وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                

Search form

إرسال الی صدیق
من كنى علياً عليه السلام بأبي الحسن ؟

السؤال :

من أين جاءت كنية أبا تراب للإمام أمير المؤمنين عليه السلام ؟

الجواب :

لعلي عليه السلام العديد من الكنى، أشهرها أبو الحسن.. وأبو تراب.. ولكن يستوقفنا هنا أمران:

الأول: موقف الحسنين عليهما السلام من الكنية بأبي الحسن، حيث يروى أن علياً عليه السلام قال: كان الحسن في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله يدعوني أبا الحسين. وكان الحسين يدعوني أبا الحسن. ويدعوان رسول الله صلى الله عليه وآله أباهما، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله دعواني بأبيهما . [١]

ومعنى ذلك: أنهما عليهما السلام قد عظما ثلاثة أشخاص في آن، فإن دعوتهما رسول الله صلى الله عليه وآله بأبيهما يتضمن تعظيماً له وتكريماً.. ويتضمن أيضاً اعتزازاً بانتسابهما إليه..

ودعوة الحسن علياً عليه السلام: بأبي الحسين، فيه تعظيم لعلي عليه السلام، حيث خوطب بكنيته، وفيه أيضاً تعظيم للحسين عليه السلام، حيث قدَّمه الإمام الحسن عليه السلام على نفسه، ورأى أنه أهل لأن يكتني به من هو مثل علي عليه السلام..

كما أن دعوة الحسين لأبيه بأبي الحسن يفيد التكريم لعلي، وللحسن عليهما السلام معاً.

أبو تراب..

ومن الكنى التي أطلقها النبي صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام: أبو تراب وكانت أحب الأسماء إلى علي صلوات الله وسلامه وسلامه عليه. [٢]

وقد كناه النبي صلى الله عليه وآله بهذه الكنية حين وجده راقداً وقد علا جبينه التراب، فقال له ملاطفاً: قم يا أبا تراب . [٣]

وربما يكون من أسباب محبته عليه السلام لهذه الكنية:

١ ـ إن فيها تذكيراً له بأنه مخلوق من التراب، وأن ذلك يشير إلى أن المتوقع منه أن يتواضع لله تبارك وتعالى، وأن يذل بين يديه.

٢ ـ إنها تذكره بمحبة النبي صلى الله عليه وآله، وتودده له، حين أتحفه بهذه الكنية على سبيل الملاطفة، وما تضمنته من رفع الكلفة، وزيادة الألفة.

٣ ـ إنه عليه السلام يستشف من هذه الكنية الممنوحة له، معاني عالية وأسراراً، وحقائق سامية، وتفتح له آفاقاً من التفكر والتبصر، من شأنها أن تزيد من ابتهاجه بهذه الكنية، وتؤكد قيمتها ومغزاها لديه..

٤ ـ إنه عليه السلام كان يعد ذلك له كرامة، ببركة النفس المحمدي. كان التراب يحدثه بما يجري عليه إلى يوم القيامة، وبما جرى. فافهم سراً جليلاً. [٤]

-------------------------------------------------------------------------------
[١] . راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١ ص١١ ومقاتل الطالبيين ص٢٤ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ ج١ ص٨٠ وبحار الأنوار ج٣٥ ص٦٦ والأنوار العلوية ص٤ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٣٠ ص١٤٥ ومناقب آل أبي طالب ج٣ ص١١٣ والمناقب للخوارزمي ص٣٨ و ٤٠ وكشف الغمة ج١ ص١٣٥.
[٢] . راجع: المعجم الكبير ج٦ ص١٦٧ و ١٤٩ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص١٧ و ١٨ وتاريخ الأمم والملوك ج٢ ص٤٠٩ وتذكرة الخواص ج١ ص١٢٧ وكشف الغمة ج١ ص١٣٦ وبحار الأنوار ج٣٥ ص٦٠ ومناقب علي بن أبي طالب عليه السلام وما نزل من القرآن في علي عليه السلام لابن مردويه الأصفهاني ص٥٣ ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج٢ ص٣٠٥ وجواهر المطالب ج١ ص٣٠ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج١٥ ص٥٩٧ وج٣٠ ص١٣٨ ومقاتل الطالبيين ص٢٥ و ٢٦ وعن البخاري، ومسلم، والسنن الكبرى للبيهقي ج٢ ص٦٢٥ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٣ ص٢٦٢، وغير ذلك.
[٣] . محاضرات الأوائل ص١١٣ والغدير ج٦ ص٣٣٧ والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام للهمداني ص٥٦ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج١٥ ص٥٩٢ وج٣٠ ص١٤٠.
[٤] . محاضرة الأوائل ص١١٣ والغدير ج٦ ص٣٣٨ والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام للهمداني ص٥٦.
****************************