وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
ظاهرة الجناس في خطب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ورسائله (دراسة بلاغية)

الاستاذ المساعد الدكتور: حسين عبد العال اللهيبي

جامعة الكوفة - مركز دراسات الكوفة

المقدمة:

الجناس أحد فنون البديع الذي عرفته البلاغة العربية منذ عهدٍ مبكر، منذ العصر الجاهلي، وكان يعرف بالذوق، ويتأتى بالسليقة بعيداً عن التكلُّف، ثم ما لبث أن صار في العصور المتأخرة ظاهرة أسلوبية لها أهميتها في الدرس البلاغي.

وفي الحق أن هذا الفن اختلف فيه علماء البلاغة بين من تحمّس له، ومضى يمجده ويدعو إليه كالصفدي وأضرابه، وبين من هجّنه وقبحه كابن حجة وأقرانه، وهناك رأي وسط يمثله الأكثرية من علماء البلاغة الذين رأوا فيه محسّناً لفظياً يحمل في تضاعيفه ألوان البراعة والافتنان ولاسيّما إذا جاء منقاداً للمعنى، يأتي في الكلام عفواً، من غير كدٍّ، ولا استكراه، ولا بعد، ولا ميلٍ إلى جانب الرِّكة.

وإذا كان الجناس يؤلّف - في مكونه البنائي – مظهراً من مظاهر الموسيقى الناجمة عن تجانس اللفظتين وانسجامهما معا، فإنه يؤدّي دلالة تعبيرية تسهم في تقرير المعنى في ذهن المتلقي وتجعله مقبولاً لديه، كما يشهد لصاحبه بتمكنه من اللغة، والبصر بدقائق أسرارها، وقدرته على التصرّف في معطياتها.

وتظهرُ عنايةُ الأدباء - في العصور المتأخرة - بالجناس بما يتحقَّق  لديهم من دلالاتٍ وإيحاءاتٍ تسهمُ في خَلقٍ أصداءٍ وأنغامٍ إضافية تسعى إلى الاستحواذ على أجزاء النص الذي تردُ فيه، بما يمنح الفرصة في توليد موسيقى ظاهرية فيه تتجلّى في هذه الألفاظ المكرّرة والموزونة، فضلاً عن القيمة الدلالية التي تكتسبها هذه الألفاظ. إنّهم يحبِّذون الجناس ويؤثرونه؛ ولشدة ولوعهم به جاء نتاجهم مثقلاً به، إمعاناً منهم بالتكلف والتعمّل، وإسرافاً بالصنعة، ونجد  هذا الإسراف كبيراً في الصياغة اللفظية فأفسد البلاغة وطوى بهجتها، وأغاض ماء رونقها.

وعلى الرغم من اختلاف وجهة النظر في الجناس إلاّ أنه حظي بشيءٍ  من اهتمام الباحثين قديماً وحديثاً، وصنفوا فيه بعض المصنفات، وهو دليل واضح على أهمية الجناس ومكانته السامية في الأدب العربي شعراً ونثراُ، ومن أشهر من صنّف فيه، الثعالبي (ت ٤٢٩هـ) وكتابه (أجناس التجنيس)، والصفدي وكتابه (جنان التجنيس)، وشمس الدين النواجي (ت ٨٥٩هـ) وكتابه (الدرّ النفيس فيما زاد على جنان الجناس وأجناس التجنيس)والسيوطي (٩١١هـ) وكتابه (جني الجناس)، وفي العصر الحديث الدكتور علي الجندي وكتابه (فن الجناس)، وقد جاءت هذه الدراسة تتمة لما سبق، بل هي محاولة جادة للوقوف على أحد أساليب البلاغة العربية، واستجلاء خصائص هذا الفن وسماته على المستويين: المستوى الصوتي والمستوى الدلالي؛ لإبراز القيمة الفنية والجمالية لهذا الفن من خلال دراسة بنيته دراسة بلاغية، وكانت خطب ورسائل الإمام علي (عليه السلام) مادة تطبيقية لهذا الفن.

وقد اقتضى منهج البحث أن نقسم البحث إلى مبحثين، هما:

المبحث الأول: وقد تناول أبعاد الجناس وأهميته.

أمّا المبحث الثاني فقد تناولنا فيه أقسام الجناس في خطب ورسائل الإمام علي(عليه السلام).

المبحث الأول - «أبعاد الجناس وأهميته»

أولاً-الجناس لغةاصطلاحاً:

الجناسُ لغةً: جانس وهو مصدر مشتق من مادة جنّس، وجانس الشيء إذا شاكله واتحد معه في الجنس من المجانسة وهو المفاعلة من الجنس، لأن أحد الكلمتين إذا شابهت الأخرى فقد وقع بينهما مفاعلة في الجنسية والمجانسة، والجناس مصدر لجانس؛ لأنّ فاعل مصدره فعال ومفاعلة كما تقول: قاتلة مقاتلة وقتالاً، أو هو من التجنيس مصدر جنّس، لأنّ فعّل مصدره التفعيل كما تقول: سلّم تسليماً[١].

أمّا في الاصطلاح فللبلاغيين عدة تعريفات لتحديد هذا المصطلح، منهم:

ابن المعتز (ت ٢٩٦هـ) :(مجيء كلمة تجانس أخرى في بيت شعرأو كلام أي أن تشبهها في تأليف حروفها)[٢].

وقريبُ منه تعريف أبي هلال العسكري (٣٩هـ): (أن يورد المتكلم كلمتين تجانس كلّ واحدة منهما صاحبتها في تأليف حروفها)[٣].

ويرى قدامة بن جعفر (٣٣٧هـ) أن الجناس: (هو اشتراك المعاني في ألفاظ متجانسة على جهة الاشتقاق)[٤].

