وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
حول الشقشقية هل للإمام علي عليه السلام

 هل الخطبة الشقشقية للإمام علي عليه السلام ؟

الشيخ عبد السلام : أولا: ليس في هذه الخطبة ما يدل على تألمات سيدنا علي كرم الله وجهه.

ثانيا: المشهور أن هذه الخطبة من إنشاء الشريف الرضي، ألحقها بخطب أمير المؤمنين وليست من إنشاء سيدنا علي، وقد ثبت في التاريخ أنه ما كان ناقما على خلافة الخلفاء الراشدين قبله بل كان راضيا منهم ومن منجزاتهم.

قلت: كلام الشيخ ينبعث من إفراطه في حب الخلفاء والتعصب لهم، وإلا فإن تألمات الإمام علي (ع) واضحة في غير الخطبة الشقشقية أيضا وه لا تخفى على كل من تابع الأحداث والقضايا التي وقعت وحدثت بعد رسول الله (ص)، ولا سيما على المتتبع لخطب الإمام وكتبه وكلماته واحتجاجاته مع مناوئيه وخصمائه.

وأما كلامك بأن هذه الخطبة من إنشاء السيد الرضي (رضوان الله تعالى عليه)، فهوافتراء منك على ذلك السيد الزاهد العابد الورع التقي، فإنه أجل وأورع من أن يضع خطبة وينسبها إلى سيد الأوصياء (ع)، فإن هذا الكلام بعيد عن الإنصاف، وبعيد من أهل التحقيق، ولقد تعبت أسلافك، وهم تبعوا المعاندين المتعصبين، وإلا لوكنت تطالع كتب أعلامكم وتحقق عن الخطبة في تصانيف علمائكم لوجدت اعترافهم وتصريحهم بأنها من خطب الإمام علي (ع) لا محالة.

والشارحون لنهج البلاغة من علمائكم مثل ابن أبي الحديد، والشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية، والشيخ محمد الخضرمي في كتاب محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية صفحة ٢٧ وغيرهم قد صرحوا أن الخطبة الشقشقية من بيان الإمام علي (ع) وردوا القائلين بأنها من إنشاء الشريف الرضي، وهم بعض المعاندين والمتعصبين من المتأخرين، وإلا فأكثر من أربعين عالم من الفريقين الشيعة والسنة شرحوا كتاب نهج البلاغة وكلهم أذعنوا بأن الخطبة الشقشقية أيضا من كلام الإمام علي (ع) لأنها على نسق خطبه الأخرى، إذ بيانه (ع) يمتاز ببلاغة منفردة تخصه ولا يمكن لأحد أن يشابهه ويقلده فيها حتى الشريف الرضي على ما كان يتمتع به من الأدب الرفيع والفصاحة والبلاغة في التكلم والكتابة، فهوعاجز أن ينسج مثل الخطبة الشقشقية، وهذا ليس كلامي وإنما هوكلام علمائكم الكبار .

 مثل الشيخ محمد عبده والعلامة ابن أبي الحديد فإنه نقل في آخر شرحه على الخطبة الشقشقية في الجزء الأول، عن المصدق بن شبيب أنه قال لابن الخشاب وهومن أساتيذ هذا الفن : إن كثيرا من الناس يقولون إنها من كلام الرضي رحمه الله تعالى، فقال: أنى للرضيّ ولغير الرضيّ هذا النفس وهذا الأسلوب ! قد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر.

الخطبة الشقشقية كانت قبل مولد الرضيّ

وبغض النظر عن البلاغة الخاصة بكلام الإمام علي (ع) والمقايسات التي أشار إليها ابن الخشاب وغيره، فإن كثيرا من علماء الفريقين قالوا: إنهم وجدوا هذه الخطبة في الكتب المنشرة قبل أن يولد الشريف الرضي وقبل أن يولد أبوه أبوأحمد النقيب ـ نقيب الطالبيين ـ ، فقد نقل ابن أبي الحديد في آخر شرحه للخطبة، عن الشيخ عبدالله بن أحمد المعروف بابن الخشاب أنه قال: والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها، وأعرف خطوط من هومن العلماء وأهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبوأحمد والد الرضي.

