ابن أبي الربيع عاش في القرن السابع الهجري:
هوأحمد بن محمد بن أبي الربيع، شهاب الدين، أديب كان من رجال المعتصم(كما يذكر الزركلي).
سلوك المالك في تدبير الممالك[١]: يحاول المصنف في هذا الكتاب ومن خلال الأقوال التي ينلقها عن الحكماء والعلماء أن يرسم خطوطاً محددة لسياسة الدولة ينتفع بها الخليفة العباسي. وعلى رأس أولئك الذين نقل عنهم أمير المؤمنين(عليه السلام)، فقد جاء كتابه زاخراً بكلمات الإمام وأفكاره بعضها أشار فيها إلى الإمام والبعض الآخر لم يشر فيها، إلا أنها واضحة بينة فعلى الصفحة ٨١ يذكر في تأديب الأولاد؛ وأما الولد فينبغي أن يؤخذ بالأدب من صغره، فإن الصغير أسلس قياداً وأسرع مواتاة، ولم تغلب عليه عادة تمنعه من إتباع ما يراد منه، ولا له عزيمة تصرفه عما يؤمر به، فهوإذا اعتاد الشيء ونشأ عليه خيراً كان أوشراً لم يكد ينتقل عنه[٢].
وهذا الكلام مأخوذ من كلام أمير المؤمنين(عليه السلام):وأنما القلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته[٣].وعلى هذا فقس ما سواه من الأفكار والأقوال.
فكل فقرة من الكتاب مطعمة بروح نهج البلاغة وكلمات الإمام علي(عليه السلام)، وفي بعض الأوقات لا يرى بأساً من ذكر الأمام علي(عليه السلام) ، دون أن يذكر غيره.
ابن الطقطقي المتوفى سنة ٧٠٩ هـ:
هومحمد بن علي بن محمد بن طباطبا العلوي، ابوجعفر المعروف بابن الطقطقي، مؤرخ بحاث ناقد، من أهل الموصل، خلف أباه سنة ٦٧٢هـ في نقابة العلويين بالحلة والنجف وكربلاء، وتزوج بفارسية من خراسان، وزار مراغه سنة (٦٩٦هـ) وعاد إلى الموصل،فألف فيها سنة٧٠١كتابه(الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية) وقدمه الى واليها(فخرالدين عيسى ابن إبراهيم)[٤].
الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية[٥]: وهوكتاب يخرج بين السياسة والأخلاق، ويحاول من خلالة أن يرسم للوالي الذي هدى اليه الكتاب برنامجاً لإدارة أُمور البلاد، وقد ابرز المصنف كفاءتهُ في الفكر السياسي وذخيرته من اقوال الأئمة والعلماء في هذا الكتاب. ولا يشك في أن نهج البلاغ هومصدره الأول عند تأليف الكتاب. وقد ذكر هذه الحقيقة بنفسه في مقدمة الكتاب ذاكراً اسم نهج البلاغة على غير عادة من سبقه من المفكرين السياسيين الذين ذكرناهم . والأكثر من ذلك، ذكر لنا ابن الطقطقي، حقيقة هامة قلما نجد من يعترف بها إلا من ملك الجرأة الأدبية الكافية ولم يتحيز إلى فئة ، فقد ذكر في مقدمة الكتاب إن الناس كانوا متوجهين صوب المقامات الحريرية والبديعية، فعدل الناس إلى نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، فإنه الكتاب الذي يتعلم منه الحكم والمواعظ والخطب والتوحيد والشجاعة والزهد وعلوالهمة وأدنى فوائده الفصاحة والبلاغة[٦].
العلامة الحلي المتوفى سنة ٧٢٦ للهجرة:
هوجمال الدين أبومنصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن زين الدين علي بن محمد ابن مطهر الحلي المعروف بالعلامة الحلي.
ولد سنة ٦٤٧هـ في الحلة وتوفي فيها، من أشهر علماء الشيعة، يقول عنه السيد محسن العاملي هوالعلامة على الإطلاق الذي طار ذكر صيته في الآفاق ولم يتفق لأحد من علماء الإمامية أن لقب بالعلامة على الإطلاق غيره[٧].