وواضح من تعريفه عنايته بالجانب اللغوي، وإن انطبق على جزء من الصيغة الاصطلاحية للجناس.

وقال الرماني (٣٨٤هـ) فيه: (هو بيان المعاني بأنواع من الكلام يجمعها أصل واحد من اللغة)[٥].

وذهب ابن الأثير الجزري (٦٣٧هـ) إلى أن الجناس هو: أن يكون اللفظ واحداً والمعنى مختلفاً)[٦].

وهو تعريف مقتضب، لا يعطي صورة واضحة للجناس بأقسامه المعروفة، وإنما ينطبق على قسم واحدٍ من أقسامه، هو الجناس التام.

ولا يختلف تعريف نجم الدين الحلبي (ت ٧٣٧هـ)[٧] عن تعريف ابن الأثير، إذ نراهُ يردده لفظاً ومعنى.

أما الصفدي (ت ٧٦٤هـ)  فإنه يضع الصيغة الاصطلاحية لهذا الفن، فيقول:  (الجناس هو مجيء حروف ألفاظه من جنسٍ واحد، ومادة واحدة، ولا يشترط تماثل جميع الحرف بل يكفي في التماثل ما تقرب به المجانسة)[٨].

وقد تابعه على هذا التعريف نصاً ابن حجة الحموي (ت٨٣٧هـ)[٩]، دون أن يضيف إليه شيئاً.

ومن كلّ ما تقدّم يتضح لنا أن الصفدي قد حاز قصب السبق في إرساء دعائم مصطلح الجناس فنياً، إذ كان تعريفه دقيقاً.

ثانياً - موقف البلاغيين من الجناس :

لا بد من معرفة موقف البلاغيين من الجناس لتتضح المعالم الفنية لهذا الفن البلاغي، والغرض الذي من أجله يستعمله الأدباء في كلامهم شعراً ونثراً، لاسيما إذا علمنا أنّ ثمّة خلاف بين علماء البيان حوله، وقد انقسموا إلى ثلاث فرقاء، وهم: 

١- الفريق الأول: وهم المتعصبون للجناس وعلى رأس هؤلاء: الثعالبي (ت ٤٢٩هـ) وكان مولعاً بالجناس، وقد عدّه من المتشابه الذي هو من أسرار البلاغة[١٠]، وقد ألف فيه كتابه (أجناس التجنيس).

ومنهم الصفدي (ت ٧٦٤هـ) وكان متحمّساً له، يمجده تمجيداً منقطع النظير،  وقد ألف كتابه فيه (جنان الجناس)، ودافع عنه وأورد له أمثلةً كثيرة من نظمه، وعنه يقول ابن حجة (وكان الشيخ صلاح الدين الصفدي – رحمه الله – يستسمن ورمه ويظنّه شحماً،فيشبع أفكاره منه، ويملأ بطون دفاتره، ويأتي فيه بتراكيب تخفّ عندها جلاميد الصخور)[١١] والنواجي (ت ٨٥٩هـ) وهو الآخر كان مغرماً به، وقد ألف كتابه فيه (الدرّ النفيس فيما زاد على جنان الجناس وأجناس التجنيس).

٢- الفريق الثاني: وهم المعرضون عنه الذين ينفرون عنه، فلا يستسيغونه، ويرون أنه عديم الفائدة، فهو لا يعدو من كونه محسناً لفظياً يعوق الأديب عن ابتكار المعاني، يخلو من كلّ مزية، ويتجرّد من كلّ فضيلة، ومنهم زين الدين ابن الوردي (٧٤٩هـ) كان لا يستسيغه، وقد عبّر عن ذلك بقوله[١٢]:

إذا أحببت نظمَ الشعرَ فاخترْ ***** لنظمِكَ كلّ سهلٍ ذي امتناعِ

ولا تقصُدْ مجانسةً ومكّنْ ***** قوافيهِ، وكِلْهُ إلى الطباعِ

ومنهم جمال الدين ابن نباتة المصري (٧٦٨هـ)  فإنه لم يحبّذه لشدّة ولوعه بالتورية، ولما وقف على كتاب الصفدي قرأهُ (جُنان الخنّاس) بالتصحيف؛ لنفوره منه، وجرى بينهما بسبب ذلك ما يطول شرحه[١٣].

ولعلّ أشدّهم نفوراً منه، وإعراضاً عنه هو ابن حجة الحموي (ت ٨٣٧هـ)، فقد كان يرفض الجناس ويسخط عليه ويهجنه، يقول: (أما الجناس فإنه غير مذهبي ومذهب من نسجت على منواله من أهل الأدب، وكذلك كثرة اشتقاق الألفاظ، فإنّ كلاَّ منهما يؤدي إلى العقادة والتقييد عن إطلاق عنان البلاغة في مضمار المعاني المبتكرة)[١٤]، فالجناس في رأيه لا يعدو كونه محسناً لفظياً لا يبعث في نفس المتلقي بأكثر من التفكير في معناه (ولم يحتج إليه ويكثر إلاّ من قصرت همّته عن اختراع المعاني)[١٥].

وموقف ابن حجة من المحسنات اللفظية معروف، فهو يلهثُ دائماً وراء المحسنات المعنوية؛ لذلك لم يحبّذه، ولم يدعو إليه، ولم يتحمس له حماسته للتورية، إنه لا يستحسن الجناس إلاّ إذا خرج مخرج التورية، يقول (فإذا جعلتَ الجناس توريةً انحصر المعنيان في ركنٍ واحد، وخلصتَ من عقادة الجناس، وحرّكت جامد الأذواق، وأبهجت خاطر السامع بما أتحفته من بديع تركيبها وتأهيله بغريبها)[١٦].

