العلامة المجلسي (قدس سره)
باب - ٢٢ : أنه صلوات الله عليه الفضل والرحمة والنعمة
١- فس : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هوخير مما يجمعون) [١] قال : الفضل رسول الله صلى الله عليه وآله والرحمة [٢] أميرالمؤمنين عليه السلام ( فبذلك فليفرحوا ) قال : فليفرح شيعتنا هوخير مما اعطي [٣] أعداؤنا من الذهب والفضة [٤] .
٢- ما : أبوعمرو، عن ابن عقدة ، عن يعقوب بن يوسف ، عن نصر بن مزاحم ، عن محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : ( بفضل الله وبرحمته ) بفضل الله : النبي صلى الله عليه وآله وبرحمته : علي عليه السلام [٥] .
٣ - شي : عن محمد بن فضيل ، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله : ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته) [٦] قال : الفضل رسول الله صلى الله عليه وآله ورحمته أميرالمؤمنين عليه السلام [٧] .
كشف : أبوبكر بن مردويه عن أبي جعفر عليه السلام مثله [٨].
أقول : رواه العلامة من طريقهم .
٤ - فس : ( ويؤت كل ذي فضل فضله) [٩] هوعلي بن أبي طالب عليه السلام [١٠] .
٥ - قب : أبوالجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ( ويؤت كل ذي فضل فضله ) علي بن أبي طالب عليه السلام .
وكذا كان يقرأ ابن مسعود : فإن تولوا أعداؤه وأتباعهم فإني أخاف عليهم عذاب يوم عظيم .
في تاريخ بغداد أنه روى السدي والكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ) قل بفضل الله ) يعني النبي [١١] ورحمته علي عليه السلام .
الباقرعليه السلام فضل الله الاقرار برسول الله صلى الله عليه وآله ورحمته الاقرار بولاية علي عليه السلام .
ابن عباس في قوله : ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ) فضل الله محمد صلى الله عليه وآله ورحمته علي عليه السلام .
وقيل : فضل الله علي عليه السلام ورحمته فاطمة عليها السلام .
الباقر عليه السلام ( يدخل من يشاء في رحمته ) [١٢] الرحمة علي بن أبي طالب عليه السلام .
الباقر عليه السلام في قوله تعالى : ( يعرفون نعمة الله) [١٣] قد عرفهم ولاية علي عليه السلام وأمرهم بولايته ، ثم أنكروا بعد وفاته .
مجاهد في قوله : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) [١٤] : كفرت بنوامية بمحمد وأهل بيته .
تفسير وكيع قال ابن عباس في قوله : ( ألم يجدك يتيما) [١٥] عند أبي طالب ( فآوى ) إلى أبي طالب يحفظك وبربيك ، ووجدك في قوم ضلال فهداهم بك إلى التوحيد ( ووجدك عائلا فأغنى ) بمال خديجة ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث )أظهر القرآن وحدثهم بما أنعم الله به عليك .
قال الحسن : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) يا محمد حدث العباد بمنن أبي طالب عليك ، وحدثهم بفضائل علي في كتاب الله لكي يعتقدوا ولايته [١٦] .
وحدثني أبوالفتوح الرازي في روض الجنان بما ذكره أبوعبدالله المرزباني ، بإسناده عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) [١٧] نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي علي عليه السلام وقال أبوجعفر عليه السلام : المراد بالفضل فيه النبوة وفي علي الامامة .
٦ - فر : جعفر الفراري رفعه عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : ( قل بفضل الله ورحمته ) الآية قال : فضل الله النبي صلى الله عليه وآله ورحمته علي بن أبي طالب عليه السلام [١٨] .
٧ - شي : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت : ( بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هوخير مما يجمعون ) [١٩] فقال : الاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم والائتمام بأميرالمؤمنين عليه السلام هوخير مما يجمع هؤلاء في دنياهم .
٨ - كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن العباس ، عن حسن بن محمد ، عن عبادبن يعقوب ، عن عمر بن حبير ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله تعالى : ( يدخل ممن يشاء في رحمته) [٢٠] قال : الرحمة ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ( والظالمون مالهم من ولي ولا
[ ٩ - لى : بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل أنه قال لعلي عليه السلام : والذي بعث محمدا بالحق نبيا ما آمن بي من أنكرك ، ولا أقر بي من جحدك ، وما آمن [٢١] بالله من كفر بك ، إن فضلك لمن فضلي ، وإن فضلي لفضل الله [٢٢] ، وهوقول الله عزوجل : ( قل بفضل الله ) الآية ، ففضل الله نبوة نبيكم ورحمته ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام . ( فبذلك ) قال : بالنبوة والولاية ( فليفرحوا ) يعني الشيعة (هو خير مما يجمعون) يعني مخالفيهم من المال والاهل والولد في دار الدنيا] [٢٣] .
