وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
كيف تسنّى للرضي جمع خطب الإمام عليه السلام ؟

السؤال :

كيف تسنى للرضي جمع خطب الإمام عليه السلام ؟

الجواب :

استعان الشريف الرضي في جمع كلام الإمام أمير المؤمنين (عليه السَّلام) بالكتب الكثيرة التي كانت في متناول يده آنذاك، فقد كانت بغداد في ذلك اليوم تزخر بالمكتبات العامة والخاصة الفريدة التي تضُمُّ كتباً كثيرة، ومن جملة تلك المكتبات مكتبة أخيه السيد المرتضى علم الهدى (رحمه الله) التي كانت تشتمل على ثمانين ألف مجلد .
وبالنسبة إلى وفرة الكتب في ذلك الزمان ببغداد يقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان: " لم يكن في الدنيا أحسن مكتبة منها، كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة، وأصولهم المحررة، فيا للأسف والأسى على إعدام أيادي الجناة تلك الجواهرالفريدات في سنة ٤٤٧ " [١] .
وبالطبع فلولم يجمع الشريف الرضي ما اختاره من كلام أمير المؤمنين (عليه السَّلام) في نهج البلاغة من تلك المصادر لكنا محرومين منه أيضا اليوم بكل تأكيد .
ذلك لأن ما وصل من خطب الإمام (عليه السَّلام) إلى المؤرخ الشهير المسعودي المتوفى سنة: ٣٤٦ هجرية [٢] كانت أربعمائة ونيف وثمانون خطبة، ولا شك أن خطب الإمام (عليه السَّلام) تتجاوز في الأصل هذه الكمية، والحال أن الموجود منها في نهج البلاغة وغيره من الكتب لا يبلغ بمجموعه نصف هذا العدد   [٣] .
هذا ومن اللازم أن لا ننسى دور أعداء علي (عليه السَّلام) في القضاء على الكثير من الكتب والمصادر التي كانت تزخر بفضائل علي (عليه السَّلام) وكلامه في شتى المواقف، يقول العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي: " ... فقد علمت أنه استولى بنوأمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريف عليه ووضع المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع المنابر، وتوعّدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديثٍ يتضمّن له فضيلة أويرفع له ذكراً، حتى حَظَّروا أن يُسمى أحد باسمه ... "  [٤] .

---------------------------------------------------
[١] . الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ٧ / ١٩٢، للعلامة المُحقق الشيخ آغا بزرك الطهراني (قدَّس الله نفسه الزَّكية) .
[٢] . أي قبل أن يولد الشريف الرضي بأكثر من عشر سنوات، لأنه توفي سنة: ٤٠٦ عن ٤٧ سنة.
[٣] . لمزيد من المعلومات يراجع: الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ٧ / ١٩٢ .
[٤] . شرح نهج البلاغة: ١ / ٢٩ و ١٧ .
****************************