وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                

Search form

إرسال الی صدیق
نهج البلاغة بين عواصف التحريف والنقصان

للدكتور الشيخ محمّد هادي الأميني (رحمه الله)

قد يطول بنا المقال والمقام ، إذا ما أردنا بحول الله وقوته.... التحدث والتعريف بكتاب نهج البلاغة وتبيان مفاهيمه ومراميه من جوانبه المتعددة ... السفر الخالد الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لأنه في غنى عن تعريف هذا.

وتوصيف ذاك ، بعد أن استفاضت شهرة الكتاب، وطبقت الأجواء والآفاق، وتجاوزت الحدود والسدود ، وتواتر متنه على ألسنة الأدباء والعلماء والجهابذة، ولهجت وترددت بخطبه وكتبه وحكمه الركبان والمتأدبون، واوردت نصوص عباراته المؤلفون، منذ أن تصدى لجمعه ، وترتيبه ، وتأليفه، وتبويبه، الشريف الرضي محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي ٣٥٩ – ٤٠٦ هـ - كرّم الله وجهه -.

ومنذ أن صدر هذا الكتاب عن جامعه، سار في الناس ذكره ،وتألق نجمه، اشأم ،وأعرق ،وأنجد، واتهم ،وأعجب به الناس حيث كانوا ، وتدارسوه وتداولوه في كل مكان وزمان، لما اشتمل عليه من اللفظ المنتقى، والمعنى المشرق، وما احتواه من جوامع الكلم، ونوابغ الحكم، في اسلوب متساوق الأغراض ، محكم السبك، يعد في الذروة العليا من النشر العربي الرايع، ففيه من شرايف الكلام، والخطب ولطايف الوصايا، والكتب، والآداب والتربية المأثورة ، من باب مدينة العلم، والحكمة، والمتلقاة من قطب دائرة العصمة، والطهارة، والامامة، حجة الله في عباده، وخليفته في أرضه.

ولعل شهرة نهج البلاغة ... بالقيم والمثل، وعلى ضوء الصورة التي قلنا هي التي حملت رجال الفكر والأدب على اختلاف طبقاتهم، ونحلهم ، ولغاتهم، على تقديسه، وتعظيمه، وتجليله ، فضلا على أنه كتاب شرح المناسك للناسك، وأوضح المسالك للسالك، وهو خلاص  المتورطين ، ومناص المتحيرين في الفلوات، وملاذ كل فقيه بائس، ومعاذ كل خايف مستجير، مدينة المئارب, وغنية للطالب، لأن ما أودع فيه كلام عليه مسحة من الكلام الآلهي، وفيه عبقة من الحديث النبوي – صلى الله عليه وآله وسلم -، ظاهره أنيق ، وباطنه عميق، مشتمل على أمر ، ونهى ، ووعد وعيد، وترغيب، وترهيب، وجدل، وكلام ، وقصص لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه ، يدلّ على الجنة طالبها، وينجي من النار هاربها، شفاء من الداء العضال ، ونجاة من ظلمة الضلال ، دواء لكل عليل، وأمل لكلّ آمل ، وبحر ليس له ساحل، وكنز مشحون بأنواع العلوم والفنون ، ليس فيه للغموض، والإلتباس، والريب والإيهام منفذاً ومجال، يكاد ان يكون دستورا مقدساً، ونظاماً خالداً ، وقانونا منيعاً للبشرية ، في كافة مراحل ومعالم حياتها ، الفردية والاجتماعية ، وقضاياها التشريعية، والتقنينية في بيئتها وخارجها.

ولا غرابة وقد قيل من قبل: الشيء من معدنه لا يستغرب... والامام أمير المؤمنين – عليه السلام – بحّق ، ينحدر عنه السيل، ولا يرقى إليه الطير[١]، وهذا تبيان لرفعة منزلته كأنه في ذروة جبل أوبقاع مشرف ، ينحدر السيل عنه إلى الوهاد والغيطان، كما أنه أعظم في الرفعة والعلو من التي قبلها ، بل ما هو أعلى من قلال الجبال ، لفيضان العلوم والتدبيرات السياسية عنه، ولا يتوصل أحد من الإنس والجن مهما اوتي من حول وطول ، الى ما توّصل اليه – عليه السلام - ، والى هذا يشير الحديث النبوّي: علّمني رسول الله – صلى الله عليه (وآله) وسلّم - ، الف باب من العلم، استنبطت من كل باب ألف باب.

وفي رواية: علّمني رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - ، ألف باب كل با ب يفتح ألف باب [٢].

هذا ومن الطبيعي لوجود هاتيك المثل ، والقيم الذاتية في مطاوي نهج البلاغة اندفع فريق من رجالات العلم وحملة الأدب، منذ تأليفه وتصنيفه إلى شرحه وتفسيره، وبلغت شروحه ما ينيف على أربعمائة شرح وترجمة [٣] وأصبح في القرون الخالية من غير انقطاع، ضمن الكتب الدراسية تشرح وتدرس في الحوزات  العلمية، وتلزم وتفرض على الطلاب حفظ نصه في لوح صدورهم ، والسير على نهجه وهديه في جميع المجالات ، بحيث ادخل ووضع في أوّل جداول التدريس ، والمناهج الدراسية ، وكان يحفظه اكثر رواد المعرفة ، ويتبركون بذلك شأن حفظ القرآن الكريم .

ومن حفظته في قرب عهد المؤلف ، القاضي جمال الدين محمد بن الحسين بن محمد القاشاني المعروف بابن الغريب، الفقيه الفاضل، كان يكتب نهج البلاغة من حفظه [٤].

ومن حفّاظه في القرون المتقادمة ، الخطيب أبوعبدالله محمد الفارقي المتوفى عام ٥٦٤هـ، كان يحفظ نهج البلاغة ، ويعبر ألفاظه، وكان فصيحاً بليغا يكتب كلامه، وله كتاب الحكم الفارقية [٥].

ومن حفظة المتأخرين له، العلامة الورع السيد محمّد اليماني المكّي الحايري المتوفى في الحاير المقدس ٢٨ ربع الأول سنة ١٢٨٠ هـ [٦].

ومنهم العالم المؤرخ الحافظ الشاعر الشيخ محمد حسين مروة العاملي المتوفى ... كان عالماً أديبا شاعرا كاتبا مؤرخاً ماهرا، لم يكن في عصره أحفظ منه ، كان يحفظ القاموس، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، وأربعين ألف قصيدة [٧].