ومن كتب العلامة ( كتاب منهاج الكرامة في اثبات الإمامة). وقد حفل الكتاب بالكثير من كلمات وخطب الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، فأورد في الصفحة ٣٣عن أحمد بن حنبل في تفسيره للآية ( إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) ، قال أمير المؤمنين(عليه السلام): ما عمل بهذه الآية غيري وبي خفف الله تعالى عن هذه الأمة[٨].
وأورد أيضا في نفس الصفحة عن محمد بن كعب القرطي، قال: افتخر طلحة بن شيبة وافتخر عباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب(عليه السلام)، قال علي: ما تقولات لقد صليت إلى القبلة ستة اشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد[٩].
وينقل في الصفحة ٣٤ خصيصة لأمير المؤمنين(عليه السلام)، قال : انطلقت أنا والنبي صلى الله عليه وآله حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): اجلس فصعد على منكبي فذهبت لأنهض به فرأى في ضعفاً فنزل وجلس لي نبي الله وقال:اصعد على منكبي فصعدت على منكبه. قال: فنهض بي، قال: فإنه تخيل لي أني لوشئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال من صفر ونحاس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه، قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله) : اقذف به. فقذفت به فتكسر كما تتكسر القوارير. ثم نزلت فانطلقنا أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس[١٠].
وفي صفحة ٣٨ من الكتاب ينقل عن عامر بن وائلة، قال: كنت مع علي(عليه السلام) في البيت يوم الشورى، فسمعت علياً(عليه السلام) يقول: لهم لأجتجنَّ عليكم بما لا يستطيع عربيكم، ولا عجميكم تغيير ذلك، ثم قال: انشدكم الله ايها النفر… ثم ذكر خطبة طويلة للإمام(عليه السلام) يُبين فيها فضله ومآثره.
ويسجل العلامة الحلي موقفاً آخر للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)عندما أصر على إجراء الحد على الوليد بن عتبة، حده أمير المؤمنين، وقال: لا يبطل حد الله وأنا حاضر، ويدخل عليه رجل فوجده يأكل طعاماً متواضعاً فتعجب من ذلك، فقال لأمير المؤمنين(عليه السلام): بأبي أنت وأمي من لم ينخل له طعام (رسول الله) ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتى قبضه الله عز وجل واشترى يوما ثوبين غليظين فخيَّر قنبراً فيها، فأخذ واحداً ولبس هوالآخر ، ورأى في كمه طولاً عن أصابعه فقطعه.
ويذكر موقفاً آخر للإمام علي(عليه السلام) تتجلى منه صلته بالله وهوفي أشد الساعات. يذكر على الصفحة ٧٤، قال ابن عباس: رأيته في حرب مع معاوية بن أبي سفيان وهويرقب الشمس، فقلت يا أمير المؤمنين ماذا تصنع، فقال: أنظر إلى الزوال لأصلي فقلت في هذا الوقت؟ فقال: إنما نقاتلهم على الصلاة. وهكذا يأخد العلامة الحلي في سرد مآثر ومواقف أمير المؤمنين(عليه السلام)، موقف له في قضية قضائية مستعصية، عجز عن حلها الآخرون، وموقف له في غزوة أحد فر الكثير من ساحة الجهاد وبقي هوونفر قليل من بني هاشم، ومواقف أخرى لا مجال لذكرها لكثرتها.
إبراهيم الشاطبي المتوفى ٧٩٠ للهجرة:
هو إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي: أصولي حافظ ومن أهل غرناطة، كان من أئمة المالكية[١١].
وهومحدث فقيه أصولي ، لغوي، مفسر[١٢].
من كتبه (الموافقات في أصول الفقه) و( المجالس) شرح به كتاب البيوع من صحيح البخاري و( الافاءات والانشاءات) رسالة في الأدب، نشرت نبذة منها في مجلسة المقتبس و( الاعتصام).
الاعتصام[١٣]: يتناول الكتاب البدعة وأحكامها، فهوكتاب فقهي يتعرض لمسألة سياسية اجتماعية ثقافية هي البدعة.
