خ ٥).

وقد كانت أمور مضت ملتم فيها ميلة، كنتم فيها عندي غير محمودين... ولو أشاء أن أقول لقلت: عفا الله عما سلف (خ ١٧٨).

 مقتبس من كتاب المعجم الموضوعي لنهج البلاغة

****************************