




مجاهد منعثر منشد الخفاجي
هذه الدراسة ليس مقالا أو طعن في أحد بل بحث عميق يوصلنا للاعلم بعد الرسول محمد (ص) وبأدلة من كتب جهابذة العلماء واعتمدنا في الموضوع على علماء من السنة .
وأطلب من كل قارئ كريم أن يتصفح المصادر التي سأذكرها وبعد انتهائه من مصداقية الدراسة يقرر هل انا على حق أوباطل ..
ومن المعلوم قد سبقنا الكثيرين رحم الله الاموات منهم وحفظ الاحياء لخدمة المسلمين .
والفرق في هذا البحث هوانني جمعت الكثير من المصادر للبيان عن من يريد أن يصل الى الله تعالى ويشفع له رسول الله ابوالقاسم محمد (ص) ويأخذ علومه من باب المدينة التي اشار لها رسول الله (ص) انا مدينة العلم وعلي بابها .
وهذا البحث قليل من كثير .
إن المخطط الإلهي للحياة البشرية مخطط حكيم وكامل ولا يمكن أن يهمل مسالة قيادة الأمة الإسلامية بعد الرسول (ص) بدون تخطيط أويترك الأمة من غير راعٍ وولي، وهذا مما يدفع بالأمة إلى الانزلاق نحوهاوية الفتن والصراعات والتناقضات، ويكون سبباً لإهدار أتعاب الرسالة، وهوما لا يقبله العقل السليم ولا يصدقه الشرع طبعاً.
يقول الرسول (ص):ـ (فان الله قد نصبه لكم وليا واماما وفرض طاعته على كل احد. ماض حكمه. جائز قوله. ملعون من خالفه. مرحوم من صدقه. اسمعوا له واطيعوا. فان الله مولاكم وعلي امامكم ثم الامامة في ولدي من صلبه إلى القيامة. لا حلال الا ما احله الله ورسوله. ولا حرام الا ما حرمه الله ورسوله وهم ) [١] .
وما قاله (ص) في علي (ع): (يا علي انت وصيي ووارثي وابوولدي وزوج ابنتي .. امرك امري، ونهيك نهيي اقسم بالله الذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية، انك لحجة الله على خلقه، وامينه على سره وخليفة الله على عباده) [٢] .
الايات القرانية في منصب الامام علي (ع) ..
يقول أبوالحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري، المتوفى سنة: ٤٦٨ هجرية، عن أبي سعيد الخدري، قال: "نزلت هذه الآية :﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... ﴾ [٣] يوم غدير خم، في علي بن أبي طالب رضي الله عنه" [٤] .
وقال أبوالفضل شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي، المتوفى سنة ١٢٧ هجرية، عن ابن عباس، قال: نزلت الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... ﴾ في علي حيث أمر الله سبحانه أن يخبر الناس بولايته، فتخوّف رسول الله (ص) أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله تعالى إليه، فقام بولايته يوم غدير خم، وأخذ بيده، فقال رسول الله (ص ): " من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه " [٥].
وإن نزول آية الإكمال وهي: ﴿ ...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ...) [٦] في يوم الغدير بعد إبلاغ النبي (ص) الناسَ بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لدليل واضح على أن اكتمال أهداف الرسالة وضمان عدم وقوع انحرافٍ أوفراغٍ تشريعي أوقيادي أوسياسي بعد الرسول (ص )، إنما يتحقق في حالة استمرارية القيادة المنصوبة والمنصوص عليها من قبل الله ..
وقال تعالى { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }[٧] .
لقد اتفق الفريقان سنة وشيعة على رواية حادثة تصدق الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام بخاتمه على السائل في مسجد النبي (ص) في الصلاة حال ركوعه ونزول قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ فيه.
وقد صرّح العديد من علماء أهل السنة وأئمتهم بنزول الآية في علي عليه السلام، قال الشريف الجرجاني في كتابه (شرح المواقف): (وقد أجمع أئمة التفسير على أنّ المراد بـ ﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ علي فإنّه كان في الصلاة راكعاً فسأله سائل فأعطاه خاتمه فنزلت الآية) [٨].
يقول الزمخشري في كشافه: ( وإنها نزلت في علي كرم الله وجهه حين سأله سائل وهوراكع في صلاته فطرح خاتمه كأنه مرجأ في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته ) [٩].
وفي تفسير القرآن العظيم لابن كثير:
{ إنما وليكم الله ... الآية } عن غالب بن عبد الله سمعت مجاهدا يقول في قوله ـ إنما وليكم الله ورسوله .. الآية نزلت في علي بن آبى طالب، تصدق وهوراكع .. [١٠] .
يقول حسان بن ثابت في هذه المناسبة:
أبا حسن تفديك روحي ومهجتي ***** وكل بطيء في الهوى ومسارع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً ***** فدتك نفوس الخلق يا خير راكع
بخاتمك الميمون يا خير ســـــيدٍ ***** ويا خير شار ٍ ثم يا خــــير بايـعٍ
فأنزل فيك الله خير ولايــــــــــةٍ ***** وبيّنها في المحكمات الشـــرائع
وقال عضد الدين الأيجي: (وأجمع أئمة التفسير أن المراد علي) [١١] .