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبى نعيم بإسناده يرفعه إلى جعفر بن محمد في قوله تعالى : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) [٢٤] يعني الامن والصحة وولاية علي عليه السلام .
[ وأقول : وجدت في كتاب منقبة المطهرين لابي نعيم عن محمد بن عمر بن أسلم ، عن عبدالله بن محمد بن زياد ، عن جعفر بن علي بن نجيح ، عن حسن بن حسين ، عن أبي جعفر الصائغ [٢٥] ، عنه عليه السلام مثله] .
١٠ - فر : إسماعيل بن إبراهيم ، والحسين بن سعيد معنعنا ، عن جعفر بن محمد في قوله تعالى : ( يدخل من يشاء في رحمته ) قال الرحمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام [٢٦] .
أقول : روى السيوطي في الدر المنثور عن الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس ( قل بفضل الله ) قال : النبي صلى الله عليه وآله ( وبرحمته ) قال : علي بن أبي طالب عليه السلام [٢٧].
[ وقال في مجمع البيان في قوله تعالى : (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا) [٢٨] روي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام أن فضل الله ورحمته النبي وعلي صلوات الله عليهما [٢٩] وقال في قوله تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته) [٣٠] قال أبوجعفر الباقر عليه السلام فضل الله رسول الله صلى الله عليه وآله ورحمته علي بن أبي طالب عليه السلام . وروى ذلك الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس[٣١] ] .
بيان : لايخفى على منصف أن كونه عليه السلام رحمة على جميع الامة لا سيمامع كونه عدلا للرسول في ذلك وفي إيتاء الفضل الذي يحسدهما عليه الناس والسؤال عن ولايته في القيامة دلائل على إمامته .
باب - ٢٣ : انه عليه السلام هو الامام المبين
[ ١ - فس : ( وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) [٣٢] أي في كتاب مبين ، فهومحكم ، وذكر ابن عباس عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال : أنا والله الامام المبين ، ابين الحق من الباطل . ورثته من رسول الله صلى الله عليه وآله] [٣٣] .
٢ - مع : أحمد بن محمد بن الصقر ، عن عيسى بن محمد العلوي ، عن أحمد بن سلام الكوفي عن الحسين بن عبدلواحد ، عن الحارث بن الحسن ، عن أحمد بن إسماعيل بن صدقة ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله ( وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ) قام أبوبكر وعمر من مجلسهما فقالا : يا رسول الله هو التوراة ؟ قال : لا ، قالا : فهوالانجيل ؟ قال : لا قالا : فهوالقرآن ؟ قال : لا ، قال فأقبل أميرالمؤمنين عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هوهذا ، إنه الامام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شئ .
قال الصدوق رضوان الله عليه : سألت أبابشر اللغوي بمدينة السلام عن معنى الامام فقال : الامام في لغة العرب هوالمتقدم بالناس ، والامام هوالمطمر وهو التر[٣٤] الذي يبنى عليه البناء ، والامام هوالذهب الذي يجعل في دار الضرب [٣٥] ليؤخذ عليه العيار ، والامام هوالخيط الذي يجمع حباة العقد ، والامام هو الدليل في السفر في ظلمة الليل ، والامام هو السهم الذي يجعل مثالا يعمل عليه السهام [٣٦].
٣ - ج : في خطبة الغدير : معاشر الناس ما من علم إلا وقد أحصاه الله في ، وكل علم علمته فقد أحصيته في المتقين من ولده [٣٧] ، وما من علم إلا وقد علمته [٣٨] عليا وهوالامام المبين [٣٩] .
بيان : ذهب المفسرون إلى أن المراد بالامام المبين اللوح المحفوظ ، لانه إمام لسائر الكتب ، وما في الخبر هو المعتمد .
باب - ٢٤: أنه عليه السلام الذى عنده علم الكتاب
١ - لي : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن القاسم ، عن جده عن عمروبن مغلس ، عن خلف بن عطية العوفي [٤٠] ، عن أبي سعيد الخدري قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله جل ثناؤه [٤١] : ( قال الذي عنده علم من الكتاب) [٤٢] قال ذاك وصي أخي سليمان بن داود ، فقلت له : يا رسول الله فقول الله عزوجل : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) [٤٣] قال ذاك أخي علي بن أبي طالب عليه السلام [٤٤] .
٢ - فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الذي عنده علم الكتاب هو أميرالمؤمنين عليه السلام وسئل : [ عن ] الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب ؟ فقال : ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلا بقدر ما يأخذ بعوضة [٤٥] بجناحها من ماء البحر [٤٦] .
