وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
السيد الرضي ونهج البلاغة
كان السيد الرضي (ره) مغرما ببلاغة الإمام (ع)، وهو رجل أديب و شاعر عارف بفنون الكلام. وقد قال فيه معاصره الثعالبي: «هو اليوم أبدع أبناء الزمان، وأنجب سادات العراق، يتحلى مع محتده الشريف ومفخره المنيف بأدب ظاهر وفضل باهر وحظ من جميع المحاسن وافر»[١].

إن السيد الشريف الرضي بماله من غرام بالأدب عموما و بكلام الإمام (ع) خصوصا، كان ينظر إلى كلامه (ع) من ناحية البلاغة و الأدب، و لذلك كان ينظر في اختياره من كلامه (ع) إلى هذه الخصوصية، أي أن الذي كان يجلب انتباهه من كلامه (ع) هو ذلك القسم الذي يمتاز ببلاغة خاصة و من هنا سمي مجموعة منتخباته: (نهج البلاغة).

و لهذا أيضا لم يول إهتماما بذكر مآخذه و مداركه، اللهم إلّا في موارد محدودة يذكر فيها بمناسبة خاصة إسم الكتاب الذي ذكرت فيه تلك الخطبة أو الرسالة.

نعم، إن المجاميع التاريخية و الحديثية يجب- في الدرجة الأولى- أن تكون الأسانيد و المصادر فيها معلومة واضحة، و إلّا فلا إعتبار لها، و لكن إعتبار الآثار الأدبية إنما هو في جمالها و حلاوتها و لطفها.

وفي الوقت نفسه لا نستطيع القول بأن‏ السيد الرضي (ره) كان في غفلة عما لهذا الأثر الشريف من إعتبارات تاريخية و غيرها، و أنه إنما كان متوجها إلى إعتباره الأدبي فحسب.

و من حسن الحظ أن تعهّد بجمع أسانيده و مصادره رجال آخرون من المتأخرين و لعل أجمعها و أوسعها كتاب بإسم (نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة) يقوم بإنجازه في العهد الحاضر فضيلة العلامة الحاج الشيخ محمد باقر المحمودي الدشتي، و قد جمع في كتابه هذا جميع ما للإمام (ع) من كلام أعم من الخطب و الأوامر و الكتب و الرسائل و الوصايا و الأدعية و الكلمات الحكمية القصار، فهو يشتمل على كتاب (نهج البلاغة) و أقسام أخرى لم تقع في ما إختاره السيد الرضي (ره) أو لم تكن تحت إختياره. وقد طبع لحد الآن من هذا الكتاب أجزاء ثمانية، ظفر فيها المؤلف بمصادر جميع ما جمعه مما كان في نهج البلاغة أو لم يكن،اللهم إلّا قسما من كلماته القصار[٢].

و لا يفوتنا هنا أن نقول: إن تأليف مجموعة من كلمات الإمام (ع) لم يكن منحصرا بالسيد الرضي (ره) فحسب، فقد ألف رجال آخرون كتبا أخرى أسموها بمختلف الأسماء، منها- و أشهرها- كتاب (غرر الحكم و درر الكلم- للآمدي)[٣].

الذي شرحه المحقق السيد جمال الدين الخوانساري (ره) المتوفي ١٢٢٥ ه- بالفارسية، و طبعته أخيرا جامعة طهران بعناية الفاضل المتتبع القدير السيد جلال الدين المحدث و الارموي.

و يذكر الدكتور علي الجندي رئيس كلية العلوم بجامعة القاهرة، في مقدمته على كتاب: (علي بن أبي طالب: شعره و حكمه) بعض النسخ و الكتب من هذا القبيل، بقي بعضها مخطوطا لم يطبع إلى الآن، و هي:

١- دستور معالم الحكم للقضاعي صاحب الخطط[٤].

٢- نثر اللالي- ترجمة مستشرق روسي و نشره في مجلد كبير[٥].

٣- حكم سيدنا علي (ع)- نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية[٦].

--------------------------------------------------
[١] . يتيمة الدهر ج٣ ص ١٣٦ ط محيي الدين.
[٢] . وكتاب مصادر نهج البلاغة واسانيده , للسيد عبد الزهراء الحسيني في اربع اجزاء كبار. المترجم.
[٣] . ابي الفتح ناصح الدين عبد الواحد الامدي من مشايخ ابن شهر اشوب فهو من المئة الخامسة بعد السيد الرضي (ره) بقليل. المترجم.
[٤] . صاحب (الشهاب) المتوفي بمصر ٣٥٤ ه. كما في ابن خلكان ٣: ٣٤٩. كتابه تسعة ابواب فيها الف ومائتا كلمة في الوصايا والامثال والحكم والاداب والعظات والجوابات والادعية والمناجات والمحفوظ من شعره وتمثيلاته معتمدا في ذلك على ما يرويه هو عن مصنف يثق به ويرتضيه ولكنه يسردها بحذف الاسانيد كما في نهج البلاغة. طبع بمصر سنة ١٣٣٢ ه , والخطط هي (خطط مصر) على غرار (خطط الشام) للمقريزي. وقد جمع الشيخ اسعد بن عبد القاهر الاصفهاني من علماء الامامية بين كتابي القضاعي (الشهاب) في حكم الرسول و(الدستور) في كلمات الامير عليه السلام في كتاب واحد سماه (مجمع البحرين ومطلع السعادتين) كما في مصادر نهج البلاغة للحسيني ج١ ص ٦٦ – ٦٨ (المترجم).
[٥] . هو اسم لكتابين احدهما لامين الاسلام الشيخ الطبرسي صاحب التفسير المتوفي ٥٤٨ ه – على حروف الهجاء مطبوع على الحجر بايران سنة ١٣١٢ ه – ومنه نسخة مذهبة في مكتبة الكونغرس بامريكا في واشنطن في ١٧ ورقة. والنسخة الاخرى للسيد عز الدين الحسيني الراوندي زالنسخة التي بدار الكتب المصرية مكتوبة بالمداد الابيض على الذهب ولايدري لايهما هي ونسخة اخرى في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم (٣٢) اخلاق ومواعظ كما في مصادر نهج البلاغة للحسيني ج١ ص ٧١ – ٧٢ (المترجم).
[٦] . الموجود بدار الكتب المصرية كتاب باسم منتخب وصايا امير المؤمنين وحكمه وهو مرتب على حروف المعجم كما في مصادر نهج البلاغة للحسيني ج ١ ص ٧٩ وقد ذكر السيد الحسيني في مصادر نهج البلاغة ج ١ ص ٤٣ – ٨٦ , ٢٢ كتابا الف قبل النهج و٢٦ كتابا اخر الف بعد النهج , وفي ص ٢٦٦ – ٢٧١ خمسة مستدركات على النهج (المترجم).
****************************