عبد الواحد خلف وساك
ج ـ الأمر بصيغة الخبر: لفظه وإعرابه لفظ الخبر وإعرابه، ومعناه الأمر مثل ذلك: «أتقى الله امرؤ وفعل خيرا يثب عليه» لأنّ معناه ليتق الله امرؤ وليفعل خيرا[١] فهذا معناه الأمر، ويأتي لإفادة الأمر الحقيقي نحو قوله تعالى:
( والوالدات يرضعن أولادهن )[٢]، أي لترضع الوالدات أولادهنّ، ويأتي للدعاء ففي قولنا يغفر الله لزيد في اللفظ خبر والمعنى دعاء أي ليغفر الله لزيد، وهذا معناه استعمال الكلام في غير ما وضع له أصلا وهو نوع من المجاز، وقد طوت الوصية هذا اللون من ألوان الطلب المجازي وإن كانت الوصية في ظاهرها جملة خبرية من ذلك:
ـ «اعلم يا بني أنّ أحبّ ما أنت آخذ به من وصيتي تقوى الله والاقتصار على ما فرضه الله، والأخذ بما مضى عليه الأولون والصالحون من أهل بيتك»[٣] أي اتق الله واقتصر على ما فرضه وخذ بما مضى عليه الأولون.
ـ «حفظ ما في الوعاء بشدّ الوكاء، وحفظ ما في يدك أحبّ إليّ من طلب ما في يد غيرك... والحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور، والمرء أحفظ لسرّه»[٤]، أي احفظ ما في الوعاء بشدّ رباط القربة فإنّ لم يشدّ الرباط صبّ ما في الوعاء ولم يكن إرجاعه، واحفظ الذي في يدك لأنه أحسن من الطلب من الآخرين، وهذا إرشاد للاقتصاد في المال، وكن عفيفا لأنّ العفة أحسن من الغنى الفاجر، واحفظ سرّك أي عدم إباحته لشخص آخر وإلّا فشا.
٢ ـ النهي:
هو طلب ترك الفعل ويكون بالأداة ( لا) الناهية الجازمة للفعل المضارع، جاء في لسان العرب «النهي خلاف الأمر، نهاه ينهاه نهيا فإنتهى وتناهى كفّ»[٥] وهو في الاصطلاح نفي الأمر يقول سيبويه: «أنّ ( لا تضرب) نفي لقوله: ( اضرب )»[٦] ويخرج للدعاء لمن هو أعلى رتبة، وإلى الالتماس لمن هو مساو لك، ويحتل هذا الأسلوب المرتبة الثانية في الوصية لأنها تستدعي الأمر والنهي من ذلك:
ـ «لا تبع آخرتك بدنياك... تفهم وصيتي ولا تذهبن عنها صفحا»[٧]
ـ «لا تقل ما لا تحب أن يقال لك... ولا تكن خازنا لغيرك»[٨].
ـ «لا تخاطر بشيء رجاء أكثر منه... لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك»[٩].
ـ «لا تضيعن حقّ أخيك اتكالا على ما بينك وبينه... ولا يكن أهلك اشقى الخلق بك ولا ترغبن فيما زهد فيك، ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته، ولا تكونن على الأساءة أقوى منك على الإحسان، ولا يكبرن عليك ظلم من ظلمك»[١٠].
واستعمل الإمام هدا الأسلوب مقدما على أداة الشرط (إن) وفعل الشرط نحو:
ـ «لا تقل ما لا تعلم وإن قل ما تعلم»[١١].
والملاحظ على أوامره ونواهيه أنها قواعد تربوية على الإنسان قراءتها كل يوم حتى يتعمق مدلولها في داخله، ولا تحتاج إلى عناء وكدّ لمعرفة مضامينها ودلالاتها التربوية الرائعة فهي صالحة للمتعلم وغير المتعلم في كل زمان ومكان وللمسلم وغير المسلم وللعربي وغير العربي.
٣ ـ الاستفهام:
في أصل اللغة طلب الفهم، جاء في لسان العرب: استفهمه سأله أن يفهمه وقد استفهمني الشيء فاهمته تفهيما[١٢]، وكذلك هو في اصطلاح النحاة طلب الفهم[١٣] ويتم بأدوات منها أسماء وهي ( من وما وأين ومتى وأيان وكيف وأي)، وقد وردت في الوصية ( أي و ما وأين) لكن ليس على سبيل الاستفهام الحقيقي بل خرج إلى الاستفهام المجازي والغرض منه التذكير والتنبيه نحو:
ـ «أيّ سبب أوثق من سبب بينك وبين الله ؟»[١٤].
استفهم عن سبب أوثق منه وهو (القرآن) استفهام إنكار وتعجب من وثاقته وكذلك قوله: «وما خير خير لا ينال إلّا بشرّ ويسر لا ينال إلّا بعسر ؟»[١٥]
استفهام في معنى الإنكار.