غير أنه من المؤسف أن ترك دراسة وتدريس هذا الكتاب في كافة الحوزات ، كبعض الدروس التي أودعت جانباً ولم يرجع اليها ... ولعّل هناك الكثير من الطلبة والادباء والمتأدبين الذين لا يجشمون أنفسهم عناء مطالعته وتوريقه، مع وفور طبعاته المتكررة التي نشرت شرقا وغرباً ، وترجم الى اللغات الحية، وهناك من نقله ونظمه شعراً.

انّ حملة العلم منذ القدم أقبلت على نقله واستنساخه، وبذلوا النفيس دون شرائه وامتلاكه قبيل ظهور الطباعة ، واجتهدوا في مقابلة وتطبيق نسختهم مع ساير النسخ المخطوطة ضبطا للنص، وتصحيحا للأصل، واختيارا للتدقيق الأكمل ، وانسجاماً مع أمانة العلم ومنهجية التحقيق، كذلك قلّما نجد في النسخ الخطية كتاب نهج البلاغة ... اختلافا أو تحريفاً أو تصحيفا، وان لم تكن كلها كاملة.

لكنها بمجموعها لم تزل كافية لتقديم أفضل صورة ممكنة للنهج ... متنا وشرحاً ، وتحتفظ مكتبات ايران ،والعراق ،وسوريا ،والقاهرة ،وبعض المكتبات الاخرى العامة والخاصة في البلاد السلامية والعربية ، بنسخ اصلية منه، او نسخ مصورة عن اصولها المخطوطة.

أجل انّ نهج البلاغة هوالكتاب الكريم الذي بلغ من الشهرة ، والخلود، والسمو، والرفعة ، والقدسية، والشرافة، ما لم يبلغه كتاب آخر القرآن المجيد...

نهج البلاغة... بين عاصفة التحريف والتصحيف

هذا ما كان عليه نهج البلاغة على امتداد التاريخ إلى ما قبل ظهور الطابعة ، فبعد أن انتشرت المطابع العربية في اكثر أنحاء الشرق ، وتعددت في لبنان ، والعراق، وايران، وسوريا ، سنة ١٨٢٢ م وأخذ  بعض الكتب الخطية طريقها الى المطابع للنشر والتوزيع ، ومنها كتاب نهج البلاغة فتعددت طبعاته بصورة واسعة، من دون مراجعة وتحقيق، وتدقيق ، وتريث ، ومقابلته ، ومقارنته، مع بعض النصوص الصحيحة القيمة التى اختارها الشريف الرضي ... من كلام الامام أمير المؤمنين – عليه السلام – ضبطاً كاملاً مستقلاً على حدة، ليتسلمه القارئ وهو آمن مطمئن الى صحته في ذاته، وكان لابد من مقابلته مع النسخ المخطوطة او المصورة ، لكنه انتشر من دون أن تكون فيه مسحة من التحقيق والتصحيح.

إنّ الشيخ محمد عبده... حين أقدم في وقته للمرة الاولى على طبع نهج البلاغة اكتفى بنسخة واحدة، وعوّل عليها، ولم يتمكن أن يصنع للنهج... خيراً، لأن جمهرة الناشرين ، وأصحاب المطابع في أيّامهم إذا وجدوا مخطوطة نشروها على حالها وعلاتها وأغلاطها ، ولا يسمحون لا نفسهم عناء البحث عن بقية النسخ او مقابلته، لذلك طبع الكتاب وفيه من الهنات مالا تعد ولا تحصى، بحيث لا يجهلها أحد من الادباء والمتأدبين.

والجدير بالذكر أن الذين أعادوا طباعة الكتاب عشرات الطبعات ، طبعوه واثبتوه على هناته وأغاليطه الى يوم الناس هذا ... والأعجب أن السيد صبحي الصالح... في شرح نهجه ص١٩ ، حين يندد بشرح الشيخ محمد عبده ، لوجود الهنات التي اخذها عليه غيرنا أو نأخذها نحن اليوم عليه – فقد جاء هو ايضاً بهنات لا تقلّ عن زلات الشيخ محمد عبده... كما سنوضح تلك في الصفحات الآتية.

هذا والذي زاد في الطين بلّه.... وأحدث في الكتاب ما شوّه نصوصه الثابتة، أن الذين تصدوا الى نشره واعادة طبعاته، تلاعبوا ببعض الكلمات واثبتوها حسب رغباتهم وميولهم العقائدية، ومشتهياتهم اللفظية والخيالية، وعلى ضوء اذواقهم الملتوية ، وادخلوا فيه ما لم يكن في نصوصه الأصلية... فحين يتحث  الامام امير المؤمنين – عليه السلام – عن التوحيد ، والعدل، والنبوة، والامامة، في خطبه، وكتبه، وحكمه، نجد «الإمامة» استحالت إلى كلمة «الأمانة» وهي خيانة لاتغتفر اعاذنا الله سبحانه منها، وينبغي تصحيحها بصورة عامة، والمضحك أن شروح نهج البلاغة المطبوعة في السنين الأخيرة في ايران، لبنان، اثبتوا في المتن كلمة «الأمانة» وتحدثوا في الشرح عن «الأمانة».

والناحية هذه جديرة بالالتفات الدقيق، والتوجه الكامل ، والعناية الكاملة، سيما من قبل اخواننا الادباء والفضلاء، من علماء ومؤلفين هذه الطائفة الشيعية الامامية الحقة، ولا يجتازوها بسلام، ولا يكونون تجاهها كعابري سبيل .

تصحيح نهج البلاغة

لوجود هذا التلاعب المستحدث في نهج البلاغة والتصحيف الواقع فيه ، أخذت على نفسى تهذيبه واصلاحه وتخليصه من رواسب التحريف الطارئة عليه، ومما يشينه عند الأدباء والقراء، فشرعت منذ سنين بمقابلته وتصحيحه وتطبيقه على عدة نسخ مخطوطة، فاستخرجت منها الأصل الثابت المتفق عليه، ثم ذكرت في الهامش ما جاء في طبعات شرح الشيخ محمد عبده ، والسيد صبحي الصالح ، ومحمد ابوالفضل ابراهيم، وغيرهم من المعاصرين الذين ساروا على نهجهم الشائب بالزيادة والنقصان والتحريف.

