أول من شرح نهج البلاغة : علي بن أبي القاسم زيد بن محمد، الشهير بـ (فريد خراسان)، والشهير بأبي الحسن البيهقي وسنتحدث عنه بعد الحديث عن شرحه والشروح التي تلته.
وقيل إنه أول من شرحه بعد عصر (الرضي) – وأما أول الشروح الذي لم يسبقه شرح فهو شرح علي بن ناصر المعاصر للرضي الآتي.
قال البيهقي في أول شرحه على النهج : لم يشرح قبلي من كان في الفضلاء السابقين هذا الكتاب بسبب موانع منها أن من كان متبحراً في علم الأصول كان قاصراً في اللغة والأمثال، ومن كان كاملاً فيهما كان غافلاً عن أصول الطب والحكمة وعلوم الأخلاق ، ومن كان كاملاً في جميع هذه العلوم والآداب كان قاصراً في التواريخ وأيام العرب، ومن كان كاملاً في جميع ذلك كان غير معتقد لنسبة هذا الكلام إلى أمير المؤمنين عليه السلام. ومن حصلت لديه هذه الأسباب لم يعثر بذخائر كنز التوفيق كنز من كنوز الله يختص به من يشاء من عباده وأنا المتقدم في شرح هذا الكتاب إلى أن قال :
ومن قبل التمس مني الإمام السعيد جمال المحققين أبوالقاسم علي بن الحسن الحونقي النيسابوري رحمه الله أن أشرح كتاب نهج البلاغة وأصرح أمد الالتباس عن شرحه صرحاً فصدني الزمان عن إتمامه صداً وبنى بيني وبين مقصودي سداً.
وانتقل ذلك الإمام الزاهد الورع من لجة بحرالحياة إلى الساحل وطوى من العمر جميع المراحل وودع أفراش المقام في ردا الدنيا مع الرواحل وكل إنسان وإن طال عمره فانٍ.
وكان ذلك الإمام قارعاً باب العفاف قانعاً عن دنياه بالكفاف رحمة الله عليه إلى أن قال : وخدمت بهذا الكتاب خزانة كتب الصدر الأجل السيد العالم عماد الدولة والدين جلال الإسلام والمسلمين ملك النقباء في العالمين أبي الحسن علي بن محمد بن يحيى بن هبة الله الحسيني فإنه جمع في الشرف بين النسب والحسب وفي المجد بين الموروث والمكتسب.
إذا اجتمعت السادة فهو نقيبهم وإمامهم .
وإذا ذكرت الأئمة والعلماء فوسيدهم وهمامهم .
وإذا أشير إلى أصحاب المناصب فهو صدرهم .
وإذا عد أرباب المراتب فهو فخرهم فأبقاه الله تعالى للسادات والعلماء ما صار الهلال بدراً «انتهى».
وإننا لنذكر هنا ما وصل إلينا من شروح نهج البلاغة مرتبة بحسب أعصار مؤلفيها :
١- شرح علي بن الناصر المعاصر للرضي اسمه أعلام نهج البلاغة وشرح آخر له يسمى المعارج.
٢- شرح الشيخ أبي الحسن البيهقي المتقدم ذكره المتوفى سنة ٥٦٥.
٣- شرح قطب الدين الرواندي سعيد بن هبة الله المتوفى سنة ٥٧٣ المسمى منهاج البراعة.
٤- شرح قطب الدين الكيدري فرغ منه سنة ٥٧٦.
٥- شرح أفضل الدين الحسن بن علي بن أحمد الماهابادي شيخ الشيخ منتخب الدين توفي سنة ٥٨٥.
٦- شرح القاضي عبد الجبار المردد بين ثلاثة مقاربين لعصر الشيخ الطوسي وهم : عبد الجبار بن علي الطوسي، وعبد الجبار بن منصور، وعبد الجبار بن فضل لله بن علي بن عبد الجبار. وذكر في أحوال عبد الرحمن العتائقي أنه اختار شرحه لنهج البلاغة من عدة شروح أحدها للقاضي عبد الجبار الإمامي.
٧- شرح فخر الدين الرازي محمد بن عمر المتوفى سنة ٦٠٦ لم يتم , ذكره جمال الدين القفطي في تاريخ الحكماء.