و ـ «سرّ في ديارهم فأنظر فيما فعلوا وعمّا انتقلوا وأين حلّوا ونزلوا»[١٦]
استفهام تذكير بما فعله الماضون الأولون أين محل إقامتهم في الماضي والحاضر.
٤ ـ النـداء:
في أصل اللغة (الصوت) وهو مشتق من الندى وهو بعد الصوت[١٧]، وهو في اصطلاح النحاة تنبيه المدعو ليقبل إليك[١٨]، وله أدوات كثيرة أكثرها شيوعا هي ( يا)، والمنادى المطلوب إقباله بحرف ناب مناب أدعو لفظا وتقديرا والنحاة قد عالجوا المنادى على أنه مفعول به لأنه يقع منصوبا بعد أداة النداء[١٩].
ومن أدوات النداء التي وردت في الوصية هي ( يا) نحو:
ـ «اعلم ـ يا بنيّ ـ أنّ أحبّ ما أنت آخذ به إليّ من وصيتي تقوى الله»[٢٠].
ـ و«يا بنيّ، اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك»[٢١].
وكذلك وردت (أي) وهي لنداء القريب نحو:
ـ «إني أوصيك بتقوى الله ـ أي بنيّ ـ ولزوم أمره»[٢٢].
ـ و«أي بنيّ، لمّا رأيتني قد بلغت سنا... بادرت بوصيتي».
ـ «أي بنيّ، إني وإن لم أكن عمرت عمر من كان قبلي فقد نظرت في أعمالهم»[٢٣].
والملاحظ على ندائه أنه صغّر ابنه لغرض التحبب ونبهه إلى تقوى الله والالتزام بوصيته وأمور كثيرة جاءت بعد النداء طوتها الوصية.
المبحث الثاني: أساليب علم البيان
عرّف السكاكي البيان بقوله: «هو معرفة إيراد المعنى الواحد في طرق مختلفة بالزيادة في وضوح الدلالة عليه، وبالنقصان ليحترز بالوقوف على ذلك عن الخطأ في مطابقة الكلام لتمام المراد منه»[٢٤].
والبيان العربي يتواصل حلقة بين تراث الأمة وثقافتها المعاصرة كما يضيء نبراسا نحو المستقيل الزاهر في استمرار أصالة الأمة ودورها الرائد في بناء الإنسان العربي فكريا وروحيا[٢٥]، ومن موضوعاته:
١ ـ النشبيه:
هو عقد مقارنة بين شيئين اشتركا في صفة أو أكثر بواسطة أداة لغرض مقصود وله أربعة أركان هي:
١ـ المشبه، ٢ ـ المشبه به، ( ويسميان طرفي التشبيه) ٣ ـ أداة التشبيه، ٤ ـ وجه الشبه: وهو الصورة المشتركة بين المشبه والمشبه به على أن تكون أوضح في المشبه منها في المشبه[٢٦].
ويقسم بحسب الأداة ووجه الشبه إلى عدة أقسام منها:
أ ـ المرسل: وهو ما ذُكرت به أداة التشبيه وهذا اللون هو الغالب في الوصية من ذلك:
ـ «كأنّ شيئا لو أصابك أصابني وكأنّ الموت لو أتاك أتاني».
فالمشبه (الشيء الذي يصيب ولده ) والمشبه به ( الشيء الذي يصيبه) والأداة (كأنّ)، وهذا يدّل على «شدّة قربه منه ذاته بمنزلة نفسه بذكر الغايتين ( الشيْ الذي يصيب والموت)، ووجه الشبه بين ما يصيب ولده وبين ذلك الشيء ـ وإن لم يصبه ـ شدّة تألمه به»[٢٧].
ـ «كأنّك عن قليل قد صرت كأحدهم».
المشبه (أنت) والمشبه به ( أحدهم) والأداة (كأنّ والكاف)، «يستقرب لحاقه بهم وصيرورته كأحدهم فيما صاروا إليه ووجه الشبه قرب حاله من حال أحدهم»[٢٨]
ـ «يسبقني إليك بعض غلبات الهوى وفتن الدنيا فتكون كالصعب النفور».
المشبه (أنت) والمشبه به ( الصعب النفور) والأداة ( الكاف ) أي «كالبعير الصعب الذي لايمكن راكبا وهو مع ذلك نفور عن الإنس»[٢٩]، ووجه الشبه «أنه يعسر حمله على الحق وجذبه إليه كما يعسر قود الجمل الصعب النفور وتصريفه بحسب المنفعة»[٣٠].
ـ «إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها شيء قبلته».