 ٣- الفريق الثالث: وهم أكثر اعتدالاً، ويمثله أكثر جمهور البلاغيين، إذ يرون في الجناس رأياً جميلاً، فلم يتعصبوا له مثلما ظهر من الصفدي وأضرابه، ولم ينكروه كما أنكره ابن حجة، وإنما وقفوا موقفا وسطاً يتسمُ بالإنصاف لهذا اللون البديعي، فالجناس المقبول لديهم هو الذي يتنبه إلى حسن موقعه بالذوق الصحيح، (جارياً على سجيته غير مستكره لطبيعته، ولا متكلف ما ليس في وسعه، فإن التكلف إذا ظهر في الكلام هجنه وقبح موقعه)[١٧]، ومعنى هذا أن الجناس كغيره من ألوان البديع له وقعه في النفس، وأثره في المعنى إذا صدر عن طبعٍ سليم، جارياً في الكلام على سجيته من غير تكلّف، أو إسراف في الصنعة، أما إذا تكلّف وتصنع فقد ثقل، وعزبت عنه النفوس، وعافته الأذواق، ولا يزيل عنه هذا التكلف إلاّ إذا طلبه المعنى، وحينئذٍ تظهر قيمته وفائدته (أن ما يعطي التجنيس من الفضيلة أمر لم يتم إلاّ بنصرة المعنى، إذ لو كان باللفظ وحده لما كان فيه مستحسن، ولما وجد فيه إلاّ معيب مستهجن)[١٨].

وأكد عبد القاهر الجرجاني هذه الحقيقة بقوله: (فإنك لا تجد تجنيساً مقبولاً، ولا سجعاً حسناً حتى يكون المعنى هو الذي طلبه واستدعاه، وساق نحوه)[١٩].

ونرى من المفيد أن نستأنس في هذا الصدد بقول المطرزي وهو يتحدث عن أنواع الجناس (لا تستحسن حتى يساعد اللفظ المعنى، ولا تستلذ حتى تكون عذبة الإصدار  والإيراد، سهلة سلسة المقاد، ولا تبرع حتى يساوي طلعها مقطعها، ولا تملح حتى يوازي مصنوعها مطبوعها مع مراعاة النظائر، وتمكن القرائن، وإلاّ فما قلق في أماكنه، ونبا عن مواقعه، فبمعزلٍ عن الرضا عند علماء البيان، وبمكانة من البشاعة لدى أرباب النثر، وأصحاب النظم، فإذا أردت أن تستوفي أقسام المحاسن، وتجتنب أنواع المشائن، فأرسل المعاني على سجيتها، ودعها تطلب لأنفسها الألفاظ، فغنها إذا تركت وما تريد، لم تكتسِ  إلاّ ما يليق بها، ولم تلبس من المعارض إلاّ ما يزينها، فأما أن تصنع في نفسك أنّه لا بدّ لك من تجنيس، أو تسجيع بلفظين مخصوصين، فهو الذي أنت منه بعرض الاستكراه على خطر من الخطأ)[٢٠].

وفي الحق أن الجناس إذا تهيأ للأديب يأتي به محمولاً على الطبع غير متكلّف، تنقاد ألفاظه للمعاني مطابقاً لمقتضى الحال، وهو في كلّ ذلك قد بلغ الذروة من البلاغة.

ثالثاً - أهمية الجناس :

الجناسُ مظهرٌ من مظاهر الزخرفة اللفظية، يضفي على النص الذي يرد فيه رونقاً وطلاوة، ويرفدُهُ بتجانسٍ موسيقي دقيق، بوصفه (ضرب من ضروب التكرار المؤكد للنّغم من خلال التشابه الكُلِّي، أو الجزئي في تركيب الألفاظ[٢١].

وقد حظي الجناس باهتمام علماء البلاغة في إطار اهتمامهم باللفظ وتحسينه ودلالته، وأنَّهُ أسلوب جميل في نظم الكلام يتطلّبُ مهارة خاصة، وقد لا يقدرُ عليه إلاَّ الأديب الذي وهب حاسة مرهفة في تذوّق الموسيقى اللفظية[٢٢]، وقد وردت بعض أمثلته في القرآن.

والأدباء يحبِّذون الجناس ويؤثرونه؛ لأنَّه صورة من صور الإيقاع المتناغم الذي يكسُو البيتَ الذي يردُ فيه جمالاً، ويزيد المعنى بموسيقاه استقراراً في النفس، وتأثيراً فيها؛ بسبب تعاقب المقاطع على نحوٍ منتظم فيشتدُّ وقعها، ويتلاحق تأثيرها.

وإذا كان الجناس يؤلّف - في مكونه البنائي – مظهراً من مظاهر الموسيقى الناجمة عن تجانس اللفظتين وانسجامهما معا، فإنه يؤدّي أيضاً دلالة تعبيرية تسهم في تقرير المعنى في ذهن المتلقي وتجعله مقبولاً لديه، وهذه أمورٌ لها وزنها في الإثارة والتأثير.

وقد أشار عبد القاهر الجرجاني إلى أهمية الجناس، وأولاهُ عنايته عندما تحدّث عن فنية هذا اللون البديعي وبراعته، يقول (ومن ههنا كان أحلى تجنيسٍ تسمعه، وأحقه بالحسن وأولاه ما وقع من غير قصدٍ من المتكلّم إلى اجتلابه، وتأهب لطلبه، أو ما هو لحسن ملائمته وإن كان مطلوباً بهذه المنزلة، وفي هذه الصورة)[٢٣].

ومن هما فإن جودة الجناس وحسنه (إذا قلَّ، وأتى في الكلام عفواً، من غير كدٍّ، ولا استكراه، ولا بعد، ولا ميلٍ إلى جانب الرِّكة)[٢٤].