٨- شرح عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله بن أبي الحديد المعتزلي المدائني المتوفى ببغداد سنة ٦٥٦ طبع عدة مرات.
٩- شرح السيد علي بن طاوس المتوفى سنة ٦٦٤.
١٠- شرح الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفى سنة ٦٧٩ مطبوع بإيران.
١١- شرحه المتوسط.
١٢- الصغير وأحدهما يسمى مصباح السالكين في شرح النهج اقتصر فيه على بيان بعض لغاته وكتبت النسخة التي وجدت منه في المشهد المقدس المنصوري سلام الله على ساكنه سنة ٧٠١ وقوبلت سنة ٧٠٣ وكتب عليها السيد أحمد ابن السيد كاظم الرشتي إنه للإمام يحيى بن حمزة العلوي صاحب كتاب الطراز ويحيى هذا توفي سنة ٧٤٩.
١٣- شرح لبعض علماء أهل السنة اسمه النفائس كتابته سنة ٧٥٩ موجود في الخزانة الرضوية.
١٤- شرح ابن العتائقي الحلي عبد الرحمن بن محمد, جمعه من أربعة شروح شرح القاضي عبد الجبار وشرح ابن ميثم وشرح الكندري وشرح ابن أبي الحديد في أربع مجلدات في الخزانة الغروية فرغ من الثالث سنة ٧٨٠.
١٥- شرح سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني صاحب المطول المتوفى سنة ٧٩٢.
١٦- الشرح الموسوم بالتحفة العلية في نهج البلاغة الحيدرية للسيد أفصح الدين محمد بن حبيب الله ابن أحمد الحسيني. كبير جداً فرغ منه منه سنة ٨٨١, كتبه لبعض الملوك ونسخة منه موجودة في مكتبة السيد علي الهمداني بالنجف.
١٧- شرح العلامة الحلي المتوفى سنة ٧٣٦.
١٨- شرح قوام الدين يوسف بن حسن الشهير بقاضي بغداد المتوفى سنة ٩٢٢ , ذكره في كشف الظنون.
١٩- شرح كمال الدين الحسين بن عبد الحق الأردبيلي المتوفى سنة ٩٥٠. اسمه منهج الفصاحة.
٢٠- شرح عماد الدين علي القاري الأسترابادي بنحو الحاشية، في أوائل القرن العاشر.
٢١- شرح أبي الحسن علي بن الحسن الزواري تلميذ المحقق الكركي بالفارسية. اسمه روضة الأبرار فرغ منه سنة ٩٤٧.
٢٢- شرح تلميذه فتح بن شكر الله الكاشاني بالفارسية المتوفى سنة ٩٨٨ مطبوع.
٢٣- شرح عز الدين الآملي شريك المحقق الكركي في الدرس «القرن العاشر».
٢٤- شرح علي المعروف بالحكيم الصوفي بالفارسية فرغ منه سنة ١٠١٦.
٢٥- شرح الشيخ حسين بن شهاب الدين الكركي العاملي المتوفى سنة ١٠٧٦ وهو شرح كبير.
٢٦- شرح السيد ابن المطهر بن محمد بن الحسين الجرموزي اليماني المتوفى سنة ١١١٠ لم يتم.
٢٧- شرح محمد رفيع بن فرج الجيلاني المتوفى حدود سنة ١١٦٠ سلك فيه طريقة جامعة بين شرحي ابن ميثم وابن أبي الحديد.
٢٨- شرح ميرزا باقر النواب بالفارسية في القرن الثالث عشر مطبوع بإيران.
٢٩- شرح السيد محمد تقي الحسيني القزويني المتوفى سنة ١٢٧٠ فرغ من المجلد الأول سنة ١٢٦٨.
٣٠- شرح الشيخ جواد الطارمي الزنجاني المتوفى سنة ١٣٢٥ بالفارسية.
٣١- شرح ميرزا إبراهيم بن الحسين بن علي بن عبد الغفار الدنبلي الخوئي المستشهد سنة ١٣٢٥ اسمه الدرة النجفية. مطبوع بإيران.
٣٢- شرح السيد حبيب الله بن محمد الموسوي الخوئي المتوفى حدود سنة ١٣٢٦ في عشر مجلدات اسمه منهاج البراعة طبع نصفه.