وقد احتوى الكتاب على مجموعة من مواقف وكلمات الإمام علي(عليه السلام)، تتعلق بهذا الموضوع، فقد تعرض الإمام أمير المؤمنين لظاهرة البدع في زمانه ومنها ظهور مذهب الخوارج، فماذا كان موقف الإمام من الخوارج؟
يذكر الشاطبي في الصفحة (٤٢) قال ابن الكواء غلى علي، فقال: يا أمير المؤمنين من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً؟
قال: فهم أهل حروراء.
وقد تكون البدعة حسنة، وهنا يضرب الشاطبي مثالاً على البدعة الحسنة بطلب الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) من أبي الأسود الدؤلي يوضح شيء في النحو[١٤].
وقد تكون البدعة هوالإفراط في التعبد ويضرب مثالاً على ذلك في الصفحة ٢٨١ من الجزء الأول. روى عن الربيع بن زياد الحارثي أنه قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أعدى على أخي عاصم. قال: ما باله؟ قال: لبس العباء يريد النسك. فقال علي رضي الله عنه: عليَّ به، فأتى مؤتزراً بعباءة مرتدياً بالأخرى، شعث الرأس واللحية، فعبس في وجهه، وقال: ويحك، أما استحييت من اهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى الله أباح لك الطيبات وهويكره أن تنال منها شيئاً؟ بل أنت أهون على الله من ذلك أما سمعت الله يقول في كتابه (والأرض وضعها للأنام ..) إلى قوله (يخرج منها اللؤلؤ والمرجان)[١٥]. أفترى الله أباح هذه لعباده ألا يبتذلوه ويحمدوا الله عليه فيثيبهم عليه؟ وان ابتذالك نعم الله بالفعل خير منه بالقول. قال عاصم فما بالك في خشونة مأكلك، وخشونة ملبسك، قال: ويحك إن الله فرض على ائمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعة الناس[١٦].
ومشكلة البدع تنبع من تبعية الناس لبعض الرجال على اعتقاد أنهم أخيار فيشرعون لهم ما لم ينزل الله به من سلطان، ومن أجل ذلك أورد الشاطبي كلام أمير المؤمنين(عليه السلام): إياكم والاستنان بالرجال، فإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ثم ينقلب لعلم الله.. إلى آخر الكلام[١٧].
وفي الجزء الثاني ينقل على الصفحة (١٤) عن البخاري في باب من حض بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله.
ومن أسباب رواج البدعة الشح، ويذكر الشاطبي قولاً لأمير المؤمنين(عليه السلام): سيأتي على الناس زمان عضوض، يعض الموسر على ما في يده ولم يؤمر بذلك[١٨].
وهناك بدعة حسنة في الأحكام منها ما ذكره على الصفحة ١١٨ الجزء الثاني عن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): من سكر هذى ومن هذى افترى، فأرى عليه حد المفتري[١٩].
فالحكم جديد إذ لم يحدث شيء من هذا القبيل في زمن الرسول(صلى الله عليه وآله).
ثم يذكر الشاطبي: إن الخلفاء الراشدين قضوا بتضمين الضياع، قال: علي رضي الله عنه ( لا يصلح الناس إلا ذاك).
وفي بحث الفرق والفرقة الناجية، ينقل الشاطبي عن ابن وهب هذا الحديث عن علي(عليه السلام): إنه دعا رأس الجالوت وأسقف النصارى، فقال: إني سائلكما عن أمر وأنا أعلم به منكما، فلا تكتما .. إلى أن يسأله ، الا ما أخبرتني على كم افترقت اليهود من فرقة بعد موسى؟ فقال له: ولا فرقة واحدة. فقال له علي: كذبت والذي لا إله إلا هو. لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة.
علي بن هذيل عاش في القرن الثامن الهجري:
هوعلي بن عبد الرحمن بن هذيل الفزاري، أديب أندلسي من علماء الاجتماع، من كتبه (عين الأديب والسياسة وزين الحسب والرياسة) قدمه إلى السلطان محمد بن يوسف النصري سنة ٧٦٣ و(حلية الفرسان وشعار الشجعان) و( مقالات الأدباء ومناظرات النجباء) و( الفوائد المسطرة في علم البيطرة) و( تحفة الأنفس وشعار سكان الأندلس) و( تذكرة من أتقى)[٢٠].
