وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                

Search form

إرسال الی صدیق
ما جاء عن علي عليه السلام في الأماكن والبلدان وأهلها

(١) البصرة

١ ـ روى كمال الدين ميثم البحراني مرسلا: أنه لما فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام) من أمر الحرب لأهل الجمل، أمر منادياً ينادي في أهل البصرة إن الصلاة الجامعة لثلاثة أيام من غد إن شاء الله ولا عذر لمن تخلف إلاّ من حجة أو علة فلا تجعلوا على أنفسكم سبيلا، فلما كان اليوم الذي اجتمعوا فيه، خرج (عليه السلام) فصلى بالناس الغداة في المسجد الجامع، فلما قضى صلاته قام فاسند ظهره إلى حائط القبلة عن يمين المصلى فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله) واستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ثم قال: ياأهل البصرة، إن الله لم يجعل لأحد من أمصار المسلمين خطة شرف ولا كرم إلاّ وقد جعل فيكم أفضل ذلك وزادكم من فضله بمنه ما ليس لهم، أنتم أقوم الناس قبلة، قبلتكم على المقام حيث يقوم الامام بمكة، وقارؤكم أقراء الناس، وزاهدكم أزهد الناس، وعابدكم أعبد الناس، وتاجركم أتجر الناس، وأصدقكم في تجارته، ومتصدقكم أكرم الناس صدقة، وغنيكم أشد الناس بذلا وتواضعاً، وشريفكم أحسن الناس خلقاً، وأنتم أكرم الناس جواراً وأقلهم تكلفاً لما لا يعنيه، وأحرصهم على الصلاة جماعة، ثمرتكم أكثر الثمار، وأموالكم أكثر الأموال، وصغاركم أكيس الأولاد، ونساؤكم أقنع الناس وأحسنهن تبعلا، سخر لكم الماء يغدو عليكم ويروح صلاحاً لمعاشكم، والبحر سبباً لكثرة أموالكم، فلو صبرتم واستقمتم لكانت شجرة طوبى لكم مقبلا وظلا ظليلا  [١] .

٢ ـ ابن ميثم: في فصل يتضمّن حال غرق البصرة، فعند فراغه (عليه السلام) من ذلك الفصل، قام إليه الأحنف بن قيس فقال له: يا أمير المؤمنين ومتى يكون ذلك؟ قال: يا أبا بحر إنّك لن تدرك ذلك الزمان وإنّ بينك وبينه لقروناً ولكن ليبلغ الشاهد منكم الغائب عنكم، لكي يبلّغوا اخوانهم إذا هم رأوا البصرة قد تحوّلت أخصاصها دوراً وآجامها قصوراً، فالهرب الهرب، فإنه لا بصيرة لكم يومئذ، ثمّ التفت عن يمينه فقال: كم بينكم وبين الإبلّة؟ فقال له المنذر بن الجارود: فداك أبي واُمّي أربعة فراسخ، قال له: صدقت فوالذي بعث محمّداً وأكرمه بالنبوّة وخصّه بالرسالة وعجّل بروحه الى الجنّة، لقد سمعت منه كما تسمعون منّي، أن قال: يا علي هل علمت أنّ بين التي تسمّى البصرة والتي تسمّى الإبلّة أربعة فراسخ، وقد يكون في التي تسمّى الإبلّة موضع أصحاب القشور، يقتل في ذلك الموضع من اُمّتي سبعون ألفاً، شهيدهم يومئذ بمنزلة شهداء بدر، فقال له المنذر: يا أمير المؤمنين ومَن يقتلهم فداك أبي واُمّي؟ قال: يقتلهم اخوان الجنّ، وهم أجيل كأنّهم الشياطين، سود ألوانهم، منتنة أرواحهم، شديد كلبهم، قليل سلبهم، طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه، ينفر لجهادهم في ذلك الزمان قوم هم أذلّة عند المتكبّرين من أهل ذلك الزمان مجهولون في الأرض معروفون في السماء، تبكي عليهم السماء وسكّانها والأرض وسكّانها.

ثمّ هملت عيناه بالبكاء، ثمّ قال: ويحك يا بصرة ويلك يا بصرة من جيش لا رهج له ولا حسّ، قال له المنذر: يا أمير المؤمنين وما الذي يصيبهم من قبل الغرق مما ذكرت، وما الويح وما الويل؟ فقال: هما بابان: فالويح باب الرّحمة، والويل باب العذاب، يا ابن الجارود نعم ثارات عظيمة منها عصبة يقتل بعضها بعضاً، ومنها فتنة تكون بها خراب منازل وخراب ديار وانتهاك أموال وقتل رجال وسبي نساء يذبحن ذبحاً، يا ويل أمرهنّ حديث عجب: منها أن يستحلّ بها الدجّال الأكبر الأعور الممسوح العين اليمنى والاُخرى كأنّهنّ ممزوجة بالدم لكأنّهما في الحمرة علقة، نأتئ الحدقة كهيئة حبّة العنب الطافية على الماء، فيتبعه من أهلها عدّة، من قتل بالإبلّة من الشهداء أناجيلهم في صدورهم، يقتل من يقتل ويهرب من يهرب، ثمّ رجف ثمّ قذف ثمّ خسف ثمّ مسخ ثمّ الجوع الأغبر (الأكبر) ثمّ الموت الأحمر وهو الغرق.

يا منذر إنّ للبصرة ثلاثة أسماء سوى البصرة في الزبر الأول لا يعلمها إلاّ العلماء: منها الخريبة، ومنها تدمر، ومنها المؤتفكة، يا منذر والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لو أشاء لأخبرتكم بخراب العرصات عرصة عرصة متى تخرب ومتى تعمر بعد خرابها إلى يوم القيامة، وإنّ عندي من ذلك علماً جمّاً وإن تسألوني تجدوني به عالماً لا أخطئ منه علماً ولا وافياً، ولقد استودعت علم القرون الاُولى وما كائن إلى يوم القيامة، قال: فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني مَن أهل الجماعة ومَن أهل الفرقة ومَن أهل السنّة ومن أهل البدعة؟ فقال: ويحك إذا سألتني فافهم عنّي ولا عليك أن لا تسأل أحداً بعدي، أما أهل الجماعة فأنا ومن اتّبعني وإن قلّوا وذلك الحقّ عن أمر الله وأمر رسوله، وأما أهل الفرقة فالمخالفون لي ولمن اتّبعني وإن كثروا، وأما أهل السنّة فالمتمسّكون بما سنّه الله ورسوله لا العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا.

وقد مضى الفوج الأول وبقيت أفواج وعلى الله قصمها واستيصالها عن جديد الأرض وبالله التوفيق [٢] .

٣ ـ تنبّأ علي (عليه السلام) عن غرق البصرة وهلاك من بها، بقوله: وأيم الله لتغرقنّ بلدتكم حتّى كأني أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة [٣] .

