وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                

Search form

إرسال الی صدیق
مواعظ لأمير المؤمنين عليه السلام من نهج البلاغة

لا تكن ممن يرجو الاخرة بغير العمل، ويرجّي التوبة بطول الامل، يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها بعمل الراغبين، إن أعطي منها لم يشبع، وإن منع منها لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، يحب الصالحين ولا يعمل عملهم، ويبغض المذنبين وهو أحدهم، يكره الموت لكثرة ذنوبه، ويقيم على ما يكره الموت له، إن سقم ظلَّ نادماً، وإن صحَّ أمن لاهياً، يعجب بنفسه إذا عوفي، ويقنط إذا ابتلي، إن أصابه بلاء دعا مضطراً، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً، تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه بأَكثر من عمله، إن استغنى بطر وفتن، وإن افتقر قنط ووهن، يقصّر إذا عمل، ويبالغ إذا سأل، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية وسوف التوبة، وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة، يصف العبرة ولا يعتبر، ويبالغ في الموعظة ولايتعظ، فهو بالقول مدلّ، ومن العمل مقلّ، ينافس فيما يفنى، ويسامح فيما يبقى .

يرى الغنم مغرماً، والغرم مغنماً، يخشى الْموت ولا يبادر الفوت، يستعظم من معصية غيره ما يستقل أَكثر منه من نفسه، ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره، فهو على الناس طاعن، ولنفسه مداهن، اللهو مع الاغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء، يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، يرشد غيره يغوي نفسه، فهو يطاع ويعصي، ويستوفي ولا يوفي، ويخشى الخلق في غير ربه، ولا يخشى ربه في خلقه.(نهج البلاغة: ٨١١)

إنما المرء في الدنيا غرض تنتضل فيه المنايا، ونهب تبادره المصائب، ومع كل جرعة شرق، وفي كل أَكلة غصص، ولا ينال العبد نعمةً إلا بفراق أخرى، ولا يستقبل يوماً من عمره إلا بفراق آخر من أجله , فنحن أَعوان المنون، وأنفسنا نصب الحتوف، فمن أَين نرجوا البقاء وهذا الليل والنهار لم يرفعا من شيء شرفاً إلا أَسرعا الكرة في هدم ما بنيا، وتفريق ما جمعا؟! (نهج البلاغة: ٨١٨)

الناس في الدنيا عاملان:عامل عمل في الدنيا للدنيا، قد شغلته دنياه عن آخرته، يخشى على من يخلفه الفقر، ويأمنه على نفسه، فيفني عمره في منفعة غيره , وعامل عمل في الدنيا لما بعدها، فجاءه الذي له من الدنيا بغير عمل، فأحرز الحظين معاً، وملك الدارين جميعاً، فأصبح وجيهاً عندالله، لا يسأَل الله حاجة فيمنعه. (نهج البلاغة: ٨٤٣)

اعلموا علماً يقيناً أَن الله لم يجعل للعبد ـ وإن عظمت حيلته، واشتدت طلبته، وقويت مكيدته ـ أَكثر مما سمّي له في الذكر الحكيم، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته وبين أن يبلغ ما سمّي له في الذكر الحكيم، والعارف لهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعة، والتارك له الشاكّ فيه أعظم الناس شغلاً في مضرَّة. وربَّ منعم عليه مستدرج بالنعمى، وربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى ! فزد أَيها المستمع في شكرك، وقصّر من عجلتك، وقف عند منتهى رزقك. (نهج البلاغة: ٨٤٤)
كان لي فيما مضى أَخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد، وكان أَكثر دهره صامتاً فإن قال بذّ القائلين ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً! فإن جاء الجدّ فهو ليث غاب وصل واد لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضياً، وكان لا يلوم أَحداً على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعاً إلا عند برئه، وكان يقول ما يفعل ولا يقول ما لا يفعل، وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على ما يسمع أحرص منه على أَن يتكلم، وكان إذا بدهه أَمران نظر أَيهما أَقرب إلى الهوى فخالفه , فعليكم بهذه الخلائق فالزموها وتنافسوا فيها، فإن لم تستطيعوها فاعلموا أَن أخذ القليل خير من ترك الكثير. (نهج البلاغة: ٨٤٧)
