وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
سؤال حول مصادرالخطبة الشقشقية من أهل السنة

السؤال :

سؤالي حول خطبة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه المسماة « الخطبة الشقشقية » التي ورد فيها : ( أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة ، وإنّه ليعلم أنّ محلي منها محل القطب من الرحى ... ) هل لها مستند من مصادر السنة ، وما هي هذه المصادر بالتفصيل ؟

الجواب :

كما تعرفون ، فإنّ مصادر السنيين الأساسية مثل الصحاح الستة ، تتجنب رواية أي شيء يتعلق بإثبات حق أمير المؤمنين عليه السلام ، حتى عن لسانه !!
ولذا لا نتوقع أن يرووا مثل خطبته الشقشقية الصريحة بإدانة أبي بكر وعمر ، وإن كان فلتت منهم بعض الروايات التي سجلت حقيقة موقف أمير المؤمنين عليه السلام من أبي بكر وعمر ، كالذي رواه مسلم من شهادة عمر بأنّ علياً عليه السلام والعبّاس قالا له ولابي بكر : ( إنكما غادران خائنان آثمان !! ) .
أمّا المصادر الأخرى للسنة فتجد فيها ما يثبت صدور هذه الخطبة عن أمير المؤمنين عليه السلام ، كالذي ذكره ابن سلام في غريب الحديث ، وابن الاثير في النهاية قال : (ومنه حديث علي في خطبة له : « تلك شقشقة هدرت ، ثم قرّت).
وقد تتبع ذلك الشيخ الأميني رحمه الله في الغدير : ٧/٨٢ ، وج ٤/١٩٧ ، والشيخ المحمودي في نهج السعادة : ٢/٥١٢ .. جزاهما الله خيراً ..
ـ قال الشيخ الأميني رحمه الله في الغدير : ٧/٨٢ حول هذه الخطبة : هذه الخطبة تسمى بالشقشقية ، وقد كثر الكلام حولها ، فأثبتها مهرة الفن من الفريقين ، ورأوها من خطب مولانا أمير المؤمنين الثابتة التي لا مغمز فيها ، فلا يُسمع إذن قول الجاهل بأنّها من كلام الشريف الرضي ، وقد رواها غير واحد في القرون الأولى قبل أن تنعقد للرضي نطفته ، كما جاءت بإسناد معاصريه والمتأخرين عنه من غير طريقه .

