ذكر جماعة من شيوخنا البغداديين أن عدة من الصحابة والتابعين والمحدثين كانوا منحرفين عن علي (عليه السلام)، قائلين فيه السوء، ومنهم من كتم مناقبه وأعان أعداءه ميلا مع الدنيا وإيثارا للعاجلة.
١- أنس بن مالك فمنهم: أنس بن مالك، ناشد علي (عليه السلام) الناس في رحبة القصر - أو قال: رحبة الجامع بالكوفة -: أيكم سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟
فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا بها، وأنس بن مالك في القوم لم يقم، فقال له: يا أنس! ما يمنعك أن تقوم فتشهد ولقد حضرتها؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كبرت ونسيت. فقال: اللهم إن كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة.
قال طلحة بن عمير: فوالله لقد رأيت الوضح [١] به بعد ذلك أبيض بين عينيه.
وروى عثمان بن مطرف: أن رجلا سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب، فقال: إني آليت أن لا أكتم حديثا سئلت عنه في علي بعد يوم الرحبة، ذاك رأس المتقين يوم القيامة سمعته والله من نبيكم ....[٢]
٢- الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله قالوا: وكان الأشعث بن قيس الكندي وجرير بن عبد الله البجلي يبغضانه، وهدم علي (عليه السلام) دار جرير بن عبد الله. قال إسماعيل بن جرير: هدم علي دارنا مرتين.
وروى الحارث بن حصين: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دفع إلى جرير بن عبد الله نعلين من نعاله، وقال: احتفظ بهما؛ فإن ذهابهما ذهاب دينك. فلما كان يوم الجمل ذهبت إحداهما، فلما أرسله علي (عليه السلام) إلى معاوية ذهبت الأخرى، ثم فارق عليا واعتزل الحرب....
٣- أبو مسعود الأنصاري وكان أبو مسعود الأنصاري منحرفا عنه (عليه السلام). روى شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن زيد بن وهب، قال: تذاكرنا القيام إذا مرت الجنازة عند علي (عليه السلام)، فقال أبو مسعود الأنصاري: قد كنا نقوم. فقال علي (عليه السلام): ذاك وأنتم يومئذ يهود....
وروى المنهال عن نعيم بن دجاجة قال: كنت جالسا عند علي (عليه السلام) إذ جاء أبو مسعود، فقال علي (عليه السلام): جاءكم فروج. فجاء فجلس، فقال له علي (عليه السلام): بلغني أنك تفتي الناس. قال: نعم، وأخبرهم أن الآخر شر. قال: فهل سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا؟ قال: نعم سمعته يقول: لا يأتي على الناس سنة مائة وعلى الأرض عين تطرف. قال: أخطأت استك الحفرة [٣] ، وغلطت في أول ظنك. إنما عنى من حضره يومئذ، وهل الرخاء إلا بعد المائة!
٤- كعب الأحبار روى جماعة من أهل السير أن عليا (عليه السلام) كان يقول عن كعب الأحبار: إنه لكذاب. وكان كعب منحرفا عن علي (عليه السلام)، وكان النعمان بن بشير الأنصاري منحرفا عنه وعدوا له، وخاض الدماء مع معاوية خوضا، وكان من أمراء يزيد ابنه حتى قتل وهو على حاله.
٥- عمران بن الحصين روي أن عمران بن الحصين كان من المنحرفين عنه (عليه السلام)، وأن عليا سيره إلى المدائن [٤] ، وذلك أنه كان يقول: إن مات علي فلا أدري ما موته، وإن قتل فعسى أني إن قتل رجوت له. ومن الناس من يجعل عمران في الشيعة.
٦- سمرة بن جندب وكان سمرة بن جندب من شرطة زياد. روى عبد الملك بن حكيم عن الحسن قال: جاء رجل من أهل خراسان إلى البصرة، فترك مالا كان معه في بيت المال، وأخذ براءة، ثم دخل المسجد فصلى ركعتين، فأخذه سمرة بن جندب واتهمه برأي الخوارج، فقدمه فضرب عنقه وهو يومئذ على شرطة زياد، فنظروا فيما معه فإذا البراءة بخط بيت المال، فقال أبو بكرة: يا سمرة! أما سمعت الله تعالى يقول: ﴿قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى﴾ [٥] فقال: أخوك [٦] أمرني بذلك.