ومن خلال الترابط بين المستويين: الدلالي والصوتي للجناس ندرك أن للجناس أهمية في إثارة الانفعال، وشحذ الذهن على إدراك المعنى لأن (مناسبة الألفاظ تحدث ميلاً وإصغاء إليها، ولأن اللفظ المذكور إذا حمل على معنًى، ثم جاء والمراد به معنًى آخر، كان للنفس تشوق إليه)[٢٥].

يقول الدكتور علي الجندي في معرض حديثه عن الجناس (فبينما هو يريك أنّه سيعرض عليك معنًى مكرراً، ولفظاً مردداً لا تجني منه غير التطويل والانقباض والسآمة، إذا هو يروغ منك فيجلو عليك معنًى مستحدثاً يُغاير ما سبقه كلّ المغايرة، وإن حكاه في نفس الصورة، وذات المعرض، فتأخذك الدهشة لهذه المفاجأة السارة اللذيذة التي أجدت عليك جديداً لم يقع في حسابك، ولا ريب في أن كلّ طريف يفجأ النفس، ويباين ما كانت تنتظره تتنزى له، وتستقبله بالبشر وبالفرح)[٢٦]

وصفوة الكلام: أن الجناس صورة من صور الإيقاع المتناغم الذي يكسُو النص الذي يردُ فيه جمالاً، ويزيدُهُ قوّةً في الرنين؛ بسبب تعاقب المقاطع على نحوٍ منتظم فيشتدُّ وقعها، ويتلاحق تأثيرها، ولا تعرف قيمته إلا إذا جاء منقاداً للمعنى، وفي ذلك يكون الجناس قد بلغ غايته في التأثير والإثارة.

المبحث الثاني - الجناس في خطب ورسائل الإمام علي(عليه السلام)

ورد الجناس في موضع متفرقة من خطب ورسائل الإمام علي(عليه السلام)، وهو لا يقلُّ شأناً عن غيره من فنون البديع، متأتٍ من الطبع السليم، والفطرة النقية التي تستجيب لمقتضى الحال، فالكلمات طوع إرادته، تجري على لسانه منقادة للمعنى الذي يريده في يسرٍ وسهولة، من غير قصد أو تكلّفٍ، فهو لا يتقصد لفظة للفظة أو معنًى لمعنى، وإنما يتقصد فصاحة الكلام وجزالته، وبسط المعنى وإبرازه، وتلاحم الكلام بعضه ببعض، بما ينمُّ عن ذوق صحيح، وذهن ثاقب، وقريحة مطاوعة.

والجناس الذي ورد في خطب ورسائل الإمام كثير، ولكن نكتفي بذكر علي ستة أنواع منه، هي: الجناس التام، والجناس الناقص، وجناس التصحيف، وجناس التحريف، وجناس المضارع، وجناس المقلوب، وأول ما نبدأ به هو:

١- الجناس التام :

ويرادُ به (أن يتشابه اللفظان نطقاً، ويختلفان معنًّى)[٢٧]، ويسمّيه القاضي الجرجاني  (المستوفى) لأن حروف كلّ واحد منهما مستوفاة في الآخر[٢٨].

ومعناه أن يجيء المتكلّم بكلمتين متفقتين لفظاً، مختلفتين معنًى، أي لا تفاوت في تركيبهما[٢٩]، ولا اختلاف في حركتهما، واتفاق الكلمتين يكون بنوع الأحرف ووزنها وعددها وترتيبها ، وهذا هو  الذي يفرّقه عن التكرار، والتوكيد اللفظي؛ ذلك إن الجناس التام - كما ذكرنا – تماثل اللفظ، واختلاف المعنى، في حين أن التوكيد وإن كان لفظ واحد فقد اتحد معناه، ثم إنّ (شرطه الاتصال، وأن لا يزاد على ثلاثة، والتكرار يخالفه في الأمرين)[٣٠]؛ فضلاً عن أنَّ التوكيد يقرر المعنى الأول، بينما التكرار يؤسِّسُ معنى فيه من القَّوة في الدلالة ما ليس في التوكيد[٣١].

ومن خلال النظر في المكون البنائي للجناس التام نجده يؤدي دلالتين، الأولى حقيقية، والثانية مجازية. وهذا يعني أن المتلقي يفهم من كلّ لفظةٍ مع قرينتها، ما لا يفهمه من الثانية مع قرينتها. ومن أمثلة هذا النوع، قول الإمام علي – عليه السلام - (واستقربُوا الأجلَ، فبادروا العمل، وكذبوا الأمل فلاحظوا الأجل)[٣٢].

لقد جانسَ الإمام (عليه السلام) بين لفظة (الأجل) الأولى التي تعني الوقت، ولفظة الأجل الثانية الموت. وقد اتفق اللفظان فيه بنوع الأحرف ووزنها وعددها وترتيبها، والفرق واضح في دلالة اللفظ على المعنى، لقد جاء اللفظان متوافقين في المستوى الشكلي والمستوى الدلالي للنص.

ومن صور الجناس التام التي وردت في كلام الإمام (عليه السلام) قوله في وصف الدنيا (وإنما الدنيا منتهى بصر الأعمى لا يبصر مما وراءها شيئاً، والبصير ينفذها بصره ويعلم أن الدار وراءها، فالبصيرُ منها شاخصٌ، والأعمى إليها شاخص، والبصير ُ منها متزوِّد، والأعمى لها متزوِّد)[٣٣].

تمثل الجناس في النص المذكور بلفظة (شاخص) وقد جاءت مكرّرة مرتين في الأول جاءت بمعنى الراحل الذي يشخص للسفر، وهي مجانسة للفظة الثانية التي جاءت بمعنى من شخص بصره بالفتح إذا فتح عينه نحو الشيء مقابلاً له، وجعل لا يطرف، وقد عدّه ابن أبي الحديد من مستحسن التجنيس[٣٤].

