وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
ماهو نهج البلاغة - الثالث

السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني

 سر الشك في نهج البلاغة

إن مجحوعة نهج البلاغة عِقْدٌ في الأدب ثمين وينبوع للعلم عزيز المادة لا ينبغي أن يستخف بوزنه لمجرد تعصب أشخاص أوطوائف ضعيفة المركز لا تعرف ثمن الحكمة ولا تلتفت إلى العواقب، قام في عصره سيد الشعراء بلا مراء ألا وهوالشريف الرضي فسّنَّ لنهضة النَّشْأ العربي نهج البلاغة واختار من مختار كلام أميرالبلاغة وإمام الإنشاء مجموعة وافية بالغرض وثق من أسنادها وهوالثقة عند الجميع.

فما بال بعض إخواننا المنتمين إلى أهل السنة يقدحون في هذا الكناب كله لمجرد تأثرهم مما في الخطبة الشقشقية وحدها ؟!

وما بال بعض المتطرفين من إخواننا الشيعة يتوقفون في توثيق هذه المجموعة القيمة لمجرد استبعادهم لخطبة (لله بلاء فلان) المتضمنة تأبين سيدنا علي عليه السلام لعمر ونعته بالوصف الجميل ؟!

ولنا في كلتا الخطبتين مجال التأويل.

صحة إسناد الشقشقية[١]

أما الخطبة الشقشقية[٢] فلا يجوز لعالم أومنتحل للعلم أن يراها من الشريف الرضي، لأن كثيراً من أدباء عصره أثبتوها في مدوناتهم وأرسلوا نسبتها إلى علي إرسال المسلمات، كالوزير الآبي ابي سعيد منصور[٣] المتوفى ٤٢٢ هـ في كتابه نثرالدرر ونزهة الأديب.

ولوكانت الشقشقية وليدة عصرهم لعرفوا أمرها وتثبتوا في إسنادها شأن المعاصر مع معاصريه، ويدلك على أن شقشقية الوزير غيرمنقولة عن نهج البلاغة اختلاف بينهما في بعض الألفاظ والجمل.

وهناك من مشايخ الرضي الشيخ المفيد[٤] أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان علامة بغداد ورئيس المتكلمين بها في دولة بني بويه، وكان الشريف الرضي قد تلمذ على هذا الشيخ من عهد صباه وألف شيخه هذا كتاباً في المناقب اسماه الإرشاد نسبته إليه تجد فيه كثيراً من خطب الإمام عليه السلام ومن جملتها الخطبة الشقشقية أوردها في الصحيفة ١٣٥ قائلاً: وروى جماعة من أهل النقل من طرق مختلفة عن ابن عباس قال: كنت عند أميرالمؤمنين عليه السلام بالرحبة فذكرت الخلافَةُ وتقديم من تقدم عليه فتنفس الصعداء ثم قال: أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة... الخ.

ولا يجوز اقتباس الشيخ المفيد هذه الخطبة من نهج البلاغة ونقلها إلى كتابه: لأن الرضي لا يُمَهَّد للخُطْبَةِ إسْناداً بل يقول: ( ومن خطبة له وهي معروفة بالشقشقية: أما والله لقد تقصمها ) إلى آخر الخطبة في حين أن شيخه المفيد يمهد لها قصة وإسناداً.

زد على ذلك أن العادة تقضي بنقل التلامذة عن شيوخهم لا الشيوخ عن تلامذتهم، ويدلك على أن شقشقية المفيد غيرمنقولة عن نهج البلاغة لاختلاف بينهما في بعض الألفاظ والجمل.

والنتيجة أنفرد الشريف الرضي في نقله من مصدر له، وأنفرد شيخه المفيد في نقله عن مصدر آخر وأنفرد الوزير في نقله عن مصدر ثالث. نعم إنَّ جوهوالمعاني والمقاصد واحد في الجميع.

