الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
لقد كتب المستشرق الانكليزي ( سيمون أوكلي )[١] كتاباً بعنون ( تاريخ المسلمين ) ضمنه فصلاً في ( كلمات قصار لعلي بن أبي طالب ) اقتبسها من كتاب اسماه بـ( ربيع الأخبار )[٢] و ترجمها إلى الانكليزية ، و قدم لهذا الفصل بمقدمة انتقد فيها بعض المظاهر السائدة في المجتمع البريطاني آنذاك من قبيل الانغماس في المظاهر المعاشية و الامور الكمالية كموضة الزي و الأثاث و غيرها ، و اشاد بالشرق و خاصة العرب لعنايتهم بالكلام ، و خاصة ( الحكم و الأمثال ) ، و التي تعكس عمق تجربتهم .
لقد تطرق إلى ( سيمون أوكلي ) إلى ( الحكم العلوية ) قائلاً : ( إن في هذه الكلمات القصار ما يكفي لتخليص العرب من تهمة الجهل التي الصقتها بهم التقليعات الحديثة )[٣] .
نقول :
أولاً : ليتخلص جل العرب من التشكيك بالحِكم التي قالها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) .
و ثانياً : لينصفوا علي بن أبي طالب ( ع ) ، و بالخصوص تجاه الهجمة التي شرعت ضده قديماً و حديثاً .
و ثالثاً : ليدرسوا و يعرفوا مكانته ( ع ) في المنظومة الإسلامية .
بعد ذلك عليهم ـ أي العرب ـ التوجه نحو كلامه و حكمه ( ع ) ليتخلصوا بفضلها من تهمة الجهل ـ بحسب تعبير اوكلي ـ التي وصموا بها .
فهو القائل ( ع ) : (( ... أَنْ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ اَلْقُطْبِ مِنَ اَلرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي اَلسَّيْلُ وَ لاَ يَرْقَى إِلَيَّ اَلطَّيْرُ ... ))[٤] .
يقول ( البيهقي )[٥] : ( ... ما ظنك بكلام علي بن أبي طالب " ع " ، و هو كلام إذا لحظه الطرف رأى حقائق العلم المكنون ، و إذا تصفحه الخاطر جنى ثمرات السر المخزون . حتى قال عمرو بن بحر الجاحظ : وددت أني أعطيت جميع مصنفاتي ، و قطعت أنسابها عّني ، و أخذت بدلها ثلاث كلمات منسوبة إلى علي بن أبي طالب و صارت منسوبة إلي )[٦] .