وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                

Search form

إرسال الی صدیق
عبد المسيح الأنطاكي في مدح نهج البلاغة

وقال عبد المسيح الأنطاكي[١] ـ منشئ جريدة العمران المصرية ، والمتوفّى سنة : ١٣٤١ هـ‍ ـ في مقصورته العلوية أو القصيدة العلوية المباركة ، المطبوعة غير مرّة في ص ٥٣٩ :

 

إنّ الـفصاحة مـا دانت لذي لُسُنٍ

                      

مـن الـبريّةِ عـربيها وعـجميها

كـما انـثنتْ بِبَهَاها وهي خاضعةٌ

 

لـلمرتضى الـلسن القوّال راعيها

كـأنّـها خُـلِقَتْ خَـلْقَاً لـه وكـأ نّـه

 

مِـن الـعدمِ الـمجهولِ مُبْدِيْها

قـد بـذ كـلُّ فـصيح قبله عَرفتْ

 

آثــارَ آدابِـهِ والـناسُ تَـرويْها

ولـم يـدعْ بـعده سـبلاً لِـمطْلبٍ

 

سـبقاً بـمضمارها إنْ رَامَ يَمشيها

لـم يَـبْقَ ذِكْـرَاً لقسٍّ وهو أفصحُ

 

مِـلْسَانٍ ولا خـطبٍ قد كان يُلقيها

نـعم فـصاحته مـا مـن يُـقاربه

 

فـيها وحـسبي عـليٌّ كان يُنْشِيْها

وإنّـه دون رَيـب سـيّد الـفصحاء

 

الـناثرين مـن الأقوال دراريها

وإنّـها فـوق أقـوال الـبريّة طُرّاً

 

إنّـما دون مـا قـد قـال بـاريها

وهـي التي تُسحِرُ الألباب ما تُلِيَتْ

 

سِـحْرَاً حـلالاً يغشي نفسَ تالِيْها

هـي الشمولُ بألباب الورى لعبتْ

 

لـعبَ الـشمول بـلا إثـمٍ لساقيها

عـقودُ دُرٍّ لـجيدِ الشَرعِ قد نُظِمَتْ

 

فـهاكه قـد تـحلّى مـن لآليها

في حُسْنها جُليتْ مثل العرائس في

 

حُـلِـيِّها تُـبهر الـدنيا مـجاليها

آضــتْ تـلاوتها والله مـطربةً

 

إلاّ سـماع ما نغمات الطيرِ تُحكيها

أَلاَ فَـمَنْ تلاها تلاهى عن فرائضه

 

أُنْـسَاً بـها نـاسي الدنيا وما فيها

ضـمّتْ مـواعظه الـغَرّا وحكمته

 

الـكبرى وأخـلاقه الزهرا فحاويها

وجـاء فـيها بـأحكامٍ تـوضّحُ

 

آيـاتِ الكتاب على ما شاء موحيها

وكـان يـكسو معانيه السَنِيَّة ألفاظاً

 

تـلـيق بـهـا أَعْـظِم بـكاسيها

كـان يُـرْسِلُها عـفواً بـلا تَـعَبٍ

 

عـلى الـمنابرَ بين الناسِ يُشجِيْهَا

كـذا رسـائله الـغرّاء كـان بـلا

 

تـكـلّـفٍ بـدراريـه يـوشـيها

ظـلّتْ وحـقّك كـنزاً لا نـفادَ له

 

مـن الـفصاحةِ لـلأعراب يُغنيها

مـنها تـعلّمتِ الناسُ الفصاحةَ لكنْ

 

أعـجزتْ كـلّ مَـن يَبْغِي تحدّيها

بـذلك اعـترفتْ أهـلُ الـصناعةِ

 

بـالإجماعِ مُـصدِرة فيه فتاوِيْهَا

وعَـمْرِكَ الله هل أجلى وأفصح مِن

 

أقـوالُ حـيدرةٍ أو مِـن معانيها

فـي كلّ ما نظمتْ أو كلّ ما نَثرت

 

أهـل الـزكانة فـي شـتّى أماليها

لـولا الـتُقى قـلتُ : آياتٌ منسّقةٌ

 

فـيها الـهدايةُ أو تجري مجاريها

وذي كـتابته ( نـهجُ البلاغةِ ) في

 

سـطورها وبـه هَـدْيٌ لـقاربها

وحـسبنا مـا رأيـنا لـلصحابةِ

 

آثـاراً تُـحاكي الـذي أبقاه عاليها

وهم لقد وردوا معه مناهل دين الله

 

والـمصطفى قـد كـان مـجريها

فـإنْ تـقل غـير هيّاب فصاحته

 

لـلناس مـعجزة لـم تـلقَ تسفيها

وذات يـوم أتـى مـثوى مـعاوية

 

لـجدية مـحفن قـد كـان يـبغيها

فقال : من عند أعيى الناس جئتُك

 

يا ربَّ الـفصاحةِ أنـشدني مـثانيها

فـقال : وَيْحَكَ تَرمِي بالفهاهة والإ

 

عـيـاء حـيدرةً كـذباً وتـمويهاً

ولـم يَـسُنْ قـوانينَ الفصاحةِ إلاّه

 

لأمّـتـنـا حـتّـى قُـرَيْـشِيْهَا

وتـلك قـولة حـقٍّ منه قد بَدَرَتْ

 

عـفواً بـمجلسه ما اسطاع يزويها

والـفضل لـلمرء ما أعداؤه شهدتْ

 

لـه بـه وروتْـه فـي نـواديها[٢]

 

 

----------------------------------
[١] . عبد المسيح ابن فتح الله عبد المسيح بن حنا الأنطاكي، الحلبي، أديب، كاتب، شاعر، صحافي، يوناني الأصل. سكن أحد أجداده أنطاكية، وانتقلت عائلتهم إلى حلب، فولد، ونشأ بها، وأنشأ مجلة الشذور وجريدة الشهباء. (معجم المؤلفين: ٦/١٧٥).
[٢] . القصيدة العلوية المباركة: ٦٩٩ .
****************************