وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                

Search form

إرسال الی صدیق
سؤالين حول سند نهج البلاغة

السؤال  الاول  :

أرجو إعطائي سند نهج البلاغة الكامل عن فلان ،عن فلان ... ، وصولا بالإمام علي (ع) ، مع ذكر المصادر الحديثية والتاريخية لها ؟

الجواب :

إن كتاب ( نهج البلاغة ) ليس كتاباً من تأليف الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى يكون لسؤالكم وجهاً بالأجابة حسبما تطلبون، وإنما هو مجموعة خطب وكلمات ورسائل لأمير المؤمنين (عليه السلام) جمعها في كتاب الشريف الرضي (رحمه الله) واطلق عليها الأسم المتقدم, وكان الشريف قد جمعها من مجموعة كتب معروفة في زمانه لكنه لم يذكر سنده أو سند تلك الكتب عند جمعه لها. ويمكن أن يرد هنا سؤال حول السند الى الرضي (رحمه الله) وهو مقطوع النسبة. وقد قام بعض الأفاضل بمهمة إرجاع تلك الخطب والكلمات المأثورة الى علي (عليه السلام) بذكر أسانيدها وذكر المصادر المشهورة التي اعتمد عليها الشريف الرضي. ويمكن لك في هذا الجانب ان تراجع كتاب: ( مصادر نهج البلاغة وأسانيده) للشيخ عبد الزهرة الخطيب..
وأيضاً يمكنكم للاطلاع على الدليل في اثبات صحة انتساب هذه الخطب الى امير المؤمنين (عليه السلام) مراجعة مقدمة ابن أبي الحديد المعتزلي في مقدمة شرحه للنهج, وكيف أنّه رد الشبهات في هذا المجال.

السؤال الثاني :

هلا تفضلتم علينا بذكر مقدمة بن ابي الحديد المعتزلي في رد الشبهات الواردة على سند نهج البلاغة ؟

الجواب :

في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ٨ - مقدمة المحقق ٩, ذكر محقق الكتاب كلام ابن ابي حديد ذاك حيث قال :
( كثيرة من أرباب الهوى يقولون : إن كثيرا من نهج البلاغة كلام محدث صنعه قوم من فصحاء الشيعة, وربما عزوا بعضه إلى الرضى أبى الحسن أو غيره, وهؤلاء أعمت العصبية أعينهم فضلوا عن النهج الواضح, وركبوا بنيات الطريق, ضلالا وقلة معرفة بأساليب الكلام .
وأنا أوضح لك بكلام مختصر ما في هذا الخاطر من الغلط فأقول : لا يخلوا إما أن يكون كل نهج البلاغة مصنوعا منحولا, أو بضعه .
والأول باطل بالضرورة, لأنا نعلم بالتواتر صحة إسناد بعضه إلى أمير المؤمنين عليه السلام, وقد نقل المحدثون, كلهم أو جلهم - والمؤرخون كثيرا منه, وليسوا من الشيعة لينسبوا إلى غرض في ذلك .
والثاني : يدل على ما قلناه, لان من قد أنس بالكلام والخطابة, وشدا طرفا من علم البيان, وصار له ذوق في هذا الباب, لابد أن يفرق بين الكلام الركيك, والفصيح, وبين الفصيح والأفصح, وبين الأصيل والمولد, وإذا وقف على كراس واحد يتضمن كلاما لجماعة من الخطباء أو لاثنين منهم فقط, فلا بد أن يفرق بين الكلامين , ويميز بين الطريقين, ألا ترى أنا مع معرفتنا بالشعر ونقده, لو تصفحنا ديوان أبى تمام فوجدناه قد كتب في أثنائه قصائد أو قصيدة واحدة لغيره لعرفنا بالذوق مباينتها لشعر أبى تمام نفسه وطريقته ومذهبه في القريض, ألا ترى أن العلماء بهذا الشأن حذفوا من شعره قصائد كثيره منحولة إليه لمباينتها لمذهبه في الشعر ! وكذلك حذفوا من شعر أبى نواس كثيرا لما ظهر أنه ليس من ألفاظه ولا من شعره, وكذلك غيرهما من الشعراء, ولم يعتمدوا في ذلك إلا على الذوق خاصة .
وأنت إذا تأملت نهج البلاغة وجدته كله ماء واحدا, ونفسا واحدا, وأسلوبا واحدا, كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفا لباقي الألفاظ في الماهية, وكالقرآن العزيز, أوله كوسطه, وأوسطه كآخره, وكل سورة منه, وكل آية مماثلة في المأخذ والمذهب والفن والطريق والنظم لباقي الآيات والسور .
ولو كان بعض نهج البلاغة منحولا, وبعضه صحيحا لم يكن ذلك كذلك, فقد ظهر لك بالبرهان الواضح ضلال من زعم أن هذا الكتاب أو بعضه منحول إلى أمير المؤمنين عليه السلام .
واعلم أن قائل هذا القول يطرق على نفسه ما لا قبل له به, لأنا متى فتحنا هذا الباب, وسلطنا الشكوك على أنفسنا في هذا النحو, لم نثق بصحة كلام منقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله أبدا وساغ لطاعن أن يطعن ويقول : هذا الخبر منحول, وهذا كلام مصنوع, وكذا ما نقل عن أبي بكر وعمر من الكلام والخطب والمواعظ والآداب وغير ذلك وكل أمر جعله هذا الطاعن مستندا له فيما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله والأئمة الراشدين والصحابة والتابعين والشعراء والمترسلين والخطباء - فلناصري أمير المؤمنين عليه السلام أن يستعدوا إلى مثله فيما يروونه عنه من نهج البلاغة وغيره, وهذا واضح ) .

****************************