٤ ـ أخبر علي (عليه السلام) عن هلاك البصرة بالزنج، فقال مخاطباً الأحنف بن قيس: يا أحنف كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لَجَبٌ ولا قعقعة لُجُم ولا حمحمة خيل، يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها أقدام النعام، ويل لسككم العامرة والدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النسور، وخراطيم كخراطيم الفيلة، من اُولئك الذين لا يندب قتيلهم ولا يُفقد غائبهم، أنا كابّ الدنيا لوجهها وقادرها بقدرها وناظرها بعينها [٤] .

٥ ـ أخبر علي (عليه السلام) عن هلاك البصرة بالتتر، فقال: كأنّي أراهم قوماً كأنّ وجوههم المِـجّانُ المُطرقة يلبسون السَرَقَ والديباج، ويعتقبون الخيل العِتاق، ويكون هناك استحرار قتل حتّى يمشي المجروح على المقتول، ويكون المُفلِت أقلّ من المأسور [٥] .

٦ ـ لما صعد عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) منبرها خطب، وقال في آخر خطبته: يا أهل البصرة، يا بقايا ثمود، ويا جند المرأة ويا أتباع البهيمة، دعا فاتبعتم وعقر فانهزمتم، أما اني أقول لا رغبةً فيكم ولا رهبةً منكم، غير انّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

يقول: أرضٌ يقال لها البصرة أقوم الأرضين قبلة، قارؤها أقرأ الناس، وعابدها أعبد الناس، ومتصدّقها أكثر الناس صدقة، وتاجرها أعظم الناس تجارة، منها إلى قرية يقال لها الإبلة أربع فراسخ، يستشهد عند مسجدها سبعون ألفاً، الشهيد منهم كالشهيد في يوم بدر [٦] .

٧ ـ علي بن إبراهيم القمي: قول أمير المؤمنين (عليه السلام) [لأهل البصرة] ياأهل البصرة، وياأهل المؤتفكة، ياجند المرأة وأتباع البهيمة، رغافاً جبتم، وعُقِر فهربتم، ماؤكم زعاق، وأحلامكم رِقاق، وفيكم ختم النفاق، ولعنتم على لسان سبعين نبياً، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبرني أن جبرئيل (عليه السلام) أخبره أنه طوى له الأرض فرأى البصرة أقرب الأرضين من الماء وأبعدها من السماء، وفيها تسعة أعشار الشر والداء العضال، المقيم فيها مذنب، والخارج منها متدارك برحمة، وقد ائتفكت بأهلها مرتين، وعلى الله تمام الثالثة، وتمام الثالثة في الرجعة [٧].

٨ ـ ابن أبي الحديد: روى يونس بن أرقم، عن يزيد بن أرقم، عن أبي ناجية مولى اُم هانىء، قال: كنت عند علي (عليه السلام) فأتاه رجل عليه زي السفر، فقال ياأمير المؤمنين إني أتيتك من بلدة ما رأيت لك بها محباً، قال: من أين أتيت؟ قال: من البصرة، قال: أما إنهم لو يستطيعون أن يحبوني لأحبوني، إني وشيعتي في ميثاق الله لا يزاد فينا رجل ولا ينقص إلى يوم القيامة [٨] .

٩ ـ عن علي (عليه السلام) أنه قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يوماً: وليس معه غيري: ياعلي إن جبرئيل الروح الأمين حملني على منكبه الأيمن حتى أراني الأرض ومن عليها، وأعطاني أقاليدها وعلمني ما فيها وما قد كان على ظهرها وما يكون إلى  يوم القيامة ولم يكبر ذلك عليّ كما لم يكبر على أبي آدم، علّمه الأسماء ولم يعلّمه الملائكة المقربون، واني رأيت بقعة على شاطىء البحر تسمى البصرة فاذا هي أبعد الأرض من السماء وأقربها من الماء، وانها لأسرع الأرض خراباً وأخبثها تراباً وأشدها عذاباً، ولقد خسف بها في القرون الخالية مراراً، وليأتين عليها زمان، وإن لكم ياأهل البصرة وما حولكم من القرى من الماء ليوماً عظيماً بلاؤه، واني لأعرف موضع منفجرة من قريتكم هذه، ثم اُمور قبل ذلك تدهمكم عظيمة أخفيت عنكم وعلمناها، فمن خرج عنها عند دنو غرقها فبرحمة الله سبقت له، ومن بقي فيها غير مرابط بها فبذنبه وما لله بظلام للعبيد [٩] .

(٢) مسجد براثا

١ ـ ابن شهر آشوب: الحارث بن الأعور، وعمرو بن سعد الحريث (أو حريث)، وأبو أيوب عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه لما رجع من وقعة الخوارج، نزل يمنى السواد، فقال له راهب: لا ينزل ههنا إلاّ وصي نبي يقاتل في سبيل الله، فقال علي (عليه السلام): فأنا سيد الأوصياء وصي سيد الأنبياء، قال: فاذاً أنت أصلع قريش وصي محمد، خذ عليّ الاسلام، اني وجدت في الانجيل نعتك وأنت تنزل مسجد براثا بيت مريم وأرض عيسى، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فاجلس ياحباب، قال هذه دلالة اُخرى، ثم قال (عليه السلام): فانزل ياحباب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجداً، فبنى الدير مسجداً ولحق بأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الكوفة، فلم يزل بها مقيماً حتى قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فعاد حباب إلى مسجده ببراثا.

وفي رواية أن الراهب قال: قرأت أنه يصلي في هذا الموضع ايليا وصي البارقليطا محمد نبي الاُميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء الله ورسله (في كلام كثير) فمن أدركه فليتبع النور الذي جاء به، ألا وانه تغرس في آخر الأيام بهذه البقعة شجرة لا تفسد ثمرتها.

وفي رواية زاذان، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أين شربك؟ قال: من دجلة، قال: ولم لم تحفر عيناً تشرب منها؟ قال: قد حفرتها وخرجت مالحة، قال: فاحتفر الآن بئراً اُخرى، فاحتفر فخرج ماؤها عذباً، فقال: ياحباب ليكن شربك من ههنا، ولا يزال هذا المسجد معموراً فاذا خربوه وقطعوا نخله حلت بهم ـ أو قال بالناس ـ داهية.

وفي رواية محمد بن القيس: فأتى أمير المؤمنين (عليه السلام) موضعاً من تلك الملبة فركلها برجله فانبجست عين خرارة، فقال: هذه عين مريم، ثم قال (عليه السلام): فاحتفروا ههنا سبعة عشراً ذراعاً، فاحتفروا فاذا صخرة بيضاء فقال: ههنا وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت ههنا، فنصب أمير المؤمنين (عليه السلام) الصخرة وصلى اليها وأقام هناك أربعة أيام.

وروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) صاح فقال: يابئر ـ بالعبراني ـ أقرب إلي، فلما عبر إلى المسجد وكان فيه عوسج وشوك عظيم فانتضى سيفه وكسح ذلك كله، قال: إن ههنا قبر نبي من أنبياء الله فأمر الشمس أن ارجعي، وكان معه ثلاثة عشر رجلا من أصحابه، فأقام القبلة بخط الاستواء وصلى اليها [١٠] .