وهناك بعض الشروح مجهولة المؤلف ، وبعض شروح مقتصرة على موضوع معين كشروح الخطبة الشقشقية وغيرها.
الشارح الأول
ولد سنة ٤٩٩ هـ من ناحية بيهق وتوفي سنة ٥٦٥.
كان لغوياً نحوياً منطقياً شاعراً أديباً ناظراً في الطب عالماً بعلم الحديث فقيهاً، وصرف عمره في الدرس والتدريس ووعظ الناس والتأليف والتصنيف حتى صنف ما يزيد عن ٧٨ كتاباً جلها بالعربية .
وفي معجم الأدباء : ذكره العماد الأصفهاني في كتاب الخريدة ووصفه بالرياسة والشرف.
وفي مستدركات الوسائل : العالم المتبحر أبوالحسن أوالحسين ابن الشيخ أبوالقاسم بن الحسين البيهقي الفاضل المتكلم الجليل المعروف بفريد خراسان له من المؤلفات :
١- أسئلة القرآن مع الأجوبة.
٢- إعجاز القرآن.
٣- الإفادة في كلمة الشهادة.
٤- المختصر من الفرائض.
٥- الفرائض بالجدول.
٦- أصول الفقه.
٧- قرآن آيات القرآن.
٨- معارج نهج البلاغة وهو شرح الكتاب.
٩- نهج الرشاد في الأصول.
١٠- كنز الحجج في الأصول.
١١- جلاء صداء الشك في الأصول.
١٢- إيضاح البراهين في الأصول.
١٣- الإفادة في إثبات الحشر والإعادة.
١٤- تحفة السادة.
١٥- التحريز في التذكير ,مجلدان.
١٦- الوقيعة في منكر الشريعة.
١٧- تنبيه العلماء على تمويه المتشبهين بالعلماء .
١٨- أزاهير الرياض المريعة وتفسير ألفاظ المحاورة والشريعة.
١٩- أشعاره.
٢٠- درر السخاب ودرر السحاب في الرسائل.
٢١- ملح البلاغة.
٢٢- البلاغة الخفية.
٢٣- طرائف الوسائل إلى حدائق الرسائل.
٢٤- الرسائل , بالفارسي.
٢٥- رسائله المتفرقة.
٢٦- عقود اللآلئ.
٢٧- غرر الأمثال ودرر الأقوال ,مجلدان.
٢٨- الانتصار من الأشرار.
٢٩- الإعتبار بالإقبال والإدبار.
٣٠- وشاح دمية القصر (ولقاح روضة العصر) مجلدة ضخمة في شعراء عصره.
٣١- أسرار الاعتذار.
٣٢- شرح مشكلات المقامات الحريرية.
٣٣- درة الوشاح تتمة وشاح دمية القصر مجلدة خفيفة.
٣٤- العروض.
٣٥- أزهار أشجار الأشعار.
٣٦- عقود المضاحك ,بالفارسية.
٣٧- نصائح الكبراء ,بالفارسية.
٣٨- آداب السفر.
٣٩- مجامع الأمثال وبدائع الأقوال أربع مجلدات.
٤٠- مشارب التجارب وغوارب الغرايب أربع مجلدات، وهو ذيل على تاريخ اليميني يشتمل على تاريخ إيران من سنة ٤٢٠ إلى سنة ٥٦٠.
٤١- دخائر الحكم.
٤٢- شرح الموجز المعجز.
٤٣- أسرار الحكم.
٤٤- عرائس النفائس.
٤٥- أطعمة المرضى.
٤٦- المعالجات الاعتبارية.
٤٧- تتمته صوان الحكمة ، لأبي سليمان السنجري طبعه المجمع العلمي العربي بدمشق سنة ١٣٦٥ باسم تاريخ حكماء الإسلام , وهو اسم حادث.
٤٨- السموم.
٤٩- الحساب.
٥٠- خلاصة الزيجة.
٥١- أسامي الأدوية وخواصها ومنافعها ويقال له تفاسير العقاقير مجلدة ضخمة.
٥٢- جوامع الأحكام ثلاث مجلدات وفي كشف الظنون جوامع النجوم , فارسي جمعه من ٢٥٢ كتاباً.
٥٣- أمثلة الأعمال النجومية.
٥٤- مؤامرات الأعمال النجومية.
٥٥- غرر الأقيسة.