كما جانس في لفظة (متزوّد) وهو الراحل عن الدنيا، أما الثانية فهي بمعنى الراحل، ولا يخفى على المتأمِّل لهذا الجناس أنْ يتحسَّس لذّته وتأثيره؛ لأن هذا التجانس بين اللفظتين يعملُ على إثراء النص بالمُوسيقى من حيث توافق نغمِهِ، وانسجام جرسِهِ، فيمتزج بالنفس نغمُهُ وصداه،؛ وإذا كان هذا الجناس من جهة الإيقاع يهبُ اللفظتين قيمة صوتية من حيث تكرارهما، فإن له قيمة دلالية تتمثل في الفرق بين اللفظتين من حيث المعنى، ومثل هذا التجانس يحمل ما لا يخفى على أهل الذوق السليم من دلالة معبرة تبعث على التأمل والتفكر في المعنى الذي يرمي إليه الإمام على (عليه السلام).

أما بخصوص قوله وقد عزم على المسير إلى الخوارج فقال له بعض أصحابه: إن سرت يا أمير المؤمنين  في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك (أتزعمُ أنك تهدي  إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه، وتُخوِّفُ من الساعة التي من سار فيها حاق به الضرّ)[٣٥]، فهذا ليس بتجنيس أصلاً؛ لأنّ الساعة في الموضعين بمعنى واحد.

 ٢- الجناس الناقص :

ويسمى بالمختلف، وهو اتفاق حروف الكلمتين إلاّ أنه يخالفه إما في هيئة الحركة، أو بالحركة والسكون)[٣٦]، ومعناهُ أن اللفظين يختلفان في الحروف عدداً وهيئة وترتيباً.

ونستطيع أن نتلمس صور هذا الجناس، ومن ذلك قوله (عليه السلام) (ثم منحه قلباً حافظاً، ولساناً لافظاً، وبصراً لاحظاً، ليفهم معتبراً...)[٣٧].

(ويستوفي فلا يوفي..... ورمى غرضاً وأحرز عوضاً)[٣٨].

ورد في هذا النص ألفاظ متجانسة هي (يستوفي ولا يوفي، وغرضاً وعوضاً) وكلها من الجناس الناقص، فبين (يستوفي ويوفي) جناس ناقص بزيادة أكثر من حرفٍ، ووقع الجناس الناقص في (غرضاً) و(عوضاً) بتغاير الحرفين الأولين.

وقوله (عليه السلام) (اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ، وسقطات الألفاظ)[٣٩]، فالجناس الناقص وقع بين لفظي (الألحاظ والألفاظ) باختلاف الحرفين الوسطين.

ولا ريب إن مثل هذه التغييرات الصوتية التي تجري على اللفظين المتجانسين ستحدث عمقاً إيقاعياً موحياً، تجعل النص أحسن وقعاً في السمع، وأكثر تأثيراً في النفس.

٣ - جناس التصحيف :

ويقال له جناس الخط، ويقصد به (أن تكون النُّقط فرقاً بين الكلمتين)[٤٠]، ومن شواهد هذا النوع قوله (عليه السلام) من رسالة بعث بها إلى معاوية (... غرك عزك، فصار قصار، ذلك ذلك.)[٤١].

لقد جانس الإمام (عليه السلام)  في هذا النص بين ألفاظٍ أصابها التصحيف، فما بين (غرّك) و (عزّك) وبين (فصار) و(قصار) تشابه في شكل الحرف، ولكنها اختلفت في وضع النقط، أي أنها اختلفت بنوع الحرف الأوسط في اللفظين الأولين وهو الراء والزاي، في اللفظين الآخرين فقد تغاير الحرفان الأوليان الأول الفاء، والثاني القاف.

وفي قوله (عليه السلام)  من خطبة له: (وعليكم بكتاب الله فإنّه الحبل المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والريُّ الناقع)[٤٢].

(المرءُ يسعى بجدِّه، والسيفُ يقطع بحدّه)[٤٣]، وقع جناس التصحيف بين لفظي  (بجدِّه) و (بحدّه) وقد تشابها في شكل الحرف، وتباينا في وضع النقط.

وقوله (عليه السلام)  (أيقظوا بها نومكم، واقطعوا بها يومكم)[٤٤].

فقد تشابه اللفظان (نومكم) و (يومكم) في شكل الحرف، ولكنهما اختلفا في وضع النقط، وكان الاختلاف اختلاف في نوع الحرف فالأول النون، والثاني الياء، ولم يختلف اللفظان من حيث الوزن الذي  يُهَيِّيءُ للنصّ جوّاً موسيقياً يتولَّد من هذين اللفظين المتجانسين اللذين ينسجمان مع الطبع والذوق، وبالتالي فهما يسهمان في خلق أصداءٍ وأنغامٍ إضافية.

وقوله (عليه السلام)  (أضرع الله خدودكم وأتعس جدودكم)[٤٥].

 ٤- جناس التحريف :

ويقصد به (ما اتفق ركناه في أعداد الحروف وترتيبها، واختلفا في الحركات سواء أكانا من اسمين أو من فعلين أو من اسم وفعل، أو من غير ذلك)[٤٦]، وهذا يعني(تشابه اللفظين المتجانسين في رسم الحروف واختلافهما في تشكيلها)[٤٧]، وهو قليل الورود في كلام الإمام علي (عليه السلام)، على نحو ما جاء من رسالة كتب بها إلى معاوية (.. ذلك ذلك، فاخش فا حش فعلك، فلعلك بهذا تهدا)[٤٨].

فبين (ذلك) و (ذلّك) و (فاخش) و (فاحش) تشابه تام في رسم الحرف، ولكن الاختلاف وقع في نوع الحركات فيها.

وفي قوله (عليه السلام)  من خطبة له (فإن التقوى في اليوم الحرز والجُنّة، وفي غدٍ الطريق إلى الجنة)[٤٩].

