وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                

Search form

إرسال الی صدیق
الحماسة في شعر الشريف الرَضي – الثاني

بقلم : محمد جميل شلش

الحماسة في أغراض شعر الرضي

مر علينا في بداية هذا الفصل ، ان الحماسة في شعر الشريف الرضي كانت كثيرا ما تجىء في مقدمات قصائده ، منسجمة مع موقفه النفسي ، وملائمة لغرض القصيدة.

كما مر علينا ايضا، أن ديوانه لم يخل من القصائد الحماسية المتكاملة، التي كانت تتدفق على لسانه معبرا فيها عن هذه الروح التي لا تكاد تفارقه، بسبب الظروف الموضوعية والنفسية التي تواكبت على تكوينه.

وقد المعنا الى ان روح الحماسة في اكثر قصائده ، مبثوثة في تضاعيفها ، طاغية عليها ، في مدحه ، ورثائه ، وفخره ، وهجائه ، وشكواه , وغزله ، ووصفه.

والمعروف ان الرضي شهد الصراع الدموي الذي اضطرب به القرن الرابع الهجري واتصل بالكثير من احداثه ، في علاقاته مع ملوكه وخلفائه وزعمائه، وفي مناصبه واسفاره، بل اكتوى بناره وهو في ريعان صباه، وكان هذا العصر  القلق المضطرب ، مع كل ما فيه من حضارة ، ومدنية ، وشعوبية، وتحلل، وفسق، وخمرة ، عاملا فعالا في ثورته ، وحزنه ،والمه ، وقلقه ، وانتفاضته على واقع مرير اهمله ، بل تتكر له . وهو الذي يشعر في قرارة نفسه ، انه يحمل كل المؤهلات التي تمهد له سبل الجد والزعامة ، ولكنه يصطدم بصخرة هذا الواقع الذي اضطربت فيه المقاييس والقيم ، فيثور عليه ، ويصرخ في وجهه: [١]

أنا السيف إلا إنني في معاشر ***** أرى كل سيف عندهم لا يجرب

ولعل في معنى هذا البيت سر ازمته النفسية التي كانت عاملا قويا من عوامل ابداعه الشعري ، ولعله ايضا صورة للتعبير عن آلام وآمال طبقته التي سحقتها عجلة الحياة في القرن الرابع الهجري.

وفي الحقيقة «ان شعر الشريف الرضي في اكثر اغراضه ، كان يمثل ظاهرة ادبية قائمة بذاتها ، تهدف الى تصوير ما كان يختلج في نفوس طبقة معينة من آلام وآمال ، واعني بهذه الطبقة ، اولئك العرب المغلوبين على امرهم في ميدان الحياة السياسية والاجتماعية، فقد كانوا ينظرون الى الحاضر وما اصابهم فيه على يد الاعاجم من فشل واخفاق فيجزعون ويألمون ، وكانوا يتطلعون الى المستقبل ، فتداعبهم الاحلام بالظفر والنجاح، فيطمعون ويأملون» [٢] .

ويبدو ان الشريف الرضي ، كان يحمل متناقضات الحاضرة ، في هذا القرن، كما كان يحمل - بسببها – رواسب بدوية قحة ، ولكي نقف على اسرار حماسته ، ونفسرها تفسيرا موضوعيا ، لابد لنا من أن نتدرج معه عبر الاحداث والوقائع ، وان نسير على خطين متوازيين في حياته وشعره مستنيرين بتطوره عبر هذه الاحداث مستعينين بما خلفته من آثار على مرآة نفسه وشعره.

ولعل خيرما يعيننا على ذلك قصائده في المدح والرثاء ، بشكل خاص، فهي على الرغم من كثرتها ، توضح اكثر من سواها ، صلة الشاعر بعصره ، كما تعبر عن علاقاته، وآماله ، وفرحه, وحزنه، وثورته، وهدوئه، فقد استغلها الشريف الرضي استغلالا سياسيا ومذهبيا ليعبر عن مواقفه في رحلة عمره ، وعما يشعر به ازاء الاحداث في بغداد وغيرها.

فقصائد مدحه تبلغ التسعين قصيدة وهو يتحمس في اغلبها، في مقدماتها ، وفي ثناياها , وقصائد الرثاء تبلغ الثمانين .

وتأتي بعد قصائد المدح ، حيث يبدو فيها اقل حماسا لانه يغلب عليه البكاء . وينسبه احيانا اضطرام صدر بالثورة على عصره واهل عصره ، ويجره الى نوع من النواح الذي يثسبه الندب الجنائزي، وقد سماه بعض النقاد القدامى «النائحة الثكلى» [٣]  لهذا السبب.

وسأحاول الحديث عن  حماسة الشريف الرضي من هذه الزاوية ، مارا بالاحداث الكبرى في حياته ، مكتفيا بالنماذج التي تفي بالغرض ، وتعطي صورة عن حياته وشعره الحماسي.

واول ما يطالعنا في هذا الباب «داليته» (المشهورة التي نظمها وسنّه فوق العشر بقليل) [٤] .

