الشاعر بول شاوول [١]
في استطلاع تحت عنوان الوطن العربي تسأل في بيروت: إذا احترقت مكتبتك فإيّ كتاب تنفذ؟
جاء فيه جواب بول شاوول (شاعر وصحافي): أنقذ كتاب نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب [٢]
الأستاذ جورج جرداق [٣]
نهج البلاغة آخذ من الفكر والخيال والعاطفة آيات تتّصل بالذوق الفنّي الرفيع ما بقي الإنسان وما بقي له خيال وعاطفة وفكر، مترابط بآياته متساوق، متفجّر بالحسّ المشبوب والإدراك البعيد، متدفّق بلوعة الواقع وحرارة الحقيقة والشوق إلى معرفة ما وراء هذا الواقع، متآلف يجمع بين جمال الموضوع وجمال الإخراج، حتّى ليندمج التعبير بالمدلول، أو الشكل بالمعنى، اندماج الحرارة بالنار، والضوء بالشمس، والهواء بالهواء، فما أنت إزاءة إلاّ ما يكون المرء قبالة السيل إذ ينحدر، والبحر إذ يتموّج، والريح إذ تطوف، أو قبالة الحدث الطبيعي الذي لابدّ له أن يكون بالضرورة على ما هو كائن عليه من الوحدة، لاتفرّق بين عناصرها إلاّ لتمحو وجودها وتجعلها إلى غير كون.
بيانٌ لو نطق بالتقريع لانقضّ على لسان العاصفة انقضاضاً، ولو هدّد الفساد والمفسدين لتفجّر براكين لها أضواء وأصوات، ولو انبسط في منطق لخاطب العقول والمشاعر، فأقفل كلّ باب على كلّ حجّة غير ما ينبسط فيه، ولو دعا إلى تأمّل لرافق فيك منشأ الحس وأصل التفكير، فساقك إلى ما يريده سوقاً، ووصلك بالكون وصلاً، ووحّد فيك القوى للاكتشاف توحيداً، وهو لو راعاك لأدركت حنان الأب ومنطق الأبوّة وصدق الوفاه الإنساني وحرارة المحبة التي تبدأ ولا تنتهي، أمّا إذا تحدّث إليك عن بهاء الوجود، وجمالات الخلق، وكمالات الكون، فإنّها يكتب على قلبك بمدادٍ من نجوم السماء.
بيانٌ هو بلاغة من البلاغة وتنزيل من التنزيل، بيانٌ اتّصل بأسباب البيان العربي، ما كان منه وما يكون، حتّى قال أحدهم في صاحبه: إنّ كلامه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق.
وخطب الإمام جميعاً تنضح بدلائل الشخصيّة، حتّى لكأنّ معانيها وتعابيرها هي خوالج نفسه بالذات، وأحداث زمانه التي تشتعل في قلبه كما تشتعل النار في موقدها تحت نفح الشمال، فإذا هو يرتجل الخطبة حسّاً دافقاً وشعوراً زاخراً وإخراجاً بالغاً غاية الجمال، وكذلك كانت كلمات علي بن أبي طالب المرتجلة، فهي أقوى ما يمكن للكلمة المرتجلة أن تكون من حيث الصدق وعمق الفكرة وفنّية التعبير، حتّى أنّها ما نطقت بها شفتاه إلاّ ذهبت مثلاً سائراً.
والخلاصة أنّ علي بن أبي طالب أديب عظيم نشأ على التمرّس بالحياة، وعلى المرانة بأساليب البلاغة، فإذا هو مالك يقتضيه الفنّ من أصالة في شخصية الأديب، ومن ثقافة تنمو بها الشخصيّة وتتركّز الأصالة.
أمّأ اللغة لغتنا العربية الحبيبة التي قال فيها (مرشلوش) في المجلّد الأول من كتابه (رحلة إلى الشرق) هذا القول الذكي: "اللغة العربية هي الأغنى والأفصح والأكثر والألطف وقعاً بين سائر لغات الأرض بتراكيب أفعالها، تتبع طيران الفكر وتصوّره بدقّة، وبأنغام مقاطعها الصوتية تقلّد صراخ الحيوانات، ورقرقة المياه الهاربة، وعجيج الرياح وقصف الرعد".
أمّأ هذه اللغة بما ذكر (مرشلوس) من صفاتها وبما لم يذكر، فإنّك واجدٌ أصولها وفروعها وجمال ألوانها وسحر بيانها في أدب الإمام علي، وكان أدباً في خدمة الإنسان والحضارة...
وإنّ قسط علي بن أبي طالب من الذوق الفنّي، أو الذوق الجمالي لممّا يندر وجوده لدى الكثيرين، وذوقه هذا كان المقياس الطبيعي الضابط للطبع الأدبي عنده، أمّأ طبعه في ذلك فهو طبع ذوي الأصالة والموهبة الذين يرون فيشعرون، ويدركون فتنطلق ألسنتهم بما تجيش به قلوبهم، وتنكشف عنه مداركهم انطلاقاً عفوياً، لذلك تميّز عليّ بالصدق كما تميّزت به حياته، وما الصدق إلاّ ميزة الفنّ الأولى ومقياس الأسلوب الذي لايُخادع.
