١ . اَلْقَلْبُ مُصْحَفُ اَلْبَصَر.
۲. كَفَاكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ، اِجْتِنَابُ مَا تَكْرَهُهُ مِنْ غَيْرِكَ.
۳. وَقَالَ عليه السلام فِي صِفَةِ اَلدُّنْيَا: تَغُرُّ وتَضُرُّ وتَمُرُّ، إِنَّ اَللَّهَ تعالى لَمْ يَرْضَهَا ثَوَاباً لِأَوْلِيَائِهِ، ولاَ عِقَاباً لِأَعْدَائِهِ، وإِنَّ أَهْلَ اَلدُّنْيَا كَرَكْبٍ، بَيْنَا هُمْ حَلُّوا إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا.
٤. وَقَالَ عليه السلام لِقَائِلٍ قَالَ بِحَضْرَتِهِ: اسْتَغْفِرِ اللَّهِ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَ تَدْرِي مَا اَلاِسْتِغْفَارَ، اَلاِسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ اَلْعِلِّيِّينَ، وهُوَ اِسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ:
أَوَّلُهَا: اَلنَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى.
واَلثَّانِي: اَلْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ اَلْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً.
واَلثَّالِثُ: أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى اَلْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ، حَتَّى تَلْقَى اَللَّهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ.
واَلرَّابِعُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا، فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا.
واَلْخَامِسُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اَللَّحْمِ اَلَّذِي نَبَتَ عَلَى اَلسُّحْتِ، فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ، حَتَّى تُلْصِقَ اَلْجِلْدَ بِالْعَظْمِ، ويَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ.
واَلسَّادِسُ: أَنْ تُذِيقَ اَلْجِسْمَ أَلَمَ اَلطَّاعَةِ، كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ اَلْمَعْصِيَةِ. فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ: اسْتَغْفِرِ اللَّهِ.
٥. مِسْكِينٌ اِبْنُ آدَمَ، مَكْتُومُ اَلْأَجَلِ، مَكْنُونُ اَلْعِلَلِ، مَحْفُوظُ اَلْعَمَلِ، تُؤْلِمُهُ اَلْبَقَّةُ، وتَقْتُلُهُ اَلشَّرْقَةُ، وتُنْتِنُهُ اَلْعَرْقَةُ.
٦. رُبَّ مُسْتَقْبِلٍ يَوْماً، لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِهِ، ومَغْبُوطٍ فِي أَوَّلِ لَيْلِهِ، قَامَتْ بَوَاكِيهِ فِي آخِرِهِ.
٧. اَلْكَلاَمُ فِي وِثَاقِكَ، مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وِثَاقِهِ، فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ ووَرِقَكَ، فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً، وَجَلَبَتْ نِقْمَةً.
٨. اَلْبُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِى اَلْعُيُوبِ، وهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوءٍ.
٩. وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ: إِنَّ أَوَّل مَا تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ اَلْجِهَادِ، اَلْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ، ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ، ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِهِ مَعْرُوفاً، ولَمْ يُنْكِرْ مُنْكَراً، قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلاَهُ أَسْفَلَهُ، وأَسْفَلُهُ أَعْلاَهُ.
١٠. إِنَّ اَلْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيءٌ، وإِنَّ اَلْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيءٌ.
١١. يَا بْنَ آدَمُ، اَلرِّزْقُ رِزْقَانِ، رِزْقٌ تَطْلُبُهُ، ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ، فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ، فَلاَ تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ، كَفَاكَ كُلُّ يَوْمٍ عَلى مَا فِيهِ، فَإِنْ تَكُنِ اَلسَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ، فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَدٍ جَدِيدٍ مَا قَسَمَ لَكَ، وإِنْ لَمْ تَكُنِ اَلسَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ، فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ فيمَا لَيْسَ لَكَ، ولَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ، ولَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْهِ غَالِبٌ، ولَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِرَ لَكَ.
