جاسم المعموري
مازال علي بن ابي طالب عليه السلام يتعرض الى الظلم والعدوان , وان ماتعرض له بعد استشهاده اكثر ايلاما مما تعرض له في حياته نهبا لتراثه كما قال :( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيكَ عَلَى قُرَيْش، فَإِنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوا رَحِمِي، وَأَكْفَأُوا إِنَائِي، وَأَجْمَعُوا عَلَى مُنَازَعَتِي حَقّاً كُنْتُ أَوْلَى بِهِ مِنْ غَيْرِي، وَقَالُوا: أَلاَ إِنَّ فِي الْحَقِّ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَفِي الْحَقِّ أَنْ تُمْنَعَهُ، فَاصْبِرْ مَغْمُوماً، أَوْ مُتْ مُتَأَسِّفاً.)
.. وتشويها لسمعته وقتلا لأبناءه واصحابه وشيعته , وشتما وسبا , وتقليلا لشأنه ومكانته حتى وصل الحال باعداءه ان كذبوا ماتناقله المختصون من خطبه واقواله , او راح البعض منهم يحرفها او يفسرها على غير مقاصدها , ولطالما كان الشيخ محمد عبده يحاول وهو يشرح مفردات نهج البلاغة ان يبتعد عن النصوص الوارده فيه الخاصة بأحقية اهل البيت عليهم السلام في خلافة جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله فكان اذا وصل الى المقاطع التي تتناول ذلك في خطب الامام واقواله يقتطعها ويقول ( ومنها ) اي ومن الخطبة .. ولطالما قتلتني هذه الكلمة .. ولا ادري ما الذي جرى لشيخ الازهر ليقع في خطأ كهذا ..؟ ولماذ لم يوضح لنا اين اختفى ذلك الجزء من الخطبة او النص ؟؟ هل هو لم يعثر عليه , ام انه ورد هكذا من الشريف الرضي الذي جمع نهج البلاغة , ام ماذا ؟؟؟؟؟؟؟
واذا ألقينا نظرة سريعة لمقطع من نص من نصوص نهج البلاغة يتبين لنا بلا ادنى شك خطأ الشيخ محمد عبده في تفسيره له .. حيث يقول الامام علي ع : (و لقد قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إنّ رأسه لعلى صدري . و لقد سالت نفسه في كفّي ، فأمررتها على وجهي . و لقد ولّيت غسله صلّى اللّه عليه و آله و الملائكة أعواني . فضجّت الدّار و الأفنية : ملأ يهبط ، و ملأ يعرج . و ما فارقت سمعي هينمة منهم يصلّون عليه حتّى واريناه في ضريحه . فمن ذا أحقّ به منّي حيّا و ميّتا ؟ فانفذوا على بصائركم ، و لتصدق نيّاتكم في جهاد عدوّكم . فو الّذي لا إله إلاّ هو إنّي لعلى جادّة الحقّ ، و إنّهم لعلى مزلّة الباطل . )
يقول الشيخ محمد عبده في معنى ( ولقد سالت نفسه في كفي ) سالت نفسه اي تقيأ !!!!!!!
يا للعجب ايها الشيخ كيف تقع في خطأ كهذا وانت شيخ الازهر الشريف .. كيف بالله عليك والنص واضح امامك وضوح الشمس في رابعة النهار .. ألا ترى معي انه قال ( فأمررتها على وجهي ) ولم يقل مسحت بها وجهي او غسلت بها وجهي , والفرق واضح بين ( امررت ُ ) و ( مسحت ُ) لانها لو كانت سائلا كالماء او القيء لكان من المستحسن لسيد البلغاء والمتكلمين ان يقول مسحت بها وليس اممرتها على وجهي ..
ولوتصفحنا نهج البلاغة الذي شرح الشيخ محمد عبده مفرداته لوجدنا الكثير من الامثلة التي تدل على التعمد في اغفال اهميتها او تحريف معانيها ومقاصدها لاسيما تلك التي تتعلق بالقضايا التاريخية المصيرية التي نخص الامة في الصميم من وجودها ومستقبلها , بل تخص الاسلام في اهم معانيه واسباب وجوده , فالشيخ يحرف الجملة الاولى في الخطبة الشقشقية اذ يقول ولقد تقمصها فلان بينما هي ( ولقد تقمصها ابن ابي قحافة ) على اننا لن نقف عند ذكر هذا المثال فقط , بل ندعو الى المزيد من النظر والفحص والتحقيق والدراسة لدحض الشبهات ورفع اللبس والغموض المتعمد حول قضايا الامة التاريخية , وانما اردنا فقط ان نذكر امرا هو من اسمى واشرف الامور التي لايمكن ان تحصل الا مرة واحدة في التاريخ كما حصل عندما قبض رسول الله ص وهو بين يدي علي ع ........
ويكفيك يا ابا الحسن ان الاستمرار في حبك حتى هذه الساعة جيلا بعد جيل من قبل محبيك , وبغضك حتى هذه الساعة جيلا بعد جيل من قبل مبغضيك دليلا على انك حي وانك مازلت في القلوب والعقول فاعلا ومؤثرا , وان التاريخ مازال بك حافلا , والجنة بك محتفلة مبتهجة , فيالك من رجل حللت في مكانين بوقت واحد , فسبحان الذي خلقك وتعالى عما يقولون , والسلام عليك وعلى من احبك ورحمة الله وبركاته ..