وإنّ شروط البلاغة ـ التي هي موافقة الكلام لمقتضى الحال ـ لم تجتمع لأديب عربي كما اجتمعت لعلي بن أبي طالب، فإنشاؤه أعلى مَثَل لهذه البلاغة بعد القرآن، فهو موجز على وضوح قويّ جيّاش تامّ الانسجام لما بين ألفاظه ومعانيه وأغراضه من ائتلاف، حلو الرنّة في الأذن، موسيقيّ الوقع، وهو يرفق ويلين في المواقف التي لاتستدعي الشدّة، ويشتدّ ويعنف في غيرها من المواقف، لاسيّما ساعة يكون القول في المنافقين المراوغين وطلاّب الدنيا على حساب الفقراء والمستضعفين وأصحاب الحقوق المهدورة، فأسلوب علي صريح كقلبه وذهنه، صادق كطويّته، فلا عجب أن يكون نهجاً للبلاغة، وقد بلغ أسلوب علي من الصدق حدّاً ترفّع به حتّى السجع عن الصنعة والتكلّف، فإذا هو ـ على كثرة ما فيه من الجمل المتقاطعة الموزونة المسجعة ـ أبعد ما يكون عن الصنعة وروحها، وأقرب ما يكون من الطبع الزاخر.
فانظر إلى هذا الكلام المسجّع، وإلى مقدار ما فيه من سلامة الطبع:
"يَعلَمُ عَجيجَ الوُحُوشِ فِي الفَلَوَاتِ، وَمَعَاصِيَ العِبَادِ فِي الخَلَوَاتِ، وَاختِلاَفَ النَينَانِ فِي البِحَارِ الغَامِرَاتِ، وَتَلاَطُمَ المَاءِ بِالرِّيَاحِ العَاصِفَاتِ".
أو إلى هذا القول في إحدى خطبه: "وَكَذلِكَ السّمَاءُ وَالهَوَاءُ وَالرِّيَاحُ وَالمَاءُ، فَانظُر إلى الشَّمسِ وَالقَمَرِ، وَالنّبَاتِ وَالشّجَرِ، وَالمَاءِ وَالحَجَرِ، وَاختِلاَفِ هَذَا اللّيلِ وَالنَّهَارِ، وَتَفَجُّرِ هَذِهِ البِحَارِ، وَكَثرَةِ هَذِهِ الجِبَالِ، وَطُولِ هَذِهِ القِلاَلِ، وَتَفَرُّقِ هَذِهِ اللُّغَاتِ وَالاَلسُنِ المُختَلِفَاتِ..." الخ.
وأُوصيك خيراً بهذا السجع الجاري من الطبع "ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزِينَةِ الكَوَاكِبِ وَضِيَاءِ الثَّواقِبِ، وَأَجرَى فِيهَا سِرَاجاً مُستَطِيراً، وَقَمَراً مُنِيراً فِي فَلَكٍ دَائِرٍ وَسَقفٍ سَائِرٍ..." الخ.
فإنّك لو حاولتَ إبدال لفظٍ مسجوع في هذه البدائع جميعاً بآخر غير مسجوع، لعرفت كيف يخبو إشراقها ويبهت جمالها، ويفقد الذوق فيها أصالته ودقّته، فالسجع في هذه الأقوال العلويّة ضرورة فنيّة يقتضيها الطبع الذي يمتزج بالصنعة امتزاجاً، حتّى لكأنّهما من معدن واحد، يبعث النثر شعراً له أوزان وأنغام ترفق المعنى بصورٍ لفظيّة لا أبهى منها ولا أشهى.
وإذا قلنا إنّ أسلوب علي تتوفّر فيه صراحة المعنى وبلاغة الأداء وسلامة الذوق الفنّي، فإنّما نشير على القارئ بالرجوع إلى نهج البلاغة ليرى كيف تتفجّر كلمات عليٍّ من ينابيع بعيدة القرار في مادّتها، وبأي حُلّة فنية رائعة الجمال تمور وتجري.
وإليك هذه التعابير الحسان في قوله:
"المُرءُ محبُوءٌ تَحتَ لِسَانِهِ" وفي قوله: "الحِلمُ عَشِيرَةٌ" أو في قوله: "مَن لاَنَ عُودُهُ كَثُفَت أغصانُهُ".
أو في قوله: "كُل وِعاءٍ يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ إلاّ وِعَاءَ العِلمِ فَإِنّهُ يَتّسِعُ" أو في قوله أيضاً: "لَو أَحَبّني جَبَلٌ لَتَهافَتَ"
أو في هذه الأقوال الرائعة: "العِلمُ يحرُسُكَ وَاَنتَ تَحرُسُ المالَ" "رُبَّ مَفتُونٍ بِحُسنٍ القَولِ فِيهِ" "إذا أقبَلَتِ الدٌّنيَا عَلَى أحَدِ أعَارَتهُ مَحَاسِنَ غَيرِهِ وَإذَا أدبَرَت عَنهُ سَلَبَتهُ مَحَاسِنَ نَفسِهِ" "ليَكُن أمرُ النَّاسِ عِندَكَ فِي الحقّ سَوَاءً" "افعَلُوا الخيرَ وَلاَ تَحقِرُوا مِنهُ شَيئاً فإنَّ صَغيرَهُ كَبِيرٌ وَقَلِيلَهُ كَثيرٌ" "هَلَكَ خُزَّانُ الأموَالِ وَهُم أَحيَاءٌ" "مَا جَاعَ فَقيرٌ إلاّ مُتّعَ بِهِ غَنِيٌّ".