٢ ـ ابن طاووس، وجدنا ذلك بخط المحدث الاخباري محمد بن المشهدي، باسناده عن محمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد، عن مشايخه، عن سليمان بن الأعمش، عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: حدثني أنس بن مالك ـ وكان خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من قتال أهل النهروان نزل براثا وكان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحباب، فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلى الأرض، فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين (عليه السلام) فاستفظع ذلك ونزل مبادراً، فقال: من هذا ومن رئيس هذا العسكر؟ فقيل له: هذا أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد رجع من قتال أهل النهروان.

فجاء الحباب مبادراً يتخطى الناس حتى وقف على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: السلام عليك ياأمير المؤمنين حقاً حقاً، فقال له [(عليه السلام)]: وما عملك بأني أمير المؤمنين حقاً حقاً؟ فقال له: بذلك أخبرنا علماؤنا وأحبارنا.

فقال له [(عليه السلام)]: ياحباب، فقال له الراهب: وما علمك باسمي؟ فقال [(عليه السلام)]: أعلمني بذلك حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له حباب: مدّ يدك لاُبايعك، فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وانك علي بن أبي طالب وصيه.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) وأين تأوي؟ فقال: أكون في قلاية لي ههنا، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد يومك هذا لا تسكن فيها، ولكن ابنِ ههنا مسجداً وسمه باسم بانيه، فبناه رجل اسمه براثا، فسمي المسجد ببراثا باسم الباني له.

ثم قال [(عليه السلام)]: ومن أين تشرب ياحباب؟ فقال: ياأمير المؤمنين، من دجلة ههنا، قال: فلم لا تحفر ههنا عيناً أو بئراً؟ فقال له: ياأمير المؤمنين، كلما حفرنا بئراً وجدناها مالحة غير عذبة، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): احفر ههنا بئراً، فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها، فقلعها أمير المؤمنين (عليه السلام)، فانقلعت عن عين أحلى من الشهد وألذّ من الزبد، فقال له: ياحباب يكون شربك من هذه العين.

أما أنه ياحباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة، وتكثر الجبابرة فيها، ويعظم البلاء حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام، فاذا عظم بلاؤهم سدّوا على مسجدك بقنطرة ثم وابنه مرتين ثم وابنه لا يهدمه إلاّ كافر فاذا  فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين واحترقت خضرهم وسلط الله عليهم رجلا من أهل السفح لا يدخل بلداً إلاّ أهلكه وأهلك أهله.

ثم ليعد عليهم مرة اُخرى، ثم يأخذهم القمط والغلاء ثلاث سنين حتى يبلغ بهم الجهد، ثم يعود عليهم، ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلاّ سخطها وأهلكها وأهلك أهلها، وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع، فعند ذلك يكون هلاك أهل البصرة، ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها واسط فيفعل مثل ذلك، ثم يتوجه نحو بغداد فيدخلها عفواً، ثم يلتجئ الناس إلى الكوفة، ولا يكون بلداً من الكوفة إلاّ تشوش له الأمر (يستوثق الأمر له).

ثم يخرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقاها السفياني فيهزمهما ثم يقتلهما، ويوجه جيش نحو الكوفة فيستعبد بعض أهلها، ويجيئ رجل من أهل الكوفة فيلجئهم إلى سور فمن لجأ اليها أمِنَ.

ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة فلا يدعون أحداً إلاّ قتلوه، وإن الرجل منهم ليمر بالدرة المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها، ويرى الصبي الصغير فيلحقه فيقتله.

فعند ذلك ياحباب يتوقع بعدها، هيهات هيهات اُمور عظام وفتن كقطع الليل المظلم، فاحفظ عني ما أقول لك ياحباب.

تبيين:

قال الفيروزآبادي: القلى رؤوس الجبال، والفطو السوق الشديد، قال المجلسي(رحمه الله) إعلم أن النسخة كانت سقيمة، فأوردت الخبر كما وجدته [١١] .

٣ ـ محمد بن علي بن الحسين: روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري أن أمير المؤمنين (عليه السلام) سأل الديراني الذي كان في مسجد براثا وأسلم على يديه، من صلى ههنا؟ قال: صلى عيسى بن مريم (عليه السلام) واُمه، فقال له (عليه السلام): أفأخبرك من صلى  ههنا، قال: نعم، قال: الخليل (عليه السلام) [١٢] .

٤ ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسن علي ابن بلال المهلبي، قال: حدثني إسماعيل بن علي بن عبدالرحمن بن بري الخزاعي، قال: حدثني أبي قال: حدثني عيسى بن حميد الطائي، قال: حدثني أبي حميد بن قيس، قال سمعت أبا الحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث نزوله براثا إنه أتى موضعاً فقال: ألكِزوا هذا، فألكزه برجله (عليه السلام) فانبجست عين خرّارة، فقال: هذه عين مريم التي انبعقت لها [١٣] .

(٣) الكوفة

١ ـ روى جابر الجعفي، عن الباقر (عليه السلام) قال: خرج علي (عليه السلام) بأصحابه إلى ظهر الكوفة وقال: أرأيتم إن قلت لكم لا تذهب الأيام حتّى يحفر هاهنا نهر يجري فيه الماء ما قلتم، أكنتم مصدّقي فيما قلت؟ قالوا: يا أمير المؤمنين ويكون هذا؟ قال: إي والله لكأني أنظر إلى نهر في هذا الموضع، وقد جرى فيه الماء وجرت فيه السفن، وانتفع به، فكان كما قال (عليه السلام) [١٤] .

٢ ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد ذكر الكوفة قال: كأنّي بكِ يا كوفة تُمدِّين مدّ الأديمِ العكاظيِّ، تعركين بالنوازلِ، وتركبين بالزلازل، وإنّي لأعلم أنّه ما أراد بك جبّارٌ سوءاً إلاّ ابتلاه الله بشاغل، ورماه بقاتل [١٥] .

٣ ـ عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمّد المسلي، عن سعد بن ظريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث له حتّى انتهى إلى مسجد الكوفة، وكان مبنيّاً بخزف ودنان وطين، فقال: ويل لمن هدمك، وويل لمن سهّل هدمك، وويل لبانيك بالمطبوخ المغيّر قبلة نوح، طوبى لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي، اُولئك خيار الاُمّة مع أبرار العترة [١٦] .

٤ـ قال علي (عليه السلام): ويحك يا كوفان ما أطيب هواءك وأعذب تربتك، الخارج منك بذنب، والداخل إليك برحمة، لا تذهب الأيام والليالي حتّى يجيء إليك كل مؤمن، ويبغض المقام بك كل فاجر، وتعمرين حتّى أنّ الرجل من أهلك ليبكر الجمعة فلا يلحقها من بُعد المسافة [١٧] .