عين الأدب والسياسة وزين الحسب والرِّياسة[٢١] والكتاب مجموعة من الحكم المرتبطة بالحياة التي يستفيد منها الحاكم والرعية لإدارة أمور الحياة والمملكة، وهوتقدمة إلى السلطان محمد بن يوسف وبوب الكتاب على أساس بداية الكلام أوبداية الحديث أوبداية الحكمة، ثم على أساس العدد. ومنهج المؤلف في الكتاب يقوم على إيراد ما ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله) من أحاديث وحكم في الأبواب المتنوعة، وبعد الأحاديث النبوية يسرد ما جاء على لسان الآخرين من الأئمة والحكماء، وقد فصل هذا القسم من الحكم ووضع له عنوان ( ومن الحكم المأثورة عن السلف وغيرهم) وفي هذا المكان أورد المؤلف الكثير من الكلمات القصيرة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) مع ذكر اسم الإمام أوبدون ذكره، وقلما ذكر موعظة أوحكمة للنبي(صلى الله عليه وآله) إلا وأعقبها بموعظة للإمام علي(عليه السلام)، وعندما لا يجد المصنف كلاماً للرسول(صلى الله عليه وآله) يستهل به الفصل وما يناسب الموضوع يبادر إلى ذكر كلام للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) مثل ما صنع في الصفحة(١٠) (الفصل ثمانية) ذكر المصنف في البداية قائلاً: لم أجد في هذا الفصل حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لابنه الحسن رضي الله عنه: يابني احفظ عني هذه الثمانية خصال.. إلى آخر وصيته . ومعنى ذلك إن المصنف يعطي للإمام منزلة رفيعة، فهويأتي بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الحكمة والموعظة والخطب والكلمات المأثورة لا ينازعه في هذا الموقع أحد من الحكماء والأدباء على رغم كثرتهم ومنزلتهم.
لقد أكثر المؤلف من ذكر الإمام(عليه السلام)، وأورد في كتابه الكثير من كلماته وحكمه حتى اتخذه السيد عبد الزهراء الخطيب احد مصادره في نهج البلاغة[٢٢].
محمد بن الأزرق متوفى ٨٩٦هـ:
محمد بن علي الأصبحي الأندلسي، أبوعبد شمس أبوعبد الله شمس الدين الغرناطي إبن الأزرق، عالم إجتماع سلك طريقة ابن خلدون من أهل غرناطة ، تولى القضاء بها إلى أن استولى عليها الافرنج،فانتقل إلى تلمسان ثم إلى المشرق يستنفر ملوك الأرض لنجدة صاحب غرناطة ثم حج ورجع إلى مصر فجدد الكلام في غرضه، فدافعوا عن مصر بقضاء القضاة في بيت المقدس فتولاه بنزاهة وصيانة، ولم تطل مدته هناك حتى توفي به[٢٣].
من كتبه ( الأبريز المسبوك في كيفية آداب الملوك) و(تخيير الرياسة وتحذير السياسة ) و( بدائع السلك في طبائع الملك).
بدائع السلك في طبائع الملك[٢٤].يطغى على كتابات ابن الأزرق الطابع السياسي، وأهم ما كتبه هوبدائع السلك في طبائع الملك. وقد اعتمد فيه بالدرجة الأولى على المقدمة لابن خلدون وعلى سراج الملوك للطرطوشي وقد أورد في الكتاب ما أورده ابن خلدون والطرطوشي.
ففي الصفحة ٨٠ أورد حكاية عبيدة السلماني الذي أورده ابن خلدون قال عبيدة السلماني لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين ما بال أبي بكر وعمر أطاع الناس لهما والدنيا عليهما أضيق من شبر واتسعت عليها ووليت أنت وعثمان فلم يكونوا لكما فصارت عليكما من شبر فقال: لان رعية أبي بكر وعمر كانوا مثلي ومثل عثمان ورعيتي اليوم مثلك وشبهك[٢٥].
وفي مجال الاستشارة يذكر كلام أمير المؤمنين(عليه السلام)، الاستشارة عين الهداية، وقد خاطر من استغنى برأيه[٢٦].