وإليك اُمّة من اُؤلئك :
١
ـ الحافظ يحيي بن عبد الحميد الحماني ، المتوفّى ٢٢٨ ، كما في طريق الجلودي في العلل والمعاني .
٢
ـ أبوجعفر دعبل الخزاعي ، المتوفّى ٢٤٦ ، رواها بإسناده عن ابن عبّاس ، كما في أمالي شيخ الطائفة/٢٣٧ ، ورواها عنه أخوه أبوالحسن علي.
٣
ـ أبوجعفر أحمد بن محمّد البرقي ، المتوفّى ٢٧٤ / ٨٠ ، كما في علل الشرائع .
٤
ـ أبوعلي الجبائي شيخ المعتزلة ، المتوفّى ٣٠٣ ، كما في الفرقة الناجية للشيخ إبراهيم القطيفي ، والبحار للعلامة المجلسي ٨ : ١٦١ .
٥
ـ وجدت بخط قديم عليه كتابة الوزير أبي الحسن علي بن الفرات ، المتوفّى ٣١٢ ، كما في شرح ابن ميثم .
٦
ـ أبوالقاسم البلخي أحد مشايخ المعتزلة ، المتوفّى ٣١٧ ، كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١/٦٩ .
٧
ـ أبوأحمد عبد العزيز الجلودي البصري ، المتوفّى ٣٣٢ ، كما في معاني الأخبار.
٨
ـ أبوجعفر ابن قبة تلميذ أبي القاسم البلخي المذكور ، رواها في كتابه ( الإنصاف ) كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ : ٦٩ وشرح ابن ميثم .
٩
ـ الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني ، المتوفّى ٣٦٠ ، كما في طريق القطب الراوندي في شرح نهج البلاغة .
١٠
ـ أبوجعفر ابن بابويه القمي ، المتوفّى ٣٨١ ، في كتابيه : علل الشرائع ومعاني الأخبار.
١١
ـ أبوأحمد الحسن بن عبد الله العسكري ، المتوفّى ٣٨٢ ، حكى عنه شيخنا الصدوق شرح الخطبة في معاني الأخبار والعلل .
( لفت نظر) : عده السيد العلامة الشهرستاني في : ( ما هونهج البلاغة) /٢٢ ، ممّن روى الشقشقية ، فأرخ وفاته بسنة ٣٩٥ ، وذكره في/٢٣ فقال : « من أبناء القرن الثالث . لا يتم هذا ولا يصح ذاك ، وقد خفي عليه أنّ الحسن بن عبد الله العسكري راوي الشقشقية هو: أبوأحمد صاحب كتاب الزواجر ، وقد توفّي سنة ٣٨٢ وولد ٢٩٣ ، وحسبه أبا هلال الحسن بن عبد الله العسكري صاحب كتاب « الأوائل » تلميذ أبي أحمد العسكري ، والتاريخ الذي ذكره تاريخ فراغه من كتابه ( الأوائل ) لا تاريخ وفاته » . توجد ترجمة كلا الحسنين العسكريين في : معجم الاُدباء ٨ : ٢٣٣ ـ ٢٦٨ ، وبغية الوعاة/٢٢١ .
١٢
ـ أبوعبد الله المفيد ، المتوفّى ٤١٢ ، اُستاذ الشريف الرضي ، رواها في كتابه ( الإرشاد )/١٣٥ .
١٣
ـ القاضي عبد الجبار المعتزلى ، المتوفّى ٤١٥ : ذكر في كتابه ( المغنى ) تأويل بعض جمل الخطبة ومنع دلالتها على الطعن في خلافة من تقدم على أمير المؤمنين من دون أي إيعاز إلى الغمز في إسنادها .
١٤
ـ الحافظ أبوبكر ابن مردويه ، المتوفّى ٤١٦ ، كما في طريق الراوندي في شرح النهج
١٥ ـ الوزير أبوسعيد الآبي ، المتوفّى ٤٢٢ ، في كتابه : ( نثر الدرر ونزهة الأديب ).
١٦
ـ الشريف المرتضى أخوالشريف الرضي الأكبر ، توفّي سنة ٤٣٦ ، ذكر جملة منها في الشافي/٢٠٣ فقال : مشهور . وذكر صدرها في/٢٠٤ فقال : معروف .
١٧
ـ شيخ الطائفة الطوسي ، المتوفّى ٤٦٠ ، رواها في أماليه/٣٢٧ عن السيّد أبي الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، المترجم في مستدرك العلامة النوري ٣ : ٥٠٩ من طريق الخزاعيين . وفي تلخيص الشافي .
١٨
