




بقلم الدكتور : علي جواد الطاهر
(بغداد – كلية الآداب)
كتاب الشريف الرضي [١]
١- في الفصل الاول ، الحياة السياسية قال المؤلف: « لقد تميز القرن الذي ولد فيه الشريف الرضي بظهور الدعوة الفاطمية ودخول جوهر الصقلي مصر...» وبعد ان انهى صفحة في ذلك قال: « ويتميز القرن الرابع الهجري ... بظهور دولة بني بويه...» .
ويقتضي منهج ان نبدأ بميزة ظهور دولة بني بويه لانه يشمل بغداد ، والشاعر المحدث عنه بغدادي عاش في ظل هذه الدولة... ولو كان الحديث عن شاعر مصري فاطمي كان البدء بالفاطميين هو المطلوب.
٢- يكثر المؤلف من اعتماد «المنتظم» لابن الجوزي كانه المصدر الاول للعصر البويهي ، وكان تجارب الامم وذيله وكامل ابن الاثير اقل شانا من المنتظم.
٣- ص٦ قوله: «والادهى من ذلك ان...» صحيحه: وأدهى من ذلك ، او والادهى أن...
٤- أولى المؤلف ص٧ – ٨ هجمات الروم على اطراف المملكة (كذا) الاسلامية وكانه يقدم لدراسة أبي فراس او المتنبي.. او كانه يدرس الحياة السياسية لذاتها ... والا فليس لهذه الهجمات من صلة تذكر بحياة الشريف او شعره – ومثل هذا قل في مواد من «الحياة الاجتماعية».
٥- وردت كلمة «سلطان»،«السلطان» اكثر من مرة(ص٩، ١٦،٢٠،٢٥،٤٢) مصطلحا سابقا لاوانه لانه لم يكن لقبا للحاكم البويهي، كان هذا الحاكم «ملكا» او«اميرا» اما السلطان فهو الحاكم السلجوقي (الذي سياتي بعده).
٦- مصادرنا عن العيارين قليلة وهي ضدهم وعليهم، وذلك منتظر من مؤرخين «مؤمنين» و«رسميين» كابن الجوزي ... ومع هذا فان الاستاذ مؤلف الكتاب زاد من الشدة على العيارين وعمل على ان يحرمهم حتى ما سمح به المؤرخ القديم.
قال ابن الجوزي في حوادث سنة ٣٦٤، ج٧ ص ٧٥:
«وزاد امر العيارين في هذه السنة حتى ركبوا الدواب وتلقبوا بالقواد وغلبوا على الامور واخذوا الخفائر من الاسواق والدروب».
وهذا يعني ازدياد نفوذ العيارين وقوة سلطتهم حتى لكانهم صاروا قوة حاكمة تتمتع بما به الحاكم من القاب ومزايا وتأخذ من «الضرائب» ما ياخذ.
أما الاستاذ المؤلف فرواها بما لا يفهم من الصياغة التي روى بها ابن الجوزي الخبر، فقد قال (ص١١): «وزاد أمر العيارين فسادا في هذه السنة ، فركبوا الدواب جهارا، وتلقبوا بالقواد ، وغلبوا على الامور، واخذوا رسوما للخفارة على الدواب والدروب...» كنت افضل ان يحتفظ الاستاذ المؤلف برواية ابن الجوزي نصا.
وزاد ابن الجوزي: « وكان في جملة العيارين قائد يعرف بأسود الزبد لانه كان يأوى قنطرة الزبد... فاخذ الاموال واشترى جارية بألف دينار فلما حصلت عنده حاول منها حاجته فمنعته فقال: ما تكرهين مني؟ قالت: أكرهك كما أنت . فقال : ما تجبين؟ قالت: ان تبيعني . قال : أو افعل خيرا من ذلك فحملها الى القاضي واعتقها ووهب لها الف دينار فعجب الناس من سماحة أخلاقه اذ لم يجازها على كراهيتها له».
اما الاستاذ المؤلف فرواها بوجه لا يشير الى سماحة العيار التي منحه اياها الناس وثبتها له ابن الجوزي المؤرخ الحنبلي: فقد قال ص ٧ : «وظهر في هذه الفترة عيار قائد يدعى اسود الزبد لانه كان يأوي قنطرة الزبد كما يقول المؤرخ ابن الجوزي ، وكان ينتهب الاموال ويشتري الجواري باغلى الاثمان».