وروى الأعمش عن أبي صالح قال: قيل لنا: قد قدم رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأتيناه فإذا هو سمرة بن جندب، وإذا عند إحدى رجليه خمر وعند الأخرى ثلج! فقلنا: ما هذا؟! قالوا: به النقرس [٧] ، وإذا قوم قد أتوه، فقالوا: يا سمرة! ما تقول لربك غدا؟ تؤتى بالرجل فيقال لك: هو من الخوارج، فتأمر بقتله، ثم تؤتى بآخر فيقال لك: ليس الذي قتلته بخارجي، ذاك فتى وجدناه ماضيا في حاجته، فشبه علينا، وإنما الخارجي هذا، فتأمر بقتل الثاني.
فقال سمرة: وأي بأس في ذلك؟ إن كان من أهل الجنة، مضى إلى الجنة وإن كان من أهل النار مضى إلى النار!!
وروى واصل مولى أبي عيينة عن جعفر بن محمد بن علي (عليه السلام) عن آبائه، قال:
كان لسمرة بن جندب نخل في بستان رجل من الأنصار، فكان يؤذيه، فشكا الأنصاري ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فبعث إلى سمرة فدعاه فقال له: بع نخلك من هذا وخذ ثمنه. قال: لا أفعل! قال: فخذ نخلا مكان نخلك. قال: لا أفعل! قال:
فاشتر منه بستانه. قال: لا أفعل! قال: فاترك لي هذا النخل ولك الجنة. قال: لا أفعل. فقال (صلى الله عليه وآله) للأنصاري: اذهب فاقطع نخله؛ فإنه لا حق له فيه.
وروى شريك قال: أخبرنا عبد الله بن سعد عن حجر بن عدي قال: قدمت المدينة فجلست إلى أبي هريرة، فقال: ممن أنت؟ قلت: من أهل البصرة. قال:
ما فعل سمرة بن جندب؟ قلت: هو حي. قال: ما أحد أحب إلي طول حياة منه.
قلت: ولم ذاك؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لي وله ولحذيفة بن اليمان: " آخركم موتا في النار " فسبقنا حذيفة، وأنا الآن أتمنى أن أسبقه. قال: فبقى سمرة بن جندب حتى شهد مقتل الحسين.
وروى أحمد بن بشير عن مسعر بن كدام، قال: كان سمرة بن جندب أيام مسير الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة على شرطة عبيد الله بن زياد، وكان يحرض الناس على الخروج إلى الحسين (عليه السلام) وقتاله.
٧- عبد الله بن الزبير من المنحرفين عنه المبغضين له عبد الله بن الزبير، وقد ذكرناه آنفا، كان علي (عليه السلام) يقول: " ما زال الزبير منا أهل البيت، حتى نشأ ابنه عبد الله فأفسده ".
وعبد الله هو الذي حمل الزبير على الحرب، وهو الذي زين لعائشة مسيرها إلى البصرة، وكان سبابا فاحشا يبغض بني هاشم، ويلعن ويسب علي بن أبي طالب (عليه السلام). [٨]
٨- معاوية بن أبي سفيان وكان علي (عليه السلام) يقنت في صلاة الفجر،وفي صلاة المغرب،ويلعن معاوية وعمرا والمغيرة والوليد بن عقبة وأبا الأعور والضحاك بن قيس وبسر بن أرطاة وحبيب بن مسلمة وأبا موسى الأشعري ومروان بن الحكم،وكان هؤلاء يقنتون عليه ويلعنونه.
وروى شيخنا أبو عبد الله البصري المتكلم رحمه الله تعالى عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال: أتيت مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله! فقلت: ما هذا؟ قالوا: معاوية قام الساعة فأخذ بيد أبي سفيان، فخرجا من المسجد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لعن الله التابع والمتبوع!
رب يوم لأمتي من معاوية ذي الأستاه " - قالوا: يعني الكبير العجز - وقال: روى العلاء بن حريز القشيري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لمعاوية: لتتخذن يا معاوية البدعة سنة، والقبح حسنا؛ أكلك كثير، وظلمك عظيم....
٩- المغيرة بن شعبة روى صاحب الغارات عن أبي صادق عن جندب بن عبد الله قال: ذكر المغيرة بن شعبة عند علي (عليه السلام) وجده مع معاوية، قال: وما المغيرة؟! إنما كان إسلامه لفجرة وغدرة غدرها بنفر من قومه فتك بهم، وركبها منهم، فهرب منهم، فأتى النبي (صلى الله عليه وآله) كالعائذ بالإسلام؛ والله ما رأى أحد عليه منذ ادعى الإسلام خضوعا ولا خشوعا.
