شعر: صلاح الصاوي [١]
في الذكرى الألفية للشريف الرضي
تهاوى على هدب القصيد كواكبه ***** يكفكف دمع القلب بالآه ساكبه
ومن لم تساعفه المنى عن يسارة ***** وكان خليقا، فاتوقد حازبه
نجيب ، اذا ما الدهر فاخر واعتلى ***** بأقداره , للفخر منه نواجبه
ركاب سحاب اليمن، بشرى ركابه ***** وعليا ذرى الأمجاد فيها ملاعبه
حوى الفضل من أطرافه، غير حكمة ***** تميز، من أسياقه وذوائبه
فما ضره الاخواف تخونه ***** فيعصب اطراف القوادم عاصبه
كمن تاب عن وزر، وما زال وازرا ***** فلا توبة أغنت، ولا صح تائبه
فنجح المساعي في اكتمال شروطها ***** والا فنقص الشرط نقص يجاوبه
وهل كان موسى، اذ تجاوز جاهلا ***** متى مجمع البحرين، أوكان صاحبه؟
ولكن نقصا كفه، ما كف حوته ***** وأدركها، فارتد يهديه ساربه
تعجبت ،والاسلام أكمل غاية ***** لماذا توالت في الزمان مغاربه؟
وهل أهله ، هم مسلمون حقيقة ***** فتنعى على الاسلام فيهم معايبه؟
يقال، دعاء الحال للقال ناسخ ***** فان صح الاستعداد، حقت مطالبه
وصدق النوايا، لا بلفظ، وانما ***** ليصدقها بالفعل ما أنت طالبه
أريني سوى الاسلام دينا ودنية ***** لأخلع جلدي للَّقى أنت آهبه
فما لومنا، الا كمن شن جيبه ***** فبانت اذا عوراته ومثالبه
هوالعود نضر ما يدوم لحاؤه ***** هوالوجه حي ما حياؤك خاضبه
فيا شاني الاسلام، جهلك شنؤه ***** ويا عائب الاسلام، حمقك عائبه
هوالشمس لا تخفى حقيقة نورها ***** وان كسفت، أوأنكر النور حاجبه
وهل غربت شمس، أم أن مدارنا ***** جفاها، نأى، واستدبرتها مناكبه؟
وما ضرها إن جنت الأرض واختفت ***** بأطمار ليل عابسات غياهبه؟
وماذا على الاسلام إن عشت حاطبها ***** بليل، وما ادراك ما انت حاطبه؟
هوالنور اخلاص الفؤاد وطهره ***** فإن صح الاسلام، تنور قالبه
هدى،منة تهدى،وأنت مخير***** وما للهدى أجر سوى من يناكبه
لعين حياة، لوتمس مياهها ***** مواتا،تناجت بالصداح مجادبه
ولا خير في الانسان، ينكر عقله ***** فيسري بوعر،بعدما نار لاحبه
فيا أمة الاسلام والفكر غرسها ***** ومن مائها أربى وفاءت ضواربه
تهشمت الأحقاب فوق صمودها ***** لغى زمان، هشمتها نوائبه
هل المجد نرجوه سوى هدف سما ***** حقيق، فيصميه من الرأي ثاقبه؟
فإن أعوز القربان، ما أهون الفدا ***** اذا المرء تاقت للمعالي مشاربه
وما كنت يوما بالدماء شحيحة ***** فكم اسبغت دون الوضوء صبائبه؟
ولكن اهداف الضلالة ختل ***** وهل يرتجى من زاحف السهم صائبه؟
سقوط، وتسليم، وزحف على الثرى***** وأفضل من ينبيك بالحال صاحبه
ومن عاش، لم يهدف ويجهد لغاية ***** ولم يرتبط، سقط، تخطاه حاسبه
ومن ليس في شكل، فموضوعه هبا ***** تثور به حينا وتخبومتاربه
ومن لم يحدد ذاته ووجوده ***** عديم المهايا تستباح جوانبه
ومن رام يوما أن ينافق نفسه ***** فذلك غر فاسد العقل ذاهبه