وهذا غير ذاك، وكنت افضل ان يترك الاستاذ المؤلف رواية ابن الجوزي كما وردت في كتابه لان «أسود الزبد لم يشتر الجواري باغلى الاثمان» وانما اشترى جارية واحدة بالف دينار... ثم انه اعتقها... بل انه رجع الى القاضي في ذلك وفي هذا ما يدل على «دين» الرجل او التزامه بالشرائع في الاقل.
هذا ولو جعل المؤلف «يأوي قنطرة الزبد..» : يأوي الى قنطرة الزبد كان في امكانه لانه التركيب الفصيح ولانه يلخص ولا ينقل نصا ولان النسخة التي وصلت الينا من منتظم ابن الجوزي ليست على ما يرام من التوثيق.
٧ – ص١٤ - ١٥ : «ولقد لجأ أهل السنة في القرن الرابع الى طريقة يقابلون بها احزان الشيعة في يوم عاشوراء... فحين كان الشيعة يذوبون حزنا ونوحا على الحسين عليه السلام يوم عاشوراء ، كان أهل السنة في عيد وسرور! واول ما فعل ذلك في القرن الرابع في سنة ٣٨٩هـ».
يفهم من هذا ان أهل السنة اتخذوا لهم يوما عيدا في يوم عاشوراء اي اليوم العاشر من المحرم.
والاستاذ المؤلف يعتمد – كما رأينا – ابن الجوزي كثيرا ، ولو رجعنا الى ابن الجوزي – المنتظم ٧:٢٠٦ قرأنا : «وجعلت – اي أهل السنة – بازاء يوم عاشوراء يوما بعده بثمانية ايام يزار قبر الحسين عليه السلام».
وواضح من هذا ان اهل السنة لم يتخذوا يوم عاشوراء ، وانما اليوم الثامن عشر من المحرم، وانهم لم يتخذوه عيدا وسرورا وانما اتخذوه يوم زيارة لقبر مصعب تقابل زيارة الشيعة لقبر الحسين وبكاءهم عليه في هذا اليوم.
واذا كان لا بد من الاشارة هنا الى يوم العيد والسرور افدنا مما روى ابن الجوزي نفسه في الجزء نفسه والصفحة نفسها: «وقد كانت جرت عادة الشيعة في الكرخ وباب الطاق بنصب القباب وتعليق الثياب واظهار الزينة في يوم الغدير واشعال النار في ليلته ونحر جمل في صبيحته فارادت الطائفة الاخرى ان تعمل في مقابل هذا شيئا فادعت ان اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم الذي حصل النبي صلى الله عليه وسلم في القار وابو بكر معه فعملت فيه مثل ما عملت الشيعة في يوم الغدير».
ومن هذا نفهم ان أهل السنة قابلوا يوم فرح بيوم فرح ويوم حزن بيوم حزن وليس العكس ، وان يوم الفرح هذا لم يكن في العاشر من محرم وانما كان في اليوم الثامن بعد يوم الغدير أي في السادس والعشرين من ذي الحجة . ونجد تأكيدا لهذا وتفصيلا لدى ابن الأثير وابن كثير ، تنظر سنة ٣٨٩ من كتابيهما.
٨- ص١٦ «... وحسبك ان يجتمع في عصر واحد امثال هذه الدول العربية الاسلامية ، وهي السامانية ببخارى ، والزيارية بجرجان، والبويهية بالعراق وفارس ، والحمدانية بحلب وما بين النهرين ، والغزنوية بافغانستان والهند ، والفاطمية بمصر، ودولة الامويين بالاندلس...».
ونظرة الى هذه العبارة ترينا :
أ – المؤلف لم يتقيد «بالمصطلح الجغرافي» فمرة يذكر البلدة ومرة يذكر القطر ... والمناسب ان توحد كان نقول: السامانية بما وراء النهر فبخارا (او بخارى) مقر ملكهم بما وراء النهر.
ب- ان البويهية كانت في بلاد الجبال وفارس وخوزستان والعراق، لان «فارس» لا تعني كل هذه الرقعة التي هي «ايران» وانما تعني لدى التحقيق الجغرافي اقليما واحدا من الاقاليم الجنوبية من هذه الرقعة.
جـ - الزيارية بجرجان: الزيارية بجرجان وطبرستان ، لا سيما ان المؤلف سيقول على ص ١٧: «وكان قابوس بن وشمكير ملك الدولة ازيارية في طبرستان اديبا...» وسيحس القارىء بتناقض فهويقرأ على ص ١٦ «الزيارية في جرجان» وعلى ص ١٧: «الزيارية في طبرستان».
