وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
عَلِيٌ فِي الكِتابِ وَالسنن الصِّحاحِ الستة

الشيخ محمد حسين الأنصاري

وهو صحيفة تحوي على خصائص أميرالمؤمنين علي عليه السلام في الكتاب الكريم وما تواتر واشتهر من (السّنة) المطهرة باقتضابٍ سليم .

لِماذا الكتاب ؟

طلب مني بعض الأعزاء الذين لا يُرَد لهم طلب أن أكتب شيئاً من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فكان هذا المختصر ، مقتصراً على ما اتفق عليه كل المسلمين بما هو متواترعندهم أوهوقريب منه ، لرؤية بعض جوانب عظمة هذا الرجل الذي تناوشه أهل الدنيا خوفاً على دنياهم من كل حدبٍ وصوب ، ليبلغوا محواسمه ، وما دروا بأن ذلك الاسم مرتبط باسم الله ، واسم رسوله ، فما داما دام .

ومن الله التوفيق والتسديد والبركة .

ديباجة الكتاب

قال أحمد بن حنبل:

ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضائل كما جاء لعلي بن أبي طالب .

(المستدرك على الصحيحين للحاكم ج ٣ ص١٠٧ / المناقب للخوارزمي ص٣ و١٩. تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٦٨ / الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ص ٧٢. تاريخ ابن عساكر ج ٣ ص ٦٣ / شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ١ ص ١٩) .

وقال القاضي إسماعيل والنسائي وأبوعلي النيسابوري:

لم يرد في حق أحدٍ من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي .

(الرياض النضرة للطبري ج ٢ ص ٢٨٢ / الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١١٨ وص ٧٢ ) .

وقال بعض العلماء :

( عجبت لرجل كتم أعداؤه فضائله حسداً ، وكتمها محبوه خوفاً ، وخرج ما بين ذين ما طبق الخافقين ).

قولٌ بعضٌ ينسبه الى الشافعي،وآخرون إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي وقسم لآخر.

ومنه أخذ الشاعر المعنى فقال :

لقد كتموا آثارَ آلِ محمدٍ ***** محبوهُمُ خوفاً وأعداؤهُمْ بُغضا

فأبرز من بين الفريقين نبذةٌ ***** بها ملأ اللهُ السماواتِ والأرضا

وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض :(إحتياجُ الكُلِّ إليهِ ، وَاستغناؤهُ عَن الكلِّ دَليلٌ على أنَّهُ إمامُ الكل ).

وقال الفخر الرازي: (أما إن علي بن أبي طالب(عليه السلام) كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله ( عليه السلام ) : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار) (التفسير الكبير : ١ /٢٠٥،٢٠٧ ) .

ونقل ابن ابي الحديد عن ابي جعفر النقيب انه كان يقول :

((انظروا إلى أخلاقهما وخصائصهما ـ أي النبي (ص) وعلي (ع) ـ هذا شجاع وهذا شجاع وهذا فصيح وهذا فصيح وهذا سخي جواد وهذا سخي جواد وهذا عالم بالشرائع والأمور الإلهية وهذا عالم بالفقه والشريعة والأمور الإلهية الدقيقة الغامضة وهذا زاهد في الدنيا غير نهم ولا مستكثر منها وهذا زاهد في الدنيا تارك لها غير متمتع بلذاتها وهذا مذيب نفسه في الصلاة والعبادة وهذا مثله وهذا غير محبب إليه شي‏ء من الأمور العاجلة إلا النساء وهذا مثله وهذا ابن عبد المطلب بن هاشم وهذا في قعدده وأبواهما أخوان لأب وأم دون غيرهما من بني عبد المطلب وربي محمد (ص) في حجر والد هذا وهذا أبوطالب فكان جاريا عنده مجرى أحد أولاده ثم لما شب (ص) وكبر استخلصه من بني أبي طالب وهوغلام فرباه في حجره مكافأة لصنيع أبي طالب به فامتزج الخلقان وتماثلت السجيتان وإذا كان القرين مقتديا بالقرين فما ظنك بالتربية والتثقيف الدهر الطويل فواجب أن تكون أخلاق محمد ص كأخلاق أبي طالب وتكون أخلاق علي (ع) كأخلاق أبي طالب أبيه ومحمد (ع) مربيه وأن يكون الكل شيمة واحدة وسوسا واحدا وطينة مشتركة ونفسا غيرمنقسمة ولا متجزئة وألا يكون بين بعض هؤلاء وبعض فرق ولا فضل لولا أن الله تعالى اختص محمدا (ص) برسالته واصطفاه لوحيه لما يعلمه من مصالح البرية في ذلك ومن أن اللطف به أكمل والنفع بمكانه أتم وأعم فامتاز رسول الله (ص) بذلك عمن سواه وبقي ما عدا الرسالة على أمر الاتحاد ،فقال له: انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي . فأبان نفسه منه بالنبوة واثبت له ماعداها من جميع الفضائل والخصائص مشتركا بينهما )) .

(شرح نهج البلاغة / إبن أبي الحديد ج١٠/٢٢١ و٢٢٢ ) .

وقال ابن أبي الحديد كذلك في هذا الشرح :

(وما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة، وتصورملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها ؛ وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله ؛ فقد علمت أنه استولى بنوأمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريف عليه ووضع المعايب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أويرفع له ذكراً،حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلا رفعة وسمواً ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم يتضوع نشره ،وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة ، وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، وتنتهي إليه كل فرقة،وتتجاذبه كل طائفة، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبوعذرها ) .

(شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١/ ٢٩ ، ١٧ ) .

ولذا قال الامام أحمد بن حنبل :

( إن عليا كان كثير الاعداء ففتش أعداؤه عن شيء يعيبونه به فلم يجدوا ، فجاؤوا إلى رجل قد حاربه وقاتله ، فأطروه كيدا منهم له) . (فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج ٧ ص ٨٣ تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٩٩، الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٢٥) .

المقدمة

 الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هوأصدق من يُنبؤنا عن مقام أي شخص . كما أن السنة النبوية الثابتة تثبت مقام هذا الرجل وبُعدَهُ وقربه من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .

ومن هؤلاء الرجال الذي اعترف بمكانته القاصي والداني لا طمعا في ثروة ولا لسلطان ولا لأجل لقمة ، بل أصحابه أصبحوا نهبةً لأطماع أهل الدنيا منذ الصدرالأول وإلى الآن ومن المطاردين والمبعدين والمقتولين ظلما وعدوانا ،لا لشئ إلا لاتباعهم نهج الحق وطريق الصدق.

هذا الشخص الذي بَنا شخصيته الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله كما سنرى ، وتغذى بالإسلام منذ نعومة أظفاره ، وتكاملت عظمته بفناءه في الله تعالى واقتدائه بحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم، فصاربحق مثار الإعجاب لا للمسلمين فحسب بل لكل طالب حق في الدنيا ، فكان له مقام صدقٍ عند الله تعالى ، ذلك المقام الذي لم يحظ به أيُّ صحابي قبله ولا تابعي بعده ، حتى أنه قال عليه السلام : عن نفسه وهو أول المصدّقين والصادقين ((كنت في أيام رسول الله صلى الله عليه وآله كجزءٍ من رسول الله صلى الله عليه وآله ينظر اليّ الناس كما يُنظر الى الكواكب في أفق السماء ، ثم غض الدهرمني...)). (شرح ابن ابي الحديد ج ٢٠ ص .٣٢٦ ) .

ولكنه بقي في قلب العارفين والمؤمنين كبيرا ، ولذا نرى كثيرا من العلماء قد أفرد المؤلف تلوالمؤلف لبيان مقامه وسؤدده الممتد عبر الأيام والعصور، فكان بقاؤه ببقاء الإسلام ، وعمرُهُ بعمرِه .

وبالفعل كانت مؤلفات بعضهم قد خُصَّتْ بما نزل من الآيات فيه ، وفي مناقبه ؛ ومن هؤلاء :

الحافظ أبونعيم ، صاحب كتاب " ما نزل من القرآن في علي " ، والحافظ أبوبكر الشيرازي صاحب كتاب" نزول القرآن في علي" ، والحاكم الحسكاني ، صاحب كتاب "شواهد التنزيل " .

والمفسرون الكبار أمثال : الإمام الثعلبي ، والسيوطي والطبري ، والفخر الرازي ، والزمخشري .

والعلماء الأعلام أمثال:ابن كثيرومسلم والحاكم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبي داود وأحمد بن حنبل وابن حجروالطبراني والكنجي والقندوزي ، وغيرهم .

وكل واحد منهم قد ذكرفي كتبه ومسانيده وصحاحه الآيات القرآنية التي نزلت في شأن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام...

ولقد روى الحسكاني ،والطبراني ،والخطيب البغدادي في تاريخه ، وابن عساكر في تاريخه ،في ترجمة الإمام علي عليه السلام ،وابن حجر في الصواعق : ٧٦ ،ونور الأبصار ص ٧٣ ، ومحمد بن يوسف الكنجي في " كفاية الطالب" في أوائل الباب الثاني والستين ، في تخصيص علي عليه السلام بمائة منقبة دون سائر الصحابة ، بإسنادهم عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب ثلاثمائة آية.

وروى العلامة الكنجي في الباب الحادي والثلاثين بإسناده عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( ص ) ما أنزل الله تعالى آية فيها :( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وأميرها .

ورواه عن طريق آخر:إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها.

وروى في الباب عن ابن عباس أيضا أنه قال : ولقد عاتب الله عز وجل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم في غير آي من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير.

إذا كان كل هذا في رجل واحد له مناوؤه واعداؤه ، وبينهما قام السيف والقتال ، فكيف سيخلد هؤلاء للراحة وهولا زال مرفوع الرأس ، قوي الإيمان ؟

من هنا سنعلم سر بعض ما وضعه الوضاعون بعد ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وآله في مقام أشخاص ما جعل الله لهم نصيبا من حق ولا شرف ، ولكن أبت النفوس المريضة إلا أن تكتب وتنشر ما لم ينزل الله به من سلطان حتى أصبحت كالحقائق عند الأجيال التي تلت ذلك ، ولكي يتضح الحق من الباطل ما علينا ألا الرجوع لما اتفق عليه كل المسلمين شرقيهم وغربيهم ، ومنه نستطيع أن نغربل الذي أتى ونعرف الحق من غيره .

ومَن الشخص الذي قربه الله ورسوله ؟ ومن الذي طرد؟، أو من كان مخالفا في كثير من الوقائع والأمور ؟ ، وهو كاشف عن مدى جرأة الرجل على حبيب الله صلى الله عليه وآله ، لا على عمق إيمانه لأن المؤمن الواعي والعالم العارف والمتقي الورع هو من أصحاب الآية المباركة (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امراً أن يكون لهم الخيرة من امرهم..))  (سورة الأحزاب سورة ٣٣ - آية ٣ ) .

فعلينا أن نتمعن بما في الكتب وعلينا أن نعرف الحق من الباطل في زمن اشتدت بأفكارنا الريح في يوم عاصف .

ومن العجيب أن يؤمَر الناس بعد ذلك بسب هذا الذي مدحه الله ورسوله قبل أي أحد فيمتثلوا ، فتُسَنّ بذلك تلك السنة الخبيثة حتى جاء الخليفة الأموي عمربن عبد العزيز بعد ذلك بما يقرب من ثمانين سنة ليرفع السب عنه .

فتمعن بعين البصيرة إلى أي مدى ابتعد الناس عن سنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وآله،لِتعرفَ الحقَّ مِن الباطل.

روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟

فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول له ، خلفه في بعض مغازيه ، وقال له علي : خلفتني مع النساء والصبيان ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية : ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي .)) (صحيح مسلم ١٥ / ١٧٥ - ١٧٦ بيروت ١٩٨١) .

ومن حقنا أن نسأل هل جزاء مَن وجب على المسلمين حبه أن يُسَب ولا يستطيع أحد من المسلمين طوال فترة ثمانين سنة أن يمنع ذلك أويمتنع منه ؟

وما جزاء من سنَّ سبه ؟

وما نرى جزاء من فعل ذلك إلا أنَّ مَن سنَّ سبه ولعنه ومن سبه ، يكون قد سبَّ النبي وتجرأ عليه ، لأجل المقابلة بآية المباهلة ، لأنه سيكون من الطرف المقابل له ولأبنائنا ولنسائنا ولأنفسنا صلى الله عليه وآله وسلم.