فهي اولى قصائده التي توجع فيها لوالده ، وهي قصيدة طويلة عدة ابياتها ثمانية وسبعون بيتا ، ومطلعها :

نصافي المعالي والزمان معاند ***** وننهض بالآمال والجدّ قاعد

فقد نظمها في مدح والده عندما قبض عليه المطهر وزير عضد الدولة وحبسه في القلعة بفارس ومعه محمد بن عمر العلوي ، والقاضي ابن معروف . وعيّره بقولته المشهورة «كم تدل علينا بالعظام النخرة» وقد مزج الشريف شكواه في هذه القصيدة بالسخط والثورة وقال:

يقّر بعيني أن أرى أرض بابل ***** تخوض مغانيها الجياد المذاود

وأسحب فيها برد جذلان شامتٍ ***** إذا شاء غنتّه الرقاق البوارد

اما المطهر ،فطاغ باغ , يعيّر والده بالعظام النخرة المنزهة والشريف تثيره هذه الكلمات وتظل راسية في اعماق شعوره .

ثم تظهر في مناسبة اخرى وعلى نحو آخر [٥] لانها كانت طعنة نجلاء في صميم الشريف الشاعر الشاب المنكوب ، يقول الشريف في المطهر هذا :

وطاغ يعير البغي غرب لسانه ***** وليس له من جانب الدين ذائد [٦]

شننت عليه الحقّ حتى رددته ***** صموتا ، وفي أنيابه القول راقد

يدلّ بغير الله عضدا وناصرا ***** وناصرك الرحمن والمجد عاضد

تعيّر رب الخير بالي عظامه ***** الا نزهت تلك العظام البوائد [٧]

ولكن رأى سب النبيّ غنيمة ***** وما حوله إلا مريب وجاحد

ولو كان بين الفاطميين رفرفت ***** عليه العوالي والظبي السواعد

ولقد مدح الرضي اباه باكثر من اربعين قصيدة ، ترجع له في الطائفة الاولى منها ، وهنأه بالخلاص ورد أملاكه اليه في الطائفة الثانية ، كما هنأه بالاعياد في الطائفة الثالثة منها ، ودخل عليه كما يدخل على الملوك [٨] ، وسجل خلال هذه الاشعار تاريخ ابيه الحافل كما انفعل وتحمس ازاء الكثير من الاحداث وهو في معرض المدح.

وكما كانت مواقف الرضي امام والده تثير في نفسه الحماسة والثورة كما اسلفت ، فاقه تحمّس وثأر في مواقف اخرى ، وكثيرا ما « كانت مدائحه شاهدا على اشتباكه في المعارك السياسية التي كانت تثور في فارس والعراق» [٩] .

وفي مناسبة اخرى سنة (٣٧٤هـ) كتب الرضي قصيدة في مدح والده ايضا ، وذم الزمان والخطوب ، وتحدث عن نزوعه الى طلب العلى وهو في طور النكبة ، وعن نفوره من مراطن الذل وقال:

رب طلابٍ أتلع رمته ***** وحاجةٍ عالية الهادي

معتجرا بالليل احدو به ***** بزلاء تستولي على الحادي

لا أرد الماء ولو أنني ***** ضجيع أسدامٍ وأعداد [١٠]

والمهم في هذه القصيدة ، ما اورده فيها من ابيات تتم عن ثورة وتمرد على واقعه في بغداد ، وعن شعور بالغربة فيها:

ما الرزق بالكرخ مقيم ولا ***** طوق العلى في جيد بغداد

أنحلني فيها طلاّب العلى ***** وذاك فخري عند أندادي

لو كان دائي من غرام الهوى ***** جزعت من أبصار عوّادي

وفي قصيدة اخرى في نفس العام، مدح الخليفة الطائع لله ، ولم ينس ان يعرج على فخره بأبيه ، وذمه لبعض اعدائه ، وقد  استغل الموقف ليتحدث عن ثورة نفسه وجيشان حزنه ، وما الحقه به الدهر من الهم والكدر ، مصطنعا «كاملية» جرير:

وهذا الدهر خفض من غرامي ***** ورنق من غبوتي واصطباحي

وقد كان الملام يطيف مني ***** بمنجذب العنان إلى الجماح

تؤول النائبات إلى مرادي ***** ويعطيني الزمان على إقتراحي

ثم تأخذه فورة الحماس ، فيستغرق في حلم اليقظة ، ويصور نفسه فارسا يطل على غريمه من علو ، بطمسه نجلاء ، مندمجا في حلمه ، هاجما على خصمه في صورة البطل الذي الفناه في اكثر قصائده حيث يقول: [١١]

ومدرعٍ سموت له مغذا ***** وقد غَرضَ المقارعْ بالرماح

بنافذةٍ تمطّق عن نجيع ***** تمطّق شارب المقر الصراح

واخرى في الضلوع لها هدير***** هدير الفحل قرّب للقاح

ومما لا شك فيه ان هذه صورة من احلام اليقظة، يخفف فيها الرضي من عبئه النفسي، وآلامه المكظومة ، ومن المعروف لدى علماء النفس ان «ابداع الفنان يرجع في مصدره الى الرغبة في التخفف من عبء خاص، والى محاولة تحقيق رغبات في عالم الخيال ، لم تنبع في عالم الواقع »[١٢] .

