وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
تقريظ آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي (قدس سره) على مستدرك نهج البلاغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على ما انعم وعلّم من البيان ما لم نعلم، والصلوة والسلام على اشرف البريّة وافصح من نطق بالضاد، سيّد الوجود ومنبع الفيض والجود، مولانا ابي‌القاسم محمد وعلى عترته البررة مصابيح الهدى، والمشاكي في الدياجي الحوالك.
وبعد، غيرخفيّ على من القى السمع وهوشهيد انّ من اعظم منن الباري سبحانه على عباده هوالبيان المعرب عمّا في الجنان وكفى في فضله ما اطرى في كتابه الكريم الذّي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وانّ من اجل مصاديق تلك النعمة العظيمة والموهبة الكريمة وامنعها هوما صيغ في افادة المعارف والالهيّات والاحكام والاخلاقيّات وتهذيب النفوس واحياء مواتها.
ومن البديهي الغير المرتاب فيه، انّ ابا بجدة هذه الفُسحة، هوربّ ارباب البلاغة، وكبش كتيبة الفصاحة، الهزار الصيّت بين لابتي العالم حلاّل معاضل العلوم ببي?انه المصقع، وكشّاف الاستار عن المشاكل بكلامه الرائق، سيد المظلومين وقدوة المضطهدين والمهضومين، غرّة المهاجرين وصفوة الهاشمييّن صارم الدين الحنيف ومصقوله، لسان الشرع الشريف ومقوله رجل الكتيبة والكتاب والمحراب والجراب، والطعن والضراب، ادّ المعضلات بالجواب الصواب، ابوتراب مجندل الاتراب منطيق الاسلام ومتكلّمه، مولانا ومولى الكونين، ابي الحسنين ووالد الريحانتين، امير المؤمنين علي بن ابي طالب روحي لتراب نعله الفداء، فانّه سلام الله عليه في هذا الشان امام لايشقّ غباره، ومقدامٌ لايلحق اثاره، بحر خضّم من ايّ طرف اتيت راعتك عظمته، واذ هلك جبروته، قد ابهر الالباب والعقول بخطبه، وحيّر الانظار والأفكار بأماليه، أفصح بها عن اسرار الحكم وبدايع الكون، قد زينّت بنقلها طروس العلوم وزبر الفنون والاسفار.
فمن ثمّ توجّهت همم عدّة من ذوي الاقلام الرشيقة، واليراعات الشائقة، الي جمع ما صحّ استناده اليه وساغ الاعتماد عليه، فدوّنها بين الدفّتين ثلّة من فطاحل الاسلام والبحّاثين اهل النقد والتنقيب كالشريف الجليل سيدّنا ابي القاسم عبد العظيم الحسني صاحب المشهد المتبرّك به في بليدة (ري) وكابي المنذر هشام بن محمد الكلبي النسّابه الثقة الشهير وقد اوردت ترجمته في المجلّد الاول من كتابي طبقات النسابين وكالثقة الامين صالح بن حماد الرازي وكالثقة ابي حنيفة القاضي نعمان المصري صاحب كتاب دعائم الاسلام وابي عبدالله محمد بن سلامة القضاعي المغربي صاحب كتاب الشهاب وکالجلودي الثقة الورع وكالجاحظ وعلي بن محمد الليثي الواسطي وابي موسي محمد بن ابي بكر احمد الاصبهاني الشهير بابن المديني والعلامة السيد ابي الرضا فضل الله بن علي الحسني الراوندي الكاشاني وقد الّفت في ترجمته كتاب لمعة النور والضياء وطبع بحمده تعالى.
وابنه العلاّمة السيد عزالدين علي والعلاّمة البيهقي والعلامة الكيدري والعلامة شيخنا ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي والعلامة الشيخ عبد الواحد بن محمد الآمدي التميمي وجمال الدين العلامة السيد احمدبن طاوس الحسني واخيه جمال السالكين السيد رضي الدين علي بن طاوس والعلامة الشيخ ابي العباس ابن فهد الحلّي وغيرهم من القدماء ممّن لا فسحة ولا مجال لذكره خوفا ايراث السأمة والملل.