الفصل الأول

علي في القران

١ـ قال تعالى «إنَّما يُريد اللهُ لِيُذْهِبَ عنكمُ الرِّجْسَ أهلَ البيت ويُطهركمْ تطهيرا». (الأحزاب ـ ٣٣)

قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: ج ٢ - ص ٢٢٧( في تفسير آية الشورى ٢٣) بعد أن نقل رواية عن صاحب الكشاف بأن الآية تخصهم - : فثبت أن هؤلاء الأربعة - ويقصد بهم علياً وفاطمة والحسن والحسين - أقارب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ، لوجوه :

الأول : قولُهُ تعالى،ووجه الاستدلال به ما سبق ، ـ يعني به ما تقدم من قوله قبل ذلك ـ من أن آل محمد عليهم السلام هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل ، كانوا هم الآل ، ولا شك في أن فاطمة وعليا والحسن والحسين ، عليهم السلام ، كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل .

والثاني :لا شك في أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يحب فاطمة عليها السلام ، قال صلى الله عليه وسلم : ( فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما يؤذيها ) ، كما ثبت بالنقل المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب عليا والحسن والحسين ، عليهم السلام ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله (واتبعوه لعلكم تهتدون) ولقوله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره )، ولقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).

والثالث : أن الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء ، خاتمة التشهد في الصلاة ، وهوقوله : (اللهم صل على محمد وآل محمد) ( وبارك على محمد وآل محمد ) (وارحم محمدا وآل محمد ) .

وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب .

وراجع كذلك صحيح مسلم فى كتاب فضائل الصحابة ، والحاكم فى مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٧ والبيهقى فى سننه ج ٢ ص ١٤٩ والسيوطى فى الدر المنثور فى تفسير الآية ، وصحيح الترمذى ج ٢ ص ٢٠٩ وابن حجر فى تهذيب التهذيب ج ٢ ص ٢٩٧ ، وغيرهم .

٢ـ (فمن حاجَّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالَوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهلْ فنجعلْ لعنتَ اللهِ على الكاذبين). (آل عمران/٦١)

راجع في تفسير هذه الآية المباركة التي تُسمى بآية المباهلة أيَّ كتاب قد تعرض لها ، لتجد عظمة هؤلاء مرسومة بلا احتياج لمزيد بيان ، منها لا على وجه الحصر : صحيح الترمذي ٢/١٦٦ ، وفي طبعة أخرى ج٢/٣٠٠ ، المستدرك للحاكم ٣ / ١٥٠ ، سنن البيهقي ٧ / ٦٣ وأحمد بن حنبل فى المسند ج ١ / ١٨٥ والسيوطى فى الدرالمنثور فى تفسير آية المباهلة والزمخشرى فى كشافه والفخرالرازى فى تفسيره .

٣ـ (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوجه الله لا نُريدُ منكمْ جزاءً ولا شكوراً * إَّنا نخاف مِن ربِّنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقيهمُ اللهُ شرَّ ذلك اليوم ولقَّيهمْ نضرة وسرورا) . (الدهر / ٨ـ١١)

وهذه باجماع أهل التفسير نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .

يراجع الزمخشري فى كشافه ج ٢/ والواحدي فى أسباب النزول / ومجمع البيان للطبرسي فى تفسير سورة الدهر / والحافظ محمد بن جرير الطبري كما فى الكفاية / والحاكم النيسابوري ذكره فى مناقب فاطمة ـ ع ـ كما فى الكفاية أيضاً / وابن عبد ربه فى العقد الفريد ج ٣ ص ٤٢ ـ ٤٧ / وأبواسحاق الثعلبي فى تفسيره « الكشف والبيان » / والألوسي فى روح المعاني / والطبري فى الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٧.

إذا أمعنا النظر في آيات الكتاب المجيد لَرأينا أنه ما بشَّر الباري عزَّ وجل أيَّ أحدٍ في دار الدنيا بالجنة ونعيمها ما عدا ناساً مخصوصين ومعدودين ، وما هم إلا أنبياؤه المصطفون وعباده المكرمون ، وإلا فالبشارة بالجنة جاءت بعناوين عامة للمؤمنين والصابرين و........، لكن لم تأت لأحد بتشخيص كونه من أهل الجنة ، وهكذا أهل النار إلا لأبي لهب وامرأته حمالة الحطب (تبت يدا أبي لهب وتب..) سورة المسد .

أو للوليد بن المغيرة حيث قال الله تعالى( سأصليه سقر ) (المدثر ٢٦) .

وإلا فالتوعد بالنار لمن هوفي الدنيا لم يحدث من الكريم الرحيم ، وما ذكر مَن هم أصحاب النار إلا بعناوين عامة كالكافرين والمنافقين .

ومن خصوصيات هذه الآيات البينات المباركات ؛ انَّا لوتمعنا بها مع علمنا أنها نزلت بهؤلاء دون غيرهم لرأينا عجبا ، فهم يُبَشرون بالجنة ونعيمها وهم لا زالوا أحياءً يُرزَقون ( فوقيهم الله شرَّ ذلك اليوم ولقَّيهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا..) (١١،١٢ سورة المدثر) .

ثم يأخذ بوصف النعيم الذي سينعمون به ، ومن هنا نعرف بعض خصوصيات هؤلاء ومنزلتهم العظيمة عند الله تعالى .

٤ـ (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد فى سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدى القوم الظالمين). (التوبة / ١٩) .

نزلت هذه الآية عندما تفاخر طلحة بن شيبة والعباس بن عبد المطلب: اذ قال طلحة : أنا أولى الناس بالبيت لأن المفتاح بيدى! وقال العباس:أنا أولى ،أنا صاحب السقاية والقائم عليها .

وفى هذه الأثناء مر علي بهما وسألهما : بم يفتخران ؟ فذكرا له ما قالا. فقال علي(ع): أنا أوتيت منذ صغرى ما لم تؤتيا. فقالا وما ذاك؟ فقال (ع): لقد صليت قبل الناس وأنا صاحب الجهاد . فأنزل الله تعالى الآية المذكورة فى الثناء على ما افتخر به علي (ع) .