٥ ـ روى أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني بإسناد رفعه إلى عقبة بن علقمة أبي الجنوب، قال: اشترى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين بأربعين ألف درهم، وأشهد على شرائه، قال: فقيل له: يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس تنبت قط، فقال: سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كوفان يرد أولها على آخرها، يحشر من ظهرهاسبعون ألفاًيدخلون الجنّة بغيرحساب،واشتهيت أن يحشروافي ملكي [١٨] .

قال السيد: أقول: هذا الحديث فيه إيناس بما نحن بصدده، وذلك أن ذكره ظهر الكوفة إشارة إلى ما خرج عن الخندق وهي عمارة أهلها إلى اليوم، وانّما اشترى أمير المؤمنين (عليه السلام) ما خرج عن العمارة إلى حيث ذكروا الكوفة مصرّت سنة سبع عشرة من الهجرة ونزلها سعد في محرمها، وأمير المؤمنين دخلها سنة ستّ وثلاثين،  فدلّ على أنّه اشترى ما خرج عن الكوفة الممصّرة، فدفنه بملكه أولى وهو إشارة إلى دفن الناس عنده، وكيف يدفن بالجامع ولا يجوز أو بالقصر وهو عمارة الملوك، ولم يكن داخلا في الشراء لأنّه معمور من قبل.

٦ ـ فيما ذكره نعيم، قال: حدّثنا ابن وهب، عن حرملة بن عمران، عن سعيد بن سالم الحبشاني، قال: سمعت علياً (عليه السلام) بالكوفة، يقول: إنّي اُقاتل عن حقٍّ ليقوم، وان يقوم والأمر لهم [١٩] .

٧ ـ الشيخ الطوسي، حدثنا محمد بن محمد، قال: أخبرني أبو الحسن علي ابن محمد الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي بن عبدالكريم، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا إبراهيم بن ميمون، قال: حدثنا مصعب بن سلام، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يصلي عند الاسطوانة السابعة من باب الفيل، إذ أقبل عليه رجل، عليه بردان أخضران وله عقيصتان سوداوان، أبيض اللحية، فلما سلّم أمير المؤمنين من صلاته أكبّ عليه فقبل رأسه، ثم أخذ بيده فأخرجه من باب كندة، قال: فخرجنا مسرعين خلفهما ولم نأمن عليه، فاستقبلنا (عليه السلام) في جاز سوخ كندة، قد أقبل راجعاً، فقال: ما لكم؟ فقلنا: لم نأمن عليك من هذا الفارس، فقال: هذا أخي الخضر، ألم تروا حيث أكب عليّ، قلنا: بلى، فقال: لي إنه قد قال لي: إنك في مدرة لا يريدها جبار بسوء إلاّ قصمه الله، واحذر النار فخرجت معه لاُشيعه لأنه أراد الظهر [٢٠] .

٨ ـ أن أمير المؤمنين (عليه السلام) اضطجع في نجف الكوفة على الحصى، فقال له قنبر يامولاي ألا أفرش لك ثوبي تحتك؟ فقال: لا إن هي إلاّ تربة مؤمن أو مزاحمته  في مجلسه، فقال: يابن نباتة إن في هذا الظهر أرواح كل مؤمن ومؤمنة في قوالب من نور على منابر من نور [٢١].

٩ ـ السيد غياث الدين عبدالكريم بن أحمد بن طاووس الحسين، في رواية المهلبي، قال: حدثنا سلامة، قال: حدثنا محمد بن جعفر المؤدب، عن محمد بن أحمد بن بجيل، عن يعقوب بن زيد، عن علي بن اسباط، عن أحمد بن حباب، قال: نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ظهر الكوفة فقال: ما أحسن ظهرك وأطيب قعرك اللهم اجعل قبري بها [٢٢] .

١٠ ـ أبو عبدالله محمد بن علي الحسن بن عبدالرحمان العلوي الحسيني، أخبرنا محمد، قال: محمد بن عبدالله الجعفي، قال: إسحاق بن محمد المقرئ موسى بني هاشم، قال: إسحاق بن يحيى العنزي، قال: الحسن بن موسى، قال العباس بن عامر، عن أبي عبدالرحمن الشكري، عن عقبة بن علقمة أبي الجنوب، قال: اشترى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين، وفي خبر آخر ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين بأربعين ألف درهم، وأشهد على شرائه، قال: فقلت له: ياأمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس نبت خطا؟ فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله): كوفان كوفان يرد أولها على آخرها، يحشر من ظهرها سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، فاشتهيت أن يحشروا من ملكي [٢٣] .

(٤) الشام

١ـ قطب الراوندي، عن الصدوق، عن ابن ماجيلويه، حدثنا محمد بن  يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن اُورمة، عن علي بن هلال الصيقل، عن شريك بن عبدالله، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الباقر (عليه السلام) قال: ولّي عمر رجلا إلى كورة الشام، فافتتحها وإذا أهلها أسلموا، فبنى لهم مسجداً فسقط، ثم بناه فسقط ثم بناه فسقط، فكُتِبَ إلى عمر بذلك، فلما قرأ الكتاب سأل أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) هل عندكم في هذا علم؟ قالوا: لا، فبعث إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأقراءه الكتاب، فقال: هذا نبي كذبه قومه، فقتلوه ودفنوه في هذا المسجد، وهو متشحط في دمه، فاكتب إلى صاحبك فلينبشه، فانه سيجده طرياً ليصلي عليه وليدفنه في موضع كذا، ثم ليبن المسجد، فانه سيقوم، ففعل ذلك ثم بني المسجد فثبت [٢٤] .

٢ ـ وعنه: وفي رواية اُخرى: اكتب إلى صاحبك أن يحفر ميمنة أساس المسجد، فانه سيصيب فيها رجلا قاعداً يده على أنفه ووجهه (فليصل عليه وليدفنه وليبني المسجد) فقال عمر: من هو؟ قال علي (عليه السلام): فاكتب إلى صاحبك فليعمل ما أمرته، فان وجد كما وصفت لك أعلمتك إن شاء الله، فلم يلبث أن كتب العامل أصبت الرجل على ما وصفت، فصنعت الذي أمرت فثبت البناء، فقال عمر لعلي (عليه السلام): ما حال هذا الرجل؟ فقال: هذا نبي أصحاب الاُخدود [٢٥] .

٣ـ عن علي [(عليه السلام)]: إن الأبدال بالشام يكونون، وهم أربعون رجلا، بهم تسقون الغيث وبهم تنصرون على أعداءكم، ويصرف عن أهل الأرض البلاء والغرق [٢٦] .

٤ ـ عن علي [(عليه السلام)]: الأبدال يكونون بالشام، وهم أربعون رجلا، كلما مات  رجل اُبدل الله مكانه رجلا، ويُسقى بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب [٢٧] .