د - «الحمدانية بحلب وما بين النهرين» وكلمة ما بين النهرين مضللة ولا سيما انا نستعملها اليوم لتعني العراق Mesopotamia ولو قال المؤلف: بلاد ما بين النهرين العليا لكان أقرب الى التحديد .
هـ - افغانستان : سجستان ... واذا كان لا بد من ذكر افغانستان الحديثة وضعنا احدى الكلمتين بين قوسين تبيينا وتوضيحا وتأريخا.
٩ – ص ١٦ «كان عدد من هؤلاء الامراء ادباء او علماء او شعراء، فعضد الدولة بن بويه كان له مشاركة في عدة فنون من الادب ، ولهذا قرب اليه الادباء والكتاب والشعراء ، فكان منهم ابواسحاق الصابي، وابوعلي الفارسي والمتنبي والسلامي ، وعز الدولة بن بويه وتاج الدولة بن بويه...»
أ – عضد الدولة بويهي وعز الدولة وتاج الدولة كذلك ... وهم ليسوا اولاد بويه – لدى الدقة – فعضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه ، وعز الدولة بن معز الدولة بن بويه وتاج الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة ابن بويه.
ب – لقد اذاق عضد الدولة ابا اسحاق الصابي الامرين ، ولم يكن الشريف الرضي بمنجى من ظلمه .
ويكفي ان نذكر هنا ما قاله الاستاذ المؤلف : «ولقد جمعت بين الرجلين المشاركة في المحنة والنكبة من ناكب واحد. فعضد الدولة البويهي الذي نكب والد الشريف وحبسه يضع سنين ، هو بعينه الذي سخط على الصابي كاتبه وعزم على القائه تحت ارجل الفيلة ليصرع ، لولا ان بعض الطيبين سعفوا فيه فاطلق سنة ٣٦٧ هـ، ولكن صودرت امواله».
اين التقريب اذا؟
لقد ورد عضد الدولة العراق مرتين: الاولى قصيرة فما كان الصابي قريبا منه ، الثانية وهي الطويلة ومدة الامارة لقي فيها الصابي ما لقي من ظلم وهوان.
قال ياقوت ٢ : ٢٥ «قال هلال بن المحسن : قبض عليه في يوم السبت لاربع بقين من ذي القعدة سنة سبع وستين وثلثمائة وافرج عنه يوم الاربعاء لعشر بقين من جمادى الاولى سنة احدى وسبعين وثلثمائة ، فكان مدة حبسه ثلاث سنين وسبعة اشهر واربعة عشر يوما» . وهذا الخبر صادر عن مصدر اولي مؤيد في وفيات الاعيان (ط. الوطن ١ : ٢٠) وهو يعني ان الاستاذ المؤلف اذ جعل تاريخ الاطلاق سنة ٣٦٧ فانما يعني تأريخ القبض لان الاطلاق كان سنة ٢٧١.
وجاء في معجم الادباء ٢ : ٢١ – ٢٢: «لما ورد عضد الدولة الى بغداد في سنة سبع وستين وثلثمائة نقم عليه – أي على ابي اسحاق الصابي – اشياء من مكتوباته عن الخليفة وعن عز الدولة بختيار، فحبسه ، فسئل فيه ... فقال عضد الدولة: قد سوغته نفسه ، فان عمل كتابا في مآثرنا وتاريخنا اطلقته.
فشرع في محبسه في كتاب الناجي (نسبة الى تاج الملة من القاب عضد الدولة ) في اخبار بني بويه ، وقيل ان بعض اصدقائه دخل عليه الحبس ، وهو في تبييض وتسويد في هذا الكتاب فسأله عما يعمله ، فقال: اباطيل انمقها واكاذيب الفقها ، فخرج الرجل وانهى ذلك الى عضد الدولة ..، فأمر بالقائه تحت أرجل الفيلة ..، فأكب أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف ونصر بن هارون على الارض يقبلانها ويشفعون اليه في امره ، حتى أمر باستحياته (أي بتركه حيا) واخذ امواله واستصفائه ، وتخليد السجن بدمائه ، فبقي في السجن بضع سنين الى ان تخلص في ايام صمصام الدولة بن عضد الدولة» وتنظر يتيمة الدهر تحقيق . محمد محيي الدين ٢ : ٢٤٤.