ولا يخفى ما يبوح به هذا النص من جناسات محرّفة، فقد جانس الإمام (عليه السلام) بين لفظ (الجُنة)  بضم الجيم وهي ما يتقى به من درع وغيره، ولفظ (الجنة) بفتح الجيم التي هي من النعيم، وقد وقع تشابهٌ تام في رسم الحرف، ولكن  نوع الحركات في اللفظين هو موضع الاختلاف، وهذا التجانس يحمل من الانسجام، وجمال التنغيم، ما لا يخفى وقعه اللطيف، وتلاحق تأثيره في النفس والمعنى.

٥ - الجناس المقلوب :

ويسمى جناس العكس، وهو أن تكون الكلمة عكس الأخرى[٥٠]، أو (هو ما تساوت حروف ركنيه عدداً، وتخالفت ترتيباً)[٥١]، وهذا يعني (أن تعكس الكلام فتجعل الجزء الأخير منه ما جعلته في الجزء الأول)[٥٢]، ومن شواهد هذا النوع قوله(عليه السلام)(أما بعدُ فإنّ المر قد يسرّهُ دَرْكُ ما لم يكن ليفوته، ويسوؤُهُ فوتُ ما لم يكن ليدركهُ)[٥٣].

وقوله (اتقوا الله تقيّةَ من شمّر تجريداً، وجدّ تشميراً)[٥٤].

ولا يخفى على من يمعن النظر في هذه النصوص التي برز فيها الجناس المقلوب واضحاً أن يجد الإمام (عليه السلام)  قد استعان بهذا النوع؛ لإيصال المعنى إلى ذهن المتلقي بسهولة ويسر، وقد ظهرت من خلال دلالات هذا التقليب، وعبر هذا النغم الإيقاعي الموحي المنتظم الذي  يتولّد من توالي الألفاظ المتجانسة فيما بينها.

 ٥- المضارع :

هو الإتيان بكلمتين متشابهتين خطّاً لا لفظاً إلاّ في اتحاد الكتابة، ثم لا يخلو من أن تتقارب فيه الحروف باعتبار مخارجها[٥٥]، (ولا شكّ أن في تقارب مخارج الحروف بين الألفاظ المتجانسة يعني إضفاء مزيدٍ من النغم الصوتي، لأنّ فيه تشابهاً للتجنيس التام الذي يتكرّر فيه جرس اللفظ ذاته)[٥٦]، على نحو ما جاء في كلامه (عليه السلام) (كلّ شيءٍ يعزّ حين ينزُرُ، والعلمُ يعزُّ حين يغزُر)[٥٧] ففي هذا النص نجد تشابهاً في مخرج الصوت للحرفين النون والغين لأنّهما من حروف الحلق، ولتقاربهما في النطق في لفظتي (ينزر)، و(يغزر)  فقد زاد في قوّة الجرس، وشدّة وقعه على النفس، وتأثيره في المعنى.

وقوله من خطبة له (وإنّما حظّ أحدكم من الأرض ذات الطول والعرض)[٥٨] فما بين لفظتي (الأرض) و (العرض) تشابهٌ في مخرج صوت الحرفين (الهمزة والعين) فكلاهما من حرف الحلق (ويبدو واضحاً قوّة انشداد هذا الجرس إلى مضمونه؛ لأنّ الكلمات وقعت بانسيابٍ في حياض معانيها، ولم يلهث وراءها المعنى، فهذا الإطناب في عبارة (ذات الطول والعرض) لم يؤتَ به لأجل تجنيسه بما قبله، بل لبيان عاقبة الإنسان ومآله في هذه الأرض العريضة، ولعلّ من الوضوح بمكان فساد المعنى وإخلاله لو حذفت هذه العبارة من نصّ الإمام (عليه السلام)[٥٩].

 ٦- جناس الاشتقاق :

وهو (أن تجيء بألفاظ يجمعها أصل واحد في اللغة)[٦٠]، وهذا أكثر أنواع الجناس وروداً في كلام الإمام علي (عليه السلام)، ومن ذلك قوله من كتابٍ بعثه إلى أهل البصرة: (واعلموا أن دار الهجرة قلعت بأهلها وقلعوا بها، وجاشت جيش المرجل، وقامت الفتنة على القطب)[٦١].

وقوله (دعوتكم إلى نصر إخوانكم فجرجرتم جرجرة الجمل الأسَرّ، وتثاقلتم تثاقل النضرِ الأدبر)[٦٢].

وقوله: (فإذا جاء القتال قلتم: حيدي حَياد)[٦٣].

ويبدو لمن تأمل هذه النصوص أن الإمام أورد جملة من الاشتقاقات، وهي مشتقة من حروف الجنس؛ لأنّ كلّ لفظين من الألفاظ المتجانسة هما من أصل واحد، وهي (القلع، الجيش، الجرجرة، الحياد)، وهذا التجانس يزيد من تكثيف موسيقى النص، كما يخلق نوعاً من الانسجام بين موسيقى اللفظتين ومعناهما، ممَّا يجعله أحسن وقعاً في السمع، وأكثر علوقاً في الذهن.

وهكذا لو عرضنا نصوصاً أخرى من كلام الإمام علي (عليه السلام)، ولكن نكتفي بما أوردناه من النماذج – وهي قلّ من كثر – لتكون مثلاً واضحاً على أنماط الجناس الباقية في خطبه ورسائله (عليه السلام).

الخاتمة

ومن كلّ ما تقدّم نستطيع أن نقول:

- أن الجناس من فنون البديع الذي عرفته البلاغة العربية منذ عهدٍ مبكر، يؤلّف في مكونه البنائي ظاهرةً أسلوبية رصينة، تدلّ دلالة قوية على شدّة التمكن من اللغة والبصر بدقائق المعاني.