الاقاويل محفوظة، والسرائر مبلوَّة ، و " كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدّثر : ٣٨] "، والناس منقوصون مدخولون إلا من عصم الله، سائلهم متعنّت، ومجيبهم متكلف، يكاد أفضلهم رأياً يردّه عن فضل رأيه الرضى والسخط، ويكاد أصلبهم عوداً تنكؤه اللحظة، وتستحيله الكلمة الواحدة. معاشر الناس، اتقوا الله، فكم من مؤمل ما لا يبلغه، وبان ما لا يسكنه، وجامع ما سوف يتركه، ولعله من باطل جمعه، ومن حق منعه، أصابه حراماً، واحتمل به آثاماً، فباء بوزره، وقدم على ربه، آسفاً لاهفاً، قَدْ " خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الحج : ١١] ". (نهج البلاغة: ٨٥٨)
من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، ومن رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن كابد الامور عطب، ومن اقتحم اللجج غرق، ومن دخل مداخل السوء اتهم، ومن كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه،من قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار، ومن نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الاحمق بعينه. والقناعة مال لا ينفد، ومن أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. (نهج البلاغة: ٨٥٩)
يا أيها الناس، متاع الدنيا حطام موبىء فتجنبوا مرعاه! قلعتها أَحظى من طمأْنينتها، وبلغتها أَزكى من ثروتها، حكم على مكثر منها بالفاقة، وأعين من غني عنها بالراحة، من راقه زبرجها أَعقبت ناظريه كمهاً، ومن استشعرالشغف بها ملات ضميره أشجاناً، لهن رقص على سويداء قلبه: هم يشغله، وغم يحزنه، كذلك حتى يؤخذ بكظمه فيلقى بالفضاء، منقطعاً أَبهراه، هيناً على الله فناؤه، وعلى الاخوان إلقاؤه , وإنما ينظر المؤمن إلى الدنيا بعين الاعتبار، ويقتات منها ببطن الاضطرار، ويسمع فيها بأذن المقت والابغاض، إن قيل أَثرى قيل أكدى! وإن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء! هذا ولم يأتهم يوم فيه يبلسون. (نهج البلاغة: ٨٦٤)
لا شرف أعلى من الاسلام، ولا عز أَعز من التقوى، ولا معقل أَحصن من الورع،لا شفيع أَنجح من التوبة، ولا كنز أَغنى من القناعة، ولا مال أَذهب للفاقة من الرضى بالقوت، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة، وتبوأ خفض الدعة، والرغبة مفتاح النصب، ومطية التعب، والحرص والكبر والحسد دواع إلى التقحم في الذنوب، والشر جامع مساوىء العيوب. (نهج البلاغة: ٨٦٨)
أيها الذام للدنيا، المغتر بغررها، [الـمخدوع بأباطيلها! أَتغتر بالدنيا ]ثم تذمها؟ أَ أَنت المتجرّم عليها، أَم هي المتجرّمة عليك؟ متى استهوتك، أَم متى غرّتك؟ أَبمصارع آبائك من البلى، أَم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟ كم علّلت بكفّيك، وكم مرّضت بيديك! تبغي لهم الشفاء، وتستوصف لهم الاطباء، لم ينفع أَحدهم إشفاقك، ولم تسعف فيه بطلبتك، ولم تدفع عنه بقوتك! قد مثلت لك به الدنيا نفسك، وبمصرعه مصرعك , إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزوَّد منها، ودار موعظة لمن اتّعظ بها، مسجد أَحباء الله، ومصلَّى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أَولياء الله، اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة , فمن ذا يذمّها وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلها، فمثّلت لهم ببلائها البلاء،شوّقتهم بسرورها إلى السرور؟! راحت بعافية، وابتكرت بفجيعة، ترغيباً وترهيباً، وتخويفاً وتحذيراً، فذمّها رجال غداة الندامة، وحمدها آخرون يوم القيامة، ذكَّرتهم الدنيا فذكروا، وحدَّثتهم فصدّقوا، ووعظتهم فاتعظوا. (نهج البلاغة: ٨٠٣)
الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أَتاك، فلا تحمل هم سنتك على هم يومك! كفاك كل يوم ما فيه، فإن تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى سيؤتيك في كل غد جديد ماقسم لك، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهم لما ليس لك، ولن يسبقك إلى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب، ولن يبطىء عنك ما قد قدر لك. (نهج البلاغة: ٨٧٢)
