ماقاله نرسيسيان[١] الفرنسي
رئيس كتّاب القنصلية البريطانية ببغداد سنة ١٣٢٨هـ ، وكان من فضلاء الأزمن زاعماً تفوّق نهج البلاغة على كلّ كلام عربي لكثرة ما فيه من السهل الممتنع الذي لا يوجد في سواه، وانقياد الأسجاع الصعاب فيه بلا تكلّف، واستشهد بقوله(عليه السلام): "أَم هَذَا الّذي أنّشأهُ في ظُلُمات الأرَامِ وَشُعُف الأستَارِ نُطفَةً دِهَاقاً وعَلَقَةً مِحَاقاَ وَجَنِيناَ وَرَاضِعاَ وَوَلِداً وَيَافِعاً ثُمَ مَنَحَهُ قَلباً حَافِظاً وَلِسَاناً لاَفِظاً وَبَصراً لاحِظاً لِيفهَمَ مُعتَبراً وَيُصَرِ مُزدَجراً حَتّى إذا قَامَ اعتدالُهُ وَاستُوُى"[٢] .
معجباً بحسن التسجيع وكيف يجري الروي كالماء السلسال على لسان الإمام(عليه السلام) ثم قال: ولو كان يرقى هذا الخطيب العظيم منبر الكوفة في عصرنا هذا، لرأيتم مسجدها على سعته يتموّج بقبّعات الإفرنج للاستقاء من بحر علمه الزاخر[٣] .