الشقشقية كما في نهج البلاغة

اَمَا وَالله لَقَدْ تَقَمَّصّها فُلانَّ[٥]، وَأِنَّهُ لَيَعْلَمُ أنَّ مَحَلَّيَ مِنَهَا مَحَلُّ القُطْبِ منَ الرَّحاء، يَنْحَدِرُ عَنَّي السَّيْلٌ، وَلا يَرْقًى إِلىَّ الطَّيْرُ، فَسَدلْتُ دُونَهَا ثَوْباً، وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً، وَطَفِقْتُ أَرتَني بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَد جّذَّاَ أَوأَصْبرَ عَلى طَخْيَة عَمْيَاءَ، يَهْرَمُ فيهّا الكَبيرُ، وَيَشِيبُ فيهّا الصَّغِيرُ، وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ. فَرأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَعَلَى هَاتَا أَحْجِى، فَصَبَرتُ وفي الْعَيْنِ قَذىً، وَفي الحَلْقِ شَجاً، أرى تُرَاثي نَهْباً، حَتَّى مّضّى الأوَلُ لِسبِيِلهِ، فّأدْلّى بهّا إلَى فلان بَعْدَهُ.

ثم تمثل بقول الاعشى:

شتان ما يومي على كورها              ويوم حيان أخي جابر

فَيَا عَجَبَا !! بَيْنَا هُويَسْتَقِيلُها في حَيَاتِهِ إَذْ عَقَدَهَا لاخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ. لَشَدَّ مَا تَشَطَّراَ ضَرْعَيْهَا ! فَصَيَّرّهَا في حَوْزَة خَشْنَاءَ يَغرّضْلُظٌ كَلمُهَا، وَيَخْشُنُ مَسَّهَا، وَيَكْثُرُ العِثَارُ (فيها) وَالاْعْتَذَارُ مِنْهَا، فَصَاحِبُهَا كَراكِب الصَّعْبَةِ، أَنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ، وَإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ، فَمُنِيَ النَّاسُ. لَعَمْراللهِ. بِخَبْط وَشِمَاس، وَتَلَوَّن وَاَعْتِرَاض. فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ المْدَّة، وَشدَّةِ المِحْنَةِ، حَتَّى إذا مَضَى لِسبِيلهِ جَعَلَهَا في جَمَاعَة زَعَمَ أَنَّي أَحدُهُمْ فَياللهِ وَلِشَّورى ! مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الأوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّى صِرْتُ أٌقرّن إلى هِذهِ النَّظَائِرِ! لكِنَّي أَسفَفْتُ إذْ أَسَفَّوا، وَطِرْتُ إذْ طَارُوا، فَصَغَا[٦] رَجُلُ مِنْهُمْ لِضِغْنِه، وَمِالَ الاْخَرُ لِصهرْهِ مَعَ هَن وَهَن.

إلى أَنْ قَامِ ثالِثُ القَوْمِ، نَافِجَاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نِثِيلهِ ومُعْتَلَفِهِ، وَقَامَ مَعَهُ بَنُوأبِيهِ يَخْضَموُنَ مَالَ اللهِ خَضْمَ الاْبِل نِبْتَةَ الرَّبِيعِ،إلىَ أَنِ انْتَكَثَ عَليْهِ فَتْلُهُ، وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ، وَكَبَتْ بِه بِطْنَتُهُ. فَمَا رَاعَنِي إلاَّ وّالنَّاسُ إلىَّ كَعُرْفِ الضَّبُعِ، يَنْثَالُونَ عَلَيَّ

مِنْ كُلَّ جَانِب، حَتَّى لّقَدْ وُطِيءَ الحَسَنَانِ، وَشُقَّ عِطْفَايَ، مُجْتَمِعِينَ حَوْلي كَرَبِيضَةِ الغَنَمِ.

فَلمَّا نَهضْتُ بِالأمْرِ نَكَثَتْ طًائِفَةٌ،وَمَرَقَتْ أُخْرَى، فَسَقَ (وقسط) آخرُونَ كأنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (تِلْكِ الدَّارُ الْاخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذيِنَ لَا يُرِيدُوُنَ عُلُوَّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقين )[٧] بَلَى ! وَللهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْها، ولَكِنَّهُمْ حَليَتَ الدَّنْيَا في أَعْيُنَهمْ، وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا !

أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَة،لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِر، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بُوجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أّخَذَ اللهُ عَلَى العُلَمَاء ألاَّ يُقَاروَّا عَلَى كِظَّةِ ظاَلم، ولاَ سَغَبِ مَظْلُوم،لاَلقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوِلَّها، وَلاَ لفَيْتُم دُنْيَاكُمْ هِذِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزِ!