جـ - يمكن ان يفهم من عبارة الاستاذ المؤلف ان المتنبي عاش طويلا قريبا من عضد الدولة كان عضد الدولة سيف الدولة ، وليس الامر كذلك.
ويزيد من امكان سوء الفهم في عبارة الاستاذ المؤلف جملة ص ١٧ المتنبي من المطيفين بسيف الدولة.
والاطافة تمني المدة القصيرة ولا سيما اذا قيست بالتقريب ، وقد عاش المتنبي لدى سيف الدولة اكثر واطول واحسن مما عاش لدى عضد الدولة.
د – قول الاستاذ المؤلف : «وعز الدولة بن بويه كان شاعرا» فيه جزم وتوكيد ولم يكن الامر في شاعرية عز الدولة على هذه الدرجة فلو قال : وعز الدولة بن بويه قال شعرا او كان يقول الشعر .. او أي شيء من هذا وأخف منه كان اكثر دقة في التعبير لدى القارىء.. لان قولنا «كان شاعرا» يعني انه كان كثير الشعر جيده ، وما كان الامر كذلك ويكفي ان يقول الثعالبي في اليتيمة ٢ : ٢١٨ – ٢١٩ «لم اسمع له شعرا حتى ورد نيسابور هارون بن احمد الصيمري..» وروى له تسعة ابيات فقط.
١٠ – ص١٦ «وكان اول من اهتم بتتبع شيوخ الشريف الرضي الاستاذ العلامة الشيخ عبد الحسين احمد الاميني النجفي صاحب «الغدير» فقد اوردهم وذكر مصادر ورودهم، ولكنه لم يترجم لهم ولم يذكر الا القليل من وفياتهم ...».
لو قال الاستاذ الؤلف : وكان من اوائل من اهتم ... لجنب معترضا ان يعترض فقد طبع كتاب الاميني في النجف – كما يذكر المؤلف – سنة ١٣٦٥، ولدينا مثلا مؤلف آخر سبق الاميني في الاهتمام بتتبع شيوخ الشريف الرضي وهو الشيخ عبد الحسين الحلي في مقدمته على الجزء الخامس من كتاب حقائق التأويل المطبوع في النجف سنة ١٩٣٦.
١١ – ص٢٥ هـ: « ديوان مهيار طبع دار الكتب والوثائق القومية جـ ٣ ص ٣٦٦».
ان ديوان مهيار المشار اليه طبع «دار الكتب المصرية» وكان طبع الجزء الثالث سنة ١٩٣٠.
اما عطف «الوثائق القومية» فهو متأخر جدا في تسمية الدار وليس لباحث ان يعطف متأخرا على متقدم اذا لم يحدث هذا في طبعة جديدة – وهو ما لم يقع.
١٢ – بدأ الاستاذ المؤلف ص ٢٦ يعدد شيوخ الشريف الرضي ويتحدث عنهم الى ان قال ص ٣١ : « عبد الرحيم بن محمد المعروف بابن نباتة الفارقي الخطيب المشهور وهو صاحب ديوان الخطب المنبرية المعروف ، وكان مبرزا في الادب واللغة ، واجمعوا على ان خطبه المنبرية لم يعمل مثلها في موضوعها ، وكانت تدور حول الجهاد في حروب العرب والروم . وقد التقى هو والمتنبي في خدمة سيف الدولة ، فاجتمع بهما الشعر والنثر وتوفي بحلب سنة ٢٧٤ هـ ..»
والكلام صحيح ولكنه لم يشر – كما فعل لدى ذكر اساتذة آخرين. وحوادث الشريف الرضي واماكنه ... فلم يرد مثلا في كلام المؤلف ان ابن نباتة الفارقي كان في بغداد... او ان الشريف الرضي كان في حلب فاذا لم يكن الامر كذلك فكيف تمت التلمذة ؟ وأين ؟
ثم ان ابن نباتة فارقي عاش طول عمره في حلب قرب سيف الدولة ومات سنة ٣٧٤ هـ «دون الاربعين» وكان عمر الشريف الرضي آنذاك في نحو الخامسة عشرة (لانه ولد سنة ٢٥٩) وسياق احداث حياة ابن نباتة الفارقي يدل على انه كان خلال هذه السنوات الخمس عشرة في حلب بعيدا عن بغداد على أي حال.
وكان للشريف الرضي من شيوخ بغداد وهو في هذه السن ما يشغله عن ابن نباتة الفارقي.