٥ ـ عن الحارث بن هرمل قال: قال علي بن أبي طالب [(عليه السلام)]: يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام فإنّ فيهم الابدال [٢٨] .

٦ ـ قال تمام الرازي في كتاب (فضل مغارة الدم)، ثنا أبو يعقوب إسحاق ابن إبراهيم الأزرعي، حدثني من أثق به، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، عن الوليد ابن مسلم، عن ابن جريج، عن عروة بن رويم، عن أبيه، قال: سمعت علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسأله رجل عن الأثارات بدمشق؟ فقال: بها جبل يقال له قاسيون فيه قتل ابن آدم أخاه، وفي أسفله في الغرب ولد إبراهيم، وفيه آوى الله تعالى عيسى بن مريم واُمه من اليهود، وما من عبد أتى معقل روح الله فاغتسل وصلى ودعا لم يرده الله خائباً. فقال رجل: يارسول الله صفه لنا؟ قال: هو بالغوطة في مدينة يقال له دمشق، وأزيدكم أنه جبل كلمه الله فيه، وفيه ولد أبي إبراهيم، فمن أتى هذا الموضع فلا يعجز في الدعاء، فقال رجل: يارسول الله أكان ليحيى معقل؟ قال: نعم، احترس فيه يحيى من هذا ورجل من قوم عاد في الغار الذي تحت دم ابن آدم المقتول، وفيه احتراس إلياس من ملك قومه، وفيه صلى إبراهيم ولوط وموسى وعيسى وأيوب، فلا تعجزوا عن الدعاء فيه، فان الله أنزل عليّ {أُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [٢٩]  فقال رجل: يارسول الله ربنا يسمع الدعاء أم كيف ذلك؟ فأنزل الله {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [٣٠] و [٣١] .

٧ ـ أحمد بن حنبل: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثني شريح ـ يعني ابن عبيد ـ قال: ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] وهو بالعراق، فقالوا: أنلعنهم ياأمير المؤمنين؟ قال: لا، اني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: الأبدال يكونون بالشام، وهم أربعون رجلا، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا، يسقى بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب [٣٢] .

٨ ـ أخرج الحاكم وصححه، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): ستكون فتنة، تحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن، فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم، فإن فيهم الأبدال، وسيرسل الله سبباً من السماء فيغرقهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم، ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول (عليه الصلاة والسلام) في اثنى عشر ألفاً إن قلوا أو خمسة عشر ألفاً إن كثروا، إمارتهم إن علامتهم أمتِ أمتِ على ثلاث رايات يقاتلهم أهل سبع رايات، ليس من صاحب راية إلاّ وهو يطمع في الملك، فيقتلون ويهزمون، ثم يظهر الهاشمي فيرد الله على الناس إلفتهم ونعمتهم فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال [٣٣] .

(٥) مدينة قم

١ ـ المفيد: روي عن علي بن محمد العسكري، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما اُسري بي إلى السماء الرابعة، نظرت إلى قبة من لؤلؤ لها أربعة أركان وأربعة أبواب كلها من استبرق أخضر، قلت: ياجبرئيل ما هذه القبة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها؟ فقال: حبيبي محمد  هذه صورة مدينة يقال لها قم، يجتمع فيها عباد الله المؤمنون ينتظرون محمداً وشفاعته للقيامة والحساب، يجري عليهم الغم والهم والأحزان والمكاره [٣٤] .

٢ ـ قال أبو عبدالله الفقيه الهمداني: روى أبو موسى الأشعري، قال: سألت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن أسلم الأرض وخير المواضع عند نزول الفتنة وإظهار البلاء؟ قال (عليه السلام): أسلم المواضع يومئذ أرض الجبل، فاذا اضطربت خراسان ووقعت الحرب بين أهل جرجان وطبرستان وضرب سائر سجستان، فاخرج يومئذ إلى الجبل، فأسلم المواضع يومئذ قصبة قم، تلك البلدة التي يخرج منها أنصار خير الناس أباً واُماً وجداً وجدة وعماً وعمة، تلك التي تسمى الزهراء، ان بها موضع قدم جبرئيل يوم نزل إلى قوم لوط، وهو الموضع الذي نبع منه الماء الذي من شرب منه أمن من الداء، من ذلك الماء عجن الطين الذي عمل منه كهيئة الطير، ومنه يغتسل الرضا (عليه السلام) ومن ذلك الموضع يخرج كبش إبراهيم وعصا موسى (عليهما السلام) وخاتم سليمان [٣٥] .

٣ ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: صلوات الله على أهل قم، ورحمة الله على أهل قم، سقى الله بلادهم الغيث، الحديث [٣٦] .

(٦) البيت المعمور

١ ـ نقلا من كتاب (خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)) لعبدالعزيز الجلودي، قال: ان ابن الكواء سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن البيت المعمور والسقف المرفوع؟ قال (عليه السلام) ويلك ذلك الضراح بيت في السماء الرابعة حيال الكعبة، من لؤلؤة واحدة يدخله كل  يوم سبعون ألف ملك لا يعودون اليه إلى يوم القيامة، فيه كتاب أهل الجنة، عن يمين الباب يكتبون أعمال أهل الجنة، وفيه كتاب أهل النار عن يسار الباب يكتبون أعمال أهل النار بأقلام سود، فإذا كان وقت العشاء ارتفع الملكان فيسمعون منهما ما عمل الرجل، فذلك قوله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [٣٧] و [٣٨] .

٢ ـ الكفعمي، والبرسي، باسناديهما عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قال جبرئيل: والذي بعثك بالحق نبياً إن الله تعالى بنى في السماء الرابعة بيتاً يقال له البيت المعمور، يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك ويخرجون منه ولا يعودون اليه إلى يوم القيامة [٣٩] .

٣ ـ عن خالد بن مرة إن رجلا قال لعلي (عليه السلام): ما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له الضراح وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة لا يعودون اليه أبداً [٤٠] .

(٧) المدينة المنورة

١ ـ عن علي [(عليه السلام)]: المدينة حرام ما بين عاثر إلى ثور، لا يختلى خلاها وينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلاّ لمن أشار بها، ولا يحل لرجل أن يحمل فيها السلاح لقتال، ولا يصلح أن يقطع منها شجرة إلاّ أن يعلف رجل بعيره  [٤١] .

٢ ـ عن علي [(عليه السلام)]: اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة بالبركة، وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدّهم وصاعهم مثل ما باركت لأهل مكة مع البركة بركتين [٤٢] .

٣ ـ عن علي [(عليه السلام)]: إن إبراهيم حرم مكة واني اُحرم المدينة، وهي حرام ما بين لابتيها [٤٣] .

(٨) بيت المقدس

١ ـ روي عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أنه قال: وسط الدنيا بيت المقدس، وأرفع الأرضين كلها إلى السماء بيت المقدس [٤٤] .