وامّا المتأخّرون فقد شمّر الذيل جمّ غفير وجمع كثيرالى تنسيق تلك الدرر منهم:
العلاّمة المولي محمد مهدي المرندي الاصفهاني والعلامة السيد عليخان الموسوي المشعشعي الحويزي والعلاّمة السيد قوام الدين الحسيني القزويني صاحب المنظومات العلّمية الكثيرة وتلميذه العلاّمة المولي محمد محسن بن محمد طاهر القزويني صاحب كتاب العوامل في النحووابنه العلاّمة المولي محمد كاظم بن محمد حسن القزويني المدرّس في المدرسة الالتفاتيّة من مدارس تلك البلدة الطيّبة والعلامة السيد بهاءالدين محمد الحسيني المختاري النائيني والعلاّمة السيد جمال الدين احمد الحسني الكوكباني اليماني من اجلّة علماء الزيديّة والعلاّمة الميرزا جمال الدين محمد القمي المشهدي والعلاّمة الميرزا كمال الدين الفسائي صاحب شرح الشافية في الصرف والعلاّمة الآية الباهرة الحاج الشيخ محمد الباقر البيرجندي من مشايخنا في الرواية والعلاّمة الآية الزاهرة الشيخ ملاّ مهدي البنابي ثم الحائري صاحب كتاب شرح خطبة سيدتنّا الزهراء في المسجد النبوي والعلامة الحجة الآية الجليلة الشيخ هادي بن العلامة الشيخ عباس آل كاشف الغطاء النجفي من اجلة مشايخنا في الرواية وغيرهم ممّن لوسردنا اسمائهم لخرجنا من وضع هذه الرسالة المنيفة.
وليعلم انّ اشهر من جمع كلمات مولي الموحّدين امامنا اميرالمؤمنين سلام الله عليه هواديب قريش وجمال الاسرة النبويّة درّة تيجان العلوييّن سيّدنا الشريف الرضي محمد بن الحسين الموسوي المتوفي سنه...
فانّه جمع شطراً من خطب الامام ورسائله وكلماته في مولّف اسماه بنهج البلاغة ولكن ما اورده ليس الاّ بعضٌ من كلٍّ، وقلٌّ من جلّ، وطلٌّ من وبل، كيف لا وقد جمعت من كلامه الّذي وقفت عليه في كتب اخواننا المسلمين من الاماميّة والاحناف والشوافع والحنابلة والموالك والزيود والظاهريّة ما يزيد علي نهج البلاغة اضعاف مضاعفه ومن راجعه وقايسه معه يري الشريف كالمغترف من البحر القمقام بكفّه والمعترف بنقصان مجموعه عنه وان بالغ في وصفه، ولاغروفي حق مولانا سيد الموحّدين، بعد كونه هوالشارب من الينبوع النبوي، والفائض من جنبيه العلم حسب ما ادّته الينا الثقات من ائمة الحديث في الفريقين من قوله: انّ بين جنبيّ لعلماً جمّاً ولواصبت له حملة... الخبر.
وممّن وفّقه المولى سبحانه في زماننا هذا بالتقاط ما لم يذكره الشريف الرضي ولا الآمدي في كتابيهما من الخطب والرسائل، هوالعلاّمة الجليل بركة العصر ويمنه، صاحب الآثار النفيسة، والكتب النافعة، الورع التقي، ناشر اخبار الائمّة، والمجاهد في سبيلها، حجة الاسلام والمسلمين زين الخطباء والمحدّثين، فضيلة الحاج السيد محمد حسن الطباطبائي المير جهاني الاصفهاني الجرقويه المحمّد آبادي فانّه دام مجده، وفاق سعده قد جمع من الكتب المعتمدة والزبر المعتبرة ما لم يذاكره وساعدتني سواعد التوفيق بسرح اللحظ في شطر منه، فرأيته كان الله له في كلّ حال، قد اتعب نفسه النفيسة، وبذل جهده الجهيد ووسعه البالغ الوسيع، في اقتطاف تلك الازهار من رياض الكتب، واستخراج هاتيك اللئالي الثمينة من بحار الاسفار، فما اجدر مجموعه بما سمّاه (مصباح البلاغة) ولاغروفانّ كلام عليّ، عليّ الكلام فالمرجومن فضل الله عزّ شانه وبهر برهانه، ان يمدّ في ايّام المولّف النبيل حتي يأتينا كلّ عام باضراب هذه الزواهر والجواهر، وان يبقيه لنا ذخراً وكرامةً وشرفاً ومزيدا، والسلام علي من اتّبع الهدى، واعرض ونآى بجانبه عن الهوى.
حرّره العبد الكئيب المعتور عليه الاحزان والآلام، مقصوص الجناح ودامي القلب من ايدي الحسّاد، خادم علوم اهل البيت ابوالمعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي في اصيل يوم السبت لسبع بقين من ثاني الربيعين سنه ١٣٨٨ لائذاً بمشهد الستّ كريمة آل الرسول الاكرم فاطمة المعصومة روحي لها الفداء ببلدة قم المشرّفة حرم الائمّة وعشّ آل محمد حامداً مصلّياً مسلّماً مستغفراً.

****************************