وقد اشرنا في غير هذا المكان الى الصورة الحماسية في البيت الاخير، فهي بالاضافة الى كونها صورة بدوية قحة الا انها لا تخلو من نزوع  جنسي عفوي، يمتزج بها، ويغذيها، ويثيرها عنيفة حادة.

ويستغل الرضي قصيدة المدح ، فيتحمس لاسباب هي غير ما ذكرنا وقد ثار هنا ، وتحمس ، لان هناك من يريد ضيمه ، والوقوف في طريق طماحه ، وخاطب شخصا ما يزال غامضا ، وسماه ، وهدر في وجهه:

أبا هرمِ , وأنت تريد ضيمي ***** بأيً بدٍ تطامن من طماحي

لحقت أبي نزاعاً في المعالي***** وعرقاً في الشجاعة والسماح

وطبقت العراق لنا قباب ***** نظللها بأطراف الرماح

وهكذا يعود الشريف الرضي ، الى اصله ونسبه، ليرى نفسه من خلال ذلك النسب ، كما يتكىء في بيته الاخير على هذا المعنى المكرور في الموروث الحماسي العربي القديم:

وطبقت العراق لنا قباب ***** نظللها بأطراف الرماح

ويظهر ان أبا هرم هذا ، كان رجلا يغيظه لسب لم تكشفه سيرة الرضي ولا شعره، وقد ذكره في موضع آخر هو اشبه بالهجاء ، ووقف امامه متحمسا ثائرا : - [١٣]

أبا هرمٍ أنحها إنني***** سأمطرها عن قليلٍ دما

ولا تشمخن بأنف الأبي***** فأولى لأنفك أن يرغما

وهذا النوع من العداء كان يثير الرضي ويغيضه ، وينطقه بشعر تاثر عنيف وهو لذلك يفسر جانبا من شعره الحماسي[١٤] .

وفي سنة ٣٧٤ ايضا ، وهو عام النكبة بالنسبة للرضي ، حيث ان أباه ما يزال سجينا ، في هذه السنة اجتمع بأبيه [١٥]، ثم هزه الموقف، فمدحه، وعرَّضَ بأعدائه ممن خذلوه ونافوه ، وحذر مهددا:

حذار بني العنقاء من متطاولٍ***** الى الحرب ، لا يخشى جناية جانِ

وقال متوعدا:

فهذا وعيد ، سطوتي من ورائه ***** وعنوان ناري أن يبين دخاني

فلا يحسب الأعداء كيدي غنيمة ***** ولا إنني في الشر غير معان

ثم تأخذه النشوة ، فينتقل الى مدح ابيه ، ولكنه يبقى في ذروة حماسته ، مندمجاً مع الموقف ، هادرا في نفس غنائي، فيه طرب، وفيه اعتداد ، وفيه ثورة :

وأبيض من عليا معدّ كأنما ***** تلاقى على عرنينه القمران

إذا رمت طعناً بالقريض حميته ***** وإن رمت طعناً بالرّماح حماني

يجود اذا ضنَّ الجبان بنفسه ***** ويمضي اذا مازلّت القدمان

والرضي  يعارض هنا «نونية المتنبي» [١٦] ويذكر في البيت الاخير بقول الشاعر:

تجود بالنفس إذ أنت الضنين بها ***** والجود بالنفس أقصى غاية الجود [١٧]

ثم يستمر في مدحه لابيه ، في نفس ملحمي ، ونبرة متوثبة ، نلمح الرضي من خلالها مجلجلا وكانه وجد في شخص ابيه متنفسا للثورة يكظمها ، وحماس يمتلج في صدره:

أبا أحمدِ أنت الشجاع ، وإنما ***** تجرّ العوالي عرضة لطعان

ولما غوى الغَاوون فيك وفرّجت ***** ضلوع على الغلّ القديم حواني

نجوت عن الغمّاء وهي قربية ***** نجاء الثريا من يد الدبران

وغيرك غضَّ الذّلّ من نجواته ***** وطامن للايام شخص مهان

حتى اذا فرغ من زفرة الحماس هذه عاد الى نفسه ، وهو يخاطب اباه ، تغمره النشوة، وهو ينشد:

أأغضي على ضيم وعزّك ناصري ***** وباعي طويل من وراء سناني

إذا فعداني الضيف في كل ليلةِ ***** وكبت بإعجاز البيوت جفاني

واذا كانت مدائح الرضي لوالده ، تثير في نفسه صور البطولة والحماس ،لانه يجد في ذات والده البديل الذي افتقده في واقعه المادي ، فان  مدحه له في فترة نكبته ، كثيرا ما اثار في نفسه لواعج الالم الدفين ، والفورات العاطفية الحزينة.

قال الرضي ، من قصيدة سنة (٢٧٥ هـ) في معرض مدحه لوالده : [١٨]

ابكي على الايام ، وهي ضواحك ***** في وجه غيري وهو فيها حائر

لو شاب طرف ، شاب أسود ناظري ***** من طول ما أنا في الحوادث ناظر

أو أن هذي الشمس تصبغ لمة ***** صبغت شواتي طول ما أنا حاسر

ففي هذه الابيات صورة عنيفة لاعوام بؤسه ، تعبر تعبيرا صادقا عن الم تأثر ، واحتماس نفسي داخلي ، واهتزاز عاطفي جامح ، تطل علينا من خلاله صورة الشريف الرضي، المتألم ، الصابر ، الجلد، المحتمل للمصائب ، ولا فرق في ذلك في ان يكون في معركة يجالد ويصبر ، او في مثل هذه المعاناة الشعورية ، ولعله يشبه في هذا ما اورده التبريزي [١٩] لعبد الصمد بن العدل ، والمرزوقي [٢٠] لمؤرج السدوسي.