(٩) كربلاء

٩٤٠٧/١ ـ ابن عساكر، أخبرنا أبو طالب علي بن عبدالرحمان، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن هاشم الأسدي النحاس، أنبأنا منصور بن واقد الطنافسي، أنبأ عبدالحميد الحماني، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن كدير الضبي، قال: بينا أنا مع علي [(عليه السلام)] بكربلاء بين أشجار الحرمل، إذ أخذ بعرة فشمها ثم قال: ليبعثن الله من هذا الموضع قوماً يدخلون الجنة بغير حساب [٤٥] .

(١٠) مدينة قزوين

١ ـ عن علي [(عليه السلام)]: رحم الله اخواني بقزوين، قيل: يارسول الله وما قزوين؟ قال: بلدة يقال لها قزوين الشهداء فيها يعدلون عند الله شهداء بدر [٤٦] .

٢ ـ عن علي [(عليه السلام)]: ستفتح الاسكندرية وقزوين على اُمتي، وإنهما بابان من أبواب الجنة، من رابط فيهما أو في أحدهما ليلة واحدة خرج من ذنوبه كيوم ولدته اُمه [٤٧] .

٣ ـ عن علي [(عليه السلام)]: صلى الله على أخي يحيى بن زكريا، قال: يكون في آخر الزمان ترعة من ترع الجنة يقال لها: قزوين، فمن أدركها فليرابطها [٤٨] .

٤ ـ عن علي [(عليه السلام)]: قزوين باب من أبواب الجنة، هي اليوم في أيدي المشركين، وستفتح على يدي اُمتي من بعدي، المفطر فيها كالصائم في غيرها، والقاعد فيها كالمصلّي في غيرها، وان الشهيد فيها يركب يوم القيامة على براذين من نور فيساق إلى الجنة، ثم لا يحاسب على ذنب أذنبه ولا على عمل عمله، وهو في الجنة خالداً ويزوج من الحور العين ويسقى من الألبان والعسل والسلسبيل مع ماله عند الله من المزيد [٤٩] .

(١١) بغداد وملك بني العباس

١ ـ قال أبو الجوائز الكاتب: حدّثنا علي بن عثمان، قال: حدّثنا المظفّر بن الحسن الواسطي السّلال، قال: حدّثنا الحسن بن ذكردان، وكان ابن ثلاثمائة  وخمس وعشرين سنة، قال: رأيت علياً (عليه السلام) في النوم وأنا في بلدي، فخرجت إليه إلى المدينة، فأسلمت على يده وسمّاني الحسن، وسمعت منه أحاديث كثيرة، وشهدت معه مشاهده كلها، فقلت له يوماً من الأيام: يا أمير المؤمنين اُدع الله لي، فقال: يا فارسي إنّك ستغمر وتُحمل إلى مدينة يبنيها رجل من بني عمّي العباس تسمّى في ذلك الزمان بغداد، ولا تصل إليها، تموت بموضع يقال له المدائن، فكان كما قال (عليه السلام) ليلة دخل المدائن فمات [٥٠] .

٢ ـ مسعدة بن اليسع، عن الصادق (عليه السلام) في خبر، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) مرّ بأرض بغداد، فقال: ما تُدعى هذه الأرض؟ قالوا: بغداد، قال: نعم، يُبنى هاهنا مدينة وذكر وصفها، ويقال: إنّه وقع من يده سوط، فسأل عن أرضها، فقالوا: بغداد، فأخبر أنّه يُبنى مسجد ثمّ يقال له مسجد السوط [٥١] .

٣ ـ قال علي (عليه السلام) في واقعة بغداد كأنّه يشاهدها ويقول فيها: والله كأني أنظر إلى القائم من بني العباس وهو يُقاد بينهم كما يُقاد الجزور إلى الأضحية، ولا يستطيع دفعاً عن نفسه، ويحه ثمّ ويحه ما أذلّه فيهم لاطراحه أمر ربّه وإقباله على أمر دنياه، ويقول: والله لو شئت لأخبرتكم بأسمائهم وكناهم وحُلاهم ومواضع قتلاهم ومساقط رؤوسهم [٥٢] .

٤ ـ عن علي [(عليه السلام)]: ستكون لبني عمي مدينة من قبل المشرق بين دجلة ودجيلة وقطربل والصراط، يشيّد فيها بالخشب والآجر والجص والذهب، يقال لها بغداد، يسكنها شرار خلق الله وجبابرة اُمّتي، أما أنّ هلاكها على السفياني، كأنّي بها والله قد صارت خاوية على عروشها [٥٣] .

٥ ـ عن علي [(عليه السلام)]: تكون مدينة بين الفرات ودجلة، يكون فيها ملك بني العباس، وهي الزوراء، يكون فيها حرب مفظعة، تسبى فيها النساء ويذبح فيها الرجال كما تذبح الغنم [٥٤] .

٦ ـ عن علي [(عليه السلام)]: ما لي ولبني العباس شيَّعوا اُمّتي وسفكوا دماءها وألبسوها ثياب السواد، ألبسهم الله ثياب النار [٥٥] .

٧- العلاّمة الحلّي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): في باب إخبار مغيّبات أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومن ذلك إخباره بعمارة بغداد وملك بني العباس وأحوالهم، وأخذ المغول الملك منهم، رواه والدي وكان ذلك سبب سلامة أهل الكوفة والحلة والمشهدين الشريفين من القتل لما وصل السلطان هلاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها، هرب أكثر أهل الحلة إلى البطائح إلاّ القليل، (فكان) من جملة القليل والدي (قدس سره)السيد مجد الدين بن طاووس والفقيه ابن أبي العزّ، فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنّهم مطيعون داخلون تحت الإيلية، وانفدوا به شخصاً أعجمياً، فانفذ السلطان إليهم فرحاناً مع شخصين: أحدهما يقال له نكلة والآخر يقال له علاء الدين (وقال لهما: قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا، فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه، فقال والدي (قدس سره): إن جئت وحدي كفى؟ فقالا: نعم، فاصعد معهما، فلما حضر بين يديه وكان ذلك قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة، قال له: كيف قدمت على مكاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبكم، وكيف تأمنون أن يصالحني ورحلت عنه؟ فقال والدي: قدمنا على ذلك لأنّا روينا عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال في خطبة الزوراء: وما أدراك ما الزوراء أرض ذات اُتل يشيّد  فيها البنيان وتكثر فيها السكان، ويكون فيها مخادم وخزان يتّخذها ولد العباس موطناً ولزخرفهم مسكناً، تكون لهم دار لهو ولعب، يكون بها الجور الجائر والخوف المخيف، والأئمة الفجرة والاُمراء الفسقة والوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس والروم، لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه ولا يتناهون عن منكر إذا نكروه، تكفي الرجال منهم الرجال والنساء بالنساء، فعند ذلك الغم العميم، والبكاء الطويل، والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترك، وهم قوم صغار الحدق وجوههم كالمجان المطرّقة، لباسهم الحديد جرد مرد يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ملكهم، جهوريّ الصوت قويّ الصولة عالي الهمّة، لا يمرّ بمدينة إلاّ فتحها ولا ترفع عليه راية إلاّ نكسها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتّى يظفر.