اما النسخ الخطية التي اعتمدت عليها في منهجية تصحيح الكتاب فهي كما يلي:

١. مخطوطة كتبت سنة ٤٨٥هـ  وهي أقدم نسخ نهج البلاغة على الاطلاق، وفي هامشها كتبت الاختلافات الموجودة في غيرها من النسخ.

٢. نسخة تاريخها سنة ٧٣٦ هـ وهي من أحسن وأكمل وأمتن النسخ الموجودة لكتاب نهج البلاغة.

٣. مصورة من نسخة مخطوطة في قم... بمكتبة الفقيد آية الله العظمى المرعشى النجفي، برقم ٣٨٢٧ وهي بخط نسخ واضح معرب ومصححة على نسخ خطية اخرى ، والنسخة هذه في ٣٣٠ص بالقطع الوزيري وبخط عالم اديب فقيه من القرن الخامس الهجرى،وفي آخرها: وفرغ من نقله من أولها الى هذا الموضع الحسين بن الحسن بن الحسين المؤدب في شهر ذي القعدة سنة... واربعمائة هجرية والحمد الله ربّ العالمين.

والتاريخ قبل لفظة «أربعمائة» غير واضح لا يمكن تشخيصه بصورة باتة.

وفي آخر الجزء الاول من المخطوطة ص ١٧٤ جاء ما لفظه...

- قرأ عليّ هذا الجزء شيخي الفقيه الأصلح أبوعبدالله الحسين – رعاه الله - .... وكتب محمد بن علي بن أحمد بن بندار بخطه في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين واربعمائة (٤٩٩) هجرية – عظم الله يمنها بمنه -.

٤. نسخة مطبوعة على الحجر في مدينة تبريز، وتاريخها ١٢٦٧ هـ وبخط محمد جعفر قراجه داغي، وهي أقدم النسخ المطبوعة على الاطلاق.

٥. شرح قطب الدين الراوندي باسم منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة وهو في ثلاث مجلدات ١-٣ طبع في مدينة قم سنة ١٠٩٢ فأجزت له روايته عني بأسانيدي المتصلة الى السيد الأجل – قدس الله روحه. وكتب الحقير محمد باقر بن محمد تقي عفى عنهما حامدا ومصليا مسلما- .والنسخة خالية عن اسم الناسخ، وتاريخ الكتابة . وهي برقم ٤٠١ في المكتبة المرعشية العامة.

٦. شرح نهج البلاغة، لكمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفى ٦٧٩ هـ في خمسة اجزاء ط ايران عام ١٣٧٨ هـ قدم له الشيخ الخاتمي. وقد جعل المتن شرح محمد عبده، لذلك يتباين مع الشرح الذي أورده المؤلف، وهذا ما يؤخذ عليه الذين عنوا بتصحيحه ، كما جاء في الصفحة الاولى من المجلد الأول ولفظه: عنى بتصحيحه عمدة من الأفاضل وقوبل بعدة نسخ موثوق بها – واختلاف المتن مع الشرح يدل على كذب هذه الجملة .

٧. إختيار مصباح السالكين (الشرح الوسيط)  لكمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني السالف الذكر، نسخة خطية مصورة في مكتبتي الخاصة ، وتقع في  ٥٠٨ص بالقطع الوزيري. ليس في المخطوطة اسم الناسخ وتاريخه، إلا أن الكتابة تعود الى ما قبل القرن العاشر الهجري . وطبع الشرح هذا سنة ١٤٠٨ هـ بتحقيق وتصحيح صاحب المقال هذا، واعيد طبعه مراراً في ايران.

إنّ التصرف المستحدث في نسخ نهج البلاغة المطبوعة يتلخص في ثلاثمائة موضع تقريبا كما ذكرت ذلك في نسختي الخاصة، غير أنني في هذه العجالة ذكرت بعضاً من النماذج على سبيل المثال، ليكون القارئ الكريم... على بصيرة من التحريف الحاصل فيه،ولعل الله سبحانه وتعالى، ويقيض رجالا لنا يجندون أنفسهم الى تصحيحه واخراجه بشكله الواقعي إنه وليّ التوفيق...

١. الخطبة الاولى في ذكر ابتداء خلق السماء الأرض ...

جاء في النسخ الخطية المذكورة سلفا، وشرح قطب الدين الراوندي ١/٢٣، وشرح ابن أبي الحديد ١/٧٥، وشرح ابن ميثم البحراني ١/١٨٩ ، وشرح ابن ميثم (الوسيط) ص٤٩، هكذا: فمن وصف الله سبحانه فقد سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه ، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه فقد جهله، ومن أشار اليه فقد حدّه فقد عدّه ، ومن قال فيم فقد ضمنه-.

وفي شرح محمد عبده ١/١٥، وصبحي الصالح ص٣٩ اضيفت إلى آخر جملة: ومن جزأه فقد جهله، الجملة التالية: ومن جهله فقد أشار اليه – والجملة مستحدثة لا معنى لها فالذى ينكر وجود الله سبحانه وتعالى ولم يعرفه كيف يشير إليه، والذين ساروا على نهج محمد عبده، وحذوا حذوه، التبس عليهم الأمر.

٢. نفس الخطبة، في صفة خلق آدم – عليه السلام - :

في المخطوطات، وشرح قطب الدين الراوندي ١/٧٠ وابن أبى الحديد ١/٩٧، وشرح ابن ميثم ١/١٨٩، ونهج البلاغة (المصورة) ص ٥٦ واختيار مصباح السالكين ص ٥٠ ، هكذا:

- ومعرفة يفرق بها بين الحق والباطل، والاذواق والمشام، والألوان والاجناس، معجونا بطينة الألوان المختلفة، والأشباه المؤتلفة، والاضداد المتعادية، والخلاط المتباينة، من الحرّ والبرد، والبلة والجمود، والمساءة والسرور-.

وفي المطبوعة حذفت عبارة: والمساءة والسرور – وفي شرح ابن ميثم الكبير ١/١٦٩ لم يذكر في المتن وجاء في الشرح ١/١٨٩.

٣. الخطبة الشقشقية:

في المخطوطة، وشرح ابن أبى الحديد ١/٢٠٤، وشرح قطب الدين الراوندي ١/١٢١، ونهج البلاغة (المصورة) ص١٠ ، ورد هكذا: قال: إن رفع رأسها بمعنى أمسكه عليها.

وفي الحديث أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، خطب الناس وهوعلى ناقة وقد شنق لها وهي تقصع بجرّتها ، ومن الشاهد على أن (أشنق) بمعنى شنق قول عدي بن زيد العبادي:

ساءها مالها تبيّن في الأيد ***** ي واشناقها إلى الأعناق

والحديث بكامله محذوف في المطبوع.

