وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
حول عدم ذكر مظلومية الزهراء سلام الله عليها في نهج البلاغة

السؤال :

إذا ثبتت مسألة كسر ضلع الزهراء (ع) عند علمائنا الأجلاء , فلماذا لم يرد ذكرها في نهج البلاغة وفي خطب الزهراء (ع) , علماً ان الإمام علي (ع) ذكر معظم ما جرى له في حياته في خطبه المجموعة في نهج البلاغة ؟

الجواب :

إن الشريف الرضي (رحمه الله) جمع خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) ورسائله وكلماته القصار, وكان نظره إلى الجانب الأدبي والبلاغي في كلامه (عليه السلام), ولم يجمع كل كلامه (عليه السلام), حتى أنه لم يورد في بعض الأحيان الخطبة بأكملها, بل أورد قسماً منها . وعليه فلا يرد الاشكال إذا لم ترد مسألة كسر الضلع في (نهج البلاغة) صريحاً, مع أنه أشار إلى مظلومية الزهراء ( عليها السلام ) إشارات يفهمها اللبيب، وبعبارات بليغة وجمل ظريفة, حيث قال (عليه السلام ) : كما في (نهج البلاغة ص ٤٠٢ رقم ٢٠٢) :
ومن كلام له (ع) روي عنه أنه قاله عند دفن سيدة النساء فاطمة صلوات الله عليها, كالمناجي به رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند قبره : (السَلام عَلَيكَ يا رَسولَ الله عَني, وَعَن ابنَتفكَ النازلَة في جواركَ, وَالسَريعَة اللحاف بكَ !
قَلَّ يا رَسولَ الله, عَن صَفيتكَ صَبري, وَرَقّ عَنها تَجَلدي, إلا أنَّ لي في التَأسي بعَظيم فرقَتكَ, وَفَادح مصيبَتكَ, مَوضعَ تَعَزّ, لقد وَسّدتكَ في مَلحودة قَبرك, وفاضَت بينَ نَحري وصَدري نفسكَ .
(( إنا لله وإنا إليه راجعون )), فَلَقَد استرجعت الوَديعة, وأخذت الرَهينة ! أما حزني فَسَرمَدٌ, وأما لَيلي فَمسَهّدٌ, إلى أن يَختارَ اللهف لي دارك التي أنتَ بها مقيم . َوسَتنَبئكَ ابنتكَ بتَضافر أمتك عَلَى هَضمها, فَأحففها السؤالَ, واستَخبرها الحالَ, هذا وَلَم يَطل العَهد, ولَم يَخلف منكَ الذكر . والسلام عليكما سَلامَ مودّع, لا قال ولا سَئم, فإن أنصَرف فَلا عَن مَلالة, وَإن أقم فلا عَن سوء ظَنّ بما وَعَدَ الله الصابرينَ) .
وفي الختام ننبهك إلى عدة نقاط :
١- ليس كل الخطب قد وصلت إلينا, لأن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم وعلى مرّ العصور كانوا مظلومين مقهورين,وفي حالة تقية,وكذلك الايادي الأثيمة دمّرت الكثير من تراث أهل البيت (عليه السلام) .

وبناء عليه إذا لم ترد مسألة كسر الضلع في خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) وخطب الزهراء (عليها السلام) الواصلة الينا, فان هذا لا يعني أنهم (عليهم السلام) لم يذكروا هذه المسألة في خطبهم, بالأخص مع تصريحهم ( عليهم السلام ) إلى هذا المطلب في أحاديثهم ورواياتهم الواصلة الينا .
٢- إن مقام الخطبة غير مقام الكلام والحديث, ففي الخطبة تراعى المسائل البلاغية والاشارات الى المطالب التي لم يمكن التصريح بها, لأن الخطبة تكون في الملأ العام, وهذا بخلاف الأحاديث الخاصة والتي تقال لخواص الأصحاب .
٣- إن من أكثر المسائل التي حاول النواصب طمسها وامحاءها, هي مسألة مظلومية الزهراء (عليها السلام), لأنها المصداق البارز للتبري الذي بني عليه التشيع بعد التولي, وكذلك هو الدليل القاطع على فضائح القوم, فحاول الخصم بكل جهده أن لا تصل هذه الحقائق .
فبعد هذا, كل ما وصل إلينا من مصاديق مظلومية الزهراء (عليها السلام) فهو من المعجزات وبسبب تضحيات العلماء الذين ضحوا بكل شيء لأجل ايصال هذه الحقائق .

****************************