فأنت ترى ما في أقواله هذه من الأصالة في التفكير والتعبير، هذه الأصالة التي تلازم الأديب الحقّ بصورة مطلقة، إلاّ إذا فاتته الشخصية الأدبية ذاتها.
ويبلغ أسلوب علي قمّة الجبال في المواقف الخطابية، هذه الأصالة التي تثور بها عاطفته الجيّاشة، ويتّقد خياله فتعتلج فيه صور حارّة من أحداث الحياة التي تمرّس بها، فإذا بالبلاغة تزخر في قلبه، وتتدفّق على لسانه تدفّق البحار، ويتميّز أسلوبه في مثل هذه المواقف بالتكرار بغية التقرير والتأثير، وباستعمال المترادفات، وباختيار الكلمات الجزلة ذات الرنين.
والخطباء في العرب كثيرون، والخطابة من فنونهم الأدبية التي عرفوها في الجاهلية والإسلام، ولاسيّما في عصر النبي والخلفاء الراشدين، لما كان لهم بها من حاجة، أمّا خطيب العهد النبويّ الأكبر فالنبي لا خلاف في ذلك، أمّا في العهد الراشدي وفيما تلاه من العصور العربية قاطبة، فإنّ أحداً لم يبلغ ما بلغ إليه علي بن أبي طالب في هذا النحو، فإنّ الله يسرّ له العدّة الكاملة بالفطرة السليمة والذوق الرفيع والبلاغة الآسرة، ثمّ بذخيرة من العلم انفرد بها عن أقرانه، وبحجّة قائمة وقوّة إقناع دامغة وعبقريّة في الارتجال نادرة.
وابن أبي طالب على المنبر رابط الجأش شديد الثقة بنفسه وبعدل القول، ثمّ إنّه قوي الفراسة، سريع الإدراك، يقف على دخائل الناس وأ÷واء النفوس وأعماق القلوب، زاخر جنانه بعواطف الحريّة والإنسانية والفضيلة، حتّى إذا انطلق لسانه الساحر بما يجيش به قلبه أدرك القوم بما يحرّك فيهم الفضائل الراقدة والعواطف الخاصّة.
أمّا إنشاؤه الخطابي فلا يجوز وصفه إلاّ بأنّه أساس في البلاغة العربية. يقول أبو هلال العسكري (في الصناعتين): "ليس الشأن في إيراد المعاني ـ وحدها ـ وإنّما هو في جودة اللفظ وصفائه وحسنه وبهائه ونزاهته ونقائه وكثرة طلاوته ومائه، مع صحّة السبك والتركيب، والخلوّ من أود النظم والتأليف، من الألفاظ ما هو فخم كأنه يجرّ ذيول الأرجوان أنفةً وتيهاً، ومنها ما هو ذو قعقعة كالجنود الزاحفة في الصفيح [٤]، ومنها ما هو كالسيف ذي الحدّين، ومنها ما هو كالنقاب الصفيق يلقى على بعض العواطف ليستر من حدّتها ويخفّف من شدّتها، ومنها ما له وميض البرق، ومنها ماله ابتسامة السماء في ليالي الشتاء، من الكلام ما يفعل كالمقرعة وهو كلام الانتقاد والتنديد، ومنه ما يجري كالنبع الصافي وهو المعدّ للرضى والغفران، ومنه ما يضئ كالشهاب وهو كلام التعظيم، كذلك من الكلام ماليس له طابع خاصّ فيؤتى به لتقوية الجملة ودعم المعنى، فهو يلائم كلّ حال".
كلّ ذلك ينطبق على خطب الإمام علي في مفرداتها وتعابيرها، هذا بالإضافة إلى أنّ الخطبة تحسن إذا انطبعت بهذه الصفات اللفظية على رأي صاحب الصناعتين، فكيف بها إذا كانت كخطب ابن أبي طالب تجمع روعة هذه الصفات في اللفظ إلى روعة المعنى وقوّته وجلاله.
لم يسمع الناس بكلام قطّ بعد كلام الله تعالى ورسوله أعمّ نفعاً، وأصدق لفظاً، وأعدل وزناً، وأجمل مذهباً، وأكرم مطلباً، ولا أحسن موضعاً ولا أسهل مزجاً، ولا أفصح عن معناه، ولا أبين في فحواه من كلام علي أمير المؤمنين(عليه السلام)، فقد شاهدنا روّاد العبقريّة الإنشائيّة مسترشدين بكلمه(عليه السلام) وخطبه وكتبه.
وقد زيّن الجاحظ كتبه مثل "البيان والتبيين" بفصول من خطب أمير المؤمنين(عليه السلام) إعجاباً بها، وإعداداً للنفوس لبلوغ أقصى البلاغة، وشاهدنا جماهير العرب والعجم والشرقيّين والمستشرقين ممّن يتطلّبون بلاغة اللسان وبراعة القلم يستظهرون نهج البلاغة لما فيه من فصاحة بانسجام، وبلاغة خالية من كلّ تعقيد أو تكلّف ، وعروبة صحيحة تعالى عهدها عن تصنّعات عهد المولدين، هذه غاية الأدباء في حفظ كلامه(عليه السلام).