وحول تنظيم المجلس وعوائده يذكر هذا الكلام لأمير المؤمنين(عليه السلام). من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل آخر مجلسه، أوحين يقول سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين[٢٧]. ويذكر أيضا قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أن لله ملائكة ينزلون كل يوم يكتبون فيه أعمال العباد[٢٨].
ثم يرود منظومة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) والتي بدايتها:
ولا تصحب أخا الجهل ***** وإياك وإياه … إلى آخر المنظومة[٢٩].
ثم يذكر وصفا للنبي(صلى الله عليه وآله) على لسان الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وآله وسلم[٣٠].
رفيع الدين نظام العلماء توفي سنة ١٣٢٦ للهجرة:
هوالسيد رفيع الدين بن علي أصغر بن رفيع بن أبي طالب الوزير بن سليم نائب الصدارة المنتهي نسبه إلى السيد علي الشاعر بن محمد بن أحمد الرئيس بن إبراهيم طباطبا الحسني الطباطبائي التبريزي.
له منصفات أهمها (المقالات النظامية) و( تحفة الأمثال) و( التحقيقات العلوية) و( المجالس النظامية) و(تشريح التقويم) و(اسرار الشهادة) و( آداب الملوك) و( تحفة الولي) و( دستور الحكمة)[٣١].
آداب الملوك[٣٢] وهوكتاب باللغة الفارسية، يقول المؤلف في المقدمة، بالنظر إلى المصلحة العامة كنت أتمنى أن أجمع في آداب الملوك مجموعة من نصائح الحكماء ومواعظ العلماء وتجارب العقلاء، وأخبار الأنبياء والأولياء حتى تصبح دستورا للعمل يستفيد منه القارىء، ويكون برنامجا للأمراء وولاة العهد العظام. وقد وجدت واثناء مطالعتي لخطب نهج البلاغة وجدت في ولاية أمير المؤمنين لمالك الاشتر ضالتي التي كنت ابحث عنها، فهي تتضمن جانباً كاملاً من الآداب الحسنة التي يحتاجها الحكام.. لقد قمت بشرح مختصر مع ترجمة هذه ((الولاية الشريفة)) حتى يعم نفعها الجميع.
ويضيف في مقدمة الكتاب؛ وفي الحقيقة إن الإلتزام بالنهج الذي بينه الإمام لمالك الأشتر والحفاظ على هذا الخط هوأفضل للسلاطين من الحفاظ على خزائن الأرض.
وجاء في الصفحة الأولى من الكتاب: عندما عرف السلطان مظفر الدين شاه[٣٣] بهذا الكتاب وما يتضمنه من فوائد للحكم فأمر بطبعه.
المنهج الذي اتبعه المصنف في تأليف الكتاب:
أولاً: نقل النص.
ثانياً: الترجمة.
ثالثاً: الشرح ويتضمن حكايات الملوك وما يتفق مع النص.
ثم بعد ذلك يستنبط قواعد للحكم، ويتضمن الكتاب بين دفتين ٣٢٣ صفحة تدور كلها حول ولاية الإمام لمالك الاشتر. والكتاب هومحاولة لاستنباط وبرنامج عمل للدولة وللحاكم من خلال الولاية التي بعث بها الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى واليه على مصر مالك الأشتر.
المصادر:
١- ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم، ١٩٦١م.
٢ـ ابن أبي الربيع: أحمد بن محمد، كتبه محمد علي الخراساني، طبع حجري، ١٢٦٨هـ.
٣ـ ابن الاثير: محمد بن محمد الشيباني، الكامل في التاريخ، دار صادر دار بيروت، ١٩٦٥م.
٤ـ ابن الأزرق: محمد بن علي الأصبحي، بدائع السلك في طبائع الملك، وزارة الإعلام، بغداد، ١٩٧٧م.
٥ـ ابن تيمية: السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، دار الكاتب العربي، بيروت.
٦ـ ابن تيمية: تقي الدين، منها السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية.
٧ـ ابن حجر العسقلاني: شهاب الدين أبي الفضل، الإصابة في عبير الصحابة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
٨ـ ابن حجر العسقلاني: شهاب الدين أبي الفضل، لسان الميزان، طبع حيدر آباد ط١، سنة ١٣٣٠هـ.