ونرجع الى ما لدينا من مصادر مهمة عن ابن نباتة الفارقي ، وعجيب الا نجد له مكانا في يتيمة الدهر (المطبوع).
ويتحدث ابن خلكان فيقول : «وهو من أهل ميافارقين وكان خطيب حلب وبها اجتمع بأبي الطيب المتنبي في خدمة سيف الدولة.. وهذا الخطيب لم ار احدا من المؤرخين ذكر تاريخه في المولد والوفاة سوى ابن الازرق الفارقي في تاريخه فانه قال: ولد في سنة خمس وثلاثين وثلثمائة وتوفي في سنة اربع وسبعين وثلثمائة بميافارقين ودفن بها ».
وليس في هذا الكلام ما يشر صلة ممكنة بين الشريف الرضي وابن نباتة الميافارقي فضلا عن تلمذة الاول للثاني ...
هذا الى ان ما نقله ابن خلكان عن المؤرخ الفارقي ينص على ان وفاة ابن نباتة كانت بميافارقين وهو يخالف ما جزم به الاستاذ المؤلف اذ قال ان وفاة ابن نباتة كانت بحلب – وليست وفيات الاعيان لابن خلكان من المصادر الثانية عن الباحثين او ما يمكن ان يستهان به لدى تحديد الوفيات. ومثل الذي جاء في وفيات الاعيان عن ولادته جاء في النجوم الزاهرة (٢ : ١٤٦).
١٢ – ص٢٥ «وجد الشريف الرضي... «الصابي» رئيس ديوان الانشاء والكاتب الاول للخليفة وللساطان البويهي يتنبأ له بالخلافة ...»
لا ادري اذا كان لديوان الانشاء – ايام الصابي – رئيس ... وكان يمكن الاكتفاء بالقول انه كان كاتب الانشاء – كما وصفه ابن خلكان – او متقلد ديوان الرسائل كما ورد لدى الثعالبي ...
١٤ – ص٥٦ «لم يبلغنا – فيما لدينا من مصادر كثيرة – الا شعر الشعراء الثلاثة الذين رثوا الشريف الرضي يوم وفاته سنة ٤٠٦ هـ وقد تكشف الايام عن شعراء آخرين رثوا الشريف. والا لماذا سكت عن رثائه الشعراء المعاصرون له والذين لا شك – تاثروا لوفاته من امثال ابي العلاء المعري والثعالبي صاحب يتيمة الدهر وصريع الدلاء وغيرهم».
لم ننتظر (ونشترط) من الثعالبي وصريع الدلاء يرثيا الشريف الرضي؟ لم يبين لنا المؤلف صلتهما به ، ولا نعرف شيئا عن هذه الصلة ولا نعرف شيئا عن مراثي الثعالبي وصريع الدلاء للشعراء ، لقد تحدث الثعالبي في اليتيمة عن الشريف ولكنه لم يبين انه يعرف الشريف عن قرب .
وليس الثعالبي شاعرا وانما هو كاتب مترسل مؤلف له عشرات الكتب ليس بينها ديوان من الشعر ، ولا يزيد ما وصل الينا من شعره على ابيات معدودات ، اما صريع الدلاء فهو ماجن افاق ولم يصل الينا ديوان شعره لنبت بتا جازما.
١٥ – ص٧٢ غزليات الشريف. كنت أتمنى لو اطلع الاستاذ المؤلف على دراسة للدكتور محمد مهدي البصير ضمنها كتابه «في الادب العباسي» الذي كانت طبعته الاولى سنة ١٩٤٩ والثانية ١٩٥٥ ففي هذه الدراسة من الفوائد ما لا يوجد في غيرها وقد سال الدكتور البصير ( ص ٤١٧ من ط٢) وهو مما ورد في الطبعتين السابقتين نصا : «هل ذاق الشريف الرضي لوعة الحب؟» وأجاب : «... ان جهل التاريخ هذا اوعلمه ولم يجرؤ على تدوينه فان الشريف قد دونه غير هياب ولا وجل. فقد قال لنا بصريح العبارة انه اصطلى بنار الحب واصلاها نفس الانسان الذي قدح زندها بن جنبيه والا فما معنى قوله:
يشكوالحبيب الي شدة شوقه ***** وانا المشوق وما يبين جناني
وقوله:
لك الله من مطلولة القلب بالهوى***** فتيلة شوق والحبيب قريب
أقل سلامي ان رأيتك خيفة ***** وأعرض كيما لا يقال مريب
واطرق والعينان يومض لحظها ***** اليك وما بين الضلوع وجيب
... اذا لم يخطىء ظني فاننا قد عثرنا على مفتاح غزل الشريف واهتدينا الى سره...»
