قال الوزيرالآبي [١] :
وذكرت عنده الخلافة فقال:
لقد تقمصها ابن ابي قحافة وهويعلم ان محلي منها محل القطب ينحدر عني السيل ولا تترقى الى الطير، فصبرت وفي الحلق شجى وفي العين قذى لما رأيت تراثي نهبا فلما مضى لسبيله صيرها الى أخي عدي فصيرها في ناحية خشناء تمنع مسها ويعظم كلامها فمنى الناس بتلوم وتلون وزلل واعتذار، فلما مضى لسبيله صيرها إلى ستة زعم اني احدهم! فيالله وللشورى متى اعترض في الريب فأقرن بهذه النظائر، فمال رجل لضغنه وضغى آخر لصهره وقام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثليه ومعلفه وقام معه بنو ابيه يهضمون مال الله هضم الابل نبتة الربيع، فلما أجهز عليه عمله ومضى لسبيله ما راعني إلا والناس إلي سراعا كعرف الضبع وامثالوا علي من كل فج حتى وطىء الحسنان وانشق عطفاى. فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وفسق آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله تعالى يقول: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين (بلى والله لقد سمعوها ولكنهم احلولت الدنيا في عيونهم وراعهم زبرجها.
اما والله لولا حضور الحاضر ولزوم الطاعة وما أخذالله على لعباد ان لا يقروا كظة ولا شغب مظلوم لألقيت حبلها علي غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أهون عندي من عفطة عنز:
سيان ما يومي على كورها ***** ويوم حيان أخى جابر
فقام رجل من القوم ناوله كتابا شغل به.
قال ابن عباس: فقمت اليه وقلت: يا اميرالمؤمنين لوبلغت مقالتك من حيث قطعت؟ فقال: هيهات كانت شقشقة هدرت فقرت.