وقال سعد الدين التفتازاني: (نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين أعطى السائل خاتمه وهوراكع في صلاته) [١٢] .
وقال علاء الدين علي بن محمد الحنفي القوشجي السمرقندي: (بيان ذلك: أنها نزلت باتفاق المفسرين في حق علي بن أبي طالب حين أعطى السائل خاتمه وهوراكع في صلاته ... ) [١٣].
وقال ابن الجوزي: (قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ﴾ اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال، أحدها أنّ عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا إنّ قومنا قد أظهروا لنا العداوة ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل، فنزلت هذه الآية، فقالوا رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين وأذّن بلال بالصلاة فخرج رسول الله (ص) فإذا مسكين يسأل الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال: نعم، قال: ماذا ؟ قال: خاتم من فضّة، قال من أعطاكه ؟ قال: ذاك القائم، فإذا هوعلي بن أبي طالب، أعطانيه وهوراكع، فقرأ رسول الله (ص) هذه الآية، رواه أبوصالح عن ابن عباس وبـه قال مقاتل، وقال مجاهـد: نزلت في علي بن أبي طالب تصدّق بخاتمه وهو راكع ... ) [١٤] .
وتستطيعون مراجعة تفاسير اخرى [١٥] .
والرسول (ص) يعتبر اتباع علي إنما هوطاعة لله ورسوله في قوله (ص){من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله، ومن أطاع علياً فقد أطاعني ومن عصا علياً فـقـد عصاني } [١٦].
وعن الامام الحسين (ع) قال: { لما نزلت هذه الآية ( وكل شيء أحصيناه في أمام مبين } قالوا: يا رسول الله هوالتوراة أوالإنجيل أوالقرآن ؟ قال: لا، فاقبل إليه أبي علي (ع) فقال (ص): هــــوهــذا الإمام الذي احصى علم كل شيء .. [١٧] .
وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله (ص)، فقالوا: إذا لقينا رسول الله (ص) أخبرناه بما صنع علي، فأقبل رسول الله (ص) والغضب يعرف في وجهه وقال: ما تريدون من علي ؟ إن عليا مني وأنا منه وهوولي كل مؤمن بعدي .. [١٨].
وفي الجامع لأحكام القرآن للقرطبي عند تفسير قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع ". قيل إن السائل هنا هوالحارث بن النعمان الفهري، وذلك أنه لما بلغه قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (رض ): " من كنت مولاه فعلي مولاه " ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك. .. إلى قوله: ثم لم ترض بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا، أفهذا شيء منك أم من الله ؟ فقال النبي (ص ): والله الذي لا إله إلا هو، ما هوإلا من الله، فولى الحارث، وهويقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء، وائتنا بعذاب أليم، فوالله ما وصل إلى ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت: (سأل سائل...) [١٩].
وهناك ايات في ولاية امير المؤمنين علي (ع) وهذه منها :
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِم ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ .
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ...
احاديث رسول الله (ص) في امام المتقين علي بن ابي طالب (ع) .
وما قآله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (عليه السلام): (يا علي انت وصيي ووارثي وابوولدي وزوج ابنتي .. امرك امري، ونهيك نهيي اقسم بالله الذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية، انك لحجة الله على خلقه، وامينه على سره وخليفة الله على عباده) [٢٠].
قوله (ص) لعلي (ع): أنت مني وأنا منك [٢١].
قال (ص): علي ولي كل مؤمن بعدي [٢٢].
وقوله (ص): حب علي إيمان وبغضه نفاق [٢٣].
وقوله(ص): يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن بغضك وكذب فيك [٢٤].
وقوله (ص) مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخورسول الله [٢٥].
وقوله (ص) فيما أخرجه ابن السماك عن أبي بكر مرفوعاً: علي مني بمنزلتي من ربي [٢٦].
وقوله (ص) يوم عرفات في حجة الوداع: علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أوعلي [٢٧].
قوله يا علياً من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك فقد فارقني[٢٨] .
قوله (ص) لعلي (ع): أن الأمة ستغدر بك بعدي وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني وأ ن هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه) [٢٩].
قوله (ص) مشيراً لعلي (ع): إن هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا [٣٠].
قال الرسول (ص) علي وشيعته هم الفائزون [٣١].
وروى الطبراني في (المعجم الكبير) عن سلمان قال: قلت: يا رسول الله لكل نبي وصي فمن وصيك ؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني، فقال: يا سلمان فأسرعت إليه، قلت: لبيك، قال " تعلم من وصي موسى ؟ قلت: نعم يوشع بن نون، قال: لم ؟ قلت: لأنه كان أعلمهم، قال فإن وصي وموضع سري وخير من أترك بعدي ينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب " [٣٢].
وأن أحاديث نبينا الاكرم (ص) في امام المتقين ويعسوب الدين الامام علي (ع) لاتمل وهي كثيرة وسأكتب بقيتها نهاية الدراسة منطلقا من قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وأحب تلك الاحاديث ولا املها .
