وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                

Search form

إرسال الی صدیق
كارل بروكلمان ونهج البلاغة

ليث عبد الحسين العتابي

ان ما أثاره المستشرق الألماني ( كارل بروكلمان ) و الذي يتحدث عن أدب الإمام علي ( ع ) الموجود في كتاب ( نهج البلاغة ) و يعبر عنه بأنه : ( أدب علوي منحول )[١] ، يحتاج الى وقفة تأمل ، و رد علمي يتوافق مع اخلاق اهل البيت عليهم السلام .

لذلك نقول :

ان كلام ( بروكلمان ) قائم على ركيزتين رئيسيتين تتبعهما غاية مبيتة لذلك .

فالركيزتان اللذان يعتمد عليهما ( بروكلمان ) في كلامه المتقدم ـ و غيره ـ هما :

١ـ اعتماده على التراث أبناء العامة فقط ، و الذي فيه طعن كبير بكل ما يتعلق بأهل البيت ( عليهم السلام ) و بالخصوص الإمام علي ( ع ) ، فإن للشبهات و التشكيكات التي أثارها ( ابن خلكان ) ـ على سبيل المثال و غيره ـ وقعها و أثرها الذي يسيل له لعاب أمثال ( بروكلمان ) و ما عليه إلا أن يوقد عود الثقاب إذ أن ( الحطب صالح للاشتعال ) .

٢ـ اعتماده على خلفية استشراقية و كنسية و صليبية لها عدائها الجلي و الواضح للإسلام و المسلمين ـ كدين و جماعات ـ ، فكيف إذا كان أمير المؤمنين ( ع ) و هو الحامي و المدافع عن الإسلام ، إذ قام الإسلام بسيفه .

أما الغاية المبيتة لأمثال ( بروكلمان ) فهي ؛ الطعن بالإسلام و بكل وسيلة ممكنة ، و هنا يمكن أن نورد قلة لأحد كبار الشخصيات الألمانية و التي يقول فيها مادحاً معاوية بن أبي سفيان : ( ينبغي لنا أن نُقيّم تمثالاً من الذهب لمعاوية بن أبي سفيان في ميدان كذا من عاصمتنا برلين . فقال له : لماذا ؟ قال : لأنه هو الذي حول نظام الحكم الإسلامي عن قاعدته الديمقراطية إلى عصبية , و لولا ذلك لعم الإسلام العالم كله . إذن لكنا نحن الألمان و سائر شعوب أوربا عرباً مسلمين )[٢] .

كما و يقول ( شوقي أبو خليل )[٣] عن كارل بروكلمان موضحاً طريقته و اسلوبه في الكتابة عن التاريخ و الأدب العربي : ( فكيف ببروكلمان ، و قد كتب تاريخنا منطلقاً من التشكيك ، و الرفض العشوائي ، معتمداً على الروايات الضعيفة الشاذة ، و التي رفضها النقاد الباحثون ، و استغربها العلماء المطلعون ، بل و اشاروا إلى نشوزها ، لكن بروكلمان ـ كغيره من المستشرقين الذين قدموا ما يرضي رجال الكنيسة و لم يكتبوا حقائق تثيرهم ـ بنى فكره و رأيه مسبقاً في نفسه ، ثم جاء إلى وقائع التاريخ العربي الإسلامي يطوعها لما يؤيد فكرته و خطته المرسومة ، يطمس ، و يضعف ، و يمرض ما دون ذلك ، فقدم بروكلمان تاريخنا موسعاً الجزئية متغاضياً عن الكلية ، مع تفسيرات عجيبة ، و مواقف غريبة ، و أقوال ينبو عنها الذوق السليم ، و الفكر الموضوعي ، لا العميق و الشامل ، بل و حتى غير العميق ، و غير الشامل )[٤] .

---------------------------------------------------------

[١] : تاريخ الأدب العربي ، كارل بروكلمان ، ترجمة : عبد الحليم النجار ، ج١ ، ص ٢٤٥ ، و كذلك في ج٢ ، ص ٦٤ ، و  ج٢ ، ص ٣٨١ .

[٢] : شيخ المضيرة ، محمود أبو رية ، ص ١٨٥ .

[٣] : شوقي ابو خليل ( ١٩٤١ ـ ٢٠١٠ م ) كاتب فلسطيني .

[٤] : كارل بروكلمان في الميزان ، شوقي أبو خليل ، ص ١١ _ ١٢ .

****************************