ثم تحل سنة (٣٧٦هـ) وابوه طليق ، والخليفة الطائع لله يرعاه ويستقبله ، وظلَ الشيخ الرهيب – عضد الدولة – يتحسر ، فتزول الغمة ، واذا بقصيدة الرضي في الطائع لله، تبدأ بنشوة ، أو سلوة كما  يسميها ، تذهب بكل غرام ، وتزيل حر الجوى ، وتنعش آمال الشاعر باستقبال العز ، واباء الذل فيقول : [٢١]

نفض الصبابة خاطري وجوانحي ***** وأبى المذلّة منزلي ومقامي

ويقول:

هيهات يخفضني الزمان وانما ***** بيني وبين الذلّ حدّ حسامي

ويمدحه ويهنئه بعيد القطر سنة (٣٧٧هـ) بقصيدة مطلعها [٢٢] :

الى كم الطّرف بالبيداء معقود ***** وكم تشكى سراي الضمر القود

معارضا المتنبي ، محاكيا اباه ، في لغته ، والفاظه ، ومعانيه [٢٣] وقد لازمته هذه الاتباعية في بواكير حياته ثم تخلص منها بعد ان اكتملت شخصيته الشعرية  [٢٤] .

واستغرق في حلم يقظته ، متحمسا، مصورا نفسه يقطع الفيافي والليالي  بصحبة الغلمة الذين تؤرقهم الآمال.

ثم مدحه بأخرى في نفس العام ، واستغرق في نفس الحلم ، وتساءل : لماذا يترك الرماح ظمأي ، ولماذا يغضي عن مطالبه .

وتحمس وقال [٢٥]:

اذا ما جررت الرمح لم يثنني اب ***** يليح ، ولا ام تصيح ورائي

وهذه حالة قد تعتري الاطفال، ولا تخطر على بال الفرسان وهم في سوح الجلاد، ولكن الرضي يريد بها التعبير عن التصميم الاكيد والعزم الماضي، وكاني به يريد ان يقول لنا : لا احد في الدنيا يردني اذا عزمت ومضيت.

ثم قال :

وشيعني قلب اذا ما أمرته ***** أطاع بعزمِ لا يروغ وراء [٢٦]

أرى الناس يهوون الخلاص من الردى ***** وتكملة المخلوق طول عناء

ويستقبحون القتل والقتل راحة ***** وأتعب ميتِ من يموت بداء

فلست أبن أم الخيل إن لم أعدّ بها *****عوابس تأبى الضيم مثل إبائي

وانا ارى ان اكثار الرضي من الحديث عن الموت على هذا النحو فيه تعبير عن التردد النفسي، وفيه الحيرة القائلة بين ما يتمناه في الواقع ، وبين ما يتطلبه هذا الواقع من الرجال الذين يحسنون الصيال فعلا ، ويجيدون القتال فعلا ، لا الذين يحلمون ويفكرون ويصورون.

والرضي يلح عليه السؤال نفسه عن التردد عن القتال، والاغضاء عن المطالب ، كما يلح عليه «التمني الثوري» منبئا في كثير من ابياته الحماسية كمثل قوله:

متى أراني ودرعي غير محقبةٍ ***** أجر رمحي وسيفي غير مقروب [٢٧]

الا انه لم يقترن عنده بالعمل المادي الجاد ، كما فعل الكثير من ثوار الشيعة في تاريخهم الطويل.

على ان هذا السؤال ، الذي يطرحه الرضي على نفسه باشكال مختلفة ، وفي مواقف متعددة ، يبدو انه سؤال ثائر حالم ، وان ثورته لا تعدو كونها ثورة عقل بصور وبفكر ، وثورة روح لطيف يثقله عبء كبير ، لا ثورة رجل قوي يقف دون آماله نوع من التثبيط القاهر ، ولذلك فهو لم يخرج عن حدود التصورات للثورة [٢٨]، التي هي عنده رد نفسي عنيف على ما حوله ، ومن حوله، فهو تارة «نصل مغمد» ولا بد ان يظهر معروفه لان منكره قد طال ، وهو لابد ان يصدر بعد مورد ، مادام هناك من ينتظر صدره ، ولكنه ماذا يفعل ، والخفر عنده يميت الجراة ، ويقربه الى الذل؟ افلا بحق لنا هنا ، ان نرى في هذا الخفر نوعا من الجبن؟ لنستمع اليه يقول:

ما أنا إلا النصل مغموداً ولو***** جردني الروع لبان جوهري [٢٩]