٩ـ ابن حجر العسقلاني: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.
١٠ـ ابن خلدون: عبد الرحمن، المقدمة، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
١١ـ ابن خلكان: أبي عباس، شمس الدين أحمد بن محمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، حققه إحسان عباس، منشورات الشريف الرضي، قم، إيران.
١٢ـ ابن الصباغ: علي بن محمد المالكي، الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة عليهم السلام، مطبعة العدل، النجف، العراق.
١٣ـ ابن الطقطقي: محمد بن علي، الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، مصر وطبعة ثانية، المطبعة الرحمانية، مصر، ١٣٤٠هـ.
١٤ـ ابن قتيبة: الأمامة والسياسة.الحلبي وشركائه القاهرة ١٩٦٩.
١٥ـ ابن قتيبة: عيون الأخبار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٧٣م.
١٦ـ ابن قيم الجوزية: محمد بن أبي بكر، الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة ١٩٥٣م.
١٧ـ ابن مسكوية: أحمد بن محمد، تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، صححه محمد عبد القادر المازني، ١٢٩٨هـ.
١٨ـ ابن المقفع: الأدب الصغير والأدب الكبير ورسالة الصحابة، شرح يوسف أبوحلقة، مكتبة البيان، ط٣، ١٩٦٤م.
١٩ـ ابن المقفع: الدرة اليتيمة، تصحيح الأمير شكيب أرسلان، المطبعة الأدبية، بيروت، ١٨٩٧م.
٢٠ـ ابن هذيل: أبي الحسن علي بن عبد الرحمن، دار الكتب العلمية، بيروت عين الأدب السياسة وزين الحسب والرياسة، ط٢، ١٩٨٥م.
٢١ـ الأشعري: أبي الحسن، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، مكتبة النهضة ط٢، عام ١٩٦٩م.
٢٢ـ أنصاريان: علي الدليل على موضوعات نهج البلاغة، انتشارات مفيد، طهران، ١٩٧٨م.
٢٣ـ البرقي: أبوجعفر أحمد بن محمد، المحاسن والأضداد، المطبعة الحيدرية قدم له السيد محمد صادق بحر العلوم، ١٩٦٤م.
٢٤ـ بروكلمان: تاريخ الأدب العربي، ترجمة عبد الحليم النجار، دار المعارف، ط٣، مصر.
٢٥ـ البغدادي: إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، دار الفكر، بيروت، ١٩٨٢م، هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون، دار الفكر، بيروت، ١٩٨٢م.
٢٦ـ البغدادي: هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون، دار الفكر، بيروت ١٩٨٢م.
٢٧ـ البيهقي: إبراهيم بن محمد، المحاسن والمساويء، دار صادر، بيروت، ١٩٦٠م.
٢٨ـ التكريتي: ناجي، الفلسفة الإسلامية عند ابن أبي الربيع مع تحقيق كتاب سلوك المالك في تدبير المالك، دار الأندلس ط٢، ١٩٨٠م.
٢٩ـ الجاحظ: أبوعثمان عمروبن بحر، المحاسن والأضداد، مطبعة السعادة، ١٩٣٨م، وط١ سنة ١٩١٢م.
٣٠ـ الجاحظ: الحيوان تحقيق عبد السلام محمد هارون، الحلبي وأولاده، ط١، القاهرة.
٣١ـ التاج في أخلاق الملوك، تحقيق أحمد زكي، مطبعة الأميرية، القاهرة، ط١، ١٩١٤م.
٣٢ـ الحائري: جعفر، نهج البلاغة الثاني، مؤسسة الهجرة، إيران.
٣٣ـ حاجي خليفة: مصطفى بن عبد الله، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، دار الفكر، ١٩٨٢م.
٣٤ـ الحلي: جمال الدين الحسن بن يوسف بن مطر، منهاج الكرامة في إثبات الإمامة طبع حجري، بخط حجي هلال السرحان، مطبعة الإرشاد، ١٩٧١م.
٣٥ـ الخطيب: عبد الزهراء، مصادر نهج البلاغة وأسانيده، مؤسسة الأعلمي، بيروت ط٢، ١٩٧٥م.