فلما وصف لنا ذلك ووجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك، فطيّب قلوبهم، وكتب لهم فرماناً باسم والدي (قدس سره)يطيّب فيه قلوب أهل الحلة وأعمالها [٥٦] .

٨ ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: ألا وانّ للباطل جولة وللحقّ دولة واني ظاعن عن قريب، فارتقبوا الفتنة الأموية والدولة الكروية، ثمّ تقبل دولة بني العباس بالفزع والبأس، وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات، ملعون من سكنها منها تخرج طينة الجبابرة، تعلى فيها القصور وتسبل الستور ويتعلون بالمكر والفجور فيتداولها بنو العباس ملكاً على عدد سنيّ الملك، ثمّ الفتنة الغبراء والقلادة الحمراء... [٥٧] .

٩ ـ الشيخ البهائي: رأيتُ في بعض التواريخ ما صورته من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في زوال دولة بني العباس: ملك بني العباس عسر لا يُسر فيه، لو اجتمع الترك والديلم والهند والسند على أن يزيوا ملكهم لما قدروا أن يزيلوه، حتّى يشتدّ عنهم مواليهم وأرباب دولتهم، ويسلط عليهم ملك من الترك جهوري في الصوت يأتي عليهم من حيث بدا ملكهم، لا يمرّ بمدينة إلاّ فتحها ولا ترفع راية إلاّ نكسها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتّى يظفر، ثمّ يدفع ظفره إلى رجل من عترتي يقول الحق ويعمل به.

قال صاحب التاريخ: اُريد بذلك هلاكوخان حيث أتى من ناحية خراسان، ومنها ابتدأ ملك بني العباس، فإنّ أوّل ما اُخذت البيعة لهم في خراسان بسعي أبي مسلم [٥٨] .

١٠ ـ عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) أنّه افتقد عبد الله بن عباس وقت صلاة الظهر، فقال لأصحابه: ما بال ابن عباس لم يحضر؟ قالوا: ولد له مولود. فلمّا صلّى علي الظهر، قال: انقلبوا بنا إليه، فأتاه فهنّاه، فقال له: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب، فما سمّيته؟ قال: لا يجوز لي أن اُسمّيه حتّى تسمّيه أنت، فأمر به فاُخرج إليه فأخذه فحنكه ودعا له وردّه وقال: خُذ إليك أبا الأملاك وقد سمّيته عليّاً وكنّيته أبا الحسن [٥٩] .

(١٢) الحلّة

١ ـ عن جعفر بن محمّد بن قولويه، عن الكليني، قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي حمزة الثمالي، عن الأصبغ بن نباتة، قال: صحبت مولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) عند وروده إلى صفين وقد وقف على تل يقال له تل عرير، ثمّ أومأ إلى أجمة ما بين بابل والتل وقال: مدينة وأيّ مدينة،  فقلت له: يا مولاي أراك تذكر مدينة أكان هاهنا مدينة وانمحت آثارها؟ فقال: لا ولكن ستكون مدينة يقال لها الحلّة السيفية، يمدّنها رجل من بني أسد، يظهر بها قوم أخيار لو أقسم أحدهم على الله لأبرّ قسمه  [٦٠].

(١٣) أهل اليمن

١ ـ روى الطبراني باسناده عن علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من أحب أهل اليمن فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني [٦١] .

(١٤) جابلقا

١ ـ محمد بن الحسن الصفار، حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله (عليه السلام) عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن لله بلدة عن خلف المغرب يقال لها جابلقا، سبعون ألف اُمة ليس منها اُمة إلاّ مثل هذه الاُمة، فما عصوا الله طرفة عين، فما يعملون عملا ولا يقولون قولا إلاّ الدعاء على الأولين والبرائة منهما، والولاية لأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) [٦٢] .

(١٥) ساحل عدن

١ ـ ابن شهر آشوب: أبو بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أراد قوم على عهد أبي بكر أن يبنوا مسجداً بساحل عدن، فكان كلما فرغوا من بنائه سقط، فعادوا اليه فسألوه، فخطب وسأل الناس وناشدهم إن كان عند أحد منكم علم هذا فليقل؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): احتفروا في ميمنته وميسرته في القبلة فانه يظهر لكم قبران مكتوب عليهما، أنا رضوى واُختي حباء متنا لا نشرك بالله العزيز الجبار، وهما مجردتان فاغسلوهما وكفنوهما وصلوا عليهما وادفنوهما ثم ابنوا مسجدكم فانه يقوم بناؤه ففعلوا ذلك فكان كما قال (عليه السلام) [٦٣] .

(١٦) الوديان الأربعة

١ ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: خير واديين في الناس: وادي بكة وواد بالهند الذي هبط به آدم، ومنه يؤتى بالطيب الذي تطيبون به، وشر واديين في الناس: واد بالأحقاف وواد بحضرموت يقال له برهوت، وخير بئر في الناس بئر زمزم، وشر بئر في الأرض بئر برهوت، واليها يجتمع أرواح الكفار [٦٤] .

(١٧) الرستاق

١ ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الرستاق حظيرة من حظائر جهنم، ليس فيها حدّ ولا جمعة ولا جماعة، صبيهم عارم وشبانهم شياطين،  وشيوخهم جهال، المؤمن أنتن فيهم من الجيفة [٦٥] .

(١٨) المنتقمات

١ ـ الديلمي عن علي [(عليه السلام)]: إن لله بقاعاً تسمى المنتقمات، فاذا كسب الرجل المال من الحرام سلط الله عليه الماء والطين ثم لا يمنعه به [٦٦] .