٤. خطبة ٢٣ اولها:

أما بعد فإن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض ... إلى أن يقول – عليه اسلام-: نسأل الله منازل الشهداء ومعايشة السعداء، ومرافقة الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام -.

هذا ما في المخطوطة فقط.

وفي المطبوع جاء مع حذف جملة: - عليهم الصلاة والسلام-.

وأيضاً في الخطبة نفسها:

في المخطوطات ، وشرح الدين الراوندي ١/١٩٠، وشرح ابن أبى الحديد ١/٣١٢، ونهج البلاغة (المصورة) ص٢٠، ومصادر نهج البلاغة ١/٣٧٥، وشرح ابن ميثم ٢/٤، واختيار مصباح السالكين ص ١٢٩، وشرح محمد عبده ١/٦٢ جاء هكذا:

- إنه لا يستغنى الرجل، وإن كان ذامال، عن عشيرته، ودفاعهم عنه بأيديهم ألسنتهم... ولسان. الصدق يجعله الله للمرء في الناس خيرله من المال يرثه غيره-.

- وفي صبحي الصالح ص٦٥ ط١٣٨٧ هـ ١٩٦٧ م ورد هكذا:

- إنه لا يستغنى الرجل وإن كان ذامال عن عترته. ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم... لسان. الصديق يجعله الله للمرء في الناس خيرله من المال يروثه غيره-.

- فصّحف كلمة «عشيرته» إلى «عترته».

- وجملة «يورثه غيره» إلى «يرثه غيره».

٥. خطبة ٣١

في المخطوطة، والنسخة المصورة ص٢٦، وشرح ابن أبي الحديد ٢/١٦٢، واختيار مصباح السالكين ص ٢١٢، هكذا:

ومن كلامه (ص) قاله لمّا أنفذ عبد الله بن العباس – رحمة الله – الى الزبير، قبل وقوع الحرب يوم الجمل ليستفيئه الى طاعته، قال له – عليه السلام -: لا تلقين طلحة...

في المطبوع: ومن كلام له – عليه السلام – لابن العباس لما أرسله الى الزبير ، يستفيئه الى طاعته قبل حرب الجمل.

وجاء في آخر الكلام ما لفظه: فما عدا ممّا بدا، قال الرضي – رحمة الله -: وهو– عليه السلام - ، أوّل من سمعت منه هذه الكلمة أعني: فما عدا ممّا بدا-.

مصادر نهج البلاغة ١/٤٢٠، شرح ابن أبى الحديد ٢/١٦٢، شرح قطب الدين الراوندي ١/٢٢١، شرح ابن ميثم ٢/٥٩، نهج البلاغة المصورة ص ٢٧، اختيار مصباح الساكين ص ٢٤٠.

وفي شرح محمد عبده ورد هكذا:

- فما عدا ممّابدا ، أقول هواوّل من سمعت منه هذه الكلمة أعنى (فما عدا بدا).

٦. من كلام له – عليه السلام – رقم ٤٦، عند عزمه على المسير الى الشام...

جاء في آخر الكلام ما نصه:

- قال السيد – رحمة الله – وابتداء هذا الكلام مروى عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – وقد  قفاه – عليه السلام – بأبلغ كلام ، وتمّمه بأحسن تمام، من قوله: ولا يجمعهما غيرك ، الى آخره -.

المخطوطات، شرح قطب الدين الراوندي ١/٢٥٥، نهج البلاغة (المصورة)ص٣٥، وشرح ابن أبى الحديد ٣/١٦٥، مصادر نهج البلاغة ٢/١١، اختيار مصباح السالكينص ٣١٢.

وتعليق الشريف الرضى... هذا ساقط من اكثر نسخ نهج البلاغة المطبوعة.

٧. خطبة ٧٧، وفي نسخة ٧٨...

ومن كلام له – عليه السلام – لمّا عزم على المسير الى الخوارج، وأوله: أتزعم أنك تهدى الى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء...

وجاء في آخره: والمنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار سيروا علم اسم الله-.

نسخة نهج البلاغة (المصورة) ص٤٨، وشرح قطب الدين الراوندي ١/٣١٠، شرح ابن ابى الحديد ٦/١٩٩ ، شرح محمد عبده ١/١٢٨، شرح ابن ميثم (الكبير) ٢/٢١٥ ؛ اختيار مصباح السالكين ص٤١٠، صبحي الصالح ص١٠٥؛ وفي مصادر نهج البلاغة ٢/٨٢ حذفت الجملة التالية: والساحر كالكافر ، والكافر في النار سيروا علم اسم الله-.

٨. من كلام له – عليه السلام – وهو يخطب على منبر الكوفة، وقد سأله سائل عن شأن النساء فقال – عليه السلام -:

لا تأمنوهن على مال، ولا تدعوهن وتدبير العيال، فأنكم ان أطعتموهن لوردن المهالك، وعصين الممالك إنا وجدناهن لا وفاء لهن عند ارادتهن ( هكذا في الاصل) ولاورع بهن عند شهوتهن، البذخ فيهن موجود وان ورعن ، والزهو بهن لا حق وإن هرمن، لا يشكر من الكثير إذا منعن القليل ، يذعن الشر ويخفين الخير، فمتعوهن والطفوهن فأنهن بلاء كلهن وأبلى من بلائهن أنه لابّد منهن، والسلام وحده ، والحمدالله  كفى-.

انفردت بذكر هذا الكلام النسخة المخطوطة المؤرخة سنة ٧٣٦ هـ، وهي كما ذكر العلامة المتتبع السيد محمد علي الروضاتي، من أحسن وأكمل وامتن النسخ الموجودة لكتاب نهج البلاغة وأنها موجودة في مكتبة شخصية واقعة في مدينة اصفهان، ولم يكن للوصول إليها من سبيل.

ورغم التتبع والمطالعة لم أجد الكلام هذا في نسخ نهج البلاغة بصورة باتة، غير المخطوطة التي أوعزنا إليها ، وقد ورد بعد كلام له – عليه السلام - : معاشر الناس ، إنّ النساء نواقص الايمان، نواقص الحظوظ – إلى آخره ...

٩. الخطبة التى تسمّى بالغرّاء...