١٢. لاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمْ، بَلْ لاَ تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ، فَإِنَّ اَللَّهَ فَرَضَ عَلَى جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ، يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
١٣. إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً يُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، واِجْمَعُوا لِلْفَنَاءِ، واِبْنُوا لِلْخَرَابِ.
١٤. اَلدُّنْيَا دَارُ مَمَرٍّ لاَ دَارُ مَقَرٍّ، واَلنَّاسُ فِيهَا رَجُلاَنِ، رَجُلٌ بَاعَ فيها نَفْسَهُ فَأَوْبَقَهَا، ورَجُلٌ اِبْتَاعَ نَفْسَهُ فَأَعْتَقَهَا.
١٥. مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعاً، لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً، مَنْ أُعْطِيَ اَلدُّعَاءَ، لَمْ يُحْرَمِ اَلْإِجَابَةَ، ومَنْ أُعْطِيَ اَلتَّوْبَةَ، لَمْ يُحْرَمِ اَلْقَبُولَ، ومَنْ أُعْطِيَ اَلاِسْتِغْفَارَ، لَمْ يُحْرَمِ اَلْمَغْفِرَةَ، ومَنْ أُعْطِيَ اَلشُّكْرَ، لَمْ يُحْرَمِ اَلزِّيَادَةَ.
١٦. اَلصَّلاَةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيٍّ، واَلْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ، ولِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ، وزَكَاةُ اَلْبَدَنِ اَلصِّيَامُ، وجِهَادُ اَلْمَرْأَةِ حُسْنُ اَلتَّبَعُّلِ.
١٧. اِسْتَنْزِلُوا اَلرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ.
١٨. مَا عَالَ اِمْرُؤٌ اِقْتَصَدَ.
١٩. سُوسُوا إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، واِدْفَعُوا أَمْوَاجَ اَلْبَلاَءِ بِالدُّعَاءِ.
٢٠. اَلْهَمُّ نِصْفُ اَلْهَرَمِ.
٢١. اَلتَّوَدُّدُ نِصْفُ اَلْعَقْلِ.
٢٢. مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ اَلْخِيَرَةُ بِيَدِهِ.
٢٣. اَلْفَقْرُ اَلْمَوْتُ اَلْأَكْبَرُ.
٢٤. مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ اَلتُّهْمَةِ، فَلاَ يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ اَلظَّنَّ.
٢٥. اَلطَّمَعُ رِقٌّ مُؤَبَّدٌ.
٢٦. مَنْ لَمْ يُنْجِهِ اَلصَّبْرُ أَهْلَكَهُ اَلْجَزَعُ.
٢٧. أَوَّلُ عِوَضِ اَلْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ، أَنَّ اَلنَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَى اَلْجَاهِلِ.
٢٨. إِنَّ مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ، فَإِذَا جَاءَ اَلْقَدَرُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وبَيْنَهُ، وإِنَّ اَلْأَجَلَ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ.
٢٩. أَيُّهَا اَلنَّاسُ، اتَّقُواْ اللَّهَ اَلَّذِي إِنْ قُلْتُمْ سَمِعَ، وإِنْ أَضْمَرْتُمْ عَلِمَ، وبَادِرُوا اَلْمَوْتَ اَلَّذِي إِنْ هَرَبْتُمْ أَدْرَكَكُمْ، وإِنْ أَقَمْتُمْ أَخَذَكُمْ، وإِنْ نَسِيتُمُوهُ ذَكَرَكُمْ.
٣٠. لَتَعْطِفَنَّ اَلدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا، عَطْفَ اَلضَّرُوسِ عَلَى وَلَدِهَا، وتَلاَ عَقِيبَ ذَلِكَ، وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ.
٣١. مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ، ومَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ، ومَنْ خَافَ أَمِنَ، ومَنِ اِعْتَبَرَ أَبْصَرَ، ومَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ، ومَنْ فَهِمَ عَلِمَ.
٣٢. عُجْبُ اَلْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، أَحَدُ حُسَّادِ عَقْلِهِ.