إن الذي في يدك من الدنيا قد كان له أهل قبلك، وهو صائر إلى أَهل بعدك، وإنما أنت جامع لاحد رجلين: رجل عمل فيما جمعته بطاعة الله فسعد بما شقيت به، أو رجل عمل فيه بمعصية الله فشقي بما جمعت له، وليس أحد هذين أهلاً أن تؤثره على نفسك تحمل له على ظهرك، فارج لمن مضى رحمة الله،لمن بقي رزق الله. (نهج البلاغة: ٨٨٠)
إن أولياء الله هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا إذا نظر الناس إلى ظاهرها، واشتغلوا بآجلها إذا آشتغل الناس بعاجلها، فأَماتوا منها ما خشوا أن يميتهم، وتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم، ورأوا استكثار غيرهم منها استقلالاً، ودركهم لها فوتاً، أعداء ما سالم الناس، وسلم ما عادى الناس! بهم علم الكتاب وبه علموا، وبهم قام الكتاب وبه قاموا، لايرون مرجواً فوق ما يرجون، ولا مخوفاً فوق ما يخافون. (نهج البلاغة: ٨٨٤)
المؤمن إذا نظر اعتبر ، و إذا سكت تفكر ، و إذا تكلم ذكر ، و إذا استغنى شكر ، و إذا أصابته شدة صبر ، فهو قريب الرضا ، بعيد السخط ، ينوي كثيراً من الخير ، ويعمل بطائفة منه ، ويتلهف على ما فاته كيف لم يعمل به ، و المنافق إذا نظر لها و إذا سكت سها و إذا تكلم لغا و إذا استغنى طغى و إذا أصابته شدة عصا فهو قريب السخط بعيد الرضا ، ينوي كثيراً من الشر ، ويعمل بطائفة منه ، ويتلهف على ما فاته كيف لم يعمل به. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
سئل عن الاستطاعة فقال للسائل : إنك سألت عن الاستطاعة فهل تملكها من دون الله أو تملكها مع الله ؟ فسكت ، فقال "ع": إن قلت تملكها مع الله قتلتك وإن قلت تملكها من دون الله قتلتك ، فقال السائل فما أقول : قال : تقول :إنك تملكها بالله الذي يملكها من دونك ، فإن ملَّكَك إياها كان ذلك من عطائه ، وإن سلبكها كان ذلك من بلائه ، فهو المالك لما ملَّك ، و القادر على ما أقدرك. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
قال "ع"للحارث الهمداني : إن خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي ، وبهم يلحق التالي و إنك امرؤ ملبوس عليك إن دين الله لا يعرَّف بالرجال فاعرف الحق تعرف أهله ، يا حارث ، إن الحق احسن الحديث ، و الصادع به مجاهد ، و بالحق أخبرك فأْعرني سمعك ثم خبّر به من كان له حصاة من أصحابك إلا أني عبد الله و أخو رسوله وصديقه وصاحب نجواه، أوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب – إلى أن قال – أنت مع من أحببت ، ولك ما اكتسبت . (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
في حديث كميل قال : سألت مولانا أمير المؤمنين فقلت له : أريد أن تعرفني نفسي فقال "ع": يا كميل ، و أي الأنفس تريد أن أعرِّفَك ؟ قلت : يا مولاي ، هل هي إلا نفس واحدة ؟ قال "ع": يا كميل ، إنما هي أربع : النامية النباتية، و الحسية الحيوانية ، و الناطقة القدسية ، و الكلية الإلهية ولكل واحدة من هذه خمس قوى و خاصيتان : فالنامية النباتية لها خمس قوى ، جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية ، ولها خاصيتان الزيادة و النقصان ، و انبعاثها من الكبد ، وهي أشبه الأشياء بنفس الحيوان ، و الحسية الحيوانية لها خمس قوى ، سمع وبصر وشم وذوق ولمس ، ولها خصيتان الشهوة و الغضب ، و انبعاثها من القلب ، وهي أشبه الأشياء بنفس السباع ، و الناطقة القدسية ولها خمس قوى ، فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة ، وليس لها انبعاث ، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية ، ولها خاصيتان النزاهة و الحكمة ، و الكلية الإلهية ولها خمس قوى ، بقاء في فناء ونعيم في شقاء وعز في ذل وغنى في فقر وصبر في بلاء ، ولها خاصيتان ، الرضا و التسليم ، وهذه التي هي مبدؤها من الله ، و إليه تعود ، قال تعالى :" وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي" ، وقال تعالى :" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً" ، و العقل وسط الكل ، لكيلا يقول أحدكم شيئاً من الخير و الشر إلا بقياس معقول. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