اما الاحاديث الموقوفة على الصحابة فأولها ما رواه الحاكم في (المستدرك) عن قيس بن أبي حازم قال: " كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت، فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهويشتم علي بن أبي طالب والناس وقوف حواليه، إذ أقبل سعد ابن أبي وقاص فوقف عليهم، فقال: ما هذا ؟ فقالوا: رجل يشتم علي بن أبي طالب، فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه، فقال: يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب ألم يكن أول من أسلم ألم يكن أول من صلى مع رسول الله (ص) ألم يكن أزهد الناس ألم يكن أعلم الناس، وذكر حتى قال: ألم يكن ختن رسول الله (ص) على ابنته ألم يكن صاحب راية رسول الله (ص) في غزواته ثم استقبل القبلة ورفع يديه، وقال: اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك، قال قيس: فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه ومات .
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
وقال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم " [٣٣].
وروى أحمد في مسنده عن عمروبن حبشي قال: " خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي (رض) فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله (ص) ليبعثه ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبع مئة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم أهله "، قال محقق الكتاب: حسن، عمروبن حبشي روى عنه اثنان وذكره ابن حبان [٣٤] وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين [٣٥].
حديث الغدير بحق امير المؤمنين (ع)
حديث الغدير حدث رباني تاريخي قرر الله تعالى ورسول الله (ص) مصير المسلمين من بعد وفاته .فغير ممكن أن تبقى الارض خالية من مصدر للشرعية الاسلامية ومن يكذب أحاديث رسول الله (ص) ملعون في الدنيا والاخرة ,والذين يزرعون بذور الفتنة هم من يكذبون الاحديث النبوية الشريفة ..
والافضل البحث عن الحقيقة فأن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة - كالترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة جدا، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته.
الحديث يحمل دلالة واضحة وصريحة على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) باعتباره المرشح الوحيد لتسلّم زمام الأمة بعد النبي(ص)، وكونه الولي الشرعي المنصوب من قبل رب العالمين بواسطة سيد الأنبياء والمرسلين (ص) وهوالأمر الذي اعتبره الله عَزَّ وجَلَّ تكميلاً للرسالة وتتميماً للنعمة.
قال الخطيب البغدادي: أبوبكر احمد بن علي، المتوفى سنة: ٤٦٣ هجرية، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهويوم غدير خم لمّا اخذ رسول الله (ص) بيد علي بن أبي طالب (ع) فقال: " ألست أولى بالمؤمنين " ؟
قالوا: بلى يا رسول الله .
قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه " .
فقال عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم [٣٦].
وحديث الغدير متواتر رواه [٣٧] المحدثون عن أصحاب النبي (ص) وعن التابعين بصيغٍ مختلفة، تؤكد جميعها على إمامة الإمام أمير المؤمنين (ع)، لكون الجوهر الأصلي فيه واحد وإن اختلفت بعض العبارات.
وذكر أبوإسحق الثعلبي في تفسيره بإسناده أن النبي (ص) لما قال ذلك طار في الأقطار وشاع في البلاد والأمصار، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتاه على ناقة فأنافها على باب المسجد ثم عقلها، وجاء فدخل المسجد فجثا بين يدي رسول الله (ص) فقال: يا محمد، إنك أمرت نا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك ذلك. .. ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته على الناس، وقلت من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أومن الله، فقال رسول الله (ص) وقد احمرت عيناه، والله الذي لا إله إلا هوإنه من الله وليس مني، قالها ثلاثا [٣٨].
يقول مسلم في صحيحه: " وعن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله (ص) يوما فينا خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة فحمد الله ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله. .. ثم قال وأهل بيتي. .. " [٣٩].
وأخرج الحافظ النسائي في الخصائص: عن زيد بن أرقم قال: لما رجع النبي (ص) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. .. ثم قال: إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن: ثم أخذ بيد علي (رض) فقال: من كنت وليه، فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. .. فقلت لزيد: سمعته من رسول الله (ص) قال: نعم، وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا ورآه بعينه وسمعه بأذنيه) [٤٠].
وعن زيد بن أرقم قال: استشهد علي بن أبي طالب الناس، فقال أنشد الله رجلا سمع النبي (ص) يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه فقام ستة عشر رجلا فشهدوا [٤١].
وأخرج ابن المغازلي الشافعي حديث الغدير بطرق كثيرة، فتارة عن زيد بن أرقم، وأخرى عن أبي هريرة، وثالثة عن أبي سعيد الخدري وتارة عن علي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب، وابن مسعود وبريدة، وجابر بن عبد الله، وغير هؤلاء .
فعن زيد بن أرقم " أقبل نبي الله من مكة في حجة الوداع حتى نزل (ص) بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى: الصلاة جامعة، فخرجنا إلى رسول الله (ص) في يوم شديد الحر، وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه على قدميه من شدة الرمضاء. .. إلى قوله: ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (ع) فرفعها ثم قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قالها ثلاثاً [٤٢].
قال أبوالقاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله (ص )، وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله (ص) نحومن مائة نفس منهم العشرة [٤٣].
يتبع .....