وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                

Search form

إرسال الی صدیق
الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من شرح النهج لإبن أبي الحديد - الثاني

إبن أبي الحديد المعتزلي

١٠١ - لا تصحبوا الأشرار فإنهم يمنون عليكم بالسلامة منهم.

١٠٢ - لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم.

١٠٣ - لا تطلب سرعة العمل واطلب تجويده فإن الناس لا يسألون في كم فرغ من العمل إنما يسألون عن جودة صنعته.

١٠٤ - ليس كل ذي عين يبصر ولا كل ذي أذن يسمع فتصدقوا على أولي العقول الزمنة والألباب الحائرة بالعلوم التي هي أفضل صدقاتكم ثم تلا إِنَّ اَلَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ اَلْبَيِّناتِ وَاَلْهُدى‏ مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي اَلْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ... اَللاَّعِنُونَ.

١٠٥ - من أتت عليه الأربعون من السنين قيل له خذ حذرك من حلول المقدور فإنك غير معذور وليس أبناء الأربعين بأحق بالحذر من أبناء العشرين فإن طالبهما واحد وليس عن الطلب براقد وهو الموت فاعمل لما أمامك من الهول ودع عنك زخرف القول.

١٠٦ - سئل عن القدر فقال أقصر أم أطيل قيل بل تقصر فقال جل الله أن يريد الفحشاء وعز عن أن يكون له في الملك إلا ما يشاء.

١٠٧ - من علم أنه يفارق الأحباب ويسكن التراب ويواجه الحساب ويستغني عما ترك ويفتقر إلى ما قدم كان حريا بقصر الأمل وطول العمل.

١٠٨ المؤمن لا تختله كثرة المصائب وتواتر النوائب عن التسليم لربه والرضا بقضائه كالحمامة التي تؤخذ فراخها من وكرها ثم تعود إليه.

١٠٩ - ما مات من أحيا علما ولا افتقر من ملك فهما.

١١٠ - العلم صبغ النفس وليس يفوق صبغ الشي‏ء حتى ينظف من كل دنس.

١١١ - اعلم أن الذي مدحك بما ليس فيك إنما هو مخاطب غيرك وثوابه وجزاؤه قد سقطا عنك.

١١٢ - إحسانك إلى الحر يحركه على المكافأة وإحسانك إلى النذل يبعثه على معاودة المسألة.

١١٣ - الأشرار يتتبعون مساوئ الناس ويتركون محاسنهم كما يتتبع الذباب المواضع الفاسدة.

١١٤ - موت الرؤساء أسهل من رئاسة السفلة.

١١٥ - ينبغي لمن ولي أمر قوم أن يبدأ بتقويم نفسه قبل أن يشرع في تقويم رعيته وإلا كان بمنزلة من رام استقامة ظل العود قبل أن يستقيم ذلك العود.

١١٦ - إذا قوي الوالي في عمله حركته ولايته على حسب ما هو مركوز في طبعه من الخير والشر.

١١٧ - ينبغي للوالي أن يعمل بخصال ثلاث تأخير العقوبة منه في سلطان الغضب والأناة فيما يرتئيه من رأي وتعجيل مكافأة المحسن بالإحسان فإن في تأخير العقوبة إمكان العفو وفي تعجيل المكافأة بالإحسان طاعة الرعية وفي الأناة انفساح الرأي وحمد العاقبة ووضوح الصواب.

١١٨ - من حق العالم على المتعلم ألا يكثر عليه السؤال ولا يعنته في الجواب ولا يلح عليه إذا كسل ولا يفشي له سرا ولا يغتاب عنده أحدا ولا يطلب عثرته فإذا زل تأنيت أوبته وقبلت معذرته وأن تعظمه وتوقره ما حفظ أمر الله و عظمه وألا تجلس أمامه وإن كانت له حاجة سبقت غيرك إلى خدمته فيها ولا تضجرن من صحبته فإنما هو بمنزلة النخلة ينتظر متى يسقط عليك منها منفعة وخصه بالتحية واحفظ شاهده وغائبة وليكن ذلك كله لله عز وجل فإن العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه وطالب العلم تشيعه الملائكة حتى يرجع.

١١٩ - وصول معدم خير من جاف مكثر ومن أراد أن ينظر ما له عند الله فلينظر ما لله عنده.

١٢٠ - لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا أكثر الناس صلاة ولا صياما ولا حجا ولا اعتمارا ولكن عقلوا عن الله أمره فحسنت طاعتهم وصح ورعهم وكمل يقينهم ففاقوا غيرهم بالحظوة ورفيع المنزلة.