أولها: الحمدلله الذي علا بحوله، ودنا بطوله... (الى أن قال:) وأشهد أن لا إله إلاّ الله الذى رفع السماء فبناها، وسطح الأرض فطحاها ، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله -.

هذا ما في المخطوطات ، وساير النسخ الخطيّة، واما المطبوعة فلم  تكن فيها الجملة السالفة من كلمة: وأشهد أن لا إله ألاّ الله (إلى قوله) فطحاها.

١٠. خطبة الأشباح...

في المخطوطات ، وشرح قطب الدين الراوندي ١/٣٧٥، وشرح ابن أبى الحديد ٦/٣٩٨، ومصادر نهج البلاغة ٢/١٤١، وشرح ابن ميثم البحراني ٢/٣٢٢، ونهج البلاغة (المصورة)ص٦٢،واختيار مصباح السالكين ص٢١٥ جاء قبل ابتداء الخطبة ما لفظه:

- روى مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر بن محمد – عليهما السلام -، أنه قال: خطب أمير المومنين – عليه السلام – بهذه الخطبة على منبر الكوفة ، وذلك أن رجلا أتاه وقال له: يا أميرالمؤمنين صف لنا ربّنا مثلما نراه عياناً، لنزداد له خبّا ، وبه معرفة، فغصب – عليه السلام -، ونادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس إليه حتى غصّ المسجد بأهله، فصعد المنبر وهو مغصب متغير اللون، فحمد الله واثنى عليه ، وصلى على النبيّ – صلى الله عليه وآله -، ثم قال: الحمد الله الذي لا يفره المنع والجمود...

والحديث بكامله هذا ليس في محمد عبده.

وجاء ايضاً في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق ص٤٨ .

١١. خطبة ١٨١ في المخطوطات، وشرح قطب الدين الراوندي ٢/١٩٤، وشرح ابن أبى الحديد ١٠/١١٥ خطبة ١٨٤، ونهج البلاغة (المصورة)ص١٦٤، واختيار مصباح السالكين ص٣٧٧، جاء هكذا: الحمدالله المعروف من غير رؤية... الى أن قال: فالقرآن آمر زاجر، وصامت ناطق ، حجة الله على خلقه، أخذ عليه ميثاقهم، وارتهن عليهم أنفسهم ، أتم نوره ، وأكرم به دينه-.

وفي محمد عبده، ومن سار على نهجه ابدلت كلمة «أكرم» بكلمة «أكمل».

وهو خطأ فاحش، ومعنى الجملة أن دين الله سبحانه وتعالى كان ناقصاً ومبتورا قبل نزول القرآن الكريم ، واكمل بالقرآن الكريم، وقد يحسب البعض البعض أن (أكمل) صحيح لا بأس بها ولا منافاة بينهما، ولكن الغرض هنا هو بيان التحريف المستحدث في نهج البلاغة-.

١٢. الخطبة ١٨٧

في المخطوطات، وشرح القطب الدين الراوندي ٢/٤٣٧ وابن أبي الحديد ١٣/١١٠ خطبة ٢٣٥، ومصادر نهج البلاغة ٣/١٨، وشرح محمد عبده ٢/١٢٩، وشرح ابن ميثم الكبير ٤/١٩٢، ونهج البلاغة (المصورة) ص١٧٦، اختيار مصباح السالكين ص ٥٤٩،هكذا:

فمن الايمان ما يكون ثابتاً مستقراً في القلوب... (الى أن يقول): لا يقع إسم الهجرة على أحد إلاّ بمعرفة الحجة فى الأرض -.

في صبحي الصالح ص ٢٨٠ هكذا:

ولايقع اسم الهجرة على أحد بمعرفة الحجّة في الأرض-.

فحرف (إلاّ) حذف وغيّر المعنى ، وحدث تبديل في مفهوم الجملة.

١٣. خطبة ١٩٠ وتسمّى القاصعة

في المخطوطات، وشرح قطب الدين الراوندي ٢/٢٧٠، ومصادر نهج البلاغة ٣/٥٣، ونهج البلاغة (المصورة)ص١٩٠، وشرح ابن أبي الحديد ١٣/١٩٧، وشرح ابن ميثم (الكبير) ٤/٣٠٦،٣١٣، واختيار مصباح السالكين ص٤٤٩،وفيه:

- وقد علمتم موضعي من رسول الله – صلى الله عليه وآله – بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليج يضمّني الى صدره-.

في شرح محمد عبده ٢/١٥٧، وصبحي الصالح ص ٣٠٠ جاء:

- وضمّني في حدره وأنا وليد يضمني الى صدره ...

فكلمة «وليد» صحفت بكلمة «ولد» ومعلوم أن الوليد هوالطفل الصغي،والصّبى، ويوضع في حجر الإنسان، والولد يطلق على الذكور من الأولاد بصورة عامة.

١٤. خطبة ١٤٩

المخطوطات، وشرح قطب الدين الراوندي ٢/٧٩.

وأحمد الله واستعينه على مداحر الشيطان... (الى ان قال): وأشهد أن لا إله الله، وأشهد أن محمداً عبده ونجيبه وصفوته-.

وفي شرح ابن ميثم البحراني (الكبير) ٣/٢٢٠، ومصادر نهج البلاغة ٢/٣٣٨، ونهج البلاغة ( المصورة) ص١٢٤، وشرح ابن أبى الحديد ٩/١٣٧، وشرح محمد عبده ٢/٣٧، وصبحي الصالح ص٢٠٩، هكذا:

- وأحمد الله واستعينه على مداحر الشيطان ومزاجره، والاعتصام من حبائله ومخاتله، وأشهد أن لا إله الاّ الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله-.

١٥. خطبة٢٠٠

في الأصل: ومن كلام له – عليه الصلاة والسلام – قال: عند دفن سيدة النساء فاطمة الزهراء – عليها السلام - ، كالمناجي به رسول الله (ص) عند قبره – صلوات الله عليه - ...

شرح قطب الدين الراوندي ٢/٣٠٧، نهج البلاغة (المصورة) ص٢٠٣، وشرح ابن أبي الحديد ١٠/٢٦٥، شرح ابن ميثم البحراني (الكبير) ٤/٢، اختيار مصباح السالكين ص٣٩٣.

في شرح محمد عبده ٢/١٨٢، ومصادر نهج البلاغة ٣/٩١ لفظه:

- ومن كلام له – عليه السلام -، عند دفن سيدة النساء فاطمة – عليه السلام –.