وكم يعود الأسف بليغاً إذا نبذنا مثل هذا الكتاب وراءنا ظهريّاً، وحرمنا النشء من فنون بيانه، وتركناه صفر الكفّ من شذور عقيانه، عكس مالو يثقّف بدراسته دراسة تفقّهٍ واستحضار وتدبير واستظهار، فندّخر بهذا ومثله لأفلاذ أكبادنا كنزاً من الحكمة أو جنّة باقية وجُنّة واقية تقيهم في مزالقالإنشاء، وتملّكهم مقاليد البلاغة في البيان، والبيان من أهم عوامل الرقيّ في الحياة.
لم لا نًصغي لنداء مرشدنا الروحي الذي يخاطبنا من صميم ضميره الحرّ بداعية الهداية ، وما هو ـ لو أنصفناه ـإلاّ أستاذ الكلّ في الكلّ، يلقّن العالم نتائج المعارف العالية،ويلقي دروسه على صفوف من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بلهجة من لغة الضاد رقّت وراقت فلا يوجد أجمل منها حسناً وبهاءً [٥].
حنا الفاخوري [٦] (ت١٤٣٢هـ)
فلا عجب بعد ذلك كلّه إذا كان كتاب "نهج البلاغة" ثروة فكريّة وأدبيّة واسعة. ففيه الدعوة الملحّة إلى العمل بشعائر الدّين، وإلى إتّباع تعاليم القرآن وتعزيز كلّ ما هو شريف الغاية، والحثّ على السّير في سبيل الفضائل. وهو يجمع الدّين إلى الاجتماع والسّياسة، ويجعل الدّين أساساً لهما. فهو يريد مجتمعاً يجري على سنن العدل، والمساواة، والحريّة. وللعدل محلّ واسع في الكتاب يجعله الإمام من مقتضيات الحياة الجوهريّة.. وفي الكتاب إلى جانب هذه التّعاليم آراء شتّى في الفلسفة الماورائيّة، والفقه، ومعلومات تاريخيّة جمّة، ممّا يجعل له محلاً رفيعاً في عالم الأدب، والدّين، والاجتماع . [٧]
روكس بن زايد العزيزي [٨] (ت١٤٢٥هـ)
يقيناً، إنّ كلّ مثقّف عربي، كل كاتب عربي، كل شاعر عربي، كل خطيب عربي مدين للإمام علي. وانطلاقاً من هذه النقطة، فنحن لانعد كاتباً أو أديباً عربيا مثقفاً ثقافة عربية أصيلة إن لم يقرأ القرآن ونهج البلاغة قراءات عميقة متواصلة.
فالذي يريد أني فهم المجتمع العربي والعقليّة العربية، لابدّ له من قراءة نهج البلاغة، والذي يريد أن يفهم أسلوب الحكم في البلاد العربية يحتاج إلى نهج البلاغة. الفقيه الذي يرغب في أن يكون نافذ الفكر، مستنير البصيرة هو في أقصى الحاجة إلى نهج البلاغة. رجل الوعظ المسلم الذي يريد أن يكون واسع الآفاق محتاج إلى نهج البلاغة، وإن لم يفعل فإنّه ظلاّم لنفسه، قليل الأحترام لعقله. ونهج البلاغة في اعتقادي يعلّم العقل أوّلاً، والأدب ثانياً، وأساليب كلّ فنّ من الكتابة والخطابة ثالثاً، ويطّلع منه الإنسان على أمور لا أعتقد أنّها توجد في كتاب واحد كلّها مجتمعة.
وبعد فأنا أنظر إلى الكتاب على اعتبار أنّه كنز ثمين لا غنى لمتأدّب عنه، وأنظر إلى صاحب هذا الكتاب فأرى أنّه طوّق جيد اللغة العربية بمنّةٍ لا تزول حتّى تزول الأرض ومن عليها [٩].
سليمان كتاني [١٠] (ت١٤٢٥هـ)
وأي شيء أنزل على نهج البلاغة لم يكن تصويراً صادقاً لتلك النفسية التي تنزّلت في جسد علي بن أبي طالب كما يتنزّل نور الشمس في الكأس الشفيف؟ [١١]
وأيّ عمل أنجزه ابن أبي طالب في حياته لم يكن تعبيراً متناهي الصدق عن تلك النزعات السامية التي كانت تتأجّج بها روحه الصافية ففاضت في كل تعبير من تعابيره، وفي كل إشاره من إشاراته، وفي جملة من كتابه [١٢] .