ـ أبوالفضل الميداني ، المتوفّى ٥١٨ ، في مجمع الأمثال/٣٨٣ ، قال : ( ولأمير المؤمنين علي رضي الله عنه خطبة تعرف بالشقشقية ؛ لأنّ ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( له حين قطع كلامه : يا أمير المؤمنين ! لواطردت مقالتك من حيث أفضيت . فقال : هيهات يا بن عبّاس ! تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت).
١٩
ـ أبومحمّد عبد الله بن أحمد البغدادي ، الشهير بابن الخشّاب ، المتوفّى ٥٦٧ ، قرأها عليه أبوالخير مصدق الواسطي النحوي ، وسيوافيك بعيد هذا كلامه فيها .
٢٠
ـ أبوالحسن قطب الدين الراوندي ، المتوفّى ٥٧٣ ، رواها في شرح نهج البلاغة من طريق الحافظين : ابن مردويه ، والطبراني .
( وقال : أقول : وجدتها في موضعين تاريخهما قبل مولد الرضي بمدة :
أحدهما : أنّها مضمنة كتاب « الانصاف » لابي جعفر ابن قبة ، تلميذ أبي القاسم الكعبي  أحد شيوخ المعتزلة ، وكانت وفاته قبل مولد الرضي .
الثاني : وجدتها بنسخة عليها خط الوزير أبي الحسن علي بن محمّد بن الفرات ، وكان وزير المقتدر بالله ، وذلك قبل مولد الرضي بنيف وستين سنة ، والذي يغلب على ظني أنّ تلك النسخة كانت كتبت قبل وجود ابن الفرات بمدة ) .
٢١
ـ أبومنصور الطبرسي ، أحد مشايخ ابن شهر اشوب ـ المتوفّى ٥٨٨ ـ في كتابه « الاحتجاج » /٩٥ ، فقال : روى جماعة من أهل النقل من طرق مختلفة عن ابن عباس .
٢٢
ـ أبوالخير مصدق بن شبيب الصلحي النحوي ، المتوفّى ٦٠٥ ، قرأها على أبي محمّد ابن الخشّاب وقال : ( لما قرأت هذه الخطبة على شيخي أبي محمّد ابن الخشاب .. .. الخ ) .
٢٣
ـ مجد الدين أبوالسعادات ابن الاثير الجزري ، المتوفّى ٦٠٦ ، أوعز إليها في كلمة « شقشق » في النهاية : ٢ : ٢٩٤ ، فقال : ( ومنه حديث علي في خطبة له : تلك شقشقة هدرت ثمّ قرت  ) .
٢٤
ـ أبوالمظفر سبط ابن الجوزي ، المتوفّى ٦٥٤ ، في تذكرته/٧٣ ، من طريق شيخه أبي القاسم النفيس الأنباري باسناده عن ابن عبّاس ، فقال : ( تعرف بالشقشقية ، ذكر بعضها صاحب نهج البلاغة وأخل بالبعض ، وقد أتيت بها مستوفاة . ثمّ ذكرها مع اختلاف ألفاظها ) .
٢٥
ـ عز الدين ابن أبي الحديد المعتزلي ، المتوفّى ٦٥٥ ، قال في شرح النهج ١ : ٦٩ : « قلت : وقد وجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي ، إمام البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة . ووجدت أيضاًكثيراً منها في كتاب أبي جعفر ابن قبة ، أحد متكلمي الإمامية ، وهوالكتاب المشهور بكتاب « الانصاف » ، وكان أبوجعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ، ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالى موجوداً  .
٢٦
ـ كمال الدين ابن ميثم البحراني ، المتوفّى ٦٧٩ : « حكاها عن نسخة قديمة عليها خط الوزير علي بن الفرات ، المتوفّى ٣١٢ ، وعن كتاب« الانصاف » لابن قبة ، وذكر كلمة ابن الخشاب المذكورة ، وقراءة أبي الخير إياها عليه  .
٢٧
ـ أبوالفضل جمال الدين ابن منظور الأفريقي المصري ، المتوفّى ٧١١ ، قال في مادة ( شقشق ) من كتابه ( لسان العرب ) : ١٢ : ٥٣ : ( وفي حديث علي رضوان الله عليه في خطبة له : تلك شقشقة هدرت ثمّ قرت  ).
٢٨
ـ مجد الدين الفيروزآبادي ، المتوفّى ٨١٦ / ١٧ ، أوعز إليها في القاموس : ٣: ٢٥٣، قال : ( والخطبة الشقشقية العلوية ؛ لقوله لابن عباس ـ لما قال له : لواطردت مقالتك من حيث أفضيت ـ : يا بن عباس ! هيهات تلك شقشقة هدرت ثمّ قرت  ) .