قال له إعرابي يوم الجمل : يا أمير المؤمنين ، أتقول إن الله واحد ؟ فحمل الناس عليه وقالوا : يا إعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين "ع"من تقسيم القلب ، فقال أمير المؤمنين : دعوه ، فإن الذي يريده الإعرابي هو الذي نريده من القوم ثم قال"ع": يا إعرابي ، إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام : فوجهان منهما لا يجوزان على الله ، ووجهان يثبتان فيه ، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز لأن ما لا ثاني له ، لا يدخل في باب الأعداد ، ألا ترى أنه كفر من قال ثالث ثلاثة؟وقول القائل هو واحد,من الناس من يريد النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه,وجل ربنا عن ذلك وتعالى واما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبهة,كذلك ربنا,وقول القائل إِنه عز وجل أَحَدٌ,المعنى يعني به انه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ,كذلك ربنا عز وجل. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
النساء أربع,جامع مجمع وربيع مربع وكرب مقمع وغل قمل يجعله الله في عنق من يشاء وينتزعه منه إذا شاء.((قال الصدوق"رضي الله عنه":جامع مجمع أي كثيرة الخير مخصبة وربيع مربع في حجرها ولد وفي بطنها آخر,وكرب مقمع سيئة الخلق مع زوجها,وغل قمل هي عند زوجها كالغل القمل وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله فلا يتهيأ له أن يحك منه شيء وهو مثل للعرب)). (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
قوام الدين بأربعة عالم مستعمل لعلمه,وغني لا يبخل بفضله,وجاهل لا يتكبر عن طلب العلم,وفقير لا يبيع اخرته بدنياه,فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني بماله واستكبر الجاهل عن طلب العلم وباع الفقير اخرته بدنياه رجعت الدنيا القهقري فقيل كيف العيش يا أمير المؤمنين في ذلك الزمان؟فقال:خالطوهم في الظاهر,وخالفوهم في الباطن وللمرء ما اكتسب,وهو مع من احب,و انتظروا مع ذلك الفرج من الله عز وجل. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
ان الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة:رضاه في طاعته,وسخطه في معصيته,وإِجابته في دعوته,ووليه في عباده,فلا تستصغرن شيئاً,من طاعته فربما وافق رضاه,ولا شيئا من معصيته فربما وافق سخطه,ولا شيئا من دعائه فربما وافق إجابته,ولا عبداً من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
قال(ع) لما مر على بعض المقابر السلام عليكم أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة من المؤمنين والمؤمنات أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع,وبكم عما قليل لاحقون,اللهم غفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم,الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا أحياء وامواتا والحمد لله الذي خلقكم ومنها يبعثكم وعليها يحشركم,طوبى لمن ذكر المعاد.وأعد للحساب ورضي بالكفاف. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
جاء إليه (ع) رجل من ناحية الشام عليه سحنة السفر فقال :يا أمير المؤمنين،أنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل مالا أحصي وإِني أظنك ستُغتال،فعلمني ما علمك الله فقال "ع" :نعم يا شيخ،من اعتدل يوماه فهو مغبون،ومن كانت الدنيا همه اشتدت حسرته عند فراقها،ومن كان غده شراً من يومه فهو محروم،ومن لم يبال ما زُوِيَ عنه من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك،ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى،ومن كان في نقص فالموت خير له،يا شيخ،ارض للناس ما ترضاه لنفسك،وآت إلى الناس ما تحب،أن يؤتى إِليك. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