٣٣. بِئْسَ اَلزَّادُ إِلَى اَلْمَعَادِ، اَلْعُدْوَانُ عَلَى اَلْعِبَادِ.
٣٤. كُلُّ وِعَاءٍ يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ، إِلاَّ وِعَاءَ اَلْعِلْمِ، فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ بِهِ.
٣٥. وَقَالَ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تعالی: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ، اَلْعَدْلُ اَلْإِنْصَافُ، واَلْإِحْسَانُ اَلتَّفَضُّلُ.
٣٦. اَلْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ.
٣٧. إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اَللَّهَ رَغْبَةً، فَتِلْكَ عِبَادَةُ اَلتُّجَّارِ، وإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اَللَّهَ رَهْبَةً، فَتِلْكَ عِبَادَةُ اَلْعَبِيدِ، وإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اَللَّهَ شُكْراً، فَتِلْكَ عِبَادَةُ اَلْأَحْرَارِ.
٣٨. أَفْضَلُ اَلْأَعْمَالِ، مَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهِ.
٣٩. إِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ نِعْمَةٍ حَقّاً، فَمَنْ أَدَّاهُ زَادَهُ مِنْهَا، ومَنْ قَصَّرَ فِيهِ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعْمَتِهِ.
٤٠. عَرَفْتُ اَللَّهَ بِفَسْخِ اَلْعَزَائِمِ، وحَلِّ اَلْعُقُودِ، ونَقْضِ اَلْهِمَمِ.
٤١. يَوْمُ اَلْمَظْلُومِ عَلَى اَلظَّالِمِ، أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ اَلظَّالِمِ عَلَى اَلْمَظْلُومِ.
٤٢. مَنْ أَطَاعَ اَلتَّوَانِيَ ضَيَّعَ اَلْحُقُوقَ، ومَنْ أَطَاعَ اَلْوَاشِيَ ضَيَّعَ اَلصَّدِيقَ.
٤٣. اِحْذَرُوا نِفَارَ اَلنِّعَمِ، فَمَا كُلُّ شَارِدٍ بِمَرْدُودٍ.
٤٤. إِذَا أَمْلَقْتُمْ، فَتَاجِرُوا اَللَّهَ بِالصَّدَقَةِ.
٤٥. يَا كُمَيْلُ، مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا فِي كَسْبِ اَلْمَكَارِمِ، ويُدْلِجُوا فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ، فَوَالَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ اَلْأَصْوَاتَ، مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً، إِلاَّ وخَلَقَ اَللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ اَلسُّرُورِ لُطْفاً، فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ، جَرَى إِلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي اِنْحِدَارِهِ، حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ، كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ اَلْإِبِلِ.
٤٦. إِنَّ هَذِهِ اَلْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ اَلْأَبْدَانُ، فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ اَلْحِكَمِ.
٤٧. اِتَّقِ اَللَّهَ بَعْضَ اَلتُّقَى، وإِنْ قَلَّ، واِجْعَلْ بَيْنَكَ وبَيْنَ اَللَّهِ سِتْراً، وإِنْ رَقَّ.
٤٨. كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، ومَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، ومَفْتُونٍ بِحُسْنِ اَلْقَوْلِ فِيهِ، ومَا اِبْتَلَى اَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً، بِمِثْلِ اَلْإِمْلاَءِ لَهُ.
٤٩. صِحَّةُ اَلْجَسَدِ، مِنْ قِلَّةِ اَلْحَسَدِ.
٥٠. مَرَارَةُ اَلدُّنْيَا، حَلاَوَةُ اَلْآخِرَةِ، وحَلاَوَةُ اَلدُّنْيَا، مَرَارَةُ اَلْآخِرَةِ.