ألا وأنه يكون من ثقيف فراعنة قبل يوم القيامة؛ يجانبون الحق، ويسعرون نيران الحرب، ويوازرون الظالمين، ألا إن ثقيفا قوم غدر، لا يوفون بعهد، يبغضون العرب كأنهم ليسوا منهم، ولرب صالح قد كان منهم؛ فمنهم عروة بن مسعود، وأبو عبيد بن مسعود المستشهد يوم قس الناطف. وإن الصالح في ثقيف لغريب....
١٠- يزيد بن حجية ذكر إبراهيم بن هلال صاحب كتاب الغارات فيمن فارق عليا (عليه السلام) والتحق بمعاوية يزيد بن حجية التيمي من بني تيم بن ثعلبة بن بكر بن وائل، وكان (عليه السلام) قد استعمله على الري ودستبنى [٩]، فكسر الخوارج واحتجن [١٠] المال لنفسه فحبسه علي (عليه السلام) وجعل معه سعدا مولاه، فقرب يزيد ركائبه وسعد نائم فالتحق بمعاوية وقال:
خادعت سعدا وارتمت بي ركائبي ***** إلى الشام واخترت الذي هو أفضل
وغادرت سعدا نائما في عباءة ***** وسعد غلام مستهام مضلل
ثم خرج حتى أتى الرقة [١١]، وكذلك كان يصنع من يفارق عليا (عليه السلام)، يبدأ بالرقة حتى يستأذن معاوية في القدوم عليه، وكانت الرقة والرها [١٢] وقرقيسيا [١٣] وحران [١٤] من حيز معاوية وعليها الضحاك بن قيس، وكانت هيت [١٥] وعانات [١٦] ونصيبين [١٧] ودارا [١٨] وآمد [١٩] وسنجار[٢٠] من حيز علي (عليه السلام) وعليها الأشتر، وكانا يقتتلان في كل شهر....
قال أبو الصلت التيمي: كان دعاؤه عليه: اللهم إن يزيد بن حجية هرب بمال المسلمين، ولحق بالقوم الفاسقين، فاكفنا مكره وكيده، واجزه جزاء الظالمين....
١١- عبد الله بن عبد الرحمن وممن فارقه (عليه السلام) عبد الله بن عبد الرحمن بن مسعود بن أوس بن إدريس بن معتب الثقفي، شهد مع علي (عليه السلام) صفين، وكان في أول أمره مع معاوية، ثم صار إلى علي (عليه السلام) ثم رجع بعد إلى معاوية، وكان علي (عليه السلام) يسميه: الهجنع. والهجنع: الطويل.
١٢- القعقاع بن شور ومنهم القعقاع بن شور؛ استعمله علي (عليه السلام) على كسكر، فنقم منه أمورا؛ منها:
أنه تزوج امرأة فأصدقها مائة ألف درهم، فهرب إلى معاوية.
١٣- النجاشي ومنهم النجاشي الشاعر من بني الحارث بن كعب، كان شاعر أهل العراق بصفين، وكان علي (عليه السلام) يأمره بمحاربة شعراء أهل الشام، مثل كعب بن جعيل وغيره، فشرب الخمر بالكوفة، فحده علي (عليه السلام)، فغضب ولحق بمعاوية، وهجا عليا (عليه السلام) .....
١٤- حنظلة الكاتب وممن فارقه (عليه السلام) حنظلة الكاتب؛ خرج هو وجرير بن عبد الله البجلي من الكوفة إلى قرقيسيا وقالا: لا نقيم ببلدة يعاب فيها عثمان....
س: مطرف بن عبد الله روى صاحب كتاب الغارات عن إسماعيل بن حكيم عن أبي مسعود الجريري: كان ثلاثة من أهل البصرة يتواصلون على بغض علي (عليه السلام): مطرف بن عبد الله بن الشخير، والعلاء بن زياد، وعبد الله بن شقيق.
قال صاحب كتاب الغارات: وكان مطرف عابدا ناسكا. وقد روى هشام بن حسان عن ابن سيرين أن عمار بن ياسر دخل على أبي مسعود وعنده ابن الشخير، فذكر عليا بما لا يجوز أن يذكر به، فقال عمار: يا فاسق! وإنك لهاهنا؟
فقال أبو مسعود: أذكرك الله يا أبا اليقظان في ضيفي!