١٦ – ص ٧٩ «اشارات الجاحظ وتلميذه ابن قتيبة».
يا حبذا لو بيّن الاستاذ المؤلف المصدر الذي ينص على تلمذة ابن قتيبة على الجاحظ – وعلى هذه الدرجة من الوضوح.
١٧ – مؤلفات الشريف الرضي ص ٨٢ : «تضيف المؤلفات التي تركها الشريف الرضي ثروة كبيرة الى تلك المؤلفات العظيمة التي كانت من نتاج ذلك القرن الرابع الذي عاش فيه المترجم له من امثال كتب الخوارزمي وابن العميد وبديع الزمان والصاحب ابن عباد، ويتيمة الدهر للثعالبي ، والصناعتين ، وديوان المعاني لابي هلال العسكري ، ورسالة الغفران للمعري ، والامتاع والمؤانسة لابي حيان التوحيدي، ومحاضرات الادباء للاصبهاني ...».
أ – ورد هنا ذكر ابن العميد على انه مؤلف ، ومعلوم ان المقصود بالتأليف هنا الكتب. ولا نعرف لابن العميد كتبا او كتابا . واذا كان المقصود بالمؤلفات : الرسائل تساءلنا عن غياب اسم ابي أسحاق الصابي وغيره بين هذه الاسماء.
ب – محاضرات الادباء للاصبهاني ليست من نتاج القرن الرابع وانما هي من نتاج القرن الخامس لان الاصبهاني ( الراغب ابوالقاسم الحسن بن محمد ...) توفي سنة ٥٠٢ هـ.
١٨ – مؤلفات الشريف الرضي ص ٨٤ – ٨٥ : «ديوان الشريف الرضي وقد طبع الديوان في بمباي اولا سنة ١٢٠٦ هـ ... وطبع في بيروت بعد ذلك بعام بشرح الشيخ أحمد عباس الازهري ومحمد اللبابيدي في جزئين في ٩٨٦ صفحة..
واعادت دار احياء الكتب العربية بالقاهرة سنة ١٢٦٨ هـ نشر هذا الكتاب محققا ومشروحا بقلم الاستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد ولكن لم يظهر منه الا الجزء الاول في ٤٨٠ صفحة حيث قافية الباء...»
أ – الصحيح ان بدء الطبع في بيروت ان بدء الطبع في بيروت كان ١٢٠٧ ويبدو انه لم يتم الا في «٩ ربيع الاول ١٣١٠» بدليل الصفحة الاخيرة من الجزء الثاني.
ب – يبدو ان الذي تولى الشرح هو اللبابيدي اما الازهري فهو ملتزم الطبع وان الشرح (والتصحيح ) جرى بمعرفته ( وعلمه ) ويمكن ان يكون الدليل على ذلك ما جاء على الغلاف «قد صحح على عدة نسخ معتبرة وشرحت الفاظه الغريبة بكمال الدقة والاعتناء بمعرفة ملتزم طبعه الفقير احمد عباس الازهري».
ويؤكد هذا ما جاء في ختام الجزء الثاني من الديوان : «تم طبع ديوان الشريف الرضي... وقد شرحت الفاظه اللغوية بقلم الفقير الى الله الغني محمد بن سليم اللبابيدي البيروتي».
جـ - يفهم من قول الاستاذ المؤلف : واعادت ...ان الكتاب أعيد نشره وهو ما لم يقع بدليل قوله: «ولكن لم يظهر منه الا الجزء الاول».
وقد يكون الانسب في هذه الحالة ان نقول : وعزمت دار احياء الكتب العربية على اعادة نشر هذا الكتاب ...
د – عندما نقول في الوقت الحاضر عن كتاب انه نشر محققا ، نعني – اول ما نعني – انه نشر باعتماد نسخة او نسخ مخطوطة مقابلة ... وهذا ما لم يحدث في عمل الشيخ محمد محيي الدين ، فلم يرجع الى اية مخطوطة ولم يتحدث عن اية مخطوطة وانما نشر الكتاب باعتماد الطبعتين الهندية والبيروتية ولم يكن صريحا في ذلك ، ولم ينبه القارىء الى معنى «ب» و«هـ» التي يذكرها في الهامش على سبيل من التدليس كمن يريد ان يقول: اني قابلته على نسختين مخطوطتين . ومن اجل ذلك لم ينص في مقدمته على الطبعتين ومكانهما .