٥١. فَرَضَ اَللَّهُ اَلْإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ اَلشِّرْكِ، واَلصَّلاَةَ تَنْزِيهاً عَنِ اَلْكِبْرِ، واَلزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ، واَلصِّيَامَ اِبْتِلاَءً لِإِخْلاَصِ اَلْخَلْقِ، واَلْحَجَّ تَقْوِيَةً لِلدِّينِ، واَلْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلاَمِ، واَلْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَوَامِّ، واَلنَّهْيَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ رَدْعاً لِلسُّفَهَاءِ، وصِلَةَ اَلرَّحِمِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ، واَلْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وإِقَامَةَ اَلْحُدُودِ إِعْظَاماً لِلْمَحَارِمِ، وتَرْكَ شُرْبِ اَلْخَمْرِ تَحْصِيناً لِلْعَقْلِ، ومُجَانَبَةَ اَلسَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ، وتَرْكَ اَلزِّنَى تَحْصِيناً لِلنَّسَبِ، وتَرْكَ اَللِّوَاطِ تَكْثِيراً لِلنَّسْلِ، واَلشَّهَادَاتِ اِسْتِظْهَاراً عَلَى اَلْمُجَاحَدَاتِ، وتَرْكَ اَلْكَذِبِ تَشْرِيفاً لِلصِّدْقِ، واَلسَّلاَمَ أَمَاناً مِنَ اَلْمَخَاوِفِ، واَلْإِمَامَةَ نِظَاماً لِلْأُمَّةِ، واَلطَّاعَةَ تَعْظِيماً لِلْإِمَامَةِ.
٥٢. اَلْعَفَافُ زِينَةُ اَلْفَقْرِ، واَلشُّكْرُ زِينَةُ اَلْغِنَى.
٥٣. اَلْعِلْمُ عِلْمَانِ: مَطْبُوعٌ ومَسْمُوعٌ، ولاَ يَنْفَعُ اَلْمَسْمُوعُ إِذَا لَمْ يَكُنِ اَلْمَطْبُوعُ.
٥٤. مَعَاشِرَ اَلنَّاسِ، اتَّقُواْ اللَّهَ، فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ مَا لاَ يَبْلُغُهُ، وبَانٍ مَا لاَ يَسْكُنُهُ، وجَامِعٍ مَا سَوْفَ يَتْرُكُهُ، ولَعَلَّهُ مِنْ بَاطِلٍ جَمَعَهُ، ومِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ، أَصَابَهُ حَرَاماً، واِحْتَمَلَ بِهِ آثَاماً، فَبَاءَ بِوِزْرِهِ، وقَدِمَ عَلَى رَبِّهِ، آسِفاً لاَهِفاً، قَدْ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ، ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ.
٥٥. لَوْ رَأَى اَلْعَبْدُ اَلْأَجَلَ ومَسِيرَهُ، لَأَبْغَضَ اَلْأَمَلَ وغُرُورَهُ.
٥٦. لِكُلِّ اِمْرِئٍ فِي مَالِهِ شَرِيكَانِ، اَلْوَارِثُ واَلْحَوَادِثُ.
٥٧. اَلْأَقَاوِيلُ مَحْفُوظَةٌ، واَلسَّرَائِرُ مَبْلُوَّةٌ، وكُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ، واَلنَّاسُ مَنْقُوصُونَ مَدْخُولُونَ، إِلاَّ مَنْ عَصَمَ اَللَّهُ، سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ، ومُجِيبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ، يَكَادُ أَفْضَلُهُمْ رَأْياً يَرُدُّهُ عَنْ فَضْلِ رَأْيِهِ اَلرِّضَى واَلسُّخْطُ، ويَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُوداً، تَنْكَؤُهُ اَللَّحْظَةُ، وتَسْتَحِيلُهُ اَلْكَلِمَةُ اَلْوَاحِدَةُ.
٥٨. أَشَدُّ اَلذُّنُوبِ، مَا اِسْتَهَانَ بِهِ صَاحِبُهُ.
٥٩. قال سلام الله عليه لبعض أصحابه: لاَ تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ وَوَلَدِكَ، فَإِنْ يَكُنْ أَهْلُكَ وَوَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَوْلِيَاءَهُ، وَإِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اللهِ، فَمَا هَمُّكَ وَشُغُلُكَ بأَعْدَاءِ اللهِ.