قال: وأكثر مبغضيه (عليه السلام) أهل البصرة كانوا عثمانية، وكانت في أنفسهم أحقاد يوم الجمل، وكان هو (عليه السلام) قليل التألف للناس، شديدا في دين الله، لا يبالي - مع علمه بالدين واتباعه الحق - من سخط ومن رضي....
١٥- الأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع ومنهم الأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع روى سلمة بن كهيل: أنهما كانا يمشيان إلى بعض أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقعان في علي (عليه السلام)، فأما الأسود فمات على ذلك، وأما مسروق فلم يمت حتى كان لا يصلي لله تعالى صلاة إلا صلى بعدها على علي بن أبي طالب (عليه السلام) لحديث سمعه من عائشة في فضله....
١٦- أبو بردة بن أبي موسى ومن المبغضين القالين: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري ورث البغضة له لا عن كلالة. [٢١]
وروى عبد الرحمن بن جندب قال: قال أبو بردة لزياد: أشهد أن حجر بن عدي قد كفر بالله كفرة أصلع. قال عبد الرحمن: إنما عنى بذلك نسبة الكفر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)؛ لأنه كان أصلع.
قال: وقد روى عبد الرحمن المسعودي عن ابن عياش المنتوف قال: رأيت أبا بردة قال لأبي العادية الجهني قاتل عمار بن ياسر: أأنت قتلت عمار بن ياسر؟ قال: نعم. قال: ناولني يدك، فقبلها وقال: لا تمسك النار أبدا!
وروى أبو نعيم عن هشام بن المغيرة عن الغضبان بن يزيد قال: رأيت أبا بردة قال لأبي العادية قاتل عمار بن ياسر: مرحبا بأخي هاهنا، فأجلسه إلى جانبه.
١٧- أبو عبد الرحمن السلمي ومن المنحرفين عنه (عليه السلام) أبو عبد الرحمن السلمي القارئ.روى صاحب كتاب الغارات عن عطاء بن السائب: قال رجل لأبي عبد الرحمن السلمي: أنشدك بالله إن سألتك لتخبرني؟ قال: نعم، فلما أكد عليه قال: بالله هل أبغضت عليا إلا يوم قسم المال في الكوفة، فلم يصلك ولا أهل بيتك منه بشيء؟ قال: أما إذ أنشدتني بالله فلقد كان كذلك...
١٨- قيس بن أبي حازم وكان قيس بن أبي حازم يبغض عليا (عليه السلام). روى وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: أتيت عليا (عليه السلام) ليكلم لي عثمان في حاجة فأبى فأبغضته. قلت: وشيوخنا المتكلمون رحمهم الله يسقطون روايته عن النبي (صلى الله عليه وآله) " إنكم لترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر "، ويقولون: إنه كان يبغض عليا (عليه السلام)، فكان فاسقا. ونقلوا عنه أنه قال: سمعت عليا (عليه السلام) يخطب على المنبر ويقول: انفروا إلى بقية الأحزاب. فدخل بغضه في قلبي....
١٩- الزهري وعروة بن الزبير وكان الزهري من المنحرفين عنه (عليه السلام). وروى جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال: شهدت مسجد المدينة؛ فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليا (عليه السلام)، فنالا منه، فبلغ ذلك علي بن الحسين (عليه السلام)، فجاء حتى وقف عليهما، فقال: أما أنت يا عروة فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك.
.... وقد روي من طرق كثيرة: أن عروة بن الزبير كان يقول: لم يكن أحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يزهو إلا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد. وروى عاصم بن أبي عامر البجلي عن يحيى بن عروة، قال: كان أبي إذا ذكر عليا نال منه.
٢٠- زيد بن ثابت وعمرو بن ثابت وكان زيد بن ثابت عثمانيا شديدا في ذلك، وكان عمرو بن ثابت عثمانيا من أعداء علي (عليه السلام) ومبغضيه....
٢١- مكحول وكان مكحول من المبغضين له (عليه السلام) روى زهير بن معاوية عن الحسن بن الحر، قال: لقيت مكحولا فإذا هو مطبوع - يعني مملوءا - بغضا لعلي (عليه السلام)، فلم أزل به حتى لان وسكن....