١٦. بين خطبة رقمها ٢١٦ و٢١٧

كلام له – عليه السلام -  محذوف بكامله، وجاء في الأصل، وذكره الراوندي في شرحه ٢/٣٥٢، وابن أبي الحديد في شرحه ١٣/٢٩٦ وشرح ابن ميثم (الكبير) ٤/٣٢٢ ونصه:

ومن كلام له – عليه السلام -، قاله لعبدالله بن عباس قد جاءه برسالة من عثمان بن عفان، وهو محصور يسأله الخروج الى ما له بينبع، ليقلّ هتف الناس باسمه للخلافة، بعد أن كان سأله مثل ذلك من قبل ... فقال – عليه السلام-:

يا ابن عباس، ما يريد عثمان الاّ أن يجعلني جملاً ناضحاّ بالغرب، أقبل وأدبر بعث إلي أن اخرج، والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثماً-.

١٧.خطبة ٢٣٦   

في شأن الحكمين وذم أهل الشام...

أولها: جفاة طغام، وعبيد اقزام... إلى ان يقول: ألا وان القوم اختاروا لأنفسهم أقرب القوم ممّا يحبون، وإنكم إخترتم لانفسكم أقرب القوم ممّا تكرهون-.

المخطوطات، شرح ابن أبي الحديد ١٣/٣٠٩، نهج البلاغة (المصورة) ص٢٢٧، وشرح ابن ميثم البحراني (الكبير) ٤/٣٢٨، واختيار مصباح السالكين ص٤٦٦.

وفي شرح محمد عبده ٢/٢٣١، ومصادر نهج البلاغة ٣/١٨٦ هكذا :

- ألا وإن القوم اختاروا لأنفسهم أقرب القوم مما تكرهون...

١٨.خطبة ١٠٢

جاء في آخرها بعد جملة: حتى اخرج الحق من خاصرته...

وقد تقدم مختار هذه الخطبة، الاّ انني وجدتها في هذه الرواية على خلاف ما سبق في زيادة ونقصان، فأوجبت الحال اثباتها ثانية -.

المخطوطة، شرح قطب الدين الراوندي ١/٤٤٥ ، مصادر نهج البلاغة ٢/٢٠٨، شرح ابن أبي الحديد ٧/١١٤، نهج البلاغة (المصورة)ص٨٣.

وهذا القول من الشريف الرضي... غير مدون في شرح محمد عبده ١/٢٠٠، وشرح ابن ميثم (الكبير) ٣/٢١.

١٩. خطبة ١٠٤

اولها: الحمدلله الذي شرع الاسلام فسهل شرائعه... (الى أن قال): فهو أبلج المناهج،واضح الولائج، مشرف المنار-.

في الأصل، مصادر نهج البلاغة ٢/٢١٣، نهج البلاغة (المصورة) ص٨٥، شرح محمد عبده ١/٢٠٣، اختيار مصباح السالكين ص٢٥٠.

وجاء في صبحى صالح ص١٥٣، شرح قطب الدين الراوندي ١/٤٥١، وشرح ابن البحراني (الكبير) ٣/٣٠، وشرح ابن الحديد ٧/١٧١، هكذا:

فهو أبلج المناهج، وأوضح الولائج...

إن الكاتب عند نسخه لنهج البلاغة... حسب ان كلمة «أبلج» على وزن أفعل هنا للتفضيل، ولابد أن يكون «واضح» أيضاً للتفضيل فأبدل واضح الى أوضح، وذهب عليه أن «أبلج» نحو«أحمر» و«أسود» و«أبيض» صفة مطلقة لا صفة تفضيل حتى يجعل كلمة «واضح»«أوضح».

٢٠. خطبة ١٢٣ وقيل: ١٢٥

ومن كلام له – عليه السلام – في الخوارج لمّا انكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم فقال ...

المخطوطات، شرح ابن أبى الحديد ٨/١٠٣، نهج البلاغة (المصورة) ص١٠٥، شرح قطب الدين الراوندي ٢/٣٦، اختيار مصباح السالكين ص٢٨١. مصادر نهج البلاغة ٢:٢٧٧ .

وفي المطبوع جاء: ومن كلام له – عليه السلام – في التحكيم.

محمد عبده ٢/٥، صبحي الصالح ص١٨٢، شرح ابن ميثم ٣/١٢٦.

٢١. من كلام له – عليه السلام – رقم ١٢٨

ومن كلامه – عليه السلام – لأبي ذر – رحمه الله – لما أخرج الى الربذة...

المخطوط، مصادر نهج البلاغة ٢/٢٩٠، شرح قطب الدين الراوندي ٢/٤٧ وشرح ابن أبي الحديد ٧/٢٥٢، نهج البلاغة (المصورة) ص ١١٠، شرح ابن ميثم البحراني (الكبير) ٣/٤٥، السقيفة وفدك/٧٨، صبحي الصالح ص١٨٨، الغدير ٨/٣٠٠.

وفي شرح محمد عبده، ٢/١٢: ومن كلام له – عليه السلام – لأبي ذر – رحمه الله – لمّا خرج إلى الربذة...

تصحيف فاحش ، واختلاق عمدي ، والدنيا والتاريخ على علم راسخ، ويقين صادق، أن أباذر – رحمه الله -، لم يخرج الى الربذة من تلقاء نفسه وراغبا اليها، وإنما أخرجه عثمان بن عفان، وسيره ونفاه عليها، وفرق بين كلمة (خرج) و(أخرج).

قال ابن أبي الحديد في شرحه ٨/٢٥٢: واعلم أن الذي عليه أكثر ارباب السيرة، وعلماء الأخبار، والنقل، أن عثمان، نفى أبا ذر اولا الى الشام، ثم استقدمه الى المدينة لما شكى منه معاوية، ثم نفاه من المدينة الى الربذة، لما عمل بالمدينة نظير ما كان يعمل بالشام...

باب كتب الامام أميرالمؤمنين – عليه اسلام –

٢٢. كتابه – عليه السلام – ، رقم ٤٥ الى عثمان بن حنيف الأنصاري ، وهوعامله على البصرة:

اوله: أما بعد يا ابن حنيف فقد بلغني ... (الى ان يقول): فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا، ولا ادّخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا، ولا حزت من أقطار ارضها شبرا، ولا أخذت منه إلاّ كقوت اتان دبرة، ولهي في عيني أو هى وأهون من عفصة مقرة... بلى كانت في أيدينا  فدك-.