٦٠. وَعَزَّى قَوْماً عَنْ مَيِّتٍ مَاتَ، فَقَالَ عليه السلام: إِنَّ هَذَا اَلْأَمْرَ لَيْسَ لَكُمْ بَدَأَ، ولاَ إِلَيْكُمُ اِنْتَهَى، وقَدْ كَانَ صَاحِبُكُمْ هَذَا يُسَافِرُ، فَعُدُّوهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَإِنْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ، وإِلاَّ قَدِمْتُمْ عَلَيْهِ.
٦١. وَقَالَ سلام الله عليه: أَيُّهَا اَلنَّاسُ، لِيَرَكُمُ اَللَّهُ مِنَ اَلنِّعْمَةِ وَجِلِينَ، كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ اَلنِّقْمَةِ فَرِقِينَ، إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ، فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اِسْتِدْرَاجاً، فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً، ومَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ، فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اِخْتِبَاراً، فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولاً.
٦٢. وَقَالَ سلام الله عليه: إِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ وَضَعَ اَلثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ، واَلْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، ذِيَادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وحِيَاشَةً لَهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ.
٦٣. وَرُوِيَ أَنَّهُ سلام الله عليه قَلَّمَا اِعْتَدَلَ بِهِ اَلْمِنْبَرُ إِلاَّ قَالَ أَمَامَ اَلْخُطْبَةِ: أَيُّهَا اَلنَّاسُ، اتَّقُواْ اللَّهَ، فَمَا خُلِقَ اِمْرُؤٌ عَبَثاً فَيَلْهُوَ، ولاَ تُرِكَ سُدًى فَيَلْغُوَ، ومَا دُنْيَاهُ اَلَّتِي تَحَسَّنَتْ لَهُ بِخَلَفٍ مِنَ اَلْآخِرَةِ اَلَّتِي قَبَّحَهَا سُوءُ اَلنَّظَرِ عِنْدَهُ، ومَا اَلْمَغْرُورُ اَلَّذِي ظَفِرَ مِنَ اَلدُّنْيَا بِأَعْلَى هِمَّتِهِ، كَالْآخَرِ اَلَّذِي ظَفِرَ مِنَ اَلْآخِرَةِ بِأَدْنَى سُهْمَتِهِ.
٦٤. رُبَّ مُسْتَقْبِلٍ يَوْماً لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِهِ، ومَغْبُوطٍ فِي أَوَّلِ لَيْلِهِ، قَامَتْ بَوَاكِيهِ فِي آخِرِهِ.
٦٥. اَلْكَلاَمُ فِي وِثَاقِكَ، مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وِثَاقِهِ، فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ ووَرِقَكَ، فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً، وَجَلَبَتْ نِقْمَةً.
٦٦. اَلْبُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِى اَلْعُيُوبِ، وهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوءٍ.
٦٧. وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ: إِنَّ أَوَّل مَا تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ اَلْجِهَادِ، اَلْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ، ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ، ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِهِ مَعْرُوفاً، ولَمْ يُنْكِرْ مُنْكَراً، قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلاَهُ أَسْفَلَهُ، وأَسْفَلُهُ أَعْلاَهُ.
٦٨. إِنَّ اَلْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيءٌ، وإِنَّ اَلْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيءٌ.
٦٩. يَا بْنَ آدَمُ، اَلرِّزْقُ رِزْقَانِ، رِزْقٌ تَطْلُبُهُ، ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ، فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ، فَلاَ تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ، كَفَاكَ كُلُّ يَوْمٍ عَلى مَا فِيهِ، فَإِنْ تَكُنِ اَلسَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ، فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَدٍ جَدِيدٍ مَا قَسَمَ لَكَ، وإِنْ لَمْ تَكُنِ اَلسَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ، فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ فيمَا لَيْسَ لَكَ، ولَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ، ولَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْهِ غَالِبٌ، ولَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِرَ لَكَ.