لا بدّ أن يظهر معروفي فقد ***** طال على مرّ الزمان منكري

لابدّ أن أصدر بعد موردي ***** فربّ قومٍ يرقبون صدري

لابدّ أن أشعر وجهي جرأة ***** حواملا إلى العدى خطّيّة

ويلح عليه السؤال نفسه ، في قصيدة مدح بها اباه وهناه بعيد الفطر سنة (٣٧٩هـ) : لماذا يقنع ؟ لماذا لا يثور ؟ اليس مهنده بيده ؟ اليس جده النبي المرسل [٣٠] ؟

مالي قنعت كانَ ليس مهندي ***** بيدي ولا جدي النبي المرسلَ

فلاخذن من الزمان غَلبَة ***** حقي ، وامنع ما أشاء وأبذل

ولأدخلن على النساء خدورها ***** واليوم ليل بالعجاجة اليل

ويلاحظ انه في البيت الاخير يصطنع معنى حماسيا قديما، ليعبر به عن معنى القوة والاغتصاب واجتياح حمى الاعداء عنوة.

ثم يعبر عن موقفه السياسي، وعن ثورته على اوضاع عصره، مفسرا جانبا من جوانب حماسته في قوله:

وعليّ أن يطأ العراق وأهلها ***** يوم أغر من الدماء محجل

يوم تزلّ به القلوب من الردى ***** جزعا ، وأحرى ان تزلّ الأرجل

والشريف الرضي ، وان كان في معرض المدح لأبيه ، الا اننا يجب ان لا ننسى انه في سنة (٣٧٩هـ) وان الخليفة القادر بالله، يهرب الى البطيحة في هذه السنة، وان علاقته بالرضي ليست على ما يرام.

كما ان صمصام الدولة يسجن في هذه السنة ايضا ، وبنو حمدان  يعودون الى الموصل... هذه احداث لها شأن في حياة الشاعر ، ولها تأثير بالغ في نفسه ، فالقادر بالله غريمه اذا ما قيس بغيره من الخلفاء ، وبنو حمدان شيعته ، ومن العرب الذين كان لهم شان في تصريف الامور وتوجيهها ، وقد كانوا مع غيرهم من القبائل العربية ، يضيقون على البويهيين ، وعلى الخلافة في بغداد ، وربما امتزجت هذه الاحداث وغيرها في نفس الشريف الرضي . وربما انطلق عفويا بمثل هذه الحماسة التي تقدمت.

في هذا العام ايضا ، مدح والده ، وهنأه بعيد الاضحى ، وعارض لامية ابي الطيب المتنبي [٣١] وتحمس قائلا [٣٢] :

ومن عجبِ غضّي عن الشّيب جازعا ***** وكرّي اذا لا قى الرّعيل رعيل

ولي نفس يطغى اذا ما رددته ***** فيعرقني عرق المدى ويغول [٣٣]

وما تسع الأضلاع ريعان زفرةِ  *****  يكاد لها قلب الجليد يزول

وما ذاك من وجدِ ،خلا  أنّ همّة ***** عنائي بها في الواجدين يطول

ثم عرّض بعدوه وعدو ابيه وعبر عن نشوة النصر ، متحمساً ، واصفا موقف هذا العدو من ابيه ، ثم زواله [٣٤] :

وطاغِ وعاء الشر بين ضلوعه ***** وداء من الغل القديم دخيل

رماك وبين العين والعين حاجز***** وقال وراء الغيب فيك وقيل

فما زلت تستوفي مراميه والقوى *****  تقطّع والإقبال عنه يميل

إلى أن أطعت الله ثم رميته ***** فلم تغض إلا  والرميَ قتيل

وفعل مثل ذلك عام (٣٨٠هـ) عندما ردت النقابة ، وامارة الحج ، والنظر في المظالم ، الى والده ، فقال قصيدة ابتهج بها ، ومزج الحماسة بالنشوة الغامرة  [٣٥]، وهكذا تؤثر اوضاع القرن الرابع الهجري في الرضي ، وتطبع شعره الحماسي بطابعها وتمه بميمها ، وهكذا يستغل مناسبات المدح ليعبر عن ثورته على قيم عصره ، وابناء عصره ، ممن ناصبوه العداء ، او نافسوه عل مطمح ، ولا يفوته ان يصور في مناسبات معينة بعض الاحداث التاريخية ، وان يقف عنها موقفا جادا ، ينفعل فيه باحداثها . ومن الاحداث الكبرى التي سجلها الشريف الرضي ، وانفعل بها وتحمس ، واعطت مع غيرها قيمة تاريخية لشعره ، قصة مقتل باذ الكردي الخارجي.

فقد مدح الوزير ابا منصور بن صالح في قصيدة غير مؤرخة [٣٦] ولكنه لم ينس فيها هزيمة باذ الكردي الخارجي بالجزيرة والموصل ، حيث اتى على هذا الحدث التأريخي ، وصوره ، واصفا مقتل باذ وصورته مع اشياعه معلقين على الاعواد.

وهو يعطينا في هذا الجانب مثلا لوصفه الحربي ، وبكلمة ادق لحماسته الحربية ، فينفعل بالحدث ، ويندمج فيه ، متأثرا ينشوة النصر، تسعفه ملكته الفنية ، معتمدا على ما يسمعه من الوقائع والاحداث ، وهو هنا يختلف عن المتنبي الذي تمرس بمثل هذه الاحداث . وخبر حلوها ومرها ، كما يختلف عنه في ان الاخير كانت له قصائد في الوصف الحربي قائمة بذاتها ، بينما كان الرضي يصور المعارك الحربية في تضاعيف قصائده.