(تفسير الطبري عن أنس ج ١٠ ص ٥٩ / وأسباب النزول للواحدي ص ١٨٢ / والقرطبي فى تفسيره ج ج ٨ ص ٩١ / والرازي فى تفسيره ج ٤ ص ٤٢٢ / والخازن فى تفسيره ج ٢ ص ٢٢١ / وأبوالبركات النسفي ج ٢ ص ٢٢١ / والدر المنثور للسيوطي ج ٣ ص ٢١٨ / وغيرهم مع اختلاف فى العبارات) .

٥- ( إنَّما وليكمُ اللهُ ورسولُه والذين آمنوا الذين يُقِيمون الصلوة ويُؤتَون الزكوة وهمْ راكعون ) . (المائدة / ٥٥) .

قال المفسرون إن الآية الكريمة نزلت فى علي بن أبى طالب عليه السلام .

(تفسير البيضاوي / ومجمع البيان للطبرسي/ وأبواسحاق الثعلبي فى تفسيره / والطبري فى تفسيره ج ٦ ص ١٦٥ / والواحدي فى أسباب النزول ص ١٤٨ / والخازن فى تفسيره ج ١ ص ٤٩٦ / والرازي فى تفسيره ج ٣ ص ٤٣١ / وأبوالبركات النسفي ج ١ ص ٤٩٦ / والنيسابوري فى تفسيره ج ٣ ص ٤٦١ / وابن حجر فى الصواعق ص ٢٥) .

وما شاء الله من الآيات الأخر التي نزلت لتبين مقام هذا الرجل ،ولكن ما تعرضنا لها هنا لأننا اقتصرنا على الآيات الأكثر بياناً،وطلبا للإختصارغير المخل من جهة أن آية واحدة مما ذُكِر يكفي لبيان المقام .

الفصل الثاني

علي في السنة المطهرة

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " أنا مدينة العلم وعليٌ بابُها " .

(مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٦ / ومناقب أحمد بن حنبل وأبوعيسى الترمذي فى جامعه الصحيح / وكنز العمال ج ٦ ص ٤٠١ / وأسد الغابة ج ٤ ص ٢٢ / والخطيب البغدادي فى تاريخه ج ٤ ص ٣٤٨) .

وقال صلى الله عليه وآله : " أنت مِنّي بمنزلةِ هارون من موسى الا أنه لا نبيَ بعدي " .

البخاري فى باب غزوة تبوك ، كتاب فضائل الصحابة باب مناقب الإمام علي ومسلم في صحيحه ومسند أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٧٤ / ومسند أبى داود ج ٣ ص ٢٨ ووالترمذي وغير هؤلاء كثير .

وقال صلى الله عليه وآله مخاطبا عليا عليه السلام: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق ) .

(صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٩٩ / وأحمد بن حنبل ج ٦ ص ٢٩٢/ والنسائي ومستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٩ وغيرهم)  .

وقال صلى الله عليه وآله يوم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار مخاطبا عليا عليه السلام :

" أنت أخيّ وأنا أخوك فإنْ ذكرَكَ أحدٌ فقلْ أنا عبد الله وأخورسوله لا يدعيهما بعدك الا كذاب " .

(صحيح ابن ماجه / وصحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٩٩ والنسائي فى الخصائص ص ٣ و١٨ / ومستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤ / ومسند أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٥٩ وغيرها مع اختلاف فى الألفاظ يسير) .

خطبة الغدير

وهى من أواخر الخطب التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله في غدير خم فى حجة الوداع فعن البراء بن عازب قال ( أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فى السنة التى حج ، فنزل فى بعض الطريق ، فأمر : الصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ )  .

قالوا: بلى.

قال صلى الله عليه وآله : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟

قالوا: بلى .

قال صلى الله عليه وآله : (فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، اللهم عاد من عاداه ) .

وفى لفظ أحمد بن حنبل أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال " مَن كنت مولاه فعليٌ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . اللفظ لصحيح ابن ماجة ص ١٢ .

وقد نص ابن حنبل في مسنده ج ٤ ص ٢٨١ عليه قائلا رواه ثلاثون صحابيا،وأخرجه أيضا النسائى فى خصائص علي بن أبى طالب بعدة طرق ، وذكره الترمذي والطبراني عن زيد بن أرقم ، والفخر الرازي فى تفسير آية التبليغ « يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك » وورد في كنز العمال ج ١ ص ٤٨ / ومستدرك الصحيحين وسواهما . ولذا ذكره الكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر ( ص ١٩٤ ) رقم ( ٢٣٢)  .

وممن صرح بتواتره- أيضا-:المناوي في (التيسير) نقلا عن السيوطي ، وشارح ( المواهب اللدنية) .

وفي رواية لاحمد : أنه سمعه من النبي صلى الله عليه[وآله] وسلم ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي [ عليه السلام ] . وفي ( الصفوة ) للمناوي : قال الحافظ ابن حجر : حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" خرجه الترمذي، والنسائي ، وهوكثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في (مؤلف) مفرد؛ وأكثر أسانيده صحيح أو حسن .

(وقد خرجه من الأعلام أصحاب الصحاح والسنن : الترمذي ( ٥ / ٦٣٣ ) رقم ( ٣٧١٣ ) والنسائي في خصائص علي عليه السلام ( ص ٩٦ و٩٩ / بالارقام ٧٩ و٨٣ ) وأحمد في مسنده ( ١ / ٨٤ ) ومواضع أخر،والحاكم في مستدركه على الصحيحين ( ٣ / ١٠٩ و١١٠ و١١٦ ) وابن أبي شيبة ( ١٢ / ٥٩ ) رقم ( ١٢١٢١ )) .

وأما عند الشيعة الإمامية فهو من المتواترات .