وهل الكتاب (نهج البلاغة) غير تقويم للرجل الكبير في نهجه الطويل، الذي زرع عليه الإنسان قيمة تتبلور بالعقل الصحيح وتسمو بالفضيلة، وجعل الفضائل تنمو وتدور على محور واحد وهو التقوى والإيمان بالله.. ومتى وفي أيّ لحظة من لحظات عمره، لم يعبّر عن هذا النهج الصريح؟ أفي إعلانه الرسالة وإيمانه بها، ولقد نذر نفسه للدعوة لها والجهاد في سبيلها، أم في تطبيقها دستوراً كاملاً لكل مجاري أفكاره وأقواله وأعماله من حيث كان زهده وتقواه وشجاعته وبطولته؟ [١٣]
وله أيضاً:
وهكذا يتّضح من بسطة العناوين الكبيرة أنّ الإمام علياً (كرم الله وجهه السني) قد شدّد إنتاجه الثمين المسكوب في نهج البلاغة، بكل ما يتناول مجتمع الأمة من قضايا فكرية، وروحية، وفلسفية، واقتصادية وسياسية، واجتماعية وتربوية مناقبيّة، وإنّه بالتالي ملمّ بها إلماماً وسيعاً ومركزاً على بعد إنساني وجداني حضاري، لا تتحقق مرتقية إلاّ به مجتمعات الإنسان.
ليس في نهج البلاغة إلاّ مادة وحيدة هي قضية المجتمع الإنساني. أمّأ المجتمع الإنساني هذا فهو انطلاق من إسار الغرائز وتخبّطاتها البهيمية الجاهلية، إلى تحقيق وجداني مميّز، يجلوه ويتطوّر به وعلي متدرّج إلى تفهم الحق الإلهي الذي هو ضمير الحياة الخالد، من أجل استمرارية المجتمعات البشرية، في تلوين السعادات الروحية المزروعة في أشواق الإنسان وتطلعاته الأنيقة.
مادتان ـ فقط ـ يحتويهما نهج البلاغة: مادة أساسية جذرية هي الإنسان يجبله الله من حينين الأرض، وتماوجات الضياء، وينفخ فيها نسمة الروح، السعادات الروحية المزورعة في أشواق الإنسان وتطلعاته الأنيقة.
مادتان ـ فقط ـ يحتويهما نهج البلاغة: مادة أساسية جذرية هي الإنسان يجبله الله من حنين الأرض، وتماوجات الضياء، وينفخ فيها نسمة الروح، ومادة تعهدية هفهافة المهامس، تكفكف الإنسان في توضيبه المجتمع الحي.
أمّأ الكتاب كلّه في امتداد صفحاته وانفتاح ذمتيه فهو كناية عن تداخل موّاج بين مساحات ومسافات، يتأنّق فيها الفكر، ويعمّق بها الوجدان.
ولكن المساحات هذه، وإن تكن مشغوفة بالمسافات، فإنّ المواد التي تعبئها، لا تعدو كونها معدّدة على أصابع الكف، يدرجها العقل المنيع، ويرصفها الفن البديع، ويوضبها الأسلوب المفصّح، ويلونها النهج البليغ، الحق فيها هو الركن الوسيط، والعدل هو الضلع الشفيع، والمساواة هي قهرمانة [١٤] الدار توزع الزاد المطهّر على الأفواه المصلية لساكب التنزيل في حروف السور، أما موضوع البحث فإنهنّ المحبكات الصائغات رصات المجن: التقوى والزهد والعفة ونظافة العين، وطهارة الكف، واستقامة الخطوات، إنّها كلّها المجدولة في بناء هيكلية الإنسان، وهي كلّها المصبوبة وعياً جماعياً ثقافياً نجياً، يتفرغ لتوطيد مجتمع الإنسان.
تلك هي المواد المسكوبة في السفر النفيس، إنّها فلسفة علي في نظرته إلى الدنيا تؤنّق موائدها نسمات الحياة، إنّ المثل الكريمة المحلّى بها ذهنه الراسخ، ولا يستنبتها إلاّ الإيمان ببارئ الأكوان، هي التي تبني مجتمع الإنسان، وأنّ الحق الإلهي هو في توزيع المصافي على مفارق الدروب، تنظّف مناهل الإنسان،وتجمعه إلى ذاته الكريمة.
سيكون الإمام علي ـ وهو ينزل ذاته كلّها في نهج البلاغة ـ تمثيلاً جامعاً لكل المزايا، والصفات، والمناقب، ولكل ملاقط العقل والروح في منازغ الإنسان، وسنكون نحن ـ بدورنا ـ ملحومين حول موائده الثريّة، نتناول منها إصابات بليغة في التسديد عن كل موضوع يطرح علينا.