١٢١-  ما من عبد إلا ومعه ملك يقيه ما لم يقدر له فإذا جاء القدر خلاه وإياه.

١٢٢ - إن الله سبحانه أدب نبيه ص بقوله خُذِ اَلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ اَلْجاهِلِينَ فلما علم أنه قد تأدب قال له وَإِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ فلما استحكم له من رسوله ما أحب قال وَما آتاكُمُ اَلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.

١٢٣ - كنت أنا والعباس وعمر نتذاكر المعروف فقلت أنا خير المعروف ستره وقال العباس خيره تصغيره و قال عمر خيره تعجيله فخرج علينا رسول الله فقال فيم أنتم فذكرنا له فقال خيره أن يكون هذا كله فيه.

١٢٤ - العفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم.

١٢٥ - إذا خبث الزمان كسدت الفضائل وضرت ونفقت الرذائل ونفعت وكان خوف الموسر أشد من خوف المعسر.

١٢٦ - انظر إلى المتنصح إليك فإن دخل من حيث يضار الناس فلا تقبل نصيحته وتحرز منه وإن دخل من حيث العدل والصلاح فاقبلها منه.

١٢٧ - أعداء الرجل قد يكونوا أنفع من إخوانه لأنهم يهدون إليه عيوبه فيتجنبها ويخاف شماتتهم به فيضبط نعمته ويتحرز من زوالها بغاية طوقه.

١٢٨ - المرآة التي ينظرالإنسان فيها إلى أخلاقه هي الناس لأنه يرى محاسنه من أوليائه منهم ومساويه من أعدائه فيهم.

١٢٩ - انظر وجهك كل وقت في المرآة فإن كان حسنا فاستقبح أن تضيف إليه فعلا قبيحا وتشينه به وإن كان قبيحا فاستقبح أن تجمع بين قبحين.

١٣٠ - موقع الصواب من الجهال مثل موقع الخطإ من العلماء.

١٣١ - ذك قلبك بالأدب كما تذكى النار بالحطب.

١٣٢ - كفر النعمة لؤم وصحبة الجاهل شؤم.

١٣٣ - عاديت من ماريت.

١٣٤ - لا تصرم أخاك على ارتياب ولا تقطعه دون استعتاب.

١٣٥ - خير المقال ما صدقه الفعال.

١٣٦ - إذا لم ترزق غنى فلا تحرمن تقوى.

١٣٧ - من عرف الدنيا لم يحزن للبلوى.

١٣٨ - دع الكذب تكرما إن لم تدعه تأثما.

١٣٩ - الدنيا طواحة طراحة فضاحة آسية جراحة.

١٤٠ - الدنيا جمة المصائب مرة المشارب لا تمتع صاحبا بصاحب.

١٤١ - المعتذر من غير ذنب يوجب على نفسه الذنب.

١٤٢ - من كسل لم يؤد حقا.

١٤٣ - كثرة الجدال تورث الشك.

١٤٤ - خير القلوب أوعاها.

١٤٥ - الحياء لباس سابغ وحجاب مانع وستر من المساوئ واق وحليف للدين وموجب للمحبة وعين كالئة تذود عن الفساد وتنهى عن الفحشاء والعجلة في الأمور مكسبة للمذلة وزمام للندامة وسلب للمروءة وشين للحجى و دليل على ضعف العقيدة.

١٤٦ - إذا بلغ المرء من الدنيا فوق قدره تنكرت للناس أخلاقه.

١٤٧ - لا تصحب الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه شرا وأنت لا تعلم.

١٤٨ - موت الصالح راحة لنفسه وموت الطالح راحة للناس.

١٤٩ - ينبغي للعاقل أن يتذكر عند حلاوة الغذاء مرارة الدواء.

١٥٠ - إن حسدك أخ من إخوانك على فضيلة ظهرت منك فسعى في مكروهك فلا تقابله بمثل ما كافحك به فتعذر نفسه في الإساءة إليك وتشرع له طريقا إلى ما يحبه فيك لكن اجتهد في التزيد من تلك الفضيلة التي حسدك عليها فإنك تسوءه من غير أن توجده حجة عليك.

١٥١ - إذا أردت أن تعرف طبع الرجل فاستشره فإنك تقف من مشورته على عدله وجوره وخيره وشره

١٥٢ - يجب عليك أن تشفق على ولدك أكثر من إشفاقه عليك.