فيما أمة الاسلام، ما أنت، خبري*****على قدر غايات الوجود مراتبه
ويا أمة التوحيد، ما أنت وحدة ***** وأنت التشتيت النافرات مذاهبه
وقطعت حبل الله سبعين آلة ***** وزدت ثلاثا، في احتراب تناوبه
وقطعت أرحاما علينا عزيزة ***** فقادتك للدرك الجحود كواربه
سلام على الساري كوردة عنبدم ***** على عودها والليل حمر مخالبه
أمانا،وغبداف الشراهة حاكم ***** على الورق ما بين الضحايا تغالبه
لورقاه أعيا الأفعوان جلادها ***** فأقعى يرى من أين جاءت مساربه
على العاقب الباقي جناح مهيمن ***** وآخر دراء النصال تعاقبه
مطوقة البيت المنور ظلّها ***** تهاداك أوتاد الدجى وضواربه
فعفوك ام المؤمنين فبرنا ***** كذلك قتل الأنبياء ندائبه
ومزقت شعب الله، والله شاءه ***** شعوبا سواء، والتعارف آشبه
هوالدين عرق،والتفاضل بالتقى ***** فسيان فيه عربه وطباطبه
تفلت بنيان التراحم كبة***** ورا كبة، لم ترع ودا كباكبه
وماتت شعوب ثم اخرى على شفا ***** فلا عائد قد عاد،وناح ناحبه
ويا بئسها دنيا تهون على الفتى ***** اذا كان من أعدى عداه أقاربه
فلا هب للبأساء والخطب فازع ***** ولا وب للثأر المنادى معاقبه
ولا عز أيتام بأوطان اخوة ***** على اضعف الايمان إن عز واجبه
بيانات مذياع، وحشوجرائد ***** ويزداد جوف الطبل، تدوي دبادبه
سماعكها،زيت يصب على اللظى ***** فلا تنطفي من وقدة القلب دالبه
هنا الدم يجري والخراب مهيمن ***** وفي مجلس الشغب التماس يطايبه
نفاق سياسات وقد صار مذهبا ***** معاذره أصلا وفصلا مكاذبه
بطولة أزمان الصغار يهولها ***** - على الحرص- من ريب الزمان تقاربه
أنانية ، لوشاءها ، لنبدلت ***** له ذهبا بطحاء مكة، واصبه
وكل اختلاف الرأي مبعثه الهوى ***** وشق العصا شؤم، الأخاب ناعبه
فمن لم يكن في وحدة الحق صامدا ***** صمود الرواسي،للسوافي رواسبه
تخطفه الطير الجوارح بينها ***** وتهوى به الريح السحيق يحاسبه
ومن يحسب الاسلام ارثا، وأنه ***** من البنت أولى، فهوما هوحاسبه
اذا الدين للدنيا يباع، فقبضه ***** رميم ديون للتراب يطالبه
أهذي هي الدنيا، وانسانها كذا ***** اصفر اواتيه، وصفر ذواهبه؟
أتوها عباهل معجزين وقد جلوا ***** كأن لم يكن موج، ولا نمَّ حادبه
وجاؤا عيالا عابثين فضيعوا ***** وضاعوا، وما زال الضياع وعاذبه
فيا أمة عاشت على الدين لا له ***** يكاد ليبرا، أولتطوي مضاربه
يوحدها في الحق وهي كفورة ***** وتجهد في تمزيقه وتناصبه
أطلي على دنياك، هل بات خاليا ***** سوى سائم طابت بذل مراضبه
سوى أحمق، والنار أج أجيجها ***** شآبيب في أذياله تتواثبه
وبياع أمجاد الزمان وكعبة ***** بزق من الصهباء، ما هو شاربه
ودلال أسواق وكلك سلعة ***** ونخاس عبدان بنوك مآربه
وحاقن أحقاد مدى الدهر لم ينم ***** ووافاه يوم فيك، فارتاح جانبه
وخصم لدود بالرياء مقنغ ***** تقطر بالسم الزعاف مراحبه