٥٦- معرفة ذات الحق والكرة والإسطرلاب.
٥٧- أحكام القرانات.
٥٨- ربيع العارفين.
٥٩- رياحين العقول.
٦٠- الإراحة عن شدائد المساحة.
٦١- حصص الأصفياء في قصص الأنبياء على طريق البلغاء ,بالفارسية مجلدان.
٦٢- المشتهر في نقض المعتبر الذي صنفه الحكيم أبوالبركات.
٦٣- بساتين الأنس ودساتين الحدث في براهين النفس.
٦٤- مناهج الدرجات في شرح كتاب النجاة ثلاث مجلدات.
٦٥- الأمانات في شرح الإشارات.
٦٦- رقيات (قضايا) التشبيهات على خفايا المختلطات بالجداول.
٦٧- شرح رسالة الطير.
٦٨- شرح الحماسة .
٦٩- الرسالة العطارة في مدح بني الزنارة.
٧٠- تعليقات فصول بقراط.
٧١- شرح شعر البحتري وأبي تمام.
٧٢- شرح شهاب الأخبار.
٧٣- تاريخ بيهق ,بالفارسية.
٧٤- لباب الأنساب.
٧٥- قوام علوم الطب ذكره صاحب كشف الظنون ولعله أسامي الأدوية المتقدم.
٧٦- تلخيص مسائل الذريعة للمرتضى.
٧٧- جواب يوسف اليهودي العراقي, ولا يوجد من كتبه هذه سوى تاريخ بيهق وتتمة صوان الحكمة مع أن تاريخ بيهق لم يوجد إلا في فرنسا.
وله شعر منه :
ضجيعي في ليلي جوى ونحيب ***** وإلفي في نومي ضنا ولغوب
دجا ليل آمالي وأبطأ صبحه ***** وللمنذرات السود فيه نعيب
وتلسعني الأيام فهي أراقم ***** وتخدعني الآمال فهي كذوب
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ***** وباعي في ظل الوصال رحيب
خليلي لا تركن إلى الدهر آمنا ***** فإحسانه بالسيئات مشوب
وكم جاهل قد قال لي أنت ناقص ***** فهيج ليث الحقد وهوغضوب
وعيرني بالعلم والحلم والنهى ***** قبائل من أهل الهوى وشعوب
فقلت لهم لا تعذلوني فإنني***** لصفو زجاجات العلوم شروب
وما ضرني أني عليم بمشكل ***** وقد مس أهل الدهر منه لغوب
لئن كان علم المرء جرماً لديكم ***** فذلك جرم لست منه أتوب
كفى حزناً أني مقيم ببلدة ***** بها صاحب العلم الرصين غريب
وعدا عما تقدم عن شروح نهج البلاغة فقد قال الشيخ عبد الحسين الصالحي :
للحكيم الشاعر الشيخ علي المعروف (بالحكيم الصوفي) الأصفهاني المتوفى بعد سنة ١٠٤٥ تفسير نهج البلاغة.
ذكره في أعيان الشيعة قال (علي المعروف بالحكيم الصوفي له تفسير نهج البلاغة بالفارسية فرغ منه سنة ١٠١٦ رأينا منه نسخة بهمدان).
وقد اعتمد جميع المحققين على ما ذكره (الأعيان) منهم السيد عبد الزهراء في مصادر نهج البلاغة، كما لم يقف عليه آغا بزرك الطهراني, وعند الشيخ عبد الحسين الصالحي نسخة الأصل بخط المؤلف .
انتهى المؤلف من تأليفه كما صرح في آخره في تاريخ ١٧ ربيع الثاني سنة ١٠٤٤ هجرية ثم أرخ في بيت فارسي تاريخ انتهائه من تأليفه قائلاً :
از بى تاريخ شرح هاتف خلوت بمن ***** كفت بگو(يا علي اذهب عني الحزن) - ١٠٤٤ هجرية - .
وأما ما ذكره (الأعيان) من أنه فرغ منه سنة ١٠١٦ فيحتمل أن النسخة الموجودة عند الصالحي هي غير تلك.
وللمؤلف شرحان على نهج البلاغة فرغ من الأول سنة ١٠١٦ هجرية والثاني سنة ١٠٤٤.
منقول من كتاب دائرة المعارف الإسلامية الشيعية المجلد / ١٤