٣ - ج : ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن الوليد السمان قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ما يقول الناس في اولي العزم وصاحبكم أميرالمؤمنين ؟ قال : قلت : ما يقدمون على اولي العزم أحدا ، قال : فقال أبوعبدالله عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام : (وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة) [٤٧] ولم يقل كل شئ موعظة ، وقال لعيسى عليه السلام : ( ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه) [٤٨] ولم يقل كل شئ ، وقال لصاحبكم أميرالمؤمنين عليه السلام : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) وقال الله عزوجل ( ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) [٤٩] وعلم هذا الكتاب عنده [٥٠].
٤ - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن النضر بن شعيب ، عن القاسم بن سليمان عن جابر قال : قال أبوجعفر عليه السلام في قوله تعالى : ( ومن عنده علم الكتاب ) قال : هوعلي بن أبي طالب عليه السلام [٥١] .
٥ - ير : أحمد بن محمد ، عن الربيع بن محمد ، عن النضر ، عن موسى بن بكر ، عن فضيل ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) قال : علي عليه السلام [٥٢] .
محمد بن الحسن ، عن النضر بن شعيب ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله [٥٣] .
ير : عباد بن سليمان ، عن سعد بن سعد [٥٤] ، عن أحمد بن عمر ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام مثله [٥٥] .
ير : أحمد بن الحسن ، عن عبدالله بن بكير ، عن نجم ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله ، وزاد في آخره : عنده علم الكتاب [٥٦] .
٦ - ير : ابن فضال ، عن أبيه ، عن إبراهيم الاشعري ، عن محمد بن مروان ، عن نجم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) قال : صاحب علم الكتاب علي عليه السلام [٥٧] .
٧ - ير : أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن بعض أصحابنا قال : كنت مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد احدثه إذمر بعض ولد عبدالله بن سلام ، فقلت : جعلت فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب [٥٨] ؟ قال : لا إنما ذلك علي عليه السلام انزلت فيه خمس آيات إحديها :( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) [٥٩] .
٨ - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله عزوجل ( قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) قال : هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أيوب بن حر عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ، والنضر ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم ، وفضالة بن أيوب ، عن أبان ، عن محمد بن مسلم ، والنضر ، عن القاسم بن سليمان ، عن جابر ، جميعا عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
٩ - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن أحمد بن محمد ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال ، سألته عن قول الله عزوجل : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) قلت : أهوعلي بن أبي طالب ؟ قال : فمن عسى أن يكون غيره ؟
١٠ - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن أحمد بن حمزة ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي مريم قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : هذا ابن عبدالله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) قال : كذب ، ذاك علي بن أبي طالب عليه السلام .
شي : عن عبدالله بن عطاء عنه عليه السلام مثله [٦٠] .
١١ - ير : محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، وابن فضال ، عن مثنى الحناط ، عن عبدالله بن عجلان ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) قال : نزلت في علي عليه السلام إنه عالم هذه الامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله [٦١] .
ير : عبدالله بن محمد ، عمن رواه ، عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن محمد بن مروان ، عن فضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله [٦٢] .
شي : عن الفضيل مثله [٦٣] .
١٢- ير : أبوالفضل العلوي ، عن سعيد بن عيسى الكريزي البصري ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن شريك بن عبدالله ، عن عبد الاعلى الثعلبي ، عن أبي تمام ، عن سلمان الفارسي ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) فقال : ( أنا هوالذي عنده علم الكتاب ) وقد صدقه الله وأعطاه الوسيلة في الوصية ، ولا يخلي [٦٤] امته صلى الله عليه وآله من وسيلته [٦٥] إليه وإلى الله ، فقال : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) [٦٦] , [٦٧] .
١٣ - ير : محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن عمرو الزيات ، عن عبدالله بن الوليد قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : أي شئ تقول الشيعة في عيسى وموسى وأميرالمؤمنين عليهم السلام ؟ قلت يقولون إن عيسى وموسى أفضل من أميرالمؤمنين ، قال : فقال : يزعمون [٦٨] أن أميرالمؤمنين قد علم ما علم رسول الله ؟ قلت : نعم ولكن لا يقدمون على اولي العزم من الرسل أحدا ، قال أبوعبدالله عليه السلام : فخاصمهم بكتاب الله ، قال : قلت : وفي أي موضع اخاصمهم [٦٩] ؟ قال : قال الله تبارك وتعالى لموسى : ( وكتبنا له في الالواح من كل شئ) [٧٠] علمنا أنه لم يكتب لموسى كل شئ ، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى .(ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه) [٧١] وقال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله : (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ) [٧٢] .
١٤ - ير : أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن رجل من الكوفيين ، عن محمد بن عمر ، عن عبدالله بن الوليد قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : مأيقول أصحابك في أميرالمؤمنين وعيسى وموسى عليهم السلام أيهم أعلم ؟ قال : قلت : ما يقدمون على اولي العزم أحذا ، قال : أما إنك لو حاججتهم بكتاب الله لحججتهم ، قال : قلت : وأين هذا في كتاب الله ؟ قال : إن الله قال في موسى : ( وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة ) ولم يقل كل شئ ، وقال في عيسى : ( ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه ) ولم يقل كل شئ ، وقال في صاحبكم : (كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) [٧٣] .