- لم يكن الجناس محسناً لفظياً مرذولاً كما يراهُ ابن حجة، وإنما يلطف ويرق إذا أتى محمولاً على الطبع من غير متكلّف، تنقاد ألفاظه للمعاني مطابقاً لمقتضى الحال.

- لا تنحصر قيمة الجناس بالدلالة الصوتية المتمثلة بتجانس الألفاظ فيما بينها، وإنما من خلال تآزرها بالدلالة التعبيرية التي تسهم في تقرير المعنى في ذهن المتلقي وتجعله مقبولاً لديه، من خلال تحسين صورة اللفظ وجعلها مقبولة، وبذلك قد بلغ الجناس غايته في الإثارة والتأثير والجمال بسبب من هذا التوافق الموسيقي الذي يرافقه الجانب الدلالي.

- للجناس أهمية في إثارة الانفعال، وشحذ الذهن على إدراك المعنى

- ورد الجناس كثيراً في خطب ورسائل الإمام علي(عليه السلام) وهو متأتٍ من طبعٍ   سليم، وفطرةٍ نقية تستجيب لمقتضى الحال.

--------------------------------------------------------------------------

[١] . ينظر: لسان العرب: مادة (جنس)، جنان الجناس: ٢٣.

[٢] . البديع: ٢٥.

[٣] . نقد الشعر: ١٦٣.

[٤] . كتاب الصناعتين: ٢٥٢.

[٥] . النكت في إعجاز القرآن: ٩٩.

[٦] . المثل السائر: ١/٢٤٦.

[٧] . جوهر الكنز: ٩١.

[٨] . جنان الجناس: ٢٦.

[٩] . خزانة الأدب، الحموي: ١/٣٨٤.

[١٠] . أجناس التجنيس: ٢٥.

[١١] . خزانة الأدب، الحموي: ١/٣٧٩.

[١٢] . ديوان ابن الوردي: ٢٤١.

[١٣] . خزانة الأدب، الحموي: ١/٣٨٢.

[١٤] . خزانة الأدب، الحموي: ١/ ٣٧٦.

[١٥] . خزانة الأدب، الحموي: ١/٣٧٩.

[١٦] . خزانة الأدب، الحموي: ١/٣٩٠-٣٩١.

[١٧] . نقد النثر: ١٠٥.

[١٨] . أسرار البلاغة: ٥.

[١٩] . أسرار البلاغة: ٧.

[٢٠] . أنوار الربيع: ١/٢٢٢.

[٢١] . جرس الألفاظ: ٢٨٤.

[٢٢] . ينظر: موسيقى الشعر: ٤٥.

[٢٣] . أسرار البلاغة: ٧.

[٢٤] . حسن التوسل: ١٩٨.

[٢٥] . عروس الأفراح: ٢/٣٧٧.

[٢٦] . فن الجناس: ٢٩-٣٠.

[٢٧] . التبيان في علم المعاني والبديع والبيان: ٤٨٠.

[٢٨] . الوساطة: ٤٦.

[٢٩] . حسن التوسل: ١٨٣-١٨٤.

[٣٠] . تاج العروس: مادة (كرّر): ١٤/ ٢٧.

[٣١] . ينظر: البرهان في علوم القرآن: ٣/ ١١.

[٣٢] . شرح نهج البلاغة: ٧/٢٤١.

[٣٣] . شرح نهج البلاغة: ٨/٢١٣.

[٣٤] . شرح نهج البلاغة: ٨/٢١٤.

[٣٥] . شرح نهج البلاغة: ٦/١٦٠.

[٣٦] . حسن التوسل: ١٨٧.

[٣٧] . شرح نهج البلاغة: ٦/٢١٥.

[٣٨] . شرح نهج البلاغة: ٦/٢٢٠.

[٣٩] . شرح نهج البلاغة:٦/١٤٢.

[٤٠] . البديع في البديع: ٣٤.

[٤١] . أنوار الربيع: ١/١٨٠.

[٤٢] . شرح نهج البلاغة: ٩/١٦٤.

[٤٣] . أجناس التجنيس: ٢٧.

[٤٤] . شرح نهج البلاغة: ٢/٨٤.

[٤٥] . شرح نهج البلاغة: ٦/٨١.

[٤٦] . خزانة الأدب: ١/٤٤٤.

[٤٧] . معترك الأقران: ١/٢٥٦.

[٤٨] . أنوار الربيع: ١/١٨٠.

[٤٩] . شرح نهج البلاغة: ٢/٨٤.

[٥٠] . البديع في البديع: ٥٤.

[٥١] . أنوار الربيع: ١/١٩٣.

[٥٢] . كتاب الصناعتين: ٢٦٠.

[٥٣] . شرح نهج البلاغة: ١٥/١٠٩.

[٥٤] . شرح نهج البلاغة: ١/٣٥٢.

[٥٥] . حسن التوسل: ١٩٥.

[٥٦] . الأثر القرآني في نهج البلاغة: ٣٢٢.

[٥٧] . البديع في البديع: ٤٦.

[٥٨] . شرح نهج البلاغة: ٦/٢٢٠.

[٥٩] . الأثر القرآني في نهج البلاغة: ٣٢٥.

[٦٠] . حسن التوسل: ١٩٣.

[٦١] . شرح نهج البلاغة: ١٤/٦.

[٦٢] . شرح نهج البلاغة: ٢/٢٣٧.

[٦٣] . شرح نهج البلاغة: ٢/٨٩.

قائمة المصادر والمراجع

- الأثر القرآني في نهج البلاغة: الدكتور عباس علي الفحام، الرافدين للطباعة والنشر، بيروت، ط١، ١٤٣٠هـ / ٢٠١٠م.

- أجناس التجنيس: لأبي منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي

(ت ٤٢٩هـ) تحقيق: د. محمود عبد الله الجادر، دار الشؤون الثقافية، بغداد، ط١ ١٩٩٨م.