وقال شيخنا أبو جعفر الإسكافي: كان أهل البصرة كلهم يبغضونه، وكثير من أهل الكوفة، وكثير من أهل المدينة. وأما أهل مكة فكلهم كانوا يبغضونه قاطبة، وكانت قريش كلها على خلافه، وكان جمهور الخلق مع بني أمية عليه. [٢٢]
---------------------------------------------------------
[١] . راجع: عدة من مبغضيه / عبد الله بن الزبير.
[٢] . الأعلى: ١٤ و ١٥.
[٣] . يريد زياد بن أبيه، وكان أخا أبي بكرة لأمه سمية.
[٥] . هذا مثل أصله: " أخطأت استه الحفرة " يضرب لمن رام شيئا فلم ينله (مجمع الأمثال: ١ / ٤٣٤).
[٦] . المدائن: أصل تسميتها هي: المدائن السبعة، وكانت مقر ملوك الفرس. وهي تقع على نهر دجلة من شرقيها تحت بغداد على مرحلة منها. وفيها إيوان كسرى. فتحت هذه المدينة في (١٤ ه. ق) على يد المسلمين (راجع تقويم البلدان : ٣٠٢).
[٧] . راجع: القسم الثالث / حديث الغدير / الدعاء على الكاتمين.
[٩] . عانات: عانة بلد في العراق مشهور بين الرقة وهيت، وجاء (عانات) كأنه جمع لما حوله، وهي مشرفة على الفرات قرب حديثة (معجم البلدان ٤ / ٧٢).
[١٠] . نصيبين: مدينة عامرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام (معجم البلدان: ٥ / ٢٨٨).
[١١] . دارا: وهي بلدة في لحف جبل بين نصيبين وماردين، وهي من بلاد الجزيرة (معجم البلدان: ٢ / ٤١٨).
[١٢] . آمد - بالتثليث -: أعظم مدن ديار بكر، مبنية بالحجارة السود على نشز دجلة؛ محيطة بأكثره، مستديرة به كالهلال (معجم البلدان: ١ / ٥٦). وتعرف اليوم ب " ديار بكر ".
[١٣] . سنجار: مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة بينها وبين الموصل ثلاثة أيام (معجم البلدان: ٣: ٢٦٢). تقع هذه المدينة شمال غربي العراق، وسكانها أكراد يزيديون، ومنهل أهلها من نهر خابور.
[١٤] . كذا في المصدر. وقال ياقوت في معجم البلدان: دستبى: معرب دشتبى؛ وهي بلدة تقع إلى الغرب والجنوب الغربي من مدينة طهران، وكانت واسعة بحيث تشمل ما بين قزوين وهمدان الحاليتين (راجع معجم البلدان: ٢ / ٤٥٤).
[١٥] . الاحتجان: جمع الشيء وضمه إليك؛ أي تتملكه دون الناس (النهاية: ١ / ٣٤٨).
[١٦] . الرقة: من المدن السورية، وهي مدينة مشهورة تقع على نهر الفرات، بينها وبين حران ثلاثة أيام (راجع معجم البلدان: ٣ / ٥٩).
[١٧] . الرها: من المدن السورية، وتقع بين الشام والموصل في الجانب الشمالي الشرقي عن الفرات، أعلى الرقة وحران، وتعرف اليوم ب " أدسا " و " أورفا ".
[١٨] . قرقيسيا: بلد على نهر الخابور قرب صفين والرقة، وعندها مصبت الخابور في الفرات، وهي الآن في العراق (راجع معجم البلدان: ٤ / ٣٢٨).
[١٩] . حران: هي قصبة ديار مضر، بينها وبين الرها يوم وبين الرقة يومان، وهي على طريق الموصل والشام والروم. فتح هذه المدينة عياض بن غنم في زمن عمر. وكانت هي المدينة التي هاجر إليها النبي إبراهيم (عليه السلام) هجرته الأولى (معجم البلدان: ٢ / ٢٣٥).
[٢٠] . هيت: بلدة في العراق على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار (راجع معجم البلدان٥: ٤٢١).
[٢١] . العرب تقول: لم يرثه كلالة: أي لم يرثه عن عرض بل عن قرب (تاج العروس: ١٥ / ٦٦٢) والمراد أنه ورث البعض عن أبيه أبي موسى الأشعري.
[٢٢] . شرح نهج البلاغة: ٤ : ٧٤ - ١٠٣ وراجع الغارات: ٢: ٥٢١ - ٥٩٠
منقول من كتاب موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الري شهري - ج ١١