قال له زيد بن صوحان العبدي:يا أمير المؤمنين،أي سلطان أغلب وأقوى؟قال(ع):الهوى،قال فأي ذل أذل؟قال :الحرص على الدنيا،قال فأي فقر أشد؟قال:الكفر بالله بعد الإيمان,قال:فأي عمل أفضل،قال:التقوى،قال:فأي صاحب لك شر؟قال:المزين لك معصية الله،قال:فأي الخلْق أشقى؟قال:من باع دينه بدنيا غيره،قال:فأي الناس أكيس؟قال من أبصر رشده من غيه،قال:فأي الناس أحمق؟قال المغتر بالدنيا وهو يرى فيها من تقلب أحوالها،قال فأي المصائب أشد؟قال:المصيبة في الدين،قال:فأي الناس خير عند الله عز وجل؟قال "ع" :أخوفهم لله وأعلمهم بالتقوى وأزهدهم في الدنيا. . (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
إِن الله خلق خلقاً ضيق الدنيا عليهم زهدهم في حطامها فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها وصبروا على ضيق المعيشة واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة فلقوا الله عز وجل وهو راض عنهم،وعلموا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي،فتزودوا لأخرتهم ولبسوا الخشن وصبروا على الذل واحبوا في الله وأبغضوا في الله،أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
الأخوان صنفان إخوان الثقة و إخوان المكاشرة فأما إخوان الثقة فهم كالكف والجناح والأهل والمال,فإذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك ويدك,وصاف من صافاه.وعاد من عاداه,واكتم سره,واعنه,واظهر منه الحسن,واعلم أيها السائل إنهم أعز من الكبريت الأحمر,و أما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك,فابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن:أمس مضى بما فيه فلا يرجع أبداً فإن كنت عملت فيه خيراً لم تحزن لذهابه وفرحت مما استقبلته منه,وإن كنت فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه انك من غد في غرة لا تدري لعلك لا تبلغه وان بلغته لعل حظك فيه التفريط مثل حظك في الأمس وانما هو يومك الذي أصبحت فيه وقد ينبغي لك ان عقلت وفكرت فيما فرطت في الأمس الماضي مما فاتك فيه من حسنات أن لا تكون اكتسبتها ومن سيئات ان لا تكون أقصرت عنها فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
إذا كان ابن آدم في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله,فيلتفت إلى ماله فيقول له والله أني كنت عليك حريصاً وبك شحيحاً فمالي عندك؟فيقول له خذ مني كفنك,ويلتفت إلى ولده فيقول والله أني كنت لكم محباً وكنت عنكم محامياً فمالي عندكم فيقولون نؤديك إلى حفرتك ثم نواريك فيها,ويلتفت إلى عمله فيقول والله إني كنت فيك لزاهد وانك كنت علىَّ لثقيلا فيقول له أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
من حلم ساد,ومن ساد استفاد,ومن استحيا حرم,ومن هاب خاب,ومن طلب الرياسة صبر على السياسة,ومن نسي زلته استعظم زلة غيره,ومن هتك حجاب غيره انهتكت عورات بيته,ومن أعجب برأيه ضل,ومن استغنى بعقله زل,ومن تجبر على الناس ذل,ومن تعمق في العمل مل,ومن صاحب الأنذال حقر,ومن جالس العلماء وقر,ومن خشي الله فاز,ومن عرف أجله قصر أمله. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
طلبت هذا العلم على ثلاثة أصناف ألا فاعرفوهم بصفاتهم صنف منهم يتعلمون العلم للمراء والجدل وصنف للاستطالة والحيل وصنف للفقه والعمل؛فأما صاحب المراء والجدل فانك تراه ممارياً للرجال في أندية المقال قد تسربل بالتخشع وتخلى من الورع فدق الله من هذا حيزومه وقطع منه خيشومه,و أما صاحب الاستطالة والحيل فان يستطيل على أشباهه من أشكاله ويتواضع للأغنياء من دونهم فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله من هذا بصره ومحا من العلماء أثره,وأما صاحب الفقه والعمل فتراه ذا كآبة وحزن قام الليل في حندسه وانحنى في برنسه يعمل ويخشى فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه.(مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة الفاجر والأحمق,فأما الفاجر فيزين لك فعله ويحب أن تكون مثله,ولا يعينك على أمر دينك و معادك فمقاربته جفاء وقسوة,ومدخله ومخرجه عليك شين وعار,وأما الأحمق فانه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه,ولربما أراد منفعتك فضرك,فموته خير من حياته,وسكوته خير من نطقه,وبعده خير من قربه. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