-------------------------------------------------
[١] . شرح النهج لابن ميثم ١:٢٨٩، ٣:١٦، البحار ٣٢: ٢٥٣، سفينة البحار في مادة (بصر)١: ٤٨.
[٢] . شرح النهج لابن ميثم، في ضمن حوادث البصرة، في شرح خطبة الملاحم ٣: ١٥.
[٣] . شرح النهج لابن أبي الحديد ١: ٨٣.
[٤] . شرح النهج لابن أبي الحديد ٢: ٣١٠; مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره بالفتن والملاحم ٢: ٢٧٢; البحار ٤١: ٣٣٤; اثبات الهداة ٤: ٥٢٠.
[٥] . شرح النهج لابن أبي الحديد ٢: ٣١٠; البحار ٤١: ٣٣٥.
[٦] . تاريخ مدينة البصرة لعبد الله بن عيسى بن إسماعيل البصري: ٥٨.
[٧] . تفسير القمي ٢:٣٣٩، البحار ٣٢:٢٢٦.
[٨] . شرح النهج لابن أبي الحديد الجزء الرابع ١:٣٦٨.
[٩] . شرح النهج لابن ميثم ١:٢٩٣، البحار ٣٢:٢٥٧.
[١٠] . مناقب ابن شهر آشوب باب في اخباره بالغيب ٢:٢٦٤، البحار ٣٨:٥٠.
[١١] . اليقين باب ١٥٧:٤٢١، البحار ٥٢:٢١٧.
[١٢] . من لا يحضره الفقيه ١:٢٣٢ ح٦٩٨، البحار ١٤:٢٥٧.
[١٣] . أمالي الطوسي المجلس السابع: ١٩٩ ح٣٤٠، إثبات الهداة ٤:٤٩٣، البحار ١٤:٢١٠.
[١٤] . الخرائج والجرائح ٢: ٧٥٤; اثبات الهداة ٤: ٥٥٤; البحار ٤١: ٢٨٣.
[١٥] . نهج البلاغة: خطبة ٤٧; البحار ٦٠: ٢٠٩; مستدرك الوسائل ١٠: ٢٠٣ ح١١٨٥٤.
[١٦] . غيبة الطوسي: ٤٧٣ ح٤٩٥; اثبات الهداة ٧: ٣٥; البحار ٥٢: ٣٣٢.
[١٧] . الإمام علي رجل الإسلام المخلّد: ١٦٦.
[١٨] . فرحة الغري، الباب ٢: ٢٩; فضل الكوفة وفضل أهلها: ٤٥.
[١٩] . الملاحم والفتن لابن طاووس: ٢٤.
[٢٠] . أمالي الطوسي المجلس الثاني: ٥١ ح٦٧، البحار ٣٩:١٣٠.
[٢١] . المحتضر: ٤، البحار ٦:٢٣٧، مشارق أنوار اليقين: ١٤٢.
[٢٢] . فرحة الغري: ٣١، البحار ٤٢:٢١٦، إثبات الهداة ٥:٢، إرشاد القلوب: ٤٣٩، معالم الزلفى: ١٢٢.
[٢٣] . فضل الكوفة: ٤١ ح٦، فرحة الغري الباب الثاني: ٢٩، وسائل الشيعة ٢:٨٣٣، البحار ١٠٠:٣٣١.
[٢٤] . قصص الأنبياء (للراوندي): ٢٤٧ ح٢٩٢، إثبات الهداة ٤:٥٥٩، البحار ١٤:٤٤٠.
[٢٥] . قصص الأنبياء (للراوندي): ٢٤٧ ح٢٩٢، إثبات الهداة ٤:٥٦٠، البحار ١٤:٤٤٠.
[٢٦] . كنز العمال ١٢:١٨٦ ح٣٤٥٩٤.
[٢٧] . كنز العمال ١٢:١٨٦ ح٣٤٥٩٦، الجامع الصغير للسيوطي ١:٣٦٩، تفسير السيوطي ١:٣٢٠.
[٢٨] . كنز العمّال ١٢: ١٤٩ ح ٣٨٢٠١.
[٢٩] . غافر: ٦٠.
[٣٠] . البقرة: ١٨٦.
[٣١] . كنز العمال ١٤:١٤٩ ح٣٨٢٠٢.
[٣٢] . مسند أحمد ١:١١٢.
[٣٣] . تفسير السيوطي ٦:٥٧، مقدمة ابن خلدون: ٢٢٣.
[٣٤] . الاختصاص: ١٠١، البحار ٦٠:٢٠٧، تاريخ قم: ٩٦، سفينة البحار في مادة (قم) ٢:٤٤٧.
[٣٥] . مختصر كتاب البلدان: ٣٦٣، البحار ٦٠:٢١٧.
[٣٦] . مجالس المؤمنين ١:٨٣، البحار ٦٠:٢٢٨.
[٣٧] . الجاثية: ٢٩.
[٣٨] . محاسبة النفس (لابن طاووس): ٢٦، البحار ٥:٣٣٠.
[٣٩] . البحار ٥٨:٥٩، مهج الدعوات: ٢٢٩.
[٤٠] . تفسير السيوطي ٦:١١٧، البحار ٥٨:٦١.
[٤١] . كنز العمال ١٢:٢٣١ ح٣٤٨٠٦.
[٤٢] . كنز العمال ١٢:٢٣٣ ح٣٤٨١٢، مسند أحمد ١:١١٦، تفسير السيوطي ١:١٢١.
[٤٣] . كنز العمال ١٢:٢٤٣ ح٣٤٨٦٦.
[٤٤] . السيرة الحلبية ١:١٦٢.
[٤٥] . تاريخ ابن عساكر حياة الحسين (عليه السلام): ١٨٨.
[٤٦] . كنز العمال ١٢:٢٩٤ ح٣٥٠٩٦.
[٤٧] . كنز العمال ١٢:٢٩٥ ح٣٥٠٩٨.
[٤٨] . كنز العمال ١٢:٢٩٦ ح٣٥١٠١.
[٤٩] . كنز العمال ١٢:٢٩٦ ح٣٥١٠٣.
[٥٠] . مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب ٢: ٢٦٣; البحار ٤١: ٣٠٧.
[٥١] . مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب ٢: ٢٦٤; البحار ٤١: ٣٠٨.
[٥٢] . احياء الاحياء ٤: ٢٠٢; كشف الغمة، في اخباره بالمغيبات ١: ٢٧٨.
[٥٣] . كنز العمال ١١: ١٦١ ح٣١٠٣٨.
[٥٤] . كنز العمال ١١: ١٦٢ ح٣١٠٤١.
[٥٥] . كنز العمال ١١: ١٦٢ ح٣١٠٤٢.
[٥٦] . الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي في ترجمة ابن أبي العز ١: ١٩٨; كشف اليقين، في اخباره بالمغيبات: ٨٠.
[٥٧] . مشارق أنوار اليقين: ١٦٦.
[٥٨] . كشكول الشيخ يوسف ٣: ٣٢٣ نقلا عن كشكول الشيخ البهائي.
[٥٩] . العقد الفريد ٢: ٢٩٣.
[٦٠] . البحار ٦٠: ٢٢٢.
[٦١] . السيرة الحلبية ١:١٧٧، البحار ٥١:٢٢٨، كمال الدين: ٥٤١.
[٦٢] . بصائر الدرجات باب إن الأئمة يعرفون الخلق الذي خلف المشرق والمغرب: ٥١٠، البحار ٥٧:٣٢٩.
[٦٣] . مناقب ابن شهر آشوب باب قضاياه (عليه السلام) في عهد الأول ٢:٣٥٦، البحار ٤٠:٢٢١.
[٦٤] . كنز العمال ١٤:٩٩ ح٣٨٠٤٥، تفسير السيوطي ٣:٢٢٢.
[٦٥] . كنز العمال ١٤:١٧٥ ح٣٨٢٨٦.
[٦٦] . كنز العمال ١٥:٣٩٣ ح٤١٥٢٠، السيرة الحلبية ٢:١٣٢.

منقول من مسند الإمام علي عليه السلام السيد حسن القبانجي - بتصرف

****************************