ـ فالأخلاق، والتربية، والتعليم الصحيح، أين لاتشع بها الآيات في نهج البلاغة؟
ـ ومفاهيم الحق، ومزالق الباطل، أين ومتى لايسمو بها تقديس الحق؟ وأين ومتى لا يقذعها ذمّ الباطل في نهج البلاغة؟
ـ وآفات المجتمع، وعلاجاتها، هل لنا أن نرى ـ في نهج البلاغة ـ الاّ صفافة وجوه الكذابين، والماكرين، والفاسقين، والكافرين، والعاهرين، والمتسلّلين على حرمات الناس؟
ـ والإدارة والحكم، وصفات الحاكم، هل تركهم الإمام وحدهم يصولون ويجولون، ويرفعون فوق أكتاف العباد؟ ألم يسدّدهم بالمواعظ، ويلملمهم بالرشاد؟ ألم يمسحهم بأطياب الحق، ويشوّه وجوههم إذ يرتكبون الفحشاء ويتلوّثون بالمظالم؟
ـ والعبادة، والتوحيد الإلهي، التقوى، والزهد في نهج البلاغة، أي حرف من تراكيب نجاواه خلا من صنوف العبادة؟ وأيّ ثوب تردّاه بدنه، لم تغزل خيطه كف العبادة؟ وأي رغيف قدّه من طحينه لم تعجنه العبادة؟
وأي دنياً تلمّسها بغير همسات العبادة؟
وأي رصف، وأي وصف، وأي بيان، لم يزدن بآيات الشهادة؟
والبلاغة، والحكمة، والفلسفة، في نهج البلاغة؟
أي ثوب، هو الهفهاف [١٥]، وقد طرّزهعلي بغزارة مشقوقة من الضفاف المرصّعة الزمرد، والملّلة بزلال الكوثر، والمطيّبة بأنقى ما أنتجت الأرض من مرّ ولبان، وأنزل فيه سيّدة العرس، وهي الهابطة من علياء الجنان، في أذنيها قرطان صاغتهما الحكمة من تطواف الروح عبر مشاهداتها السنيّة، وفي عينيها أبهاء مرميّة الحدود، تجمعت إليها من شموس أزلية، فجرها رب مخلق في فلسفة إنقاذ الوجود من طيّات العدم.
ـ إنها عروس علي وسماها البلاغة.
ليتنا نتمهّل قليلاً عن الكلام حتى نلثم غزارات الإمام تتناثر منها حبات اللؤلؤ التي تتوهّج بها وتتبرّج وجنتا عروسه وهي البتول والعذراء المتلفعة بالطهر، والزهد، وكل أناقات الحرف، وكل بلاغات السور، إنّها أفاويهه [١٦] في مجاني العمر، وإنّها ألوانه في تدبيج الصور. فلنجدل منها وشاحات وشاحات، نعبّر بها منه إليه في اقتضاب المثل المشهات، فنبني بها مداميك [١٧] الجمال في مجتمعنا الإنساني المشتاق تحقيق الصفاء، وتحقيق الرخاء، وتحقيق الرجاء .
ها هو هنا، وها هو هناك، ترذنا من معاطفه السماء: ـ ما كتمتُ وشحة ولا كذبت كذبة، ـ ألا وأنّ الخطايا خيل شمس، حمل إليها أهلها..
وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النار.
ـ ألا وإنّ التقوى مطايا ذلل حمل إليها أهلها فأوردتهم الجنة.
ـ والدنيا دار مني لها الفناء، ولأهلها منها الجلاء، وهي حلوة نضرة، وقد عجلت للطالب، والتبست بقلب الناظر.
فارتحلوا عنها بأحسن ما يحضركم من الثراء.
تمهلنا قليلاً وما قللنا من وجبة الاستعراض، فالرجل الذي تندبنا بلثم بناناته هو منّا في الأفق الكبير، إنّه سيد من أسياد الفصاحة، وإنّه قطب سنيّ في أفق البلاغة، لا يتناول معنى من معاني الفكر، ولا ومضة من ومضات الروح إلا مصبوبة في وشماتها، فأين هي تراكيب جمله لاترتقص بمداليلها الفكرية والفلسفية والروحية، سواء بسواء؟ أليس هو العبقري الفائض في امتيازاته البهيّة؟ أليس هو الشخصية الفذّة المؤتلقة قبل تنوعات المواهب؟ أليس هو البدن السليم والعقل السليم؟ تجمّعت إليه صنوف المزايا، وتجذّرت فيه باقات الصفات؟ فلا غرو أن نجد في نهج البلاغة ما يعكس عنه كلّ هذه الإشعاعات النبيلة المستريحة في سنابل الكلمات. وسنابل الكلمات هي حفلات الرقص المتلاعبة بالمباهج المفروزة في الأسلوب المنوّر بالأدب المزهّى، لقد سمعناه في القول: (الأجل مساق النفس) فأيّ جمال، وأيّ عمق، وأيّ تنزيل أنيق تحمل هذه الوشحة (مساق)؟ وسمعناه يقول: (ضع فخرك، واحطط كبرك) أليس في الفعلين الآمرين جديّة تملأ الكلمتين بالفعل الناهد بهمّة الروح، والهازئة بالمجد الفارغ المزيف؟ وسمعناه يقول: (إنّما هي نفسي أروّضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر) فأيّ اتساع مدهش وأيّ لون بكر، وأية فلسفة مفتوحة على لاقرار، في هذه الكلمات الثلاثية التركيب: (يوم الخوف الأكبر)؟ وسمعناه يقول في إشارة وصفيّة للحرب: (إذا احمرّ البأس الأحمر) فأية رمزية تعلّمنا اليوم، وفي عصر الرمزيات ومزجيّاتها المركّبة من سحب الضباب، كيف نلعب بالكلمة، فنحمّلها سحراً وتورية ورمزاً، أليس البأس ـ هنا ـ ميداناً من ميادين الحروب الضارية؟ تتنحّر فيها الأبدان وتشوي أشلاؤها باللهيب الأحمر؟
هنالك كلمتان أخذتا منّي عيني، وردتا في نهج البلاغة من شرح الشيخ محمد عبده في الصفحة ١٩٣ من الجزء الثالث، إنّهما هكذا واردتان: (هذا الخطيب الشحشح) وكلمة (شحشح) تحمل صورتين متناقضتين في المعنى: ماهر أو بخيل ممسك.. فيا خطيبنا ما أبهاك تنشر عليك بلاغة الإمام أطياب الفهم ومهارات الخطابة.. ويا آخر ما أغباه يهزؤه الغرور من فوق منبر.