في المخطوطات الثلاثة، شرح قطب الدين الراوندي ٣/١٤٣، مصادر نهج البلاغة ٤/٣٦٨، نهج البلاغة (المصورة)ص٢٦٩، شرح ابن أبي الحديد ١٦/٢٠٥.

لا توجد من كلمة: ولا حزت من أقطار أرضها شبرا (إلى) عفصة مقرة، في شرح محمد عبده ٣/٧١، وصبحي الصالح /٤١٧، وشرح ابن ميثم (الكبير) ٥/١٠٤، لا يوجد في المتن، ولكن جاء في الشرح.

٢٣. في نفس كتابه الى عثمان بن حنيف

وأنا من رسول الله – صلى الله عليه وآله – كالصنو من الصنو، والذراع من العضد...

المخطوطة، شرح محمد عبده ٣/٧٣، شرح قطب الدين الراوندي ٣/١٤٥، شرح ابن ميثم (الكبير) ٥/١٠٠، نهج البلاغة (المصورة)ص٢٧٠،اختيار مصباح السالكين ص٥٣٠.

وفي شرح ابن أبي الحديد ١٦/٢٩٠، وصبحي الصالح ص ٤١٨ جاء:

- وأنا من رسول الله كالضوء من الضوء، والذراع من العضد.

ثم قال أبن أبي الحديد: شبه الامام نفسه بالضوء الثاني، وشبه رسول الله بالضوء الاول، وشبّه منبع الأضواء عز وجل بالشمس الذي توجب الضوء الأول، ثم الضوء الأول توجب الضوء الثاني، والى هذا المعنى أشار صبحى صالح في شرحه ص ٦٩٣، ونقل نفس التأويل الفارغ الذى ذهب اليه ابن أبى الحديد... ولم يتفوه به أحد غيره.

هذا وكلمة «الصنو» واضحة جليلة لا يفتقر الى تأويل وتخيلات واهية، قال ابن الأثير الجزري، في (النهاية) ٣/٥٧: الصنو، المثل. وأصله ان تطلع نخلتان من عرق واحد، وامير المؤمنين عليه السلام، يريد أن يقول أنه اصل رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - ، واصل أبي واحد، والمراد من هذا التشبيه بيان شدة الامتزاج والقرب بينهما – صلوات الله وسلامه عليهما - ، والى هذا أشار المام في شعره:

محمّد النبّي اخي وصنوي ***** وحمزة سيدالشهداء عمّي

وقال عبدالله بن أبى سفيان بن الحارث بن المطلب:

وصيّ رسول الله حقاً وصنوه ***** وأول من صلّى ومن لان جانبه [٨]

باب المختار من حكم أمير المؤمنين – عليه السلام –

٢٤. حكم رقم ٨

وقال عليه السلام : إذا أقبلت الدنيا على قوم، أعارتهم محاسن غيرهم ، واذا أدبرت منهم سلبتهم محاسن أنفسهم.

المخطوطات، شرح قطب الدين الراوندي ٣/٢٨٩، شرح ابن أبي الحديد ١٨/١٠٥، مصادر نهج البلاغة ٤/١١، مروج الذهب ٣/٤٣٤، اختيار مصباح السالكين ص٥٧٩.

وفي شرح محمد عبده ٤/٤، وشرح ابن ميثم ٥/٢٤٣، وصبحي الصالح/ ٤٧٠ هكذا:

إذا اقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.

٥. رقم ١٩٠

واعجباه أتكون الخلافة بالصحابة، ولا تكون بالصحابة والقرابة؟

قال الرضي: وروى له – عليه السلام – شعر في هذا المعنى، وهو:

فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم ***** فكيف بهذا والمشيرون غيب

وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم ***** فغيرك أولى بالنبيّ وأقرب

المخطوطات، شرح قطب الدين الراوندي ٣/٣٣١، شرح ابن ميثم البحراني ٥/٣٤١، شرح ابن أبي الحديد ١٨/٤١٨، مصادر نهج البلاغة ٤/١٥٢، خصائص الائمة/١١١ ط سنة ١٤٠٦ هـ وجميع نسخ نهج البلاغة ... المخطوطة، والشروح المطبوعة، روت هذه الحكمة كما ذكرناها. غير أن محمد عبده في شرحه ٤/٤٣، وصبحي الصالح في شرحه ص٥٠٢ أثبت هكذا:

- واعجباه، أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة...

ولا ريب ان هذا غلط واضح، وتحريف بيّن، واختلاق صريح، وللامام الفقيه الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفى ٦٧٩ هـ، في شرحه ج٥/٣٤٢ توجيه بعد ذكره لهذه الحكمة ، قال:

روى هذا القول عنه – عليه السلام – بعد بيعة عثمان، وهو صورة جواب ما كان يسمعه من تعليل استحقاق عثمان للخلافة تارة بالشورى، وتارة بأنه من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – .

تقريره : أن استحقاقه للخلافة إما أن يكون معللا بالشورى، او بصحبة رسول الله ، وأو بقرابته، فان كان الأول فكيف يملك عثمان امور الناس للشورى، واكثر من يستحق الاستشارة منهم لم يكونوا حاضرين(؟) وذلك معنى اشارته بقوله: فإن كنت بالشورى ملكت امورهم (إلى تمام البيت).

وإذ كان الثاني، فكيف يملك امورهم بالصحبة بوجود من له الصحبة التامة والقرابة معاً؟ بل يكون هذا أولى، وإن كان الثالث فغيره اولى منه بالنبيّ وأقرب إليه، وعنى نفسه في الوجهين، وقوله: فكيف بهذا... أي فكيف يملكه بهذا.

٢٦. الحكم رقم ٢٥٢

أولها: فرض الله الايمان تطهيرا من الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر ... (إلى أن قال): وترك الكذب تشريفاً للصدق ، والسلام أمان من المخاوف. والامامة نظاماً للامة، والطاعة تعظيما للامامة .

الاصل، اختيار مصباح السالكين ص ٦٢٦، مصادر نهج البلاغة ٤/١٩٣، شرح ابن ميثم (الكبير) ٥/٣٦٦. وفي شرح محمد عبده ٤/٥٥، وصبحي الصالح ص٥١٢، وفي شروح بعض الاعلام والفضلاء العربية والفارسية، أبدلت كلمة «الإمامة» بكلمة «الأمانة» أو«الأمانات» إما لجهلهم، اوتجاههم، اوعدم الالتفات إلى الجملة ومعناها، ولو فرضنا أن الكلمة كانت «الامانة» فلابد لنا من جعل كلمة «الامامة» «الامانة» ويكون حاصله هكذا: والامانة نظاما للامة، والطاعة تعظيما للامانة، ومراد الامام امير المؤمنين – عليه السلام - ، هنا تعظيم مقام الامامة ومكانتها في المجتمع، حياة الانسان.