ثم قال ابن أبي الحديد : وقد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلمي الإمامية وهوالكتاب المشهور المعروف بكتاب الإنصاف وكان أبوجعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا. انتهى.

وقال كمال الدين ابن ميثم البحراني الحكيم المحقق في كتابه شرح نهج البلاغة في الخطبة: إني وجدت هذه الخطبة في كتاب الإنصاف لابن قبه، وهومتوفى قبل أن يولد الشريف الرضي.

ووجدتها أيضا بخط الوزير ابن فرات، كان قد كتبها في ميلاد الرضي بستين سنة.

فالدلائل والبينات قائمة على أن الخطبة كانت في الكتب والمصنفات قبل أن يولد الشريف الرضي رحمه الله تعالى، ولكن المعاندين المتعصبين خلقوا هذه الفرية بأن الشقشقية من كلام الشريف الرضي، حتى يجدوا لأنفسهم مفرا من الجواب.

وعلى فرض صحة كلامهم، فلوفروا وأعرضوا عن قبول الخطبة ومحتواها من هذا الطريق، فما يصنعون مع سائر الخطب التي تعرض فيها أمير المؤمنين (ع) أيضا إلى الحوادث والوقائع التي أحدثوها في الإسلام، فيشكوفيها الإمام علي (ع)، وبيدي ظلامته، ويفشي مكنون صدره وآلام قلبه من سوء سلوك القوم وظلمهم له ولأهل بيت المصطفى (ص)؟

وقد أشرنا إلى بعضها في المجالس السالفة، ومع ذلك فالشيخ عبد السلام ـ سلمه الله ـ يقول: ما كان علي ناقما من خلافة الراشدين قبله، وكان راضيا على ما أنجزوا، ولا أعلم كيف عرف رضاه وهو(ع) كان في كل فرصة ومناسبة يعرب عن سخطه من عمل القوم؟ ويقول: إنهم أخروه عن مقامه وهو أولى بالنبي (ص) من غيره، كما في الخطبة المرقمة ١٩٠ في شرح ابن أبي الحديد.

قال: ولَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفِظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ (ص) أَنِّي لَمْ أَرُدَّ عَلَى اللَّهِ ولا عَلَى رَسُولِهِ سَاعَةً قَطُّ ولَقَدْ وَاسَيْتُهُ بِنَفْسِي فِي الْمَوَاطِنِ الَّتِي تَنْكُصُ فِيهَا الأبْطَالُ وتَتَأَخَّرُ الأقْدَامُ نَجْدَةً أَكْرَمَنِيَ اللَّهُ بِهَا.

ولَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) وإِنَّ رَأْسَهُ لَعَلَى صَدْرِي، ولَقَدْ سَالَتْ نَفْسُهُ فِي كَفِّي فَأَمْرَرْتُهَا عَلَى وَجْهِي ولَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَهُ (ص) والْمَلائِكَةُ أَعْوَانِي فَضَجَّتِ الدَّارُ والأفْنِيَةُ مَلأ يَهْبِطُ ومَلأ يَعْرُجُ ومَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ مِنْهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ فِي ضَرِيحِهِ فَمَنْ ذَا أَحَقُّ بِهِ مِنِّي حَيّاً ومَيِّتاً؟!

ثم قال: فَوَالَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوإِنِّي لَعَلَى جَادَّةِ الْحَقِّ وإِنَّهُمْ لَعَلَى مَزَلَّةِ الْبَاطِلِ.

ليت شعري ما يقول الشيخ وأتباعه في هذه الخطبة وأمثالها؟ وبأي بيان تريدون أن يفشي الإمام علي (ع) سخطه وعدم رضاه في خلافة أبي بكر والذين تقدموا عليه وأخروه؟

فحق الإمام علي (ع) واضح ولائح، وفضله وعلوه على غيره ظاهر باهر، ولا يمكن إخفاؤه بالكلمات (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون) .

الشيخ عبد السلام: إني أؤجل جوابي إلى الليلة المقبلة إن شاء الله والآن نختم المجلس فقد طال بنا وتعب الحاضرون. فتواعدنا وخرجوا.

مقتبس من كتاب ليالي بيشاور - تأليف السيد محمد الموسوي الشيرازي

****************************