 (قالوا) وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتاباً فاقبل ينظر فيه، قال له ابن عباس (رض): يا أمير المؤمنين لواطْرَدْتَ خطبتك من حيث أفضيت ؟

قال: هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت.

قال ابن عباس: فوالله ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام أن يكون أميرالمؤمنين بلغ منه حيث أراد.

الشقشقية كما في نسخة الآبي

قال الوزير: وذكرت عنده الخلافة فقال:

لقد تقصمها ابن أبي قحافة وهويعلم أن محلي منها محل القطب ينحدر عني السيل ولا تترقى إلى الطير، فصبرت وفي الحلق شجى وفي العين قذى لما رأيت تراثي نهباً فلما مضى لسبيله صَيَّرها إلى أخي عدي فصيرها في ناحية حشناء تمنع مسها ويعظم كلامها فمني الناس بتلوم وتلوم وزلل واعتذار، فلما مضى لسبيله صيرها إلى ستة زعم أني أحدهم ! فيالله وللشورى متى اعترض فِيَّ الريب فأقرن بهذه النظائر، فما رجل لضعنه وصفى آخر لصهره وقام ثالث القوم نافجا حضنية بين نثلة ومعلفة وقام معه بنوأبيه يهضمون مال الله هضم الإبل نبته الربيع، فلما أجهزعليه عمله ومضى لسبيله ما راعني إلا والناس إلي سراعا كعرف الضبع وانثالوا عليَّ من كل فج حتى وطئ الحسنان وأنشق عطفاي فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وفسق آخرون كانهم لم يسمعوا كلام الله يقول: (تِلْكَ الدَّارُالْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذينَ لَا يُريدُونَ عُلُوَّا فِي الْأرْضِ وِلَا فَساداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين ) بلى والله لقد سمعوها ولكنهم احلولت الدنيا في عيونهم وراعهم زبرجها. أما والله لولا حضور الحاضر ولزوم الطاعة وما اخذ الله على العباد أن لا يقروا كظة ظالم ولا شغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أهون عندي من عفطة عنز:

سيان[٨] ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر

فقام رجل من القوم ناوله كتاباً شغل به.

قال ابن عباس: فقمت إليه وقلت: يا أمير المؤمنين لوبلغت مقالتك من حيث قطعت ؟

فقال: هيهات كانت شقشقة هدرت فقرت.

الشقشقية كما في إرشاد المفيد

أم والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وأنه ليعلم أن محلي محل القطب من الرحا ينحدرعني السيل ولا يرقى إلىَّ لكني سدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحا، وطفقت ارتاي بين أن أصول بيد جذاء أواصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبيرويشيب فيها الصغيرويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأيت أن الصبرعلى هاتا أحجي فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهباً، إلى أن حضره أجله فادلى بها إلى عمر فيا عجبا بينا هويستقيلها في حياته إذ عقدها لأخر بعد وفاته لشد ما تشطر ضرعيها:

شتان ما يومي على كورها              ويوم حيان أخي جابر

فصيرها والله في ناحية خشناء يجفومسها ويغلظ كلمها ويكثر العثاروالاعتذارمنها صاحبها كراكب الصعبة أن أشنق لها خرم وإن أسلس لها عسفأ فمعنى الناس لعمرلله يخبط وشماس وتلون واعتراض، إلى أن حضرته الوفاة فجعلها شورى بين جماعة زعم أنى أحدهم ! فيالله ولشورى متى أعترض الريب فِيَّ مع الأولين منهم حتى صرت الآن أقرن بهذه النظائر، لكني اسففت إذ اسفوا وطرت إذ طاروا صبراً على طول المحنة وانقضاء المدة فمال رجل لضغنه وضفى آخرلصهره مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم ناجفاً حضينة بين نثيله ومعتلفه وأسرع معه بنوأبيه يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع، إلى أن ثوت بطنته وأجهز عليه عليه عمله فما راعني من الناس إلا وهم رسل إليَّ كعرف الضبع يسألونني أن أبايعهم.

وانثالوا عليَّ حتى لقد وطئ الحسنان وشق عطفاي، فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة مرقت آخرون كانهم لم يسمعوا الله تعالى يقول (تِلْكَ الدَّارُالْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذينَ لَا يُريدُونَ عُلُوَّا فِي الْأرْضِ وِلَا فَساداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين ) بلى والله لقد سمعوا ووعوها ولكن حليت دنياهم في أعينهم وراقهم زبرجها، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر ولزوم الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفوا دنياهم بهذه أزهد عندي من عفطة عنز.