وقلت في ذلك من قصيدة نظمتها أواسط التسعينات الميلادية :

كأنَّ كَفَّ عليٍ حينَما رُفِعَتْ ***** بِكَفِّ أحمدَ رَغْمَ البُعْدِ تَلْمَسُني

مَنْ كُنْتُ مَولاهُ وَالتَّاريخُ سَجَّلَها ***** هذا عليٌّ لَهُ مَولىً أبوالحَسَنِ

ونكمل ذلك بما قاله المرحوم المحقق المتبحر العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله في بحثه الموسوم ب ( إحصائيات حول كتب الغدير) :

ويظهر مما يأتي أن التأليف في الغدير بدأ منذ القرن الثاني ، ومنذ بداية نشأة التأليف ، واستمر حتى اليوم ، وكان في القرون الماضية كغيره من الموضوعات بين جزر ومد ، وإخفاق وازدهار . ( ثم يختم قوله ب) ثم إن هذه الكتب ٣٥ منها مفقود ، و٢٤ منها مخطوط ، و١٠٤ منها مطبوع.

وأيضا٨٣ كتابا منها باللغة العربية ،و٦١ منها بالفارسية و٢١ منها بالاردوية وكلها نثرإلا تسعة منها فهي منظومات  .

ثم نقتبس منه بتصرف غير مخل ما تعلق حول ( كتاب الولاية في جمع طرق حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه ») لمؤلفه أبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري ، صاحب التاريخ والتفسير(٢٢٤ـ٣١٠ هج).

قال ياقوت الحموي في ترجمة الطبري في معجم الأدباء ٦/٤٥٢ عند عدِّ مؤلفاته : (وكتاب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، تكلم في أوله بصحة الأخبار الواردة في غدير خم ثم تلاه بالفضائل ولم يتم! )  .

وقال في ص ٤٥٥ في سبب تأليفه لهذا الكتاب : « وكان إذا عرف من إنسان بدعة أبعده واطرحه ، وكان قد قال بعض الشيوخ ببغداد بتكذيب غدير خم ( ويقصد به ابن أبي داود لأن الذهبي قد ذكر في ترجمة الطبري من تذكرة الحفاظ : ٧١٣، وحكى عن الفرغاني أنه قال: « ولما بلغه أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلم على تصحيح الحديث ثم قال : قلت : رأيت مجلدا من طرق هذا الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق! ».)!..وبلغ أبا جعفر ذلك فابتدأ بالكلام في فضائل علي بن أبي طالب ، وذكر طرق حديث خم ، فكثر الناس لاستماع ذلك...

أقول : يظهر من كلام الذهبي هذا أن الكتاب في أكثر من مجلد ، وإنما رأى الذهبي مجلدا منه،وكان فيه من الطرق الصحيحة كثرة هائلة بحيث أدهشت حافظا مثل الذهبي ! ويظهر من رسالة الذهبي في حديث«من كنت مولاه» أنه حصل فيما بعد على المجلد الثاني من كتاب الطبري ، فقد جاء فيها في الحديث ٦١ : « قال محمد بن جرير الطبري في المجلد الثاني من كتاب غدير خم له ،وأظنه بمثل جمع هذا الكتاب نسب إلى التشيع! فقال: حدثني محمد بن حميد الرازي..». وترى أن الطبري عنده من طرق حديث الغدير الكثرة الهائلة التي استغرقت مجلدين ، ومجلد واحد منهما أدهش الحافظ الذهبي ؛ هذا الرجل ، مع العلم الجم ، تراه في تاريخه يهمل هذا الحدث التاريخي العظيم العظيم! ولا يشيرإلى الغدير من قريب ولا بعيد!! لأن التاريخ يكتب كما يشاؤه الحكام . . .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

( عليٌ مع الحق والحق مع علي ، لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض ) .

(تاريخ البغدادي ج ١٤ ص ٣٢١ / والهيثمي فى مجمعه ج ٧ ص ٢٣٥ / وكنز العمال ج ٦ ص ١٥٧ / وتفسير الرازى ج ١ ص ١١١ / وغيرهم مع اختلاف فى الألفاظ ) .

وقال صلَّى الله عليه وآله :

" لِكلِّ نَبيٍّ وَصيٌ ووارثٌ وأنَّ علياً وصيّي ووارثي " .

(ينابيع المودة سليمان الحنفى « باب عهد النبى لعلي وجعله وصيا »، والذهبي فى ميزان الاعتدال والسيوطي فى اللآلى‏ء والديلمي فى كنوز الدقائق وأحمد بن حنبل في المناقب وفي كنز العمال ج ٦ ص ١٥٤ والمعجم الكبيرللطبراني والمحب الطبري فى الذخائر وغيرهم ) .

هذا غيض من فيض من النصوص الاسلامية الموثوقة المجمع على صحتها ، ووثاقتها من جميع المسلمين . ومن شاء المزيد فليراجع ينابيع المودة / للشيخ القندوزي الحنفى ، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكى ، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة للفيروزآبادي فإنه قد جمع فيه ما جاء في فضائلهم في تلك الصحاح ، وكتاب المراجعات للسيد شرف الدين العاملي ففيه بيان للحق بكل وضوح ، وأخيراً لا آخراً كتاب علي والوصية للشيخ نجم الدين العسكرى وغيرها .

الفصل الثالث

مزايا وخصائص

المزايا التي لونت باللون الأخضر (أوالتي كتبت بالخط المائل) هي مما لا شك فيه ولا ريب بدون أيِّ ردٍّ وبدل عند جميع المسلمين قاطبة ، وهي كالشمس في رابعة النهار ، ولوكانت وحدها لَكفت في وجوب اتباعه والكون معه ، وكأنّ الله تعالى قد جعلها دليلاً لِمَن يُريد أن يرى ما هوالقول الحق الذي صدرعن نبيه صلى الله عليه وآله وما هوالذي لُفِّقَ عن لسانه في مدح بعض الصحابة زوراً وبهتاناً بحيث أصبح من المُسَلَّمات وهومن الملفقات - أقول ذلك لأننا نعلم علم اليقين من أن كثيراً من الأحاديث قد وضِعَت على لسان النبي الأميِّ جحوداً وعناداً - وُضِع لِرفْعِ ذلك البعض وإضفاء بعض صفاته عليهم ،والله من وراء الجميع محيط ..

ومن هذه وتلك يظهر لنا أن هناك مزايا قد اختص بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لم تكن لغيره منها لا على وجه الحصر والإستيعاب : ولا نذكر إلا ما ثبت بالدليل القاطع والبرهان اللامع بالتواتر وما يقترب منه ، كما ذكرنا ، وهوغيض من فيض :

ولادته في الكعبة المشرفة

قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣/٤٨٣ :( فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولِِِدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في جوف الكعبة) .