قال الامام الفقيه ابن ميثم البحراني، في شرحه لهذه الجملة: الامامة، وغاية فرضها كونها نظاماً لامر الامة، اذ الخلق متى كان لهم رئيس منبسط اليد قوي الشوكة يردع الظالم عن ظلمه، ويأخذ للمظلوم بحقه كان بذلك صلاح أحوالهم ونظام امورهم في معاشهم ومعادهم، ولا كذلك اذا لم يكن مثل ذلك الرئيس.

وطاعة الامام وغاية فرضها ، تعظيم امامة الامام لغاية امتثال الخلق لقوله، والافتداء به.

والغريب أن متن شرح ابن ميثم... هو شرح محمد عبده... والشرح معاير مع المنن  ، وكأن مصحّحه لم يتوجه الى هذه الناحية الأساسية.

التصحيف في شرح ابن أبي الحديد...

من الذين سبقهم التوفيق والسداد، فتطوع الى وضع شرح مبسوط عن نهج البلاغة وما اكثرهم [٩] عز الدين عبدالحميد بن محمد بن محمد الحسين بن أبي الحديد المعتزلي المدائني (٥٨٦ – ٦٥٥هـ) وهو من الشروح المتداولة، وقد نقلت للفارسية، وطبع  شرحه عدة مرات في ايران ، ومصر ، ولبنان، وآخر من تصدى لتحقيقه وتهذيبه السيد محمد ابوالفضل ابراهيم عام ١٣٧٨ هـ واخرجته  دار احياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، بمصر في عشرين مجلدا، مع ما فيه من الهنات والتصحيف خلال صفحات مجلداته، من دون أن يرجع الصواب الى أصله، ويتوجه الى سياق البيان واسلوب الكلام من الناحية الأدبية، وهنا على سيل لمثال نأتى بموردين، وكم فيه لذة هذا التحريف:

١. قال في مقدمة الشرح

- الحمد لله الواحد العدل، الحمد لله الذّي تفرد بالكمال، فكّل كامل سواه منقوص... (الى أن يقول): وصلى الله على رسوله محمد. والذي المكني عنه شعاع من شمسه، وغصن من غرسه، وقوة من قوى نفسه، ومنسوب اليه نسبة الغد إلى يومه، واليوم الى امسه. فما هما الا سابق ولاحق، وقائد وسائق، وساكت وناطق، ومجل ومصل، سبقا لمحة البارق ، وأنارا سدفة الفاسق، - صلى الله عليهما – ما استخلب خبير ، وتناوع حرء وشير -.

فما معنى قوله: وصلى الله على رسوله محمد والذي المكني عنه شعاع من شمسه، وغصن من غرسه – الى آخره ولماذا قال: صلى الله عليهما ، والضمير جاء مثناة في عليهما؟

عند مراجعة طبعات شرح ابن أبي الحديد... وقفنا على أقدم طبعاته وتاريخها ١٢٧١ هـ فقد طبع في مدينة تبريز، في مجلدين كبيرين حجر، وبخط كلبعلي أفشار القزويني، وبقطع الوزيري كبير، ونجد المقدمة هكذا:

- وصلى الله على رسوله محمد وعليّ المكني عنه شعاع من شمسه... وصلى الله عليهما يعني: محمّد وعلّي..  وفات المحقق أو تغافل او تعمد في خيانته، فحذف كلمة «علي» وجعل بدلها «الذي» ولا معنى له في العبارة، كما أنه لم يجعل ضمير «عليهما مفردا، لأنه سبحانه وتعالى أراد أن يظهر سوءة المحقق وخيانته وتلاعبه ، ويجعله عبرة في التاريخ ، يكشف القناع عن حقده الدفين للامام أمير المؤمنين – عليه السلام -...

٢. الحديث المتواتر الصحيح الوارد عن ابي سعيد الخدري...

قال: كنا معاشر الأنصار نبور [١٠] اولادنا بحبهم عليا – رضي الله عنه – ، فادا ولد فينا مولود فلم يحبّه عرفنا أنه ليس منا – .

أسنى المطالب للجوزي ص٥٨، الرياض النضرة ٢/٢١٥، حلية الأولياء ٦/٢٩٥، الصواعق المحرقة/ ٧٣، الغدير ٤/٣٢٢، مجمع الزوائد ٩/١٣٢. مصادر اخرى موثوقة ثابتة.

إلاّ أن الحديث هذا لم يرق ذوي النفوس المريضة ،فحرفوه وأخرجوه عن حالته الأصيلة واثبتوه هكذا:

- عن أبي سعيد الخدري ، قال: كنا بنور ايماننا نحبّ علي بن أبى طالب، فمن أحبه عرفنا انه منا-. [١١]

(إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) [١٢].

هذا وآخر دعوانا أن الحمدلله ربّ العالمين...

-------------------------------------------------------
[١] . من عبارات الخطبة المعروفة بالشقشقية. الشريف الرضي ، لصاحب المقال ص ١٤١ .
[٢] . كنز العمال ٦/٣٩٢ – ٤٠٥ ؛ فتح الباري، ١٦/١٦٥.
[٣] . الشريف الرضي ، ص١٨٢ – ١٥٧.
[٤] . فهرست منتجب الدين الرازي، ص١٧٦، ط ١٤٠٤هـ؛ الغدير ٤/١٨٦ .
[٥] . البداية و النهاية ١٢/٢٦٠ ؛ المنتظم ١٠/٢٢٩.
[٦] . الغدير ٤/١٨٦ .
[٧] . تكملة أمل الآمل ، للسيد حسن الصدر ، ص٣٧٦ .
[٨] . الغدير ٢/٢٥، مصادر نهج البلاغة ١/١٤٠ و ٣/٣٧٠.
[٩] . الشريف الرضي، لكاتب البحث ص١٨٢ – ١٥٧ فصل «شروح نهج البلاغة».
[١٠] . نبور، بالنون والباء الموحدة، وبالراء، اي نختبر ونمتحن.
[١١] . شرح ابن أبي الحديد ٤/ص١١٠.
[١٢] . سورة الحج: ٤٦.
****************************