وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
مدخل عام في تناول موضوع (المستشرقين ونهج البلاغة)

الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

إن البحث في نتاجات المستشرقين التي اهتمت بالتراث الإسلامي يعد من الابحاث الصعبة وذلك لعدة اسباب منها :

١ـ تعدد لغات المستشرقين ، إذ ان دراساتهم لم تكتب بلغة ـ اجنبية ـ واحدة .

٢ـ الكم الهائل مما كتبوه ، وألفوه ، وحققوه حول التراث الإسلامي ، مضافاً لها بحوث ومقالات كتبت في مجلات وصحف ودوريات مختلفة وكثيرة لا يمكن الوقوف على احصائيات دقيقة لها .

٣ـ كثرة المستشرقين مما لا يمكن لأحد الإحاطة بعددهم ، بل ان الموجود مجرد احصائيات أولية وليس أكثر .

٤ـ عدم ترجمة جميع التراث الاستشراقي المعروف ، بل ان ما ترجم منه إلى اللغة العربية ـ قد ـ لا يتجاوز العشر على أحسن التقادير [١]  .

٥ـ عدم وجود منهجية معينة ـ خاصة ـ للتعامل مع الكتابات الاستشراقية القديمة والحديثة ، إذ لا يوجد تخصص في البلاد الإسلامية يعنى بالاستشراق ولا توجد معاهد تهتم بذلك ، على عكس الدول الأوربية التي كانت ولا زالت تحتفظ بمعاهد خاصة وكراسي خاصة لدراسة التراث الإسلامي وكل ما يتعلق به ، بل انهم يولونه أهمية كبيرة جداً .

لا يخفى الاهتمام الذي أولي لدراسة شخصية النبي محمد ( ص ) من قبل المستشرقين ، وبالخصوص كونه ( ص ) شخصية انهت هيمنة الديانة المسيحية والتي دانت قروناً . بل إنها الشخصية التي اطاحت بحصون كبرى للمسيحية في البلاد العربية ، والتي سحبت من تحت يد المسيحية جميع الأراضي التي كانت تابعة لها في بلاد العرب .

يقول المستشرق ( مونتغمري وات ) [٢]  بهذا الصدد : ( ليس بين رجال العالم رجل كثر شانئوه كمحمد ... فلقد كان الإسلام خلال قرون عدة العدوالأكبر للمسيحية ... وأخذت الدعاية الكبرى في القرون الوسطى تعمل على إقرار فكرة " العدوالأكبر " في الأذهان , حتى ولوكانت تلك الدعاية خالية من كل موضوعية ... حتى إذا ما حل القرن الحادي عشر كان للأفكار الخرافية ... في أذهان الصليبيين أثر يؤسف له ... ) [٣] .

كل ذلك أثار حفيظة الكنيسة لتتجه نحوالتعرف على كل شيء عن ذلك الشخص الذي فعل بها ما فعل ، وكذلك لتعرف خصوصياته ، وأقرب المقربين له من أقارب وأصحاب . فكان الاهتمام في أوربا منصباً على دراسة سيرته ( ص ) وسيرة أهل بيته ( عليهم السلام ) ، فكانت المطاعن نفس المطاعن ، والانتقادات نفس الانتقادات من جانب ، والمديح نفس المديح ، والانبهار نفس الانبهار من جانب آخر .

إن الشخصية الثانية من شخصيات أهل بيت النبي ( ص ) التي خضعت للدراسة ؛ هي شخصية الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) ،فقد تناول دراسة سيرة حياته جملة من المستشرقين بكل تفاصيلها سواء من خلال المؤلفات الشيعية المشهورة ، أومن خلال كتب التاريخ السنية .

نعم ، ان جملة من المستشرقين قد اخذوا ما كتب من طعن وتشويه بشخصية الإمام علي ( ع ) في كتب العامة أخذ المسلمات بلا ادنى تحليل ، أو مقارنة نصوص ، وذلك اما لجهلٍ أو لتعمدٍ في ذلك .

ثم كان لكتاب ( نهج البلاغة ) الذي احتوى على خطب ورسائل وكلمات الإمام علي ( ع ) ـ والذي جمعه الشريف الرضي ـ اهتماماً خاصاً به ، كونه سفر بلاغي عظيم ، وكونه يحتوي على أحاديث وحوادث وردت على لسان الإمام علي ( ع ) وقضايا لم تك معروفة من قبل قد تعرض لها أمير المؤمنين ( ع ) ، وأخبار وإخبارات أوقفت عقول كل من يقرئها ، مما أثار في داخل البعض ـ المعادي والحاسد والحاقد ـ ان يطعن بها جهلاً وعدواناً .

-------------------------------------------------------------
[١] . يراجع لذلك كتاب : التشيع و الاستشراق ، الدكتور عبد الجبار الناجي .
[٢] . مونتغمري وات : اسكتلندي الأصل , أمريكي الجنسية , من رجال اللاهوت المسيحي , له ( عوامل أنتشار الإسلام ) و ( محمد في مكة ) و ( محمد في المدينة ) و ( محمد النبي و رجل الدولة ) .
[٣] . محمد في المدينة , مونتغمري وات , ص ٤٩٣ .
****************************