يقول الرضي واصفا هزيمة باذ الكردي الخارجي [٣٧] :

ولما طغى باذ واضرم ناره ***** على الغدر ، إنّ الغادرين ذئاب

بعثت له حتفاً بغير طليعةٍ ***** تخب به قب البطون عراب

نزائع يعجمن الشكيم وقد جرى ***** على كل فيفاء دم ولعاب

خواطر بالأيدي ، لواعب بالخطى ***** وللطعن في لباتهن لعاب

ولا أرض إلا  وهي تحثو ترابها ***** عليه ، وترميه ربا وعقاب

فولّى وولّيت الجياد طلابه ***** وسالت مروج بالقنا وشعاب

تغامس في بحر الحديد وخلفه ***** لماء المنايا زخرة وعباب

ولا يخفى ان علاقة الرضي بالخليفة الطالع الله ، كانت جيدة ، فقد كان يرى فيه البقية الباقية من الخلافة العباسية، كثيرا ما كانت آماله تنتعش عندما يمدحه ويهنئه بالاعياد ، ولذلك كانت حادثة القبض عليه سنة (٣٨١هـ) كانها الصاعقة نزلت على الرضي ، وقد زاد من هولها ، وعمق جرحها في نفسه ، انه كان حاضرا في المجلس عندما قبض على الطائع ، ثم كان اول الهاربين ، فجل الموقف في قصيدة مؤلمة ، تحمس في آخرها ويبدو ان الحماسة والثورة فيها ، كانت ضد الاقارب من اولئك الذين تملحوا به ، بسبب هروبه ، وربما ذكروه بسوء للحادث نفسه.

ولا تبدو الحماسة في الابيات انها ثار للطالع او ثورة من اجله ، ولا يهمنا هذا في قليل او كثير بقدر ما يهمنا ان الرضي اثاره الموقف وسجل الحادثة التاريخية المشهورة ، وفسر لنا جانبا من دواعي شعره الحماسي.

قال الرضي [٣٨] :

توقّعوها فقد شبّت بوارقها ***** بعارضِ كصريم الليل مدجونِ

إذا غدا الافق الغربيّ مختمراً ***** من الغبار ، فظنوا بي ، وظنوني

لتنظرنّي مشيحاً في أوائلها ***** يغيب بي النّقع أحياناً ويبديني

لا تعرفوني إلا بالطعان إذا ***** أضحى لثامي معصوبا بعرنيني

أقدام غضبان كظّته ضغائنه ***** فمال يخلط مضروباً بمطعون

فان أصب فمقادير محجزة ***** وإن أصب فعلى الطير الميامين

ولا حاجة بنا الى استجلاء الموقف النفسي الذي كان يعانيه الرضي ازاء هذه الحادثة ، فالبيت ما قبل الاخير يصور بوضوح اي انسان مأزوم هذا الغاضب الذي تعتصره الاحقاد فيتخبط في ضربه ، ويخلط  بين المضروب والمطعون.

وهكذا يستمر الشريف الرضي متحمسا خلال قصائد المدح ، متأثرا بالاحداث الخاصة والعامة ، منسجما مع الاطوار التي مر بها في حياته ، في حال غمته ، وأمله ، ويأسه.

ولو استقصينا هذه القصائد جميعا ، لراينا الخط البياني لحماسته فيها ، يرتفع وينخفظ ، تبعا للموقف.

ولقد حاولت ذلك ، فلاحظت ان الحماسة في قصائد المدح عند الرضي تكاد تختفي في الأعوام (٣٨٨ – ٣٩٨هـ) [٣٩] وهذه الفترة من حياة الرضي هي فترة يأس وانطواء ، وخيبة في الآمال التي تغنى بها ، وتحمس من اجلها ، حيث كانت من اقوى العوامل في تفتيح قريحته وابداعه.

فقد ترسبت في قاع نفسه ، وفي اخريات حياته خصوصا، خيبة قائلة ، ولكن روافد نسبه العريق، ومنزلته الاجتماعية ، وفساد الاحوال، الحت عليه ان ينكر هذه الخيبة بين حين وآخر ، فانكرها فعلا ، وظل قنوطه ويأسه ، فيهما شيء من التحرك والتململ، ولكنه يبدو لي انه كان مكابرا في ذلك ، يخادع نفسه ، ويخادع الناس.

واذا كان الشريف الرضي  يتحمس في مدحه ، وينفذ من خلاله الى اغراضه السياسية ، وفوراته العاطفية ، مصورا تسخطه ، واحلامه الملحمية ، فانه يتحمس كذلك في قصائد الرثاء .

ولكنه كثيرا ما يبدو متجهم الاسارير ، يمتلكه شعور مأساوي حزين ، ويقلب عليه الندب والنواح .

وحماسته في قصائد رثائه اقل من حماسته في قصائد مدحه ، وليس ذلك بغريب، فلمل فرق ما بين الموقفين ينسي الشاعر ثورته ، بالنشيج ، ويصبغها بالندب والنواح.

والرضي  يفعل ذلك كثيرا عندما يرثي جده الحسين ، فتشخص في ذهنه الماساة التاريخية الدامية التي «صبغت ... ولا تزال تصبغ ادب الشيعة بالحزن العميق ، والرثاء النائح ، والمدح المبتهل، والعصبية الحاقدة ، وامدته بمدد زاخر من المعاني والاخيلة والعواطف ، فغزرت مادته، واتسع مجال القول فيه ، وغدونا امام ادب تبعثه عاطفتان بارزتان – عاطفة الحزن ، وعاطفة الغضب -  تصدره الاولى حزينا باكيا ، وتبعثه الثانية قويا ثائرا [٤٠].

وللرضي قصيدة رثاء في جده الحسين ، كتبها سنة (٣٧٧هـ) في عاشوراء ، وقد استهلها بمقدمة حماسية ، وعبر فيها عن ايمانه بحريته . وعدم اكثراثه بما يتهدده من خطوب فقال [٤١] :

صاحب بذودي بغدّار فانني***** تقلبي في ظهور الخيل والعير

وكلما هجهجت بي عن منازلها ***** عارضتها بجنانٍ غير مذعور

أطغى على قاطنيها غير مكترثِ ***** وأفعل الفعل فيها غير مأمور

خطب يهدّدني بالبعد عن وطني ***** وما خلقت لغير السّرج والكور

ونلاحظ ان الشريف الرضي يتخذ من يوم عاشوراء منطلقا للتعبير عن موقف سياسي ، ويكشف عن طبيعة صلته بأبناء عصره ، وهو على عادته في استعراض آلام الكارثة ، يعرج على بني امية ، مهددا ، متوعدا بيوم عظيم [٤٢] :

بني امية ما الأسياف نائمة ***** عن شاهرِ في أقاصي الارض موتور

والبارقات تلوّى في مغامدها ***** والسابقات تمطى في المضامير

إني لارقب يوماً لا خفاء له ***** عريان يقلق منه كل مغرور

وللصوارم ما شاءت مضاربها ***** من الرقاب شراب غير منزور

ولكن أين هم الأمويون؟ ومن المقصود اذا؟

يبدو لي ان الشريف الرضي يوري ، ويعمم ، ويرمز، ويقصد كل من ينزع العلويين الخلافة ، سواء اكانوا بويهيين ام عباسيين.

وقد نجح الشريف الرضي في هذه القصيدة سياسيا، كما نجح وابدع فنيا ، اذ انه عبر بأصالة ، وكان رائعا في الحالتين.

اما توقعه المتكرر للثورة المدمرة ،والايام التي ستواتيه ، فيبدو انه ينيع اصلا، لا من ثقة بنفسه المحاربة القوية ، لانه لم يعرف عنه ذلك ، وانما ينبع مما وقر في نفسه من إيمان بالتوقع الشعبي الشيعي في عودة الامام المنتظر.

وللرضي قصيدة جيدة اخرى في رثاء جده الحسين ، كتبها في يوم عاشوراء ايضا سنة (٣٩١هـ) وجرته حادثة كربلاء الى الحديث عن الخلافة ، والى حملة شعواء على بني امية ، ثم عرج بعدها مفتخرا بأمجاد آبائه ومناقبهم ، وختم القصيجة بشهقة غاضبة ثائرة وقال [٤٣] :

إنّ الخلافة أصبحت مزوية ***** عن شعبها ، ببياضها وسوادها

طمست منابرها علوج أميّةِّ ***** تنزو ذئابهم على أعوادها

هي صفوة الله التي أوحى لها ***** وقضى أوامره إلى أمجادها

أخذت بأطراف الفخار، فعاذر***** أن يصبح الثقلان من حسادها

الزهد والأحلام في فتّاكها ***** والفتك لولا الله في زهادها

عصب يقمّط بالنّجاد وليدها ***** ومهود صبيتها ظهور جيادها

تروي مناقب فضلها أعداؤها ***** أبدا وتسنده إلى أضدادها

يا غيرة الله إغضبى لنبيه ***** وتزحزحي بالبيض عن أغمادها

من عصبةِ ضاعت دماء محمدٍ ***** وبنيه بين يزيدها وزيادها

والرضي وان كان في ظاهر الامر يفتخر ويتمجد ، الا انه في الحقيقة يحرض على الثورة ، ويدعو اليها ، وفخره في هذه الابيات ليس تقليديا ، ولا باهتا ، فهو حماسي صارخ ، يتفجر من اعماق ثائرة حزينة غاضبة ، وما الحماسة  في جوهرها الا «لون فاقع من الوان الفخر» [٤٤] .

اما في هذه «العصب» التي يقمط وليدها بالنجاد ، وتكون مهود صبيتها ظهور الجياد، فهو يبدو مبالغا ، ولكن مبالغته تصدر عن ايمان عميق، ولذلك لم يخرج بها عن عمود الاجادة ، وقد تؤاخذه على هذه المبالغة ، ولكننا لا نغير شيئا من راي الشريف الرضي ، فهو في معرض المصاب الكبير الذي يثير في نفسه كل نوازع الاعتداد والاعتزاز والفخر بمآثر اجداده ، كما يثير فيه كوامن الحزن والالم.

-----------------------------------------------------------------------------
[١] . ديوان الرضي : ١/٨٠ دار صادر – بيروت.
[٢] . الادب في ظل بني بويه – الدكتور محمود غناوي الزهيري : ص١٦٤ – مطبعة الامانة.
[٣] . الوافي بالوفيات : صلاح الدين الصفدي؟ ٢/٢٧٤ ، طبعة ريتر.
[٤] . ديوان الرضي : ٢٠٧/١ – دار صادر . وزكي مبارك – عبقرية الشريف الرضي : ١/١٠٩.
[٥] . ديوان الرضي : ١/٤٢٩ دار صادر.
[٦] . في الديوان «عن» والصحيح ما اثبتناه.
[٧] . في الديوان «تعير» والصواب : «يعير».
[٨] . عبقرية الشريف الرضي – زكي مبارك : ١/١٠٦.
[٩] . نفس المرجع : ١/١٥٤ وانظر ديوانه : ٢/٥٥٠.
[١٠] . الاسدام ، الواحد سدم : الهم مع الندم والفيظ مع الحزن والاعداد، الواحد عد : الماء الجاري لا ينقطع.
[١١] . ديوان الرضي : ١/٢٤٠ – ٢٤٢ صادر.
[١٢] . التفسير النفسي للادب – عز الدين اسماعيل : ص٩ .
[١٣] . ديوان الرضي – دار صادر : ٢/٢٥٠.
[١٤] . المصدر نفسه : ١/٢١٢ ، ٤٠٤ و٢/١٨١.
[١٥] . ديوان الرضي – دار صادر : ٢/٤٩٥.
[١٦] . ديوان المتنبي – شرح البرقوقي : ٤/٢٧٣.
[١٧] . ديوان مسلم بن الوليد / تحقيق سامي الدهان  ص ١٢٤.
[١٨] . ديوان الرضي – دار صادر : ١/٤٢٦.
[١٩] . شرح ديوان الحماسة : التبريزي : ١/٢٤٥.
[٢٠] . شرح ديوان الحماسة : المرزوقي : ١/٢٧٤.
[٢١] . ديوان الرضي – دار صادر : ٢/٢٢٢ – ٢٢٤.
[٢٢] . ديوان الرضي ، دار صادر : ١/٢٦٩.
[٢٣] . ديوان المتنبي ، شرح البرقوقي : ٢/١٢٩. وانظر ديوان الرضي ، دار صادر : ٢/٥٧٦.
[٢٤] . الشريف الرضي ، احسان عباس : ص ١٨٧.
[٢٥] . ديوان الرضي ، دار صادر: ١/٩.
[٢٦] . في الديوان (ورائي) وارجح ما البتناء، فلعله بقصد : و(راي) وقد قلبها وخفصها فاصبحت: و(راء) ومثلها قوله : فجرّبني تجدني سيف عزم ***** يصمم غربه وزناد راء
[٢٧] . ديوان الرضي – دار صادر : ١/٦١.
[٢٨] . نفس المصدر: ١/١٩٢ ، ٢٠٨.
[٢٩] . ديوان الرضي – دار صادر : ١/٧٦.
[٣٠] . نفس المصدر : ٢/١٥٦ ، ١٦٠.
[٣١] . ديوان المتنبي – شرح البرقوقي : ٢/٢١٧.
[٣٢] . ديوان الرضي – دارصادر : ٢/١٦١.
[٣٣] . يعرفني : ياكل لحمي ، او ياخذ  كما تأخذ المدى ، اي السكاكين.
[٣٤] . ديوان الرضى – دار صادر : ٢/١٦٢.
[٣٥] . ديوان الرضي – دار صادر : ١/٢١٠.
[٣٦] . ارجح ان يكون الرضي قد نظم هذه القصيدة سنة (٣٨٠هـ) لان باذ الكردي استوفي على الموصل سنة (٣٧٧هـ) وهزمه الديلم فيها سنة (٣٨٠هـ) فختمت حياته ، وفي القصيدة ارهاص بموته، وصورة  له ولا شياعه وهم معلقون على الاعواد : انظر : الكامل لابن الاثير ٩/٧٠ حوادث سنة (٢٨٠هـ).
[٣٧] . ديوان الرضى – دار صادر : ١/٦٧ ، ٢/٢٨٨.
[٣٨] . ديوان الرضي – دار صادر : ٢/٤٤٧.
[٣٩] . ديوان الرضي – دار صادر : ١/٥٤٩ ، ٥٧٤ ، ٥٩٩ ، ٤٢٠ و٢/١٢١ ، ٢٤٦ ، ٤٩٢.
[٤٠] . عبد الحسيب طه حميده : (ادب الشيعة الى نهاية القرن الثاني الهجري) ص ١٥٢، مطبعة السعادة.
[٤١] . ديوان الرضي – دار صادر : ١/٤٨٧.
[٤٢] . نفس المصدر : ١/٤٩٢.
[٤٣] . ديوان الرضي – دار صادر : ١/٢٦٢.
[٤٤] . شعر الحرب في ادب العرب ، زكي المحاسني : ص ٢٣٦.

يتبع ......

****************************