وكذلك حكى التواتر الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الأثر، والدهلوي في كتابه إزالة الخفاء .

وقال السيد محمود الآلوسي صاحب التفسير الكبير : ( وكون الأمير كرم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا ، وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة ...) .

وللمزيد حول ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكعبة راجع :

١-  تذكرة خواص الأمة لسبط ابن الجوزي.

٢- الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي.

٣-  مطالب السوؤل لابن طلحة الشافعي.

٤- نور الأبصار لمحمد مؤمن الشبلنجي.

٥- مروج الذهب للمسعودي.

٦- مفتاح النجا للبدخشي.

٧-  نزهة المجالس للصفوري الشافعي.

٨-  المناقب لامير محمد صالح الترمذي.

وقد افرد العلامة الاوردبادي لهذا الموضوع كتاباً مستقلاً سماه ( علي وليد الكعبة ) وأثبت ذلك بالأدلة النقلية المتواترة ، إذن من خصائصه عليه السلام  :إنه عليه السلام ولد في الكعبة . ربّاه رسول الله صلى الله عليه وآله منذ نعومة أظفاره ، فهل كان لأحد سواه ذلك ؟ .

روى ذلك كثير من العلماء منهم :

ابن الصباغ المالكي في كتابه " الفصول المهمة " فإنه خصص فصلا في الموضوع . ومنهم محمد بن طلحة الشافعي في كتابه "مطالب السؤول" في الفصل الأول . والحافظ سليمان الحنفي في " ينابيع المودة " الباب السادس والخمسين ، ص ٢٣٨ المكتبة الحيدرية ، وفي " ذخائر العقبى " للطبري نقلا عن غيره . وكذلك الطبري في تاريخه . والثعلبي في تفسيره عن مجاهد . وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٣/١٩٨ ط دار إحياء الكتب العربية .

وقال ابن الصباغ المالكي بعد نقله للرواية : فلم يزل علي عليه السلام مع رسول الله (ص) حتى بعث الله عز وجل محمدا نبيا، فاتبعه علي عليه السلام وآمن به وصدقه، وكان إذ ذاك في السنة الثالثة عشرمن عمره لم يبلغ الحلم، وإنه أول من أسلم وآمن برسول الله (ص) من الذكور .

كلهم قد سجد للأصنام ، وهو لم يسجد لها قط ، ولذا يقولون ( كرم الله وجهه ) .

لم يعرض النبي الكريم صلى الله عليه وآله الإسلام على صبي قط ( وحاشاه يفعل ) ، إلا أنه عرضه على علي عليه السلام وبايعه على ذلك ، فتأمل في هذا كثيرا واسئل به خبيرا ، ليدلك على السر في ذلك ، وما يعني هذا ، فهل هوكيحيى أم كعيسى ؟؟ وتأمل متعجباً من رفعة هذا الصبي وعلوه!!!!!!!!!!.

ولذا كان أول القوم إسلاماً كما ذكرنا .

زوجته خير نساء العالمين .

ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله محصورة منه .

كان أفضل من رعيته ، ولم يكونوا كذلك ، والشاهد أقوالهم .

كان الإجماع من الأمة على إمامته بدون طلب أحدٍ أبداً ، ولم يكن ذلك لأحد من قبله ولا من بعده .

قال تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى . . ) الشورى / ٢٣ ولم يكن واحد منهم من ذوي القربى المخصوصين في هذه الآية المباركة وكان .

(إنَّما وليُّكمُ اللهُ ورسولُهُ والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) . (المائدة/٥٥)

والمفسرون كما قدمنا كلهم يذكرون أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام فهنا فرض الله تعالى ولايته فهل فرض ولاية أحد غيره ؟ فانتبه أيها المسلم الذي تريد أن تتبع ما جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله عن الله .

قوله تعالى : ( فمن حاجَّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل إلى الله فنجعل لعنة الله على الكاذبين..) . فهذا النص يخص الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة .، ولم يكن أحد من الصحابة مشتركاً معهم . (أبناءنا) الحسن والحسين و(نساءنا) تعني فاطمة، وأنفسنا تعني علي؛ مما يدلك على علومكانته عند الله، وأنه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله .

فَتَأمّلْ ترَ العجب .

قال أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى احتجاجا على أهلها:

( نشدتكم بالله، هل فيكم أحد أقرب الى رسول الله صلى الله عليه وآله في الرحم ‏[مني‏]؟ ومن جعله رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه،وأبناءه،أبناءه ونساءه نساءه غيري؟) .

قالوا: اللهم لا.

(تاريخ دمشق ج ٣ ص ١١٦ الرقم ١١٠٤٠،المسترشد ص ٦٠،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٣٢٦ الرقم ٥٥،الصواعق المحرقة ص ١٥٤،غاية المرام الباب ٩٩ ص ٦٤٢،بحار الانوار ج ٣٥ ص ٢٦٧ ) .

قال تعالى: ( إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يُصلُّونَ على النَّبي يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا صَلُّوا عَليهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما . ) الأحزاب / ٥٦ . إن الصلاة على الرسول تقتضي الصلاة على آل بيته كما صرح بذلك الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وكما وقد ورد ذلك في تشهد الصلاة ، وعليٌ منهم .

لا يجب الصلاة على أحد من الصحابة مطلقاً ، وعلي يجب الصلاة عليه كل يوم تسع مرات على أقل تقدير، بناءاً على ما قدمنا من أن الصلاة الواجبة لا تتم إلا بالصلاة عليه في تشهدي الصلاة ، والصلاة على النبي الكريم صلى الله عليه وآله ملازمة للصلاة على آله كما صرح هو، وكما ذكر ذلك كل فقهاء الأمة ، فَرَدِّد مع نفسك الصلاة الإبراهيمية لٍتًجِدَ صدق ما نقول .

قوله تعالى : ( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ وَيُطَّهِرَكُمْ تَطْهيرا ). (الأحزاب / ٣٣ ) .

فعلي في قوله تعالى هذا متجسد لأنه منهم ، بل هوأبرزهم بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله ، ولا أحد من الصحابة يشاركه بهذا ، فراجع التفاسير .