قال: فقال إليه رجل من أهل السواد فناوله كتاباً فقطع كلامه قال ابن عباس، فما اسفت على شيء ولا تفجعت كتفجعي على ما فاتني من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام فلما فرغ من قراءة الكتاب قلت: يا أمير المؤمنين لواطردت مقالك من حيث انتهيت إليها ؟

فقال:هيهات يا بن عباس كانت شقشقة هدرت ثم قرت.

شقشقية البرقي[٩] عن كتاب علل الشرائع[١٠]

والله لقد تقصمها ابن أبي قحافة وأنه ليعلم أن محلي القطب من الرحى ينحدر عنه السيل ولا يرتقي إليه الطير، فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحا وطفقت ارتاي بين أن أصول بيد جذاء أوأصبرعلى طخية عمياء يشيب فيها الصغيرويهرم فيها الكبيرويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبرعلى هاتي أحجي فصبرت وفي القلب قضى وفي الحلق شجى، أرى تراثي نهباً حتى إذا مضى لسبيله فادلى بها إلى فلان بعد ! فيا عجبا بينا هويستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته، فصبر والله في حوزة خشناء يخشن مسها ويغلظ كلمها ويكثر العثار والاعتذارمنها، فصاحبها كراكب الصعبة أنْ عنف بها حرن وإنْ اسلس بها غسق فمني الناس لعمرالله بخبط وشماس وتلون واعتراض مع هن وهن، فصبرت على طول المدة وشدة المحنة حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم إني منهم ! فيالله ولشورى متى أعترض الريب فِيَّ من الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر، فمال رجل لضغنه وأصفى آخر لصهره وقام ثالث القوم ناجفا حضنيه بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنوأبيه يهضمون مال الله هضم الإبل نبتة الربيع حتى أجهزعليه عمله وكبت به مطيبته فا راعني إلا والناس إلى كعرف الضبع قد انثالوا عليَّ من كل جانب حتى لقد وطا الحسنان وشق عطفاي حتى أذا نهضت بالأمر نكثت طائفة وفسقت أخرى ومرق آخرون، كانهم لم يسمعوا الله تعالى يقول: يقول (تِلْكَ الدَّارُالْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذينَ لَا يُريدُونَ عُلُوَّا فِي الْأرْضِ وِلَا فَساداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين ) بلى والله لقد سمعوها ووعوها ولكن احلولت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها، والذي المحبة وبرا النسمة لولا حضوروقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء إلا يقروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألفيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفتم دنياكم أزهدعندي من عفطة عنز.

قال: وناوله رجل من أهل السواد كتاباً فقطع كلامه وتناول الكتاب.فقلت يا أميرالمؤمنين لواطردت مقالك إلى حيث بلغت ؟

فقال: هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت، فقال ابن عباس: فما أسفت قط كلام قط كأسفي على كلام أمير المؤمنين عليه السلام إذ لم يبلغ به حيث أراد.

شقشقية الجلودي[١١] عن كتاب معاني الأخبار

والله لقد تقمصها أخوتيم وأنه ليعلم أن محلي محل القطب من الرحى ينحدر منه السيل ولا يرتقي إليه الطير فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحا، وطفقت ارتأي بين أن أصول بيد جزاء أواصبرعلى طخية عمياء يدب فيها الصغيرويهرم فيها الكبيرويكدح مؤمن حتى يلقى الله، فرأيت الصبرعلى هاتين أحجي فصبرت وفي العين قذى وفي الحق شجى أرى تراثي نهباً حتى إذامضى لسبيله عقدها لأخي عدي بعدهُ فيا عجباً بينا هويستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته فصيرها والله في حوزة يخشن مسها ويغلظ كَلمُها ويكثرالعثاروالاعتذار فصاحبها كراكب الصعبة إنْ عنف بها حرن وأن أسلس بها عسف فمني الناس بتلون واعتراض وبلواي مع هن وهنَي فصبرت على طول المدة وشدة المحنة حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني منهم ! فيالله لهم وللشورى متى أعترض الريب فِيَّ مع الأول حتى صرت الآن أقرن بهذه النظائر، فمال رجل بضغنه واصفى آخر لصره وقام ثالث القوم الآن أقرن بهذه النظائر، فمال رجل بضغنه واصغى آخرلصهره وقام ثالث القوم ناجفاً حضينه بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنوأبيه يهضمون مال الله هضم الإبل نبت الربيع حتى أجهزعليه عمله فما راعني الا والناس إليَّ كعرف الضبع قد انثالوا عليَّ من كل جانب حتى لقد وطأ الحسنان وشق عطفاي حتى إذا نهضت بالأمر نكثت طائفة وفسقت أخرى ومرق آخرون ومرق آخرون، كأنهم لم يسمعوا الله تعالى يقول:

(تِلْكَ الدَّارُالْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذينَ لَا يُريدُونَ عُلُوَّا فِي الْأرْضِ وِلَا فَساداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين ) بلى والله لقد سمعوا ولكن احلولت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الناصروقيام الحجة وما أخذ الله على العلماء ألا يقروا كظة ظالم ولا سغب مظلوم ولألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكاس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من حبقة عنز.

قال: وناوله رجل من أهل السواد كتاباً فقطع كلامه وتناول الكتاب فقلت:يا أميرالمؤمنين لواطردت مقالتك إلى حيث بلغت ؟ فقال: هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت، فما أسفت على كلام قط كأسفي عن كلام امير المؤمنين صلوات عليه أنه لم يبلغ حيث أراد.

يتبع  ...

------------------------------------------------------------
[١] . الشَّقْسقيةُ: لهَاة البعير ولا تكون إلا للعربيّ من الإبل، وهوشيء كالرَّئة يخرجها البعيرمن فيه إذا هاج. لسان العرب ج ١ / ١٨٥ مادة (شقق) وتاج العروس: ج١٣ / ٢٥٠ مادة (شقق).
[٢] . شّرحّهّا غيْرُ واحِدٍ من الأَعلام، كانَ آخِرهم العلاّمة الخطيب الكبير الشيخ عبد اللطيف البغداديّ رحمه الله تعالى والتفتَ فيها إلى نكاتٍ عِلميْة لم يُنَبّه عليها غْيرُهُ وقد قَرَأَ عَلَيَّ الشَّرْحَ في أَثْناء إتمامِهِ، ولا ادري أطُبعَ بعد وفاته ام لا.
[٣] . الوزير السعيد ذوالمعالي زين الكفاة أبوسعيد منصور بن الحسين الأبي، فاضل، عالم، فقيه، شاعر نحوي، لغوي، جامع لأنواع الفضل، قرأ على الشيخ الطوسي، وزيرلمجد الدولة البويهي، له كتاب نزهة الأدب وكتاب نثر الدرر، توفي سنة ٤٢٢ هـ أعيان الشيعة: ج ١٠ / ١٣٨.
[٤] . محمد بن محمد بن النعمان المفيد، المكني أباعبدالله المعروف بابن المعلم، المولود سنة ٣٣٨ هـ له كتاب المقنعة وكتاب الإرشاد وكتاب في أحكام أهل الجمل وغيرها توفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ٤١٣ هـ. الفهرست: ٢٣٨.
[٥] . كما وردت في شرح ابن أبي الحديد.
[٦] . أيْ: مالَ.
[٧] . القصص: ٨٣.
[٨] . هذا تصحيف طريف لكن المعنى فيه ضد المعنى في الرواية المشهورة (شتان).
[٩] . أحمد بن أبي عبد الله محمد البرقي، أبوجعفر، كان ثقة في نفسه، يروي عن الضعفاء واعتمد المراسيل، له كتاب المحاسن وكتاب صوم الأيام وكتاب البلدان والمساحة وغيرها، توفي سنة ٢٧٤ هـ.رجال النجاشي: ٧٦.
[١٠] . علل الشرائع: ج١ / ١٥٠.
[١١] . عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الجلودي يكنى أبا أحمد من أهل البصرة، له كتاب المرشد والمسترشد وكتاب المتعة وما جاء في تحليلها وكتاب مجموع قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، توفي سنة ٣٣٢. الكنى والالقاب ج٢ / ١٤٨.
****************************