١٥٣ - زمان الجائر من السلاطين والولاة أقصر من زمان العادل لأن الجائر مفسد والعادل مصلح وإفساد الشي‏ء أشرع من إصلاحه.

١٥٤ - إذا خدمت رئيسا فلا تلبس مثل ثوبه ولا تركب مثل مركوبه ولا تستخدم كخدمه فعساك تسلم منه.

١٥٥ - لا تحدث بالعلم السفهاء فيكذبوك ولا الجهال فيستثقلوك ولكن حدث به من يتلقاه من أهله بقبول وفهم يفهم عنك ما تقول ويكتم عليك ما يسمع فإن لعلمك عليك حقا كما أن عليك في مالك حقا بذله لمستحقه ومنعه عن غير مستحقه.

١٥٦ - اليقين فوق الإيمان والصبر فوق اليقين ومن أفرط رجاؤه غلبت الأماني على قلبه واستعبدته.

١٥٧ - إياك وصاحب السوء فإنه كالسيف كالمسلول يروق منظره ويقبح أثره.

١٥٨ - يا ابن آدم احذر الموت في هذه الدار قبل أن تصير إلى دار تتمنى الموت فيها فلا تجده.

١٥٩ - من أخطأه سهم المنية قيده الهرم.

١٦٠ - من سمع بفاحشة فأبداها كان كمن أتاها.

١٦١ - العاقل من اتهم رأيه ولم يثق بما سولته له نفسه.

١٦٢ - من سامح نفسه فيما يحب أتعبها فيما لا يحب.

١٦٣ - كفى ما مضى مخبرا عما بقي وكفى عبرا لذوي الألباب ما جربوا.

١٦٤ - أمر لا تدري متى يغشاك ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك.

١٦٥ - ليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة.

١٦٦ - إذا أعجبك ما يتواصفه الناس من محاسنك فانظر فيما بطن من مساوئك ولتكن معرفتك بنفسك أوثق عندك من مدح المادحين لك.

١٦٧ - من مدحك بما ليس فيك من الجميل وهو راض عنك ذمك بما ليس فيك من القبيح وهو ساخط عليك.

١٦٨ - إذا تشبه صاحب الرياء بالمخلصين في الهيئة كان مثل الوارم الذي يوهم الناس أنه سمين فيظن الناس ذلك فيه وهو يستر ما يلقى من الألم التابع للورم.

١٦٩ - إذا قويت نفس الإنسان انقطع إلى الرأي وإذ ضعفت انقطع إلى البخت.

١٧٠ - الرغبة إلى الكريم تحركه على البذل وإلى الخسيس تغريه بالمنع.

١٧١ - خيار الناس يترفعون عن ذكر معايب الناس ويتهمون المخبر بها ويأثرون الفضائل ويتعصبون لأهلها و يستعرضون مآثر الرؤساء وإفضالهم عليهم ويطالبون أنفسهم بالمكافأة عليها وحسن الرعاية لها.

١٧٢ - لكل شي‏ء قوت وأنتم قوت الهوام ومن مشى على ظهر الأرض فإن مصيره إلى بطنها.

١٧٣ - من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه وحنينه إلى أوطانه وحفظه قديم إخوانه

١٧٤ - ومن دعائه اللهم إن كنا قد قصرنا عن بلوغ طاعتك فقد تمسكنا من طاعتك بأحبها إليك لا إله إلا أنت جاءت بالحق من عندك.

١٧٥ - أصابت الدنيا من أمنها وأصاب الدنيا من حذرها.

١٧٦ - ووقف على قوم أصيبوا بمصيبة فقال إن تجزعوا فحق الرحم بلغتم وإن تصبروا فحق الله أديتم.

١٧٧ - مكارم الأخلاق عشر خصال السخاء والحياء والصدق وأداء الأمانة والتواضع والغيرة والشجاعة و الحلم والصبر والشكر.

١٧٨ - من أداء الأمانة المكافأة على الصنيعة لأنها كالوديعة عندك.

١٧٩ - الخير النفس تكون الحركة في الخير عليه سهلة متيسرة والحركة في الإضرارعسرة بطيئة والشرير بالضد من ذلك.

١٨٠ - البخلاء من الناس يكون تغافلهم عن عظيم الجرم أسهل عليهم من المكافأة على يسير الإحسان.

١٨١ - مثل الإنسان الحصيف مثل الجسم الصلب الكثيف يسخن بطيئا وتبرد تلك السخونة بأطول من ذلك الزمان.