روى البخاري أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " كتاب فضائل الصحابة باب مناقب الإمام علي . ولم يقلها لأحد غيره .

من كلام له عليه السلام قاله على سبيل الاحتجاج على أصحاب الشورى: « قال : أنشدكم بالله ،هل فيكم أحد أخورسول الله صلى الله عليه وآله غيري ؟ إذ آخى بين المؤمنين فآخى بيني وبين نفسه ، وجعلني منه بمنزلة هارون من موسى إلا أني لست بنبي » . قالوا: لا .

(تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ ص ١١٥ الرقم ١١٤٠ ، وص ١١٨ الرقم ١١٤٢، كتاب سليم بن قيس ص ٧٤ وص ٧٧ ، الخصال للصدوق ج ٢ ص ٥٥٣ الرقم ٣١ ، المسترشد ص ٥٧ ، الامالي للطوسي ص ٣٣٣ الرقم ٦٦٧ وص ٥٤٨ الرقم ١١٦٨ ، مناقب ابن المغازلي ص ١١٦ الرقم ١٥٥ ، مناقب الخوارزمي ص ٢٢٤ ، الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٣٢٢ الرقم ٥٥ ، فرائد السمطين ج ١ ص ٣٢١ الرقم ٢٥١ ، غاية المرام الباب ٩٩ ص ٦٢٤) .

من كلام له عليه السلام قاله على سبيل الاحتجاج لأهل الشورى أيضاً : « أنشدكم بالله ، أفيكم مطهر غيري ، إذ سد رسول الله صلى الله عليه وآله أبوابكم وفتح بابي ؟ وكنت معه في مساكنه ومسجده ، فقام اليه عمه فقال: يا رسول الله ، غلقت أبوابنا وفتحت باب علي ؟! قال: نعم،أمر الله بفتح بابه وسد أبوابكم) قالوا: اللهم لا.

(تاريخ دمشق ج ٣ ص ١١٦ الرقم ١١٤٠ وج ٣ ص ١١٩ الرقم ١١٤٢، كتاب سليم بن قيس ص ٧٤، الخصال للصدوق ج ٢ ص ٥٥٩ الرقم ٣١، الامالي للطوسي ص ٥٤٨ الرقم ١١٦٨ وص ٥٥٥ الرقم ١١٦٩، مناقب ابن المغازلي ص ١١٧ الرقم ١٥٥، مناقب الخوارزمي ص ٢١٤ وص ٢٢٣، فرائد السمطين ج ١ ص ٣٢٢ من كلام له عليه السلام في بيان يوم الانذار) .

قال علي بن أبي طالب عليه السلام: « لما نزلت هذه الآية: ((وأنذر عشيرتك الأقربين)) (الشعراء /٢١٤ ).

 دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا علي ، إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، فضقت بذلك ذرعا ، وعرفت أني متى ابادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت حتى جاءني جبرئيل فقال:يا محمد ، إنك ان لا تفعل ما تؤمربه يعذبك ربك ، فاصنع لنا صاعا من طعام ، واجعل عليه رجل شاة،واملأ لنا عسا من لبن ، واجمع لي بني عبد المطلب حتى اعلمهم وابلغهم ما امرت به.

ففعلت ما أمرني به ، ثم دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون أوينقصون فيهم أعمامه : أبوطالب ، وحمزة ، والعباس ، وأبولهب ، فلما اجتمعوا اليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم ، فجئنا به ، فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وآله جذرة لحم فشقها بأسنانه ، ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال :خذوا بسم الله ، فأكل القوم حتى ما لهم بشي‏ء من حاجة ، ولا أرى إلا مواضع أيديهم ، وأيم الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم ، ثم قال : اسق القوم ، فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعاً ، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم يشرب مثله ، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكلمهم ، بدرهم أبولهب الى الكلام فقال : لهد ما سحركم صاحبكم ! فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي صلى الله عليه وآله فقال الغد : يا علي ، إن هذا الرجل قد سبقني الى ما سمعت فتفرق القوم قبل أن اكلمهم،فاعد لنا من الطعام مثل ما صنعت ،ثم اجمعهم لي ، ففعلت ، ثم جمعتهم له،ثم دعا بالطعام فقربته لهم ، ففعل كما فعل بالأمس، وأكلوا حتى ما لهم بشي‏ء من حاجة ، ثم قال : إسقهم ، فأتيتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ،ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا بني‏عبد المطلب،اني والله ما اعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تبارك وتعالى أن ادعوكم ، فأيكم يؤازرني على أمري ، على أن يكون أخي ، ووصيي ، وخليفتي فيكم ؟

- ( والمفارقة اللطيفة أن علماً كبيراً كالطبري يذكر هذا كله في تفسيره ، ونجده في تاريخه يقول " على أن يكون أخي وكذا وكذا " ، ولا يصرح بتصريح رسول الله صلى الله عليه وآله بالوصاية والخلافة لعلي ، وكأنه لأنه نص صريح بتعيين الخلافة له من بعده من بداية الرسالة ، فأحجم عنها لأنه سيقع في حيص بيص) - .

فأحجم القوم عنها جميعاً. قال: قلت وإني لأحدثهم سنا ، وأرمصهم عينا ، وأعظمهم بطنا ، وأحمشهم ساقا: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال : هذا أخي ، ووصيي ، وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع » .

(مسند أحمد بن حنبل ج ١ ص ١١١،تاريخ الطبري ج ٢ ص ٦٢،تفسير الطبري ج ١٩ ص ١٢١،علل الشرائع للصدوق ج ١ ص ١٧٠،الارشاد للمفيد ج ١ ص ٤٩،شواهد التنزيل للحسكاني الرقم ٥١٤،تاريخ دمشق ج ١ الرقم ١٣٣ الى ١٣٨،الكامل لابن الاثير ج ١ ص ٥٨٥،شرح النهج لابن ابي الحديد ج ١٣ ص ٢١٠،تفسير ابن كثير ج ٣ ص ٣٦٣،كنز العمال ج ١٣ ص ١١٤ الرقم ٣٦٣٧١ وص ١٣١،احقاق الحق ج ٤ ص ٦٨،السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٨٦،بحار الانوار ج ٣٨ ص ٢٢٣ وج ٣٥ ص ١٤٤،الغدير ج ٢ ص ٢٧٨ـ .٢٨٩ ، تفسير فرات ص ٣٠١ ، كشف اليقين ص٤٢٥ ، غاية المرام الباب ٩٩ ص ٦٤٢) .