ـ وقال الشيخ المحمودي في نهج السعادة : ٢/٥١٢ : ( ليُعلم أنّ الخطبة الشريفة قد رواها جماعة كثيرة من علماء السنة والإمامية ، ومن عجائب الدهر أنّه مع كثرة الدواعي على إخفاء أمثال هذا الكلام ، واستقرار ديدنهم على تغطيته وستره ، وتمزيق أصله وإحراق مصادره ، ومع ذلك كله قد تجلّى في اُفق كتب كثير من أهل الإنصاف من علماء أهل السنة ، وتلألأ بدره التام بحيث ينفذ شعاعه في حاسة العميان فضلا عن أهل البصائر والضمائر .. ).
فرواها الحافظان : ابن مردويه ، والطبراني ـ كما يأتي ـ .
ورواها ابن الخشاب عبد الله بن أحمد ، واعترف بأنّها من كلام أمير المؤمنين عليه السلام وأنّه وجدها في كتب العلماء وأهل الأدب بخطوطهم قبل أن يُخلق الرضي بمائتي سنة ، كما ذكره عنه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة .
وكذلك ذكر ابن أبي الحديد في الشرح : : ١/٦٩ : أنّه وجد كثيراً من ألفاظ الخطبة في تصانيف إمام البغداديين من المعتزلة الشيخ أبي القاسم البلخي .
وأيضا رواها سبط ابن الجوزي يوسف بن قزغلي الحنفي في أوّل الباب السادس من كتاب تذكرة الخواص/١٣٣ ، عن شيخه أبي القاسم النفيس الأنباري ، ثمّ ذكر الخطبة بما يستفاد منه تعدد الطرق لها .
ورواها أيضاًالحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، المتوفّي عام ٣٨٢ ، كما رواها عنه الشيخ الصدوق في علل الشرائع ومعاني الأخبار ، وكذلك العلامة الحلي في المطلب الخامس من كتاب كشف الحق : : ٢/٤٠ ، وكذلك نقلها عنه في المقدمة الثالثة من كتاب الدرجات الرفيعة ،/٣٧. ورواها أيضاًأبوعلي الجبائي وأبوهلال العسكري الحسن بن عبد الله بن سهل ، المتوفّي بعد سنة ٣٩٥ ، في كتاب الأوائل ، كما نقل عنه في إحقاق الحق ، نقلاً عن هدية الأحباب .
وكثيراً منها ذكره الأدباء واللغويون ؛ فذكر قطعا منها في مادة : « جذ » ، و« حذ » ، و« حضن » ، و« نفج » ، و« نفخ » ، و« شقشق » من القاموس ، ولسان العرب ، وتاج العروس ، ومجمع الأمثال : /١٦٩ .
وقطعا كثيرة منها ذكرها ابن الأثير في النهاية ؛ فانظر منه المواد التالية : « جذ » ، و« حذ » ، و« حضن » ، و« نفج » ، و« نفخ » ، و« نثل » ، و« خضم » ، و« شقشق » ، و« عفط » ، و« حلأ » ، و« سفف » ، و« شنق » .
وقال الفيروزآبادي في مادة : « شقق » من كتاب القاموس : والخطبة الشقشقية العلوية ؛ لقوله لابن عباس ـ لما قال له : « لواطردت مقالتك من حيث أفضيت ـ : يا بن عباس هيهات تلك شقشقة هدرت ثمّ قرت ! ! !».
وقال في باب الاستعانة من الجزء الثالث من كتاب تحرير التحبير ،/٣٨٣ : « وأمّا الناثر فإن أتى في أثناء نثره ببيت لنفسه سمّى ذلك : تشهيراً ، وإن كان البيت لغيره سُمّي : استعانة ، كقول علي عليه السلام في خطبته المعروفة بالشقشقية : [ فيا عجبا ] بينا هويستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته  ثمّ قال  :

شتان ما يومي على كورها ***** ويوم حيان أخي جابر

فهذا البيت للأعشى ، استعان به علي عليه السلام كما ترى ».

أقول : وللعلامة الأميني رحمه الله في الغدير  ٧/٨٠ كلام وفيه فوائد

****************************