اقول : قد مضى أخبار كثيرة في باب أنهم أعلم من الانبياء عليهم السلام .
١٥ - شي : عن بريد بن معاوية قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) قال : إبانا عنى ، وعلي أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله [٧٤] .
١٦ - شي : عن عبدالله بن العجلان ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قوله تعالى : ( قل كفى بالله شهيدا ) قال : نزلت في علي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وفي الائمة بعده وعلي عنده علم الكتاب [٧٥].
١٧ - كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) قال محمد بن الحنفية رضي الله عنه : هوعلي بن أبي طالب عليه السلام [٧٦] .
١٨ - مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن عبدالله بن محمد القايني ، عن محمد بن عثمان النصيبي ، عن أبي بكر السبيعي ، عن عبدالله بن محمد بن منصور ، عن جنيد الرازي ، عن محمد بن الحسين الاسكاف ، عن محمد بن مفضل ، عن جندل بن علي ، عن إسماعيل بن سمعان ، عن أبي عمرزاذان ، عن ابن الحنفية مثله .
وبهذا الاسناد عن السبيعي ، عن الحسن بن إبراهيم الجصاص ، عن حسين بن الحكم ، عن سعيد بن عثمان ، عن أبي مريم ، عن عبدالله بن عطاء قال كنت جالسا مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد ، فرأيت ابن عبدالله بن سلام فقلت : هذا ابن الذي عنده علم الكتاب ! فقال : إنما ذاك علي بن أبي طالب عليه السلام [٧٧] .
أقول : روى في المستدرك عن أبي نعيم الحافظ بإسناده عن ابن الحنفية مثل الحديث الاول .
[ ورأيت في تفسير الثعلبي روايتي أبي جعفر وابن الحنفية بسنديه عن عبدالله بن عطاء وزاذان عنهما ].
١٩ - يف : ابن المغازلي يرفعه إلى علي بن عابس قال : دخلت أنا وأبومريم على عبدالله بن عطاء قال أبومريم : حدث عليا بالحديث الذي حدثتني به عن أبي جعفر عليه السلام قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا إذمر ابن عبدالله بن سلام ، فقلت : جعلت فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب ؟ قال : لا ، ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب عليه السلام الذي نزل فيه آيات من كتاب الله ( ومن عنده علم الكتاب [٧٨] ، أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه [٧٩] ، إنما وليكم الله ورسوله) [٨٠] الآية .
وذكر السدي في تفسيره أن هذه الآية نزلت في علي ، وروى الثعلبي من طريقين أن المراد بقوله تعالى : ( ومن عنده علم الكتاب ) علي عليه السلام [٨١] .
بيان : قيل : الذي عنده علم الكتاب ابن سلام وأضرابه ممن أسلموا من أهل الكتاب ، واعترض عليه بأن إثبات النبوة بقول الواحد والاثنين مع جواز الكذب على أمثالهما لكونهم غير معصومين لا يجوز [٨٢] ، وعن سعيد بن جير أن السورة مكية وابن سلام وأصحابه آمنوا بالمدينة بعد الهجرة ، كذا في تفسير النيسابوري [٨٣] .
وروى الثعلبي بطريقين : أحدهما عن عبدالله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال : إنما ذلك علي بن أبي طالب .
ونحوه روى السيوطي في كتاب الاتقان ، وقال : قال سعيد بن منصور : حدثنا أبوعوانة عن أبي بشر قال : سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى : ( ومن عنده علم الكتاب ) أهوعبدالله بن سلام ؟ فقال : وكيف وهذه السورة مكية [٨٤] ! وكذا رواه البغوي في معالم التنزيل ، فإذا ثبت بنقل المؤالف والمخالف نزول الآية فيه عليه السلام ثبت أنه العالم بعلم القرآن وما اشتمل عليه من الحلال والحرام والفرائض والاحكام ، فهوأولى بالخلافة وكونه مفزعا للامة فيما يستشكل عليهم من القضايا والاحكام ، وأيضا قرنه الله تعالى بنفسه في الشهادة على نبوة النبي صلى الله عليه وآله وهذه منزلة عظيمة لا يدانيها درجه فبذلك كان أولى بالامامة ، وأيضا الا كتفاء بشهادته في بيان حقية النبي صلى الله عليه وآله يدل على عصمته ، إذ لا يثبت بالشاهد الواحد غير المعصوم شئ ، والعصمة والامامة فيمن يمكن أن يثبت له ذلك متلازمان .
أقول : وقد مضت الاخبار الكثيرة في باب أنهم عليهم السلام أفضل من الانبياء عليهم التحية والاكرام ، وسيأتي أيضا في باب علمه عليه السلام .