٧٠. لاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمْ، بَلْ لاَ تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ، فَإِنَّ اَللَّهَ فَرَضَ عَلَى جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ، يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
٧١. مَا خَيْرٌ بِخَيْرٍ بَعْدَهُ اَلنَّارُ، ومَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ اَلْجَنَّةُ، وكُلُّ نَعِيمٍ دُونَ اَلْجَنَّةِ فَهُوَ مَحْقُورٌ، وكُلُّ بَلاَءٍ دُونَ اَلنَّارِ عَافِيَةٌ.
٧٢. أَلاَ وإِنَّ مِنَ اَلْبَلاَءِ اَلْفَاقَةَ، وأَشَدُّ مِنَ اَلْفَاقَةِ مَرَضُ اَلْبَدَنِ، وأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ اَلْبَدَنِ، مَرَضُ اَلْقَلْبِ، أَلاَ وإِنَّ مِنَ اَلنِّعَمِ مِنْ صِحَّةِ اَلْبَدَنِ، تَقْوَى اَلْقَلْبِ.
٧٣. اَلرُّكُونُ إِلَى اَلدُّنْيَا، مَعَ مَا تُعَايِنُ مِنْهَا جَهْلٌ، واَلتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ اَلْعَمَلِ، إِذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ غَبَنٌ، واَلطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ اَلاِخْتِبَارِ لَهُ عَجْزٌ.
٧٤. تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا، فَإِنَّ اَلْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ.
٧٥. لِلْمُؤْمِنِ ثَلاَثُ سَاعَاتٍ، فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وسَاعَةٌ يَرُمُّ مَعَاشَهُ، وسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ ويَجْمُلُ، ولَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلاَّ فِي ثَلاَثٍ، مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ، أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.
٧٦. اِحْذَرْ أَنْ يَرَاكَ اَللَّهُ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ، ويَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِهِ، فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ، وإِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اَللَّهِ.
- قَالَ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ: أَخَذَ بِيَدِي أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِيطالب عليه السلام، فَأَخْرَجَنِي إِلَى اَلْجَبَّانِ فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ اَلصُّعَدَاءَ، ثُمَّ قَالَ:
يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ، إِنَّ هَذِهِ اَلْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ، فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ.
اَلنَّاسُ ثَلاَثَةٌ، فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ اَلنَّجَاةِ، وهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ اَلْعِلْمِ، ولَمْ يَلْجَأوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ.
يَا كُمَيْلُ، اَلْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ اَلْمَالِ، اَلْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وأَنْتَ تَحْرُسُ اَلْمَالَ، واَلْمَالُ تَنْقُصُهُ اَلنَّفَقَةُ، واَلْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى اَلْإِنْفَاقِ، وصَنِيعُ اَلْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِهِ.
يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ، مَعْرِفَةُ اَلْعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ، بِهِ يَكْسِبُ اَلْإِنْسَانُ اَلطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ، وجَمِيلَ اَلْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، واَلْعِلْمُ حَاكِمٌ، واَلْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ.
يَا كُمَيْلُ، هَلَكَ خُزَّانُ اَلْأَمْوَالِ وهُمْ أَحْيَاءٌ، واَلْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ اَلدَّهْرُ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وأَمْثَالُهُمْ فِي اَلْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ، هَا إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْماً جَمّاً، وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ، لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً، بَلَى أُصِيبُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ، مُسْتَعْمِلاً آلَةَ اَلدِّينِ لِلدُّنْيَا، ومُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اَللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وبِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ، أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ اَلْحَقِّ، لاَ بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ، يَنْقَدِحُ اَلشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ، أَلاَ لاَ ذَا ولاَ ذَاكَ، أَوْ مَنْهُوماً بِاللَّذَّةِ، سَلِسَ اَلْقِيَادِ لِلشَّهْوَةِ، أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ واَلاِدِّخَارِ، لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ اَلدِّينِ فِي شَيْءٍ، أَقْرَبُ شَيْءٍ شَبَهاً بِهِمَا اَلْأَنْعَامُ اَلسَّائِمَةُ، كَذَلِكَ يَمُوتُ اَلْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ.