السؤال :
من الأخ الذي قال فيه أمير المؤمنين(ع): كان لي فيما مضى أخ في الله ، وكان يُعظمه في عيني صِغرُ الدنيا في عينه ... ؟
الجواب :
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة١٩/ ١٨٣ :
قد اختلف الناس في المعنى بهذا الكلام، ومن هو هذا الأخ المشار إليه؟ فقال قوم: هو رسول الله صلى الله عليه وآله، واستبعده قوم لقوله: (وكان ضعيفا مستضعفا)، فإن النبي صلى الله عليه وآله لا يقال في صفاته مثل هذه الكلمة، وإن أمكن تأويلها على لين كلامه وسماحة أخلاقه، إلا انها غير لائقة به عليه السلام.
وقال قوم: هو أبو ذر الغفاري واستبعده قوم (لقوله: فإن جاء الجد فهو ليث عاد، وصل واد)، فإن أبا ذر لم يكن من الموصوفين بالشجاعة، والمعروفين بالبسالة.
وقال قوم: هو المقداد بن عمرو المعروف بالمقداد بن الأسود، وكان من شيعة علي (عليه السلام) المخلصين، وكان شجاعا مجاهدا حسن الطريقة، وقد ورد في فضله حديث صحيح مرفوع.
وقال قوم: إنه ليس بإشارة إلى أخ معين، ولكنه كلام خارج مخرج المثل، وعادة العرب جارية بمثل ذلك، مثل قولهم في الشعر: فقلت لصاحبي، ويا صاحبي، وهذا عندي أقوى الوجوه .