- أسرار البلاغة: لعبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني (ت ٤٧١هـ) تصحيح اليد محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت ١٣٩٨هـ/١٩٧٨م.

 - أنوار الربيع في أنواع البديع: لصدر الدين علي بن أحمد بن محمد بن معصوم المدني (١٠٥٢-١١٢٠هـ)، تحقيق: شاكر هادي شكر، مطبعة النعمان، النجف الأشرف، الطبعة الأولى ١٣٨٩هـ/ ١٩٦٩م.

- البديع: عبد الله بن المعتز (ت ٢٩٦هـ)، تحقيق: كراتشوفسكي، مطبوعات جب التذكارية، لندن، ١٩٣٥م.

- البديع في البديع في نقد الشعر: لأسامة بن مرشد بن علي بن منقذ الكناني (ت ٥٨٤هـ)، تحقيق: عبد آ. علي مهنا، دار الباز، بيروت ١٩٨٦م.

- البرهان في علوم القرآن: لبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي (ت ٧٩٤هـ) تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، ط١، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي، مصر ١٩٥٧م).

- تاج العروس من جواهر القاموس: للسيد محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزّاق الشهير بالسيد مرتضى الحسيني الزبيدي (١١٤٥- ١٢٠٥هـ) تحقيق: عبد الستار أحمد فرّاج، مطبعة حكومة الكويت، الكويت ١٣٨٥هـ/ ١٩٦٥م.

- التبيان في علم المعاني والبديع والبيان: لشرف الدين الحسين بن محمد الطيبي (ت ٧٤٣هـ)، تحقيق: د. هادي عطية مطر، الهلالي، عالم الكتب، بيروت ١٤٠٧هـ/ ١٩٨٧م)

- جنان الجناس في علم البديع: لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت ٧٦٤هـ)، تحقيق: سمير حسين حلبي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٤٠٧هـ / ١٩٨٧م.

- جرس الألفاظ ودلالتها في البحث البلاغي والنقدي عند العرب: الدكتور ماهر مهدي هلال، دار الحرية للطباعة ، بغداد ١٩٨٠م.

- جوهر الكنز (تلخيص كنز البراعة في أدوات ذوي اليراعة): لنجم الدين أحمد ابن إسماعيل المعروف بابن الأثير الحلبي (ت ٧٣٧هـ)، تحقيق: د. محمد زغلول سلام، شركة المعارف الإسكندرية، مصر، ١٩٧٥م.

- حسن التوسل إلى صناعة الترسل: لأبي الثناء شهاب الدين محمود بن سليمان بن فهد الحلبي (ت ٧٢٥هـ)، تحقيق: أكرم عثمان يوسف، دار الحرية للطباعة، بغداد ١٩٨٠م. 

- خزانة الأدب وغاية الأرب: لتقي الدين أبي بكر بن علي بن عبد الله بن حجّة الحموي (ت ٨٣٧هـ)، تحقيق: د. كوكب دياب، دار صادر، بيروت، الطبعة الثانية ١٤٢٥هـ / ٢٠٠٥م.

- ديوان زين الدين عمر بن مظفر بن الوردي (ت ٧٤٩هـ) تحقيق: د. عبد الحميد هنداوي، دار الآفاق العربية، القاهرة، ط١، ١٤٢٧هـ /٢٠٠٦م.

- شرح نهج البلاغة: لابن أبي الحديد هبة الله بن عبد الحميد المدائني (ت ٦٥٦هـ) تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المركز الثقافي اللبناني، بيروت.

- كتاب الصناعتين (الكتابة والشعر): لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري (ت ٣٩٥هـ)، تحقيق: د. مفيد قميحة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١ ٢٠٠٨هـ.

- عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح: لبهاء الدين أحمد بن علي بن عبد الكافي السبكي (ت ٧٧٣هـ) تحقيق: د. خليل إبراهيم خليل، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٤٢٢هـ / ٢٠٠١م.

- العمدة في محاسن الشعر وآدابه: لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني (ت ٤٥٦هـ) تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٤٢٢هـ / ٢٠٠١م.

- عصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي (محمود رزق سليم، دار الكتاب العربي، القاهرة، ١٣٨١هـ/ ١٩٦٢م): ٦/ ١٧٩- ١٨٠.

- فن الجناس: الدكتور علي الجندي، مطبعة الاعتماد، القاهرة، ١٩٥٤م.

- المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر: لضياء الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري (ت ٦٣٧هـ)، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ١٣٥٨هـ / ١٩٣٩م

- معترك الأقران في إعجاز القرآن: لجلال الدين  تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الفكر العربي، بيروت.

- موسيقى الشعر: الدكتور إبراهيم أنيس، مطبعة لجنة البيان العربي، القاهرة، الطبعة الثالثة ١٩٦٥م.

- النكت في إعجاز القرآن: لأبي الحسن علي بن عيسى الرماني  (ت ٣٨٦هـ)، (ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن)، تحقيق: د. محمد خلف الله، د. محمد زغلول سلام، دار المعارف، القاهرة ١٩٧٦هـ.

- نقد الشعر: لأبي الفرج قدامة بن جعفر الكاتب البغدادي  (ت ٣٣٧هـ)، تحقيق: كمال مصطفى، مكتبة الخانجي  مصر، ط٣، ١٩٧٩م.

- نقد النثر: لأبي الفرج قدامة بن جعفر الكاتب البغدادي  (ت ٣٣٧هـ)، دار الكتب   العلمية، بيروت ١٤٠٢هـ/ ١٩٨٢م.

- الوساطة بين المتنبي وخصومه: للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت ٣٦٦هـ) تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت، ط، ١٤٢٧هـ / ٢٠٠٦م.

****************************