ان لأهل الدين علامات يعرفون بها:صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساء وبذل المعروف وحسن الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله زلفى ألا وان المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة إذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا كونوا. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
يا طالب العلم! انّ العلم ذو فضائلَ كثيرة، فرأسُه التّواضعُ و عينه البراءةُ من الحسدِ، و أُذُنه الفهم و لسانه الصّدق و حِفْظه الفَحص و قلبه حُسن النيّةِ، و عقله معرفة الاشياءِ و الامور، و يدُه الرحمةُ، و رجلُه زيارةُ العلماء و هِمَّته السلامةُ و حكمته الورعُ و مستقرُّه النجاةُ و قائده العافيةُ و مَركبُه الوفاء و سلاحه لينُ الكلمةِ وسيفه الرِّضا و قَوسُه المداراةُ و جيشُه محاورةُ العلماء و ماله الأدب و ذخيرتُه اجتناب الذّنُوب و زاده المعروف و ماؤُه المُوادَعةُ و دليلُه الهُدى و رفيقُه محبّة الأخيار. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
الذنوب ثلاثة ذنب مغفور وذنب غير مغفور وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه فقيل له بيّنها لنا يا أمير المؤمنين , فقال اما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا والله أجل وأكرم من أن يعاقب عبده مرتين و أما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض و أما الذنب الثالث ذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه فاصبح خائفا من ذنبه راجياً لربه , فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العقاب. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
قيل له (ع):ان ههنا رجلاً يتكلم في المشيئة فقال (ع) له:يا عبد الله خلقك الله لما شاء أو لما شئت؟قال:لما شاء.قال:فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت؟قال:بل إذا شاء.قال:فيميتك إذا شاء أو إذا شئت؟قال:إذا شاء.قال فيدخلك حيث شاء أو حيث شئت؟قال:حيث شاء.قال :والله لو قلت غير هذا لضربت الذي فيه عيناك بالسيف.ثم قال (ع): "وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير : ٢٩] " . (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
حسب المرء من عرفانه علمه بزمانه,ومن ورعه غض بصره وعفة بطنه ومن حسن خلقه كفه أذاه ومن سخائه بره بمن يجب عليه حقه وإِخراجه حق الله من ماله,وحسبه من صبره قلة شكواه ومن عقله إِنصافه من نفسُه ومن حلمه تركه الغضب عند مخالفته ومن صلاحه شدة خوفه من ذنوبه ومن شكره معرفة إِحسان من أحسن إليه,ومن تواضعه معرفته بقدره وحسبه من كمال المروة تركه ما لا يجمل به,ومن الحياء أن لا يلقى أحداً بما يكره ومن الأدب أن لا يترك ما لابد منه. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)
الايمان على أَربع دعائم: على الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد: فالصبر منها على أَربع شعب: على الشوق، والشفق، والزهد، والترقّب: فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار اجتنب الـمحرمات، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات , واليقين منها على أَربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأول الحكمة، وموعظة العبرة، وسنة الاولين: فمن تبصَّر في الفطنة تبينت له الحكمة، ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأَنما كان في الاولين , والعدل منها على أَربع شعب: على غائص الفهم، وغور العلم، وزهرة الحكم، ورساخة الحلم: فمن فهم علم غور العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم، ومن حلم لم يفرط في أَمره وعاش في الناس حميداً , والجهاد منها على أَربع شعب: على الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن، وشنآن الفاسقين: فمن أمر بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أَرغم أنوف المنافقين،من صدق في المواطن قضى ما عليه، ومن شنىء الفاسقين وغضب لله غضب الله له وأَرضاه يوم القيامة. (نهج البلاغة: ٧٧٤)