وفي المال أيضا زانيات بيوتها***** ليرتادها من كل صوب أجانبه
ويا صبر، ما أغراك بالمر فانتهى ***** اليك، لذيذا صابه ومصائبه؟
أطلِّي، وهذا عالم اليوم، قاتل ***** تملي، ومقتول جفته نوادبه
لقد ضاقت الدنيا بأطماع أهلها ***** وضاقت بانسان الزمان معايبه
أجل، عالم وحش، تقوم دواهيا ***** وتنفض بالآدهى عليك مآدبه
تغول واستشرى فسادا ونهمة ***** وليس سوى ميراثك اليوم آدبه
يمزق أوطانا اذا شاء فرقة ***** ويجمع أحلافا على ما يناسبه
له كل يوم منك هبرة جائع ***** تهاوى لها فوق القصيد كواكبه
أتبكين للأفغان،كان بكاؤها ***** ونجم بخارى يختفي عنك غاربه
تنوحين يا ملتاعة القدس بعدما ***** تواكلت دهرا، واستباك تثاؤبه
لقد ضاع هذا القدس يوم تآلبت ***** تواصت على غرناط فتكأ قراضبه
دماؤك مطول مدى الدهر نازف ***** فقانيه يطفوقبل ما جف كاهبه
وخصمك منذ البدء،لا غير،واحد ***** يوارب، والحرباء، جاء غربا جلائبه
فهاتي كتاب النائبات وراجعي ***** وهيهات يعفوعن لدانك ساغبه
صمدت مع الاسلام يوما، فطأطأت ***** ودانت لك الدنيا، وقد عز جانبه
وما كنت الا وحدة فتصرمت ***** ترامت مع الاطماع،حلت مغاربه
ألما تذوقي للقطيعة مرها ***** ألم تألمي للقطع جارت قواضبه؟
حدودك شطئان هيار رسوبها ***** فللجرفِ بعد الطرح فيها تلاعبه
أوالغمر يعلوها ويخسف وجهها ***** فلا ند عن أيك، ولا راح غائبه
أجيبي، من المسئول عن ذا جميعه ***** وعما تعالت بالزوان معاشبه؟
قديم النوى يدعواليه جديده ***** وفي سعة الاسلام يأبد عاشبه
فلا يرتجى يوما حصاد لحنطة ***** ولا ترتجى بين الرياض أوالبه
ترين جميعا، غيرأن قلوبهم ***** وإن أضمرت، شتى ،وذلك عاضبه
ولو وحدوا حقا، لثم توحدت ***** قلوب، غدت قلبا، وزالت مشاغبه
فواحدة، اما نهوض بوحدة ***** من الدمع أصفى، طهرته لواهبه
واما كثير، والتكثر ذاهب ***** وليس سوى عار التفتت آيبه
وعفوا، قسا لفظي، ولا عن اساءة ***** ولكن، نصيح روحه من يخاطبه
نعم ، نحن في ذكرى الشريف وإنّها ***** هي المسك، بل المسك منها أطايبه
ولكن أحداث الزمان وحاضرا ***** طغى، عن الفكر المعذب واجبه
وأكرم تكريم لذكراه أن ترى***** سجاياه مشقا للنفوس تراقبه
منارة حق بين جور وفتنة ***** وجهل تمادت في الزمان خرائبه
كاني «بدار العلم» وهو مهيمن ***** كعادته، والحزم في العين عاتبه
يقول، لو أني في مكانك واقف ***** لما زدت عما أنت بالدمع كاتبه
اذا يومنا لم يعل أمس كرامة ***** فذلك نفس الموت، بئست عواقبه
وختام،والاسلام لعبة لاعب ***** ومضغة أنياب الوحوش تجاذبه؟
[١] . الدكتور صلاح الصاوي ، مصري الجنسية، حصل على الدكتوراه من كلية الشريعة عام ١٩٨٥م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى , يعمل حاليا الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا .
منقول (بتصرف) من مجلة العرفان العدد/٧٣٦