ختاماً أيها السادة، فلنتمنّ على أدبنا العربي أن يتلمس روعة أركانه في الإدراك: إنّ الفصاحة والبلاغة هما ميزان توضع في كفتيه كلّ المناهل وكل القيم في مجتمع الإنسان؛ فالإفصاح السليم هو المنبئ الكلمة بمعناها الصحيح، من دون ضياع وأيّ تفتيش، ومن هنا تأتي المعاني ـ كالمقاصر ـ محفورة في الذهن كما في كلماتها، وهكذا تكون الكلمة إناء المعنى، يجدها اللسان مع لحظة بروز المعنى الخاطر في البال، والحائر في الروح. أمّا البلاغة فهي المسكوبة في صياغة ربط الكلمات في تأليف الجمل، عن طريق المزج الأنيق المؤتلف مع المعنى وفنيّة الأسلوب، إنّها تعهد الإبراز المشرق للفكرة المقصودة في مهمة الإبلاغ.
أمّا الإمام علي ـ الكبير والعفيف والسنّي ـ فهو ركن متين من أركان الفصاحة والبلاغة في الأدب العربي، وإنّه ـ حتى الآن ـ أي بعد مرور أربعة عشر قرناً، بحر الفصاحة والبلاغة، وسيد الكلمة المنحوتة والمحفورة بازميل معناها، والحامل أفياء الفكر، وأبعاد المرامي، وعبوات الفلسفة المؤمّنة بخالق الكون، وأزليات الوجود، وهو الحي الباقي في حضن ربه يوم الخوف الأكبر [١٨].
نصري سلهب [١٩] (ت١٤٢٨)
ما اقترب امرؤ من الله، حرفاً وروحاً، كاقتراب علي منه في نهج البلاغة.. ولا تحسبنّ نهج البلاغة سفر سياسة وإدارة وإيمان فحسب، ولا مجموعة مواعظ في شؤون الحياة وشجونها فحسب، ولا هو كتاب حكم وعبر فحسب، هو ذلك وأكثر من ذلك بكثير. إنّ النهج لمدرسة ليست بحاجة إلى معلم، فالمعلم الكبير يهيمن على كل صفحة من صفحاته، بل روحه تخيّم فوق كل كلمة من كلماته.
لو قدّر لنهج البلاغة من ينقله، روحاً ومعنى، إلى بعض لغات الغرب، لأخذ علي مكانة بين أعظم المفكّرين الذين خاطبوا القلوب والعقول والضمائر ليرقوا بها إلى ملكوت الله، ذلك الملكوت الذي لايزول، حيث تنعم النفس بخلود أبدي في حضرة الله [٢٠] .
راجي أنور هيفا [٢١]
نهج البلاغة ذاك الكتاب الذي يعتبر ـ عند المفكرين المسيحين الآن ـ كتاباً شقيقاً وأخاً وفيّاً للقرآن الكريم، فنهج البلاغة هو المرآة المعرفيّة واللغويّة للقرآن الكريم الذي أعجز العلماء والبلغاء بفصاحته وبلاغته وبعلومه ومعارفه حتى أنّ الكثير من المفكّرين والأدباء من المسيحين رأوا فيه كتاباً سماوياً خالداً لا يمكن لأيّ يراع بشري أن يخطّه أو أن يخطّ أيّ كتاب آخر يدانيه علماً وبياناً وبلاغة [٢٢].
أنّه (عليه السلام) قد أتحف الإنسانيّة بتراث روحي وبكنزفكري غزير تعجز اللغة العربيّة عن الإتيان بمثله شكلاً ومضموناً، كما ويعتبر كتابه العظيم نهج البلاغة من الناحية البلاغية أيضاً هو المقياس والمعيار لسلامة اللغة العربية، وذلك لأنه الكتاب الذي لايفوقه كتاب آخر علماً وبلاغة إلاّ الكتاب السماوي الخالد، القرآن الكريم [٢٣] .
[١] . شاعر وناقد أدبي من لبنان ولد ١٩٤٢م في بلدة سن الفيل، أسهم في تأسيس حركة الوعي اللبناني، وساهم في مهرجانات عديدة، وترجمت أشعاره إلى عدة لغات. www.iraqhurr.org .
[٢] . مجلة الوطن العربي السنة السادسة العدد: ٣٠٩/٦٦.
[٣] . جورج سجعان جرداق هو شاعر وأديب وكاتب عربي. ولد في جديدة مرجعيون جنوب لبنان وتخرّج من الكلية البطريركية، وضع سلسلة كتب عن الإمام علي. وليومنا هذا ما زال هذا الطود البشري سخيّاً بعطائه الثقافي ـ ولو عن بعد ـ فهو من إحدى الهامات التي تفتخر بها مجلة (صروح) السورية، إذ يعتبر أحد أعضاء الهيئة الاستشارية للمجلة. (موسوعة ويكبيديا الالكترونية. الرابط http://ar.wikipedia.org ).