فرض الله الايمان تطهيراً من الشرك، والصلاة تنزيهاً عن الكبر، والزكاة تسبيباً للرزق، والصّيام ابتلاء لاخلاص الخلق، والحجَّ تقربة للدين، والجهاد عزّاً للاسلام، والامر بالمعروف مصلحةً للعوامّ، والنهي عن المنكر ردعاً للسفهاء، وصلة الارحام منماةً للعدد، والقصاص حقناً للدماء، وإقامة الحدود إعظاماً للمحارم، وترك شرب الخمر تحصيناً للعقل، ومجانبة السرقة إيجاباً للعفّة، وترك الزنى تحصيناً للنسب، وترك اللواط تكثيراً للنسل، والشهادات استظهاراً على الـمجاحدات، وترك الكذب تشريفاً للصدق، والسلام أماناً من الـمخاوف، والامامة نظاماً للامة، والطاعة تعظيماً للامامة. (نهج البلاغة: ٨٣٠)
لا يقولنّ أحدكم: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، لانه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاَّت الفتن، فإن الله سبحانه يقول: " وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ [الأنفال : ٢٨] "، ومعنى ذلك أَنه سبحانه يختبرهم بالاموال والاولاد ليتبيّن الساخط لرزقه والراضي بقسمه، وإن كان سبحانه أَعلم بهم من أنفسهم، ولكن لتظهر الافعال التي بها يستحق الثواب والعقاب، لان بعضهم يحب الذكور ويكره الاناث، وبعضهم يحب تثمير المال ويكره انثلام الحال. (نهج البلاغة: ٧٩٠)
لقد علّق بنياط هذا الانسان بضعة هي أعجب ما فيه: وذلك القلب، وله موادّ من الحكمة وأضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أذلّه الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص،إن ملكه اليأس قتله الاسف، وإن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ، وإن أَسعده الرضى نسي التحفّظ،إن غاله الخوف شغله الحذر، وإن اتّسع له الامن استلبته الغرَّة، وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع، وإن أفاد مالاً أَطغاه الغنى، وإن عضّته الفاقة شغله البلاء، وإن جهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط به الشبع كظّته البطنة، فكل تقصير به مضرّ، وكلّ إفراط له مفسد. (نهج البلاغة: ٧٩٥)
لا مال أعود من العقل، ولا وحدة أَوحش من العجب، ولا عقل كالتدبير، ولا كرم كالتقوى، ولا قرين كحسن الخلق، ولا ميراث كالادب، ولا قائد كالتوفيق، ولا تجارة كالعمل الصالح، ولا ربح كالثواب، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة، ولا زهد كالزهد في الحرام، ولا علم كالتفكّر، ولا عبادة كأَداء الفرائض، ولا إيمان كالحياء والصبر، ولا حسب كالتواضع، ولا شرف كالعلم، ولا مظاهرة أوثق من مشاورة. (نهج البلاغة: ٧٩٧)
يأْتي على النَّاس زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه، ومن الاسلام إلاَّ اسمه، مساجدهم يومئذ عامرة من البنى، خراب من الهدى، سكَّانها وعمَّارها شرّ أَهل الارض، منهم تخرج الفتنة، وإليهم تأوي الخطيئة، يردّون من شذَّ عنها فيها، ويسوقون من تأَخَّر عنها إليها، يقول الله تعالى: فبي حلفت لابعثنَّ على أولئك فتنة أَترك الحليم فيها حيران، وقد فعل، ونحن نستقيل الله عثرة الغفلة. (نهج البلاغة: ٨٦٩)
قال(عليه السلام) وقد رجع من صفين، فأَشرف على القبور بظاهر الكوفة: يا أَهل الديار الموحشة، والـمحالّ المقفرة، والقبور المظلمة.يا أهل التربة، يا أَهل الغربة، يا أهل الوحدة، يا أهل الوحشة، أنتم لنا فرط سابق، ونحن لكم تبع لاحق.أما الدور فقد سكنت، وأما الازواج فقد نكحت، وأما الاموال فقد قسمت.هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ , ثم التفت إلى أَصحابه فقال: أما لو أذن لهم في الكلام لاخبروكم أَن " خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة : ١٩٧] ". (نهج البلاغة: ٨٠٢)

****************************