وقد وقع الشيخ في الخلط بين ب وهـ منذ الصفحة الاولى.
هـ – طبع ديوان الشريف الرضي بعد ذلك في بيروت ، دار بيروت دار صادر ، سنة ١٩٦١ ونشرته مكتبة البيان في بغداد مصورا بالاوفست (على ط بيروت الاولى) في طهران سنة ١٩٦٤.
١٩ – مؤلفات الشريف الرضي ص ٨٦ : «٩ – رسائل الشريف الرضي ، وقد جمعها معاصره وصديقه الحميم ابواسحاق الصابي كما جاء في الفهرست لابن النديم وقد ذكره صاحب عمدة المطالب ... ويقع في ثلاثة مجلدات وان كان سرا مطويا في ضمير الغيب واظنه غير (نسخ المكاتبات من النظم والنثر الجارية بين الشريف والصابي) التي يوجد مخطوطها في مكتبة الاستاذ المرحوم حسن حسني عبد الوهاب».
أ – لم يرد عمدة المطالب في قائمة «المراجع والمصادر» التي أخذ عنها.
ب – صحيح اسم الكتاب عمدة الطالب.
جـ – وقد أورده الاستاذ المؤلف على «عمدة المطالب» ص ٨٥ ، ٨٦ ، ٨٧.
د – اكبر الظن ان الاستاذ المؤلف لم يكن ينقل عن عمدة الطالب مباشرة وانما كان يستعين بمراجع اخرى كالغدير للاميني ...
هـ – لا داعي الى الظن بصدد نسخ المكاتبات من النظم والنشر الجارية بين الشريف والصابي لانه لا يكون ثلاثة مجلدات ، ولا داعي للحديث عنه مخطوطا بعد ان صار مطبوعا نشر في الكويت بتحقيق الدكتور محمد يوسف نجم.
و– كان الشيخ عبد الحسين الحلي في ترجمته التي كتبها للشريف الرضي سنة ١٩٣٦ مقدمة على الجزء الخامس من «حقائق التأويل» قد فرق وهو يتحدث عن مؤلفات الشريف الرضي بين «كتاب رسائله» و«كتاب ما دار بينه وبين أبي اسحاق الصابي» .
٢٠ – مؤلفات الشريف الرضي ص ٨٧ « ١٠ – اخبار قضاة بغداد ، وقد ذكره له ابن عنبسة الحسني الداودي المتوفي سنة ٨٢٩ هـ ولا نعرف عنه شيئا، وذكره صاحب الغدير في ثبت مؤلفاته».
أ – لم يرد اسم ابن عنبسة الحسني الداودي .. بين اسماء المؤلفين التي ذكرها الاستاذ المؤلف في قائمة « المراجع والمصادر» التي اخذ عنها.
ب – صحيح ابن عنبسة: ابن عنبة ...
جـ – وهو صاحب كتاب «عمدة الطالب في انساب ال ابي طالب» (السابق ذكره في المادة رقم ١٩).
والكتاب «قد طبع في الهند طبعات رديئة» ثم طبع في النجف سنة ١٢٥٨ طبعة الاولى، سنة ١٢٨١ (١٩٦١) طبعة ثانية وتنص مقدمة المحقق على ان ابن عنبة توفي في سابع صفر سنة ٨٢٨ .
د – ذكره قبل صاحب الغدير الشيخ عبد الحسين الحلي في مقدمته على الجزء الخامس من «حقائق التأويل» المطبوع سنة ١٩٢٦ .
٢١ – ص٨٧ : «طيف الخيال» لاخيه الشريف المرتضى وقد نشر اخيرا في مجموعة «تراثنا» بتحقيق صديقنا الشاعر المحقق الاستاذ حسن كامل الصيرفي».
أقول: طبع طيف الخيال – غير ذلك – في القاهرة سنة ١٩٥٥ بتحقيق سيد كيلاني ، وفي العراق بتحقيق الدكتور صلاح خالص عام ١٩٥٧.
٢٢ – ص ٨٧ «اما ما ذكره جرجي زيدان .. من ان للشريف الرضي كتاب «انشراح الصدر في مختارات من الشعر» فهوغير دقيق تمام الدقة ، لان انشراح الصدرهذا ليس الا منتخبات من شعر الشريف الرضي، اختارها بعض الادباء كما يذكر حاجي خليفة في كشف الظنون وهو يتحدث عن ديوان الشريف الرضي».