المشبه ( قلب الحدث ) والمشبه به ( الأرض الخالية ) والأداة ( الكاف) ووجه الشبه «ما ألقي فيها من شيء قبلته وذلك أن قلب الحدث لمّا كان خاليا من الانتقاش بالعقائد وغيرها مع كونه قابلا لما يلقى إليه من خير وشرّ فينتقش به أشبه الأرض الخالية من النبات والزرع القابلة لما يلقى فيها من البذور»[٣١].
ـ «احمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة... وعند جرمه على العذر له حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك»[٣٢].
فيه تشبيهان الأول: المشبه ( أنت) والمشبه به ( عبد) والأداة ( كأنّ) ووجه الشبه الطاعة والانقياد له، والثاني: المشبه (هو) والمشبه به ( صاحب نعمة)، ووجه الشبه الاحترام والتقدير، والمراد عدم تخلي الإنسان عن أخيه مثلما لا يتخلى العبد عن سيده أو الإنسان عن صاحب النعمة عليه، ومجاراة الأخ في كل أموره وتحمل ما يبدو منه من القطيعة أو الجرم ومقابلة ذلك بالصلة والعذر له.
ب ـ التشبيه المؤكد: ماحُذفت منه أداة التشبيه.
ج ـ التشبيه المجمل: ما حُذف منه وجه الشبه.
د ـ التشبيه البليغ: ما حُذفت منه أداة التنشبيه ووجه الشبه ومعنى ذلك أنّ ( المؤكد + المجمل = البليغ )، ودرجة المشاركة بين المشبه والمشبه به في التشبيه البليغ تتباين بتباين إسلوبه الذي يتنوع إلى أنواع منها: جعل المشبه والمشبه به مبتدأ وخبر أو ما أصله مبتدأ وخبر كقول الشاعر:
وكنّا غصونا أنت زهرة روضها |
|
وكنّا نجوما أنت من بينها البدر |
ففي هذا البيت نجد أربعة تشبيهات بليغة: اثنان منها المشبه اسم لكان والمشبه به خبر لها وهما (كنّا غصونا) و(وكنّا نجوما)، والاثنان الآخران: المشبه فيهما مبتدأ والمشبه به خبر وهما ( أنت زهرة روضها ) و( أنت من بينها البدر)[٣٣].
وقد ورد هذا التشبيه في وصية الإمام منها:
ـ «انظر فيما فسرت لك وإن أنت لم يجتمع لك ما تحبه من نفسك... فأعلم إنما تخبط خبط عشواء وتتورط الظلماء».
فالمشبه (أنت) والمشبه به (الناقة العشواء) و(من يتورط الظلماء) وقد حذف الأداة ووجه الشبه الذي هو عدم الاهتداء، وقد يكون من باب الاستعارة فقد استعار «وصف الخبط له باعتبار أنه طالب للعلم من غير استكمال شرائط الطلب وعلى غير وجهه، فهو متعسف سالك على غير طريق المطلوب كالناقـة العشواء وكذلك لفظ الظلماء للمشبه باعتبار أنّ الذهن لا يهتدي لطلب الحق كالماشي في الظلماء»[٣٤].
ـ «المرأة ريحانة وليست بقهرمانة».
المشبه ( المرأة ) والمشبه به ( ريحانة) والأداة محذوفة وكذلك وجه الشبه وقد بكون من باب الاستعارة فقد استعار «لفظ الريحانة باعتبار كونها محلا للذة والاستمتاع بها، ولعلّ تخصيص الريحانة بالاستعارة لأنّ من شأن نساء العرب استعمال الطيب كثيرا وكنى بكونها غير قهرمانة عن كونها لن تخلق لتكون حاكمة متسلطة بل من شأنها أن تكون محكوما عليها»[٣٥].
وهذا لون بياني خلط فيه التشبيه البليغ والاستعارة والكناية فاكتملت صورة رائعة.
هـ تشبيه التمثيل: وهو ما كان وجه الشبه فيه صورة أو وصفا منتزعا من متعدد حسيا كان أو غير حسيّ كقول الشاعر:
وما المرء إلّا كالشهاب وضوئه |
|
يوافي تمام الشهر ثمّ يغيب |
فوجه الشبه سرعة الفناء انتزعه الشاعر من أحوال القمر المتعددة إذ يبدو هلالا فيصير بدرا ثمّ ينقص حتى يدركه المحاق[٣٦].
وهو نوعان:
الأول: ما كان ظاهر الأداة ومنه في الوصية:
ـ «إنما مثل من خبر الدنيا كمثل قوم سفر نبا بهم منزل جديب فأمّوا منزلا خصيبا وجنابا مريعا، فاحتملوا وعثاء الطريق وفراق الصديق وخشونة السفر وجشوبة المطعم ليأتوا سعة دارهم ومنزل قرارهم فليس يجدون لشيء من ذلك المّا ولا يرون نفقة مغرما، ولا شيء أحبّ إليهم مما قربهم من منزلهم وأدناهم من محلهم».