٣٦ـ الخوارزمي: أبوجعفر محمد، المناقب، المطبعة الحيدرية، قدم له العلامة محمد رضا الموسوي، ١٩٦٥م.
٣٧ـ الزركلي: خير الدين، الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، ط٦، ١٩٨٤م.
٣٨ـ زيدان: جُرجي، تاريخ آداب اللغة العربية، دار الهلال، تعليق شوقي ضيف.
٣٩ـ السبكي: تقي الدين، الدرة المضيئة في الرد على ابن تيمية.
٤٠ـ الشاطبي: أبي اسحاق إبراهيم، المطبعة التجارية، الاعتصام، تعريف محمد رشيد رضا، طبع مصر، بلا تاريخ.
٤١ـ الشريف الرضي: حقائق التأويل في متشابه التنزيل، مطبعة الغري النجف الأشرف، ١٩٣٦م.
٤٢ـ الصدوق: الأمالي، كتاب فروشي إسلامية ط٣، ١٣٥٥هـ.
٤٣ـ الطرطوشي: أبي بكر محمد بن محمد بن المواليد الفهري المطبعة الخيرية، مصر، سنة ١٣٠٦ هـ.
٤٤ـ الطوسي: محمد بن الحسن، أبي جعفر، الطوسي، منشورات الشريف الرضي، صححه العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم، قم.
٤٥ـ العاملي: محسن، أعيان الشيعة، دار التعارف، بيروت.
٤٦ـ عبدة: محمد، شرح نهج البلاغة، دار الذخائر، قم.
٤٧ـ الغزالي: أبوحامد محمد بن محمد، نصيحة الملوك، تصحيح جلال الدين الهمداني، (بالفارسية).
٤٨ـ الفراء: أبي يعلى، محمد بن الحسين، الأحكام السلطانية، مكتب الإعلام الإسلامي، طهران ١٤٠٦هـ. تحقيق محمد الفقي.
٤٩ـ كاشف الغطاء: الهادي إلى نهج البلاغة، مكتبة الأندلس، بيروت.
٥٠ـ كحالة: عمر رضا، معجم المؤلفين، مكتبة المثنى، ودار إحياء التراث العربي، بيروت.
٥١ـ كرد علي: محمد، أمراء البيان، القاهرة، مطبعة لجنة التآليف والترجمة والنشر، ١٩٣٧م.
٥٢ـ الكليني: أبوجعفر، الأصول من الكافي.
٥٣ـ الماوردي: أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب، مركز النشر: مكتب الإعلام الإسلامي، الأحكام السلطانية، طهران، ١٤٠٦هـ.
٥٤ـ الماوردي: أدب القاضي، تحقيق محي هلال السرحان، مطبعة الإرشاد، ١٩٧١م.
٥٥ـ الماوردي: أدب الوزير المعروف بقوانين الوزارة سياسة الملك مكتبة الخانجي، ط١، مصر ١٩٢٩م.
٥٦ـ المجلسي: محمد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت.
٥٧ـ مجموعة من المؤلفين: نهج الحياة، مؤسسة نهج البلاغة، ط١ بلا تاريخ، قم.
٥٨ـ محمدي: سيد كاظم، المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة ط٢، نشر إمام علي، قم ١٣٦٩هـ.ش.
٥٩ـ المفيد: الارشاد، طبع حجري، ١٣٧٢هـ.
٦٠ـ المسعودي: أبي الحسن علي بن الحسين، مروج الذهب، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، دار المعرفة، بيروت بلا تاريخ.
٦١ـ النسائي: الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب، خصائص أمير المؤمنين، المطبعة الحيدرية، النجف، ١٩٤٩م.
٦٢ـ نظام العلماء: محمد رفيع التبريزي، آداب الملوك، طبع حجري، ١٣٢٠هـ.
٦٣ـ نظام الملك: أبوعلي حسن بن علي، سلوك الملوك، تصحيح محمد القزويني، انتشارات زوار إيران، ١٣٩٧هـ.
٦٤ـ هيوار: دائرة المعارف الإسلامية، ترجمة محمد ثابت القندي.