الذي قاله جرجي زيدان (ط٢ : ٢٠٠) وهو يتحدث عن مؤلفات الشريف الرضي : «وله كتاب انشراح الصدر في مختارات من الشعر ، ومنه نسخة خطية في المكتبة الخديوية..»
ومناسب جدا ان نرد على زيدان بما ورد لدى حاجي خليفة (المتوفي سنة ١٠٦٨ هـ) في كشف الظنون ، ولكنا كنا نتمنى على الاستاذ محمد عبد الغني حسن ان يرجع الى المكتبة الخديوية في القاهرة ليكون ردّه اقوى ولينوّرنا بما هو في متناول يده.
٢٢ – ص ١١٥ – ١١٦ «المراجع والمصادر».
أ – رأينا ان الاستاذ المؤلف ينقل عن مصادر لم يرجع اليها مباشرة مثل معالم العلماء لابن شهر اشوب وقد يجر هذا النهج الى خطا في اسم الكتاب او اسم مؤلفه كما حدث لكتاب «عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب» لابن عنبة، فقد رواه مرة على عمدة المطالب ومرة «في مناقب آل أبي طالب».
ب – وقد تحدث ص ٨٥ ، ٨٦ عن مقدمة عبد الحسين الحلي وعن حقائق التأويل ووصفها بأنها «جيدة» دون ان يدل على انه قرا المقدمة وراى الحقائق.
جـ – في المراجع والمصادر شرح ديوان الشريف الرضي المطبوع في القاهرة سنة ١٣٦٨ ولا يزيد هذا على جزء واحد فيه قافية الباء فقط واهمل الديوان الكامل الاصلي في طبعتي بمباي سنة ١٣٠٦ وبيروت (سنة ١٣٠٧ – ١٣١٠).
د – سمى ديوان الشريف المرتضى : «شرح ديوان الشريف المرتضى» وليس هذا اسمه ولذلك جاء ترتيبه في حرف الشين بدل ان يأتي في حرف الدال . لقد نشر الديوان باسم ديوان الشريف المرتضى – وهذا هو اسمه.
هـ – استعمل في المتن هـ ص ٨٧ كشف الظنون «طبع بولاق» ولكنه اثبت في «المراجع والمصادر» «طبعة اسطنبول» سنة ١٢١٠ ، وطبعة اسطنبول متاخرة عن هذا التأريخ (١٩٤١ – ١٩٤٢).
و– ذكر في «المراجع والمصادر» «محاضرات تاريخ الامم الاسلامية للشيخ محمد الخضري ، القاهرة بدون تاريخ».
وللشيخ محمد الخضري كتابان في محاضرات تاريخ الامم الاسلامية يهمنا منها هنا «الدولة العباسية» ومن المفيد ان ينص عليها.
٢٤ – للاستاذ محمد عبد الغني حسن مؤلف كتاب الشريف الرضي ١٩٧٠ عناية سابقة بالشريف الرضي فقد حقق له سنة ١٩٥٥ كتاب «تلخيص البيان في مجاز القرآن» وكتب مقدمة لتحقيق عرف فيها بالعصر وبالشريف وقد أعاد في كتابه الجديد غير قليل من المعلومات التي وردت في مقدمة التحقيق.
وهذا يعني ان عددا لا باس به من الملاحظات التي سجلت هنا على كتابه «الشريف الرضي» تصلح للملاحظة على نظيراتها مما جاء في مقدمة تحقيق «تلخيص المجازات» السابق عليه بخمس عشرة سنة مثل عبد الرحمن ابن نباتة ص ٢٩ ، ٧٦ ، السلطان ص ٦٧ ، ٦٨ ، محاضرات الراغب الاصفهاني ص ٩٧ ، عمدة المطالب ص ١٠٠ ، وابن عنبسة ص ١٠١ ، وكتاب انشراح الصدر ص ١٠١ – ١٠٢ ... اما فيما يتعلق بتقريب عضد الدولة لابي اسحاق الصابي فقد زاد هناك : «الف ابواسحاق الصابي» كتاب «الناجي» في اخبار آل بويه – ويقصد التاجي وقد مر ذكره.
مقتبس من مجلة الأديب العدد / ٢ السنة ١٩٧٣