فالمشبه: من عرف الدنيا وعمل للآخرة، والمشبه به من سافر من منزل جديب إلى منزل خصيب فلقى في طريقه مشقة فإنه لا يكترث بذلك في جنب ما يطلب ووجه الشبه صورة منتزعة من متعدد لأنّ الدنيا «كالمنزل الجديب خال من المطاعم الحقيقية والمشارب العذبة الهنيئة فهو لذلك غير صالح للاستبطان والاقامة، وإنّ عام الآخرة كالمنزل الخصيب والجنان المريع من وصل إليه مستقيما على أوامر الله ونواهيه فاز بالمقاصد السنية واللذات الباقية فكانت أبدا في طريق السفر من منازل طريق الله، ولاشيء أحبّ إليها من وسيلة تقربها إلى منزل جديب، ثمّ علم أنّ أمامه منزلا خصيبا فاقتضى رأيه الحسن أن يحتمل وعثاء السفر، ومشقة ليحصل على الراحة الكبرى»[٣٧].
ـ و«مثل من أغتر بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب فنبا بهم إلى منزل جديب فليس شيء أكره إليهم، ولا أفظع عندهم من مفارقة ما كانوا فيه إلى ما يهجعون عليه ويصيرون إليه».
فالمشبه: من عمل للدنيا وأهمل أمر الآخرة، والمشبه به: من سافر إلى منزل ضنك وهجر منزلا رحيبا طيبا أي: «مثل أهل الدنيا الذين قادتهم نفوسهم الأمارة بالسوء شبههم بقوم كانوا في منزل خصيب فنبا بهم إلى منزل جديب فالمنزل الخصيب في هذا هو الدنيا والمنزل الجديب هو الآخرة، ووجه الشبه هو ما ذكره من أنه ليس شيء أكره إليهم... إلى يصيرون إليه»[٣٨].
والثاني: ما كان خفي الأداة مثل:
ـ «إنما أهلها كلاب عاوية وسباع ضارية يهرّ بعضها بعضا ويأكل عزيزها ذليلها ويقهر كبيرها صغيرها، نعم معقلة وأخرى مهملة قد أضلت عقولها وركبت مجهولها».
المشبه: أهل الدنيا، والمشبه به: كلاب عاوية وسباع ضارية، وقد قسّم أهل الدنيا على قسمين:
«فمنهم من أتبع قوّته الغضبية... ومنهم من أتبع قوّته الشهية... وضرب المثل للأولين بالكلاب العاوية والسباع الضارية وأشار إلى وجه مطابقة المثل بقوله: يهرّ إلى قوله صغيرها، ووصف الهرير مستعار لتنازعهم عليها، وكذلك لفظ الأكل لغلبة بعضهم على بعض، وضرب للآخرين مثل النعم باعتبار غفلتهم عمّا يراد بهم كالبهائم، ثمّ قسّم هؤلاء إلى قسمين: معقلة ومهملة، واستعار لفظ المعقلة للذين تمسكوا بظواهر الشريعة والإمام العادل فقيدهم بالدين، وإن لم يعقلوا أسرار الشريعة فهم كالنعم التي أعقلها راعيها، وأشار بالمهملة إلى الذين استرسلوا في اتباع شهواتهم وخرجوا من طاعة إمامهم فهم كالبهائم المرسلة... وأشار إلى وجه المشابهة بقوله: التي أضلت عقولها إلى آخره، ووجه مطابقة هذا المثل أنّ هؤلاء في عدم انتفاعهم بعقولهم قد أشبهوا النعم المهملة التي أضلت عقلها»[٣٩].
ومن هنا نجد أنّ وجه الشبه صورة أُنتزعت من متعدد: كلاب عاوية وسباع ضارية يهرّ بعضها بعضا، ويأكل بعضها بعضا، وبهائم قد أعقلها راعيها وأخرى سائبة تقابل صورة أهل الدنيا من أتبع قوته العضلية والشهوانية الذين تمسكوا بظواهر الشريعة والذين استرسلوا في إتباع شهواتهم، وهذا مما يحتاج إلى إمعان فكر وتدقيق نظر. فتشبيه التمثيل إذاً يكسب القول قوّة، فإن كان في المدح كان أهز للعطف وأنبل في النفس، وإن كان وعظا كان أشفى للصدر وأبلغ في التنبيه والزجر[٤٠]، وهذا ما لاحظناه في النصين السابقين اللذين وصف بهما الإمام أهل الدنيا بتلك الصور الرائعة التي حركت النفوس نحو الأفضل والأحسن اختيارا.