١٨٢ - ثلاثة يرحمون عاقل يجري عليه حكم جاهل وضعيف في يد ظالم قوي وكريم قوم احتاج إلى لئيم.

١٨٣ - من صحب السلطان وجب أن يكون معه كراكب البحر إن سلم بجسمه من الغرق لم يسلم بقلبه من الفرق

١٨٤ - لا تقبلن في استعمال عمالك وأمرائك شفاعة إلا شفاعة الكفاية والأمانة.

١٨٥ - إذا استشارك عدوك فجرد له النصيحة لأنه باستشارتك قد خرج من عدواتك ودخل في مودتك.

١٨٦ - العدل صورة واحدة والجور صور كثيرة ولهذا سهل ارتكاب الجور وصعب تحري العدل وهما يشبهان الإصابة في الرماية والخطأ فيها وإن الإصابة تحتاج إلى ارتياض وتعهد والخطأ لا يحتاج إلى شي‏ء من ذلك.

١٨٧ - لا يخطئ المخلص في الدعاء إحدى ثلاث ذنب يغفر أو خير يعجل أو شر يؤجل.

١٨٨ - لا ينتصف ثلاثة من ثلاثة بر من فاجر وعاقل من جاهل وكريم من لئيم.

١٨٩ - أشرف الملوك من لم يخالطه البطر ولم يحل عن الحق وأغنى الأغنياء من لم يكن للحرص أسيرا و خير الأصدقاء من لم يكن على إخوانه مستصعبا وخير الأخلاق أعونها على التقى والورع.

١٩٠ - أربع القليل منهن كثير النار والعداوة والمرض والفقر.

١٩١ - أربعة من الشقاء جار السوء وولد السوء وامرأة السوء والمنزل الضيق.

١٩٢ - أربعة تدعو إلى الجنة كتمان المصيبة وكتمان الصدقة وبرالوالدين والإكثار من قول لا إله إلا الله.

١٩٣ - لا تصحب الجاهل فإن فيه خصالا فاعرفوه بها يغضب من غير غضب ويتكلم في غير نفع ويعطي في غير موضع الإعطاء ولا يعرف صديقه من عدوه ويفشي سره إلى كل أحد.

١٩٤ - إياك ومواقف الاعتذار فرب عذر أثبت الحجة على صاحبه وإن كان بريئا.

١٩٥ - الصراط ميدان يكثر فيه العثار فالسالم ناج والعاثرهالك.

١٩٦ - لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل.

١٩٧ - إن لله عبادا في الأرض كأنما رأوا أهل الجنة في جنتهم وأهل النار في نارهم اليقين وأنواره لامعة على وجوههم قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة وأنفسهم عفيفة وحوائجهم خفيفة صبروا أياما قليلة لراحة طويلة أما الليل فصافون أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم يجأرون إلى الله سبحانه بأدعيتهم قد حلا في أفواههم وحلا في قلوبهم طعم مناجاته ولذيذ الخلوة به قد أقسم الله على نفسه بجلال عزته ليورثنهم المقام الأعلى في مقعد صدق عنده وأما نهارهم فحلماء علماء بررة أتقياء كالقداح ينظر إليهم الناظر فيقول مرضى وما بالقوم من مرض أو يقول قد خولطوا ولعمري لقد خالطهم أمر عظيم جليل.

١٩٨ - عاتبه عثمان فأكثر وهو ساكت فقال ما لك لا تقول قال إن قلت لم أقل إلا ما تكره وليس لك عندي إلا ما تحب.

١٩٩ - بليت في حرب الجمل بأشد الخلق شجاعة وأكثر الخلق ثروة وبذلا وأعظم الخلق في الخلق طاعة و أوفى الخلق كيدا وتكثرا بليت بالزبير لم يرد وجهه قط وبيعلى بن منية يحمل المال على الإبل الكثيرة ويعطي كل رجل ثلاثين دينارا وفرسا على أن يقاتلني وبعائشة ما قالت قط بيدها هكذا إلا واتبعها الناس وبطلحة لا يدرك غوره ولا يطال مكره.

٢٠٠ - بعث عثمان بن حنيف إلى طلحة والزبير فعاد فقال يا أمير المؤمنين جئتك بالخيبة فقال كلا أصبت خيرا وأجرت ثم قال إن من العجب انقيادهما لأبي بكر وعمر وخلافهما علي أما والله إنهما ليعلمان أني لست بدون واحد منهما اللهم عليك بهما.

يتبع ...

****************************