[٤] . الصفيح: جمع صفيحة الحجر العريض (ابن منظور، لسان العرب: ٢/٢٤٧، مادة: أصفح).
[٥] . الإمام علي صوت العدالة الإنسانية: ٢/٢١١.
[٦] . الأب حنا الفاخوري أديب ولغويّ عربي ومؤرخ لبناني ولد الأب حنا الفاخروي سنة ١٩١٦ في زحلة، كتب أكثر من مئة كتاب في اللغة والأصول والإنشاء والأدب والفلسفة والدين، كما حقّق في الكثير من مؤلّفات التراث شارحاً معلّقاً ، ـ محاضر في جامعات أوروبية عدة وفي مؤسسات تونسية ومغربية، ـ يحمل أوسمة مختلفة من وطنه لبنان ومن إيران ومن البرازيل (موسوعة ويكبيديا الالكترونية. الرابط : http://ar.wikipedia.org ).
[٧] . تاريخ الأدب العربي : ٣٢٣ .
[٨] . كاتب وأديب مسيحي، ولد في مدينة مأدبا الأردنية عام ١٩٠٣، وهو من عشائر العزيزات المسيحية الأردنية، ومن أحفاد الغساسنة، عُيّن رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين وممثل الرابط الدولية لحقوق الإنسان في الأردن وحاز عضوية شرف في مجمع اللغة العربية الأردني، له نحو ثمانين كتاباً، توفي في ٢١ ديسمبر ٢٠٠٤م، تكريما له أطلقت أمانة عمّان اسمه على أحد شوارعها. (موسوعة ويكبيديا الالكترونية. الرابط http://wikipedia.org ).
[٩] . الإمام علي أسد الإسلام وقدّيسه : ٢١٠ .
[١٠] . أديباً، مؤرخاً، كاتباً وقومياً اجتماعياً تميّز إيماناً ووعياً، حياته الغنية بالعطاءات الأدبية ، كتبه، وكثير منها حازت على جوائز، حفلات التكريم التي اقيمت له في لبنان والخارج، ـ ولد في أمريكا ـ ولاية ماين mainc . مدينة كاريبو Caribo (سنة ١٩١٢) حمله والده يوسف، إلى بلدتهما بسكنتا، وهو في الثانية من العمر، انتقل إلى معهد الحكمة في بيروت حيث تابع ونال شهادة الفلسفة بامتياز سنة ١٩٣٢.
وراح يصدّر من فترة إلى فترة كتبه المزدانة بأدب أنيق، وفكر عميق، ومعالجات وفيرة الصدق، محفوفة بالرصانة، مما جعل بعضها يفوز بالجائزة الأولى، أكان ذلك في العراق أو في بيروت. (شبكة المعلومات السورية القومية. الرابط http://www.Ssnp).
[١١] . الشفيف: الرقيق: يتشف ما وراءه. (مجمع البحرين: ٥/٧٦).
[١٢] . الإمام علي نبراس ومتراس: ٤٣٩ ـ ٤٤٠ .
[١٣] . الإمام علي نبراس ومتراس: ٤٤٠ .
[١٤] . قهرمانة: أي الخازن والوكيل الحافظ أو القائم بالأمور (ابن منظور، لسان العرب: ١٢/٤٩٦، مادة: قهرم).
[١٥] . الهفهاف: أي الرقيق (ابن فارس: معجم مقاييس اللغة: ٦/١٠، مادة: هف).
[١٦] . أفاويهه: الأفاويه أي ما أعدّ للطيب من الرياحين (لسان العرب: ١٣/٥٣٠، مادة: فهه).
[١٧] . مداميك: أي الساف من البناء (لسان العرب: ١٠/٤٢٩، مادة: دمك).
[١٨] . نهج البلاغة والفكر الإنساني المعاصر: ٢١٤ ـ ٢١٩ .
[١٩] . نصري سلهب. كاتب أديب مسيحي من لبنان، يتميز بنظرته الموضوعية وتحريّة للحقيقة المجرّدة، كما عرف بنشاطه الدؤوب لتحقيق التعايش السلمي بين الإسلام والمسيحية في لبنان، كتب العديد من الفصول وألقى العديد من المحاضرات في المناسبات الإسلامية والمسيحية على السواء، متوخّياً الهدف نفسه. (موقع هدى القرآن الاكتروني) الرابط: (www.hodaalqura.com ).
[٢٠] . في خطى علي: ٤١، ٤٢، ٣٢٣ .
[٢١] . راجي أنور هيفا من مواليد مدينة اللاذقية في ١٩٦٥. عضو وباحث في مركز الإمام الشيرازي للدراسات العالمية وله عديد من الكتابات في المجالات المحلية والعربية والدولية وله العديد من المؤلفات.
[٢٢] . الإمام علي في الفكر المسيحي المعاصر: ٥٤٩ .
[٢٣] . الإمام علي في الفكر المسيحي المعاصر: ٥٥٨ .