وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                

Search form

إرسال الی صدیق
إطلالة على صفة الحياة لله تعالى في نهج البلاغة

بسم الله الرحمن الرحيم

ومن كلام له عليه السلام ..
(...وَ الَّذِي نَصَرَهُمْ وَ هُمْ قَلِيلٌ لايَنْتَصِرُونَ، وَ مَنَعَهُمْ وَ هُمْ قَلِيلٌ لا يَمْتَنِعُونَ، حَيُّ لا يَمُوتُ ..)
( بيان الجملة الاخيرة المتضمنة لصفة الحياة لله سبحانه من...)
مقدمة :
صفة الحياة من الصفات الذاتية لا الفعلية والحي اسم من اسماء الله الحسنى وله كل اسم احسن سبحانه فالحياة صفته والحي اسمه ..
والحديث في هذه الصفة يقع في نقاط اربع :
النقطةالاولى : (في النصوص)
النقطة الثانية : (تعريف الحياة)
النقطة الثالثة : (العلاقة بين صفة الحياة وبين العلم والقدرة)
النقطة الرابعة : (ادلة ثبوت صفة الحياة)
اما النقطة الاولى : في النصوص القرآنية والروائية ..
اما القرآنية فبالعشرات ولكن نختار منها نماذج ستة :
١ــ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[آل عمران : ٢]
٢ــ {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُالدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر : ٦٥]
٣ــ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } [البقرة: ٢٥٥]
٤ــ {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر : ٦٥]
٥ــ {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَوَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاوَهُوَالْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك : ٢]
٦ــ {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ } [الفرقان : ٥٨]
واما الروائية فحدث ولا حرج ولكن يكفي ان نستنير باربع منها:
١ـ ما رواه العلامة المجلسي بحار الأنوار / جزء٥٤ / صفحة[٨٦]عن أبي جعفر عليه السلام قال:
إن الله تبارك وتعالى كان وليس شئ غيره، نورا لا ظلام فيه، وصدقا لا كذب فيه،وعلمالا جهل فيه، وحياة لا موت فيه، وكذلك لا يزال أبدا
٢ـ وفي دعاء الجوشن الكبير ...
( ...يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ يا حَيّاً بَعْدَكُلِّ حَيٍّيا حَيُّ الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ حَيٌّ يا حَيُّ الَّذي لايُشارِكُهُ حَيٌّ ياحَيُّ الَّذى لا يَحْتاجُ اِلى حَيٍّ يا حَيُّ الَّذى يُميتُ كُلَّ حَيٍّ يا حَيُّ الَّذىيَرْزُقُكُلَّ حَيٍّ يا حَيّاً لَمْ يَرِثِ الْحَياةَ مِنْ حَيٍّ يا حَيُّ الَّذىيُحْيِي الْمَوْتى يا حَيُّ يا قَيُّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ..)
٣ــ ما ورد في مفاتيح الجنان في التعقيبات العامّة :
عن كتاب مصباح المتهجّد وغيره فإذا سلّمت وفرغت من الصلاة فقل اللهُ اَكْبَرُ ثلاثمرّات; رافعاً عند كلّ تكبيرة يديك الى حيال أذنيك ثمّ قل :
اِلهَ إلاَّ اللهُ اِلهاً واحِداً وَنَحْنُلَهُ مُسْلِمُونَلا اِلهَ إلاَّ اللهُ وَلا نَعْبُدُ إلاّ اِيّاهُ مُخْلِصينَلَهُ الدّينَ وَلَوْكَرَهَ الْمُشْرِكُونَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّ آبائنَا الاْوَّلينَ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُوَحْدَهُوَحْدَهُ وَحْدَهُ اَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَاَعَزَّجُنْدَهُوَهَزَمَ الاْحْزابَ وَحْدَهُ فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيي وَيُميتُوَيُميتُ وَيُحْيي وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَعَلى كُلِّشَيْء قَديرٌ ثمّ قل :
اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذي لا اِلهَ اِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَاَتُوبُاِلَيْهِ...).
٤ــ ما ورد في نهج البلاغة في المقطع اعلاه :
(..وَ الَّذِي نَصَرَهُمْ وَهُمْ قَلِيلٌ لا يَنْتَصِرُونَ، وَ مَنَعَهُمْ وَ هُمْ قَلِيلٌ لا يَمْتَنِعُونَ، حَيُّ لا يَمُوتُ ..)
النقطة الثانية : ( تعريف الحياة )
للحياة تعريفان :
الاول : المعنى الطبيعي وهو ترتب الاثر المرجو والمتوخى من الشيء فهو المبدأ الذييترتب عليه النمو والتوليد والتغذية ..وليس هو المقصود في المقام
الثاني: بمعنى مبدأ العلم والقدرة يقول العلامة الطبأطبائي في البداية في الفصل السابع من المرحلة الثانية عشر " الحي عندنا هو الدّراك الفعّال فالحياة مبدأالادراك والفعل اي مبدأ العلم والقدرة ...
يقول الشيخ الصدوق في التوحيد ص ٢٠٢:
(الحي)الحي معناه أنه الفعال المدبر، وهو حي لنفسه لا يجوز عليه الموت والفناء، وليس يحتاج إلى حياة بها يحيى. اهــ
النقطة الثالثة : (بين صفة الحياة والعلم والقدرة)
يقول الخواجه الطوسي رضوان الله عليه في التجريد ص ٤٠١"وكل قادر عالم حي بالضرورة "بمعنى ان صفة الحياة وان كانت ليست عين العلم والقدرة ولكنها لازمة لهما فان وجود العلم والقدرة يدلان على الحياة ويكشفان عنها ..
يقول العلامة الحلي في كشف المراد :
"... والتحقيق ان صفاته تعالى إن قلنا بزيادتها على ذاته فالحياة صفة ثبوتية زائدةعلى الذات والا فالمرجع بها الى صفة سلبية وهو الحق وقد بينا انه تعالى قادر علام فيكون بالضرورة حيا لان ثبوت الصفة فرع عدم استحالتها .. اهــ
النقطة الرابعة : (ادلة اثباتصفة الحياة لله سبحانه وتعالى)
الدليل الاول: (دليل الاولوية). وهو عبارة عن مقدمات :
١ـ نحن نتصف بالعلم والقدرة وهما صفتات زائدتان على ذواتنا ..
٢ـ بواسطة العلم والقدرة الزائدتان على ذواتنا نتصف نحن بصفة الحياة ..
٣ـ صفتا العلم والقدرة عين ذاته سبحانه وتعالى ..وعليه نقول :
اذاكنا نتصف بالحياة للعلم والقدرة الزائدة على ذواتنا فمن باب اولى يتصف بالحياة من تكون العلم والقدرة عين ذاته ..
الدليل الثاني : وهو من مقدمتين :
١ـ الحياة صفة كمال ..
٢ـ مفيض الكمال لا يكون فاقدا له ..
فالله سبحانه معطي كل المخلوقات وكمالاتها الوجودية وصفة الحياة من تلك الصفات الكمالية ومعط الكمال لا يكون فاقدا له فلله صفة الحياة بنحو اكمل مما لدى الموجودات الامكانية ..

****************************