وقال : " أيها الناس . إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب . وإني تارك فيكم الثقلين . أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . فحث على كتاب الله ورغب فيه . ثم قال : وأهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي " مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل علي وعليٌ سيدهم ولِذا ذكره مسلم في باب فضائل علي.

وقول الرسول صلى الله عليه وآله : " إني دافع الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار ، لا يرجع حتى يفتح الله له . وأعطاها عليا ففتح الله على يديه " البخاري ومسلم كتاب فضائل الصحابة.

وبالمناسبة لم يفرعلي في أي واقعة، ولا ارتاب ولاتكعكع ولم يتردد في أي غزوة من غزوات الرسول صلى الله عليه وآله وفر وتردد الباقون في كثير من الغزوات ، وإن لم تصدق فراجع التاريخ .

وقال الرسول صلى الله عليه وآله :" علي مني وأنا منه . ولا يؤدي عني إلا أنا أوعلي " . البخاري ومسند أحمد .فأين بقية الصحابة عن ذلك.

قال أميرالمؤمنين عليه السلام في حديث المناشدة : « ...انشدكم بالله الذي لا إله إلا هوأفيكم أحدٌ وَحَّدَ اللهَ قبلي ؟ » . قالوا: اللهم لا.

(تاريخ دمشق ج ٣ ص ١١٥ الرقم ١١٤٠،الخصال للصدوق ج ٢ ص ٥٥٤ الرقم ٣١،الامالي للطوسي ص ٣٣٣ الرقم ٦٦٧ والرقم ١١٦٨،مناقب ابن المغازلي ص ١١٣ الرقم ١٥٥،مناقب الخوارزمي ص ٢٢٢ وص ٢٢٤،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٣٢٥،فرائد السمطين ج ١ ص ٣٢١ الرقم ٢٥١،كشف اليقين ص ٤٢٢ ) .

وأخيراً لا آخِراَ وكما رأينا أنه مِن المُصرَّح به في القرآن العظيم أنه من أهل الجنة ، لا بالعنوان العام بل بالعنوان الخاص ، كما هونص آيات سورة الدهر المباركة .

وللإستزادة ما عليك إلا أن تراجع كتاب الامام الحافظ أبي عبد الرحمان أحمد بن شعيب النسائي الشافعي  خصائص أمير المؤمنين ( ع )  .

وأخيراً..

من خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام معروفة بالخطبة القاصعة  :

(( أنا وضعت في الصغر بكلاكل العرب ، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر . وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة. وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمني الى صدره، ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشي‏ء ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ، ولاخطلة في فعل .

ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره . ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل إثْرَ أمِّه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقهِ علماً ويأمرني بالاقتداء به.

ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء ، فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غيررسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشم ريح النبوة .

ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الرنة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى ، إلا انك لست بنبي ،ولكنك لوزير، وإنك لعلى خير...)) .

(نهج البلاغة (صبحي الصالح ) الخطبة ١٩٢ ص ٣٠٠ ) .

الخاتمة

نماذج من الكتب المطبوعة في شأن أمير المؤمنين عليه السلام ، في فترات زمنية متفاوتة :

مناقب علي بن أبي طالب لإبن المغازلي .

مناقب علي عليه السلام للحافظ المفسرالثعلبي .

قيل : إن محمد بن شهرآشوب المازندراني رحمه الله كان في مكتبته حين تأليف كتاب «المناقب» زهاء ألف تصنيف في مناقب الإمام علي عليه السلام كلها بعنوان المناقب .

فضائل علي عليه السلام للحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي.

فضائل علي عليه السلام للحاكم أبي عبد الله إبن البيع النيسابوري صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين .

مناقب علي عليه السلام للعلامة محب الدين الطبري الشافعي المكي.

مناقب علي عليه السلام للعلامة الشيخ علي باحسن الحضرمي، من علماء حضرموت في القرن التاسع للهجرة.

فضائل الإمام علي عليه السلام للشيخ محمد جواد مغنية.

الإمام علي عليه السلام من المهد إلى اللحد للسيد كاظم القزويني.

أخلاقيات أمير المؤمنين عليه السلام للسيد هادي المدرسي.

الإمام علي عليه السلام عنوان صحيفة المؤمن للشيخ أحمد الرحماني الهمداني .

مائة منقبة من مناقب أميرالمؤمنين (علي بن أبي طالب والائمة من ولده عليهم السلام من طريق العامة) تأليف الشيخ الفقيه والحبر النبيه أبي الحسن محمد بن احمد بن على بن الحسن القمي المعروف ب‍ابن شاذان من مفاخر اعلام القرنين الرابع والخامس.

ومن أهم ما كُتِبَ في شأن أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي هو منها كالعين في الصحراء والبدن واللغة والسماء موسوعة ( الغدير ) للعلامة الشبخ الأميني رحمه الله تعالى ، والذي ينبغي لكل بيت أن يحويها.

وثمة كتب ألفت في شخصية الإمام علي عليه السلام من قبل غير المسلمين، نذكر منها:

الإمام علي صوت العدالة الإنسانية لجورج جرداق.

الإمام علي نبراس ومتراس لسليمان كتاني.

الإمام علي أسد الإسلام وقديسه لروكس بن زائدة العزيزة .

ومن الشعر ملحمة الغدير لبولس سلامة...

وقد عد العلامة المتتبع السيد الرضوي محمد الرضي في كتابه (علي إمامنا) ( ١٥٤ ) كتابا غير شيعي قد كُتِبَ في علي عليه السلام ( ص ١٤٨ ) وقال بعد أن عدَّدَها ((هذا ما وقفت عليه مما كتبه غيرالشيعة في إمامنا علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين عليه السلام من المسلمين وغيرهم)).

ونرفع أيدينا عن النقل والتعليق ذاكرين حامدين شاكرين ومصلين ، يوم السبت / ٥ / من ذي القعدة الحرام / ١٤٢٥هج.

محمد حسين الأنصاري

(سدني / أستراليا)

أوائل شهر ذي القعدة الحرام / ١٤٢٥هج.

****************************